الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Mon - 29 / Apr / 2024 - 0:24 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
سيرة حياة الفنان الراحل خدر فقير الشنكالي

 سيرة حياة الفنان الراحل خدر فقير الشنكالي
=======

عندما يصبح المرء عاشقاً لكل بذرة من تراب أرضه ويعشق كل حجر من حجارة الجبلِ فينمو بداخله الحب والعطاء حتى يلاقي ذلك الإنسان الذي يندمج معه الروح والفكر والعقل.. عندها تجتمع أواصر العشق جميعا لينتج منها شاعراً او فيلسوفاً أو فارساً بطلاً أو رساماً مشهوراً أو فناناً ترتاح لألحانه وكلماته وصوته الأذان والأنفسُ، وتعيش الأغاني لتصبح خالدة في وجدان الناس.. كل تلك الصفات تجتمع في شخصية موضوعنا لهذا العدد، رجلٌ ترعرع في بيئة العشق لكل شيء وعاش من أجل العشق وتوفي بسبب العشق.. ألا وهو عماد الفلكلور والتراث الغنائي الشنكالي .. الفنان الراحل خدر فقير.

ارتأينا التحدث عنه وتناول سيرة حياته، كي نقدمها للقرّاء عسى نعطيه ولو القليل جدا من الوفاء على ما بذله من سعي في الحفاظ على التراث والفلكلور في منطقة شنكال وظل يغني الملاحم العاطفية والبطولات والمآثر، ذاكراً ما فيها من أحزان وويلات وفرمانات جرت على شنكال وأهلها وعلى الأكراد بشكل عام ومنهم الأيزديين.

ولادة خدر فقير، نشأته وعائلته:

خدر فقير من عشيرة الفقراء(2) في منطقة شنكال واسمه الكامل خدر ابن خديدا ابن كجل ابن برو ابن اومر من آل زروzero(3).

ولادة خدر فقير كانت في قرية (سمى هيستر semi histir) بـ كةرسى(4) في سنة 1952م ومسجل في السجلات الرسمية بمواليد 1950م.. والدته عدول ابراهيم خلف وهي قريبة والده في النسب.. له من الإخوة خمسة أشقاء وأختٌ واحدة (الياس، سيدو، شمو، بركات، نعام، قاسم).. توفي الشقيق الأكبر سنة 2006م، فيما اخوانه الباقون أحياء ويعيشون في مجمع بورك الآن، أما أخته الوحيدة فهي متزوجة وتعيش مع عائلتها في كةرسى.

تزوج الراحل خدر فقير من غزال درويش حسين وهي الأخرى من عشيرة الفقراء والتي أنجبت له أولاداً وبنات (علي، ميان، تحسين، اسماعيل، سعيد، خيري، هدية، دلفين، دلخواز، رووكةن، ناصر)

تزوج علي مرتين و زوجتاه من عشيرة الفقراء وتعيشان معه في مجمع بورك وله من الأولاد (كازين kajin، كافين kavin، ئةفينavin، خلف، شكري، كوليستان).

ميان متزوجة في مجمع زورئافا ومن أحد أقربائها هناك ولها من الأولاد (زيري، صلاح، سعد، كوليستان، فيان، دلدار).. وأما ابنه الثاني تحسين، فقد تزوج من احدى بنات عشيرة الفقراء وله من الأولاد (غزال، ديار).

اسماعيل.. خريج السادس العلمي ويداوم بوظيفة معلم في مدرسة (بورجا بةلةكburga belek) الكوردية بمجمع كوهبةل، متزوج وله من الأولاد ( سامان، سبهان) ويعيش في مجمع بورك.

سعيد.. متزوج من احدى قريباته ويعيش في مجمع بورك وله طفلٌ واحد اسمه دلوفان، أما خيري فأنه يدرس طالباً في السادس الأدبي بمجمع بورك.

هدية.. متزوجة وتعيش في مجمع بورك، أما دلفين .. فقد تزوجت احد أقربائها في بورك، دلخواز.. طالبة في مرحلة الابتدائية، رووكةن.. ترك الدراسة الابتدائية، ناصر.. آخر العنقود في عائلة الراحل خدر فقير وهو طالب في الصف الثالث الابتدائي.

وتجدر بنا الإشارة هنا في أن علي وتحسين يعدّان الآن من الفنانين المشهورين على مستوى الغناء التراثي والفلكلوري في شنكال ولهما مكانتهما في الحفلات الاجتماعية والرسمية، وهما يحاولان أن يحذوا حذو والدهما في مسيرة الغناء الفلكلوري.

 البيئة التي عاش فيها:

ترعرع الفنان خدر فقير في قرى كةرسى وبالضبط في مسقط رأسه قريتي سمى هيسترsimmi histir و كولكاkolka الواقعتين في الجهة الشمالية من جبل شنكال(سنجار)، في ظل معيشة صعبة كان أهالي شنكال يعانون منها بسبب الفقر الذي عم المنطقة ولعل هذه السمة لا زال الشنكاليون يعانون منها.. ذهب الى المدرسة وداوم فيها حتى الصف الخامس الابتدائي بإحدى المدارس في كةرسى(لم نستطع الحصول على اسم المدرسة) وبسبب مشاكل عشائرية حدثت بين عائلته وعائلة قريب لهم.. رحلت عائلته من قريتهم الى قرية مللكmillik في كةرسى ثم الى قرية بةرانه berane ، مما اضطره الى ترك المدرسة مبكراً، ولا شك في أن هذا الأمر كان له أثر كبير وصعب على عائلته والتي اضطرت الى تحمل نتائج تلك المشكلة العشائرية ومنها ترك خدر فقير لدراسته الابتدائية لاسيما انه كان شاطراً وذكياً بفكره واستيعابه للأمور حسب ما قُيِّل لنا.. بعد سنوات من تركهم لقريتهم وأملاكهم من أراضي زراعية وأشجار التين.. عادت عائلة خدر فقير الى قرية مللك واستقروا فيها حتى حدوث مشكلة عشائرية أخرى لعائلتهم اضطرتهم بالعودة الى قريته القديمة سمى هيستر، ومن هذيّن الأمرين يتبين لنا أن الظروف التي عاش فيها خدر فقير اتسمت بالمشاكل العشائرية والتي أثرت على حياتهم ومعيشتهم بشكل سلبي وهذا ما يؤدي بنا للقول في أن تلك الفترة (الخمسينات والستينات من القرن الماضي) تميزت بها شنكال ومناطقها بالمشاكل العشائرية.. كما كان لعائلته نصيب الرحيل الى منطقة الشيخان او ما يسميه الشنكاليين بـ منطقة ولاطى شيخ في فترة بدايات السبعينات بسبب تفشي الفقر وعدم هطول الأمطار في شنكال والتي أثرت على المنتوجات الزراعية ورعاية المواشي والتي كانت تعتبر المؤونة الأساسية لمعيشة الشنكاليين.

لم يذهب خدر فقير الى العمل لكسب المعيشة كما كان أهالي شنكال يفعلون لكسب قوت العيش وكان مدللا عند والديّه.. ونستطيع القول في أن غنائه ساعده في تسيير بعض أموره المادية ولاسيما اشتراكه في الحفلات الفلكلورية في دواوين الكبار ورؤساء العشائر والأغوات بمختلف المناسبات وأغلبها كانت حفلات الزواج.

 مرحلة الزواج:

تزوج خدر فقير عن حب ولعل هذه ميّزة امتاز بها الراحل كون اسلوب الزواج بتلك الفترة كان عن طريق الخطوبة دون علم الشاب والفتاة.. وكل مَن عرف ويعرف خدر فقير، يعرف ويدرك تلك المكانة المميزة لزوجته لديه، وهناك من الأحداث بهذا الشأن سنأتي الى ذكرها لاحقاً.

تزوج خدر فقير من غزال سنة  1974م*، وأصبحت شريكة عمره في كل شيء، وعدا تربيتها لأولادهما فقد كانت الحافز الأساسي لتطور فن خدر فقير وغنائه حيث كانت ملهمته والسند القوي له في السرَّاء والضرَّاء.. ومقولة (وراء كل رجل عظيم.. امرأة عظيمة) انطبقت على الفنان خدر فقير لما لزوجته من دور كبير في حياته.

وعبر علاقتهما القوية وتفاهمها الكبير.. أصبحت غزال(5) تتعلم سرد تلك القصص الغنائية النابعة من الفلكلور الشنكالي الأصيل، لكنها لم تكن تغني ولم يحدث إن غنَّت بيوم من الأيام.
عدد المواويل أو الأغاني التي ألفها وألقاها خدر فقير طيلة حياته وعدد الكاسيتات المسجلة ؟
 كغيره من فنانيّ الفلكلور الشنكالي.. غنى خدر فقير كافة الأغاني والتي عبرت عن سرد المواقف التاريخية التي مرَّ بها الشنكاليون وبالذات تلك التي تتحدث عن المآثر البطولية وعن حملات الإبادة التي تعرض اليها أيزديو شنكال بسبب ديانتهم (موال ئيزدى ميرزا، موال حافظ باشا، والمعارك التي تعرّض اليها قبائل الخالتان والجيلكان والدنان أبان تواجدهم في تركيا) والعديد من المواويل التي عبرت عن بطولات كان لها العمق الأخوي بين شرائح المجتمع الكوردي على اختلاف دياناتهم (موال نةواخا براهيم باشا –مثالا- عندما اتحدت القبائل الكوردية وعشائرها بمختلف مسمياتها ضد الأعداء)..بالإضافة الى المواويل العاطفية والتي تحكي عن قصص العشاق وملاحمهم، و قد حدثني ابنه الأكبر علي قائلا: حدثني والدي ذات يوم في انه يستطيع غناء 500 موال متنوع من الفلكلور والتراث الكوردي بشكل عام ومنه الشنكالي والذي يعتبر الجزء الرصين منه، في حين أنه غنى مواليّن من تأليفه وألحانه ( زالم= ظالم، ومرثية بعنوان –غزال- كانت على رحيل زوجته وأم أولاده ورفيقة دربه غزال).. وقد وجدتُ خبرا(6)منشوراً في منتديات ختارة كبيرة بعنوان (البوم من مواويل فقير خدر من فلكلور الايزيدية الغنائي) وتضمن المواويل: (لو دلال، آغاوه، زالم، غريبو، غزالي، مم و زيني، خاني).وهذا أيضا رابط لأحدى المناسبات التي غنى فيها خدر فقير فيها سنة 1996م، وقد نزله السيد سعيد دناني في موقع اليوتيوب، بالإمكان مشاهدته عبر الدخول للعنوان..
http://www.youtube.com/watch?v=Y9EKM8NHxlM 
العشق في حياة خدر فقير:
حدثنا عن مرحلة الزواج في حياة خدر فقير والتي اتسمت بحبه لـ غزال، حيث تحول هذا الحب الى عشق نمى وكبر بينهما حتى تزوجا، وكما أسلفنا في أن قصة الحب بينهما كانت ولا زالت معروفة في المجتمع الشنكالي حتى بعد رحيلهما، ولعل تلك الأخبار التي تناولتها الإعلام والمقرّبين من خدر فقير كانت دقيقة وصحيحة، عندما ساءت حالة الصحية قبل مماته، والتي رجحت سببها الى رحيل زوجته غزال عن الدنيا في 15/ 9/ 2005م، لتتركه وحيداً مما أحزنه كثيراً وغنى عليها مرثية باسم غزال.. وهذا ما يثبت لنا في أن خدر فقير كان وفياً لزوجته وبقي يحترم حالة العشق الذي ولدت بينهما وتفانى من اجلها الى حد لم يستطع تحمل الوضع وازدادت صحته سوءاً يوم بعد يوم حتى مماته.
المشوار الفني في حياة خدر فقير:
بدأ الراحل خدر فقير مشواره الفني منذ صباه ودأب على الغناء الفلكلوري في منطقة شنكال، والذي يمتاز بنكهته المميزة عن باقي الألوان الغنائية في بقية مناطق الكورد بأجزائه الأربعة لأن اللون الغنائي في شنكال مستنبط من قصص وأحداث من التاريخ الكوردي عامةً والأيزديون منهم بشكل خاص والتي أغلبها تحكي عن الظلم والاضطهاد الذي عانوه، واستمرّ فنان شنكال الكبير بالغناء التراثي ومواويله حتى ذاع صيته في مختلف مناطق كوردستان واشترك في برنامج (كةل كوهدارا= مع المستمعين) والذي كان يبث من الاذاعة العراقية في بغداد/ القسم الكوردي ومقدمه حينها كان جمال برواري.. وما يميّز فن خدر فقير في أنه استطاع الغناء باللهجات السورانية والبادينية-الكورمانجية وبعض المواويل والأغاني باللغة التركية مع الإشارة في انه كان يستطيع غنائها لكنه لم يكن قادراً على التعاطي مع اللغة التركية.
بالإضافة الى تواجده الدائم في مضايف رؤساء العشائر والأغوات في شنكال وكوردستان.. كان للفنان خدر فقير مشاركات رسمية على مستوى الأحداث في العراق ما قبل 2003م، وفي مناسبات عديدة للأعياد القومية الكوردية في اقليم كوردستان ومنطقة شنكال، وحضوره في مناسبات احتفالية او غنائية أعدتها بعض القنوات التلفزيونية الكوردية في الاقليم.. ونستطيع القول أن فن خدر فقير ولونه الغنائي اشتهر حتى وصل الى المناطق الكوردية في سوريا وتركيا.. ولم يتوقف عطائه الفني الا بتوقف نبضه عن الحياة رغم حزنه العميق على رحيل زوجته وشريكة حياته.
مكانة خدر فقير في المجتمع، والمساندون له:
كان له مكانة خاصة في نفوس الشنكاليين من الشباب وكبار السن وعلى مختلف شرائحهم لأنه غنى للجميع وكان لصوته الشجيّ وقعا خاصاً بمسامعهم ولا زال الجميع يتحسّرون على رحيله ويتمنون خليفة له يعود معهم الى تلك الليالي والأمسيات التي كان يشدو فيها لهم بمواويله وأغانيه العذبة، ولعل حب الناس على مستوى الجماهير والمحافل الرسمية له كان داعمه الاساس ولا ننسى مؤازرة زوجته له ووقوفها بجانبه كان له الأثر الأكبر في مسيرته.. لكن ما يحزننا في الأمر ان خدر فقير ومثل غيره من فناني شنكال لم يلقى الدعم اللازم من راتب شهري والذي يليق به كفنان تراثي قدم حياته تضحية لتلك القصص التراثية والمواويل الفلكلورية سوى منحة شهرية كانت تعطى له قبل رحيله واقتطعت بعد وفاته. 
المتأثرين بفن خدر فقير الغنائي:
نستطيع القول أن الفنان جلو شنكالي ابو فرحان هو من المتأثرين باللون الفلكلوري للفنان خدر فقير وغالبا ما كان يطلب منه المواويل، كما أن ولديّه علي وتحسين تأثرا به كثيراً.. حتى أن ابنه تحسين كان يرافقه ومنذ صغره في معظم جولاته ومشاركاته الغنائية على المستوييّن الرسمي والمناسبات الاجتماعية، وبات لولديّه مكانة لا بأس بها في المنطقة وقلما تمرّ مناسبة اجتماعية أو رسمية دون أن يكون لهما أو لأحدهما تواجداً فيها، ولاشك في أنهما يسيران في درب والدهما الغنائي من أجل ديمومة الحفاظ على التراث والفلكلور الكوردي والشنكالي منه بشكل خاص.
خدر فقير يرحل عن الفن وعن الشنكاليين
في يومٍ صيفيّ من شهر حزيران رحل الفنان الخالد خدر فقير بعد صراع مع مرض السكري والقلب وحزنٍ ألم به بعد رحيل زوجته غزال، التي أحبها وعاش معها سنوات الحب والعشق، وأخذ منه الحزن والمرض مأخذه حتى فارق الحياة في نهار يوم (29/ 6/ 2009م) بداره في مجمع بورك، ليترك لشنكال وأهلها وأولاده وكوردستان عامةً سنوات من فنه الزاخر بالعطاء، وقد أقيمت مهرجانات واستذكارات فنية تخليداً لرحيله ومنها:
-    في يوم الجمعة المصادف 7/ 8/ 2009 أقام مركز لالش الثقافي والاجتماعي/ فرع سنونى(7) حفلاً فنيا بمناسبة مرور أربعون يوماً على رحيل الفنان خدر فقير.
-    في يوم الجمعة 22- تموز 2011 تم اقامة مهرجان ثقافي وفني كبير تكريما للراحل خدر فقير وسمي بـ مهرجان خدر فقير للثقافة(8)، والذي أعده الكاتب والإعلامي احمد شنكالي وجرت مراسيمه بقاعة شرفدين في ناحية الشمال- سنونى.
-         عرض فلم وثائقي من انتاج فضائية كوردسات(9) ، من اعداد وقراءة وإخراج الإعلامي احمد شنكالي وبكاميرة المصور فرحان كاباري وأنتج هذا الفلم الوثائقي في قسم المونتاج والمكساج بفضائية كوردسات ومشاركة المونتير المتميز جومان عبد الوهاب وذلك في الذكرى الأولى لرحيل أسطورة التراث الغنائي خضر فقير في فلم وثائقي عن حياته الفنية والشخصية على قناة كوردسات الفضائية في تمام الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء المصادف 30/6/2010م، وتضمَّن الخبر كلمات رائعة ومنها((خضر فقير الفنان الأيزيدي الذي بعث الروح في جسد الأغنية الفلكلورية الكوردية.. خضر فقير صوت الفرمانات والويلات التي لحقت بالأيزيدية)).
قالوا عن الفنان خدر فقير:
الفنان أكرم رشو(10): وداعاً يا فقيرنا العزيز.. انها لمصيبة كبرى وفاجعة أليمة ألمت بالغناء الكوردي عموماً والمدرسة الشنكالية الكلاسيكية في الغناء الكوردي الأصيل خصوصاً. لقد كان الفنان خدر فقير بحنجرته الذهبية وبصوته الرخيم وبألحانه الشجية وأدائه الرائع صبراً وسلواناً للكثير من العشاق والمحبين، يخف عنهم عذابات الهوى وألم البعد والفراق. ولكنني على ثقة تامة بأن شنكالنا الحبيبة كما أنجبت العديد من العظماء في الغناء الشنكالي الكوردي الأصيل أمثال: بروي كجل و كجي عمي و بير كورو و الأسطورة قبال وخدر فقير وآخرون، فأنها لقادرة على إنجاب الكثير من غيرهم في الغناء الشنكالي الأصيل والنقي. وستبقى شنكالنا الشامخة الوعاء الصافي للغناء الكوردي الأصيل والذي يجسد عذابات وأحلام الشعب الكوردي عموماً والأيزيديين خصوصاً.
رحم الله الفنان خدر فقير واسكنه فسيح جنانه ولأهله الصبر والسلوان.
الفنان أكرم رشو
ألمانيا 08.07.09
عزيز شمو/ كاتب وإعلامي ومدير مكتب الشؤون الايزيدية في اربيل(11): يعد الفنان فقير خدر بحق أسطورة الغناء الفلكلور الكوردي الرصين في ارض شنكال.


 الهوامش:

(1) استفدت من الفنانيّن علي و تحسين ابنيّ الفنان خدر فقير في كتابة سيرة حياة والدهما.

(2) شيرة الفقراء: وتمثل شريحة واسعة من فئات المجتمع الأيزدي وأفرادها يطلقون لحاياهم (موروث ديني) وهذا ما يميّزهم عن باقي شرائح المجتمع، يقطنون قرى كرعزير وتل قصب و سولاخ وبورك وكوهبةل وزورئافا وجدالى.. ولعل أشهر رجالات هذه العشيرة هو الباشا حمو شرو.

(3) دايى زةرو zero: دايى زةرو= الأم زَرو..  اسم والدة اومر.. الجد الثاني للفنان خدر فقير وحسب القول ظهر لديها بعض الكرامات وكانت تساعد الناس في النصح حيث كانوا يلتجئون اليها كلما ضاقت بهم الأحوال وكانت تزيد من إيمانهم بالأمل والإيمان بالله في أنه مدبر الأمور ومعين للأهوال.. وجسدها مدفون في مقبرة شيخ ابو القاسم والمعروف بـ شبيل قاسم عند الشنكاليين حيث يؤم قبرها النساء المحرومات من الذرّية والإنجاب، فيعلقون بعض الأشياء المعبّرة طلباً وتمنياً بالأطفال.

(4) كةرسى kersi: من المناطق الجميلة في شنكال والتي تطل على الجانب الشمالي الجبل، يؤمها الناس من كافة مناطق شنكال وحتى من خارجها للاصطياف والسفرات العائلية والرسمية، كانت مركزا للناحية في العشرينات من القرن الماضي، وتم نقل مركز الناحية منها الى قصبة سنونى سنة 1961م. وفي منتصف السبعينات قامت الحكومة العراقية بترحيل أهالي كةرسى والتي كانت تضم عشائر(الفقراء، الدخيان، الكوركوركا) وتم تجميعهم في مجمعات سكنية بـ خانةسور وبورك و كرعزير وبعض المجمعات السكنية الأخرى والتي تحولت عناوينها وبأمر من السلطات الحاكمة وتنفيذا لمخططاتها الشوفينية الى أسماء عربية (مجمع التأميم ومجمع اليرموك ومجمع القحطانية)، ورغم مكانتها السياحية.. الا أن هذه المنطقة نالت الإهمال والتقصير المتعمد من قِبَل الحكومات المتعاقبة ولا زالت الخدمات فيها دون مستوى الطموح كونها من المناطق التي يلتجأ اليها الناس لقضاء أوقات عطلاتهم وإقامة الحفلات والمناسبات الرسمية والاجتماعية في ربوعها.

(5) استفسرتُ من الأخوين علي و تحسين عن تلك الأخبار التي أشيعت في أن والدتهما كانت تغني الفلكلور و كانت تعرف العزف على الطمبورة الكوردية.. لكنهما نفيا الأمر تماماً وقالا انها مجرد إشاعات غير مسؤولة تحدثت عن والدتنا.. لكنها كانت تعرف القصص والملاحم الغنائية سرداً دون أن تغنيها.
(6) http://xataramn.forumarabia.com/t58-topic
(7) موقع مركز لالش ألمانيا
(8) في حديث للإعلامي أحمد شنكالي.
(9) نقلا عن خبر منشور في منبر خانصور الحر.
(10) كلمة منشورة في موقع باخرة الكورد.
(11) كلمة عن الراحل في مهرجان خدر فقير للثقافة.

*نعتذر عن عدم وضع سنة زواج الفنان عند نشر الموضوع في مجلة محفل بعددها السابع لخطأ غير مقصود في ص91 من المجلة وقد صححناه عند نشرنا للموضوع بمواقع النت.

ملاحظة: الموضوع خاص بمجلة محفل في عددها السابع للموسم الربيعي سنة 2012م، ونتمنى أن نكون بقدر المسؤولية في طرح سيّر حياة فناني التراث وتوثيقها، ومنهم الطيب الذكر خدر فقير ونرجو ممَّن لديه ملاحظة أو تعقيب أو إضافة على مواضيعنا في أن يثرينا بها من اجل الصالح العام.. مع تقديري واحترامي للجميع.

 مصطو الياس الدنايي

11/ 6/ 2012


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar