الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Sun - 28 / Apr / 2024 - 23:07 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/m-kamel.htm
الزاوية الأدبية »
قراءة لمهرجان لالش الثقافي لسنة 2011.. وبعض الملاحظات على المهرجان السنوي

قراءة لمهرجان لالش الثقافي لسنة 2011.. وبعض الملاحظات على المهرجان السنوي

========
قبل نحو اسبوع كنا على موعد وقاعة محمد عارف جزيري في محافظة دهوك حيث وقائع مهرجان لالش السنوي وعلى مدى يومين متتاليين (15- 16/ 9/ 2011).. مهرجان هذا العام كان غنياً ومميزاً من حيث المضمون والندوات والمحاضرات المشاركة فيه لأن ما ورد في بنود تلك المحاضرات والندوات كانت بما يشبه الانتفاضة او لنكن أقل وطأة في الوصف ونسميها تظاهرة على واقع موجود من حيث الحالة الأيزدية (ما لهم وما عليهم وما يتعرض اليه).
نبتدئ *بندوة البروفيسور بدرخان السندي (كاتب و شاعر كوردي معروف)حيث تحدث الأستاذ بدرخان عن المجتمع الأيزدي من الناحية العلمية وتفسير سايكولوجيته وتعامله مع المحيط منوهاً الى أن هذا المجتمع بدأ الى الانزواء على نفسه من تلقاء نفسه ومن اهمال الآخر أيضاً له بسبب عقيدة أفراده الدينية والتي تختلف مع ديانات المنطقة وبالذات الاسلام وطالما حدثت حوداث عظيمة بحق أفراد الديانة الأيزدية بسبب ديانتهم، وأضاف مشيراً الى جملة من الحوادث المهمة والتي دعت الأيزديين الى اتخاذ تلك الحالة ومنها حالة الخوف من الآخر بسبب ما تعرّضوا إليه عبر الأزمنة من ظلم وإقصاء وبطش واتهام بالكفر.. فأنسحب المكون الأيزدي على نفسه وأصبح مجتمعاً منغلقاً نوعاً ما وأصبح الأيزدي متردداً في التعامل مع الآخر حتى أنه يعيش في نطاق شخصيتين مزدوجتين ولا يظهر حقيقته إلا عندما يشتدّ به الأمر وتسنح له الفرصة المناسبة وحينها يتبين معدنه الأصيل وشخصيته الحقيقية فيظهر كل إمكاناته المكبوتة وراء تلك الشخصية الظاهرة للعيان، ورغم كل المحاولات فما زالت الحالة متوارثة.. ولن يتم التخلص من هذا التقوقع والانزواء الا من خلال المجتمع نفسه حتى يتخذ جملة من التدابير يتحرك منها للتخلص من حالة الانعزال كي يكون مجتمعاً مساهماً وليس ملحقاً بالآخرين.. كما أن للمحيط غير الأيزدي أيضا مسؤوليات تقع على عاتقه لتقبّل الأيزديين شركاء في الوطن والتراب والأرض والمصير.
محاضرة البروفيسور بدرخان السندي أظهرت لنا وللحضور جميعاً بأن هناك ما يتطلب من الأيزدي لمواكبة العصر ويجب عليه التخلص من بعض الأمور التي تجعل منه متحفظاً وبعيداً عن الحدث حتى يكون عنصراً فعالاً.. يعطي وينال.
*محاضرة السيد بدرخان السندي تلتها محاضرة أخرى قيّمة لم تقل شأناً عن سابقتها حيث ألقى الدكتور ابراهيم سمو والتي حملت عنوان (بناء الدراما في الأدب الديني الأيزدي).. تحدث فيها الدكتور سمو عن تأثر التعاليم الدينية الأيزدية بالطبيعة ومعرفة سر الكون وتسيير أمره، مشيراً إلى أن كل الأقوال الدينية للأيزديين تهتم بوحدانية الله وتثبت أنه سيد الكون ومدبر الطبيعة ومسيّرها وما تلك الحوارات ما بين العين والنفس والأذن والقلب إلا أسساً نحو الهدف لمعرفة رب العالمين، ومن جانبٍ آخر فأنها تعتبر حوار كبير ما بيني (كإنسان) وبين الرب الذي يكون هو الرب الأعظم. ثم تعرّج الدكتور ابراهيم سمو الى جملة من المشاكل او الحواجز التي يلاقيها الأيزدي والتي تجعله مغترباً في دياره (منطقته والدولة التي يعيش فيها او حتى في الإقليم) وذكر أمثلة على ذلك ومنها سياسة التعصب التي تُمارس ضد الأيزدي جرّاء الاختلاف العقائدي الديني وطالما نال الأيزدي البطش والاهمال والانعزال بسبب تلك النزعة الدينية المتطرفة لدى البعض وللأسف (من بعض المحسوبين على الاسلام) ولاسيما هنالك من انتهج ذات الأسلوب في كوردستان أيضا عندما حرّم التعامل مع الأيزدي غاضًّ النظر عن كونه أخوه في القومية وشريكاً في التراب والمصير الكوردستاني.. وقال : لو أردنا التعايش بسلام وتآخي في كوردستان يجب علينا جميعاً تطبيق ظاهرة تقبّل الآخر وقبوله شريكاً وأخاً حتى نستطيع عبور المرحلة وفق منهج إنساني متسامح خدمة لكل الكوردستانيين، والأيزديين لهم الحق في العيش دون خوف والتخلص من حالة الشعور بتكفير الآخر له.
الجدير بالاشارة إلى الندوتين أعلاه كانتا بإدارة الأستاذ سعيد سلو/ نائب رئيس الهيئة العليا لمركز لالش دهوك، وجرت فيهما مناقشات عدة شارك فيها الجمهور بالأسئلة والمداخلات مع السادة مقدميّ الندوتين.
هكذا انتهت الفترة الصباحية من اليوم الأول للمهرجان وكان لنا موعد والفترة المسائية منه، حيث قدمت فيها ثلاث ندوات وأدارها الأستاذ اسماعيل طاهر.
*الدكتور عدنان زيان (أستاذ في جامعة دهوك).. قدم محاضرته بعنوان-سياسة بريطانيا تجاه الأيزديين في فترة الانتداب البريطاني ما بين اعوام 1920-1932: تحدث فيها عن أسلوب التعامل البريطاني مع الواقع الأيزدي، مركزّاً في حديثه عن واقع الأيزديين بمنطقة شنكال وتعامل البريطانيين مع الشخصيات الأيزدية المسؤولة في تلك الحقبة وبالذات ما كان يدور بين داود الداوود و حمو شرو من صراع بسبب اختلاف الرؤى بينهما حول التعامل مع حكومة الانتداب البريطاني وقيادة الوضع الشنكالي وقتذاك، منوهاً الى أن البريطانيين وعند دخولهم للعراق اهتموا وبشكل خاص بالأيزديين نظراً لجغرافية شنكال المهمة وما تعنيه هذه المنطقة من حيث وجودها ضمن نطاق ولاية الموصل والتي كانت مطمعاً للتورك وطالما طالبوا بها الأتراك باعتبارها منطقة تابعة لسلطتهم.. هذا من جانب، و من آخر، فأن الفرنسيون كانوا يبحثون عن موطئ قدم لهم في شنكال حتى تتبعها بسوريا .
لذلك أخذ البريطانيون يشجعون حمو شرو أحد رجال شنكال المعروفين ومن رؤسائها وجعلوه حاكماً على شنكال للفترة من (1914-1918) ونال من الدعم البريطاني بما فيه الكفاية ليكون سندهم في توسيع دائرة الحكم البريطاني في المنطقة و تثبيته.
الدعم البريطاني لـ حمو شرو، كان سببا في عداء داود الداوود لهم ومعارضته لتواجدهم وغاياتهم في منطقة شنكال لاسيما وانه كان احد الأقطاب الرئيسة في حلقة رؤساء عشائر شنكال، حتى وصل الأمر في أنه تصدى للقوات البريطانية في شهر نيسان من سنة 1925 والتجأ الى سوريا، حركة داود الداوود جعلت من البريطانيين يراجعون حساباتهم ويقدمون مزيداً من الاهتمام بالشأن الأيزدي حتى يقطعوا أية محاولة للفرنسيين بإيجاد ملاذ لهم في شنكال وتوابعها لذلك قدموا كل أنواع الدعم من أسلحة ومال للحيلولة دون وصول الفرنسيين لأهدافهم.
*تلت محاضرة الدكتور عدنان زيان، محاضرة للأستاذ خضر دوملي (مدير اعلام جامعة دهوك) بعنوان- هوية الأيزديين في العراق الجديد- تحدث فيها المحاضر عن أسس وبنيان الهوية الأيزدية والتي تأتي من ثلاث (الهوية الاجتماعية، الهوية الدينية، الهوية القومية)، شرح فيها أن الأيزديين ومنذ اعلان الدولة العراقية وجدوا الصعوبات في تثبيت أنفسهم نظراً لسياسة التمييز والخوف والظلم التي لاقوها من الآخرين حيث لم يكن لهم حقوق المواطنة والوجود الاسمي، لذلك كان فقدان الشعور بالهوية الوطنية يتسع ويزداد.. هذا من جانب، ومن آخر.. فقد تعرضوا لأبشع الويلات على يد القوات التي حكمت الدولة العراقية والتي بدأت بحملة على منطقة شنكال سنة 1931 وتوالت الحملات الى تدمير العشرات من القرى الأيزدية في منتصف السبعينات من القرن الماضي.
وفي اغلب الأحيان كان الأيزديون يتحفظون على بيان هويتهم الحقيقية بسبب أنهم لم يكونوا يعتمدون عليها او كانوا يخافون من عواقب إظهارها.
ظهرت بوادر عنصر الهوية على الساحة العراقية في السنوات القليلة الماضية وبالذات بعد سنة 2003، وكثُرَ الحديث عن الهوية. والأيزديون لم يغيبوا عن هذه الظاهرة بسبب ما تعرضوا اليه من كوارث بسبب تفشي حالة التعصب الديني والمذهبي في العراق وتعرض الأقليات الى القتل والإرهاب ومنها ما تعرض اليه من هجمات انتحارية وحوادث قتل في (شنكال، شيخان، موصل) من قِبَل الإرهابيين.. وبالنتيجة اخذ شعور التمسك بالهوية يزداد لدى الأيزديين.
في الوقت الذي يحسب الأيزدي ككوردي أصيل.. هويته الدينية تظهر تلقائياً (الهوية الدينية، الهوية القومية).. وهذه اشارة الى أن الأيزدي دائما ما يحتذي بهويته الدينية ولا يمكن أن يتنصل من تلك الهوية.. وانتهى الأستاذ دوملي بكلامه الى أن الشعور والاعتزاز بالهوية الضيقة يتلاشى مع سيادة القانون وتطبيق العدالة ووجود العدالة الاجتماعية حيث يكون هناك الاعتزاز بالهوية الأكبر وهي الهوية القومية او الهوية الوطنية الكبرى.
*المحاضرة الثالثة من الفترة المسائية لليوم الأول من المهرجان وكانت محاضرة قيّمة للأستاذة منيرة أبو بكر وعنوانها-الوجود الأيزدي في إقليم كوردستان- تحدثت الأستاذة منيرة أبو بكر في محاضرتها عن دور الأيزديين في مؤسسات حكومة الإقليم منذ بداية أول تشكيلة للحكومة وحتى الآن، مبينةً انها لا تلبي الطموح المطلوب، ومشيرةً في أن الأيزديين يعانون نوعاً من التهميش والتواجد في معظم مسميات الإقليم ولعل وجود أفراد في بعض الهيئات البرلمانية (أيزدي واحد فقط) والوزارات (وزير واحد) لا تمثل حالة صحية يمكننا الاعتماد عليها في أن الأيزديين يسيرون وفق منهج صحيح في ظل كوردستانهم ويجب أن يكون هناك تحرك لانتشال هذا المجتمع الرصين والأساسي في البنية الكوردستانية من حالة التهميش والاهمال ويجب أن يكون لهم مواقعهم الصحيحة حتى يكونوا بحق مواطنون من الدرجة الأولى، حقهم في ذلك حق كل كوردي بإقليم كوردستان.. كما تمنت وطلبت الأستاذة منيرة أبو بكر من القائمين على إحياء مهرجان لالش السنوي في أن تكون المهرجانات القادمة بمناطق أخرى من إقليم كوردستان ولاسيما في مناطق صوران (السليمانية وأربيل) حتى يتعرّف المجتمع الكوردستاني أكثر فأكثر على الأيزديين ويتم حالة اندماج فعلي ما بين الثقافات المتعددة.
في اليوم الثاني لفعاليات المهرجان كان لنا موعد مع استمرار المحاضرات والندوات حيث كانت الفترة الصباحية أربعة ندوات كانت على التوالي:
*ندوة للأستاذ فهمي سليمان وعنوانها -مبدأ التعايش بين المجتمعات- وشرح فيها المحاضر جملة من المبادئ والأسس التي تمكّن المجتمعات في السير نحو التعايش السلمي وفق حالة التآخي وقبول الآخر وهذا ما نحن بحاجة إليه في كوردستان يحتضن مختلف الديانات والشرائح في ظل تنامي روح المذهبية والطائفية في المنطقة وخاصة في العراق.
*ندوة للدكتور سعيد خديدة وعنوانها-الأيزدية في القفقاس بعد انهيار الاتحاد السوفيتي- تطرق المحاضر في موضوعه الى الأسباب التي أدت بالأيزديين للتوجه الى الاتحاد السوفيتي ولعل أبرزها تلك الحملات الكبيرة التي نالها الأيزديين على أيدي العثمانيين بسبب انتمائهم الديني فهربوا الى مختلف المناطق بحثاً عن ملاذ آمن من اجل الحفاظ على الأرواح وكان الاتحاد السوفيتي من بين تلك المناطق التي التجئوا إليها وكان لهم من الامتيازات لا بأس بها ولاسيما من الجانب الثقافي حيث افتتحت لهم مدارس خاصة وتطبعت كتب ومؤلفات بلغتهم بالاضافة الى تأسيس فُرق موسيقية ومسرحية لهم ولعل تلك الامتيازات حصلت لوجود شخصيات كانت لها تأثيرها ومكانتها في مجمل الثقافة السوفيتية آنذاك ومنهم(عةرةبى شةمو، حاجيى جندي، جاسمى جليل.. وآخرون).
فترة ما بين سنوات 1970- 1980 كانت ذهبية تُحسب لتقدم الثقافة الكوردية في جورجيا بسبب الاهتمام الجدِّي بثقافة وتراث الكورد حيث تم تسجيل عدة أفلام وثائقية تناولت حياة الكورد الأيزديين بالاضافة الى الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى والمرتبطة بالأيزديين. لكن هذا الواقع تأثر كثيرا في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وبعد مجيء غورباتشوف وبزوغ نجم شعور التعصب القومي-الوطني في جورجيا حتى أصبح مقولة (جورجيا للجورجيين) هي أساس التعامل. ومع تلك الأحداث أخذ الأيزديين يتلاشون شيئاً فشيئاً بحيث أصبحوا الآن ينصهرون في مجتمعات أخرى ونالهم حملات تبشيرية حتى أصبح اغلب أفراد الجيل الجديد لا يفقهون لغتهم الأم (الكوردية- الكورمانجية)، بل ما يدعو للخوف والقلق في أن البعض منهم لا يعرف ما هو الأيزدياتي (ديناً و تراثاً).. وفي نهاية محاضرته.. دعا الدكتور سعيد خديدة الى بذل المزيد من الجهود وطالب المعنيين بالأمر لإيجاد حلقة وصل والالتقاء بالأيزديين في جورجيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق حتى يكونوا على بيّنة من أمرهم ولا يضمحلوا في بودقة المجتمعات الأخرى.
*محاضرة الأستاذ صبري سليفاني وعنوانها-الأدب الكوردي الكلاسيكي- كانت محاضرة قيّمة وجريئة، ألقاها الأستاذ سليفاني وتحدث فيها عن الأدب الكوردي بشكل عام وتأثيره على مجمل الحياة الاجتماعية والسياسية في كوردستان، متسائلاً.. هل يمكن للأدب الكوردي بأن يكون عالماً مستقلاً وقائماً بذاته؟
فتطرّق الى تفسير سؤاله ومحاولة إيجاد جواب له الى الحالة الأيزدية في كوردستان حيث يقع على الأدب الكوردي مسؤولية كبيرة في اظهار الأيزدياتي والأيزديين مواطنون كوردستانيون في كوردستانهم ولا يكفي ذكرهم في ذيل كل مناسبة أو خطاب او حادث أو حديث أيا كان أهميته لأن المواطن هو من يأتي ذكره في كل مراحل الحديث ولا يجوز حصر الأيزديين في الترتيب الأخير دائماً لأن الانسان الذي لا يُذكَر لا يمكن أن يكون له وجود في مجمل الحياة.. فـ 72 حملة إبادة لا تحتاج الى 72 عملاً، ولا تحتاج الى 72 مثقفاً، ولا 72 رئيساً، ولا 72 طالعاً.. بل بحاجة الى عمل مثقف، رئيساً قياديّ، مهتماً بالأمر ويعي المسؤولية الكاملة له.
محاضرة الأستاذ صبري سليفاني أظهرت في أن هناك تقصيراً واضحاً من الأدب الكوردي تجاه الحوادث والوقائع التي مرَّت و تمرُّ بها كوردستان ولاسيما في تبيان الخلل والإشارة الى الظواهر السلبية الناتجة من التعصب الديني ومحاولة علاجها بأنجع الطرق والسُبل.
الندوات الثلاثة كانت بإدارة الأستاذ شمو قاسم دناني/ مسؤول اللجنة الثقافية في الهيئة العليا لمركز لالش دهوك، جرت فيها مناقشات ما بين الحضور والمحاضرين.
*المحاضرة الرابعة في الفترة الصباحية لليوم الثاني كانت موعداً مع شنكال (سنجار) وتراثها الرصين والغني بالأحداث حيث تطرق السيد شيخ حجي سمو وعبر محاضرته -الحب في أدبيات الفلكلور الكوردي الشنكالي- الى جملة من الأسباب التي أدت بتسمية الفلكلور الشنكالي بالرصين، نظراً لاعتماده على الأحداث التاريخية التي مرَّت بها شنكال وأهلها وخاصة تلك الحملات الشرسة من قِبَل الأتراك والعرب الشوفينيين والمتعاطفين معهم من الكورد بسبب العقيدة الدينية لأن أهالي شنكال نالوا الويلات بسبب عقيدتهم الدينية المختلفة وبسبب قوميتهم الكوردية فكانوا مطمعاً للأشرار والظالمين بشكل دائم، فما كان من الشنكالي او الشنكالية إلا أن يسجلوا ما حلَّ بهم جرَّاء تلك الحملات والويلات على شكل رثاء غنائي أصبح يعرف الآن بـ (سترانا جيايى شنكالى= موال جبل شنكال) لتكون أرشيفاً يعود إليه الباحث عن تاريخ شنكال وأهلها كلما أراد الحصول على المزيد من المعلومات، كما أن الفلكلور الشنكالي حافظ على ذلك الإرث والتراث الكوردي الرصين ليكون خزيناً أساسياً في خزائن الموروث الكوردستاني بشكل عام.. هذه الندوة أدارها السيد مراد الهسكاني ولم يتم فيها مداخلات او مناقشات حول الموضوع.
لم يبقى لنا في تناول الندوات والمحاضرات التي ألقيت في مهرجان لالش السنوي 2011 إلا الفترة المسائية من اليوم الثاني والأخير حيث كانت بواقع ندوتين كانتا بإدارة السيد كريم سليمان/ مسؤول مركز لالش شيخان:
*الأستاذة عائدة بدر (باحثة في شؤون الأديان الكوردية القديمة) أعطت دلائل وبراهين في محاضرتها (العلاقة بين الأيزدية والميثرائية) الى وجود علاقة تدل على أن الديانتين مرتبطتان وممتدتان لبعضهما البعض من خلال تلك الطقوس التي كانت الميثرائية تتبعها في تعاليمها الدينية من تقديس للشمس والهواء والطبيعة والنار وما توجد في الديانة الأيزدية من تلك التعاليم، مشيرةً إلى ان الديانة الأيزدية من الديانات القديمة والمعروفة بتمسكها بوحدانية الله وعدم الشرك به حسب ما توصلت إليه عبر بحثها ودراساتها حول الأيزدياتي.. كما جرت مداخلات ومناقشات عديدة في محاضرتها القيّمة، حتى أن أحد الحضور (منتهزاً فرصة مجيء الباحثة الى كوردستان من اجل اتمام رسالتها الدراسية والتي ستتناول الأيزديين وعلاقتهم بالميثرائية) دعتها بأن تكون سفيرة للأيزديين في مصر لبناء جسور من المعرفة الثقافية ما بين الطرفين، وكان جوابها بالاستعداد للمهمة وأنها تفتخر بأن تكون سفيرةً لديانة تعترف بوجود الله وبوحدانيته.
*اختتم منهاج الندوات والمحاضرات بمحاضرة للأستاذ خدر خلات بحزاني/ كاتب واعلامي وعنوانها- اعلام مركز لالش بعد 18 سنة ، الواقع والطموح- وتحدث فيه الكاتب والاعلامي خدر خلات الى بدايات ظهور الاعلام في مركز لالش ودوره في بروز هوية المركز الثقافية بالاضافة الى دور ذلك الاعلام في اظهار الأيزدياتي بحلّته الحقيقية متصدياً لتلك المحاولات التي شوهت صورة الأيزديين وديانتهم عبر تلك المؤلفات والكتب المغرضة والتي كتبت عن الأيزديين للتشويه والمغالطة بحق ديانتهم وأفرادها، كما تطرّق الى العدد وعناوين تلك الصحف والمجلات التي تصدر عن مركز لالش وفروعه في المناطق الأيزدية مشيراً الى جملة من السلبيات التي ترافق صدور تلك المطبوعات ومقدماً بعض الطروحات لتلافي تلك السلبيات ومنها ترأس شخصيات غير مهنية لهيئة تحرير تلك الجرائد والمجلات مما يخلق نوعا من الارباك المهني الاعلامي، بالاضافة الى تكرار الخبر او المواضيع في أكثر من مطبوع من تلك المطبوعات أثناء النشر.
كانت هذه الندوة مسك الختام لفعاليات تقديم المحاضرات.. أتحفنا بها السادة المحاضرون وبحق كانت تظاهرة مميزة كانت لنا الاستفادة الكبيرة منها و كانت لتكون الفائدة أكبر لو كان الحضور من الجمهور المستمع يشمل مختلف الشرائح في المجتمع الكوردستاني.. وارتأينا الى البحث وقراءة الندوات فقط دون باقي منهاج الفعاليات الفنية والموسيقية لأن بعض الاخوة من الاعلاميين والمهتمين تطرقوا الى المنهاج بشكل موسع و تفصيلي خلال الأيام الماضية وتم نشرها في المواقع.
أخيراً.. ومع اعتزازي بجهود القائمين على المهرجان وادراة الهيئة العليا لمركز لالش دهوك، وبحق كان هذا المهرجان موضوع فخر لنا جميعاً لنجاحه ولاسيما في قيمة المواضيع المطروحة والتي اشرنا إليها بنوع من التفصيل أعلاه بالإضافة الى تلك اللوحات الفنية والموسيقية الرائعة، هناك بعض النقاط أريد الاشارة اليها مع انها ليست ملزمة للقائمين على مركز لالش واللجنة المنظمة لمهرجان لالش السنوي.. لكنها مجرّد ملاحظات نريد الاشارة اليها:
1)حبذا لو يكون المهرجان القادم في مناطق أخرى من كوردستان بحيث يكون كل سنة في منطقة مختلفة وكما أشارت إليه الأستاذة منيرة أبو بكر.
2)كانت المحاضرات تكون مفيدة ومؤثرة أكثر لو كان الحضور من الجمهور من مثقفي شرائح أخرى أيضا غير مثقفي الديانة الأيزدية.
3)تمنيت تواجد رجال الدين من مختلف الديانات المتواجدة في إقليم كوردستان (المسيحيين والمسلمين والأيزديين) لتقارب وجهات النظر أكثر فأكثر واستغلال هكذا فعاليات ثقافية لخلق ثقافة الحوار وبناء أسس التآخي والتعايش السلمي.. وعلى سبيل الذكر هناك (منظمة التآخي والتعايش السلمي في قضاء الشيخان ) وأفرادها من رجال الديانات الثلاث نموذجاً غلى ما نطمح إليه لأنها تقوم بأعمال خيرية عديدة وفق مبدأ نشر ثقافة التسامح والتعايش الأخوي في المنطقة.
4)هناك بعض المثقفين الأيزديين لهم باع طويل في ثقافة الأيزدياتي وخدمتها وكذلك خدموا مركز لالش سنيناً طوال.. لو يتم توجيه دعوة الحضور لهم يكون الأمر رائعاً بغضّ النظر عن حضورهم او عدم حضورهم حتى لا يحس أي مثقف أيزدي بأنه مهمش في هكذا مهرجانات.
5)أظن أن للأيزديين من خارج العراق الحق أيضاً في الحضور لهكذا مهرجانات وفعاليات ثقافية من اجل تقوية الروابط ما بين مناطق الأيزدية المختلفة (ما أشار إليه الدكتور سعيد خديدة في محاضرته)، وهي فرصة كبيرة و عظيمة لحضور الأيزديين الى إقليم كوردستان والتعرّف الى الحالة الأيزدية على أرض الواقع وبشكل خاص أيزدية حلب و عفرين وما تلك المناشدات التي يطلقها الكاتب (زردشت جعفر/ كاتب ومهتم بالشأن الأيزدي في عفرين) عبر مواقع الانترنيت إلا مثالاً لتلبية هذا الطرح.
6)من الناحية التنظيمية كان المهرجان لا بأس به و نستطيع القول انه كان ناجحاً بنسبة كبيرة وقد حضره شخصيات سياسية و حكومية (ممثل رئيس إقليم كوردستان) ووزير الثقافة والشباب في كوردستان وشخصيات ثقافية وفكرية لها الأثر الكبير في الساحة الثقافية والفكرية بكوردستان والعراق بشكل عام.
وأستميح العذر من القرّاء والمعنيين لو لم أشير إلى بعض النقاط الأخرى والتي لم تأتي ببالي مع خالص تقديري واحترامي.
مصطو الياس الدنايي/ سنونى
25/ 9/ 2011


تعليقات حول الموضوع

ايزدين القيراني | الايزديون حول العالم
... هل تعلم بان الديانة الايزدية من ديانات القديمة ظهرت قبل ثلاث الاف سنة ؟ الدول التي يوجد فيه الايزديون . جمهورية العراق . سوريا . تركيا. ارمينا . روسيا . جورجيا . المانيا . وكما وصلت جدور الديانة الايزدية الى الهند ي باكستان و كورجستان .اما اغلبيا الموجودين في عراق حوالي مليون . ويليها جورجيا حوالي 600 الاف وكدلك في روسيا و سوريا .بقلم ايزدين خديدا القيراني .
20:20:45 , 2012/02/23


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar