شجرة الزيتون (صور الزيتون في منطقة عفرين)
لشجرة الزيتون تاريخ مجيد ، وقصص خيالية دارت حول منشئها وموطنها ، تقول الأسطورة أن الغصن الذي أمسكته بمنقارها حمامة السلام معلنة نهاية الطوفان وعودة السلام والسعادة إلى الأرض كان غصن الزيتون . ويحكى أن ملكة الحكمة مينيرفا تعهدت أن تقدم للناس هدية ثمينة فكانت غرسة زيتون . وقد أتت على ذكره جميع الكتب السماوية وبارك الإسلام شجرة الزيتون فذكرت في القرأن الكريم ، وأشاد بذكرها الرسول الأعظم محمد ( ص ) في شتى أحاديثه وقد قال ( كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام ) .
وفي المؤتمر الدولي الذي انعقد عام 1969 في مدينة لوك الايطالية حيث اجتمع أطباء من ايطاليا واليونان وفرنسا وتونس ويوغسلافيا واسبانيا يمثلون بلدان البحر الأبيض المتوسط لدراسة الصفات البيولوجية والطبية لزيت الزيتون أكد الجميع أن زيت الزيتون هو الأفضل .
وتعتبر سوريا الموطن الأصلي لشجرة الزيتون ، ومنها انتشرت إلى اليونان بواسطة البحارة الفينيقيين الذين سموا هذا الزيت الذهب السائل ، وما لبثت أن انتشرت زراعته في جميع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وتحتل سوريا مكاناً مرموقاً في زراعة الزيتون إذ تشغل الموقع الثاني على الصعيد العربي والرابع على الصعيد العالمي ، وتشتهر منطقة عفرين الواقعة شمال حلب السورية بزراعة أشجار الزيتون ، إذ يبلغ تعدادها حوالي ثلاثة عشرة مليون شجرة تنتج أرقى أنواع زيت الزيتون ، الناتج بواسطة عصر ثمار الزيتون الناضجة .
القيمة الغذائية لزيت الزيتون :
يعتبر زيت الزيتون غذاءً هاماً فهو يعطي شعوراً سريعاً بالشبع ويسهل العملية الغذائية ، هذا بالاضافة لقيمته الغذائية العالية وقدرته على المحافظة على صفاته المفيدة جداً تبلغ نسبة الحموضة في الزيت الجيد 0.5 – 1.5 % ودرجة التفكك 210مْ أي أنها مرتفعة بشكل مميز ، ربما أن درجة قلي الطعام أو الطبخ لا تتجاوز الدرجة 180 مْ حتى بالنسبة لقلي البطاطا ، فإن المجال الواسع يسمح لزيت الزيتون أن لا يصل أبداً إلى درجة الحرارة التي تجعله يُدخن و يسود .
ولقد أثبت تجريبياً في مؤتمر لوك أن زيت الزيتون هو الزيت الأكثر تحملاً لدرجة حرارة 170 مْ خلال مدة ساعتين وهذه الصفات قلما توجد في الزيوت الخرى . ولعل الفائدة الأكثر أهمية لزيت الزيتون من الناحية الغذائية هو ما يحتويه من أنواع الحموض الدسمة الأساسية غير المشبعة والمتوازنة . إن زيت الزيتون يحوي على نسبة 9% من حمض اللينوليك وهو حمض أساسي يحتاجه الجسم ولا يستطيع تصنيعه بنفسه ، والكمية اللازمة منه يومياً هي بحدود 6.5 غ وهذه الكمية متوفرة بسهولة في زيت الزيتون . كما أن غنى هذا الزيت بحمض الأوليك 75 % يضع ترتيبه الأول في قائمة الزيوت من ناحية سهولة الهضم . والجدير بالذكر أن زيت الزيتون يحوي على الفيتامينات والهرمونات والمعادن التي تلعب دوراً هاماً في النمو وبناء الجسم ومقاومة الميكروبات بالإضافة إلى مساهمته بشكل فعال في التوازن الجنسي والعضلي والعصبي وهذا ما بفسر لم كان زيت الزيتون هو الاساس في النظام الغذائي للرياضيين .
القيمة الصحية لزيت الزيتون:
يدخل زيت الزيتون في صناعة الأدوية بعد إضافة بعض النباتات والمواد العطرية ويساعد على مرونة العضلات لدى الرياضيين إذا دلكت به وكذلك نضارة وجه الفتيات ونعومة جلدهن وبريق شعورهن . كما أنه يحفظ للأسنان بريقها ويشفي اللثة المريضة .
زيت الزيتون وجهاز الهضم:
تتحمل المعدة زيت الزيتون بشكل جيد فهو سريع الهضم حتى ولو كان نيئاً ويؤدي إلى تحسين مذاق كثير من الأطعمة ويفتح الشهية ويساعد على إفراز العصارة المعدية ويخفف حموضة المعدة ( حسب رأي البروفيسور جونيل ) كما أنه يُنقص احتمال الإصابة بالقرحة ويساعد على التئامها عند المصابين . وإن تناول ملعقتين منزيت الزيتون قبل الافطار له مفعول جيد لعلاج الإمساك المزمن وكذلك فإن تناول ملعقتين من زيت الزيتون قبل الطعام علاج فعال ضد التشنج المعوي ويقوم بدور ملين وهو واقي للقناة الهضمية في حالة التسمم الغذائي ، وبذلك يمكن أن يحل محل المسهلات الكيميائية .
زيت الزيتون والأمراض القلبية وتصلب الشرايين:
تقل نسبة الأمراض القلبية أربع أو خمس مرات عند الشعوب التي تستعمل زيت الزيتون في غذائها وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن استهلاك زيت الزيتون يخفض نسبة الكولسترول ويمنع تراكمه في الدم ويقلل احتمال الإصابة بتصلب الشرايين واحتشاء العضلة القلبية .
زيت الزيتون والأمراض الجلدية :
يقوم زيت الزيتون بدور ملين ومطري للبشرة والأغشية المخاطية فهو يقوي الجلد والأنسجة ويدخل في العديد من المراهم الجلدية كما تحل به الأدوية وتعالج به الحروق والخراجات والدمامل ويستخدم لوقف تساقط الشعر وتقويته ، ويساعد على تخفيف الحكة الجلدية وألم القرص بالحشرات .
زيت الزيتون والطفولة :
إن احتواء زيت الزيتون على الفيتامين ( د D ) يقي الأطفال من الكساح وتقوس الساقين ، واحتوائه على فيتامين ( ب B ) وفيتامين ( ي E ) يقوي الجلد والأنسجة ، لذا يوصي الأطباء إعطائه للرضع والأطفال لتحسين نموهم وحيويتهم وزيادة قدرتهم على التفكير وحسن المحاكمة ( الذكاء ) .
الزيتون
يبلغ عدد أشجار الزيتون في سورية حوالي 67 مليون شجرة ، ويبلغ عددها في منطقة عفرين وحدها ن حوالي( 13 ) مليون شجرة ، ما بين مثمرة وصغيرة ، أي خمس العدد الكلي في سوريا ، وعدد المعاصر في منطقة عفرين ( 250 ) منها ( 92 ) معصرة حديثة متطورة و ( 158 ) معصرة فنية قديمة ، ويبلغ عدد معامل البيرين في المنطقة ( 18 ) معملاً ، وعدد معامل الصابون ( 10 ) معامل.
جدول يبين عدد معاصر الزيتون في منطقة عفرين
|
المركز |
شران |
بلبل |
راجو |
المعبطلي |
شيخ الحديد |
جنديرس |
المجموع |
طرد مركزي |
16 |
12 |
7 |
10 |
15 |
10 |
22 |
92 |
مكبس |
20 |
36 |
20 |
26 |
35 |
6 |
15 |
158 |
المجموع |
36 |
48 |
27 |
36 |
50 |
21 |
36 |
250 |
جدول يبين عدد معامل العرجوم والمصابن في منطقة عفرين
|
المركز |
شران |
بلبل |
راجو |
المعبطلي |
شيخ الحديد |
جنديرس |
المجموع |
العرجوم |
13 |
3 |
- |
- |
1 |
- |
1 |
18 |
المصابن |
9 |
1 |
- |
- |
- |
- |
- |
10 |
يعتبر محصول الزيتون في سورية من أهم محاصيل الأمن الغذائي ، ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث الدخل بعد محصولي الحبوب والقطن ، كما يشكل أكثر من 60% من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة الأخرى .
وتقع سورية اليوم في المركز الثاني من حيث الإنتاج على مستوى الوطن العربي ، والمركز السادس على مستوى العالم ، وتأتي أهمية هذه الزراعة من كون شجرة الزيتون تمتاز بقدمها وطول عمرها وجودة عطائها ، وهي بحكم تركيبها الفيزيولوجي والمورفولوجي من أكثر الأشجار تحملاً لظروف البيئة ، فهي تنمو في الأراضي الأقل خصوبة( الهضابية منها والمحجرة ) كما أنها تزرع بعلاً في ظروف مطرية محدودة يصعب على الزراعات الأخرى تحملها .
وتتصدّر زراعة أشجار الزيتون في منطقة عفرين المرتبة الأولى ، وذلك لتوفر الأرض والمناخ والانسان الذي لايعرف للكسل معنى ، هذا الانسان الذي يحفر الصخور بأظافره ويغرس هذه الشجرة المباركة .
إن آهالي منطقة عفرين يستقبلون موسم الزيتون بلهفة ، فهذا ينتظر الموسم ليؤدي التزاماته وذلك ليتزوج ، وآخر ليبني غرفة تأوي أسرته ……… الخ
لذلك ترى الجميع ( صغاراً وكباراً ، رجالاً ونساءً ) ينطلقون إلى كروم الزيتون في الصباح الباكر ، وفي المساء يتوجه صاحب الرزق مع محصوله إلى المعصرة .
يتكرر هذا المنظر خلال أيام الموسم ( بين تشرين الثاني و كانون الأول ) من كل عام حيث تحول مواويل العمال وآهازيجهم هذا الجدار الصامت للطبيعة ، فتتحول أيام الموسم ، موسم في حصاد الزيتون عرساً حقيقاً ، حيث ينغمس الانسان في الطبيعة ويتحد معها مشكلاً سيمفونية الحياة البهيجة بالآمال والطموحات.
المصادر :
- القيمة الصحية لزيت الزيتون للسادة المهندسيين الزراعيين : محمد كرابيج – مالك عابدين – نزار عيسى – مصطفى معلم.
- مديرية مكتب الزيتون ، وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي في سوريا.
- تكنولوجيا الزيوت الدكتور المهندس محمود دهان / كلية الزراعة / جامعة حلب
- نشرة للسيد خليل عثمان / زيت الباسوطة
- دراسات مركز تيريج سوفت - عفرين
فوائد زيت الزيتون
التركيب الطبيعي لزيت الزيتون يشير إلى غناه بالفيتامينات ، ومضادات الأكسدة ، مما يتبوأ القمة في قائمة المواد الدهنية والدسمة .
المستوى المتوازن من الكوليسترول ، جعله أفضل الزيوت في هذا العصر الذي يشكو فيه البشر من الأمراض القلبية التي يسببها ارتفاع الكوليسترول في الدهون والدسم .
يعتبر زيت الزيتون أفضل المواد الدهنية للطبخ والقلي ، نظراً لما يتمتع به من تحّمل للحرارة تصل إلى 230 درجة مئوية ، في حين أن أفضل الزيوت الأخرى وهي المازولا لا يتحمل أكثر من 160 درجة مئوية ، و حيث يتفكك بعدها .
يفيد زيت الزيتون في تأخير ظهور أعراض الشيخوخة ، ويساعد على تشكل دسم الخلية الدماغية عند الأطفال ، ويخفض السكر في الدم ، ويساعد على امتصاص الكلس عند الكبار ، ويساهم في نمو العظام عند الأطفال ، وفي معالجة القرحة المعدية والإمساك المزمن والتخلص من الحصى في المرارة .
يمكن علاج بعض الأمراض الهضمية بتناول الزيتون طازجاً . كما يمكن خلط زيت الزيتون مع بعض الأعشاب والمواد لمعالجة أمراض كثيرة منها :
- زيت الزيتون مع اليانسون الأخضر لتنظيم ضربات القلب .
- زيت الزيتون مع الثوم لمعالجة الربو ، تصلب الشرايين ، ضغط الدم .
- زيت الزيتون مع الكزبرة لمعالجة عسر الهضم .
- زيت الزيتون مع نبات العرعر لمعالجة السكري وداء النقرس .
- زيت الزيتون مع نبات الخزامى لمعالجة التهاب الأمعاء .
- زيت الزيتون مع جوز الطيب لمعالجة أوجاع الرأس .
- زيت الزيتون مع البصل لمعالجة الأمراض النفسية .
- زيت الزيتون مع سلطة البقدونس وقليل من البندورة في معالجة آلام المجاري البولية.
الغطاء النباتي في منطقة عفرين
أولاً : العوامل المؤثرة في تراجع الغطاء النباتي في منطقة عفرين :
تدل بقايا الغطاء النباتي الطبيعي . في أجزاء عديدة من منطقة عفرين على غنى المنطقة بهذا الغطاء في عهود زمنية سابقة .. وقد عملت عوامل عديدة في تقهقره وتراجعه كماً ونوعاً وأهمها:
التغير الحاصل في المناخ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض كميات الهطول
الاحتطاب للتدفئة ولتزويد قطار الشرق السريع الذي كان يستخدم الحطب ولتأمين مادة الفحم حيث تشكل منطقة عفرين المصدر الرئيس في تأمين هذه المادة لمحافظة حلب
الرعي الجائر بسبب تربية الحيوان وخاصة الماعز .
معظم المناطق من الحدود ولطبيعتها الجبلية ووعورتها وعدم توفر الطرق وخطوط النار سابقاً وقد تم اعتباراً من عام 2003 إحداث وحدة مكافحة للحرائق في مدينة عفرين تضم / 40 / عاملاً تنقصها سيارات الإطفاء والمستلزمات الحديثة الأخرى
زيادة عدد السكان وفقر المنطقة بالأراضي الزراعية الصالحة وضعف الموارد وعدم توفر فرص العمل .
ثانياً : توصيف الغطاء النباتي في منطقة عفرين :
تقدر مساحة الحراج الطبيعي المؤلف في معظمه من الغابة الحراجية المتوسطية في المنطقة ﺑ / 17 / ألف هكتار / وأهم الأنواع :
ماكي السنديان حوالي 90% من المساحة وأهم الأنواع المرافقة له : الزرود – البطم – الزيتون البري – السويد - الأصطرك – الزعرور – السدر – الكرز البري – العناب – القطلب – الشربين – وتشكل رفيعة الأوراق ما تبقى من المساحة أي ما يقارب 10% والنوع الأساسي هو الصنوبر البروتي مع بعض المرافقات مثل : البقص – السماق – الشربين – البطم – القطلب – البلوط الرومي – الميس – الدلب..وتعتبر غابات عفرين المصدر الرئيس لتأمين مادة الفحم لمحافظة حلب ..
وقد قامت الدولة بتشجير مساحات شاسعة تقدر ﺑ / 13 ألف هكتار / ومن المقرر أن يتم خلال عام 2004 تشجير أكثر من / 150 هكتار / وكل ذلك يتم في محاولة لإعادة الغطاء النباتي على ما كان عليه وأهم أنواع الحراج الصناعي : البطم الأطلسي – الكينا – السماق – الروبينيا .وأهم مناطق انتشاره جبال خاستياه وحايشتياه وهواره وبلاليكو وذوي ﮔراه بشكل متفرق في جميع أنحاء كتلة جبل الكرد . ويلاحظ أن السفوح الغربية أكثر غنىً وتنوعاً بالغابات من السفوح الشرقية بسبب مواجهتها للأمطار المتوسطية وأهم المواقع المشجرة : جبل الزيدية – الباسوطة – الكفير – كفرجنة – مشعلة – ميدانكي – علي بازانلي – حلوبي – كورتك – قطمه – جبل ليلون – ديكمه طاش وهذا ساهم في إعادة الوجه الأخضر الناصع للمنطقة كما ساهم أبناء المنطقة من خلال اهتمامهم بزراعة أشجار الزيتون في زيادة مساحة المناطق المشجرة حيث تبلغ عدد أشجار الزيتون في المنطقة أكثر من / 12 / مليون شجرة تشكل المورد الأساسي لمعاش وحياة أبناء المنطقة رغم الكثير من المصاعب وأهمها حاجة المنطقة إلى معامل تكرير وفلترة وتعبئة لزيت الزيتون تراعى فيه المواصفات العالمية وتجعله زيتاً مؤهلاً للتصدير .. علماً أن زيت عفرين يعتبر من أجود أنواع الزيوت في العالم لنكهته المتميزة ولما يحويه من أحماض نافعة وصحية تجعله ثروة هامة وذهباً أخضراً يمتد في المنطقة وفي قلوب أبنائها ....
اعداد دراسة الغطاء النباتي : الأستاذ محمد جمال حسو / اجازة في الجغرافيا / عفرين 29/12/2006