بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الثاني والعشرون

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 )

 

(صحوة الضمير)


من منا لا تداركه الأحلام ، ولم ترسم له نفسه رغبات حالمة بارتواء رومانسي مع فتاة ، هي كلّ شيئ ، بالنسبة إليه
؟!!
من منا لا تعترضه هفوة ، أو نزوة ...فتتكاثر عليه أنياب الليث من كل مكان ؟!!.
من منا لا ينجرف وراء غرائزه ...وينام الضمير ويغفل العقل أحياناً ....ولا يستلهم الكلام ؟!!
من منا ملاكٌ يطلُّ من السموات السبع ، إن رأى امرأة حسناء ، فلا تداعبهُ الرغبات باحتضانها أو عناقها ، أوحتى
تقبيلها ؟!!
كلّ البشرية وحتى الأشخاص معرضين لتلك الهفوات ولكن!، أين يكون وقتها ذهن الإنسان ، وهل تمر صحوة
الضمير ، أم تغفل وتنام ؟!!
يقول الله في محكم كتابه العزيز:" وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون " ويقول أيضاً جلت قدرته :
" النفس ومن سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "...
بماذا توحي هاتان الآيتان ؟!.
أين تكون النوايا سليمة في حال كان النظام الاجتماعي والعادات البالية هي سيدة المجتمع !!، وهل محرّم على
الإنسان أن يقبّل فتاة ما ضمن ذلك النظام اللانتمائي والذي لا هوية له ؟!
لماذا هناك قيود تمنع النوايا السليمة من أن تأخذ مداها في مجتمع كهذا الذي تشوهت فيها المفاهيم والشرائع
السماوية ،وبات الإنسان يعيش حالات من التوتر والضياع وهو يجهل حقيقة الإفتاءات بخصوص مسألة خطيرة
كارتباط الرجل بالمرأة ؛ فحينما تراجع إمام جامع ، يسود عيشك ويزيد الضنك عليك ...يقسو بأسلوب جارح من
خلال الإجابة تنقلب فيها تفاصيل وجهه ،وينظر إليك وهو الإمام العلامة ، كأنك جنسي تسأله عن شيء شرعي -بأنك
كافر وآثم أو إلى ما هنالك من نظرات الاستياء والتوبيخ .
هناك معضلات وأسئلة كثيرة تداعب خيال شبابنا وشاباتنا وهناك أيضاً بالمقابل نقيض من الإفتاءات التي تحيّر
نفوس الشباب والشابات ، و الحقُّ من كلِّ هذه الإفتاءات والتصاريح رغم أنه قال الرسول عليه الصلاة
والسلام: " أجرءكم على الفتوى أجرءكم على النار "
هناك من علماء الدين والفقه والشريعة يفتي بأن الدين دين يسر وليس دين عسر ، وهناك من يؤلف مؤلفات وكتب
حينما يطالعها أحدنا تقشّعر نفسه من المعاصي الكثيرة ؛ ويفكر بينه وبين نفسه بالانتحار لأن المصدر والأسلوب
المتبع والأحاديث المختلفة تدس السموم في الإنسانية ..يشعر المرء فيما بينه وبين نفسه بأنه غارق في الآثام ....
كيف وهذا الشعور يرافقه في كلِّ هفوة وخطوة أن يميل إلى اعتناق دين سماوي هو أختم وأصدق الأديان
أين هي الحقيقة بين فتاوى أولئك الذين يعتقدون أنهم علماء ؟!!...
في كتب الزهد ما يسد رمق ذلك ، ولكن هناك بالمقابل صراعات وخلافات بين معتقد هذا وذاك .
هنا على الإنسان العاقل أن يتحلى بالصبر ويمتلك الأسلحة العشرة ؛حتى يتفادى منها خسارة نفسه في الدنيا
والآخرة ، وفي حال لم يكن الإنسان العاقل والسوي !!متسلحاً بتلك الأسلحة قد يغوص و ويتوغل في وحل من
الآثام ..
أين هي الحقيقة من وراء كل ذلك ...
هنا علينا أن نجرد عقولنا من ساديتها ومعتقداتها الخرافية وننظر ببصيرة فذة ...
ماذا لو لم يكن الإنسان عاقلاً أو غافلاً عن ذكر الله أو جاهلا لم يلتقط حبات الوقاية من علم جامد في رجل من رجال
العلم ..ماذا سيكون دوره وحسابه ؟!، ألن تدخله تلك الهواجس في دائرة الجنون ..؟!ثم أليس المجتمع والقيم
الهشة ،والفساد الفاحش والنظام الطاغي من هوية لا انتمائية هي الأسباب التي تدفع الإنسان البسيط إلى حاويات
الجنون ...
إذاً لماذا نطلق مصطلح الجنون على الضحية ولا نطلق الجنون على المفاهيم العقيمة ؟!!..
إن تحقيق الرغبات الجارفة بالرومانسيات -وافتعال حركتي المد والجزر ،والتي تتداعى في أحلامنا اللاشعورية
على ما يبدو تعرقل آلية القدر -العملية، بحركات لولبية تشبه إلى حد كبير العقد اللمفاوية -حيث تتناغم المشاعر
في العقل الباطن ،وتجسد بالعقل الظاهر معاً ليعزف الحبّ سيمفونية الغرام على أوتار الجنون واحياناً تتداعى
الأفكار كما تتعانق النظرات الحالمة ،ويستيقظ الشعور بأنّه قد يخترق الخطوط الحمراء والمحرّمة ، وعبر هذه الدراما
تراجع الخيالات المكبوتة زكرياتها ليتعانق الحب مع الغرام بهمسات تطلقها المحبوبة في ذهن العاشق .
رغم الابتسامات والمداعبات الفكرية التي تصب من همسات عشق العاشق العذبة -لتغور عميقاً في دواخلها...
تنساب كقطرات ندى على صدره المجروح بطعنات التحقير ،والتوبيخ التي تشنها العاشقة -ويستيقظ القلب
على همسات صوت حبيبة -تشبه وجه البدر في طلعته.
توقف الاشارات الحمراء تيار الجازبية لتعيش النفس حرارة الحلم البريء...
إنها الشفافية التي تصدح في قلبها ،وتسكب من روحها أعذب الألحان، فرغم مواكبتنا عصر العولمة ،والأنتريت ما زلنا
نعيش حالات الانصهار ،والدوران حول أنفسنا ضمن دائرة العادات ،والاعراف الجاهلية التي تحدُّ من بناء وتحديث
الحضارة الشرقية.
إن مجتمعنا الشرقي ما زال يحوم حول نفسه رغم ادعاءنا بلوغ الحضارة ،ومواكبتنا لعصر المعلوماتية ورغم التطور
التكنولوجي ، والعلم التقني فأننا لم نستطع بلوغ الحضارة كما فعل الآخرون، وذلك ناتج لعدم استخدامنا لمدارك عقولنا
واستسباق القول قبل العمل -متجاهلين أننا كنا أسياد العالم ذات يوم -حيث نفينا عن سلوكنا الفن التطبيقي والعملي
وتطورنا باطلاق الشعارات الطنانة ،والرنانة التي جمدت عقولنا ودرجت أسماءنا بدول نامية ،بينما سبقنا الآخرون
في ارتقاء بلوغ وبناء الحضارة وامتلاك ادواتها التي اخذوها منا.
أننانجيد فنِّ القول وضعفاء في إتقان فنِّ الفعل والفعل بحاجة لفاعل وما الفاعلُ الا عنصر أساسي في عملية البناء.
لقد أمست العادة التي ورثناها منذ زمن بعيد موروث اجتماعي وعرفاً دارجاً يتحكم بكلِّ اخلاقياتنا وسلوكياتنا
المعاصرة ..لن يتبدل ذلك الموروث ما دمنا لا نفتح له أبواب الحرية التي أمست جدلية..لهذا تتملكنا آفة
السادية لتعمي بصيرتنا عن استنتاج سبب لعلة فنختلق نزعات فردية نجيد فنها ،والعزف على اوتارها بغية إشباع
رغباتنا الحالمة بتشويه سمعة ذاك أو تلك؛فتسحق القلوب التي كم تاقت لإستنشاق رحيق الحياة.
إن الواقع المزري الذي نعيش أحداثه وعدم اتقاننا لإستعمال عقولنا التي هي سلاح أقوى من أي سلاح على وجه
الارض يجعلنا من الدول المتاخرة ويجعل الشعر يعاني الوبال الاعظم.
نحن بحاجة لألوان الطيف كلها وللارتقاء في تعرفنا على اللبنية اللفغوية قبل أن يسبقنا الآخرون إليها ،وإلا سنظل
من الادباء المهجرين ...علينا اتقان كل شيء-فنحن كأفراد وجماعات ومجتماعات إنسانية بحاجة لكلّ العلوم
والفنون .
(جمهرة الخلق)
صحيحٌ
ولوني الرمادي
يحكي قصتي
يجعّدُ شعري
وينزفُ آهتي
أكبّر لله
استغاثتي..
وهي تميتني
تذبحني
بخنجر حقدها المسموم
وتستهدف انتزاعي
من حضرتي..
ولونها المخطوفُ الاسود
مكفنٌ
في صمتِ الخريف
تنادي تارة
وتطلق سهامها
على قلبي..
لتسحق إبتسامتي
صحيحٌ..
وآلاف الويلات
تنطقها
فتحرق الأشلاء بلحظةٍ
وبين لهائب النيران
تشرقُ شمساً
تروي السماء
بغيثها وحيٌ
وسحباً بيضاء
تراقب حدسي..
أتأملُ السدرة
في غرام ٍ
مذبوح الأنفاس
فيتالم رأسي..
تخاطبني حبيبتي
بلغة الحبِّ..
وتعاهدني
أن تبق لي
أبد العمرِ
فيرتعش إحساسي
أنبلج
في فجرٍ جديد
وفي شفقٍ
أرتشفُ خمر احزاني
أو أراجع أمسي
أفكر بما جرى
ويجري معي
من عشقٍ مجنونٍ إليها
وأخاف أحلامي
أن تغرقني
في وحلِ أوهامٍ
وتبتلعًُ
ما تشتهي وتطيبُ
من رحيق أنفاسي..
أتذكر إنّ منطقي
كان جلدُ نعامٍ
وثوبي أبيضاً
وكم شوهوا وجهي
فوق ركامٍ
في أكمٍّ
يشمخُ كبرياءً
ويزيدني غرقاً
في نعاسي..
أطوف
وأنا الظمآن
شوارع مدينتي
وراجو..
وشيخ الحديد..
التي أسكرتني في
لحظات الانتكاس
تمطر خلايا قلبي
براثنها..
في ضميري
وتبدد الروح
في زنزانتي
بينما أنا
مرفوع الرأس
****
يا رأس
يا تضاريس رموز
فيها مناطق ألماس
ووظائف شتى
تعمل ليل نهار..
وعجائب الدنيا
السبع والثلاثين
ووميض قلب
في إنبهار..
ونورٌ يضاجع
وجه النهار
وعرس
لا يشبه
أعراس الناس
إلى ماذا تبغي
أن تلاحق مجهولاً
يسري كطيف
في دهاليز رأسي
إلى من تنظر
يا عين..؟!
إلى معركة
تدمي أحساسي..؟!
أم إلى سموم
تجري
في عروقي
وتسبح في مياه
تراثي؟!!
أم إلى
معارج السماء
وهي تفتح
باكورة الحزن التي
تزيد من بؤسي؟!!،
إلى ماذا توحي
أرقامك السحرية..؟!
وألف فرعون
يدنس رأسي..
إلى ما تشكل
هواجس أحلامي..؟!
وأحلامي تموت
تتلاشى
على رعشات فأسي
إلى من تتركني
يا عالم سري؟!!
ووأنا مقطوعة أنفاسي..
هلا تحيني
يا ياسمين
من قبر
كنت فيه مدفون
وترفعينني للعلياء
بعد احتباسي؟!!
هلا ترفعني مجراتي؟،
أم ساموت
من حلم لا يتحقق
يشهر سيف الحقِّ
على رأسي..؟!!
أي وميضٍ
يا ياسمينة تخلفينه...
فكيف أحيا
من دونك..؟!
وأنا غارق
في متاهات إلتباسي
أجمع
شتات أوراقي المبعثرة
ألملم أحزاني
أرفع رأسي..
أتصور أنني طاثر حرٌ
ولكن أدغالي
تتيه فيها
أحاسيسي...
جمهرة الخَلقِ
تدسُّ سمومها فيَّ
تسحق أنفاسي
وأنا ملغومٌ بالحبّ
ألبس ثوب تفاؤل
في بحور اليأس
أتأمل السدرة فيكِ
يا ياسمينة عمري
فهل ستحيا أحلامي..؟!
وتحمينني من نفسي
لستُ أدري..!
ربما تكونين
أو لا تكونين..؟!،
إلا شعلة موتٍ
أو حياةٍ!!
تحطم أوجه البؤس
أحبك يا ياسمينة
فعطري أحلامي
وانتزعي الشؤم
من نفسي..
اقتلعي كل الاشواكِ
من قلبي..
وزيدي فيه عشقاً
فجنون عشقكِ لي
بلسم شفاء
يرممُ جراح قلبي
ويرفرف في المدى
احساسي..
أنا لكِ
إلى الابد..
فهل ستكونين لي
مشعلُ غرامٍ..؟!،
شمساً تنير دربي
وماءً يغسلني
من دنسي..؟!!!
******
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن طيور الحب التي تطير هنا وهناك ،وتنتقل من سنبلة إلى زهرة إلى شجرة ، لتؤنس وحدة الإنسان وحياته، هي
نفسها التي تطير لتنشر المحبة ،والسلام في كل بقاع العالم ، فالسعادة لا تدوم دائماً وعلينا أن نفتح أفاقاً لها لنظل
سعداء أغلب لحظات حياتنا المشحونة بالهموم والمصاعب والمشاكل .
دعينا نرسم معاً أروع لوحة في الوجود لنبني جنة تشبه جنة عدن -لأنَّ بلوغ الفردوس أمر في غاية الصعوبة
دعينا نفتح قلوبنا رغم اجنحتنا المقصوصة ،ونفتح الأفاق على أرواحنا المقيدة على الآخرين لنبني صروح الانفتاح
والتواصل..لنزرع الحبَّ في قلوب الناس.
(في دروب الحرية)
دعينا نحول
عذبة الصدق
إلى زمزم إكذوبة
لنرتقي
دروب الحرية
وعبر رحلةٍ
على سيموفونية صدقي
طوال سنين
اطلق للأجيال
أغنيتي
دعي البحور
ترقد بسلام
في رعشة قلمي
وينام لغز عشتار
في دمائي القانية
وعبر الأثير
تسترسل خيالاتي
الجنونية..
بعد غفوة الأقدار
في حضرة الغيب
فتتناثر المشاعر
عبر نسماتي
دعي الأقدار ترسم
الأمل
على شفاه منسية
دعينا نزرع الاقحوان
على جفاف خدودنا المتجعدة
نمتصُّ منها
رحيق الألم
عبر ليلٍ
يسرد قصتي
كلغة ،وحكاية بؤسٍ
يسرد معاناتي
لتغدو الكذبة البيضاء
خاتمة لأحزاني
وفاتحةً لدروب السعادة
دعينا نرسم لوحات فنية
ولنغوص معاً
في مدن العجائب السبع
ونفتح الأزهار
في قلوب المساكين
والورد أزرعهُ
في قلبي النامي
وبنهرٍ عذبٍ
امتصي ألمي
فصدري المذبوح
ينادي طيور خضر
ولتنامي معي
على وسادتي
دعينا نزيل
طقوس الوهم
ونداوي سموم الآهة
دعينا نطوف كلّ المدائن
ونسري معاً
في مملكتي
دعينا نستمع
لحكايات جدتي
ونسترسل خياتنا معاً
ولنترك أشباح الليل تموت
عند حضرتي
دعينا ننبلج ونغفو
ثم نرحلُ
عبر فجرٍ جديدٍ
على نسماتِ زقزقاتِ
العصافيرِ الباكيةِ
دعينا نسمع
نغمات الأثير
نفتح قلوبنا
شمساً تنير الحبّ
لتجسد في دواخلنا
علاقتنا..
أملاً يشرق
في ليالينا..
دعيني أتاملُّ
وأتصفّح
في بريق وجهكِ
ملاءات البكاء ،والبراءةِ
فعلى رعشة قلمي
العابس المتهتكِ
منذ آلاف السنين
دعيني أتوتر قليلاً
فعلى أكفّي
رسومٌ ، ورموزٌ
أعقدُ من مملكة فرعون
واهرامات مصرٍ
الكون فيه
ينام على وسادتهِ
وعلى أناملي
ينام الصهيلُ المعتق
وفي باطنهِ
ملاكان وأرقام حسابية
واحد مكر رٌ
في الكفتين...
وثمانية مشتركة
في معاني الأبجديةِ
وبينهما خطوط عشوائية
تخترق كلّ لغات البلاغةِ
وعروضاً سينمائية
وصراعات ،وأنياب مكشرة
وفي زوايا
تعرجاته المنسية
بقعة نور توحي
بالمجهول..
فهل ينام السلام
على حافة مقبرتي
أم ينام جسدي
في طي النسيان
وهل تبقَ
حمامتي البيضاء
مضرّجة بالدم
وتموت الحروف
قبل أن تحيا
وتسمع صوتي..؟!
وهل سأسمع صوت
ام كلثوم
واصاحب الانبياء
مع عقارب ساعتي
هل ساولد
من رحم الألام
وترسمني الأقدار
لوحة موناليزا
لتجسد قوافي قصائدي
شقاء ملحمتي
وكريشنا...
التي ما تزال
تقبع هناك
تنظر إلي
عبر الدمعةِ..
ووجهها السمح الحنون
في زوايا العتمة
ترسم أرقاماً
تنتظر التفاتة عشقٍ
في محراب قلب
ينظر للعللا
لتزرع اصول المحبة..
كرٌّ و فرٌّ ، مدٌّ وجزرٌّ ...
هكذا هي الحياة ،
حيث لا حياة
اسمعيني ..
فقلبي جامد ..
بارد ..
نـار
محرقةٌ ، مضرجةٌ ..
وفي نهرنا ..
إعصار
اسمعيني يا حبيبتي ..
فأنا مكفن ..
بثوب البياض
وحروفي عار ..
والف عار ..
اسمعيني ..
فقد فجرت
من أحلام السنين
وفي قلبي
نشيد من حنين
وعلى رعشات قلمي ..
تحاك الكمائن ..
ويراقبني ربي الستار
اسمعيني ..
فشمسي بدأت قيثارة
تلحن
من أصابع الليل الحزين
أغنية فجرٍ جديدِ
على أوتار
بزق عتيق
ترانيم ..
حكايات جدتي
وناني ترويني ..
تختال عبر المدى..
في فضاء تكويني . .
اسمعيني ..
فأنا لغةٌ شقراء
صحراء دموية
أنا شيطان ...
وجنود قافلتي جان ..
لا تقتربي مني ..
لأنني لست ملاكاً
ولست أشبه
أي فنان !!
اسمعيني ..
فأنياب الصبر تدسُّ
سمومها فيني ..
تشعرني بالغثيان ..
أنا هناك
بين الزمان والمكان
ملحمة عشق منسية
جرح أنا
على نهد الخريف
أنا يا زهرة عفرين
ماكث كشيخ كبير
أداعب أغصان الزيتون
أخاطب جزوع التين
آه يا حبيبتي ...
آه تمد يدها إلي
وآلاف الآهات
على جبيني
تشبه وجه الثعابين ..
كيف أشبهك بنفسي
وهي ، ضاعت
وتنامت
بين أفنان نجوم
في شذا الأقحوان ..
يسرد مع القمر المنير
شاحب الألوان
سيرة عشق
مذبوح الشرايين
أهكذا هو الإنسان ؟!
لا ، أنا لا إنساني ٌّ
ولا قلبي تمثال ..
ولا قبري ، مزارٌ
لعناقيد الوصال ..
لا يا عفرين
أنا لم أكن إلا
صوتاً مخنوقاً
في سجن مظلم ،
رعشة أنا
أنا لست بإنسان ؟!
لا تنظري إلي
بعين واحدة
شاهديني بعينيك الأثنتين
لا تلوميني
إن ضاعت حقائبي
ونام الحلم ،
في حلم البستان
وتجردت حقولي
والروض الأخضر
بين شفتيكِ
رعشة حبٍّ ، يحملني
فوق نهد يبتغي
وجه الديان ..
نعم حبيبتي
أنا المجهول ..
المحنط على مر السنين ..
أنا ذلك الإنسان ؟!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتتوه أبجدية الروح ،وتصعد وتيرة القلق لتعلن عن غضبها ..الغيوم –فالحياة لا تستقر على وتيرة واحدة؛فهي
تجمع كلَّ ألوان الطيف ، تبلغ منابع مسيرتها ، لترسم لغزها في مداخل النفس العجيبة والغريبة..هنا و فيما تتأمل
النفس الإنسانية ،زاهدة –تبصر ما لا يبصره الآخرون –وترى العين أشياءً ، لا يستطيع الإنسان منا وصفها ، أو
رسمها مهما أتقن فنون التصوير وأبدع الفن فيها..فتعابير الباراسيكولوجيا ، تأخذ مداها أكثر فأكثر ، لتدخل
سحرها في جوارح الإنسان –ولتشرح صدره ، بذلك الإنشراح النوراني ، الذي يدخل السكينة إلى صدورنا ..
بين كلِّ غيمة وغيمة ، ولحظة ولحظة نرسمها وترسمنا ، ريشة الأقدار -تمشي على بسيطة العمر بخطوات واثبة
منتظمة ، وبإرادة الله ، لترحم كلّ الحواس المرئية وغير المرئية ؛وقد يسرد المرء في خيالاته المنسية ،ويسترسل
الوميض الذي يداعب ظلّه المنكسر تحت أرداف شجرة الحياة ، يبحث من خلالها عن لغز الوجود ..وقد تعبره ،
رياح عاصفة ، لا يبالي بها ذلك الفرد منقاداً وراء غرائزه التي تحرق الأخضر واليابس ،وبين تلك اللوحتين ،
يراقب الله جلّت قدرته دراما فكاهية ،يداعب برحمته هذا ويرحم ذاك –ينظر إلينا بإشراقات لا يعلم تركيبها إلا هو
..ويحصي أعمال البشر إلى أن يدنو أجله .
ترى هل نحن نفهم لغة الروح ..!؟..هل نحن نشعر بلذة النعيم ؟!، أم إننا ننساق وراء شيطان لعين ، يحاول
كثيراً أن يدسَّ سمومه في نفوسنا الطاهرة ..؟!–ليبلغ مراده الذي خلقه الربّ لعبرة في نفسه ..
أحياناً يتسائل الإنسان منا –لماذا نلاحق الشيطان ونوكل أمور الخيبة على عاتق ربنا ؟!..
أسئلة كثيرة تخيّم على ليالي عقولنا القاصرة عن فهم لغز الروح ،والتي ترك فيها العباد -النور الماكث في قلوبهم
وانجرفوا وما يزالون ، وراء هلوسات علمهم المادي المحض .
هنا يقف الشعر ، كميزان بينما ينزف الشاعر منا ،مخترقاً كلّ أبواب الزمان والمكان ،وتأخذ مسيرة المادة أبعادها من
ذاتية الروح ...من نبع الذات الألوهية..
لماذا لانحاسب ذواتنا السادية ..!؟،عندما ننجرف وراء أنانيتنا التي تدفعنا إلى الغرور أحياناً ،وأحياتاً أخرى إلى
خيبة أملٍ ؛فنحكم على القدر ما نشاء من أحكام قاسية ،حيث تبحر النفس في أدغال هواجسها ، لترهق الذات أكثر فأكثر
..نعم إنها التعابيرالمدججة بالمعقول واللامعقول ، والتي نرسمها في مداخل عقولنا ،ونشكلها كيفما نشاء،فنتجاهل
حماقة سلوكنا ،وظلمنا للذات الإلهية أولاً ،وللروح الطاهرة ثانياً ؛فيغدو الشعر في مسيرته الحضارية يراقب و يصغي
بشغف إلى لغة الأحاسيس والمشاعر عبر شاشة الواقع ، حيث الدراما التراجيدية تأخذ أبعاداً زمنية ، أكثر تعقيداً من
تكنولوجيا الحداثة والتطور والعلم التقني ..
الشعر ينزف لأنه تتلطخ مسامات وجهه البائس بتيارات الظلم فأصبح غريباً في عصرنا هذا ،وأمسى الأديب منا
والشاعر محطة ازدراء الناس في موطن خلوتهم -وهروبهم من الحياة ..الأمر الذي دفع البشر-الشعر إلى بوتقة
نفق ضيق ،ليغدو سجين ملاكاته ، في وحدةٍ ،وفي عتمة زنزانة الحياة ..ورغم ذلك يرسم الشعر بدمه ، ملحمة
ولادته إلى انتهاء الحياة على جدران لم تستطع أن تجسد حتى بقايا آلامه .
إنها جدران عمياء ، لا تبصر ، أكثر من حد أنفها ..ضاق بها الزرع ، فلامست أحرف الشعر بقايا ترابه المندثر
على بسيطة الأرض ..
إنها الدماء التي تسيل بلا هوادة ، والغربة التي تعتصر ذلك المداد ..بحره لغز عجيب وجدوله ماء غريب !،
وعلى حوافر ضفافه نهرٌ وبساتين ،وجنة لم ترى بعد وجه النعيم ..ترقد على وسادة متهتكة ؛ويرسم الشعراء منا
أحلامهم -رغم تعاسة الظروف وقساوة القلوب –ليبدعوا أكثر وينثروا من مشاعرهم اللطيفة والبيضاء –كلماتهم
التي سيخلدها الزمان ذات يوم ..ولن تموت الكلمات ،وإن مات الإنسان الفنان قبل مولد حصاده !.
هناك يرقدالشعر –ويسترسل بعيداً ، ليتحرر من سجنه وليرسم بدمه غاية الحياة ..ويكشف أنوار النفس ،
وليرتقي عنان السماء .
(جراح في الزاكرة)
يا فتاتي
لحن وجودي ..
منبع الآهات
ياحبيبةً صماء ..
بكماء
في جراح الذكريات
يا صبيةً
في ضفاف عفرين
وحلب الشهباء ..
وترنيمة الحمامات ..
تقبلي نزفي
وصرخاتي..
خذي مني
كلّ الحياة
خذي مني
قبلاتي ،وعلمي
خزي مني
لغز عشتار
وطقوس الراهبات ..
خذي من جسدي
مصباحاً سحرياً
وداعبي وجهي
يا أميرةً
فوق عرين الأمراء
يا حورية جنتي
وبحري ،
فللصدى همسات
أنا الشعرُ ، والشعور
واللاشعور الماكث
تحت التراب ..
أنا المجهول
في مجاهيل الجداول
أطلق
للأجيال كلّ الابتسامات
أزرع الزيتون
في كلّ أرضٍ
أبتغي وجه ربي
في حضرة خلواتي
فتسكنني
كلُّ الأشياء..
*****
بالأمس كنت أميراً
في فوهة الشعراء
أطلق بلاغتي ،
وعجائب حضرتي
وأنساب كقطرات ندى
في أذهانِ
القادة والأمراء
وكانوا يسردون
من نبعي
حكاية أبي وأمي
وجدتي ..
ومولد أسمي
قبل أن تولد
الحياة..
أما الآن ..
أمسيت في مقبرتي ..
أنتظر في محطتي
أشلائي المبعثرة
في مدينتي
وتعصرني الأشلاء
أرضي لم تعد خضراء
وفي النفس ألتقي
ببراعم أملي
أزرع النشوى
في قلوب الشعراء
وأسكب من دمعي الحزين
درراً
أغسل وجه المحبين
والعشاق ..
أعانقهم
وفي قلبي نزيفٌ
لم تصل إليهِ
أو إلى وصفهِ
أقلام الأدباء ..
وعفرين الحزينة
تبكّيني فأبكِّيها
ونبكي معاً
لأننا أصبحنا غرباء
وشوارع مدينتي
خريف مصفر ..
أوراقٌ حمراء
على الطرقات
تضربها الرياح ..
فتطير
إلى وجه السماء ..
ألتقط أنفاسي
لست أدري
متى أصحو
من سباتي ..؟!
وأولد من جديد
بعد غربة وتيهٍ
في قلوب القساة
فخَيَرُوني..
دمروني ،وأجبروني
على تجرّع
علقم البينِ
******
شوِّهوا صورتي
كما تشاؤون ..
اقتلوني
اسحقوا تضاريس وجهي
كما تريدون ..
إنني باقٍ
على هذه البسيطة
في قلوب المساكين
وكلّ البؤساء
آه لو تعلمون
كيف ترسم الأقدار
مصير قلوبنا !!،
وتعرقل من
تواصل روحينا
وتغادر
الأرواح العاشقة
دون وداع ؟!
وتدسّ نار الفتنة ألغامها
في حقلِ نفوسٍ طاهرةٍ
لتدفن
كلّ أحلامنا ؟!
وبين كرٍ، وفرٍ
ومدٍ، وجزرٍ
تلاعبنا
حروف الهجاء
يخيّم الظلام
بعد رحيلٍ منكسرٍ
في فجرِ حبٍّ
على ليالينا لتمضي
فنبحث معاً
عن تلكَ الأحلام
التي كم رسمناها
في حقولِ روحينا
وتتطاير
شظايا الحقد
لتخترقَ
حدود الصمتِ
وتغيبُ
شمسُ العشقِ
بعد رحلةِ انكسارٍ ،
و نكسةٍ
ّتثير الألم
في جسدينا ..
فهلّا ماتت الأحلام
أم تلاشت
في حضرة الهيام ..؟!!
وغابت مع
طيور الربيع بالأمس
وتركت لنا
أشواك ذكرى
تدس حوافرها
في قلوبنا ؟!!..
إنها التنهدات التي
عذبوها ..في صدورنا
إنها الصرخات الدامية
التي تدمي
وتمزق ..شرايين عشقنا
إنها نجوم تأفلُ
عن سماء عشقنا
لتحلّ وبالاً
على غابات
جنون حبنا
آه لو تعود أحلامنا
أو تتحقق أمالنا ..!!
ولكن آلاف الآهات
إن تجمعت
لن تروي
ظمأ جوعنا
ولن تداوي
جراحنا المنسية
في حقولنا ؟!!..
ياجبيناً ..
يا خيوط زمان
يحفرها الزمان
يرسمها الربُّ
جلّت قدرته
ويحفظها الحنّان
يا سويداء قلبٍ نازف ٍ..
اما آن الآوان
أن يتبرعم الحبّ
من جديد ..
بعد رحلة شقاءٍ
ألم يحن
موعد اللقاء ..
في حقول ذكرياتنا
أما آن الآوان ؟!
لا ليس
هناك شمسٌ تشرقُ
في روابينا ..؟!
أو قمراً مستهام ..
يضيئ أحلامنا..؟!
لا ليس هناك
أي مدى لعشقٍ
يحقق آمالنا..
سوى البكاء والنحيب
يقطع أوتار قلوبنا ...
*****
نامي يا نفس
بين طعنات القنا
وحنّي يا روحاً..
إلى ظلك المستهام
نامي قريرة العين..
فوق الركام
فكلّ ما كان بينكما..
أمس سراباً
وأوهام...
أترك ماضيكَ..
فقد تركتهُ حبيبتكَ
وطوت بذراعيها..
صفحات الغرام
استقبل
وجه الغد
بابتسامة نقيّة
طاهرةٍ
ليس فيها حرام
فالشمس مهما غابت
ستشرق من جديد
ومايزال القمر ينام..
على رعشات عشبي
يغفو الحمام..
وقلبي بهار ينتظر
موعد الأذان
كي نصلي معاً..
في محراب
الحنّان والمنّان
نطلق الدعاء
في سحر ريّان
***
لِمَ غادرت
وتركت قلبي
تسممه الثعابين؟!
وحاصرتني
أضقت عليه
بيديك الناعمتين
وقسيت
وأي قسوة
بعد فراقكِ
يفصم غرامنا المسجون
في كوثر عذبٍ..
ووسط حروف الهجاء..
تستيقظ
فراشاتُ الأملِ
في صدري..
أما حلمي..
ثابت في غيبوبتهِ
يناشدُ رؤاه..
في وجع الرؤيةِ..
وتنام حمامة السلام...
يا حبيبة..
مازلتُ
انتظر روحكِ..
قبلةُ شفتيكِ
طلَّةَ وجهكِ الناعم
خفقة قلبكِ الميت
نبضة صدركِ الهائج
فأنا والشوق..تومأن
جمرتي
ما تزالُ تشتعلُ
وصرختي
ما تزالُ تحترقُ
وصدري لكِ
ريشُ نعامٍ
لا تقتليني..
فأنتِ كم قتلتني
في غسقِ الدجى
منذ سنين..
وجردتني
من نعيم الدنيا
وسلبتِ مني رجولتي
وأطلقت في
وجهي العنان...
إنني انتظرك..
لتوقفي
نزيفَ جرحي..
وتلفيني بكفنٍ ابيض
أو تقبلّين جبيني
قبل ان أرقدَ
بسلام..
اريدك أنتِ
وان استشهدت..
ففي سبيلكِ
أطلق روحي
قرباناً لكِ
كأضحيةِ شهرٍ مباركٍ
علّني أرقدُ..
أو أحيا
من جديد
بلمسةِ يديكِ الناعمتين...
تعالي إليَّ
أعيدي إليَّ هويتي
كإنسان..
وكعاشقٍ ولهانٍ
زيديني عشقاً..
فما لي
ثوباً البسهُ
في حفلِ زفافكِ
لأنّكِ كنتِ
كلّ شيء
ومازلت لي..
عبقُ الحبِّ ،والحنان
دعيني أجوبُ
شوارعَ عزلتي
في غيمةِ
الحقدِ الدفينِ
أطلقُ إليكِ يدي
وانا مستهام
فضعي يديكِ
في يدي
احضني صدري
وتزكري بعد رحيلي
لن تجدي صدري
ثانيةً ..
لن ينفعكِ ندمٌ
أو بكاءْ ..
فقد سيكونُ حبّي لكِ
ثوب ذكرى
ككفنٍ يحرسُ
ظلَّكِ العابسِ المقهورِ..
وروحي لكِ ستظلُّ
ملاكَ روحٍٍ
تحفظكِ ..
ترافقكِ في
أي مكانٍ أو زمانْ
واعلمي أنني
متُّ بعدكِ
وألفُ خنجرٍ
في صدري
مغروسٌ..
يضمكِ
يبتسمُ جسمي
في وجهِ الطعنات
ببراءة عشقٍ مستهام
انا لكِ
ظلٌّ، وما زلتُ
لكِ عريسٌ
مدفونٌ انا
في قاعِ الزمان
وما أزالُ
أناديكِ
فهل ستمسحي
عن جبيني
بقبلةٍ
عرق سنين القهر
والحرمان..؟!
انني انتظرك
يا بريفان
وفي قلبي نزيفٌ
وبحرٌ
وأمواجُ شوقٍ جارفٍ
يغرقني
وأنا لا أنام..!!
*******
لقد أمس الحلم جريمة..يعاقب عليه الإنسان ؛ فكيف يحيا كلّ منا ،ويقايا الأرواح تتوه في هذا المكان -مشتتة
أفكارنا ،وجهل الغد -يتعب المتبصر في ملكوت الله ، كيف ينعم المرء بالسلام ،وهو محاصر بالتهم _صامت يدعو
الأنام ام تحت الثرى سيعلِّق أماله ،أم سيلاقي الهول ،ولا ينام .
كلّ من حوله يجهله ..وهو يحلم بأن تتحقق أماله وسط زوبعة ذئاب وشياطين جن وجان..
(غاية الغايات)
الويلُ لهُ _والعذاباتُ..
ولكنّ الله !،
في قلبه نورٌ
يعرفهُ..
فليس لنا
في الدنيا سواه
*****
الخيالات ،والحماقات
تلوح بيديها
ومحلمة عشق لh-b
تداعبهُ
في كلّ مكان
هواجسُ الخيبةِ
تدسّ سمومه فيهِ
يقيّده ويشكلُّ
من لحن عشقهِ الطاهرِ
عظاماً رميمة
فلا يجد في الوجودِ
مكاناً ياوي إليه
غير قبلةَ
الحنّان والمنّان
جلى الحزنُ
وترافقهُ الاحزانُ
يرحلُ بعيداٌ
حيث تفتحُ له
دروبها الأوهام
يناشد ذكراهُ
ويحلمُ
أن تشرق شمسٌ
على روحهِ
بل أن يعلنَ الموتُ حملتهُ
فيستجيب لهُ
في استسلام
تُهلكِهُ أحلامهُ
وتسعفهُ هناك الأيام
وحيداً يصارعُ نجواه
يشاطر أحزانهُ وتشاطرهُ..
تلكَ الأحلامُ..
وحيداً مغترباً عن نفسهِ
يحيا تحتَ الأنقاض
والركامْ..
يتيماً يطلق للشباب
عناءَ سفرهِ الطويلِ
يحلمُ بالأمنِ
ويصومُ عن الكلام
رغم تفحّم أوهامٍ
تطرق بابَ قلبهِ
تشدُّ الرحالْ..
تبغي أن يظلّ يعاني
كلّ ألوانِ الاحتلالِ
رغم عذاباتِ قلبهِ
المرتعشِ حنيناً إليها
فلا ضميراً
يحنُّ اليهِ
ويخففَ الحملَ عليهِ
ولا شمسٌ تشرقُ
في محرابِ الروحِ
لتحقق الاحلام..
وحيداً يضاجع أوهامهُ
في مدينة النسيانِ
يعبر الزمان ،والمكان
يلتقي تارةً بوجهِ الديّان
وتارة أخرى
بعنفوان دخانٍ
يعميهِ ،..
يشوه أمامه
خارطة الإنسان
وفي كلّ مكان..
يتيماً يعبر
جدول حبٍّ بريءٍ
شغوفٍ طواه الزمان
وكعاشقٍ ولهانٍ
يزرع الحبَّ
في كلِّ حقلٍ
وبستانْ..
يروي بدمهِ
ياسمينَ حبِّهِ
في كلَِ أرضٍ
ويزرع
نرجس عشقهِ
في كلِّ حقلٍ..
وحيداً
يجوب شوارعَ مدينتهِ
بلا أمٍّ أو أبٍّ
أو خلان..
أتموت أبجدية اللغة
على ذلك اللسان..؟!
أم تتناثر روحه
في مهبّ ريحٍ
تعصفُ بهِ
فيلاقي
زهقات الموتِ
يشرد مع أحلامهِ المعلقةِ
على مرّ الزمانِ
بحبل غسيلهِ الناعم
كريشِ نعامٍ..
كما أردفت النرجس
ذات يوم..
حبائلُ السماءأ
أعناقنا معلقة هناك..
أرواحنا معدومة..
تشنق بهالةِ الويلات
أجسادنا تُنتهكُ حرمتها
في كلّ مكان..
أما ياسمينة قلبي الحزين
تعطرُ كلّ المشاعر
تسبحُ في الشرايين
تطلقُ حبَّها ،وخوفها
في تشرين..
تشرع على قلبهِ
وشاحَ غرامها
تطلبُ منهُ
أن يستكين
كيف له
أن يستكين..؟!،
وهو مذبوحةٌ صرختهُ
ولغةَ صمتهِ
مسحوقةِ الشرايين..؟!
لا جدوى
من السؤال،
فالجواب هو محال..
ومستحيلٌ أن يعيش
وسطَ صراعاتٍ
في الادغالِ..
تحطمَ الجبلُ
وتهشمت أخرى
من جبالْ
واصبح الوادي السحيق
باكياً في اعتلال
جمرةَ الأنا تخبو
فهل يشفيها العويل..؟!
صرختي ثكلى تتعالى
ولا ماء سلسبيلْ
روحي تعرجُ
إلى السماء
كنسيم في روح
عليلة..
تطلب الشيء المستحيل
أين أمتطي جوادي..؟!
وقلبي رماد..؟!،
في غليل..
سحري تلاشى
كلّ ما فيهِ
من رحيقٍ أو خليلٍ
نام على
حلمي غلامٌ
وماتَ في الصدى
عويلْ..
أيه يا نهرَ زماني
اغسل في صباي وجعي
فأنا أدنو من محالٍ
وبالُ صمتي طويلْ
كلّ أفكاري تلاشت
وكلّ اشعاري تماشت
فوقَ سحبِ السفرِ
والرحيلْ..!!
لا مطري باتَ يعرفني
ولا خيوط شمسٍ ترشدني
ولا قمراً أو نجمةَ ليلٍ
تنيرُ ليَّ الطريق
لا رعشة أنثى تعرفني
وصبري
كم هو طويل..
أنني أجهل كلماتي
ودربي
كم هو طويل
قد رقدت
أحلامي يوماً
في أديم الترابْ
فايقظتها نسمة ياسمينة
بعد موت ،وخراب...
من صميمي عرفتُ ديني
واقتربتُ
من بابِ الحسابِ
فأيُّ ظلٍّ يأويني
وأيُّ حبٍّ
يدقُّ عليّ الباب
أنا ما عرفتُ نفسي
إلا عند نورِ ربّي
أحرفهُ نورٌ
في كتابٍ..
كنّا نسعى لنغني
نشيداً عذباً
على الرباب
يسري..
في جوانح صدري
يفتح ليَّ ألف بابْ
أي موتٍ قادمٌ إليَّ
وأيُّ حياةٍ
في عذابْ..؟!
لحني سيمفونية عشقٍ
سؤالٌ طويلٌ
بلا جواب..
ورغبتي مسحوقة أنفاسها
يترصدها
في الليل الشهابْ
فأي لغزٍ أنتِ نفسي..؟!!
أي بعدٍ
أنتِ حيرى..؟!
أأنتِ موتاً
أم حياة..؟!!
نسيتُ في الوغى إسمي
وفي النوى
سلوت حلمي
وسحقوا أنفاسي
في ضباب..
وبغفلةٍ عن نفسي
اعتقلوني
مزقوني..
بلا ضميرٍ
ألحقوا بي الخرابْ
لست أدري
من يعيش..؟!
جلَّ أمانيه الرياءْ
أنني عبدٌ ضعيفٌ
لربّي أطلق الدعاء
فلا تظلميني
يا فتاتي
فأنّي أموت
في الحياء
**********
الحليمة تعود لعادتها القديمة..والمعاناة ما تزال تقاسم هموم العشاق أحلامها ،وتشاطرهم ألامها ويدخل أحدهم
مدينة الكآبة وهو مدفون أصلاً فيها -وتجري المحاولة وراء تنازلاته مراراً وتكراراً..
فما يزالون يضغطان على الزناد معلنين عن تحويل جسده المتهتك إلى رماد..ليشكلوا من طينه إلعوبة الشتاء
ويشكلون من سذاجته أشكالاً هندسية..، أو ألعاباً يتسلى بها الأطفال في كلّ مكان ؛يصبح الشاعر منا اضحوكة
العصر وبالكاد يحترمون عوده،!بل لا يحسون قط بحجم معاناته وما ارتكبوه بحق قدسية الشعر فينزف القلب بلا
هوادة حتى يبخلون عليه بالرحمة التي هي هبة ربانية ولا يتعمقون في ماهية وهوية الروح التي هي لغز الوجود
..يقدمها العاشق منا على طبق من ذهب ،ورغم ذلك لا يتقبلونه!.
ترى ماذا يريد هذا المجتمع المزاجي من العشاق..؟!..كل الأفراد يقزفونه ككرة قدمٍ من مرمى لمرمى ،
ومن قدم الى قدمٍ..يرمون الكرة الى عدة اتجاهات ثم يحولون الكرة إلى عجينة ؛ويشكلون من النفس ما يشاؤون،
وسرعان ما يرمونها ثانية فالكائن البشري بنظرهم هي كرة قدمٍ تشبه إلى حدٍ كبيرٍ كرة ((بيم بون او كرة قدم))
أمسى الإنسان منا فاقد الحسِّ ،وقد تعطلت مشاعره عن الدوران..، وهذا ما يدفعهم إلى إنتهاك حرمة نفوس بريئة
،ويدفعهم إلى تشوية تلك الأحاسيس المرهفة !،والمشاعر الانسانية ، فتغيب الطيبة بعيداً ،وتتمزق هوية الدين !!،
وتتشوه هوية الإنسانية بين أيادي قاسية لا تعرف معنى الحياة ،ولا السعادة..من أين تأتي ..؟!،ولا يشعرون
بأي مسؤولية تجاه المساكين والأبرياء الذين يعيشون حياة بؤسٍ ،وشقاءٍ..كلُّها ها هنا على ظهرِ جبلٍ أحملها ،
والظهر أمسى متهتك من شدة المهام الموكلة اليه العاشق ،وكلّ البشر لا يتحرك جفن لهم ،!!..لا يبادرون
إلى حمايته ،ولا حتى حمل الأثقال التي أبت الجبال عن حملها فحملها الإنسان منا..؛فمدينة الأحزان تحطُّ
رحالهِ في قلوبِ المبدعين..كم تعب ذاك الجبينُ المرصع بالفاقةِ ،وطقوس الفراعنة..،والمشعوذين فيضطر
المرء منا مغادرة عشه كما يفعل الطائر الحرُّ!!_فملازمة العشِّ الزوجي كعصفورٍ صغيرٍ،لا يحلُّ مشكلةَ
العصر..وهو كذلك قد يخرج عن طوع زوجته..الإنسان فيحكم بالموت عليه او بالإعدام..
يغدو الفراغ وحشاً مفترساً يلتهم رحيق الحياة من الإنسان ،ويشكلُّ الفراغ العاطقي -من الشعر اكليل غارٍ؛
فالحياة لا تحلو الا بما تحمل من معاناة !،والمعاناة تدفع العاشق منا الإرتقاء إلى بلوغ المجد ،والابداع..
كل النكسات العاطفية ،والخلافات الإجتماعية تلعب دوراً في تركِ الكلمات المزركشة بالوان قوس قزح ،ويتالق
الفكر وتلبسُ المشاعر ثوبها الأبيض الفضفاض ؛ليعلن السلام -وينشر المحبة في قلوب الناس...
إنّ ملحمة العشق التي غنية بالعذابات تطلق للعقل إيحاءاتها ،ويبادر القلم ليسطر من نسيج الغرام عبير الكلمات
وتسرح الروح في ملكوت الله ؛وعندما تغادر العاشقة فؤاد العاشق ..(يخيم الظلام)..ويرخي الليلُ سدوله
ويفتح بوابة العذابات ،وتستقبل القلوب الشقية ألامها في لحظة دلالٍ مفعمٍ بالمشاعر الرقيقة بعد تلطخِ كلّ الصكوك
الشرعية !،وتضربها العاشقة -كلّ المواعيد والعهود والمواثيق بعرض الحائط ،!..لتفتح أمام العاشق بوابات
الشقاء..،ويغدو الأمل لحن بؤس يشتت الأفكار ويزرع الإقحوان والزيتونة في حقل قلبي المذبوح بخنجر العادات
البالية ،وتسمم عروقي كراهية الحياة..وتعصف الدنيا بيَّ ، وترمي العاشق منا الى كلِّ الجهات وترتعش النفس
مما قد يحصل ؛وتوحي بمجزرة قد تشبُّ نيرانها عبرَ مساماتِ الجلدِ الذي يفارقُ الحياة؛!،فيغدو الفكر مشتتاً إلى
درجة يكره فيها أحدنا نفسه ،ويلعن أخرى من ذاتْ..
هناك تشرق شمسُ زهرةٍ في طبيعة جميلة لتوحي بقدوم الربيع ،ويتصاعد الخوف إلى أوجّهٍ فتتوه المشاعر ترى
من تختار بين لوحات الوجود!!؟..
ويتبرعم الحبُّ من جديد بين أحضان إمراة تشبه وجه السماء..،وتسترسل الروح تجاوبها عن كلِّ ما يجول
بخاطرها من أسئلة !،وكلبيبة تفهم سر تكوين شخصية العاشق ،وتكفكف الدموع عن سيلانها -حتى تدوم الصداقة
بين أحرفِ شطرٍ في قصيدةٍ تتزين بأحلى صورة تعبيرية ،وجمال...فحبيبته التي تقطن في طبيعة شيخ الحديد
وحلب الشهباء (H b )..هو العاشق المعتوه بحبها حتى دروب الموت..آهٍ لو حطّت رحالها ، والتوق
لنرجسها يمزق أوصاله أما ياسمين عمره ترحل بلا وداع ،من مملكة عفرين المذبوحة بخنجر الاحتلال ،وهناك
نجمة فرحٍ تنشر شعاع الأمل في أوصاله وسط عاصفة الرؤى..!،فهلَّا تبوح الأقدار سر الإكتمال ..وتتحول
الأحلام إلى سربِ وهمٍ تغطيه الدماء..!!؟ فيدنو الضياع من قلبٍ يخشى أن يفقدهن !!، أو يفقد نفسهُ بين
ثنايا المحال..تشرق الشمس من جديد ،وتتحول إلى قمرٍ باهت عتيقٍ ،ومن ثم إلى قبلة لحياة مجهولة تجوب
شوارع البريق..تتصارع الاطياف في خلده كما هو صراع الخير مع الشر..،وأحيانا يشكلُّ نطفة مهديٍّ
يخرج من رحم أمِّ الأرض..ترسم الهواجس في النفس ما ترسم ،وتغمر القلوب بمشاعر -وأحاسيس مرهفة
كإنّها جدول (طرح ،وجمع ،وتقسيم ،وضرب)..هكذا هي الحياة ..حسابات وإحتمالات ،وخيبات أمل
(طولٌ ،وعرض)..يغدو الصمت لغة تقاسمه ،وتشاطرني أحلامي ؛فيغرق ما بين بحرِ ألفِّ(ربٍّ ،وربّ).
(أحبّك يا موت)
نجمي أفلَ
وكلّ نجومي تأفلُ
والماء قلَّ
وفي قلبي نورٌ
يأملُ..
مشرد أنا
مثل غيمةٍ ممطرةٍ..
على ضريح السماء
تترنحُ الاحلامُ
وتتمايلُ..
إحتقانٌ هو ذا..
غيثُ الصفاءِ القاحلِ
كم أود
أن أحرره
وهدفي
في بحرِ الحياة
يتوغلُّ..
فعينُ الصباحِ مشمسةٌ
وقمرُ ليلي
بحالهِ منشغلُ
أفتعالَ الطيبُ
واسترسل ضاحكاً
فهبّ الرعبُ
في نفسي جادت
تقبلُ..
وعليها سماري تمايلت
وأغصان الحبِّ
تنحني ،وتتمايلُ
ويرقد الحطبُ
على بسيطةِ أرضهِ
وتلتهبُ النيرانُ
وفي ذاتي
فتيلها تُشعلُ
نارٌ تحرقُ
ما تبقى
من جسدي
ووحدتي العمياء
سرُّ تكويني
كطقوسش وهمٍ
في شريعتي تندملُ
تحاصرني
من جهاتِ الأربعةِ
يمتصوا
من عروقي
ومن كلِّ أنفاسي
الرحيقَ..
وأنا المنتشي
على قارعةِ الطريقْ
كقطرةِ مطرٍ أهوي
إلى رفاتِ الحقيقة
أحملُ مشعلي
في زهقةش الموتِ
بألف طريقةٍ
وطريقة!!..
أسري
في الليالي الطوال
حيث أسري..
أبتغي وجهَ الحقيقة
تأملي جيداً
في جيدي
في نحرِ أحزاني
وقامتي الممشوقةْ
تأملي
فالعمر يمضي
والمسافاتُ البعيدة
تنتظرُ
على محطاتِ الدقيقةْ
*****
لا ترشقوني بالحجارة
بالتشهيرِ..
لا تشهروا
في وجهي
زعافاً!،
أو نعيقاً...
أنا ما آلفت حزناً
ولا زرعت الأشواك
في الحديقةِ..
أنا أبن عفرين الأبيَّة
أبن كفردلي الصبيّة
وكلُّ مشاعري رقيقةْ
أنا رائحةُ الزيتونِ
مرٌّ على مرِّالزمان
شجرةُ تينٍ أنا
على أرض التمنّي
رعشةُ رغيفٍ
في كفِّ فتاةٍ تغنّي
أنا ماءً أسرح
في نارِ الحنين
أُغتال من كمينٍ
يغرسُ الحقدَ
في شرائع ديني
أنا الإنسانُ ،
واللا إنسانُ
زهرةٌ تعطرُ
قلوب العاشقين
أحملُ الحبَّ
لكلِّ الناسِ..
وأردفُ العشقَ
في قلوبِ الملايين
أنا اليتيمُ ،والوحيدُ
في زوايا غرفتي
ابتغي الحلم اليقين
أقبعُ كعصفورٍ
يلتقطُ حباتَ النعيمْ
أنا الورقةُ الصفراء
المرميّة
على الأرضِ
والحمراءُ الممتشقةُ
فوقَ خدِّ الشتاء..
المشتتُّ المتناثرُ
في الفضاءِ
على قارعةِ الطرقِ
أنا الإنسانُ
أشبه وجه العقيقِ
أنا اللا شيءُ أمسيتُ
في دنيايَ كوميضٍ
في بريقٍ
كلُّهم بالنعتِ
أذلوني..
سحقوا من جسدي
عفتهُ
ومن روحي
نورَ اليقينِ
امتصوا منّي
رائحة دنيايّ!، وديني
قتلوني في لحظةٍ
وفي زوايا العتمِ
رموني..
كشروا أنيابهم
ظلماً في وجهي
حتى ارتووا
من ذبحِ قبلتي
من جبيني!!
أزالوا عني
ثوبي الأبيض
وانتزعوا
من حقولي
ألقَ شبابي
فتناثر الطاعون
في دمي ،وشراييني
وفقاعاتُ هواءٍ
انتشرتْ في سمائي
وكم قتلوني..!!
إنّي ما عدتُ أعرفُ
من أنا..؟!!؟
وسط أبّي
وسط زوجتي
وزرياتي
ذوي الفصول الأربعةِ
وأشقاقي وشقيقاتي
ووسط والدتي الحنون..
غادرتني عنوةً
والآن متُّ
وتبعثرت كلُّ الحروفِ
ذاتِ الشمالِ ،واليمين
ماذا تريدون بعد
****
من روحٍ تبتغي
نورُ اليقينِ..
*****
أما يكفيكم
سحقَ أنفاسي
الأخيرة..؟!
أما يروي عطشكم
قتلَ العصافيرِ
الصغيرة..؟!
أما تنتهوا
من الإستدارةِ
حولَ كرتي
المستديرةْ..؟!!؟
أما تعبتم
من سحقِ ذاتي
من بؤسش الحياةِ
من حروبٍ ضراسٍ
ورياح ٍ ،وزمهريرة..؟!!
أجيبوني
ماذا أفعلُ
وسط نفوس حقيرةٍ..؟!!
نجمتي تافلُ
وكلّ شوارع
مدينتي فقيرةْ...
الشمسُ هناكَ
الروحُ هناكَ
والنفس!!..
والزمهريرة!!
*****
الطيرُ هناكَ..
والنكيرُ والمنكرُ
والنكيرة!!..
كلُّهم ينادونني
بأمّي ،وبأبي..
ها هنا!!
فمتى تغفو
عيني قريرة!!!؟..
*******
في قريتي أنينُ شعرٍِ ،ومحراب إيمان، في قريتي لهيب صدر وآهاتُ نثرٍ..، ،وفي النفس انتهاجُ لغةَ صمتٍ،وصيام
عن الكلام...صراعات مع اكذوبة العصر !،وفي الصدر هموم بحجم قرص الشمس !،وبلسم صوم بحجم الكون..
وزهد يبحر في روحٍ ظمآى !!؛تغني إنشودة نصرٍ على ايقاع نزفٍ صاعقٍ..وسط نواميس مجتمع شرقي!؛ تحيا
النفس إرهاصات فكرٍ في قوانين مجتمع لا يرحم عود الأدبي الممتزج بآلام البشر..وروحاً تغوص أعماق القلوب
ليسدل الستار عن روحٍ ترتقي لتداعب روح ((رابعة ))،التي تفتح بوابة الصوفية للمتأملِّ!،غابات الصراعات
الدموية هنا وهناك..لا بد من ان تنتهي ملحمة الشعر على إيقاع روحٍ تسترقُّ بناظريها علَّامُ الوجود المادي المحض
وتتأسف لما لحق بالكون من زعافات الأفكار ،والأدب الحديث من غصاتِ نفسٍ تبكي على مغادرة ،ورحيل طيور
الحرية..
في طفولة حالمة بالأمن تسترسل الروح نشواها..،ويبحر القلب بعصر آلام تضيق الحصار عليها..
ووسط أنين القلم يغدو بحر المداد يعاني من حصار إقتصادي ،وفقر أدبي..فيغدو الشاعر منا والأديب أسيرُ ملكاتهِ
الفكريّـة ،والشعريّـة والنثريـّة يعاني الأمرين...،ونزيف الشعرِ الصاعق ،ينصبُ على محيط الأحلام التي تلطخت
بمياهٍ عكرةٍ من نفس أمارة بالسوء..
إنّ عفرين الحزينة كغزة تسيل منها دموع التماسيح..،وتتمزق من جراء موت قادمٍ من نافورة الذبح ،وإنتهاك للحرمات
...،وتحتل الصبغات الشعرية مدينة الأدب فيغدو (الشاعر ،والاديب)..منا متوغلٌ في بحرِ جروحهِ الدموية ،
أسير خلجات أحاسيسه المرهفةِ،ويفقد الشاعر هويته الانسانية في المجتمع الشرقي..
يلزمنا صحوة فكريـّة وانطلاقة لثورة مشاعريـّة إنسانيـّة ليخترق سيف الأدب!؛ مجاهيل المياه العكرةِ، والنفوس المتعفنة
التي تشوه صحوة الفكرِ، وتمزق هويـّة الإنسانية في الوجدان-لتفسح المجال أمام غطرسة الأنا الساديـّة اتاخذَ بعدها
السيكوباتي.
فعفرين الحزينة ،والشرق برمته مصاب بمرض العصاب الهستريائي..ولا نستطيع بلوغ الإرتقاء بمنتوجاتنا اذا ما
تبلورت صحوة أدبياتنا ،وارتقت أفكارنا ذروة الملاذ ...فعلى بزوغ الحضارة الإنسانية تبني المشاعر الانسانية
قوامها الأدبي ،والفني حتى والفكري!،وترتقي الأمم.
علينا أن نسلط الضوء على نفوسنا المنجرفة وراء أنانيتها -رغم إنّ الذات الإنسانية لا ترى وميض الأمل إلا من
خلال النخبة من (الأدباء -الشعراء -المفكرين -المستكشفين)!!..
منذ آلاف السنين كان الشعر إيحاء ،ودبلجة لحروب متراصةً ، ومتراصفة !؛ووصفا دقيقاً لتاريخ النهضة
(الفارسية والعربية والاسلامية )!..حتى إنّها تضمنت مفاهيم ،وقيم فلسفية..أما الشعر تحولت مداركها
لبث إيحاء حديث مغلف بحداثة عهد شفاف بعيد عن التعقيد ،والمبالغة في وصف آنية الحاضر والمستقبل..
فالشعر:((رحلةٌ أدبيـّةٌ ساميـّةٌ)تجسد كلّ الحالات الوجدانية التي تتمخض -من مشاعر ؛واحاسيس ومكنونات
النفس لما تحمل من سيمفونية العصر الانفتاحي على العالم الآخر..
إنّ الحلقات السابقة سلّطت الضوء على كذا حالة نفسيـّة واستعرضت كمّاً هائلاً من الحالات الباراسيكولوجية للنفس
الإنسانية ،ولم تقف على جانب واحد مما يعانيه المتلقي ،والإنسان في مدرسة الحياة ...إذ علينا أن نستقطب كلَّ
مناهل ،وجوانب الأدب ،وعلى الشعر ألا ينحصر ضمن بوتقة الأنغلاق التام على نفس الفرد.إّ
إنّ ملكات الشعر توظف ضمن حديقة المشاعر التي تعاني من حالات ،وظروف خاصة وعامة ..،ولا يتم الابداع إلا
ضمن رحلةَ قوس قزحيـّة -للمسار الفنـي والادبـي.
أنني أفهم الشعر على أنه رحلة أدبية ؛يسبح الشاعر من خلاله في بحر المشاعر السامية ،ويعرّف المتلقي على صورة
البيانية للحالة الآنية ..وليس الشعر بنظري أداة فقط..بل نهجاً روحانياً ،والشاعر فيه يحيا في ظلٍّ منكسر على
ضفاف عفرين ،والبلاد التي تضخ شعاعات الابداع ،والالهام التي تمد وتستمد من الطبيعة جمال كلماته ،وصفاء مفرداته
تحت شجرة الحياة حيث تسترسل الروح مداها..ونتيجة لانقلاب العصر تغدو الطبيعة الشاعريـّة والمشاعر الانسانية
نسيجاً واحداً !، وتوأمان في جسد أدبٍ مزركش بأحلى وأزهى وأجمل صورة..
إنّ النفس البشرية تعاني كما الشعر !؛من عملية الحصر..فهناك توق شديد لملكات روحية تود الارتقاء بالشعر ليأخذ
أبعاده في سماء الوطن الغالي.
مهما تجرفنا العادات البالية بهوس لتغرق أحاسيسنا -ومهما نصابُ بهوس تلك التقاليد الرثـّة..علينا أن نزرع بذرة
الحبّ في أرضنا القاحلة ،ونعتني بأصالة كتاباتنا واختيارنا للكلمات ،وللون والصبغات الشعرية ..وعلى صرخة
قصائدنا المذبوحة بقيود اجتماعية واقتصادية عبر أثير مريض..أن تخلق واقعاً سلمياً، وتنشر حمامة سلام على
الأرض النازفة ،والتواقة إلى رحيق الأمن والسلام..فالقوة المطلقة هي بحوزة واجب الوجود..من خلقَ الكون ،
وأحسنَ تدبيره، وبثّ في النفس الانسانية أسمى أيات العطاء..وركب بنيان الذات بأروع ما يطيب النفس..
علينا الخروج من هباب كتاباتنا واطلاق صرخاتنا المكبوتة لنتمكن من خلال الصراعات التي تحدث هنا ،وهناك
الخروج من دائرة الانغلاق فالدماء الطاهرة التي تراق في كلِّ بقعة من الأرض تسطر تاريخاً جديداً للأجيال القادمة.
عفرين الحزينة على مر السنين هي المدينة العريقة المنسيـّة في طي الزمان..تولد شعراء وادباء ومن معين نهرها
المشوه يسطر الشعراء ،ويصفون معاناتها بأقلام من نورٍ ، ونار ودم.
إنّ الشعر يستمد دلالته من الطبيعة ،ويقوي بنيانه من الارهاصات التي تعترض مسيرته، فقلب الشعر ينزف...
والعذابات تخلق الإبداع..والإبداع يخلق المعجزة..فكم من عباقرة انقرضوا ،وماتوا وهم لم ينالوا وسام شرفهم
وكدّهم إلا بعد ان طواهم الثرى !،واستقبلتهم الأرض بترابها الطاهر.
الحياة جميلة رغم ما تحمل من عراقيل ومصاعب..ومن نكبات وخيبات أمل..فالحياة كما قال بعض المفكرين:
((ألم وألم فمن لا يعيش الالم لن يصل إلى الامل)).
لماذا نطلق الصرخة في وجه الزمان ،ولا نطلقها في وجه نفوسنا المريضة ،والضعيفة؟؟!!؟.
لماذا لا تتملكنا الجرأة لمواجهة ذاتنا ؟!، إذ بها قد تفتح الدنيا لنا أبواب التفاؤل ،والغبطة والحبور.
كلٌّ منَّا يعيش حالات من (التوتر والقلق والضياع)..إلى جانب وميض نورٍ ماكث في زوايا جوارحنا_وفي عتمة
ليالينا..لو سمحنا لتلك الملكات العبور !،لأمتلكنا رحيق وجودنا واستمتعنا بباقي أيامنا ..؛ فالحياة والموت
عملتان لوجه واحد..كما الرأس من جسد الإنسان !،والقلب هوالعضو الاساسي في جسمه..!!
كيف لنا أن نتعقل دون الرضوخ إلى أهواء نفوسنا تلك..؟!
كيف لنا أن نحول صحراء قلوبنا إلى ربيع مفعم بالحياة؟!!_ إذ بدون الأمل ،والأرادة لا يعيش الإنسان .
كيف لنا أن نعطي هذا القلب هويته ،وننساق وراء حركاته المتموجة دون عقل نيّر.؟!!،يسمح لنا بالعبور إلى بر
الأمان.
من منَّا لا يحب أن يعم السلام كلّ بقعة من هذي الأرض سواء هنا أو هناك.؟!!
لماذا نعقد من آلية الزمن دون أن نعي كمن هو..؟!!،لماذا لا نسوي أو نعدل كفة الميزان(ميزان الحق والباطل)
ألا في كلّ جواب على تلك الأسئلة ينبلج الضمير ،ويغدو نبراساً يشعل أمام قناعاتنا المشتتة مشعل نورٍ..؟!!
إذاً لنتقدم من خلالها ،ونقبل إلى الحياة!،بارادة صلبة لا تلين مهما حاولت او حالت طقوس الحياة أن تأثر في عزيمتنا
وتحد من إيماننا-لتمنعنا من مواكبة تيارات العصر أو لتمنعنا من استنشاق رحيق الحياة السامية.
لنبعد نفوسنا عن تلك الصراعات ..)(صراع المفاهيم العقيمة)-وغيومٍ تعكر صحوة السماء !،والذي يجعل من
الأبليس اللعين ليلعب لعبته القذرة في تشتتنا وضياعنا.
(مضاجعة الرمال)
لقد ضاجعتُ الرمال
في صبيحاتي
وضاجعتني
أناملُ الذكر
بحلقاتٍ ترقصني
على أوتار الفرحِ
كمجنونٍ..
على إيقاعاتها
أعزفُ لحن معاناتي
أطرحُ
من غفلةِ عمري
مسافرٌ
إلى مجهول
يطرح عني
زفرات خيباتي
وعلى ضريح الشعرِ
أنزف دماً
في صيرورةِ
صمتي الداكن
في لا شعوري..
****
منذ آلاف السنين
بحثت عن ذاتي
وحينما رأيتها
داعبت مخيلتي
حاربني كلّ سماري
وأقلاءٌ
من كانوا
يعرفون صدق مأساتي
يقفون
إلى جانبي
يزيدونَ
على ملامحِ وجهي
السعادةَ
عبر صيرورة صدقي
واجتماعاتي..
فوجدت في الإكذوبة
ديمومتي..!
في سواد ليلٍ
كصور ترسمها
عفاريتي...
فيغد الظلام
أوبداً يفترس
مضجع حياتي
وتغدو الإكذوبةُ
خبز قوتي
يحرمني ايماني
قبولهُ
وأنا مغرمٌ عليه
في دوامة صمتي
أن ألبسه عنوة
فتزداد حماقاتي
أحملُ حقيبتي
في رحلتي
مثل نساءٍ
في سوق النخاسة
تباعُ مملكتي
أضع فيها مفكرتي ،
ومزكراتي..
لا أخاف كغيري
أن يتبعثر
كلّ ما فيه
من زكريات
ولا أتوتر مثلهن
في الطرقات..
فأسراري مكشوفةٌ
في جعبةِ زمانٍ يعرفني
في كلّ غفلاتي
ويراقبني الرقيب
حينما أغرق
في عملياتي..
فأنايا إن تبعثرت
في حقولي ،وشوارعي
خوفاً من الظهور
لا أخشى سواه
فمن غيره
يستر عيوبي
ويسعفني
من نفسي ،وارهاصاتي
كلُّهم يخافون
من الناس ..
من خيبة أملٍ
أو هجمات رعاة البقر
ولا يخافون ربّهم
في صيرورة عمرهم الفاني
****
شفقٌ أحمرٌ
يرسم طقوس أحزاني
على لوحة قلبي
ومعتقداتي
كم أتعطش
للأمانِ
وسط انكساراتي
كم أشعر بالغربة
وسط عائلتي
فيغد الذكر
عبقاً ينسابُ
على ضريح عمري
لست أدري
تغطيني حكاياتُ جدتي
بعد رحيلِ والدتي
إلى جوار ربّها
تغطيني مأساتي
وبعد خيانةِ حبيبتي
ورحيل صديقاتي..
أدخل دنياي
وتداعبني خيباتي
لأنسجَ من مشاعري
احساس شعرٍ مرهفِ
يطلق بكائي
في صحراءِ مملكتي
أعمّر بيت قصيدتي
بحرارةِ وجدٍ
وهي تجهلُ هويتي
تمزقُ ودّي
وكرابعة العدوية
أحلق زهداً
إلى جوار ربّي
في منتهى روحٍ تتوق
للأمنِ
أرتقي دروب السماء
أتأمل السدرة
في غرامي
أتعرف على
أبجدية الروح
أشاهد طيورُ خضرٍ
على بساط الصلاة
أنظر حولي
وأزهار الربيع ضاحكةْ
في خضرة الينابيع
تبسط لي غبطتي
وفي جوٍّ حافلٍ
بكلِّ الصراعاتِ
وفي محيطِ المشاحناتِ
أذكر ربِّي
أسلكُ دروب الابتهالاتِ
تنتابني قشعريرة
ورعشةٌ جنونية
فأخافُ من حياتي
فعمري سحابةُ حزنٍ
وهمي عتمةُ حلمٍ
يهطلُ قيحاً
من سماءٍ غاضبةٍ..
عبرَ غيبوبتي
حي أنا
تسترسل روحي
ملحمة غرامي
مع حبيبتي
****
كم جرحتني
وهي لم تبالي
بما تطلقها مقلاتي
لم ترعوي
أو تفكر للحظة
بالاتصال..
فأنا محرّم
في شرائع التقاليدِ
وكلّ الأعراف
والعاداتِ..
تقلبتْ كلّ الموازين
وبدأت أصعدُ سلم معاناتي
والتعب يكشِّرُ
عن أنيابه
يبعثر خطواتي
رغم كلِّ العقبات
أكمل مشوار حياتي
عبر لغة الصيام
ومرارة الإسكات
وصمتِ الجوارحِ
عن منكراتٍ
وعلى حافة الطرقِ المنسيةِ
أفكر بكلِّ الأشياءِ
وبين وجوهِ الناسِ
أبصق على كلِّ الممراتِ
****
تمرُّ بجانبي
شخصيـَّات مألوفةٌ
وحنينٌ
إلى احتضان روحِ
كلِّ الأمهاتِ
في زيارةِ حنانٍ
أطلق عويلي
وأرفع استغاثاتي
فيغدو الكونُ
أسيرُ عذاباتي
وعام ألفان وثمانية
نكسةَ حُزيران
ترهقني الأحلامُ
فتموتُ كلماتي
ودون همسةِ حبيبتي
تشنقُ كلَّ مفرداتي
****
على رعشةِ قلمي
يتحطمُ الياسمين
يتلاشى الصدى
عبر أثيرِ زكرياتي
فيضاجعني النسيان
وأنا غارقٌ في همساتها
حتى المماتِ
لن أنساها مهما
طال الزمانُ
وفي جهلِ زماني
القدرُ يرسم
على جبيني
خريطةَ عمري
وخطوطَ حياتي
ما زلت مذبوحاً
بخنجر حبِّها المسمومِ
وتنزف آهاتي
دون هوادة
تتوهُ مشاعري
وتتمزق آنـَاتي
أتسائلُ نفسي
من أنا..؟!
وسؤالُ الخطير
يزيد العللَ
في صدري
ويزيد من عذاباتي
وتفتحُ أبواب الشقاء
على وجهي
والشكوكُ
تدسُّ سمومها
في كلِّ أرجائي
فأشعر بالضياعِ
وأتوه في المتاهاتِ
ويرحلُ العطاءُ
عبر رحيلَ ابتساماتي
أحاولُ ترتيبَ وريقاتي
لأرتاح من هلوساتٍ
تستوطن أوردتي
وتزيد البلاء
في حماقاتي..
ترهقني الهمومُ
فقصتي مع الحياة
قصةَ يحي مع لميس
وعمارٌ مع نيرمين
وفرحٌ هي جلُّ رغباتي
فحكايتي طويلةٌ
كدموعِ ورد حكاياتي
فيهاالحقائقُ
طيوراً ترحل
دون عودة لعشِّ نداءاتي
تجري الدراما
في دمي..!!
وفي محراب
نسكي ،وصلاتي
مشتت أنا
مفجعةٌ ملحمتي
هلّ سيحيا قلبي
مع نيرمين
أم ستتزوج نفسي
من فرح حياتي
******
احتمالات شتى
تداعبُ مخيلاتي
أخشى عاقبتي
وأسعى
لتحقيق أمنياتي
*****
قتلنتني نيرمين
مزقت أشرعتي
وفرح تخاف
من عاقبتي..
أأحضن فراغي
في طيِّ إسكاتي
أم تسعى الروح
لترحلَ بعيداً
إلى رابعةَ حياتي
وعلى حبلِ الغسيلِ
تعلقُ أمالي
وفي المستقبلِ المجهولش
أتأمّلُ رغباتي
ونيرمين
تضيق الحصار
على قلبيَ الباكي
وتنقبضُ نفسي
وللمولى الكريم
حالي أشكي
فالجرحُ ملحمةٌ
تزيدُ من مأساتي
وفي الذكرى عيونٌ
تراقبُ صمتي ،وسكوتي
تخلِّفُني الخيبةُ
كغيمةش قيحٍ ،وزعافٍ
وتقودني ذاكرتي
في موكبِ الحياةِ
لستُ أدري حبيبتي
فعفرين غارقة
بالدماء....
وأنتِ جلَّ حياتي
******
بين كلِّ لحظةِ فراغٍ يخطُّ القلمُ على وريقاتٍ خضرٍ -تارخَ العشق المنسيُّ..الحافلُ بالصراعاتِ..التي قد تشبهُ
صراعات الحياة التي يحياها كلُّ كائنٍ بشريٍّ.
في كلِّ بقاعِ الأض قصصٌ منسية..ترى إلى أيِّ حدٍّ تشبهُ صراعاتُنا..التي تأخذنا بعيداً،وتعرقلُ من مسيرتنا
أحيانا..؟!
كثيراً من الأوقات أشبـّه تلك الصراعات التي يتعايشها البشر بالصراعُ الذي بين الخير والشر..
إنّها صراعاتٌ دائمةٌ..لعلّى الشعور في غيرِ محلِّه ،ولكنّها تجسّدُ الحقيقة ذاتها..!،فالعمر يمضي ،وهو يخلّفُ
وراءهُ أسرابَ رحيلٍ م-مفجعٍ ،وزكرياتٍ كانت لها بصمة في زاكرة التاريخ.
هل ستتحول أحلامُ العشاق إلى زكريات..؟!، ويموت العاشق منا دون تحقيق ؛ولو جزء بسيطٍ من هفوات تلك
الأحلام..؟!، لست أدري..
هناك هواجس ،وأحلام يرسمها العشاق في خيالاتهم ؛ويبنون حياتهم وهناكَ من يسعى جاهداً لتحقيق حلمه !،وهناك
من يفشل..!!،فهل تُسدُّ أبوابُ الأملِ في المستقبل..؟!، أم يرسم القادر أبواباً أخرى لم يرسمها هو !!،
ولم تتطرق على مخيلته رسمها...؟!
هناك من يقول:((إنَّ المرء هو الذي يحدد قدره))..،وهناك من يقول إنّ المرء ليس له سلطان على أفعاله ،
ورغباته..!!، فمن على صوابٍ ، ومن على باطلٍ..؟!
العلاقة جدلية بينهما..،فكلا الرأين على صواب -يربطهما خيطٌ رفيعٌ فليس المرء منا هو بملاكٍ وليس هو بشيطان
..أنه مزيج من (هذا ،وذاك)..إذا تجرد أو حمل الإنسان كنا طرفاً دون آخر لدفع الإنسان إلى مستواه
(الدوني !؛أو الملائكي)،وإلا لخلقنا الله ملائكة أو شياطين!!..إذا لماذا خلقنا بني آدم ..؟!
وخيّرنا في أغلب أمور حياتنا ؛وسيرنا في أمور أخرى -ليس لنا سلطان عليه..هذا وانّ الخوض في هذا العالم
عقيم _إنشاء الله في مشروعٍ آخر سنبحث تلك الأفكار ،والمعتقدات ،والمواضيع التي تهمُّ الفرد والمجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الأيام الماضيـة عصيبةجداً ، والتوفيق بين (العقل ،والقلب)..أمر في غاية الصعوبة...وما زال
الإنسان منا يعاني الأمرين في خوض غمار حرب الحياة -التي لها لذة ما بعدها لذة..!!؛فمسألة ا
(لقضاء ،والقدر )فيها لذة لمن عرفَ ،وتعرّف إلى (لغة الصمت)..إذ تنقبض النفس ،وتضيّق على الصدر
وقعها السيء ،وأحيانا تزرع الغبطة ،والسرور بشكل مفاجئ ..إنها لغة أعقد من كلّ لغات العالم الذي نتعايش
ضمنه..
إنَّ هناك مد وجذر-من مشاعر ،وأحاسيس -تبتغي أن تحقق السعادة لنفس الكائن الإنساني ..تشبه إلى حد كبير ؛
الصراع بين (الخيرن ،والشر) ، أو بين (الحق ،والباطل) أو(بين الحلال ،والحرام)..،فهناك أمور لا
يستطيع الإنسان منا تفسيرها (كلغز الحياة -وتركيب الفكر -وعملية الإلهام -الروح ،ومشتقاتها..إلخ)..
حينما تتحقق الأحلام رويداً ،وتدريجياً -يبسط الخوفُ زراعيهِِ-فلا يستطيع العاشق منا سد الذريعة عن رغباته
الحالمة بالنفوذ..ولكن !،الحيرة تدسّ سمومها في قلوب العشاق ..؛فالمسألة تعجز أقلام العالم عن وصف
ذلك الشعور الذي يتموج بين رغبات كامنة في صدورهما -تبتغي الارتواء وسط واقعٍ تتحكم به أهواء النفس الظالمة
التي تسحق حتى تلك الأحلام..
ترى!..هل أمسى الحبُّ ، والأحلام رغم أنهما توأمان ، جريمة نكراء بأيدي نظامإاجتماعي تحكمه الأعراف
الجاهلية ؟!،.
هل سيظلُّ العشاق ، ورسالة الإنسانية تحمل بصمة عارٍ في وجه التاريخ المشوه !؟..؛ ثمَّ لماذا لا ينشغل المرء
بذاته قبل أن يسقط حملته الدنيئة على ذاكَ أو تلك..؟!!.
(عيون الله)
يا صبغةً تسري
في روحٍ
تجري..
يا عمراً يضمحلُّ
في شبابٍ ماكثٍ
في قبري ..
يا عربونَ عشقٍ
منسيٍّ أبدَ الدهرِ
إلى متى ستخافينَ
خنجر العاداتِ
والأعرافِ الجاهليـّةِ..؟!،
ومتى نغوصُ..
في أعماقِ البحارِ
عميقاً..؟!
لننسى كلَّ الكوابيسِ
الخفيـّةِ..
****
اسطوانة الحبِّ
تعلّقُ على المشانقِ
ورعشةُ العشقِ
مختفيـةٌ
في الخنادقِ..؟
وأنا في ظلِّ
زنزانةِ العتمِ
أرسمُ لوحتي
برماحٍ وبنادقٍ..
أيـّةُ جريمةٍ نقترفها
يا عذبةَ الألحان
في روحي
الصادقةٍ..؟!
وأيّة مفاتيحٍ تفتحُ
أبوابَ العشقش
في حلمٍ أخرسٍ
منافقٍ ..؟!
***
لغةُ الصمتِ
أمستْ شعاراً
والناسُ ..
أمست لا تصادقُ
يا حلميَ الأخيرِ
يا رعشةً جنونيـّة
في كلّ الخلايا
تجرينَ..
وتتحركُ البيادقُ
هذي حالي
من همسةٍ..للمسةٍ
من صرخةٍ، وكبسةٍ
وعيون الله
تراقب أحلامنا
فهلّا تموتُ
أم تحيا..
لستُ أدري
ربما تبقَ أحلامنا
ماكثةً في الخنادقِ!!
_________________
أيُّ صبرُ أيوبٍ
يطولُ..؟!
وأيـّةُ رعشةٍ جنونيـّةٍ
تقولُ...؟!،
وتتجولُ في حقولي
البيادقُ..
هكذا أحيا
يا فتاة أحلامي
بعد أن ذبحتُ
بخنجرِ حبِّ انتحر
فأيقظتني
من سباتي
بعدَ أنْ دُفنّا
في قبرٍ مظلمٍ
يشبهُ وجهَ المشانقِ
لستُ أدري
أكنتُ منافقاً
حينما أحببتها..؟!
أم كانَ حلمي
في غياهبِ الوهمِ
يرسمث لوحتهُ
بريشة البنادقْ...؟!!!!
فأيُّ وجهٍ
يبتغي أن يعرفني!؟،
وصلاتي
ماتتء بعدَها
وبزغتء شمسٌ
في حياتي..
بعدَ عذابٍ
ومشانقٍ...!
*****
آهٍ يا عفرين
يا جرحيَ المنسيُّ
في زاكرةِ القوافي
آهٍ ،والحلمُ
نرسمهُ ..أنـا ، وهيَ
واللاتي عرفتهنَّ
في يقظةِ الصفاءِ
آهٍ...
كيفَ تُشوهُ وجوهنا
وكيفَ تموتُ الأحلامُ
بداخلنا..؟!!
آهٍ يا عفرين
تلاحقنـا الأقدامُ
ورماحُ الأعداءِ
تغرسُ سيفَها
في كلِّ وادي
آهٍ..
وألف آهٍ نطلقُها
في وجهِ الأعادي
وألفُ سيفٍ
يموتُ في غمدهِ
تحتض عرينَ بلادي
آهٍ يا عفرين
يا حلبَ الشهباء
يا نسمةَ الخريفش الباكي
ويا صمتَ إسكاتي
الماكثِ
في قلوبنـا
متى تُخرجينَ
من حقيبتكِ
أوراقَ حبٍّ
على رحابِ مآقينا..؟!
ومتى ستظلُّ الشمسُ
التي أشرقتْ
في روابينا
تُحلَّق عالياً
كطيورٍ خضرس
فرحةً بأمانينا..؟!!!
آهٍ ..!!لو تعرفين حبيبتي
كيفَ لوحتي
تعرفينها..؟!
*****
خريطتي يا عفرين
شمالٌ ،وجنوبٌ
وشرقٌ ،وغربٌ
وجغرافيةُ أحزاني
مشتتةٌ حزينةٌ
آهٍ..
لو تعرفينَ عفرين
كمْ عانينا..؟!
***
بواكيرُ حماقاتي
تنتظرُ ملاكاً
فوقَ رعشةِ حبٍّ
قديمةْ..
أن تشرقَ
في ميادينا..
وبعد مكوثِ الظلامِ
في جوانحش الصمتِ
تبسطُ الأيادي
أناملُها
لتلامسَ خدّ الشتاءِ
عبرَ
سيمفونيةِ إعداد القهوةِ
في نهارس جميلٍ
يشبهُ البدرَ
في وسادتي القديمةْ..؟!!
النارُ ،والماءُ
والترابُ ،والهواءُ
هي عناصرُ تكوين
السمواتِ ،والأرض
وهم فصولُ الحياة
رعشةٌ أنا
فوقَ نهرُ الفراتِ
وعفرين..
تغادرها ابتساماتُ الحياةش
نهرها العذبُ،الشهيُّ
ونهداها تنادي
تستغيثُ..!
وبلابلُ الفرحِ ترحلُ
تبقى في سباتٍ
جُنَّ جنوني
وصرختي ثكلى
ماتتْ..
على رعشةِ الفأسِ
نامتْ..!
وبالقربِ من جارتي
يتبرعم الياسمين
وبين ورود حديقتي
يصدحُ البلبلث الشادي
وينادي..
كلُّ القادمين
*****
لحّنوكِ
غنّوا تحتَ ظلالِ الشجرِ
من بؤسهمء
فجّروا
وريقات الرياحينِ
فجّروا..
قلوبهم المحنّطة
منذُ آلافش السنين
*****
آهٍ يا عفرين..
يا كازيـه..
تلّةٌ فوقَ الجبين
آهٍ يا شيـه
يا نـازه
وحشةُ القلمش الحزينْ
آهٍ ،وألف آهٍ
عبرَ خريرِ نهركِ
تنمو السنابل
يطلقها قلمي
كي يستكين..
آهٍ حبيبتي
يا من
فجرتِ الحياةَ
من بين أصابعكِ
وايقظتني
من سباتي...
وكنتِ بناري تشتعلينَ
آهٍ يا زهرة الزيزفون
يا بلبلاً
في قفصي العتيقِ
أمدُّ إليكِ يديّ
يا نبعَ الحبِّ ، والحنينِ
كلّهم شطروني
إلى نصفين
قتلونـي..
وسحقوا الكلمات
من شفاهي
ورموني
دونَ وجهِ حقٍ
في سلّة المهملاتِ
ولكنّكِ فجرتني
بقبلةِ الحياةِ..
وايقظتني
من صحوتي ،وسباتي
وناري الماكثةُ هنــاكَ
بين جانٍ ،
وجنيٍّ أخضرٍ ،
وعفريتٍ لعين!!
****
كيفَ أحييتني
حبـِّي..؟!!
كيفَ زرعتني
كحبةِ زيتونةٍ
في قريتي..؟!!
كيف أسقيتني
من شفاهكِ
ماءَ الحياةِ..؟!!
أنّي أُحِبكِ
أعبدكِ بعد الإله
ولا يهمني
أن متُّ
في كلِّ وادي
****
لا يهمني
أن تحيينَ،
وعلى مرِّ الزمانِ
تبقينض..!
آهٍ يا فرح
يا اسطورتي
ملحمةُ عشقي الجديد
بلسماً يختلجُ
بأوردتي
وكلّ الشرايينِ
آهٍ يا عفرين
يا عفّتي..!،
لو ترسمين لي
أو تدومُ
فوقَ صدري
نفحةَ الحبِّ، والشجونِ
والغرامِ في
صمتِ الخريفِ
والشتاءُ الحزينُ
*****
آهٍ يا عفرين
لو تدرينَ ،وترقدينَ
على صدري
فابكي
وتبقى معي
أوراقُ الخريفِ
وأحيا من جديد
بعدَ موتٍ
أبتغي
صدرَ الحنان
واليقين..؟!
آه لو تدرينَ
صيغةَ السؤالِ اللعينِ..؟!
******
أشرعةُ حبٍّ تتألقُ
في جناتِ النعيمِ
وأجوبة ثكلى
تنتقلُ
من صميمٍ
إلى صميمٍ
آهٍ لو تدرينَ
كيفَ أحيا
وباقاتُ عمري تغوصُ
في سجنٍ أظلمُ
من سجّينٍ..؟!
آهٍ وآلافُ الآهاتِ
تحطُّ رحالها
بين تعرجاتش الجبينِ
ترسمُ بريشةِ الربِّ
قدراً،وقضاءً
أجهلهُ ،وتجهلين
آهٍ ..
لو أعرفُ نفسي
في تشرين
وفي هذا القرن
الواحدِ والعشرينِ
وأتوغلُّ
في بحرِ حبّكِ المستهامُ
وتغدو أحلامنا
حكمةً !، أو حكايةَ
ممْ ، وزينٍ
آهٍ ..
لو تعصرينَ آلامي
وكلُّ أوهامي
على حبلِ الغسيل
تعلقينْ...
أيُّ حلمٍ يرسمُ
على شفاهي
نورَ اليقين
لننعمُ سويةً
بالسعادةِ
ولنشمَّ عطرَ الياسمين
آهٍ لو أعودُ طفلاً
كما خُلِقتُ
من رِحَمِ أمٍّ
غادرتني عنوة
واليدانُ مسكُ حنانٍ
تلمساني
ما بين رقادي ،ويقظتي
فابحرُ
في لغاتِ الجبينِ
أتصفّحُ تقلباتُ الدهرِ
أنظر لعمري الآتي
وأنا على
حافةِ الأربعينْ
آهٍ...
يقلِّبُ صفحاتها زماني
وتقلِّبني..
فأموتُ
في لحظةِ الوداعِ
وأنطوي في عزلتي
وأُغسلُ
بماءِ الفراتِ
واشرعتي تظلُّ
فوقَ الأكمِّ
شامخةٌ دون حراكٍ
لا تتمزقُ ؛أو تلين
فصرختي ثُكلى
يا عفرين..
وفي بحرِ الذاتِ
يدي تعانقُ أبَّها
وصوتي ينحدرُ إجلالاً
لربِّي العظيمُ..
آهٍ يا يارةَ قلبي
يا ياسمينةَ حبِّي
يا نرجسَ روحي
عاشقةُ الدموعِ
دائماً ،وأبداً
رعشةُ فؤادي
أرويني
بعبق محبتكِ
قبلَ أن أموت
أو امنحيني قبلةً
قبلَ أنْ يفهمَ محيطي
لغةَ الصمتِ
والسكوتِ!!..
*****
سأُصلبُ يوماً كعيسى
وكموسى
سأحمل عصايَ السحريُّ
وصبري أيوب..!!
تداعبني أحلامي
ورؤيايَ مهديٌّ
ومستقبلي تابوتٌ
آهٍ يا صبيةً تتزينُ
بيومِ عرسِها
وتباعُ في الحانوتِ
كجاريةٍ
بثمنٍ بَخسٍ
ويشترونكِ بشرٌ
ويبيعونكِ يا عفرين
مثلَ حضنِ أمٍّ
بمفارقةِ ضناها
تداعبُ زهقاتَ الموتِ
أمدُّ إليكِ يديَّ
جسراً..
أعبدُ ربِّي المعبودُ
أمدُّ قلبي إليكَ
لست ماسونياً
أو ياهودياً
أو راهباً ،أو ناسكاً
ولا أشبهُ القرودَ
ولم ابتدعْ فنُّ التراخي
وانتهكُ حرمةَ أُنثى
ذبحتْ أشلائي
ودسّتْ السمومَ
في البارودِ
وغرستْ
في حقلِيَ الناعمِ
آبارَ حقدها الأسودِ
ودسّت سمومها
في أحشائي
ولستُ بإنسانٍ حقودٍ
ناري قديسةٌ
ومائي سلاحٌ
والترابُ مرقدي
والهواءُ نافذتي
نحو العلا ترسمني
كلُّها ها هنـا
تسكنني ..!!!
وأنـا...!!!
من انـا ..؟!
غير وشمٍ
في كفِ القرودِ
وعلى يدِِ الأسودِ
*****
لا تلمسيني حبيبتي
فأنِّي أخافُ
أن أفقدكِ
فيدايَ تحنُّ إليكِ
وحبّي يفقدُ فؤادي
أسرحُ
في روضِ الرؤى
وألبسُ ثوبَ حدادي
أنتفضُ مثلَ ماءٍ
في كلِّ وادي
أشعرُ بالهيجانِ
وألفُ خنجرٍ مغروسٌ
في كياني..
وألفُ حكايةٍ
يحكيها الشادي
وألف رمحٍ
مغروسٌ
في فلذاتِ أكبادي
وأنـا أنزفُ
والشعر ينزفُ
في بلادي..!!
*****
نامي على صدري
يا حمامتي البيضاءِ
نامي..!!
واحلمي
فالفجرُ المضرَّجُ بالدم
يرسمُ أحلامي
نامي على زندي
وأحلمي فوقَ
جرحِ الشتاءِ
والياسمين..!!!
يطلبُ التمني..!،
وطيري بيَّ
ليتبرعم الحبُّ
ويطهّرُ لساني
نامي..
على ضفافِ عفرين
التي ماتت
فيها الزيتونة
والتي غنّت
بلابلَ بلادي الحزينة
نامي على
خريرِ نهرِ المعكّرِ
يا مسكينة..
نامي..
على حوافرِ أقدامي
وكوني كما كنتِ دائماً
جنةَ عدنٍ
في وسامي
نامي على قبري
وكوني طيراً اخضراً
فوقَ لحدي
يخبرني عن أساطيرَ
حكاياتَ جدتي
ونانتي..!!!!
نامي..
اجعليني أنامُ أيضاً
على فردوسِ يديكِ
يا جمرةَ الألمِ
في زماني..
فحسامي
يرفضُ الذلَّ
وأنا أفقد مكاني
*****
انا أبن عفرين
أبن كازيـه ،وكفردلي
وقصتي مع الفتاةِ
ملحمةُ ممُ وزينَ
أنا عشقُ الصنوبرِ
وريحُ السرُِّ
في ضيعتي المسكينةْ
أنا إبن سوريـّة الابيّـّة
وأشرعتي باقيـةٌ
في ربوعِ بلادي
الحزينةُ....
ومشعلي مضيءٌ
في ربوعِ المدينة
أنا طيرٌ جريحٌ
وحولَ رأسي
تنانينه..
أنا عصفورٌ
أنتقلُ من
غصنِ إلى غصنٍ
ونحلاً أنـا
أنشرُ العسلَ
في كلِّ
حقلٍّ ،وحقلٍّ
أنـا باقـةُ وردٍ
حزينةٍ..!!
أنـا يـا أحبّائي
مثل جمرةٍٍ
على حافةِ المدينة
****
آهٍ وآلافُ الآهاتِ
عفرين
يطلقها فؤادي
آهٍ وآلافُ الآهاتِ
يرتشفُها المدادُ
في حبر المدادِ..
سكراتُ موتٍ
تنزفُ
كغيمةٍ تدنو
من سباتي...!!
آهٍ يا عفرين
يا أمي ،وأبي
وكلَّ زكرياتي..
آهٍ يا حلبَ الشهبـاء..!!
يا طفولتي الجميلةَ
والحزينة ...
في كلِّ وادي
آهٍ ..!!
حبّةَ زيتونة
يعصروكِ
في معاصرِ الإضطهاد.
آهٍ يا شعراً في دمي
يا أبجديـّة روحٍ
ستسمو يوماً
في اعتقادي
وهي تداهمُ
طقوساً حزينةً
وحروفي لا تشبهُ
حروفَ عروضٍ
أو بلاغةٍ..!!
أنّها فوقَ كلِّ ذلكَ
كريشِ نعامةٍ
أكتبها في كلِّ يومٍ
وأزرفها دموعاً
على أرضي المسكينةُ
آه يا كريشنا
يا أمي ..
والآلهة
على مرّ زمـانـي
آهٍ يا شقيـقاتي الحنونة
يا سماءَ وطني
وحضاراتي التراثيةِ
والقديمةُ!!!
آهٍ يا أرضي الجديدة ،
والقديمة...
فصرختي ثكلى
كحكاياتِ حنة مينة
وجبران..!!
ذلك الاديبُ المعاصرُِ
والذي طواهُ الزمانِ
في ربيعٍ
من رحيقٍ
ينثر أشجانَ المٍ
ويزرعُ
في كلِّ حقلٍ
ألفُ مينة..
أنّي يا عفرينيـة
عاشقٌ ولهانٌ لكِ
واقفٌ فوقَ السفيـنة..!!!
مغروسةٌ في دمي
وكلَّ أكبادي
آهٍ يا تينة..!!
في وجهِ كفِّ الفتياتِ
آهِ يا زيتاً يشوهُ
في عصرِ الزعافاتِ
آهٍ يا شوارعَ مدينتي
الباكيةِ..
يا يتيمة الامِّ ، والأبِّ
في صحوةِ الآهِ..
والغدِ الآتي..!!
يطلقها صدري
ألفُ آهٍ..!!!
يطلقها صدري
من تنهداتي على
رغيفَ الخبزِ القديمِ
الراحلِ
مع زكرياتي
على رائحةِ التنور
وهي تستوي
فوقَ
جمرَِ رفاتي
****
آهٍ يا عجينةَ امّي
يا حياتي..!!
آهٍ يا أسداً عرينـاً
في فؤادي
وفي عروبـة الحبّ
والإسكاتِ..!!
آهٍ يا قريرةَ عينٍ
وبحر أحزانِِ الفراتِ
آهٍ..وألف آهِ
من ظلمةِ قبرٍ
كيفَ ستكونُ
بعدكِ عفرين
آهاتي...؟!!!
صرختي ذبحتْ أشلائي
وأشلائي متناثرةً
في كلِّ وادي
آهٍ..!!
يا عمريَ الباقي
كحباتِ المطر
في غضون الاعتقادِ
نافورةَ قلبي
ما تزالُ تنبضُ
تطلقُ الفرحَ
في قلوبِ زهادي
ونهري جريحٌ
وطرقاتُ مدينتي حزينةٌ
وألفُ قضيّةٍ
في عروقي
تسممُ
جراحاتي المنسيـّة
وألفُ قضيـّةٍ بالرماحِ
تذبحُ
اشلاءَ القضيـّة
آهٍ أرسمها ،وترسمني
واتـوهُ..
أجهل ما فيَّ
فشعري نزيفٌ
في نزيفٍ..
وتابوتي
يرقدُ في تابوتٍ
وأُمنيتي شمسٌ تشرقُ
من غربٍ
ولتتحقق الحريـّة...!
آهٍ لصدى مكسورٍ
في رحاب قلبي
الحزين...
أطلقهُ
بعزفِ السيمفونيـة
آهٍ ..!!
ارقدي
على حوافر أمنياتي
ولكن!، كوني ورداً
على لحدي
ولا يهمُ
أن كنتِ
الضربةُ القاضيـة
المقضيـة..!!
في حيـاتي
أو كنتِ لعمري الباقي
نرجساً يعطرني
أو على قبري
لحناً صوفياً...
أو زهرةً
على لحدي
ونعشي
أقدّمه كأضحيةٍ إليكِ
يا حبيبتي المعتّقة
في عروقي
وفي هويتي المنسيـّةِ
****
إلى هنا ينتهي مشروعي الأدبيّ -على أملِ اللقاء بكم بمشروع آخر ..هذا وبمناسبة أعياد الربيع ،ونوروز -أتقدم بأسمى آيات الحبِّ ،والحنان
والتقدير لكلِّ شعوب العالم قاطبةً ،ولشعب فلسطين التي تناضل في سبيل قضيتها الوطنية ،وللشعب العراقي الشقيق الذي ما زال في حالة
مخاض ،ولكل الشعوب التي تناضل من أجل نيل حقوقها المشروعة في كلّ بقاع الأرض...كما أتقدم بأسمى آيات الحب ،والعرفان لأمّي
التي طواها الثرى ،ولكل أمهات العالم متمنياً لهم الصحة ،والعافية -(فالجنة تحت اقدام الامهات )!،وليرحم الله كلّ الأموت من المؤمنين
المؤمنات ،والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم ،والأموات من أتباع سيدنا شيت عليه السلام ،وسيدنا إبراهيم ومحمد عليهم أفضل الصلاة
والسلام.

(وكـلّ عـام وأنـتـم جميـعاً بألـف خيـر)
مع تحيات الشاعر هشــيار عبـدي
hishiar212@maktoob.com
hishiaro@hotmail.com
موبايل/0955877919/و/0955627948/
25 / 3 / 2009

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الحادية والعشرون / الجزء الأول

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 )

 

عندما ترى نزيفاً-تسارع في جسِّ منطقة النزيف ،وهذه اللفتة توحي بأنّه هناك ضمير يقود صاحبه إلى إنقاذ حياة إنسان ما_وهذا إن دلَّ فأنه يدلُّ على إمتلاك الشخص للمشاعر الإنسانية التي لا تقارن بثمن ،ووجود ضمير حي،ولكن هناك بالمقابل نزيف لا نبالي به..إنه نزيف الأرض التي لا تقارن بأي ثمن -يشبه نزيف الروح التي هي سر إلهي -مهما ارتقى العلم ؛لن يستطيع معرفة هويته ؛وهناك أيضا نزيف آخر إنه نزيف الشعر.
قد يستغرب الإنسان منا أ للشعر نزيف..؟!-أقول نعم..وهو تشبيه بليغ عن شيء ما هو أغلى مما نملكه؛ لو أمعنا النظر فيه.
ما هو الشيء الغالي..في حياة الفرد والمجتمع..؟!.
الشيء الغالي هو مجرد ، ونسبي يختلف بين فرد وآخر..ولكنه لا يختلف في ماهيته الحقيقية..فالشعر لا ينطوي في بحث محور واحد من الحياة ، الشعر لغة الحياة ذاتها..واللغة حينما تنزف ترسم في مخيلتنا رسوماً غريبة ،وذات طابع رمزي..
فهل أمعنا النظر في لغة الشعر ..؟!؛أو في شعر اللغة...؟!.
وهل تخيلنا أبعاد ذلك النزيف الذي تستوضحه خيالاتنا المبدعة..؟!.
إذاً لنفكر ونتدبر صورة ذلك النزيف من خلال القصيدة التالية.
(نزيفُ الشعر)
أنزفُ جمراً
أنزفُ خبزاً
أنزفُ ملحاً..
أنزفُ جرحاً
أنزفُ حبراً
أنزفُ عطراً
أنزفُ خمراً
أنزفُ موتاً
حتى الموتِ
من منكم
يتحمل وجعي..؟!،
فليتقدم...
من منكم
يتحمل صمتي
يتحمل موتي..؟!!،
فليتقدم...
حبّي لا يشبهُ حباً
مشقوقُ الفمْ..
جُنَّ بأسئلتي
كأنّهُ أعمى ،وأصم..
من منكم
يتحمل صمتي..؟!،
فليتقدم..
وليرحمني بآخرِ بقايا الصمتِ
أصرخُ بأعلى صمتي
عفرين...
في كفر جنتيكِ
وقفةَ روحٍ ، وحنين..
كلستانَ قلبيَ الحزين
وحيداً
مغرباً
يا طورَ السنين
يا ذا البلدِ الأمين
كم حَلموا قتلكِ
شنقاً ..وخنقاً..
وخطاباً..
كم شفّوا عسلكِ..
وما أبعدوا عنكِ
شرَّ ذبابة..
عفرين
يا أم الكآبة
يا أم الكآبة
*****
في حياتنا فواصل كما هي التي نراها بين عبارات شتى..يمكن أن نسميها ومضات..والفواصل هي عبارة عن وقفة ما بين عبارة ،وأخرى_توحي بانقطاع الفكرة وبزوغ فجر فكرة جديدة..وتدل على انطواء شرذمة الحياة لتنطفء شمعة ، وتضيء أخرى..
هناك فواصل تشبه تلك الفواصل ، وهناك ومضات تشبه تلك الفواصل!!
هناك رموز ؛ فكل ما هو حولنا تدل عليها ،ولكننا!_نغفل عنها لأننا مجبولين ، ومصبوغين بتغذية ماديتنا على حساب  أرواحنا ، ونفوسنا التي تريد النضج في عالم من الصخب والفوضى..
كلّ ما حولنا له إيقاع خاص به..وكلّ ما بقربنا له لغةً تخص ذاتهُ وكلّهم في فلك يسبحون..فلننظر إلى تلك الومضات لنستوحي منها بواطن المعاني ، وغاية الوجود..فالحياة ليست أكلاً ، وشرباً _ونوماً ، ومتعة تزول عند بزوغ الشمس
الحياة أكبر مما يتصوره العقل ، والحب أسمى معاني الحياة _والجسد لا لون له دون روح..
لننظر إلى المرآة ماذا نرى..؟!..للنظر إلى السماء ماذا نرى؟!..
لننظر إلى علاقاتنا مع بعضها البعض ماذا نرى..؟!!.
كلّها موجودة ها هنا في هذه القصيدة..
(ومضات)
أنزفُ لغةً
لا يفهمها
إلا الماء
ما عاشقان
في وجهِ الأرضِ يفترقان
إلا وفي قلبي
يتعانقان..!
*****
جسدي لهُ
جرحٌ واحدٌ
وللجرحِ فمٌ واحدٌ
وفي الفمِ
لسانٌ واحدٌ
وعلى اللسانِ
ألفَ..ألفَ سؤال
غرفتي
زنزانةٌ عتمةٌ
عتِمَة!!
جسدي ممدودٌ
ممدود..
وأنتِ فوقَ صدري
حمامةٌ نائمةٌ
نائمة..
قد تتبدلُ الألوان
لكنّ الحرباءَ
تبقى هي الحرباءُ
وقد تختلفُ اللغاتُ
ولكنّ الأعداءُ
هم الأعداء..
****
أما آن أن تضبطوا ساعاتكمُ
على دقات قلبي..؟!
أسمعُ صمتكم
يا سادة
أما آن أن تضبطوا
كلّ ساعاتكمُ
على نبضاتِ قلبي..؟!
وتهتفوا
يا عشاقَ الوطنِ
اتحدوا..
*****
ماذا بعد تضحية واحتراقْ ..؟!
ماذا بعد لهيب عشق وافتراقْ..؟!
ماذا بعد غياب شمس الاستشراقْ..؟!
ماذا بعد سهد قاتل ، وجسد دون عناقْ..؟!!.
أهو الحب ما كان يرسم أحلامنا في لحظة فيضٍ جميلٍ..؟!!
أهو صمتٌ كان يخفي نفسه بعد ربيع تناثرت أوراقهُ...؟!!
للتساقط أوراق الحب على الطريق...؟!!!
لم يعد للجسد عنوان ولا تعد للروح رحيقْ..
ولم تعد للنفسِ رعشة تعيد العقل كي يستفيقْ!!
فماذا ترك الزمان لنا في لحظة الحبّ المجيد..؟!
سمومَ بينٍ قاتلٍ في عروقٍ تضيقْ..
في ريح صرصر باتَ حبُنا ضائعاً كحذاءٍ عتيقْ
وفكرٌ يرسم لوحةَ أملٍ لا وجود له إلا لدى ربٍّ خالدٍ حميد..
وقلبٌ تائهٌ وسطَ المدى من حلمهِ لا يستفيقْ
وإيمان يتلاشى على أبواب شهر لا مثيل له فقد أمسى هو أيضا مسرعاً يأتي ، ويعبر المضيقْ..
ما بقي في تلك الثقوب غير جسدٍ له خوار ، ونفساً لا تريد أن تفيقْ..؟!
(رمادٌ على قارعةِ الطريق)
يا لوعة الحنين
ما عادَ
الحبُّ يحيينِ
وصمت الخريف
يدسُّ سمومهُ
في عروقي
يكويني..
يا بهجة أفراحي
قد غادرتني يوماً
وفي مهب الريح
ترميني..
ما عاد اللقاءُ
بلسماً يشفينِ
فقد حطمتني حبيبتي
دمرت أشرعتي
مزقتني بلا ضمير
وفي بئر الأحزان
اردتني قتيلاً..
فدمع الحلم
والخيال..
يكفيني
يا بدر أملي
لم غادرتِ مضجعَ حلمي
يا نجمةً في الليلِ
تطوينِ..
سادَ الظلامُ
في وشاحِ أيامي
وغطى الرمادُ جسدي..
وباتت الأحزانُ
تطوينِ..
ملفوفٌ أنا
كسجائرٍ تلتهبُ
في فمِ الزمانِ
وألسنةُ الفتنةِ
تشقينِ..
ماذا فعلتُ
وهي تقسو
تحشو الهمَّ
في عروقي
وتكوينِ..
غادرَ الأملُ
طيبُ صبايَ
بلامعِ حزنٍ
ما عاد يسعفني
يا رحيلَ الحبِّ
في دمي يسري..
هل هجرتني
أم أن لحن الوداعِ
رسمتهِ على جبيني
احترقُ جمراً
بنارِ حبِها..
وأنيابُ البينِ
تلتهمني..
أداعبُ نوبةض الحبِّ
في ميناء نفسٍ
مهجورةٌ أنفاسها
والأروحُ تخفيني
لا صلاةَ سجودٍ
يشفي غليلي
وما عادَ الربيعُ
يداوي جراحي
ولا شمس في الأفقِ
تحميني..
يا عروسي
لم تركتِ أحزاني
في لهيبِ ذكرى
تطوي صفحة العمر..؟!
وتحفرُ بصمةَ عارٍ
في صدري..؟!
وتحرق جمراتها
أحاسيسي
في عتبةِ الدهرِ..
هل ماتض الحبُّ
في لحظةٍ..؟!
وانتحرَ العشقُ
في لهفةٍ..؟!
واندثرت مشاعرٌ
قبلَ بلوغِ فجرٍ..؟!
لِمَ يغادرُ السنونو عشهُ..؟!
ويأفلُ النجمُ
في عرشهِ..؟!
وينامُ القمرُ
في سريرتهِ..؟!
وتغيبُ الشمسُ
دونما شروقٍ..؟!!
براثنُ الفتنة تحرقني
تزرعُ آبارها
في قلبينا..
ألسنةُ الغدرِ تحرقني
تطوي رحلةَ العمرِ
بانقلاباتها
وما يزال قلبي
يهتفُ بإسمها
ويخفقُ عشقاً
على لحنِ الموتِ
عند عتباتها..
****
ظلموني..
وكم انتهكوا حرمتي
في ليلٍ حالكٍ
دونما رحمة
تحيينِ
على عزفِ
أملٍ جديدٍ..
وترنيمة حمامٍ
يأَمّنُ لوعةَ الضميرِ
ولا بريقَ شمسٍ
تنيرُ لي الطريقْ..
ولا صحوةَ فجرٍ
يبدد بداخلي الحريقْ..
ولا قبلةً..
تنعشُ هذي الروح..
تملئ أنفاسي
بألوانِ الربيع
أَنهكوني
قتلوني..
قبلَ بزوغِ الفجرِ
وهي لا تبالي
بنزيفِ الشعرِ
في قلمي..
ولا برعشةش خوفٍ
يسبحُ
في وريدِ حلمي
ولا بصرخةِ قهرٍ
يطلِقُها الوريدْ..
ماتَ العاشقُ
وانتحرَ الحلمُ
ولم يبقى
غير رماد حزنٍ
مشردٍ
على قارعةِ الطريقْ
*****
نحن معرضين لقسوة الهجرِ ، فلا شيء يدوم في إيقاعة الدهر...
يسود الخطرُ في نغمةِ المطرِ ، وتسوَّدُ الدنيا بناظرينا _ ويتشوه وجه القمر..
كثيراً ما نكافح -لبلوغ أهدافنا السامية ، ولكن!_بعد أمالٍ بحجم قرص الشمس نصاب بالخيبة.
نغفل أحياناً عما قد يغير مواقف أحدنا ، فيدفعنا الزمن إلى وضع قناع لا يناسبنا..اختلقته العادات التي تميت كلّ أحلامنا فنلف ميادين العشق -عبر طقوسه الغريبة ؛ ونحن نجهل الرقصَ على ايقاعاتهِ ، ولا يندمل الجرح أبداً ؛أنّه يخلّف وراءه وجهاً مشوهاً لا يمحو أثره إلا الزمان..
كيف لنا ان نتقن فنّ الطقوس التي تسيطر علينا ..؟!،وبنتعد بقدر المستطاع عن لحنَ اليأس _الذي يبسط جناحه بغيمة حزنٍ يدسّ سمومه في كلّ الاوردة والشرايين ، وكيف لنا ان نودع الظلام ..؟!
إنّه القلب الذي ينادي حبيبته ، ولا تصغي إليه ؛ بل تتجاهل صوته ..ولا تبالي به رغم أنّهُ يتيمٌ في زوايا النسيان تدفعه توأم روحه إلى بوابة الألم ليحتسي كؤوس الحرمان، ويتضرع للرحمن عساه ينسى انه إنسان...
(طقوس الحب)
أختفى الوردُ
ورحيق الزهرِ المعطرِ
وغابَ الفجرُ
ونامَ المطرُ
ولفَّ حياتنا
حزنٌ شديدٌ
وسادَ الخطرُ
واسودت الدنيا بناظري
وتشوهَ وجهُ القمرِ..
وفتاة أحلامي
تحولَ قلبُها
إلى جلمودةِ صخرةٍ
وهمساتُ أنفاسها
تحولت الى حجرٍ..
واندثرَ الحلمُ
وصدرُ الأملِ تكسّر
وتبدلبت طقوس الحبِّ
وتهشّمَ المرمر..
وقلبي إنشطرَ إلى نصفين
وكلُّ ما فيهِ
في الشوارعِ المنسية
تبعثر..
أنا المنفي
في حاوياتِ الزمانِ
وكلّ من يمشي
بي يتعثرُ...
تدحرجَ قرصُ الشمسِ
على ضريح العمرِ
وبعد أن هجرتني
شمس حبيبتي
لا يهمني
إن عشتُ قليلاً
أو متُّ أكثر..
فحياتي ملكُ يديها
والله هو الأكبر
يعلمُ السرّ ، وما يخفى
وما القلبُ يجهر..
أضمرُ حبّي
وسيرةَ عشقي
في ذاتي
وأسردهُ
على كلِّ العشاقِ
والله يشهدُ
على صدقِ أقوالي
حتى لو ظلمني
كلّ البشرِْ
وهو حسبي
على ما أقولُ
وأكثرْ..
ومهماألتهتني
أنيابُ الليثِ
لن أنحني لهم
أو أتكسرْ..
فإيماني بربّي كبيرٌ
وأن كّثُرَت بوجهي
ذئابٌ..
ومددي ، وقوتي
أأخذهُ
من ربّي الأكبر..
*******
رغمَ الأنين الذي في صدره ،والذي لا يستكين..
رغمَ حقدٍ أعمى ، وسمومَ ثعابينٍ تجري في دمهِ الطاهر !، ورغمَ طغيان الإنسان لأخيهِ الإنسان ، وتلَوّنِ وجهُ التنينْ رغمَ تغير الألون في حضرة المولى الكريم..
رغمَ الجراح التي تنزفُ ، ورغمَ كلّ الذبح المشين ..ورغمَ أثار التعذيب على روحهِ_ما زال يقدّسُ حبَّها ، وينادي حبيبته وهي تقسو أبداً-لا تلين ..و((في سبحان من سواك))يطلق إيقاعاته على نغمٍ حزينْ..
(سبحانَ من سواكِ)
من أجلكِ أحيا
من أجلكِ أحيا
لا يهمني قط
مهما قدمتُ من ضحايا
الحبُّ شعاري
والعشقُ زادي
وعلى حافةِ الموتِ
سأواجهُ قدري
أجابهُ من أجلكِ
ثعابينُ الهولِ
لعاباً يلهثُ
في وجهي..
وأصارع
أنيابَ الذئابِ
وتكشيراتُها
ولا أبالي
وإن استشهدتُّ
في سبيلكِ
فروحي فداكِ..
يا أملي الواعدْ
سأظلُّ أهواكِ..
يا ملاكَ الحبِّ
****
أنا نجمٌ
في يديكِ
يا عبقَ محبتي
سبحانَ من سواكِ..
أزرعكِ زيتونةً
في حقلي الناعمِ
وأرويكِ من دمي
حبِّي ، وأنا صائمْ..
يا توأم روحي
وشذى صباحي
يا وجهَ البدرِ
سيظلُّ حلمي
مع حلمكِ نائمُ..
من أجلكِ أحيا
يا عطرَ الفجرِ
في صبيحة مساءٍ
تنيرُ ليَّ دربي
والجو غائمْ..
فدونك قلبي
ميتٌ
إليكِ قادمْ..
من أجلكِ أحيا
يا ملاذَ روحي
في قبرهِ دائمْ
أحييني من جديد
بلمسةٍ من يديكش
فروحي فداكِ
والجرحُ نزيفهُ متراكمْ
من أجلكِ احيا
فعودي إلي
قبل أن اموت
في صحوةِ الشوقِ
المتشائمْ..
عودي إليَّ
يا عبيرَ وجدي
فأني
لا أحتملُ فراقكش أبداً
ومن دونكِ
ساتحولُ
إلى رمادٍ
على قارعةِ الطريقْ
فقلبي بكِ هائمْ
******
هناك حالات يجب أن نكون مخلصين في وصفها ، ونبدع في تسلق اهراماتها_لنجسد ظاهرة مجتمعٍ غارقٍ في بحر ماديته،  والإنسان منا أمسى مغترباً من محيطه إلى خليجه..وأيضا في موقع آهاته -يحلم بأن يولد من جديد..
يحلم بالأمان فلا يرى أمنا ؛ وسط ذئاب احتلوا عرش الأبرياء..
استوطنوا تلةَ قمةٍ ؛ كان له وقعاً -في زمن تلاشى فيه الأمير، وأحتل عليه الأجير ، وأصبح العظيم أسيراً ، والغني فقيرا ، والفقير أميراً ، والأمير متسلطاً -دكتاتورياً، يطلق عويله على قطيع الغنم ، ويحكم الأمراء بعصا فرعون -كأنه سيد عرش الكون.
كم من مفاهيمٍ تغيَّرتْ!!...وكم من قيمٍ اندثرت!!...وكم من أخلاقياتٍ انقرضت.
ولكن..!، أين نحن من تلك التغيرات..؟!!
هذا كلٌ في قصيدتي-أنسجها لحنُ شقاءٍ ، واغترابٍ..علَّني أُخرجُ من الذاتِ صرختها ، وأخلقٌ ألقاً يعيد للروح رونقها ، وللإنسان أنسانيته_بعد رحلة من العناء..
(في دمي)
لهيبٌ يشتعلُ
وصرخاتٌ..
خلايا لا ترى
بالمجهرِ
وجراثيمٌ ، وبكتريا
وطفيلياتٌ..
كرياتُ بيضٍ انقرضتْ
وأخرى حمرٍ
ماتت فيها الحياةْ
في دمي
تجمعتْ وحوشُ البراري
وسحقوا الذاتْ..
في دمي
بركانٌ يتأججُ
ومجزرةٌ من دماءٍ..
في دمي
آهاتٌ مذبوحةٌ
وصداً مكسوراً
وجرحاً يسبح
وسط الكروموسوناتْ
في دمي توسلاتٌ
ترفعُ أكفُّها للسماء..
وهناكَ
في زوايا الروحْ
بقعٌ بيضاءْ
وأخرى سوداءْ..
كيفَ أسيرُ قدماً إليكِ
يا حواء..
وذاتي تُسحقُ
وأنيابُ الظلمِ
تدسُّ سمومها
في كلّ الأنحاءُ..
هكذا تنتهي ملحمتي
وما يزالُ
ينزفُ الشعرُ
وتتلاشى
حروفُ الهجاءْ
يذبحُ أشلاءَ الذاتش
يسبحُ
في بحر المدادْ
جرحٌ منسيٌّ
لم يلقى الشفاءْ
هناكَ
في دمي
موتٌ قادمٌ
يكشّرُ عن أنيابهِ..
ويوحي
بانتهاءِ الكلمةْ
من فوهةِ البندقيةِ..
وهناكَ
بقايا أشلاءْ..
تتقازفُها
رياحُ السمومْ
وهناك زعافٌ
وروحاً بكماء..
صمتٌ يتلوثُ
ونفسٌ تتلاشى
وجسدٌ متناثرٌ
في الفضاءْ
هناكَ في دمي
مجزرةُ دماءٍ
فأين هي الحياة..؟!
لست أدري
يبدو إنّها ماتتْ
قبلض الانتشاءْ
قبلض أن تولد من جديد
عبرَ لحنٍ
يخلّد الآهاتْ..
في ذاكرةِ القلبْ
ذكرياتٌ تقطعُ أوتاري
وتشنقُ كلّ الهمساتْ
تمزقُ كلّ المفرداتْ
والعشقُ
يلوحُ بيديهِ
فتتعانقُ في السماءِ
قبلاتْ..
في دمي
شوقٌ متعطشٌ للأمانِ
على راحةِ صدرٍ
فيهِ كلّ الأمانْ
وندمٌ
كمْ حلمنا فيهِ
أن ننعمَ بالسلامْ..
في دمي حلمٌ
يناشدُ حلماً
وغربةً
تنتظرُ حمامةَ سلامْ..
في دمي
جسدٌ لا يحيا
إلا بعناقِ حضنٍ
وروحاً لا تروى
إلا باحتضان روحٍ
ونفساً لا تستريح
إلا بلهفةِ نفسٍ
هي كلّ الأشياءْ
وإن طالَ الزمانْ
لا للعارْ..
أبتغي أن أختارَ
شعراً يواكبُ
عصرَ الشعراءْ
****
لا للرياء...
أصطنع شخصيةً
وأصلّي في محرابي
لا لشيءٍ تكون
اندفاعاً لرغباتٍ حالمةٍ
أسطر كتاباتي..
وليس من شيمتي
أنْ أتصنعْ كلماتي
أو حالةً
في تقاسيمِ شعري
أنبلُ من عواطفِ إنسانياتي
هو غايةَ ما أسطّره
على صفيحاتي
الشعرُ ينزفُ
كما عفرين تنزفُ
وعندَ نزيفها
تنتهي حياتي
*****
*

تيريج عفرين 2 / 11 / 2008


إلى الجزء الثاني
من الحلقة الحادية والعشرين
من بوابة الشعر من الشــمال
للشـاعر هشــــيار عبــــــدي
hishiar21@maktoob.com
hishiaro@hitmail.com
موبايل 0955877919-0955627948

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

( 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 )

العودة إلى الصفحة السابقة