بوابة الشعر من الشمالالحلقة العشرون / الجزءالثانيكل عام وجميع شعوب العالم بخير هشيار عبدي العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)
|
|
عندما يغيب سراج العقل ؛ يسدل
الظلام وشاح اليأس ، لينشر ملامح من الغربة والضياع ..إنها سيمفونيات سوداوية
تهطل قيحاً ، وزعافاً بعد رحلةٍ من الاستشراق-عبر صيرورة الزمن. إنه الصراع الذي لا هوادة فيه_صراع بين متناقضات الحياة ، والأحاسيس التي تتصاعد وتيرتها باحثة عن الملاذ الأعظم ؛ أو عن خلود غائب –ظلت الروح لفترات طويلة تسعى إلى الارتقاء بها. لماذا يقال إن العقل يقف حاجزاً أمام الأحلام..؟!، و يعرقل من آلية تحقيقها وسط طقوس من النظام الممل..!؟، ثم هل جاء العقل مكملاً لتلك الأحلام أم محطماً لبنيانها..؟!! هل هناك توافق بين العقل ومقوماته من جهة ، وبين القلب وأهواءه من جهة أخرى...؟! في هذه المقدمة أسلط ضوء على ذلك التناقض ، وما يزال هناك غموض-في الإبحار..في ملكوت الخيال ، والذي تعجز مقومات ، وطاقات البشر عن خوض غمار حربها..(العقل والقلب) كيف تتوطد العلاقة بين العقل ، والقلب..؟!، فهناك صراع محدث بينهما ؛ صراع مستميت ؛ فالقلب منشغلٌ بحاله _متدفق ، ومتأجج بعواطف حارة ، نارية الطبع ؛ تقود صاحبه إلى تحقيق آمال رومانسية في عالم متوحش ؛ بينما العقل ميزان ؛ يقسو أحياناً بما يحمل من منطق وتسلسل لفكر منظم ، وما يحمله من تقارير ، ولكنه أسدٌ في غابة القلب ، ونظراً لعالمٍ متلاطم الأمواج ، و نظراً لماهية القلب ؛ فأنّه لا يتفق والحالة هذه مع ميزان العقل ؛ إذ تتصارع المفاهيم في ذات العاشق كما هي الصراعات التي نشاهدها في أفلام رعب ؛ ما بين عالمين ؛ عالم الفضاء ، وعالم الأرض _مع إنّه هناك عوامل مختلفة بين العقل ، والقلب _لا تمت بكل دقةٍ تلك العوامل ؛ بين عالم الفضاء ، وعالم الأرض. القلب وما يحمله من عواطف ، ومشاعر تقود صاحبه إلى اختراق حدود الواقع ، والعرف ، والقيود ؛ ليحلق بعيداً في عالم الحب العذري ؛ الذي قلّ في زمن ((العولمة -الآلة -الذرة ))؛ فأمسى منبوذاً ذلك الذي ينقاد إلى ذلك العالم ؛ بل يعبده !!..فالإنسان السوي لا يستطيع العيش بغنى عن قلبه ، أو تجاهله لعقله ؛ فهذان العالمان أساسيان ، وهامان _في ذات الإنسان ؛ إن انقاد المرء إلى إحداها دون الآخر-لن يكون حكيماً ، وسيفتح صنبور المعاناة على نفسه ؛ فالانقياد إلى العقل ، وقوامه دون القلب يكون الإنسان عبداً لجبروته وساديته ، وإن انقاد المرء إلى قلبه سيكون متهوراً ، وغير سوي ، لهذا عليه أن يكون حكيماً في اختياره ، و إلا سيقع في كهفٍ مرعب _من الصعب التحرر منه ؛ فماذا يفعل..؟!. هناك دائماً نقاط ، وحدود حساسة _عليه أن لا يغض البصر عنها ؛ إذ في ذلك ؛ فتح لأغوار العذابات هو بغنى عنها. يقف العاشق منا أحياناً بين هذان العالمان محتاراً ؛ فالجبل يحمل مجاهيلاً ، والوادي يحمل ذعراً ؛ فيخشى عقباه ؛ فإن انحدر إلى الكهف ستكون المجاهيل ، والكائنات الغريبة بانتظاره ، وإن هبط إلى الوادي ستكون الأفاعي ووحوش البراري بانتظاره ؛ فإلى اين يمضي ، وأي الطرق يختار..؟!!، وهو محاصر بكتلٍ ذعر قد يودي بحياته.. هنا تقف النفس وقفة تأمل ، ومراجعة حسابات ؛ ليختار مصيراً ، وقراراً صائباً في حياة صاخبة ومشوشة. كثيراً من الأحيان يقف المرء حائراً أمام ظاهرة من ظواهر العاطفة ؛ فهل يطلق العنان لعواطفه لأن تدخله بوابة الحِدَّة..؟!؛ فيتجرد عما يملكه من عواطف إنسانية ، ومشاعر حب مقدسة. العقل أحياناَ كثيرة يكسب تلك العواطف ، والمشاعر لباس العقلنة حتى لا تعيش حالة الأنانية _ فتدفع صاحبه إلى هاوية الجنون (( جنون الحب ))؛ رغم إن الجنون بحد ذاته ظاهرة من ظواهر العاطفة الدفاقة ، التي تدفع القلب إلى محرقة الهيام ؛ فلا يرى أمامه غير صورة محبو بته _في كلّ شيء _ في نظره ؛ فينقلب القلب يمنة ، ويسرى ، وجلّ غاياته هو أن يكسبها بأي صورة كانت ؛ فيعاني الإنسان أقسى حالات العشق ، وأمرها _من تيارات مجتمع لا يرحم. إن القلب لا يثق بالعقل ، ويخشى أن يدفعه العقل إلى تجريده من حلاوة ما يمتلكه القلب من أحاسيس ، ومشاعر ، وحالات غرام _يشعر من خلالها بالحياة ، وحلاوة الدنيا ؛ إذ تزين القلب ، وتكسبه ألقاً لا مثيل له ، ولشدة خشيته أحياناً ؛ تظهر حالات من الانتحار ؛ أو الهيام أو العبادة ؛ إذ تبدو ظاهرة الحب بعد أن تتطور إلى عبادة ، ويغدو الحب ، والعشق سيد عرش قلبٍ _مما يعاني جنوناً في جوانب قلبه ، وجنحة في ارتكاب ظاهرة المساس بالقدر...ثم ما هو القضاء ، والقدر..؟!!. ((القضاء والقدر)) ألغاز، ورموز لا يستطيع أي كائن بشري أن يكشف عن هويته ؛ أو اختراق حدوده. ألغاز حيرت عقول الملايين من العلماء ، وأصحاب الألباب ، ولكنها تبقَ ألغازاً- إيضاحياً ملفوفة بثوب خير لهذا الكائن الإنساني المؤمن ؛ أن يكسب ، ويبلغ ذروة إيمانه بالرضوخ له ، والرضا به ، وإلا سيكون إيمانه مهزوزاً ، وجدران بنائه العقلي متصدعاً ؛ فيحرم من دالإيمان الكامل ، الأمر الذي يدفع نفسه إلى رسم صور غير موجودة إلا في خيالاته التواقة إلى تجسيد ظاهرة السعادة _التي يراها من خلالها ، وسرعان ما تتحول الخيالات المجردة من العقلنة إلى أوهام...إذا ما قورنت بسراج العقل ، ويدفع صاحبه إلى أقسى حالات العذاب ، والكآبة _ بينما لو كان التعقل يغلف ، ويحيط هذا القلب ، وتلك المشاعر ؛ ربما لم يخرج صاحبه من داء الهذيان، والتيه ، ولغدا الإنسان سويا ، ولكن!!_هنا يفرض السؤال نفسه. هل جنون الحب حالة سوية..؟!، إن كان مبني على شرع ..!، ولم يخرج من القاعدة المألوفة أم إن الحب يصبح سيداً بدلا ًعن الرب؟! سؤال خطير على عاتق الإنسان ، وعليه أن يكون حكيماً في الإجابة عليه!!. (الحبُّ إكذوبة) عصارةٌ تعصرُ أفكاري من الوريدِ إلى الوريدِ أسكُنها فتسكنني وكلّ الأفكارِ في الحضيضِ تخالطُ أحاسيسي وتخرجُ من فوهةِ البارودِ وتمتزجُ في دمي ككرياتِ حمر ، وبيضٍ أعانقها أحياناً فتعانقني في غفلة المواعيدِ أبحرُ في عذاباتٍ تشبهُ وجهَ العفاريتِ فانثري من ضفائرٍ مجرمة تجاعيدي وانشري الغسيل على عتباتِ مواليدي.. فمسكني جن ٌأخضرٌ وعند حدوده تنقرضُ أناشيدي أنا المنفيُّ في وطنٍ!! ملطخة عناقيدي أرسمُ على لوحتي طقوس المحالِ بأيدِ التجاعيدِ سحري أوبدٌ مفترسٌ إن طالت إليهِ عفاريتي فلا تلمسي كفني فمعالمهُ صناديدٌ وعناكبٌ تغتالُ بنارِ عشقي وتوعدني بالتغريدِ أنا الملطخُ بالعارِ وروحي ملحٌ يغورُ في خارطةِ الأيادي بكفٍّ يذعرُ دماً من الوريدِ إلى الوريدِ أنا المرصوفُ في الطرقاتِ وفي الليالي باقياتٌ أحلام عمري عند طقوس تجاعيدي ****** لا يدري أي مجهولٍ ينتظرهُ ذاكَ العاشقُ ، وهو يرسمُ أحلامه على لوحةِ قلبٍ يبحثُ عن ظلٍّ-يأويهِ..وإذ ..وبين ليلةِ ، وضحاها تنقلبُ موازينُ العشقِ ، وتتحولُ قلب المعشوقة -إلى بركانٍ ثائرٍ..نتيجةَ بعد العاشقِ عن وضع احتمالاتٍ من كيدِ المجرمين ، وحقدٍ أعمى ؛ حالَ دون وصالٍ في جناتِ نعيمٍ..وبين ليلةٍ ، وضحاها تتحولُ المعشوقة إلى ذئبٍ يشنُّ حملتهُ على قلبِ عاشقٍ لم يألف ذلك ؛ فيغدو صريعاً على عتبات الزمن..ممزق الشرايين ، وجسده مبعثر في طرق العشق، و رغم الجراح يناديها ؛ يطلب النجدة ..بينما تصرّ المعشوقة المذبوحة بعادات نخرة ، وقسوة قلوب لم يرحموها – على الانقضاض عليه ، وتحويل جسده إلى جيفة تنزف بلا هودة ، وتتطاير شظايا الروح ، وهي تطلق نشيد الصباح الجريح ، وتنظر إلى الباري عز وجل ؛ تطلب النجدة منه ، والرحمة مستفهما كليهما عما يلاقيانه -من عذابات ، وانقلابات !!؛ لقدر ثائر بين أجنحة ليلٍ طويلٍ.. (مجزرة شرايين) مزقتني شرذمتني كطيفٍ مجهولٍ شكلتني على لوحتها شبحاً َأسوداً رسمتني ورمتني *** أيُّ عهدٍ كانَ ذاكَ ..؟! أيُّ حبِّ أو حنين..؟! أي عواطفٍ كانت تلكَ..؟! أيُّ شعرٍ مستقيم..؟! كلَّها أكاذيبٌ وأوهامٌ وطقوس وهمٍ وسكاكين مزقتني إلى إربٍ ذبحتني بخنجرها المسمومِ وأنا ملطخ كمسكينٍ مذبوح الشرايين رشقتني بحجارتها وجرحتني بقسوتها ووضعتني في سجّين حولت نفسها إلى ذئبٍ مفترسٍ تنقضُّ كوحشٍ على قلبي المسكين نظرتُ إليها بنظرةِ رأفةٍ فلم يتحرك لها جفنٌ ولم تنظرُ إليّ بعينٍ بل اخترقت أوصال الصميم دونما رحمة طعنتني بهمساتها بخنجرٍ مسمومٍ وما توانت عن قتلي بيديها الناعمتين ما زلتُ أتفوهُ بإسمها.. أناديها وهي لا تسمعُ ندائي ولا توسلات عاشقٍ حزين كم أكابرُ.. على حزني على عذابي على مرارةِ الحياةِ وطقوس المشعوذين فأيُّ حالٍ بصمتها ربي على هذا الجبين..؟! وأيُّ ذنبٍ اقترفته حتى أنالُ غضباُ منكَ يقطعُ أوردةَ عشقٍ دفين فتتحول إلى مجزرةٍ تلكَ الشرايين فأيُّ وصلٍ بعدكِ يطيبُ..؟! ومتى من هذا الداء ستشفين..؟! *** هناكَ دائماً صراع..وهناكَ دائماً أمل ، وهناكَ أيضاً تأملات . قلبٍ يعشق ، وفؤادٍ ينبضْ..وفي تلكَ الزوايا طقوس محالٍ _ علينا إتقانها.. ولكن..!، بقدرة ربٍّ مجيدٍ قد نفلحُ في العزفِ على أوتارها..وبين لحنِ صمتٍ ، وغناء قلبٍ _نصارعُ المجاهيل _تلكَ الطقوس..تخفي فنون قتالٍ لم تشهد لها معاركَ التاريخِ شبهةً تمثّلُ تلكَ الألوان المميزة.. من يبحر فيها يلقى العجائب ، والغرائب.. تيهٌ ، وضياع أفكارٍ في بوتقة نفس ٍ أمام حركة التحدي-لجمهرة من بشر..يخلقون أشياءً أغربُ من الخيال...كسحابةِ حبٍّ يواجهُ الخطر، وحدهُ نزيفٌ من لحن عشقٍ يسجدُ للربِّ ..فتُفتَحْ كلُّ الأبواب من جديد ..ويمسحُ الزمانُ عن جبيننا ملحمة عشقٍ مأساوي _لترتاح الروح من رحلتها نحو بلوغ السلام..ومهما يطول الليل ؛ ستشرق شمس من جديد -في انبلاج صبح ينشر ضوءه عبر سحابةِ غبطةٍ ..تاقت النفس لأن ترتاح بين طياتها..، ويغط الحلمُ في نومٍ عميقٍ ينتظرُ بزوغ الفجر..بعد سوادٍ حالكٍ في يوم شؤم يعزف سيمفونيته على مر الزمن. (طقوس المحال) يا ظلام الليلْ أرحلْ بعيداً لا تدسّ سمومكَ في أحشائي أتركْ لي كوة كي أعانق طقوس المحالِ في عالمِ البقاءِ أتركني فصمتي باتَ يخيفني وأنا رجلٌ وحيدٌ أداعبُ نوبةَ الحبِّ في العراءِ أتوهُ.. في صحراءٍ.. تحيطني كسلاسلِ العنجهية لتحطمَ كلّ قلاعي التي في البيداءِ أنا ما عرفتُ الهوانَ إلا معها وأنيابُ الذلِّ تتوغلُّ في عتمةِ الفضاءِ فتدفن أحلامي في سردابِ قبرٍ مجردٍ من حبّ تسكنُ قلبي كحرباءِ وتلاعبُ خصلات شعري في المساءْ أرنو إليها وأنا الصقرُ فتحنو إليّ وبعد برهةٍ ترميني في عالمِ التيهِ والضوضاءِ أحملُ أمانتي في رحلتي على عتبةِ الدروبِ أمشّط شعري في أحلكِ الظروفْ فتنتصبُ قامتي وأنا أعرى وتلتهمني كلّ الوحوش في العراءِ أطلقُ براءتي كسفينةِ نوحٍ لتستقر الروح في عالمِ البرزخِ على سحبِ الصفاءِ أطلقُ شعري غناءَ حدادٍ تبكي لها مشاعرُ حبّي على عتباتِ القضاءِ أُقبّلُ وجهاً مجهولاً وأستقبلُ وجهاً آخر في دروب السماءِ أعزفُ أغنيتي على أوتارِ حزني وأطلقُ ذعري إلى فضاءٍ يداعبُ فيّ خصلات الفناءِ فأتجردُ من ذاتٍ تتوهُ في ذاتِ خرّدَةٍ فتندثرْ حروف الهجاءْ أرطمُ رأسي بالأرضِ..، واسجد لله سجودَ عبدٍ جريحٍ على عتبات الصبحِ فتتعلقُ كلّ البقعُ بردائي.. أحاولُ جاهداَ أن أقضمَ أظفاري أخيط كفناً لجسدي الهزيلْ وأنا أدنوا من دروب الفناءْ أحفرُ لنفسي نعشاً أدفنُ فيهِ ذكرياتي وألفُ خيالٍ يداعبُ أشلائي في المساءْ فأنظرُ حولي يتيماً.. أعبدُ روحاً خالدة ورابعةَ تناديني فمتى أعانق الأرواحَ في الخفاءْ..؟!! هل ماتَ الحنينُ..؟! أم أنني متُّ..؟! وعشتُ في عالمٍ مجهولٍ!!! وحولي أناملٌ تحبو وسنابلُ قمحٍ تتعلقُ بردائي فأغط في حلمي وتنتحرُ كلُّ الأحلام كعجوزٍ شمطاءْ توحي بطلاسمٍ ترسمُ لوحتي في دروب البغاءْ.. **** عجيبةٌ هي الحياة ؛ فإن عاشَ المرء سيلاقي ما الأقدار تشاء.. مفاهيمٌ ، وذكرياتٌ -تخفيها وجوه الحياة ...فتموت الشفافية في لحظة صمتٍ _ بين ظلمٍ من بشرٍ ، وسرعان ما ينشر الإنسانُ قانونهُ .. رغم أنيابِ الذئابْ..،وفي المقصلةِ تنتهي حروف الهجاء!!!! (مقصلة الحروف) تاهت المفاهيمُ فكيف تصحو.. الذكريات..؟!، وكيف يلبسُ الربيعُ جلبابهُ الظريف..؟! وكيفَ تشوهُ ألسنةَ القلوب الواجفة.. وجهَ الحياة...؟! لستُ أدري فقد ماتت الشفافية فكيف ماتْ..!؟ ***** يخرج من صمتهِ من كبتهِ وتظلمهُ كلّ التياراتْ وتتوغلُ كلماتهُ في عالمِ الزيفِ فيتمرد على كلّ المفاهيم ليعلنَ قانونه وليكونَ سيداً على عرش الحياة هم يحاولون وكم يحاولونَ!! تشويههُ بتهمٍ باطلةْ ويلفونهُ بلفافات سيجارةٍ ويرتشفونهُ كفنجان قهوةٍ في المساءْ.. فمتى ، وكيف ترتوي روحهُ..؟! ومتى يطلقُ نظامهُ من الذاتْ..؟!! فتنتهي في المقصلةِ حروفُ الهجاءْ وتغسلني الزخّاتُ وكلُّ القيمْ على أخاديدي تموتْ وأنا أدورُ في عالمِ الفناءْ ***** دائماً هناكَ تناقضٌ..(( سماءٌ ، وأرضٌ-خيرٌ ، وشرٌ-حبٌّ ، وكرهٌ )) ، ونحن مجبولين أن نتعرف على جوانب الحياة..والنفسُ هي أبلغ آية ، وقد قسم الله بها ، كونَ لها كينونة ، وغاية في التعقيد..ولكن إن انحدر الإنسان إلى مستوياته الدونية ، لن يهنئ بالعيش..وإن حاول الحفاظ على مكانة سموه لن يتركه البشر في حالِ سبيلهِ..؟! وفي كلِّ المستويات هناك مخلوقات عجيبة ، وغريبة ..ولكن..!، هل لنا أن نتغلب عليها بما نحمل من معجزات..؟!. هنا العاشق يصارعُ تلكَ المخلوقات الغريبة بإرادة من فولاذ .. يتحدى كلّ المفاهيم ..حاملاً مشعل الإيمان في جوانح صدرهِ ، وإنسانية ندرت-أن تعيش في عالمٍ متلاطم الأمواج. تسقط الجدران الأربعة عليهِ ، وهو يشتد صموداً أمام كلّ الوجوهِ المذعورة ، وبغية أن ينالَ فتاة أحلامهِ يقفُ كجبلٍ لا يهاب الريحْ. يتحمل بآهاته كلّ ألوان العذابات ، وبين مستويات النفس تلك- مجازر من صراعات- بين نفسٍ أمارة بالسوء ، وبين نفسٍ لوامة ، وبين نفسٍ مطمئنة..!!، تشبهُ إلى حدٍّ كبير تلكَ الصراعات التي نشاهدها في أفلام رعب ؛ أو ملامح بطولية أسطورية- كنا قد أبحرنا بخيالاتنا إلى أعماقها ، وفي مذبحة الطرق هناك ..آهاتٌ تخرجُ صرخاتها بجهدٍ ،وألمٍ..لعلّها صرخاتٌ مكبوتةٌ في وجدانٍ أنقى من ماء الزم زم. إنّه جهاد النفس الأبلغ من كلّ جهاد..ومعركتها أبلغ من كلّ معارك التاريخ التي طواها بذراعيه.. في هذي القصيدة أسلطُ ضوءً عن آهات على مذبحة الطريق. لغةٌ لا يتقنها إلا من تعمّق إلى دلالاتها..وأبحر إلى مكنوناتها...!! آهات على مذبحة الطريق يا أيّها القلبُ الذي أرهقهُ النظرُ إلى عميقِ أرضٍ فيها حشدٌ من الثعابين وحرباء تلثمُ وجهَ الليلِ.. لتُغرق أحلام الليالي أنتشي فوقَ جسرٍ مهزوزٍ وأسقطُ في المتاهاتِ أحفرُ لنفسي تاريخاً أسوداً وأتحررُ من سجنِ البخلاءِ أداعبُ صبحاً جديداً وتنفدُ طاقات روحي في صمتٍ وخفاءْ.. أزرفُ دمعَ السنينِ بآهٍ على دروبِ التيهِ والضوضاءْ.. وتسقطُ عليّ جدراني الأربعة في رحلتي نحو الشتاء.. آهٍ..!! يا فؤادي أ تموتُ مشاعرُ الهوى..؟! أم تميتُكَ العذراء في بيداءٍ أوحشْ من جنيةٍ ظلماءْ فلِمَ تسلمُ روحكَ..؟! لحلمٍ ثقيلٍ وأطيافُ الشبحِ ترديكَ قتيلاً في صمتِ الخفاءْ لِمَ تعصركَ الأقدارُ فتغدو يتيماً تداعبُ السرابَ فيلبسكَ البكاءْ..؟! دموعٌ كم تزرفها في سحر ِالليلِ الواجفِ بنعاءْ.. وتحفرُ بصمةَ عاركَ فتكونَ جثةً هامدةً تنتظرُ امرأةَ الحنّاءْ لا تلتفتْ لرياحٍ تتقاذفكَ ولا تبالي بأنيابِ الليثِ في الدروبِ العتماءْ إنّكَ تنجرفُ وراءَ امرأةٍ تسممُ وجهَ البراءةِ في قسوةٍ.. لا تعرفُ وجهَ الرجاءْ انتفي عمري واقضمي حاجبيَّ قدر َما تشائين فالوقتُ آنَ أن تموتُ الأرواحُ في كفنِ الحياءْ... ليسَ هناكَ حبٌّ في الحياةِ ليسَ هناكَ حلمٌ على جنحِ الطيرِ يرفرفُ في العلياءِ كفى شكوى يا قلبي أحضنْ جمرةَ النورِ بحنوٍ.. وأطلقْ جراحاتكَ في كلّ الأرجاءْ وأتركْ حُلمكَ فالحلمُ سرابٌ ومكانكَ هناكَ حيثُ تنتظركَ رحمةَ الربِّ في علياءِ الفضاءْ وأعلمْ أنَّ نفسكَ أمانةْ فراجع حساباتكَ في لحظةِ القضاءْ واحتضرْ قدر!ما تشاءْ فكلُّ الليالي لن تطول في لحظةِ البقاءْ فوراء الليلْ زغابةَ نورٍ تنتظركَ على عتباتِ الضياءْ فعد إلى رحابِ ربٍّ مبجلٍ وعانقَ الصبحَ وكفاكَ غرقاً في البكاءْ.. ***** وسطَ زحمة تناقضاتٍ شتى ، ما زلنا نعيش الحياة بكل ألوانها ، ونخوض غمار الحرب على كلِّ التياراتِ التي تحاصرنا..لنتعرف على كلّ ما فيها.. صحيح أننا ننصدمُ ببعض العراقيل لبلوغ أهدافنا ، ولكن الحياة لا تحلو إلا بما تحملها من دروس-قد تكون قاسية على كاهلنا.. نسترجع ذكريات خوالي ، ونبحر في ملفات الوجود ، ونغوص الأعماق..علّنا نتعرف إلى ألغاز الوجود ، ومكنونات النفس البشرية.. في هذي القصيدة أسلطُ ضوء على عالم مترامي الأطراف ، ومكنونات فيها أعمق دلالة للوجود.. (هكذا هي الحالُ) سماءٌ ، وأرضٌ طولٌ ، وعرضٌ زحامٌ ، وصمتٌ مراحلُ عمري عرينُ المحبة خوفٌ ، وهيبة ينتظرُ حبيبة ليبتسمَ بدري حبيبةَ قبرٍ لهيبةَ صدرٍ فتيةَ سحرٍ في جوفي يجري خرفٌ ، وجرفٌ رمزٌ ، وحرفٌ عطرٌ ، وقطرٌ يذيبُ فجري إبداعُ القوافي ليلٌ بلحافي وعبقٌ يجرُّ رحالَ الخفافِ ***** الروحُ:أيةُ الله في الوجود ..جعلها لغزاً ، وتحدى بها الله تعالى كلّ البشر .. إنها خفق الحياة ، بها نحيا ، وبعد أن تغادر هذا الجسد- في لحظة فناءه نموت..وما القضاء ، والقدر إلا لغة عميقة -لا نستطيع فكَ اللثام عنها -فهما محميان بقدرة ربٍّ قوي عزيز ؛ بيده مقادير كلّ الأمور.. قوانينٌ مشفرةٌ-تيارات تحاصر الإنسان !؛ تمنعه من بلوغ أهدافه السامية-نيران تحرق الضلوع ، وماء تغيب عن ساحة النفوس-أسرارٌ بحاجة -لأن نتعرف عليها ، ونخوض غمارها. صراعٌ بين الظلام والنور-وكبتُ ظروفٍ تهلك الصدور ، ونداءٌ ، ودعاءٌ بصوت مقهور-يطلب بزوغ نور ٍ ، ومللٌ ، وكللٌ يعرقل آلية الزمن.. واستنفار يواجهُ زوبعة الخيانة..ورغم كلّ شيء ما زال يناديها القلب-يطلب أن تعود العاشقة بلا إدانة!!. إنها الروح الإنسانية-التي تخفق عطاءً بلا حدود..ونفسٌ نقية تعطي بدون مقابل..وتنتظر ُبزوغ فجرٍِ في يوم جديد ..من ماضٍ سحيق شوهتهُ النفوس الأمارة بالسوء ، وجعلته يعاني الويلَ ، وكلّ الأهوال-وهو بريء من كلّ التهم التي تحاك ضده.. ذاك هو المجهول الذي يخفي مجا هيلاً أخرى لا يعلم أبعادها إلا الله -من بيده مصير القلوب العاشقة ، وشفاء النفوس المعذبة ، من طغيان الإنسان لأخيه الإنسان. (المجهول) ماذا تخفي يا طقسَ الأقدارْ..؟! في ناموسِ روحٍ تناشدُ الإعصارْ..!! وكيفَ ترسمكَ ريشةُ الربِّ..؟! ويلفُ معالمكَ بقانونٍ يداعبهُ تيارْ..؟!! النار ُتحرقُ أضلاعي والماءُ غائبةٌ عن ذاتٍ كم تتوقُ للابتكارْ هل تحتوي أيامي سرّ تكويني..؟! أم ترسمين معالمَ وجهي..؟! وتخفينَ وراء الكواليس عذابات أخرى..؟! تداعبُ الوجهَ ليلَ -نهارْ.. أينَ أنتَ يا نوراً..؟! يسري في جوانحِ روحي أينَ عبقَ محبتكَ..؟1 التي تبجلّها الروح أينَ عبقُ المشوارْ..؟! **** مللتُ من ذاتٍ تغوصُ سهداً على ذاتِ خردّةٍ تداعبُ وجهَ النهارْ وليلٌ يطولُ وألفُ نجمٍ في السماءِ يحلمُ باليقظة فهلْ تتحققُ الأحلامُ في لحظةِ الانتظارْ..؟! لا تحرقي حلماً يطوفُ شوارعَ مدينتي كطيفٍ يبحثُ عن جسدٍ ينهارْ فازرعي في فؤادي أمنكِ واختالي كما يحلو لكِ واعلمي أن نغمةَ ألمي كنارْ!! يا عبقَ حبّي يا وجعي يا خيالاً يبقى في مرتعي أناديكِ حباً ، وأرتقي سماءَ العشقِ يا وردتي أحبُّكِ ملاكاً وأبوحُ من سنايا الوجدِ في الأفقِ وأقطفُ زهرةً وأهديها فعلى بساطِ قلبي أخفقي.. أحبُّك فاتنتي الحلوة يا ملاكاً بالأملِ تتألقين في شفقي ****** وما نزال نحلم ، ويبقى الحلم إلى ما لا نهاية -تتجسد فيه حياة يقتلونها قبل أن تخلق..ولا يعرف الإنسان منا قيمة الآخر إلا حينما يفقده ولهذا ينادي العاشق محبوبته علّها ترحم عاشقها -قبل أن يرحل بعيداً دون عودة إلى ملكوت ربٍّ أرحم من كلّ البشر. (ماذا يتكلمان) يا عرس أفراحي منبع الحب والحنين وشذى الربيع وزهرة تعطر قلبي المسكين أحبكِ ملئ جوارحي وبلمسةٍ من يديكِ أستكينْ أرى بريق وجهكِ يزدادُ لمعاناً فيهما أرى الحصن الحصينْ وأدخلُ في نور عينيكِ وأداعبُ فيهما ما أشتهي وأرقصُ مع روحكِ كالياسمين أمطرُ لغةَ عشقٍ لترتدين وشاح حبّي وبالغارِ تكللينْ.. فأراكِ ملاكاً كما سميتكٍ ملاكَ الحبِّ إن كنتِ تتذكرين يلامسني بحنو وترسمين طقوسَ فرحكِ على جسدي كالنعيمْ وأحتسيكِ خمراً يسحرِ عروقي ويفتح لي قريحتي ويمسحُ الدمعَ من العينْ وأتغنى بمفاتنكِ يا ساحرة القرن العشرينْ أرسمكِ غريزةً تسبحُ في بحري وطيفاً يغرق في بحرِ العشقِ وسحراً يتلظى شوقاً لحضنكِ الدافئ وأرتوي بماءِ حبكِ كما ترتوي الأرض بحباتش المطرْ وأفتحُ لكِ كتاب حبٍّ ينتظرُ منكِ قدوم الربيعْ وتراتيلُ صلاةٍ من نافذةٍ شمسٍ بنورها تحلقّ حروفُ العشقِ الدفين... مدفونٌ أنا في روحكِ وصمتي قيدٌ في معصمكِ وحبي أسيرُ جوانحي وقلبيَ مسكينْ أصرخُ في وجهِ النواميسِ أصمتُ دهراً وأفتحُ كلّ القواميسِ أبحثُ عنكِ في كلّ المفرداتِ فأراكِ مني تهربينْ أخشى أن تتركي معطفَ أحزاني يتيماً وسر تكويني يبقى في أسرٍ أوحش من سجنِ سجّينْ وها انّك تتركينْ!!! **** بريءٌ أنا سيدتي من كلّ الاتهاماتْ التي تحاكُ ضدي وغايتي أن أراكِ آيةً في الجمالْ على خصري تعانقينَ ما تشتهينْ هل حلمي وهمٌ واجفٌ..؟! أم وهمي حلمٌ واقفٌ..؟! أم حبّي ساحرٌ مبدعٌ وعقدتي عفريتٌ لعينٌ..؟!!! أنا يا وجهَ السماءِ رجلٌ عصريٌّ جديٌّ أضحي بالغالي ، والنفيس من أجل العشقِ ولوائي حبٌ مغروسٌ في أرضِ العاشقينْ أُحِبُّكِ بجنونٍ وهل الحبُّ إلا جنوناً..؟! وهل مصيرنا هو اقترابٌ ،وعناق..؟! يخلّد على مرِّ الزمانْ أم عصفورٌ يمكثُ في الظلامْ..؟! أم حلمُ عاشقٍ لا أجوبة لسؤالهِ...؟!! أم صدى لصوتٍ مسكون.؟! ****** العراكُ مستميتٌ بين حالات تودي بحياتنا ، وبين حالات أخرى ترتقي نقاء السماء.. قوتان في دواخلنا تتصارعان على مر الزمن -لم نخلقها بإرادتنا ، بل جاءت معنا -ونحن مجبرين على ان نتعايش معها...ولا بد بعد صراع مستميت ان ينتصر أحد الفريقين...أو إحدى الحالتين. سموم القلق تُدس في صدورنا -تمنعنا من أن نستنشق عبير الحياة..وانتظار المجهول يسحق خلجاتنا...وغوص في مدن اسئلةٍ تأخذنا بعيداً ذنبنا إننا بسطاء نرتكبُ جناية الحبّ ، وندان لأننا عفيفي النفس -وصادقي الوعد ، ندفع ضريبة أثام النفوس الظالمة.. حيرة تقسو على عواطفٍ تتاجج ، ونفس تزهق أنفاسها -من جراء ذئاب بوجو ه بشرية ؛ ووسط بركانٍ يحرقنا من داخل ديارنا ، وظلم من نفوسِ أقرب الناس الينا ..نتجرع مرارة الخيبة والعذاب. عندما يتحول العشُّ إلى عراكٍ ، وبدلاً أن يسود الحبّ يعم الشجار -تتوه النفوس ، ويتحطم الكيان الإنساني ؛ تتحول الحياة إلى جحيم ويتحول القلب إلى طفلٍ مشردٍ مسكين..يجوب شوارع الحق في كل الميادين..ويحلم بالحبّ في أحضان فتاة ما تزال تستوطن شغاف قلبه الساذج رغم أنّ البشر ينقضون حتى على أحلامه البسيطة جداً.. يبقى القلب يحلم ، والحلم مصلوبٌ بأيادي إخوة قساة.. يبدو أن الأحلام أيضاً تتعرض للانتهاك-كما هي القلوب التي تسحق فيها نبض الحياة..وما يزال القلب يتذكر كلّ اللحظات الجميلة وهو مصلوب ببينها الحارق..ينشد اغنية الأمل -منتظراً المجهول..!! (طيفُ القلق) قلقٌ يبتلعُ أفكاري ويغوصُ بعيداً في مدنِ أشعاري يختلسُ ناظريهِ ويحشو الهمّ في أبعاد ِ خيالاتي المنسية أُبعدهُ.. أرطمهُ بالأرضِ فلا يبارحني قط أو يرحلْ من رحلةِ أسفاري يتوغلُ في جسدي ويدسُّ سمومهُ في صدري وأنا أنتظرُ في حرقةٍ رعشةَ حبيبتي وقلبي يغوصُ في بحري يغرقُ في حلمٍ جميلٍ وأنيابُ الرعبِ تنتهكُ حرمتي في الدارِ وفي ليلٍ حالكٍ يتوغلُ في نهارِ أفكاري هلْ أنا السببُ إن فتحتُ باكورتي لعذراءٍ لا همَّ لها سوى إنّها شريكةَ عمري...؟!!! أم اخترتُ هاجساً مجهولاً غامضاً في بحرِ تياري..؟! أنني لم أتوانى إنْ تركتها للحظةٍ في الدارِ أم أنَّ لا ذنبَ لها سوى عشقها المجنونْ في لحظةِ الانهيارِ لِمَ يرتشف تمادي سحرها وأنا أتوغلُ في لحظاتش الدمارِ إلى مجهولٍ يعبثُ بأحشائي أم إلى طيفِ فتاتي..؟! في لحظةش العشقِ المثارِ أينَ أبحثُ عنكِ..؟! يا فتاة أحلامي وأنتِ مقيدةٌ في الدارِ أينَ ألمسُ صوتكش العذبُ...؟! وأنا مكفنٌ بخيالكِ المثارش أين َأداعبُ خيالكِ..؟! وكيفّ رحلتِ عني..؟! بقرارٍ مصيري لا تقولي أنني سأنتحرُ لا تقولي لِمَ أحيا ولمنْ...؟!! فإن كانَ وجودي في فضاءكِ عارٌ فأنّي سأرحلُ ولكني لنْ أنسى طلةَ وجهكش الباسمُ المنارِ... فأنتِ من أعشقُها ولا أريدُ أن تصابُ روحكِ بمكروهٍ في لحظاتٍ جنونيةٍ عبرَ أوتارِ قيثاري قد يحطّ رحالهُ في هاجسكِ أو تشتيتِ أفكاركِ في لمحةِ الحبِّ المحتارِ لا تنسي إنني رجلٌ قلبُ عاشقس مغوارِ لا ... لا تقولي أنني سأنتحرُ في داري فأن فعلتِها لأنتحرتْ كتاباتي في لحظاتش الموتِ على جناحِ الطيرِ لا تقوليها فأن فعلتِها سألحقُ بكِ عبرّ لهيبِ الاشتعالِ يا بدرَ البدورِ ***** ما نهاية العشق إن حال البشر دون وصالهما ..؟! ما نهاية الحبّ أن حال البشر دون لقائهما..؟! هل يموت!!؛ أم تبقى الأحلام ترعبنا..ترسم خيالاتٍ رومانسيةٍ في ذواكر نفوسنا.. هناكَ في تلكّ المجاهيل العميقة ، رسم لخطوط طول ، وعرض غرام وهيام وقبلات.. هناكَ في تلك الأعماق !!لمسات تحلمُ بالنشوى ، ورغبة في انتعاش روحين -هما في صيرورة الحلال!!ملاكان في بحرٍ من دلال هناكَ حلمٌ يتحقق رغم طغيان الإنسان لاخيه الإنسان.. هناكَ قبلاتٌ لن تموت إن فارقا العشاق مجرمون أو قساة.. هناكَ رسم خارطة من جسدين ومملكة من نفسين ونات من روحين يتبادلا احلى مشاعر وعاوطف الحياة هناكَ ستبقى أرواحنا تتعانق في إحتضان أبدي ، وصدرٌ ينشدُ على صدرٍ نغمات الرغبات.. هناكَ روحان تتعانقان في غبطةِ القبلات..، وسيسطر التاريخ قصتهما-مهما انتهكوا حرمتاهما ، ونصبوا ألغامهم في طريقهما -ستكون هناكَ الحياة. فللسؤال لغة .. وللصمت لغة ، وللعواطف لغة لا تدرك كنهها الكلمات.. (للسؤال لغة) صمتٌ هو لغتي وأنتِ حياتي عشقٌ هو شعاري وأنتِ إمتزاجُ نهرٍ في قافيتي وعبرَ طقوسِ المحالِ أُحِبُّك أكثرْ من كلِّ جمالْ وأداعبُ وجهكِ في هنِّ الحلالْ وبأناملِ رجلٍ يتوغلُ فيكِ حتى الثمالة فتزرعينَ في الجسدِ ألف غريزةٍ وتغرسينَ الحبّ في الحقلِ أنا مهجةُ غرامٍ تخترقُ مفاتنَ الجسدِ في لغةِ السؤالْ أناملي تحبو على جسدكِ تداعبُ حلمةَ نهديكِ فتنتعشُ الأرواحُ في غسقِ الليلِ الطويلْ فألمسي بحنايا عنابكِ جسدي الهزيلْ ولتتبرعمُ الأرواحُ عبر دروبِ الأكتمالْ أُحِبُّكش بجنونٍ وأصعدُ تلالَ الصدرِ حتى القممْ وأُقبّلُ رقةَ شفتيكِ أمتصُّ رحيقُ الحبِّ فيهما في بحرٍ من القبلش فتسيلُ شلالاتُ الأتصال عبرَ ممراتٍ توحي بالادبارِ ، والاقبالِ ***** عانقي فيَّ كلّ مفاتنَ خلايايَ واصعدي قممَ المتنِ في سحرٍ من الاشتعالْ فأنا لكِ صدى عشقٍ في امتزاجِ جسدين عبرَ طقوسِ الجمالْ لملمي تجاعيدَ وجهي أزرعي في قلبي أزهارَ غرامٍ عبرَ سيمفونيةَ الدلالْ وراوديني في همسةِ الليالي وامزجي أنفاسكِ بسحرِ أنفاسي حتى يبلغَ الربيعُ ذروتهُ وتتراقصُ على حنايا جسدكِ مائي الزلالْ أنني رجلٌ ذو عشقٍ مجنونْ كما هو جنونكِ في لحظةِ العناقِ الجميلْ.. يا عروساً تمتصُّ كلّ آهاتي وتزرعُ في فضاءِ روحي آياتَ الحبِّ والجمالْ.. فتربعي كما يحلو لكِ على جدرانِ قلبي وفي قصرِ روحي حطمي حدودُ العاداتش والجدالْ أُحِبُّكِ يا غرامي يا سحرَ هنٍّ فوقَ هنّ يا بدرَ الاكتمالْ **** لقد سدل السواد وشاحه ، وتغيرت كثيراً من النفوس ، وتجرعت الروح النقية سموم الفتنة _والحقد المشين...وبدلت الطبيعة جلدها _تلك الطبيعة البشرية التي تحد من قوام العقل ، وتهد من طاقات العاطفة التي تميز الإنسان عن بقية الكائنات ، والمخلوقات الحية..فانجبلت الذات بطين الأنانية والغرور ، وغادر العقل -والضمير ساحة الميدان تاركاً القلب يتيماً ؛ يعاني أمر ، وأشقى مراحل الحب ..والحرمان -مطاردا من قبل قراصنة الفكر وصعالكة الأدب الذين احتلوا مدينة الحضارة الإنسانية ، وبدلوا طقوس الفرح إلى سواد يوحي بأطياف رعب ، وأفـلام مقززة تنفر منها نفوسنا التي تفقد مع ألحان المجون ، وسيمفونية الفساد -عفة نفسها في وجود أخرق -لا مكان للطيب ، والسماحة ، والسكينة فيها_إذ هناك فقط طقوس لزمن الصعالكة الذين تربعوا على عرش الوجود ، ونشروا الفساد ، والفسق في كلّ مكان ؛ فهلك المجتمع الإنساني وعجز عن أن يتغلب على تلك النواميس -التي حلّت بدلاً عن نواميس عادلة سامية ، من أخلاق وقيم ، وأعراف شرعية .. عادات من صلب الدين لا كما هو منتشر من صلب التنسيب المحدث منذ غابر الأزمان _لم تنص عليها أية قيمة أو نظرية علمية أو رسالة إنسانية أو إلهية.. ترى هل استبدلت الطبيعة نظامها وحلّ عوضاً عنها نظام جديد -يخفي خلف وجهه مزيد من سنن ، وقوانين تردع ، وتقتل الضمير الإنساني- فتبدو الأرض ملك الصعالكة ـ والقراصنة بعد أن كانت ساكنة بأمان...؟!! (زمن الصعالكة) فرعون ، وهامانْ إعصارٌ ، وبركانْ صعالكة في كلِّ مكان ابليسٌ ، وحشدُ جانْ مصاصي دماء.. إستوطنوا هذا الزمان تحوّلَ الأنسانُ منا إلى حيوانٍ والحيوانُ منا تحوّلَ إلى جانْ وسادض الفساد.. والفسقُ أمسى سيدُ عرشِ الزمانْ غادرَ الألقُ مضاجعَ القلوبْ ونامَ السلامْ.. وهاجرَ الطيبُ نفحةَ الوجدانْ وماتَ الضميرُ.. وانتحرَ المرجانْ ولم يعد هناكَ أمانْ وفي بحرِ التاريخش هنـــــــاكْ مجازرٌ ترتكبُها ذئابٌ مفترسةٌ ولا دمعةً .. ولا صحوةَ من إنسان.. كلُّ شيءٍ جميلٍ إستشهدَ في ساحةِ الميدانْ ورحلتْ الكلمةُ الطيبةُ عن ساحةِ الوجودِ وسادتْ الاوهامْ والظلمُ كشّرَ عن أنيابهِ انتشرَ.. في هذا الكونْ وكثرتْ العفاريتُ وبسطض نفوذهُ قانونُ جانْ.. صعالكة ، ومرتزقة يشوهونَ حضارةَ الانسانْ يمزقونَ أشلاءَ الحقِّ عبرض صيرورةَ شيطانْ وعينُ الربِّ تراقبُ صراعُ الحضاراتش وعرسَ البشرِ فاينَ نحنُ الآنْ..؟! ماذا نحملُ معنا الى دارِ الخلودْ..؟!، ونحنُ غارقينْ في بحرٍ تُنتهكُ حرمتُها ولا صحوةْ من بشرٍ فقد ماتَ الإنسانْ *****
|
|
بوابة الشعر من الشمالالحلقة العشرون / الجزء الأولكل عام وجميع شعوب العالم بخير هشيار عبدي العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-) |
|
في البداية أقدم أحر التهاني بمناسبة إطلالة عام 2008,وشروق
شمس عام 1429 هجرية,راجيا" من الباري عز وجل أن يكون عام خير,ومحبة وسعادة
لكل البشرية جمعاء.
تمرسحابة ومضاء_تخلف خلفها ذكريات جميلة ,وأخرى تعيسة,فكل
السحب تسري عبر الفضاء,معلنةعماتخلفها النفوس,من رواسب أخلاقية واجتماعية
تنعكس سلبا"على الإنسان .فرحلة الإنسان طويلة إذا ما قورنت بالقيم التي
يحاول البعض منا سحقها من الوجود..
أما باقي المزايا,والعادات التي يتحلى بها البعض ,والتي
تتحكم بنا ما تزال تغرس سمومها في ذواتنا ,لتعلن عن حدنا من التطور
والرقي_لبناء الحضارة الإنسانية ,في عالم مزخم بالفوضى من أفكار ,ومشاعر
..عبر مسيرة الأدب.
إننا كمجتمعات نامية نحفر في صخرة الحياة ما نراه يناسب
سيكولوجيتنا ,ونغرق في تفاهات الأمور متجاهلين حجم المسؤولية الملقاة على
نفوسنا ,المنجرفة وراء هواجس مريضة _تعلن عن تخلفنا كمجتمعات ,وأفراد تجوب
شوارع الملذات ,ونبحر بخيالاتنا إلى عميق تلك الهواجس ,فنضيع في عتبة
الفوضى التي تأكلنا من الداخل ,أما الرتابة القاسية تجعلنا عاجزين عن خوض
غمار الحياة التي تشل حركة الإبداع في جوانح صدورنا التي هشت من جراء
الروتين الممل ,والحصار الاقتصادي ,والضغظ الاجتماعي ,وبراثن حمم من نفوس
فردانية تحاول جاهدة سد الأبواب أمام حركة الأبداع الأدبي ,والأخلاقي وحتى
الاجتماعي ,وكذلك هي مرحلة الأدب,آلة من آليات الإبداع تنمو بخطى
سريعة,تحاول الحد من تطورها,وزرع عراقيل أمام الرقي.
نوازع ضمير تحاول أن تفتك بالأبداعين _معلنة عن حرب لا هواة
فيها,تنمو بسرعة عبر آلية الزمن..فهي لن تكتفي أن تنعزل عن
الوسط الاجتماعي والانطواء في زوايا ميتة ,بل أن تشوه صورة
الإبداع,عبر ضيق أفق من جهة ,وعبر سيمفونية سوداوية من العقد التي
تحملها والتي تمكث في لا شعورها اللذع.
كم هائل من من أولئك البشر المنزوين في زوايا ميتة,والتي لا
تستجيب مواكبة عصر الإبداع والانفتاح الأدبي, يلجأون إلى سحق الهوية
الإنسانية من الوجود بآليات يرونها هم فقط يمتلكونها ,ولهم الحق فقط بتقيم
الأدبيات التي ينشرها البعض من ,رغم إنهم ما يزالون طلابا"في مسيرة النقد
والنقد البناء...
المشكلة الحقيقية في مجتمعاتنا المتخلفة هو إننا أرباب
..نملك حق الذم والقدح والنقد ,ولا يمت الآخرون بها..ونطلق العنان بوجه
الآخرين,ونخلق العراقيل في وجه التطور الديني ,والأخلاقي وحتى الثقافي
والأدبي.
شعارنا في هذا النهج..((خالف تعرف))...
نعلن عن أننا الوحيدون في ساحة النقد,فنطلق الأحكام المجحفة
والظالمة والقاسية على السواء,على براعم المستقبل ونوابغ الأدب ,وذلك لغاية
في نفس يعقوب ,القصد منها هو بسط النفوس,وشد إنتباه الناس ,والتقرب مت
خلالها إلى قلوب العذارى ,بغية الاحتيال عليهن ,وشد انتباهن وتشويه صورة
,وهوية الأدباء بأي شكل من الأشكال,ودونما رحمة..
غايتنا في ذلك هو فتح باب عن ذات مهزوزة لا ينجرف إليها إلا
من يمتلك الضعف والقصور ,في التوغل بأبسط أدوات النقد
صحيح أن الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية تحاول الحد من
حركة الإبداع ,إلا أن تتحول إلى ألة من آليات التخلف ,والانحطاط ففي غرابة
ما بعدها غرابة.
أحيانا كثيرة في حركة بناء الصروح الإبداعية يحاول الكاتب
منا سد الهوة في بناء ما .وذلك عن طريق وضع حجرة مميزة تشد إنتباه الملتقي
إذ تكون مغايرة لصروح البناء وقد تلفت الانتباه,فيحكم عليه الملتقي نتيجة
لضيق أفق..عن ظاهرة الحجرة التي تميزت عن باقي أحجار الصرع,إلا أنه لا يعرف
بل يجهل أنه طعم يبتغي من خلاله الأديب _نزع الغطاء عن ذلك القناع بغية كشف
هوية الذات ..الأمر الذي يعجز من معرفته الملتقي فيثور كثور هائج ,ويكشف
القناع عنه..إذ أن معظم الناقدين أو الملتقين مع احترامي الشديد للقرأ..يضع
أقنعة مستعارة على وجهه.
للأسف كثيرون منا من يضع أقنعة مشابهة..ويتستر عن حقيقة
نفسه,إنه الخوف!!
الخوف: الخوف الذي يجعل كثير منا يلجأ إلى وسائل أخرى بغية
أن يخفي وجهه الحقيقي,وطبعه الحقيقي..الخوف من أن يشعر الآخر بدونية أطباعه,فيلبس
ثوب النفاق,ويغور في مملكة الازدواجية
((إزدواجية المعايير_إزدواجية في الحوار_إزدواجية في الحياة
برمتها((
يخاف أن تشوه سريرته,وصفحته البيضاء أمام المجتمع,ولا يخاف
ربه الذي يراقبه في كل صغيرة,وكبيرة في حياته..
لماذا لا نكون صادقين مع أنفسنا ومع خالقنا ومع الآخر..؟!
أتراه القصور العقلي هو السبب أم العقد التي حملناها من
نعومة أظفارنا..؟!
أمراض كثيرة نخفيها خلف هذا القناع ,توحي بقدراتنا على
التلوث,وبنجاسة نوايانا التي تتلطخ بسموم النفس الأمارة بالسوء
النفس:لقد قال الله ورسوله,والعلماء فيها ما قالوا ولكن
للأسف ما يزال هناك البعض منا لا يريد أن يتعلم من تلك الآيات
والأحاديث,والأقوال المأثورة _بل ينقون منها ما يناسب شواذهم المريض,وذاتهم
المهزوزة.
كم هي كثيرة في الوجود تلك الشخصية المهزوزة ..والتي لا
يبالي الآخرون بها,بل العجيب في الأمر إنهم يتقربون إليها بشغف!!
لقد تغير كل شيء((أطباع الإنسان _مفاهيم الناس_عادات
وأعراف)).
حتى تلك النفوس لم تعد ماء القيم ,والمثل والحلال ترضيها..
إنه الانحلال الأخلاقي والأدبي
كثيرون من يحاولون وضع أحجار تبعثر خطا الآخرين ..لماذا!!؟
لا أحد يعرف الإجابة على هذا السؤال إلا انه الحسد هو الرد
النافع ,والسليم لذلك السؤال
الحسد مازال القلب حائرا" لان يخوض بحور ذوات تائهة,في عوالم
المادة التي أمست سيدة الوجود..وياأسفاه على تلك الذات التي تنساق وراء
نوازع فردية همها الوحيد,إسقاط كتل من حمم فردية على عاتق نخبة من
الأدباء,فلم تكتفي أن تطلق العنان لنوازع مريضة كامنة في لاشعور لاذع,إلاأنها
تبادر بشكل أو بآخر ,الكشف عن هويتها المشوهة,والملطخة بسموم العار |