الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Thu - 2 / May / 2024 - 14:34 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
الحلقة الحادية عشرة - من هو المثقّف؟.. وما هي الثقافة؟

1- وجهة نظر!

إخوتي.. أخواتي.. أبنائي .. بناتي.. الأعزاء!

آمل أن تتّسع صدوركم لوجهات نظري في هذه الحلقة.

إنها قد تكون غريبة!

بل قد تكون مرفوضة!

بل قد تكون ممجوجة!

لكن..آمل أن تسمعوها أولاً.

وتفكّروا فيها بهدوء ثانيًا.

ولكم بعد ذلك أن تقبلوها..

وأن تُغنوها بما عندكم من إضافات.

أو إذا شئتم أن ترموها في البحر.

أو تذروها مع الرياح.

فلا مانع أيضًا..

فأمّا الزَّبَد فيذهبُ جُفاءً.

وأمّا ما ينفع الناس فيَمكُثُ في الأرض.

2- متعلّمون أم مثقّفون؟!

وبداية أرى من المفيد تدقيق النظر في مصطلحين معرفيين شائعين هما: (المتعلّم) و(المثقّف). وكي أكون أكثر دقة ووضوحًا دعوني أقل: هما (حامل الشهادة العلمية) و(المثقّف).

بلى، أحسب أن حامل الشهادات العلمية- بدءًا بالثانوية وانتهاء بالعالمية (الدكتوراه)- ليس إلا متعلّمًا، ولا أجد كبير فرق بينه وبين أيّ بنّاء أو خبّاز أو خيّاط أو نجّار أو غير هؤلاء من أصحاب الصناعات، إن كل واحد من هؤلاء جدّ واجتهد لامتلاك معلومات وخبرات في مجال مهنته، ثم وظّف تلك المعلومات والخبرات في المجال المطلوب، وبالكيفية المطلوبة، فكان ناجحًا بهذا القدر أو ذاك.

وكذلك الأمر بالنسبة لنا نحن حملةَ الشهادات العلمية؛ وأبدأ بنفسي، فقد درست وكافحت لمعرفة اللغة العربية وقواعدها نحوًا وصرفًا، ولامتلاك ناصية الأدب فهمًا وتذوّقًا ونقدًا، وها أنا ذا أوظّف تلك المعلومات والخبرات، منذ سنين طويلة، في تدريس الطلبة، وهم – فيما أعلم – يشهدون لي بالنجاح في هذا المضمار. ومع ذلك، وفي هذه الحدود وضمن هذه الدائرة، لا أرى أني أستحق لقب (المثقّف)، بل أستحقّ بجدارة لقب (المتعلّم) الذي وصل إلى درجة (المعلّم)، لكن بالمفهوم المهني لمصطلح (المعلّم)، وليس بالمفهوم المعرفي الرحيب.

3-  ماذا تعني الثقافة؟!

للثقافة في عصرنا هذا دلالتان رئيستان:

·  الأولى: دلالة حضارية، تشمل كل البنى الفوقية والصيغ والأشكال المعنوية (الروحية) الخاصة بحضارة مجتمع من المجتمعات أو أمة من الأمم؛ مثل الميثولوجيا، والأديان، واللغات، والعلوم، والآداب، والفنون، والعادات، والتقاليد.

·  والثانية: دلالة معرفية، وهي تعني امتلاك معرفة واسعة وعميقة في حقل من حقول المعرفة المعاصرة، إلى جانب امتلاك كثير من المعلومات في المجالات العلمية والأدبية والدينية والتاريخية والجغرافية والفنية.

وبطبيعة الحال لا تعني الثقافة مجرد امتلاك المعلومات، فهذه مزية يمكن أن يشاركها فيها الحصول على (الشهادة العلمية) أيضًا، إن الثقافة تعني القدرة على المتابعة، والرصد، والتصنيف، والربط، والمقارنة، والموازنة، والاستقراء، والاستنباط، والتقويم، وكل هذا يهيّئ المرء لأن يمتلك القدرة على (التوقّع) وعلى (التنبّؤ)، والانتقال بالمجتمع من حالة حضارية معيّنة إلى حالة حضارية أرقى، وهذا- في تقديري- هو أروع إنجازات الثقافة.

4- كيف نصبح بالثقافة؟!

ومن هنا فالثقافة – حسبما أرى -دائرة معرفية أرحب.

إنها دائرة معرفية أرقى من دائرة (الشهادة العلمية). 

بالشهادة العلمية نحوز المناصب، ونبدو عظماء في أعين الناس.

لكنا بالثقافة نرتقي فوق ضعفنا، ونصبح أكثر قوة.

بالشهادة العلمية نصبح أكثر وجاهة، وأكثر بريقًا.

لكنا بالثقافة نصبح أكثر إنسانية، وربما أكثر تراجيدية أيضًا.

بالشهادة العلمية يعرفنا الآخرون، وقد يُشار إلينا بالبَنان.

لكننا بالثقافة نمتلك القدرة على فهم الآخرين فهمًا صائبًا.

بالشهادة العلمية قد ننجو من قبضة الفقر، وقد نملأ جيوبنا بالمال.

لكنا بالثقافة نملأ قلوبنا حبًا، ونفوسنا نقاء، وأفكارنا طهرًا.

بالشهادة العلمية نتعلّم التعايش مع الآخرين.

لكنا بالثقافة نمارس الانسجام مع أنفسنا، والتوحّد مع الآخرين. 

5- ما هي سمات المثقّف؟!

المثقّف الحقيقي أكبر من أن يحصر اهتماماته العلمية في مجال معرفي معيّن، إنه هاوي قراءة من الدرجة الأولى، لا تنتهي رحلته مع الكتب بانتهاء حصوله على الشهادة العلمية، ولا بحصوله على وظيفة أو فوزه بمنصب، إن القراءة بالنسبة إلى المثقف مشروع متجدد مع كل صباح، حدوده الكون بأسره، وعمره الحياة كلها، وأهدافه هي:

o  اكتشاف الذات أولاً.

o  اكتشاف الآخرين ثانيًا.

o   التوحّد بالعالم ثالثًا.

إن المثقّف أكبر من أن يكون جامعًا للمعلومات.

إنه هاوي تأمّل من الطراز الأول.

يرى في حبّة رمل من العجائب ما يراها في المجرّات.

وينشغل بتاريخ نملة كما ينشغل بتاريخ إمبراطور شرقي.

ويكتشف الجمال فيما يُعدّ قبحًا، والقبحَ فيما يُعدّ جمالاً.

والمثقف الحقيقي لا يكتفي بأن يقول: ما هذا؟!

بل يسعى بإخلاص إلى أن يعرف: لمَ هذا؟! وكيف هذا؟!

إن المثقّف أذكى من أن يقيم حاجزًا بين ما يعلم وما يفعل.

إن ما يؤمن به المثقف حقيقة هو ما يمارسه فعلاً.

إن كل معلومة جديدة تعني بالنسبة للمثقف ممارسة جديدة.

وإن كل معرفة جديدة تعني بالنسبة للمثقف أداءً أفضل، وخُلقًا أنبل، وسلوكًا أرقى، وأهدافًا أسمى، ومنجزاتٍ أكثر نفعًا لنفسه ولشعبه وللبشرية.

وبقدر ما يكون المرء أكثر ثقافةً يكون أرحب أفقًا، وأوسع رؤيةً، وأنصع إنسانيةً، وأنفذ بصيرةً، وأعمق تحليلاً، وأحسن تأويلاً، وأقوم حكمًا.

ولعلي انسقت مع العموميات!..

بل لعلّي شطحت بعض الشيء!..

حسنًا.. سأكون أكثر تحديدًا.

وسنقف معًا عند فضائل الثقافة.

لكن.. سندع ذلك إلى الحلقة القادمة.

في 1-10-2004     الدكتور أجمد الخليل


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar