الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Thu - 2 / May / 2024 - 7:32 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
الحلقة الرابعة عشرة - نحو المدارات العظمى!

1 – كتـابات!

منذ قرون قال شاعر قديم:

" وللناس فيما يعشقون مذاهبُ ".

ولعل الكتابة من تجلّيات العشق.

فللناس فيما يكتبون مذاهبُ.

وأحسب – فيما بيني وبين نفسي – أن:

أنقى الكتابات هي ما تكتبها البراءة.

وأنبل الكتابات هي ما يكتبها الألم.

وأصدق الكتابات هي ما يكتبها الحب.

وأجمل الكتابات هي ما تكتبها الحرية.

وأعتى الكتابات هي ما يكتبها الغضب.

وأسمى الكتابات هي ما يكتبها الشموخ.

وأتعس الكتابات هي ما يكتبها الخوف.

وأقبح الكتابات هي ما يكتبها الحقد.

وأردأ الكتابات هي ما تكتبها العبودية.

وأنذل الكتابات هي ما يكتبها اللؤم.

2- الجمرة المقدّسة!

الكتابة جمرة.. والكتابة روضة.

الكتابة جمرة متوهّجة ملتهبة متضرّمة.

       جمرة تتفجّر براكينَ.. وينابيع.

      جمرة تنبثق فيها رياضٌ.. ورياض.

      غديرٌ.. وخرير.

      عَبَق.. وأزهار.

      فراشات.. وأطيار.

الكتابة جمرة قدسية..

هي نار نبي الله إبراهيم الخليل التي أُوقدت في (أُور).

كانت - وستظل- برداً وسلاماً على المقهورين.

وستظل ملاذاً لمنكسري القلوب.. وللمتعَبين.

3 –  شجرة الخلد.

قد يقال في استغراب:

" جمرة.. في قلبها روضة " ؟!!

بل قد يُهمَس بإشفاق:

" وا أسفاه!.. أضاع صاحبنا السبيل "؟!

الحقَّ أقول:

" كي نهتدي إلى أنفسنا.. فلنتحرّر أحياناً من عقولنا ".

قالها (عمر الخيّام) قبلي بألف عام.

فقهقه منه الجالسون على ضفاف المعرفة.

وسخط عليه المرتزقون بالإيمان.

وهزئ به الذين نصبوا أنفسهم حُجاباً على باب (الله).

أما الذين باركوه فهم عشّاق الكتابة.. الجمرة.

المهتدون إلى [شجرة الخُلْد ومُلكٍ لا يَبْلى].

الماضون صُعُداً في آفاق (العِرفان).

     الداخلون بفرح في ملكوت (الإنسان).

الحقَّ أقول:

" من لا يفرح بالإنسان.. لن يدخل مملكة العرفان ".

4 – دقيقة صمت!

هبّ الجميع وقوفاً!

الرؤوس مطأْطأة.

الملامح خاشعة.

الأجفان مسبَلة.

المكان يغتسل بالسكينة.

الوقار يفيض على القامات المنتصبة.

الكون توقّف..

إنّا في حضرة التاريخ واقفون.

علمتُ أنها (دقيقة صمت)!

الناس يقفون (دقيقة صمت) احتراماً لراحل عظيم.

كم هو مثير هذا النمط من (الصوم)!!

ذات مرة وجدتُني أخاطب نفسي:

" يا صاحبي.. ألا تقف على نفسك دقيقة صمت" ؟!

صحيح أنت لست من (العظماء).

لكن.. ألم تفارق جغرافيا كينونتك!

ألم ترحل عن حقيقتك منذ دهر طويل؟!

أقول لك:

تعال نخرجْ من مملكة (العقل) حيناً.

دعنا نُبحرْ في مملكة (اللامعقول).

5- يا ويلاه!!!

صعباً كان القرار..

وصعباً كان الفرار..

بعناد حاولت الوقوف..

المحاولات تُهزَم.. تُهزَم.

لم نعتد تجربة مخيفة كهذه.

      مخيفٌ أن يقف المرء على نفسه (دقيقة صمت).

     شاقّ هو الخروج من عالم الخرائب.

مهيبٌ هو الصعود نحو الإشراقات.

اعتدنا أن نهذي..

أن نتحدّث عن أنفسنا بشغف.

أن نمجّد أنفسنا بكبرياء.

أن نراهن على أنفسنا بثقة.

أن ننسلّ من أنفسنا بصفاقة.

أن نتخلّى عن أنفسنا بنذالة.

أن نسوق أنفسنا إلى أسواق النخاسة.

اعتدنا هذا وأكثر.

نمارسه كما نشرب الماء ونتنفّس الهواء

لكنا نخشى الوقوف على أنفسنا (دقيقة صمت)؟!

الحقَّ أقول:

" ما لم نبرح مملكة الخوف.. لن نبرح فلك العبودية ".

6- الدوائر!

قلت لنفسي:

حسناً يا صاحبي!.

حاولتَ.. وهذا رائع!

فشلتَ.. وهذا رائع! رائع!

الفشل انتصار إذا وقفنا عليه (دقيقة صمت) نقية.

وها أنت ذا حائر.. زائغ البصر.

تبحث عن ذريعة تبرّر بها (الفشل).

تلك هي العادة!.

أمضيتَ زمناً طويلاً في دائرة [ وتَحْسَبُهمْ أيقاظاً وهمْ رُقُود ]!.

فأصبحت في دائرة [ يا ويلًنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدنا هذا ]؟!.

وخرجت منها بعد جهد جهيد.

لكنك دخلت عميقاً في دائرة [كأنّهم خُشُبٌ مُسَنَّدة]!

ومنها عرجت بسرعة إلى دائرة [ كَمَثَلِ الحمار يَحمِلُ أسفاراً]!   

وانتقلت بعد دهر طويل إلى دائرة [ يَحْسَبُه الظمآنُ ماءً ]!

 ثم انجذبت بعناد إلى دائرة [ وهمْ يَحسَبون أنّهمْ يُحسِنون صُنْعاً]!

وأمضيت سنين متصعلكاً في دائرة [ قلْ هاتوا بُرهانَكمْ ]!

أخيراً.. حططت الرَّحال في دائرة [ شغَلَتْنا أموالُنا وأهلِينا]!

وهناك ضربت أطنابك..

وقلت: ( ليس في الإمكان أحسن مما كان ).

7 -  المدارات السبعة !

قلت لنفسي:

" ما هكذا تُورَد– يا سَعدُ – الإبل "!

أنتَ ما زلت هائماً في دائرة[بل رانَ على قلوبِهِمْ]!  

تلك هي الحقيقة.. ولن أجاملك.

ومن هناك انجررتَ إلى دائرة [ فأَوْجَسَ منهمْ خِيفةً ]!   

الحقَّ أقول لك:

دعك من هذه الدوائر..

توجّه بقوة إلى الدائرة الأكثر خطورة.

الدائرة الأكثر خطورة هي الأعظم إشراقاً.

انطلق بقوة إلى دائرة [ ونُفِخ في الصُّور]!

ومنها بسرعة إلى دائرة [ إذا زُلزِلتِ الأرضُ زِلْزالَها]!

من هناك تابع..صعوداً.. صعوداً.

انطلق إلى الدائرة الأكثر عذاباً وعذوبة.

إلى دائرة [ فاصدَعْ بما تُؤْمَرُ]!

حينئذ.. أنت في الدائرة الأنبل والأسمى.

ومن هناك تجد الطريق إلى المدارات العظمى..

الأول مدار [ واللهُ أحقُّ أنْ تَخشاه]!

والثاني مدار [ إنّي أرى ما لا تَرَون ]!

والثالث مدار [ بلْ عَجِبْتَ ويَسْخَرون]!

والرابع مدار [ لعلّي آتيكمْ منها بِقَبَسٍ ]!

والخامس مدار [ فسالتْ أوْديةٌ بَقَدَرِها]!

والسادس مدار[ ما أنا بباسطٍ يدي إليك لأقتلكَ]!

والسابع مدار[ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عندَ مَليكٍ مُقتَدِر ]!

8 – إشراقات !

خرجتُ من مملكة الخوف.

وقفت على نفسي (دقيقة صمت).

البرازخ الظلامية.. اجتزتُها.

المتاهات المزروعة شوكاً.. قطعتُها.

حلّقتُ فوق السحب الراعفة ظُلمة ودماً.

عشت الإشراقات العظمى.

اللوحات الأكثر روعة غابت في سماجات القبح.

اللوحات الأكثر قبحاً فاضت جمالاً وجلالاً.

اكتشفتُ حافّات الكون الأخرى.

اكتشفت كم كنا أنقياء.. وعظماء!

وكم أصبحنا مشوَّهين.. وتعساء!

كم غدونا مسلوبين.. وممسوخين!!

مشاريع الاستنساخ الخفية لم تتوقّف.

النعجة (دُوللي) جاءت متأخرة عنا بقرون.

نحن كائنات بلا ملامح.

نحن أبطال.. نصنع الهزائم الكبرى.

نمارس بعشق غريب إلغاء هوياتنا.

ننسلخ بعناد عجيب من إنسانيتنا.

نرتمي بقوة خارج (أزمنة البراءة).

نعيش خارج أنفسنا!.. يا ويلاه!!

تذكّرت..

قال نبيل روماني لإسكافي مغرور:

" الإسكافي لا يرتفع فوق الحذاء "!

والحقَّ أقول:

" سننجز عالماً أجمل وأنبل.

لذا.. دعونا نرتفع عن منحدرات السقوط ".

(وإلى اللقاء في الحلقة الخامسة عشرة).

في23-11-2004م    الدكتور  أحمد الخليل


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar