مذكرات خطوبة مثالية

زكريا علي

 

سيرة ذاتيَة

ولدت في اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك

التي صادف   4 – 1 – 1974

في قرية آلكانا التابعة لمنطقة عفرين

قضيت طفولتي الأولى في القرية حتى الصف الرابع

ثم أكملت في مدرسة الريفية بعفرين والإعدادية الشرعية والثانوية الصناعية

ظهرت على المسرح منذ الصف العاشر وذلك في فرقة روهلات

وأول دورٍ لي كان بطل مسرحية : جوتكارى جير

من تأليف الأستاذ المهندس وليد زينو

بعدها  تتالى ظهوري على المسرح بأدوار مختلفة

ثم عملت مدرساً بصفة وكيل لمدة ثلاث سنوات

في عام ألفين أسسَت فرقة آذاديا عفرين للرقص

بمساعدة مدرب فرقة آذادي بدمشق بافي مزكين 

بعدها عزلت عن إدارتها وتغيَر أسم الفرقة عدَة مرَات

فتفرَغت للكتابة الشعر باللغة الكوردية والعربية

وألقيت قصائدي على المسرح في أغلب المناسبات

ظهرت أول مرة على الفضائيات في إذاعة كوردستان

ألقيت فيها خمسة قصائد شعرية في 16 -3 – 2004

 نشَر كتابي – ياروولات – على الانترنيت في 4 - 1- 2008

و كتابي – مذكَرات خطوبة مثالية – في 23- 3 - 2008

 

 

 

الإهداء :

 

1- إلى زوجتي الحبيبة التي دفعتني إلى الكتابة

والَتي فجَرت في ذاتي ينبوع الحب والشعر والأدب والموسيقى

وهذا الكتاب لخير دليلٍ يوضَح علاقتي معها منذ أول يومٍ تعرَفت عليها .

2- إلى أبنتي :اناهيتا. وأبني : علي جان . وابناي التوأم : جين دارا  و  برايتي .

كي يعرفوا أنَهم تولَدوا من الحبٍَ متفاني  ...لا من غريزةٍ  هوجاء .

3- إلى روح والدي الذي دفع بكل أملاكه ليدرَس أبناءه شباباً وبنات

والذي كان دائماً يقول :

- العلم هو السلاح الوحيد الذي لا ينتزع من الإنسان بالقوَة .

4- إلى أمي الحنونة ... و.. العطوفة ..و.. الودودة... و .. الصبورة  .

المربَيَة التي تضرب بها المثل من تعرَفت عليها .

5- إلى أخي وصديقي ورفيق دربي منذ الصغر يحيى

 

                                                       الكاتب : زكريا علي    

 

 

                                                       

 

 

المقدمة

 

إنَ نشر مثل هذه النماذج من الكتب  قد يكون معيباً لدى فئة  كبيرة في مجتمعنا ، وعلى أثر ذلك قد يتلقَى الكاتب ردود أفعالٍ سلبيَةٍ كثيرةٍ وغالباً مجرحة ومن أقرب الناس إليه  . علماً إنَ هذه النماذج من الكتب قد نشِرت في الأوربا  منذ قرونٍ عديدة  ، وكان لأدبائهم الدور الأكبر في النهضة الأوربيَة ، وروَاد الشعر الرمزي خير مثال على ذلك . و إنَ نشري لهذا الكتاب ليست بالضرورة تعبير عن رأيي في اختيار شريكة الحياة بهذا الأسلوب الكلاسيكي   ولكن دليلٌ على أنَ العلَة  و الداء والدواء في نفس المرء لا في أسلوب اختياره ، فالخطوبة بحد ذاتها فترة علاقةٍ قد تنقطع بفسخ الخطوبة في حال عدم حصول انسجام والتفاهم والمحبَة بين الخطيبين ، ويكون ذلك الفسخ لصالح الطرفين ، وقد تستمر الخطوبة بشكلٍ صحيح ، فيكون الصراحة والصدق والتسامح أبواب محبَةٍ ووئام والطمأنينة لأسرةٍ زوجيَةٍ ناجحةٍ .

ولذلك فالعلاقة العاطفيَة  هي بمثابة خطوبة ولكن غير معلنة  وبما أنَ المرء بذاته يحدَد طبيعة علاقته فهو يتحمَل جزأاً من المسؤوليَة عن الفشل أو النجاح لأنه إذا كان  الحياة مدرسةً للإنسان ، فالآباء والأمَهات مدرَسون ومدرَسات  

والأدباء والقادة موجَهون وأمناء ، واللَه وحده هو المدير والقادر والقدير .

 

                                                           الكاتب : زكريا علي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

} الجزء الصفر {

اللقاء الأوَل

يوم الجمعة  18- 2 -2000

 

 فتاة خيالي وحلمي

الحياة لحظاتٌ

قد أحييها معها

وأنسى فيها عمري

التي أدفنته في ظلمات الليالي

باحثاً عن توأمك الواقعي الحقيقي

وسط سهامٍٍ جارحة ومجتمعٍ يائسٍ

من كل شيء ... حتى من الحب

لكَنني متفائلٌ معها إلى

أبعد نجمةٍ في سماء الروح

وأقرب قطرةٍ في عروق القلب

متفائلٌ وبسعادةٍ أغمرتني

منذ أوّل لمحةٍ رأيت فيها عيناها

فأحسست بنسمةٍ تنعشني

وبتوتّرٍ يداعب شبابيتي

أتكون هذه توأمك   ؟ !

ربَما ..... ولكن .. ليت  

فقد بدأت طاقتي

 تنفذ من البحث

والأمل

و...

روحي تقول  : هي

إذاً سأطلب يدها منذ هذه اللحظة

.....    ......

فعلت .......

.والباقي على اللَه و على ...

 

 

اللقاء الأوَل

 

يوم الجمعة  18-2-2000

الحمد للّه رب العالمين

الذي وهبني حباً

 وقلباً عظيماً

وسأشكر ربّي

في كلّ عبادةٍ

خالصةٍ لوجهه

فمنذ هذا الصباح

وأنا أفكر باتخاذ قرارٍ

سيحدد مصير حياتي

إََنه أصعب قرار يواجهني

أن أختار شريك حياتي

دون معرفةٍ مسبقة به

لكنني وثقت بمشاعري تجاهه

وبدافعٍ يجذبني نحوه

فاعتمدت على الله واتخذت بالموافقة

فهو دائماً يهبني الخير

فأتمنى من كل قلبي

أن تكون رحمته في هذه المرة لي

 قد وصل إلى أعلى درجاته

أتمنى أن ألقاه على خير ما أريد

وعلى الله فليتوكل المتوكلون

 

 

 

 

 

 

 

 

اللقاء الثَاني

 

يوم الجمعة  25- 2 -2000

لو مرَ خيالها

على قبري بعد مماتي

لحيَى عظامي

 من القبري وحيَاها  .

هل كانت طلَتها طلوع فجرٍ ؟

أم ظهور روحٍ في جسدي ؟

قد نهضت دون القصد

لكنَ عيناها كانت إحدى الأسباب

فشعرت كأنَني أصافح

 نجماً في الأعالي

وبسمتها  أصبح بلسماً

 لكلِ لآلامي وأوجاعي

قالوا : ليس كل ما يتمنَاه المرء يناله .

ولكنَ ما أن قرَرت السير في دربي

فقد نلت ما أتمنَاه

وهي توأمة فتاة أحلامي

فلا حزنٌ بعد اليوم في حياتي

ضعي يديك في يديَ وعصريه

حتى أدرك أنَني

 أعيش إحدى أحلامي

ولا تتركيه  فعسى

 أن أموت شوقاً ليديك

وما زلت أعيش

 إلا فجر أحلامي

ولا تسأليني عن

أشياءٍ ثانويَة

فقط اسألي روحك هل أحبَني ؟

إذاً ستصبحين قرويَة

يا زهرتي الجوريَة 

 

اللقاء الثَاني

يوم الجمعة 25 -2 -2000

 

لم أكن واثقةً تماماً

 من قراري بالموافقة

ولكنَني وبكل الصدق

عندما دخلت إلى الغرفة

ونهض مستعجلاً

وبعفويَةٍ مطلقة تصافحنا

لم أدري ماذا حدث لي

ولم أعرف لما رضيت بسرعة

حتى عندما تحدَثنا

عن السكن في القرية

أحسست بدخولي إلى الغرفة

حيث هو وحده  فيها

وتركت كل شيءٍ لا أدري

حيث الحياة القرويّة القديمة

لكنّ شمعةً قد أضاءت

في قلبي وجوارحي

وأنارت فؤادي وبآصرتي

لعلها شعلة ميلاد الشباب

التي سأناضل من أجلها

حتى لا تنطفئ أبداً

وتنير دروب حياتنا معاً

فساعدني على ذلك

 

 

 

 

 

شراء أغراض الخطوبة

يوم الجمعة 10- 3- 2000

 

لو كان الحب يقدَر بالمال

لأعطيتها  كل أملاكي

ولو كان شيئاً ملموساً

لبحثت عنه في كل مكان

خلف السماء  وأعماق البحار

لأجلب منها أروع   ما تريد

وأهديه  لها مع روحي

لكنَه أعظم ما في الوجود

إنه اقتباسٌ خفَي لروح الله

وقد ألهمتني  وحياً روحيَاً

حين لبست تاج العرائس

ومتن يديها تزيُنه

وازدادت جمالاً حين أخفت

جمالها عنَي خلف الستار

حتى جعلتني ألاحقها

عشقاً بكبريائي  

وكانت تلك القمة في المطعم

 وعينيها أمامي تشعَان

حبًاً وبراعم وردية

ألذُ ما تذوقته في حياتي

فهل الشعور متبادل ؟

أم أنِِني أتوهَم  ؟

أيَاً كان الجواب

فأنا أعيش بشعور ٍيوِحدني  

ويجذبني شوقاً لعينيها

أعترف إنني أحبها

ولا مفرَ من ذلك

 

 

 

شراء أغراض الخطوبة

يوم الجمعة 10- 3 -2000

 

رغم أنني كنت دائماً

جريئةً في حديثي

ومع كل الشباب

إلا إنني ما عرفت

نفسي ضعيفةً وخجولة

إلا أمامه اليوم

حيث شعرت بأنَه

لو نظر إليَ

وأنا أرتدي الفستان

سيرى مشاعري كلها

عز باء عارية

وأنا ما ذلت أختار

أشياء وملابس الخطبة

وهو آخذٌ على نفسه

أن يلبَي كلَ رغباتي

لذلك أحسست بأنَه يحبُني

فقررت أن أوهبه

 نفسي وكل ما أملك

من عواطف و مشاعر

أّملاً أن يزيد الله

من حبُّه وحبَّه لي

 

 

 

 

 

 

زيارة في العيد

يوم السبت  18- 3- 2000

 

تقول أمّي : إنّك ولدت في هذا العيد

فكانت إحدى أسباب مجيئي إليها

لكنّ الزيارة كانت روتينيةً جداً

حتى إنّنا لم نعيّد بعضنا كما ينبغي

حيث كنت منفعلاً ومتوتّر

حين رفضوا أهلي أن أهديها

ساعةً في هذا  العيد أو أيّ شيء

لأننا لم نلبس الخواتم بعد

وحتى إن أهديتها فربّما  أهلها يرفضونها  لنفس السبب

هذا ما أخلّ  توازني وانفعالي

فمنذ صغري كنت أكره العادات والتقاليد

التي تقيّد  الجيل بعد الأّخر

 وكأنّنا أحجار شطرنج في الحياة

كلّ ما علينا هو تنفيذ ما قاموا به قبلنا

وكأنّ العالم حولهم يعيش في سكونٍ

كم أتمنّى أن تكون حبيبتي

 بعيدةً عن ذاك  السكون

وذات رأيٍ وشخصيّةٍ قويّة

ومواقف وقرارات ثابتة ومجردة

لأعيش معها بعواطفها وأفكارها

 لا بتقاليدهم وتوجيهاتهم  

فيومٌ بحرّية لا تقدر بدهرٍ من العبوديّة

فالحريّّة والحب هما الحياة  ذاتها  

لذلك أحبّها كثيراً وبعنف

 حتى أعيش بحرّيّةٍ أعمق

فهل هي  حرة  لتحبني  ؟

إن لم تكن كذلك فلا وألف لا

ما أنا بذاك الحبيب  !!  ولا هي بالتي أحببت !!

 

زيارة في العيد

يوم السبت 18 -3- 2000

 

هل سيأتي حبيبي ؟

بكل تأكيد فاليوم عيد  !

ولابد أنه  مثلي

ينتظر مناسبةً ليأتي

لكنّ أول يوم العيد قد زال

وهو لم يأتي إليّ ليبهجني

فإنّي أشعر بأنّ لا عيد دونه

بينما قلبي يتوقع قدومه في أيّة لحظة

فها هو يعيدني في اليوم التالي

لكنّه يبدو منفعلاً جداً

ليت أعرف ما يوتره

لأفعل ما بوسعي حتى أخفف عنه

كما أنه يتحدث بمنطقٍ عميق

ويريد مّني التحدث وإبداء الرأي

 ليفهم مدى ثقافتي ومعرفتي بالحياة

كما أنه بذلك يعرّفني بنفسه وآراءه

الحمد لله أنّ آراءنا كانت متوافقة

وهذا ما يقربنا أكثر

ويزيل مخاوفي من مستقبلنا

وبدأ يودعني بكل سرور

بعد أن تركني مطمئنّة

لأنّه طلب منّي موقفاً

كنت سأطلب منه ذلك

وهو أن لا نكذب أبداً

لذلك فأنا متفائلٌ معه جداً

وأتمنّى أن يكون الشعور متبادلاً

وأن يكون قد رأى منّي

ما يرضيه ويطمئن نفسه   

لنعيش معاً بسعادةٍ وهناء

عيد نيروز

يوم الثلاثاء 21- 3- 2000

 

هل كان لقاء مم و زين أجمل ؟

 أم وداعنا ؟

هل صدقت بأنني أحبها ؟

أم كان قلبها دليلها ؟

هل أخذت لمحةً عن حياتي ؟

أم كانت تسايرني ؟

ففي كل خطوةٍ معها

كنت أدفن حزناً متعفنا

من آلامي  الماضيٍ المرير      

كل بسمة من شفتيها  

كانت نبراساً لمستقبلٍ منير  

من كل بذرةٍ أطعمتني  

زرعت ربيعاً في قلبي

فأجمل ما سمعت اليوم منها

أنها لم تنسى لحظة لقاءنا

 في عرس إحدى أقربائها

وأنني من يومها زرعت

نجمةً في سماء روحها

وكنت نداً لأزهار أحلامها

فهل هذه صورة تذكاريِِة

أهداها لي في يوم الحب

أم أننا سنصبح مثالاً لمن يحب

أم هل الأيام تخبي لنا مثل مم و زين

مهما يكون القدر فلن أتراجع عنه

بل ربما هو الوحيد الممتع في هذا الحياة

فاحبك مادام هناك زمنٌ للمتعة

وان لم يكن !

فأنا في هذه اللحظة أحبك

ولأجلك أعشق الحب ذاته

 

عيد نيروز

يوم الثلاثاء 21  - 3- 2000

اليوم أحسست بشعوري القومي

وأدركت إنني أنتمي

إلى شعبٍ عظيم

كما زدت أكثر

 تمسكاً  بحبيبي المناضل

فما أنا بالَتي تعشق المتخاذلين 

و أنني أتوقع أنَ حبَنا سيثمر

لأنَ مم و زين عندما التقيا

لم يتحدَثا عن مستقبليهما   

أما نحن فقد تصارحنا و بوضوح

لكنَني جرحت قليلاً

 لأنَك قد أحببت من قبل

فأنا لست الأولى

التي تحط رحالها في قلبك

و متفائلة لأنَك صارحتني بأمورٍ

غالباً يخفيها الشباب

ودائماً يكتمها البنات

لذلك لم تكن سعادتي

 مكتملة في هذا اليوم

لكنَني سأحاول أن أكون

الأخيرة في حياتك

وأتمنَى أن تنسيني بحبك

هذا الجرح الدامي

لتبقى الأيام و ذكراها فواحةً

برحيق حبنا المتسامي

 

 

 

 

 }الجزء الأول {

ليلة الخطوبة

يوم الخميس 23 -3  -2000

خاتمك أول قيدٍ يشعرني بحريَة

ويفك قيود سجني الفارغ  القاتل

وهذه القبلة هي أول جرأة

لثائرٍ يحطم قلاع الزمن الماضي

وقبضت يديك مفتاح سماءٍ آخر

وكأنَني ملكت الكون بما فيه

الثرى والثريَة و أعماق البحار

 فقد أزرفت السماء دموع الفرح بنا

منذ بدأ الاحتفال حتى نهاية المشوار

فلولا الضيوف لحملتك على أكتافي

ولنديت : أني ملكت الجنَة والنشوة فيه

والخمر و الكوثر وأزهار الليمونة ورمان .

خطيبتي الحبيبة أبارك  نفسي عشقاً إليك

فهل تباركين الليلة  نجواك ؟

انظري .... حتى المطربين

بإحساسٍ مرهفٍ يتغنون   

والعازفون يتراقصون مع معزوفاتهم

والجميع ببهجةٍ يتسامرون و يدكون

فهل يشعرون بما في قلوبنا

أم أنهم يسايرون ؟

فقلبي سكرانٌ أكثر من رأسي

ومتيمٌ فيك حتى النواة

إذاً فهناك زمنٌ للحب وفيه الخلود

ومكانٌ للعشق وفيه حبك

وما دمنا نحب بعضنا 

فنحن في خلودٍ ابدي

لذلك كانت الليلة  قصيرةٌ جداً

ومضت بسرعةٍ كغمازة عين

 ليلة الخطوبة

يوم الخميس 23-3-2000

إنه يوم ولادتي

وكان أوَل صرخةٍ لي

عندما وضعت الخاتم في إصبعي

وزيَنتها بوضعك الأساور في يدي

و السلسال على صدري وهي تحمل حرف أسمك

لو اجتمعت كل سعادة الدنيا

لما تساوت فرحتي في تلك الليلة

حقاً باركت السماء خطبتنا مطراً .

في بداية الحفلة انتابني الشعور باليأس

فحبيبي لا يبدي إعجابه وحبَه لي

أكثر من اهتمامه بضيوفه

لكن سرعان ما تبدَل هذا الشعور

فتلك النظرات المحترقة منه

واللباقة الفائقة في التصرَف

وقبلته أشعلت جميع الشموع في قلبي

في تلك اللحظة شعرت بأنَني فعلاً

قد أصبحت أملك روحاً أخر بجسدي

وعندما دخلنا السيارة وبدأ الظلام

داكناً من حولنا أخافني ذاك كثيراً

فكم أحببت أن تضمَني في تلك اللحظة لصدرك

لتبعد عنَي مخاوفي وتوتَري

وأتنعَم بأمانٍ في حضنك الدافئ  

وعندما فعلت ذلك وبكل جرأة

حقيقةً تمنَيت أن تكون هذه اللحظة

هي الأخيرة لي في هذا الدنيا

 

 

 

 

 

صباحيَة الخطوبة

يوم الجمعة 24-3-2000

 أحسست في هذه الليلة يا جوجانتي

أنَ النوم راحةٌ ومتعة

وأنَ الليل أمٌَ حنونة

رغم البرق والعواصف

التي كانت تعكَر مزاجها

حتى أنَني رأيت لأول مرة

نجوماً أكثر توهجاً وجمالاً

وهي مختبئة خلف غيومٍ ماطرة

وأنَها تقاوم الفجر ليطوَل الليل أكثر

فهل نظرت إلى السماء في ليلة الأمس ؟ .

اليوم لأول مرة أودَع خطيبةً وحبيبةً

قيَدتني بأركان مشاعرها

وسجَنتني في سماء عواطفها

أما تصبَحها عليَ فكانت لغزٌٌ أخر .

بدأت أتوق إلى الكتابة مذ أن ودعتها

وفي طريقي إلى القرية

اشتريت دفتراً من عفرين

لأدوَن مذكَراتي   

وما تخبَئ ليَ الأيَام

فالحياة بذاتها عبارةٌ

عن مقتطفات ظاهريَة

وإشارات استفهام باطنيَة

فالآن أحبَها وبكل الصراحة

وأهوى فراشها بشراسة

أما غداً وبعد غدٍ

 فكما يقول والدي والمثل الكردي :

لكل يومٍ له ملك !!!

 

 

 

 

صباحيَة الخطوبة

يوم الجمعة 24- 3- 2000

لقد ظلَت قبلته تدغدغني

وعيناه المتوهَجتان أصبحتا

نجمتا ليلتي السامر

وقلبه كان يخفق في

 وسادتي ألحاناً قرب أذني

ولكن ماذا يخبئ الزمن لنا  ؟

فهو غالباً غدَار للعاشقين !

ماذا عسى  يحمل في جعبته ؟

بعد هذه السعادة والنشوة  ؟؟؟

فمنذ أن قيَدني بخاتمه

أتوجَه إلى ربَي في وحدتي

وأناجيه متوسَلاً :

اللَهمَ يا ربَي يا رحيم

لا تجعل الندم يطرق بابنا

واجعلنا توأمين في الروح والمحبَة

يا أرحم الراحمين يا عزيز يا قدير

فأنت الذي قلت في كتابك الكريم 

بسم اللَه الرحمن الرحيم :

((وإذا سألك عبادي عنَي فإنَي قريبٌ

أجيب دعوة الداعي إذا دعاني )) .

صدق اللَه العظيم 

اجعلنا يا ربَي زوجين صالحين

لبعضنا في الدنيا

وفي الآخرة بين جنانك

إن شاء اللَه

 

 

 

 

 

 

عيد ميلاد الخطيبة

يوم الأربعاء 5-4 -2000

كل عامٍ وأنت حبيبتي

ونوراً لعيني وبآصرتي

ووحياً لروحي وبهجتي

يا حلوتي يا... يا مغنَجتي

في هذه الليلة أحتفل بعيد ميلادك

وأنت بعيدةٌ ...لا ...لا

أنت أقرب من عيني لنظرتي

أقرب حلمٍ بمخيَلتي

بل أنت كلٌَ لأجزائي التي

تناثرت وتجمعت فيك والتي و التي ..

فهل ذكَرتني في ليلتك  ؟

أم النسيان إحدى نغماتك ؟!!

هذا أول يومٍ أزور فيه خطيبتي

متلهفٌ أنا وتسرَعت خطواتي

فأجمل ما سمعت اليوم منك

إنَني تأخَرت كثيراً عليك

وأروع صورةٍ هي وقفتك

وأنت تحملين المنشفة على يديك

لأنشَف عطر مجيئي إليك

لم يغيب ذلك عن عيني

ولا جلوسك العفويَ بقربي

لنشاهد صور الخطوبة والفيديو

حينها حقاً تملَكت نفسي

كي لا أصرخ  بأنَني

اشتقت إليك فاقتربي

اقتربي أكثر من حضني

بعدك سلٌَ فداويني

يا حلوتي يا مداويتي

عيد ميلادي

يوم الأربعاء 5 -4 -2000

سرعان ما كشف لي

 الزمن عن أنيابه الحادة

فما استنتجته في يوم الخطوبة

من حبَه لي ومغازلتي

سوى سلوك أي شابٍ

بقرب فتاةٍ في أبهى حسنها

لا بدَ أنَني لم أترك في ذاكرته

أدنى ذرة الحب يرجعه إليَ

لقد مضى وقتٌ طويل على ذهابه

ألم يفكَر بعد بزيارتي ؟!!

أنه القدر تارةً خدَاع وتارةً ملاك

ها قد جاء متذكراً عيد ميلادي

لذلك تقرَبت منه أكثر

كي أسامح نفسي على شكوكي

ولكن دون أي إحساسٍ منه تجاهي

فها أنا أشعر ببرودةٍ منه ثانيةً

وأتوقع بأنَه لا يحبَني

وأكيد أنَ هناك لغزُ ما

في نفسه وحياته

فربما الخطوبة كانت

من قرارات أهله

بأن يخطب ويتزوَج

فكنت أنا المناسبة له

دون أيَ عواطف منه نحوي

لا لن أدخل نفسي

 ثانيَةً في الشكوك

سأترك ذلك للأيَام القادمة

أتمنَى أن يكون غير ذلك

فأنا لأحبه رغم ذلك

  

ميلاد الشهر الثاني للخطوبة

 

يوم الأحد 23-4-2000

قد تدرك إنَني تأخَرت عليها هذه المرَة أيضاً

لكنَني أختار مواعيد مناسبة للذهاب إليها

بينما مازالت حبيبتي باقية على شكوكها

فماذا عليَ فعله ؟

إنَ المصارحة والقرب منها هي الدواء

حبيبتي لا تخافي من المستقبل

مادمت أحبَك ومادمت صريحة

فقد عشت وسط فتياتٍ وصداقاتٍ كثيرة

ولكنَني أحببتك بصدقٍ وبراءة

كما لست شاباً مراهقاً فأنا

في السابعة والعشرين من ربيعي

وأدرك جيداً أنَ أيَ أكذوبةٍ عليك

غداً سأدفع ثمنها قبلك لأنَك

 ستصبحين شريكة حياتي

إذاً أدركي أنَ حياتي ليست ألعوبة

وكذلك لا تكوني حريصةً أكثر من اللازم

بل اتركي بعضاً منها للأيَام القادمة

فطعم  شقفة   التفاحة مازال في فمي

واحتفظت ببعضٍ منها بين أدراسي

إنَها تؤلمني لكنَني أشعر بلذَة الألم

لأنَ الحياة ملذَاتٌ من الألم والانتعاش

فنحن لا نستطيع رؤية النجوم إلا بالليل

كما أنَ حلاوة العسل في نكهة مرارته

أما رائحة تلك الوردة التي قطفتها لي

من بستانكم فكانت منعشةً تخدَر الفؤاد

ولكن أقل  من رائحة خدودك الورديَة

لذلك سأنام في هذه الليلة لديكم

فقد نسيت طريق رجوعي إلى قريتي

يا من تملكين ألَذ وأطيب المخدَرات والممنوعات

ميلاد الشهر الثاني للخطوبة

يوم الأحد 23-4-2000

أجل حتى الآن

لم يقل لي بصريحة العبارة

: أحبَك يا زهرة

رغم إنني أعرف إنَ  المحب

لا يملَ من قولها لحبيبته .

لكنَني سأتابع ، فلعل الخطأ منَي

سأتقرَب منه أكثر لأتعرَف عليه أكثر

فالشكوك والخوف يكاد يقضي علي

كم أحتاج لكلمةٍ منه يزيل عنَي أوجاعي

كأنَه عرف بما يجول في صدري

فأخذ يهدأ من قلقي وتوتَري

عندما كنَا نسير بين الأشجار

ويحيطني بحبَه وعطفه

لذلك مازالت كلماته لا تبرح أذني

أعترف بأنَه متفوَقٌ بذكاءٍ قلَة نظيره

لذلك يسهل جداً عليه إقناع الآخرين

إذاً عليَ أن أتثقَف كثيراً

حتى أستطيع التأقلم معه

لأنَ غداً الحب وحده لا يكفيه

سيحتاج لرفيقة درب يحاورها

فأنا مازلت فتاتاً بسيطتاً أمامه

وأشعر بصعوبةٍ  وخجلٍ

في أيَ مناقشةٍ أو حوارٍ معه .

لكنَني فرحت كثيراً عندما

                                                                   قرَر صراحةً المبيت عندنا

فعيني لم يرتوي منه بعد

وقلبي أبداً لا يطيق له البعد

والليل استيقظني  مرَات عدَة

وأنا أعدَ ساعات الصبح عدَاً .

 

السؤال ؟؟؟؟

يوم الاثنين  24-4-2000

هل ملَلت من زيارتي  ؟

أم هل سألت مشاعرها ؟؟

 أتكون قد قرأت شعري ؟؟؟

هل أعجبها عشقي ؟؟؟؟

لا أظنَ ذلك

لأنَ  بعض الظنَ إثمٌ

فعندما يسألني هل أحبَها ؟!

وقد أظهرت مشاعري في شعري

التي أهديتها في الليلة البارحة

أنا نادمٌ على جوابي بنعم

فهي أوَل غلطةٍ لي معها

خطيبتي لا تتعجَلي في أسئلتك

لأنَ غلطتي القادمة قد تكون كبيرة

بل أحبَيني أكثر و قولي كلاماً أجمل

وإن سألت فالتكن مزحةً

عن عدد أطفالنا وأسمائهم

اللذين سنغمرهم بعطفي وحنانك

أو اسألي لو أنَ هناك داءٌ بيَ فداويني

وصدَقي كل ما أكتبه شعراً ..صدَقيني

حتى تكون هناك ثقةٌ لي بنفسي وحلمي

حتى أعيش معك بعشقٍ أكبر

أو تموت بين ذراعاي في حلمٍ آخر

فالأيَام والأقدار لا ترحم

والزمن على جبيننا سيرسم

فهذه فترةٌ قصيرةٌ من العمر

تمضي بسرعة ولا تتكرَر

إذاً تعالي واستمتعي مع عشقي

فقد بدأ الشعر فيَ يتفجَر

وكبلبلٍ على زهرة

يتحسَر و يتسحَر

السؤال ؟؟؟

يوم الاثنين 24-4-2000

ارحموا من في الأرض

يرحمكم من في السماء

واللَه في عون المسلم

ما دام المسلم في عون أخيه

إذا لم يساعدني خطيبي وحبيبي

في إزالة مخاوفي من المستقبل

أو يأخذ بيدي ويشعرني بدفء قلبه

فمن سوف يعطيني  هذا الأمان ؟ !

فقد اخترت حبيباً وسط آلاف الشباب

وعليه أن يدفع الثمن كما أدفع

ثمن حبَه لي وحبَي له

فكلمة- أحبَك- في شعره

لا يروي ظمأ سمعي وحبَي له

مهما كانت كثيرةً وعميقة المعاني

أريد الاستمتاع بهذه الكلمة

من صوته و بأحاسيسه المرهفة

أريد أن يقول لي شعراً كما يكتب

فأنا خطيبته الواقعيَة وحبيبته الحقيقيَة

ولست  فقط فتاةً من أحلامه الخياليَة .

حبيبي إنَ محبَة الأم  الكثيرة لأبنائها

 يدفعها إلى شدَة الخوف عليهم

وبقدر ذلك يقلق الأبناء ويربكهم 

والأمَ تدرك ذلك جيداً وتشعر به  

ولكن هل الحبَ بمقدور الإنسان ؟ !

حبيبي هذا الشعور هو سبب أسئلتي

التي أردَدها فاعذرني  

لو ... قت ، أو ... كت

 

 

 

 

تحدي التشاؤم

يوم الاثنين 8 / 5 / 2000

 

لو كان باستطاعة  قلبي التحدَث !!

لما كانت هناك أسئلةٌ منك إليَ

لأنَك في كل لقاءٍ تفاجئنني

بأسئلةٍ وكلامٍ غريب

لم أتوقَعه منك ..لا ..لا

أحقاً نحن نتباعد يوماً بعد الآخر  ؟ !

لماذا يا حبيبتي ويا قدري ؟

فهل تخبئين بين أضلاعك بركاناً ؟

أم ثلجاً لشتاءٍ آخر ؟!!

إذاً كوني على ثقةٍ بأنَني

أنا الأعظم والأقوى جبروتاً

وما أنا بالمقاتل الذي يستسلم 

مهما كانت الأسباب أو النتائج

فحياتي ليست خيوط نسيجٍ بين يديك

ولا عربون محبَة اللَه في الأرض

بل أنا جزءٌ من روح اللَه

بعثت في هذا الزمن ربَما المتأخر !!!

لا... بل ربَما المتقدم !!!

إذاً لا تسأليني يا حبيبتي

فأنا جزءٌ ولا طاقة لي بالجواب

ولا علم لي بالأيَام القادمة

فالآن ما زلت أحبَك  من وجداني

و أقدَر... فهذا هو

لقاؤنا السري الأول

رغم أنَه علنيٌَ و بين كافة البشر

فلا تنسي هذا التناقض والتناغم

لأنَ الكون كلَه هكذا . ..  ...

 

 

تحدي التشاؤم

يوم الاثنين 8 / 5 / 2000

إنَه أول لقاءٍ سرَيٍَ لي

عليَ أن أفعل شيئاً ما

 يزيل توتَري وخوفي

فأنا ما زلت صغيرةً في ....

وعليَ بالمصارحة  معه

فحبَي له أكبر ممَا أتحمَل 

إذاً سأدفعه  نحوى حبَي أكثر

وعليه أن يكون الأقوى

ليستطيع إنقاذي في المستقبل

لكنَني ربَما أخطأت هذه المرَة أيضاً

لم أكن أقصد شيئاً بسؤالي

أكثر من أن أفهَمه أن يحبَني أكثر

حتى لا تكون علاقتنا مجرَد خطوبة

لكنَ جرأته أنقذ الموقف هذه المرَة أيضاً

فلا أستطيع أن أنسى كيف

أمسك بيدي وشدَني نحوه إلى الرصيف

وأنقذني من الطريق والسيَارة

عندها فقدت قوتاي .... حيث ...

تركت يدي ناسياً وحرَةً بيديه

و قلبي كان في حالة إغماء تام

بينما أسرع الدم كلَه إليه

فبردت أوصالي وأضلاعي

حينها كانت أصابعي تشتعل ناراً 

هنيئاً لها تلك الاحتراق

أنعمي في جنَتك يا يدي

ولا تبرحيها أبداً ..أبداً ..

لأنَ الرياح قد تجري

بما لا تشتهيه السفن

لكنَ السفينة لا تجري ...إلا في المياه

كذا حياتي ... يا بحر حبي

 

رحلة نبي هوري

يوم الجمعة 19 – 5 – 2000

أبارك فؤادي سكراته

من رحيق شفتيك ...ابتساماتك

لطف يديك ...نعومة أصابعك

سذاجة أنفك ...إثارة عينيك

عشقك ...كل شيءٍ فيك

حقاً استحي أيَتها الشمس و غيبي

وخذي معك كل الأقمار والنجوم 

وتناثري أيَتها الجواهر أو اندثري

فحبيبتي فجَرت حبَها منذ الفجر

والحبَ أعظم ما في الوجود

خلق اللَه بهي الوجود من العدم

ما أروعك يا توأمة روحي وأنت هكذا

بسيطةً بما أنت وبعيدةً عن الشكوك والأسئلة

تثقين بحبيبك وتستمتعين بخطوبتك وهو توأمك

فأنت الهوى والعشق والموسيقى ...

بل أنت أجمل نغمات الطبيعة

فهل نحن نتباعد ولو للمح بصر ؟!

أم أليس الحب أقوى من القدر ؟!!

فمتى يا حبيبتي سنبعد عن عيون البشر...؟

لتحلو الحياة وتزهر أيام العمر

فهذا هو بيتنا الصغير في عفرين

فيها ستصبح ليالينا سمراً وسهراً ونسرين

ن..... دون  أن ننظر هل من أحدٍ يرانا

نعيش أمانينا وأحلامنا حقيقةً وواقعاً

ننام حيثما شيئنا ونستيقظ والبسمة راسخة على شفتينا

ثم أمسك بيديك ونمضي ...نمشي ....نه ...ن ...

وتكون خطواتنا رقصاتٌ وأنغام  و...و .

ثم أقول لكي أحبك ... في كل لحظة 

دون أن تسألي ... ودون أن أقول

يا من ... الأرض على دقَات قلبها تدور

 

رحلة نبي هوري

يوم الجمعة 19 – 5 – 2000

إنه يومٌ  بل ولادةٌ للحب

فأنا لا أستطيع وصف حالتي

حين كنَا في أعلى قمَة الجبل

فقد فقدت كل ما يسمَى

العادات والتقاليد والالتزام

كذلك الوعي والفهم والإدراك

حين شعرت بأنَني أحبَه ولأول مرَة

حقَاً كنت أتخيَل الحب .... ولم أكن أحب

 قبل هذه اللحظة ...

لأن للحب نكهةٌ مميَزة وشعورٌ فريد

وأحلى من ثمرات الجنَة وجنان السماء

به اقتلعت كل جذور الخوف من قلبي

وزالت جميع الشكوك من رأسي

لكنَني بدأت أغرق في بحور الأمان والسعادة

لم تكن يدي تجرؤ الابتعاد عن يديه

أما رائحة أنفاسه فكانت لغزاً لذيذاً

وعزفه على الطنبور مع غناؤه عسلٌ وأمر 

وعندما علمت أنَ الأغنية 

من كلماته وألحانه دخلت فردوساً آخر

لم أكن أستوعب أفكاره فكيف مواهبه

لكنَني أحببته أكثر ودون أن يراودني الشكوك

لأنَني بدأت أشعر بالحب الحقيقي

وفي نهاية المشوار أخذنا نتجوَل في بيته بعفرين

فعلاً شعرت بأنَني أدخل إلى بيتي بكل أمان

وبعدما أدرنا ظهورنا للشمس وهي تغرب

واتجهنا نحوى حلب بدأت أشتاق إليك وأنت معي

كم تمنيت أن أرتمي إلى صدرك

وأن لا ينتهي المشوار معك

لأنَني حقاً أحبَك أحبك

أحبك

 }الجزء الثاني{

 

ميلاد الشهر الثالث للخطوبة

يوم الجمعة 23 – 5 – 2000

 

 

من منَا يخطأ بحق الآخر ؟ !

أنا الذي أقطع مسافات قادماً إليك

حاملاً أشواقاً ملتهبة

وأشعاراً مدونةً و ممزوجةً

بخيوط الليل وشعاع الفجر

ثم أرجع بعد لقائنا

إلى  قريتي مكبَلاً بتساؤلاتٍ

غريبة عن ما أحلم  به

أحقاً أنا لا أقدر مشاعرك ؟!!

إذاً لست شاعراً ولا أفهم بالمشاعر

مادمت لا استطيع فهمك حتى الآن

ولكن من كانت بقربي يوم الرحلة ؟ !

أكانت هي أم إحدى أحلامي الخياليَة  ؟!!!

فهذه المرة الأولى التي لا أدافع فيها

عن شعري وهي ترمى عليَ

ربَما كانت غير مقصودة

وسوف أتأكَد من ذلك لأنه إن تكن ....

سيكون آخر موقفٍ لي معها

مهما كانت الأسباب أو النتائج

رغم أنَ هديتها قد أثَرت فيَ

فالعطر أزال بعضاً من أوجاعي

ولون القميص يعدني بربيعٍ قادم

  

  

   

 

 ميلاد الشهر الثالث للخطوبة

يوم الجمعة 23 – 5 – 2000

 

لا بدَ أنَني قرأت المستقبل

كلَه في شعره اليوم

إنَه يحبَني بكل التأكيد

وسأعيش معه بسعادةٍ مطلقة

فما أروعه قادماً إليَ

حاملاً صور الرحلة

ومختاراًً المواعيد المناسبة

ولكن هل خاف عليَ من فرحتي

فراح يطرح سؤاله الذي ليس على البال

ألم يفكر كم سيجرحني هذا ...

وسيدمي فؤادي وجوارحي

هل حقاً حتى الآن لا يعرف

إن كنت أحبَه ...أم أنَي سعيدة بخطبتي ؟؟

ألهذه الدرجة يريد أن يقسو عليَ ؟

لا بدَ أنَ طريقة تفكيره وذكائه

لا تتجاوب مع بساطتي وطفولتي

لم يكن ألمي يقاسي ولا بأدق الأجهزة

عندما أضعت شعره إضافةً إلى سؤاله

سأبحث عنه في كل أرجاء البيت

علَني ألقاه أو أخفف عن ألمي

متسلياً إلى أن يأتي إليَ 

فلو ذهب واقعاً بين صوره

سأكون قد وقعت نفسي 

في خطأٍ لا يغتفر عنده

فهو يقدَس الأدب والفن

فكيف إن كان شعره ؟؟؟

فطلبت الرحمة من اللَه

فاللَه خير المتوكَلين

 

الاعتذار

يوم الثلاثاء 6 – 6 – 2000

 

أتقبل اعتذارك يا حبيبتي

و لكن احرصي على  ألا يتكرَر

وكفَي عن التفكير الزائد بمستقبلنا

لأنَه تربطنا علاقة حبٍَ متفان

وليس مشروعاً متَفق عليه

يربطنا شعورٌ يتدفَق بالحلم

وعواطف نبيلة ممزوجة بالأمل والألم

أما التفاهم الكامل عن المستقبل

فلن يأتي بين يوم ٍ وضحاه

إذاً لا تستعجلي فيما لا طاقة لنا به

دعي حقائق الحياة على طبيعتها

ولا تظهري أسئلتك بوضوح

لأنَه وإن كانت حقيقة

فبعضها مرَة لأنَنا بشر

فاستمتعي ببعض لحظات حبَك

ودعي عيناك تقول لي ما تشاء

فأنا معك أنسى الدنيا وما بعدها

أتحدَث إليك شعراً ....وفعلاً

أقبَل يديك ..... ألمس راحتيك     

أتأمَل في عينيك ...أتخيَل

ثم أدخل في عالمٍ جديد

أقاوم رتابة الأيَام ...والعمر

أحارب غروب الشمس ...والفجر

أستشهد فيها دون أن أموت

ثم أحلم بلحظاتٍ أخرى

كي أموت شهيداً

في عشقٍ

جديد

 

الاعتذار

يوم الثلاثاء 6 – 6 – 2000

لقد أتى حبيبي

بعد أن كدت أنتهي

كشمعةٍ تذوب و دون أن تضيء

فلهيبي جمرٌ بقلبي وفؤادي

منذ لقاؤنا الأخير

لكنَ حبيبي – مرَة أخرى –

بكل دبلوماسيَةٍ واللباقة 

يزيح عنَي حرقتي وحزني 

 إنَ ضحكته كانت تعني لي الكثير

عندما قلت له صراحةً :

اعتذر ولم يكن قصدي .

ولكن كم تركيبته عجيبة وغريبة

فهو معقَد وبسيطٌ في آنٍ واحد

حيث يجعلني في حيرةٍ من أمري

على كل حال و - الحمد للَه -

لقد سوَينا الموضوع بهدوء

وأتمنَى أن نبقى هكذا

نشعر بأخطائنا ونصلحها

لم يكن هذا اللقاء بنظري ممتعاً

بقدر ما كان لرفع العتب عنَي

و كذلك جعلني اندفع إلى الكتابة

فعندما أعطاني ورقة شعره التي ضيَعتها

بل التي– في لقاءنا الماضي –

وقعت بين صور الرحلة

قبَلتها وحضنتها ولمَست كلماتها

ثم وضعتها بين أخواتها

و بدأت بكتابة

أول قصيدة في حياتي

عنوانها :

عذراً حبيبي

 

الرسالة

يوم الخميس 8 – 6 – 2000

لم نلتق في هذا اليوم

بالمعنى المتعارف عليه

لكنَني كتبت أول رسالةٍ لها

عندما علمت أنَ أختي الصغيرة

ذاهبةٌ إليها غداً  .  فغلَفتها وأعطيتها

محتواها أول قصيدةٍ لي  باللغة العربيَة .

الرسالة :

}          جسدك كتابي المفضَل {

قرأت في عينيك

ما تلحَنه القلوب

وتغني له الروح ...

وترقص على بهجته النفوس

ومازالت بعدُ ... لغزاً

بين سيوف رموشك السومريَة

وقلعة حاجبيك الحوريَة

أتت رياحٌ شماليَة طوت

صفحة عينيك رغماً عنَي

وكفجرٍ طلت بآصرتي 

مصطافةًً على خدَيك الورديَة

وراحت روحي  تغنَي على وجنتيك

ثم تزحلقت نظراتي ... بجنونٍ نحوى  بستانك

ثماره لزجٌ ... تخاف لو تلمسها... تنضج

أو أن ترشدها الشوق لقطفها ...

رغم أشواك أغصانها

فتلاشت ... وتبخَرت كقطرةٍ ...من حرارة  تربتها

لكنَها توحَدت ثانيَةً ...وكغيمةٍ في السماء

مشتاقةٌ ... لليلةٍ شتويَةٍ ... مظلمةٍ داكنةٍ

لتمطر ... وتغمس نحوى الأعماق .

كذا حواسي مغموسةُ

بحبك حتى الأعناق .

الرسالة

يوم الخميس 8 – 6 – 2000

ورقةٌ أخرى أقبلها الليلة وأضعها مع أخواتها

لينمن بهدوءٍ في قلبي وذاكرتي ... ولكن !!!

هل تصعَد الحب لديه لهذه الدرجة ... فأخذ

يتغزَل دون حرج بجسدي في رسالته الشعريَة

نعم أحبَُ الجرأة فيه ولكن سأفهمه بأن لا يذكر الآن

شيئاً عن جسدي فخجلي لا يسمح بمرور مثل هذه الكلمات لحدوده

فليحتفظ بها للمستقبل ويفجَرها عندما يحين الوقت

وسيكون قلبي وأذني بشوقٍ لسماعها ... أما الآن فلا وألف لا

رغم أنَ رسالته جعلتني أشتاق له ... وقبلاته التي بقيت حبراً على الورق .!

 وقبل أن تودعني أخته غلَفت قصيدتي الشعريَة وأعطيتها بمثابة رسالةً إليه

 الرسالة  :

} عذراً حبيبي {

 

اعذرني  حبيبي  فليس  كلَ  حلمٍ  جميلٍ  للمحبَين  في الحياة  وجودا

و لو كان القدر ملك  يديَ لنثرت الطريق  إليَ  نجماً وعسلاً و وردا

و لاستنجدت  منى روحي  بروحك فعبرت  العالمين و أتيت  خلودا

ولحيَينا  كلَ  العمر حبيباً  و حبيبةً  وسبَرنا  في أعماق  الحبَ  فردا

وعلَمنا العاشقين كيف محونا المستحيل وخنقنا العيب وكسرنا سدودا

..............     ::::::::::::::  ..........   :::::::::::::     ..............

فعفواً منك وصفحاً عنَي إنَ حبَك  كل يومٍ  يزوَد قلبي  فرحةً و وعدا

و إن شعرت  بشيءٍ ما  في  قلبك منَي فإنَك  بذلك  تؤثر  قتلي لا بدَا

وتريَح ناظريك أن تراني على الثرى وترى حبَنا مولَهاً مشرَداً مبدَدا

ماذا عسى بعد هذا التذلَل إليك  فأنا لم أعهد بقلبي لبشرٍ قبلك  سجودا

.........         .........         .........          .........          .........

دع الحزن لأهله يا حبيبي وهيَا بنا نزيد صرح المحبَة جمالاً وسؤددا

ولا تدع أموراً  تسلبنا و فرحتنا بل تعال لنزيد عشقنا فردوساً ومجدا

الحياة أمامنا  تفتح ذراعيها  و تقول : هلمَوا  اختاروا حزناً  أو سعدا

ضع  يدك في يدي  لنجوَل في حقولها و نقطف  من  كلَ  لونٍ  وردا

وننثرها  في عشَ  محبَتنا  الصغير ليغدو على الأرض  قصراً خالدا ...................................................................................

 

رقابة اجتماعية

يوم الأحد 25 – 6 – 2000

هل كان اليوم طويلاً ؟ أم كانت دوران الأرض بطيئا  ؟؟

لماذا حين نكون سعداء يقطفنا الوقت ؟ !!!!

وعندما نحزن لا نستطيع حتى اقتطاف الدقيقة ؟ !!!!

إذاً الحيات موجودةٌ في الألم أكثر من الفرح !!!!!!!!

ولكن كم تمنَيت أن نكون بقرب بعضنا ساعةً

مقابل ثمان ساعاتٍ الماضية تحت رقابة اجتماعيَة  

لم أشعر أنَني معك سوى لحظات متناثرة ....

في حوشا دياركم قرب الأزهار في بيت أخوك الكبير تحت الكرم

على طريقٍ مظلمٍ برفقة أخوك الصغير

لقد يئست من زيارتي هذا وذاك لماذا لا تحاول أن نلتقي منفرداً

لا يجوز أن نساير أهلنا إلى هذه الدرجة

يقولون في مجتمعنا : كل شيءٍ ممنوع مرغوب .

 ولذلك يمنعوننا من كل شيءٍ جميل !!!!

حتى لو أنهم قاموا بذلك من قبل ولو سألتهم بشفافيَةٍ وجرأةٍ :

 لماذا سمحتم لأنفسكم واليوم تمنعوننا منه ؟!!

فيقولون : لأنَنا كنَا أكثر منكم نضجاً

وإن استفسر تهم عن عمرهم في ذاك الوقت

فيقولون : إن المرء في زماننا كان ينضج بسرعة

ثم يضيفون على ذلك : إنَ هذا الزمن لعين

فالأطفال يعرفون أشياء كنَا نجهلها ونحن شباب . !!!

فهل يدركون ما يقولون وما يفعلون ؟!!

أم أنهم أنانيَون رغم أنهم جاهلون ؟!

حبيبتي المسايرة لمن حولها ... عفواً إنَ صورتك تتشتت

في مخيلتي وتتبعثر ... رغم مقاومتي الشديدة لتوحيدها وحفظها

 كما أنَني مازلت بشوقٍ في لقاؤك ولو لفترة خمسة دقائق بحرَية

لأنَنا إن لم نستطع تغيَر مجتمعنا فرضاً ... أطلب أن نظهر

معارضتنا له أولاً و نجعلهم على الشك في مصداقيته ثانياً

وسنبرهن للجميع في الأيَام القادمة  على صحَة وسلامة

نظرتنا ومواقفنا ... حين نعيش سعداء معاً في نواة أسرةٍ

اجتماعيةٍ متماسكة أبوابها الحوار والتفاهم ونوافذها الإبداعات

رقابة اجتماعية

يوم الأحد 25 – 6 – 2000

مرة أخرى تأخر في مجيئه إليَ لا بد أن أظهر غضبي

من ذلك ... لكنَه طوال هذه الفترة كان في خيالي يتغزل

فيَ قبل أن ... يدق الباب ويفاجئني فسعادتي أصبحت

كبيرةً جدَاً ... لذلك طغت على غضبي تجاه تأخَره

لكنَ الجوفي بيتنا لم يكن أيضاً مناسباً

لأظهر سعادتي وفرحتي بقدومه

سوى بعض لحظات راسخة في ذاكرتي

وذلك قرب الأزهار مع القهوة المرة

وفي بيت أخي ونحن نطعم بعضنا الحصرم

أما في الليل ونحن نرجع من بيت أخي

كم تمنَيت أن يطول الطريق

أو أن نكون لوحدنا في هذا المشوار

لأنَ العجيب في هذه المرة ... أنَني لم أخف من الظلام

ربما لأنَ قلبه كان يقود المسير وعيناه المتوهجتان

ناراً وغضباً ... كانتا شمعةً تنير درب فؤادي

لكنَني لا أريده أن يغضب من أهلي

ومن تصرَفاتهم وحرصهم عليَ

رغم أنَهم زوَدوا في ذلك بعض الشيء

لأنَ حبيبي شابٌ له مبادئ في الحياة

ويعرف جيَداً حدود تصرفاته الشخصيَة

وعلاقاته بالآخرين بكل لباقةٍ واحترام

لذلك سوف أصرحهم هذه المرة

حتى لا يصبح ذلك عائقاً ولو مؤقتاً

أمام سعادتي بحبيبي و بخطوبتنا

كما أتمنَى أن لا يزوَد هو أيضاً في غضبه ويضع اللوم عليَ

لأنَني أيضاً لست راضيةً من ذلك رغم تقيدي بنظام أسرتي ومسايرتهم

وأعتقد أنَ ذلك أفضل بكثير من أن لا يكون للأسرة قواعد تضبطه

فالنظام حتى وإن كان مستبدَاً فهو أفضل من اللامبالاة والعشوائي

وألذَ من حرَيَةٍ مستوردة وديمقراطيَةٍ مشعوذة ومؤمريكة 

 

 

عنفوان عفوي

يوم الجمعة 30- 6- 2000

حقّاً صدرك قد أصبح

موطن كلّ أحلامي

عالمي الذي أعيش فيه

الهواء الذي أستنشقه

رائحة أنفاسك شهيقي

وذكراك زفيري الخارج

من وجدان قلبي

المفعم بعطر حبك البريء

وعنفوانك اليوم تجاهي

بعيدٌ عن أيِّ  وصف

وتعجز اللغات عن احتوائه

ونكهة قهوتك في كلِّ مرَةٍ تزداد لذة

كعينيك اللتان كلّما نظرت فيهما

اكتشفت جمالاً أروعاً آخر

ويديك كلّما لمستهما

تزيد نعومةً وبريقاً غامر

يا أناهيتة  عواطفي

أنا متيّمٌ فيك إلى أبعد حدودٍ للحب

ومنذ هذه اللحظة لم أعد أفكّر بالسفر

لأنّه حيث ما كنتِ ...فهناك حياتي والحياة

وحيث ما كنّا فهناك الخلود

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عنفوان عفوي

يوم الجمعة 30- 6- 2000

ما يخرج من قلب

يصبُّ في القلب

لكنّ دورانه عبر العروق

تبقى ذكرى لحياته

بل هو مسبب الحياة ذاتها

لقد تمنّيتُ أن تحمِلَ رسالتي

وأبياتي الشعرية إليهِ

ما يحملهُ قلبي من أسفٍ

لعدم مقدرتي تلبية رغبته

في الذهاب معه لرحلةٍ أخرى

فكلُّ ذرةٍ من كياني كانت

تحاول المعذرة منه

وكم كانت فرحتي شديدةً 

عندما تفهَّم وضعي

وطلب منّي أن لا اعتذر

كما أحمد الله على مكافأته لنا

ببعثه لي بأختٍ وأولادها المتفهّمين 

فتركونا ننتعش بأنفاس بعضنا

ونتذوق لذة حلاوة بعضنا

وهذا ما جعلت نهارنا قصيراً

لكنّ ذكراها ستبقى فينا طويلاً

يا مقصّر عمري كثيراً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التّتيّم والتذوّق

يوم الأربعاء 5 – 7 – 2000

 

عذراً لو أتيتُ إليك سريعاً

ولو تحجّجت بأشياءٍ لمجيئي

وبحجج ٍ لذهابنا إلى بستانكم

الََتي فيها تعرّفت ما طعم الدّرّاق 

لكن المرّة الأولى فقط كانت لذيذاً

أمّا الثانية فكانت غريبة 

لأنّني أحسست باستغلالك لحبي

وأتمنّى أن أكون خاطئاً في حسّي هذا

لأنّني أكره الاستغلال

وإن كان منك

فما بالك إن كان

الحب المقدّس هو المُستغَل؟!!!

ولذلك و لمجرد الشك

سأغيب عنك شهراً

وإن اكتشفت عدم صحة شكي

سأظهر أمامك دفتري

(ذكريات خطوبة مثالية)

لتكتبي كلّ لحظةٍ

تمرُّ معك في زيارتي

بالطرف الثاني من الدفتر

وأتمنّى أن يحدث هذا ... لأنّني

 أحبك أكثر من أيِّ وقتٍ مضى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التّتيّم والتذوّق

يوم الأربعاء 5 – 7 – 2000

لم أتوقَع أبداً زيارته

رغم أنّني كنت أفكر فيه

فلم يمض وقتٌ طويل

على آخر زيارةٍ له

لا بد أنّ الشوق أرغمه

على المجيء ... لذلك أعذره

سعادةٌ كبيرة في ذاك اليوم

انتابني ونحن بين الأشجار

حتى أنّها كانت تقيّدني

وتمنعني من الابتعاد عن حبيبي

فكان من نصيبي أن ...

 وبّختني أمّي على ذلك

كان سلوكه ينمُّ عن جنونه بيّ

فهو يطلب أن يأكل

الدّرّاق من شفتي

دون أن يشعر بقيءٍ ما !!!

لذلك تعجبت منه كثيراً

ألهذه الدرجة يفعل الحبُّ  بالإنسان ؟؟؟

أم أنّ حبيبي مختلفٌ عن كلِّ البشر !!!

فهو ينتعش كلّما ارتشف من رحيق شفتي

وبما أنّه أنعشني بشفتيه أيضاً ... فأعترف

أنّني دخلت معه مدرسة (جنون الحب ) !!! .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ميلاد الشهر الخامس للخطوبة

يوم الأحد 23 – 7 – 2000

 

البقيَّة في حياتك يا حبيبتي ...

لا ... فحياتك لن تكتمل إلا معي !!

وإن توفِّيت عمّتك ... أو ...أي ...

ولن تحتاجين لتأخذي من أعمار غيرك

ما دمت حيّاً ... ولأنّ يوماً واحداً يكفينا

لن أكتب كثيراً لأنّني لم آتي إليك بعد

وإنّما هذه (المناسبة التعزية) دليلٌ على

أنّ شكّي ليس في محله بما يخصُّ

استغلالك حبّي ... فأرجو المعذرة .

كان يوماً مرهقاً ... طويلاً جداً عليَّ

فأكثر من خمس ساعات ... أخّروني

وأنا أنتظر رؤية عينيك ... فازددت إرهاقاً

وعندما رأيت قامتك الريحاني المتناسق من ..

تحت أصابعك اللؤلئية إلى قمة رأسك الهملايا

والشمس على وشك الغياب ...وقد لبس ثوبها الوردي

كما كنت لابسة ثوبك الأحمر الفاقع ... لكنّك أشرقت !!!

وكريحانةٍ تتناثر منها البراعم وتتدلّى منها الأشعّة

بينما بسمتك كانت يابسة ...ربّما لكي لا أفقد صوابي

ولكن في دقائق معدودة سرعان ما تغيّر مزاجها

فأحسست كأنّ كلمة أُحِبُّكَ  تخرج من وجدان روحها

كذا يا حبيبتي قوليها ... يا روعة حياتي ... يا ملاكي

في الكون ... والسماء الحب الثماني ... والآني .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ميلاد الشهر الخامس للخطوبة

يوم الأحد 23 – 7 – 2000

 

منذ صباح هذا اليوم كنت أنتظر قدومه

أو اتصالا ً منه ... بما أنّ عمّتي توفَِّيت

لذلك أخذت حمّاما ً سريعا ً

لأكون على أهبة الاستعداد للقائه

وها هو قد أتى إليَّ والنعاس يأكله

أهكذا يلقى المحبُّ حبيبته ؟!!!

سوف لن أسمح له أن ينام

فشوقي له لم يهدأ بعد

لذلك اغتنمتُ فرصة ً للانفراد به

ولأول مرةٍ قلت له بأنّني أحبه

رغم أنّني كنت أعِدُ نفسي أن لا

( أفصح عن مشاعري بهذه السهولة )

ولكم أحببت أن يعرف ذلك من

عيني ... ودقات قلبي ... وخجلي منه

ولكن بلا شكٍّ هو خبيرٌ جدا ً

يعرف كيف يضعني في جوٍّ

لا أجد لنفسي طريقاً إلا قولها

أحبك  ... أحبك ... أحبك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صباح الخير حبيبي

يوم الاثنين 24 – 7 – 2000

 

أجل قولي : صباح الخير حبيبي

كي أقول : صباح الورد يا زهرتي

يا ملكة حبي ... وقلبي النابض

يا صوت طنبوري الأصم

من منّا أشتاق أكثر من الآخر

في هذه الليلة ... لفراش الآخر

من منّا فكّر ( لو . عسى . أو . ليت )

جميع من في البيت ... شربوا حبوب النوم

لكي نطفئ أشواق قلوبنا ... بدفء فراشنا

ولو لفترة قبلة ... أو لمسة خد

ولكن كل ما كنت أحلم به حلمت به في النوم  

حيث كانت رؤيتها في الصباح

والبسمة على شفتيها المشتاقة

كصباحيّةٍ مباركة ... لذا ما اقتربت من شفتيها

لكنّني ندمت لأنّني أجهل ما رأت هي في نومها

وعندما اندفعت بعنفوانٍ تجاهي ...

 فكانت القبلة داءً  ودواء

لبسمة شفتيها ... ولندمي

ولكلّ ذرةٍ من حلاوتها ... ومرارتي

منذ اليوم سأعبد الله أكثر فأكثر

لأنّه أعطاني حوريّتي في دنياي

ولا أطلب غيرك في آخرتي يا حوريّتي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صباح الخير حبيبي

يوم الاثنين 24 – 7 – 2000

 

كانت ليلة ً جميلة ... نعم ورائعة

ولكن لم تكن أبداً هادئة

فكل خمسة دقائق كنت أستيقظ  ...

وأفكر بما أنّنا توأمان في الحب ...

 فهل يستيقظ هو أيضاً مثلي ؟؟

فقد تكون مشاعرنا وأحلامنا موحّدة أيضاً

لكنّني لن أقول أنّني اشتقت لفراشه

بل ربّما لشفتيه أو صدره ... نعم

وقد تحقق جزءٌ مما حلمت به

وذلك في الصباح وهذا يكفيني

وأحمد الله على عطائه لنا

كما تشاء يا حبيبي

فأنت لا تقترب من شفتي !!

لن أنزعج من ذلك

يكفيني شعوري ... بحرقة أنفاسك

وثورتك الملتهبة وأنت تقاوم

فما زالت رائحة حريقها

تملأ صدري ... وستبقى للأبد

لكنَني حقَاً مثلك يا توأمي

أحبك أكثر من أيِّ وقتٍ مضى

رغم أنّني أشعر بأنّ الوقت معك

يبقى ذكراً خالداً ... ولا يمضي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 طرد الهموم

يوم الأربعاء 2 – 8 – 2000

لا تقولي لي ( أكثر من مرّة ) : أُحِبُّكَ 

لأنّني أخاف على نفسي من

الاستمتاع بهذه النغمة الفوّاحة

من بين شفتيك ... وآهات قلبك

البريء ... قلب ملائكة لا بشر !!!

وإن كنت جريئاً في تصرّفاتي

فلأنّ حبُّكِ يمدّني بالقوّة والثقة بالنفس

فجلوسك بقربي ونحن نبادل النظرات المحترقة

و محاولتنا توحيد قهوة كأسينا وأماكن شفتينا

على الكأس القهوة ... الحلوة بمرارتها ... اللذيذة رغم سوادها

ثمَ ضمُّ راحت كفَّتين بحرارةٍ واندفاع  لنعصر آهات الغربة

ومحاولتنا تبادل قطرات دمنا ... في أجساد بعضنا الآخر

فيتحوّل ذاك الصورة إلى أبعد عن أيِّ وصفٍ و التعبير

حينها طلبنا من بعضنا التريث ... حتى لا نذوب في عشق بعضنا أكثر

في مكانٍ وزمانٍ غير مناسبين ... فنجد أنفسنا مرّةً أخرى بأنّنا ...

وحّدنا رغبتنا في قطعةٍ متبقية .... من البطيخ الأحمر ..

فازددنا استغراباً ... أليس كذلك يا أميرة الحقيقة و الخيال ؟؟!!

يا أميرة روحي ؟؟؟... روحي فدى عينيك ... يا توأمة روحي

أُحِبُّكِ بعدد خلايا جسدي المشتاقة ...للوحدة مع خلايا جسدكِ

وأعشقكِ أكثر من كلّ لحظةٍ مرّت معنا وكلّ ثانية ولهفةٍ وشوق

ثمَ أغوص في تيمُّم ٍ بكِ إلى .... أبعد نقطةٍ للبداية عن النهاية

ألا وهي ...بقاء عشقنا الكبير في عشّنا الصغير ... أليست هي ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طرد الهموم

يوم الأربعاء 2 – 8 – 2000

وعدتني حبيبي ... فلا  تخلف وعدك ؟

ولا تسألني ... مرّةً أخرى

فأنا لن أملّ من حديثك أبداً

ما دمت أحس بصدقه

وما تعوّد قلبي وفؤادي

أن يضيقا بصادق ٍ  مثلك

نعم أحبّك كثيراً جدّاً

رغم كل الفتيات السابقات في حياتك

وأشتاق لوعدك وأعدّ دقَائقه

فعدني أن تحافظ على حبّنا

من الضيم و غدر الزمن

كانت يداي تتوق لراحتيه طوال فترة لقائه هذا

وقلبي العطشان ينتعش بأنفاسه المشتاقة والحارة

أجهل ما يحمله بيديه حتى يشعرني

بهذا القدر من الحبِّ والأمان

لذلك سأطلب منه أن يحافظ عليهما كثيراً

ويدعهما لي في كلِّ لقاءٍ لنا فهما أصبحا ملكي لا ملكه

ومنذ اليوم لن أسمح لأحدٍ غيره بأن يفتح فنجان قهوتي

لكنَه الوحيد الذي تلعّب بيديه الحنونتين

شعري المجنون ... وخدّي المفتون

وأبعد عنّي هموم الحياة ...

وأخذني بحنانه عن كل الوجود

 

 

 

 

 

 

 

 

ميلاد الشهر السادس للخطوبة

يوم الأربعاء 23 – 8 -2000

سآتي إليك برأسي ... لا بقدمي

وبعيوني المشتاقة وقلبي الولهان

وسأحرق أوجاعي وآلامي إن

حاولتا أن تبعدني عنك ... وإن لم يكن بقصد

لأنّني أذوب شوقاً ... وأخشى أن أنتهي بذوباني

ولم أرو ِ بعد بستانك العطَش لقطراتي

أو أطفئ ناري من ندى فجرك

لذلك حاولنا أن نعصر أشواقنا بشفاهنا

لنصنع منها عطراً لحياتنا العسليّة القادمة 

وقد سقيتُكِ الماء من حرصي على أهلكِ

فكل المتزوجون  يعرف بالهيجان  ولكن

أغلبهم يجهلون صناعة العطور

فمتى ستأتي إليّ لننشئ مصنعاً لها

من كلّ وردةٍ نديّة وبراعمها   

من أزهار أجسادنا وشعاع قلوبنا الدافئ

وحرارة شتائنا القادم ... تحت مظلَة الأسرة

فوق هامات الحياة المجرَدة والسعيدة

لأنَ كلاً منَا يرى سعادته في سعادة الآخر

وهذا هو مبدأ الحياة ذاته والسعادة الحقيقيّة

رغم أنّه قد يخلو في هذا الزمن الأناني

صحيح أنّنا روحين في جسدين منفصلين

لكنّنا سنوحّده في أجساد أولادنا ... إن شاء الله .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ميلاد الشهر السادس للخطوبة

يوم الأربعاء 23 – 8 – 2000

 

اليوم وقد أمضينا في خطوبتنا (154) يوماً

أحسُّ بأنّ الحياة لها ألوانٌ برّاقةٌ ساحرة

وللعمر طعمٌ أشهى من ثمار الجنة ... بدأت أحسُّ

بعمق الحياة و الاشتياق وأجد المتعة في النّار  .

أُحِبُّكَ ... هذا ما وددت أن أقول له

مدى اللحظات التي كان بقربي

والله لن أملَّ من قولها و كيف ... !!!

فهو حياتي ومماتي وما بينهما ... عمري

جعلت فداه في كلِّ يوم ٍ 27 مرّة ً 

قبل أن يحلَّ به مكروهٌ ما ... ولو في الحلم

كاد قلبي يتقطّع لرؤية رجله المجروح

وكم تمنّيت أن أستطيع مداواته  ولو بحياتي

لأنّ حياته وسعادته أغلى عندي من نفسي

فحياتي عبارةٌ عن ..... اشتياقي ... لقبلاته

لعينيه التي تقيّدني ... ليديه التي تحييني

لأنفاسه التي آخذ منها ما أحتاج للعيش معه

فهو حلمي الذي قد فقدته منذ طفولتي الأولى

يا ربّي ... ما أبدع صنعك ... في حبيبي

جاذبيته , عيناه , شفتاه , يداه , أنفاسه ...

دع يدك تعانق وجهي يا حبيبي  ... و ...

ودعني أموت في حنانك ...... فأنني أجد لذّة ً

ما بعدها لذّة في هذا الموت لأنَّها تشعرني بالحياة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقاءٌ في أحد الأعراس

يوم الثلاثاء 12 – 9 – 2000

 

لقد كان العرس بارداً جدَاً

لكنَني شعرت بكلَ حرارةٍ

حين كانت يداها في قبضتي

والضحكة تتطاير من شفتيها

وفمها المعطَر بأهازيج القرنفل

شعرت حينها ... بأنَ حبَنا قد وصل

إلى درجةٍ لا يمكننا البعد أكثر من ... 

ولكن لأسباب دينيَة وموسميَة

سوف أأخره لعدَة أشهرٍ أمَا نفسيَاً

فلا أقدر على غيابها عنَي ولو لنفسٍ

حتى أضمَها بين ذراعيَ ... اللتان

لطالما حلمتا بها منذ أوَل لحظةٍ رأيا

فيها ... صدرها المليء بالبراءة .

كانت نظرات الجموع علينا

وكأنَنا نحن العروسين ... لا هما

ويباركون خطوبتنا و يسألوننا عن عرسنا

لذا ما استمتعت كثيراً في العرس 

فمتى سنصبح عروسين حتى

تكتشف حبيبتي حبَي لها حقيقةً

لا كلاماً أو كتابةً على بعض الصفحات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقاء في أحد الأعراس

يوم الثلاثاء 12- 9 – 2000

 

إنَه لأوَل عرسٍ نحضره معاً

فكان متوقعٌ أن يكون مبهجاً

لكنَني شعرت ببرودةٍ ما تعوَدت عليها

فاصطدمت ثانيَةً بأحزاني وأوجاعي

وبدأت أسأل نفسي باستغرابٍ  أأكون ...

قد تصرفت ... أو قلت ما لا يعجبه ؟ !!!

أم لست بالفاتنة الَتي تسرق لبَه

ليفتخر بيَ أمام أقربائه ورفاقه ؟!!!

رغم أنَ بعضهم أشادوا بإعجابهم أمامه

ولكن أيَاً كان ... ما كنت أتوقَع منه 

أن يتصرف معي هكذا ... ببرودة

ممَا أدَى إلى جمودٍ في عقلي وجسدي

وبدأ الشكوك والقلق يختلج أعماقي

وعندما دخلنا معاً ... إلى الدبكة

تغيَر مزاجه مئة وثمانون درجة

ودرجة الحرارة العرس إلى أعلى منها

وخاصةً عندما أراد خالي الدخول بيننا

وذلك في الدبكة ورفضت معتذرةًً منه

سرَ حبيبي بهذا الموقف كثيراً

وبدأت ابتساماته تملأ الحفلة وفؤادي

حيث اشتقت له وهو مازال معي

ولن يبعدني عنه غير مشيئة اللَه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عشقٌ غريب

يوم الجمعة 22 – 9 -2000

 

يا الله .. كم اشتقت إليها

وكم قادني جنوني لصدرها المدوي

لقد كنت بأمسَ الحاجة إلى لقاءنا اليوم

من حديثٍ يزيل عنَي هموم وإفرازات  مجتمعٍ يائس

مجتمع لا أطيقه إلا بقربها ... ولأجلها أبقى فيه

لذلك تتعذَر الكلمات لتشكَري لها

لقد أنارت دربي .. حين قالت :

سأعيش معك في أيَ مكانٍ ترغب فيه .

لذا لم يبق لي همٌَ سوى ترتيب مجيئها إليَ

وإنَه لهمٌَ لذيذٌ وممتع ... و لكن كبريائي

لن يسمح لي .. بقبول مسايرتها لي بالسكن

في مكانٍ لا ترغب فيه أو ستتعذب فيه .

وعندما كان شعرها المجنون يتدلَى

على وجهي كالبلسم كان قلبي يسافر في حلمه البعيد

وجسدي يدخل إلى غرفةً صغيرة على سطح دارها

وهي تقول لي : هذا ( فرن غاز ) لقد اشتريته لعشَنا الصغير

عليها سأخمَر لك أول كأسٍ من القهوة في صباحية عرسنا ..

لكنَني ( على ما أعتقد ) خيَبت ظنَها

فما اقتربت من شفتيها .. رغم المكان و الزمان المناسبين

حيث في تلك الغرفة وقبل النوم ولوحدنا 

كي تبقى شفتينا وروحنا منتعشتين حتى الصباح

وكان قصدي هو اختبار جرأتها ... ولكنَني ندمت

 

 

 

 

 

 

 

 

عشقٌ غريب

يوم الجمعة 22 – 9 – 2000

 

غالباً يرغب المرء الوصول إلى السعادة

أو الراحة المطلقة ... أو حتى الجنّة الدنيويّة

وأظنُّ أنّه (حسب اعتقادي ) سيقترب منها إذا

رمى بنفسه بكلِّ شوقٍ على صدر حبيبٍ

أحبَّ كلّ شيءٍ فيه ... وأحبّها هو ...

شعرت في هذا اللقاء كم كان متوتّراً

ومتشوّقاً لأنّه يلثمُ حتى يثمل من حبّي

لطالما حلمتُ أن ألقي بذاتي في حضنه

ولكنني لم أتوقّع أن تكون بهذه الدرجة

من اللذة والسعادة والجنّة الحبيبيّة

كم كانت قوّته تحييني ورائحته تخدّرني وتشلّني

وكم كان الشوق يذوّبني وأنا أحبس شفتي عنه

التي في كلِّ مرّةٍ تنال براءتها ...وتعود لتلتصق

بشفتيه المجنونتين ثانيّةً .. خلف الستائر

وتتعانقان بلا إراديّةٍ ... لا مثيلة لها

نعم كنت سعيدةً في كلّ لحظةٍ معه وخاصةً

عندما كانت يداه تلعب بشعري وأصابعه ترقص

ولكن ماذا سيكون بعد كلّ هذا الحب ...؟؟؟

هذا هو السؤال الذي يلزم المرء إن وصل إلى النشوة

وهل سيقدّر هذا في الأيّام القادمة كما يتفهّمه الآن ؟؟؟

أم أنّه سيتغيّر كحال أغلب الشباب ...؟؟؟

فأُصبِحُ بنظره ( المخطئة التي لن يغفر لها فعلتها )؟؟؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تودّع الروح

يوم السبت 23 – 9 – 2000

 

شعرت اليوم بأنّني أودّع روحي

لا خطيبةً أو حبيبة ... أو توأمةً  لروحي

فهذا أوّل شعورٍ ليديّ وهي  تلمسها بحنان ٍ

والنشوة تغرقني ... و روحي تذوب

وكأنّ أيدينا أيضاً لا ترغب أن تتباعد

فكلّ أضلاعنا أصبحت تشتاق للآخر

ومنذ اليوم سوف آكل كثيراً كما ترغب حبيبتي

فشعوري تجاهها وهي ذاهبة إلى المدرسة بدون فطور ٍ

ذكّرني بشعورها تجاهي وأنا أنحف يوماً بعد الآخر

لذلك قررت أن أحافظ على لياقتي الجسديّة و حياتي

لأنّهما ليستا ملكاي الخاص فكما يقول المثل

( اعرف غيرك من خلال نفسك ) فكيف إن كانت حبيبة ً ؟؟

و عندما وصلنا أمام باب مدرستها أطعمتني سكّرةً و ودِّعتني

لذا سآكل سكّرةً في كلّ صباح ... إلى أن تأتي إليّ 

لأمشّط شعرها بأصابعي ... أُحمِّرَ خدودها بقبلاتي

ثمّ أمسك بقلم الحور لأرسم حول عينيها أجمل قصائدٍ من شعوري

لأنّها أجمل ما خلق الله في الوجود ... ربّما ليست من الطين

بل من قطعةٍ من كبدي ... من روح ٍ في جسدي

من حلاوة شفتي ... لو أنّ شفتي لذيذة ٌ حقّاً كما تزعم .... ؟!!!

من أروع ما في مخيّلتي ومخيّلتها ... منّا

لأنّني من روحها أستمدُّ روحي ... ومن صحّتها عافيتي

ومن مستقبلها معي ... مستقبلي وحاضري وتاريخي ... دنياي وآخرتي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تودّع الروح

يوم السبت 23 – 9 – 2000

 

هذه أوّل ليلةٍ ينام عندنا لوحده

فيها امتطى خيالي جوادا ً سحريّاً

سبر أعماق روحي وطار لسماء مناي

فحطّ بي على شطّ  أحلام ٍ ذهبية

و أهداني ريشة ً و ألواناً  ... فتركني أبتكر

لوحاتٍ بلّورية حتّى طلوع الفجر

ثمّ جمعتُ أوراقي  فنثرتها فوق وسادتي  لتجفّ

واحتفظتُ لذاتي صورة عناق أيدينا وهما

تتبادلان الدفء والاطمئنان وتقاومان الفطام 

وتحمّلان بعضهما الشوق والهيام

ويفوح من عناقهما عطراً فريداً جداً

ملأ ساحة مدرستي وسلّط العيون علينا

فأيقظ إدراكنا لسماع جرس الوداع

هنا تمنيتُ لو كان قياد القدر بيدي

لكنتُ غيَرتُ التقويم لأُرَجِعَ بدء اللقاء

ولكن هيهات و هيهات ....لم يبق لي سوى

ذكريات أمسيةٍ ماضيةٍ ... ولحظات الرحيل

المعطرة بمسك الختام وأنا أترجَاه ألّا يتأخّر عليّ

وأن يهتمّ بنفسه إلى أن أذهب إليه فأدلّله بذاتي

مع أنّني صرتُ أخاف من عاقبة هذا الحبّ

رغم ثقتي الثاقبة والعمياء بحبيبي

و بالحبّ الذي ألّف بين قلوبنا هذه الألفة

 

 

 

 

 

 

 

أمنية مزدوجة

يوم الخميس 5 – 10 – 2000

 

يا روحي المسافر ... ألم تحسّي بمجيئي ؟؟!!!

أين أنت إذا ً ...؟ ما الذي يؤخرك ... ؟؟

لعلّه الالتزام بالدوام المدرسي ...ولا بدّ أنّها الآن

تنظر إلى ساعة يدها كلّ خمسة دقائق ... بل أقل

إذا ً عليّ أن أتحّلى بالصبر ... ولكن كيف لي ذلك

وصورتها تتتالى أمام عيني في كلّ مكان ... فهناك 

قرب هذه النافذة ... كان لقاؤنا الأوّل قبل ( 130 ) يوماً

وبجانب هذه الطاولة ... تذوّقت أشهى لحظات الحب

وهنا ... وهنالك ... وفي كل أرجاء هذا البيت الجميل

يا الله ها حبيبتي تطلّ كفجرٍ ولكن في منتصف النهار

فأدرتُ وجهي عنها ... وأنا أقول لها ( في نفسي ) :

لا ... لا تقتربي الآن حتى يخرج أباك من الغرفة .

ولكن كما يبدو أنّ ثورتها مشتعلة ... ففقدت بذلك وعيها

وأسرعت تسلّم عليّ ... فمددتُ يدي لها على أبرد من الثلج

بينما سرعان ما خرج أهلها من الغرفة ... بينما مازالت بعيدةً عنّي

فقلت لها : اقتربي ... ولا تظنّي بأنّني أطفأتُ ثورتي بلمسة يديك

فلهيب شوقي لك يفوق تصوّرك ... إذاً اقتربي قليلاً ... لأنّ شفتي

تودّ أن تعتذر من شفتيك ... على حماقته في لقاءنا الماضي

وبدأت أطفئ نجوم فجرها بين ذراعيّ ... وأُشعِلُ شمعتي

فقد أدركت ما أحتاج إليه ... وأهدتني دفتراً مع بعض المسودّات

لأكتب عليها أشعاري التي ... تستمدّ حلاوتها من جمال حبيبتي الربّاني

فهي ملائكة أتى بها القدر ( أو لأجلي ) لتلمس قدميها تراب هذه الأرض اللعينة

 

 

 

 

 

 

 

أمنية مزدوجة

يوم الخميس 5 – 10 – 2000

 

يقول المثل : ( القلوب عند بعضها )

لم أكن أدرك بدقّة حقيقة هذا القول إلا اليوم

حيث عندما رجعتُ من المدرسة و دخلت ُالمنزل 

وكلّي تفاؤلٌ برؤيته عندنا ... حتى إنّني 

لم أصدّق نفسي في تلك اللحظة وظنّتُ بأنّني أحلم  

طبعاً بكل تأكيد كانت أرواحنا تتوق

لأن تغفو تحت جناح ٍ من الحب

لذا رأيت نفسي بين ذراعيه القويّتين  

وقلبه يهدهد لي أنغام الشوق والحنان 

وحلاوته تزيد أواصر حبّبا عشقاً وتتيّماً 

لدرجةٍ أحسستُ أنّ البعد بيننا محال

كمحالٌ أن يبتعد المتصوّف عن عبادة ربّه

ورغبت أن أغفو على صدره كعصفورةٍ

وأرتوي من محبّته كما أشاء... وكفراشةٍ أمتصُّ

حلاوة الزعرور الذي أحضره لي من كرم جبال الكرد

ولكن عذراً حبيبي من تذوّق من عسل شفاهك

لن ينتعش حتى من ينابيع الجنّة كالخمر و الكوثر  

أما كاسيت ( كاظم الساهر ) الذي أهداني إياه

فكانت أنغامه وكلماته تفوح بدفء مشاعره

وتنسيني صقيع الغربة عنه وتبعث فيّ حزناً ودموعاً

لم أعرف سبباً لها سوى السؤال الذي يراودني منذ شهر

( ماذا سيكون هناك بعد كل هذا الحب ؟؟؟ !!! )

 

 

 

 

 

 

 

الجزء الثالث والأخير

 

الجنون يليق بالمحب

يوم الثلاثاء 17 – 10 – 2000

لقد تأخّرت عنها بسبب زحمت السير لذلك كانت قد تناولت غداءها ولكن ها

هي تحضر لي صينيّةً صغيرة من طبخها ... بعد أن أسقتني إبريقا من الشاي

كان الرز طيّباً جدّاً ولكنّني لم أكن متعوّداً على الملوخيّة فأصبحت ثقيلةً على معدتي كما أصبحتُ قلقاً عندما سمعت بأنّها لم تتدرّب على الرقص بسبب تعطّل المسجّلة لأنّنا سنذهب معاً و بصحبة أخاها إلى حفلة عيد ميلاد سلافا

لذلك اغتنمتُ فرصة السير بجانبها لأنّ أخاها في هذه المرّة لم يدخل بيننا

بينما حبيبتي كانت تحمل كيساً ... فيها دبدوبةٌ وفستاناً ( هديّة سلافا ) لذلك ما رميته !

ولكن ها حبيبتي ترقص معي في الحفلة  بحركاتٍ متناسقة رومانسيّة ...  تطيّر عقلي !!!

لأنّ حلمي أن تكون شريكة حياتي فنّانةً وخاصةً في الرقص أو الغناء أو العزف أو اللحن

ثم بدأت سلافا تقطع الكاتو وعيني على وردتان حمرٍ متغطرستان فيه.. لذلك قمتُ بالتوزيع

لأبقي تلك القطعتان لي ولحبيبتي وبينما اختارت هي كأسان متشابهتان من الكازوزة ...

- ما رأيك أن نذهب إلى الغرفة الثانية فهنا لا نستطيع أن نهنأ بلقاء بعضنا ؟

- هيّا بنا .... ولكن ماذا تفعل ؟ هذا لا يجوز .... فماذا سيقولون ؟؟؟ !!!

- إنّني أغلق نصف الباب فقط ... ولن يقول شيئاً

طالما لا يستطيعون رؤيتنا في هذه الزاوية !!!!!

- إذاً خذ هذه اللقمة من الكاتو ومن شفتي ... واسقيني الكازوزة من شفتيك َ

- كم أستمتع عندما ألعب بشعرك ِ ... وبحليّة أذنيك ِ ... ولمسة رقبتك ِ

- لكنّك َ تغرقني بلمساتك َ هذه ...!!! وتشلّني من كياني ... فهل ستنقذني ؟؟؟

- لا . فيداي لم تعانق وجهك ِ بعد ... أو تلامس خدّيك ِ أو أطراف أكتافك ِ ؟؟

- هل تحبّني ... ؟؟؟ إلى أيّ درجةٍ ...؟؟ فأنا أحبّك َ إلى أعلى درجات العشق

- أحبّك ِ ... وبدرجة حرارتنا الآن و بعدد خلايا جسدنا المشتاقة للوحدة الآن

( دخلت إحدى الفتيات وهي تحمل إلينا صينيّةً عليها التفاح والموز والعنب )

 

 

الجنون يليق بالمحب

يوم الثلاثاء 17 – 10 – 2000

 

في كلّ مرّةٍ أحسُّ أنّي بحاجةٍ له أكثر

وأنّي أودُّ رؤيته في كلِّ لحظةٍ من يقظتي ونومي

لذلك كنت اعدُّ الدقائق في المدرسة لحين وصولي البيت

وعندما لم أجده حسب موعدنا ... تحطّم طائر الفرح في قلبي

لكنّه سرعان ما عاد يرفرف .... أكثر ممّا كان يرفرف من قبل

وتمنّيت لو أنّنا تبادلنا التحيّة هذه المرّة بشكلٍ مختلف ٍ عمّا قبل

ومن اندفاعه للأسئلة أدركت ُ أنّه كان منفرداً بخياله قبل دخولي الغرفة

وقد سررتُ كثيراً عندما طلب منّي أن أطبخ له ممّا أشتهي

أسرعت أطبخ له الرز والملوخيّة على نار حبّي واشتياقي

وأضع فيه من نفسي ما يشتهيه وسأجعله يأكل من يدي

وأظنه لن يمنعني من ذلك ... لأنّني أيضاً لا أمانع رغبته

وكأن الدهر اليوم كان يغطّ في نومٍ عميق ونحن نسرق منه

الحلل واليواقيت بعد أن وقعنا في بحرٍ من الأحلام البلوريّة

ففي محار ٍ من محار اللؤلئية كنت أرقص معه على أنغامٍ رقيقةٍ

تنساب النشوة إلى أرواحنا فتجعلنا كملائكيين نورانيّين في الحفلة

وفي محار ٍ آخر كنّا جاثمين على سريرٍ في زاويّة ٍ مغلقة في غرفةٍ

لوحدنا نتبادل كلام العذب والغزل ... وكسلسبيلٍ من خلال عيوننا

وفي محار قبل الأخير .... كان يمشّط شعري بيديه تارةً .....

ويشدّني بذراعيه القويّتين إلى صدره الحنون تارةً ....

وتارةً أخرى يطعمني ويسقيني من كلّ صنفٍ ما يشتهيه

وكنّا نأكل ونشرب من لهيب شوقنا ثم نطفئه بقول : أحبك

إلى أن دخلت إحدى الفتيات الغرفة وهي تحمل إلينا صينيّة فواكه

 

 

 

 

 

 

 

 

تكملة الحفلة إضافةً إلى ..

يوم الأربعاء 18 – 10 – 2000

 

فابتعدت حبيبتي عنّي قليلاً

وأمسكت الصينيّة وهي تشكّرها

 ثم مدّت يدها لتلامس يدي واقتربت عمّا هي جالسة 

وتحدق  في عيني وهي في نفسها تستغرب مثلي

فهل سنتحوّل إلى زوجين من اليمامة ِ ثانيّةً و ...؟؟!!

أجل ... فكيف ليّ الجمود أمام هذا الجمال الرهيب ؟؟؟

وأنتِ تعشقين صفة الجنون فيّ .... وحلم الطير فيكِ 

لكنّني أوجعتها وبدون قصد إزاءها ..!!! سلامتكِ يا يمامتي

لذا خفتُ عليها وشعرت ُ بذنب ٍ عظيم أفقد توازني

وعندما دخلنا السيّارة وأمسكت بيدي تحوّم بيّ

زال كلّ مخاوفي عليها وشعرتُ كأنّنا أصبحنا زوجين

ونحن في طريقنا إلى بيتها لأبيت هناك

وفي الصباح استيقظت ُ من نومٍ هنيء رائع

وفي غمرت ذلك دخلت حبيبتي الغرفة

وهي بكلّ أناقة وصبّحت عليّ صباح الورد

وبدأت ُ أودّعها لأنّني أعرف أنّها ذاهبة إلى المدرسة

كي لا أتحرّج أمامها حين تلح عليّ الذهاب معها

لأنّني سأرفض ... حتى لا تتكرّر ذكرياتنا

حتى تحافظ على مكانتها ورونقها في نفوسنا

فسعادتي في البارحة ستبقى راسخةً في

أعماقي وذاتي ونفسي وروحي ما حيّيت

وإن متُّ فستبقى ... لأنّ الروح تبقى ولا تموت

 

 

 

 

 

 

 

تكملة الحفلة إضافة ً إلى ..

يوم الأربعاء 18 – 10 – 2000

وفي محار الأخير من أحلامي البلّوريّة 

 وبعد خروج تلك الفتات من الغرفة ... كأنّني حلمت ُ

كما لو أنّ حبيبي يتحوّل إلى صيّادٍ خبير لا يأبى لشيء ٍ

سوى أن ينقضّ على فريسته بقوّةٍ ودون أن يتألّم لحالها

ثم في النهاية يحاول أن يعزّيها ... ولكن دون فائدة

وبعد ذلك الحادث في تلك الرحلة الممتعة من الحلم الجميل

امتطيت تيّاراً سريعاً أخافني فاستنجدت ُ بصيّادي ثانيّةً

فأشعرني بالأمان هذه المرّة وهذا ما جعلني استيقظ ُ من حلمي

ولكن لم يبرح مخيّلتي  ... بل ظلّ يشعرني بالدوران ويشلّني

وفي اليوم التالي ... وأنا أصبّح عليه ... أحسست ُ أنّني

أصبحت ُ منذ البارحة ... عشيقة ً آخر بالنسبة له

فتوسّلت إليه أن لا يزيد من دلاله مرّة ًأخرى

فأنا لا أتحمّل ذلك .... أو ما بعدها من الدلال

طالما أفصح أنّه لا يحبّ تكرار الذكريات ... بل تعميقها

لأنّنا ما زلنا في أيّام الخطوبة وبداية موسم قطف الزيتون

ولا بدّ أنّ عرسنا سيكون بعد الموسم حصراً مهما استعجلنا

لذا توسّلت ُ أن يرحم لحالي فدلاله هذا سيذوّبني

فكيف لي أن آكل الفواكه ...  وهو ليس بقربي 

أو أن أذهب إلى حفلة ٍ ... وهو في القرية يقطف الزيتون

ولذلك ومنذ البداية تمنّيت لو أستطيع أن أخفي مشاعري تجاهه

لكنّه لا يرغب أن أكون كسائر النساء اللواتي لا يظهرنا ما في قلوبهنّ

فحبيبي شاعرٌ....... يغتنم فرص الحياة ...... ويعيشها حسب هواه

 

 

 

 

 

 

لقاءٌ قصير في الحقل

يوم الجمعة 27 – 10 – 2000

 

لم أقطف زهرتي بعد وهي تنتظر قدومي

إذاً ستكون على الشجرة لتراني من بعيد 

بينما طيفي غالبا ً يسبقني في المجيء إليها

وصلت ُ ولكنّني سوف لن أصافح أحداً من أهلها

طالما لا أستطيع أن أصافحها أو ألمس يديها

وهي في تلك الموقع العالي وكأنّها نجمة الصباح

إذا ًسأكتفي بالتحيّة القرويّة الكردية فقط  :

( السلام عليكم وليبارك الله في رزقكم  )

إنّها تحدّق في لباسي باستغرابٍ شديد

أجل عليها أن تتعوّد على ذلك ودون عتب

صحيح أنّني معلّم ٌ ومثقف ٌ وفنّانٌ بالوراثة

لكنّني لا أنكر ُ بأنّني متديّن ٌ و مزارع ٌ أبّا ً عن الجد .

ثمّ بدأتُ أقطف معهم الزيتون لفترة ٍ قصيرة

ملتزماً في ذلك بالتقاليد المتبقّية في منطقتنا بعفرين

بينما ذهب أخوها يحضّر لنا الشاي على الحطب

ثم جلسنا نشرب الشاي معا ً ... فدعوتهم غداً على العشاء

لأعرف رأيها في السكن بالقرية عن قرب

ومن خلاله سأقرّرُ مكان استقراري الزوجي

كوني أملك سكناً آخر في مدينة عفرين

لكنّني لا أملك فيها وظيفة ً أو عملا ً يليق بي

لذلك تمنّيت ُ أن تعجبها القرية لنسكن فيها بقناعة

 

 

 

 

 

 

 

 

لقاء ٌ قصير في الحقل

يوم الخميس 27 – 10 – 2000

 

رغم أنّني كنت ُ متوقّعة ً مجيئه إلى الحقل

إلا أنّني فوجئت ... وحبس الخجل لساني  

حتى أنّه منعني من ردِّ سلامه علينا

فملابسي ووضعي لا يتناسب مع لقائي به

لكنّني حين رأيته بملابسه القرويّة سررت كثيراً

وزال خجلي ... وأدركت ُ مدى تقديره ومعرفته بالحياة

وأحسست ُ بفخر ٍ كبير في دعوته لأهلي

لزيارة بيتهم في القرية وإصراره على ذلك 

فهو بذلك يزيد من تقديره وتقدير أهله لنا

ويزوّده لطفا ً واحتراما ً من قِبَلنا ... لذا

كنت متشوّقا ً جدّاً لرؤية الضيعة وخاصة ً أنّ 

نظرتي إليها غداً ستكون مختلفة ... بالطبع

فهنالك إذاً ضيعتي المنسيّة ... ضيعة حبيبي

التي ستحضننا برفقٍ وحنان بين جناحيها الأصيلة

تلك البعيدة عن المادة... والزحمة ... وغايات المدينة

والتي ستفجّر فينا مستقبلا ً.... من أروع الآيات النادرة 

الحبّ الصافي ... والعشق النقي ... وجمال الطبيعة  

لذلك لم يعرف النوم إليّ سبيلاً ... في تلك الليلة

وحسبي أنّ ذلك يرجع إلى شوقي الكبير لرؤيته

وحدسي الذي يخبرني في كلّ مرّة ٍ وليلةٍ ولهفة

بأنّه هو الآخر مستيقظ ٌ الآن ويفكّر بلقائنا غدا ً

وربّما هذا ما يجعلنا ... شبه سكارى ... حين نلتقي

 

 

 

 

 

 

أحتاجك ... عمري

يوم السبت 18 – 10 – 2000

 

لا تعذريني ... يا حبيبتي ...

لو قصّرتُ بواجبي تجاهكم

أمّا واجبات أهلي نحوكم

فاعذريني لو قصّروا في شيءٍ ما .

وأتمنّى أن تكون قد أعجبت بيتي

ففي هذا البيت تتناثر ذكريات طفولتي المشرّدة

وأيّام شبابيتي الشقيّة ... قبل أن ألتقي بها

لتحوّل أرجاء هذا البيت إلى ذكرى أشواق ٍ نديّة

وبما أنّها شاهدت ألبون صوري كلّها

لا بدّ أنّها أخذت لمحةً أخرى عن حياتي

فهل اكتشفت بأنّ التفاؤل و التشاؤم

ممزوجة ٌمعا ً في حياتي وظاهرةٌ في عيني

منذ طفولتي الأولى ... وحتى الآن ؟؟؟؟؟

لكن على ما يبدو إنّ بيتي أو القرية لم تعجبها

إذا ً سأخيّرها بالسكن بين  القرية و مدينة عفرين

صرّحت بهذا ونحن ندخل معاً إلى غرفتي الخاصة

ولو لم تكن يداي باردتين لعانقتها عناق القمر 

ونحن لوحدنا على السطح بعد أن نزلت أختي لكنّني

خفت عليها من البرد أوّلا ً وكونها في ضيافتنا ثانية ً

لذلك سأستعجل في زيارتي القادمة إليها

فأنا لا أستطيع أن أتملّك نفس أمام هذه الأناقة

التي تزيد في كلّ لقاء ٍ بذوق ٍ رفيع ٍ وروعةٍ ولباقة

 

 

 

 

 

 

 

أحتاجك ... عمري

يوم السبت 18 – 10 – 2000

 

كنت متشوّقا ً جدّا ً لأن يحين الوقت لذهابنا

لبيته ... فهذه الزيارة مهمّة ٌ جدّاً بالنسبة لي

بالطبع لم أجد أيّ ملاحظة ًغير جميلة عليهم

فقد كان كلّ شيء ٍفيهم على أتمّ الوجه من الحسن

بل لقد فاق إكرامهم لي ولأهلي  ... كلّ الحدود

حيث في أحيان ٍ كثيرة كنت أتصوّر نفسي وأنا أعيش

وأتنقّل في رحاب هذا البيت ... فيمتلئ صدري بالأسى

وأحياناً تذرف عيني الدمع ... لم أدر لماذا ؟؟؟ !!!

ولكن أعتقد أنّ سببه ... دخولي إلى حياة ٍ جديدة ...وإحساسي 

 بأنّني أفارق أهلي  وبأنّني سأعيش بقيّة حياتي في هذه الضيعة

وكم تمنّيت وأنا أصعد إلى غرفته في السطح أن نكون لوحدنا

فقد كانت إطلالة الغرفة في الليل ... ساحرة ً جدّا ًحتى أنّها ملّكتني

وعندما دخلتُ ... ملأت رائحة ( الغرفة المعطّرة بأشيائه ) أعماق صدري

وجعلتني أتخيّل ... تفاصيل حياته ... وحياتي القادمة هناك ... فارتحت قليلاً

ولكن ظلّت ذاتي تتوق لذاته ... ولعل  شعورنا كان موحّدا ً في تلك اللحظة

فخيّرني فيما أرغب بالسكن في الضيعة أو في عفرين ؟؟ 

مما جعلني أتوق إليه أكثر و حنانه المفرط في تلك اللحظات

قد أزاح كل ما عُلِّقَت بنفسي من كدرنات على مستقبلي معه

سأحتاج دائماً إلى حنانه وقربه منّي ... فأنا لا أتخيّل ذاتي بعيدة ً عنه

وقد عوّدني أن أشعر بمدى حرّيّتي وهو يقيّدني بذراعيه

وتروّض ذاتي ... وتسلبها الإرادة .... والإدراك والوعي .

نعم أحبّه وأحتاج حبّه في كلّ لحظةٍ سبعة وعشرين مرّة !!!!

 

 

 

 

 

 

  اتصال ٌ ولقاء

يوم السبت 11 – 11 – 2000

 قبل أن اتّصل مع حبيبتي بالهاتف أصفعني تيّاراً من الرياح الشماليّة الباردة

وتراود في مخيّلتي شكوكٌ وأفكارٌ كثيرة عندما سمعت ُ من أهلي بعفرين

بأنّ خطيبتي لم تعمل بعدُ معاملة إخراج القيد الخاصة بالزواج ...

لا أستطيع وصف حالتي وقتئذٍ ... وخاصةً قد أتى ذلك بعد

زيارتهم إلى القرية ... فاتّصلتُ بها  لاستفهم منها السبب

وعندما أخبرتني بأنّها تنتظرني على النار منذ يومين وطلبت منّي

أن أزورها في الحال ... وبسرعة ٍقصوى ... زال عن صدري كلّ

الهموم والتجاعيد الّتي رسمتها تلك الرياح الهوجاء ...و لكن حين التقينا

لم يكن باستطاعتنا .... تذوّق حلاوة اللقاء... وأهلها موجودين

لذلك انتظرتُ أكثر من أربع ساعات وفي كلّ لحظةٍ أقول في نفسي

الآن سيفرّغون الغرفة لنا .... أو أنّ الغرفة ستتفرّغ منهم الآن

ولكن لا هذا ولا ذاك ... ولا بينهما من فترة ... وكأنّني صفعت بذلك

من تيّارٍ شماليٍّ آخر ... حتى أنّي لم أكن أجرأ على لمسة يدها ...

لأنّ أمّها كانت تغفو بين حينٍ وآخر ... ثم تنظر إلينا كمن تراقب

وأباه يتشوّق مثلها للحديث معي وخاصةً عن الموسم الزيت والزيتون

وعندما ذهبت لأنام في الغرفة الثانية أخبرتني بأنّها قد رتّبت لقاءنا في المطبخ

حينها استنشقتُ عطر لقاءنا الحار رغم البرد الشديد الذي أصابني في تلك الليلة

وربّما الترتيب السابق كان أثناء ذهابنا إلى الغرفة المجاورة ... ولكن قسوة البرد

منعني من الاقتراب منها لأنّ كل أوصالي كانت ترتجف منه ... ربّما لأنّني

في النهار فقدت ُ قوّتي في الشكوك والتردّد وفي الليل فقدته في الانتظار واليأس

ولكن بعد ذاك اللقاء عادت إليّ قواي ... وتمنّيت أن يحدث لقاءاً آخر في نفس الليلة

حتى أكشف لها أعماق روحي وأداوي من رحيقها ما تبقّى من آهات جروحي

 

 

اتّصال ٌ ولقاء

يوم السبت 11- 11- 2000

 

عليه أن لا يظنّ أبداً ... أنّ بُعدَهُ رغبتي 

فقد استيقظت ُ منذ الصباح لأتهيّأ لاستقباله

رغم عدم وجود موعد ٍ مسبق بيننا

إلا أنّ إحساسي كان يؤكّد لي مجيئه ... طالما

وعدني بأنّه سيأتي حالما يرجع أهلي من الضيعة

ورحت انتظر وأراقب الباب في كلّ لحظة ٍ

لذا بدأت أفقد السيطرة على أعصابي تدريجيّا ً

وقرّرت أن لا أكلّمه ... أو أجلس معه ... ولكن

سرعان ما بدّلتُ قراري ... عندما تحدّث معي بالهاتف

حيث كدتُ أطير من فرحتي ... على لهفته لرؤيتي

وخاصة ً عندما قال : ( إذا ً سآتي إليك ِ في الحال )

بالفعل لم أصدّق ذلك .. وظننتها دعابة ... لا غير

لذلك أقسم أنّني صرت ُ أخاف على مصير هذا الحب   

وأحياناً أتمنّى لو يكون الناس حولنا دائما ً ....

ويراقبوننا بخفيةٍ   حتى يمنعوننا من الحديث

لنضطرّ للّجوء إلى لغة العيون والمشاعر البكماء

فأنا أرتاح جدّاً فيهما للتعبير  ..... عن مدى عشقي

وحاجة روحي المطلق لحنانه ودفئ مشاعره .

بالطبع  أحاول في مثل هذا الجو أن أكون بين ذراعيه

لاستمتع بإيقاعات قلبه الولهان ...

وأنهل من جمرة شفاهه السكران

خاصة ً بعد أن وصفني .... في قصيدته الشعريّة

بالكأس الويسكي ... إذاً لابد أنّه يعتبر نفسه ....

...... الزجاج الذي يلفّني ... فمعه  يكتمل الكأس

لذا فأنا جزء ٌ منه وسُكري جزءٌ لا يتجزّأ من سكره  

وهذا ما جعل ... الليل فاقداً ظلامه

ونحن في المطبخ ... قبل النوم

إن وُجِدَ النوم في تلك الليل

 

    ملاك الحب

يوم الأحد 12 – 11 – 2000

 

قبل الفجر أيقظتُ أخاها وطلبت منه أن يحضر لي ورقةً وقلم

ورحتُ أسطر قصيدتي هذه بعد أن زار الإلهام فراشي

( لا تقولي لي ماذا سيكون هناك بعد كل هذا الحب ؟ .

فأنا تحرّرتُ من إنسانيتي .... أصبحتُ ملاك الحبّ مذ أن لاقيتكِ

وفرشتُ أمامك جسدي ... حتّى غزوته بروحك

أفلم يحرّر روحي بعدُ جسدك ِ ؟ ! كوني ملاك الحبّ يا توأمي ) .

مدّت يدها تعانق وجهي وهي تقول من أعماقها : ( صباح الخير ) .

فكان صمتي المبسم  أجمل أغنيّةً يردُّ صباحيتها

فيما والدها مازال بجانبي في فراشه ولست متأكّداً  بعدُ من نومه

لذا اعتذرت ُ من جرأتي ... وأتمنى أن تسامحني عليه حبيبتي

ثم ذهبت ُوبعد الظهر رجعتُ ثانيةً  واصطحبتها إلى محل المفروشات

لندخل في شوطٍ آخر من العادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا بعفرين

وقد سررت كثيراً لأنّها كانت لا تدقّق

في اختيار الفرش وتجهيزات المنزل

فهي مثلي لا تهتم إلا بشريك الحياة ...

وكيف ستخمد جذوة الحبّ التي تحصد أحشاءها

بينما كانت العيون و المرايا المنثورة في المحل

تتربّص بنا من كلّ جانب ٍ فلم أستطع أن ألمس يديها حتى

أو أبحر على شطّ عينيها ... أو ... أو .. وبعد رجوعنا إلى بيتها

... تاقت نفسي للجلوس معها .. ولو لفترة ٍ قصيرة

ولكنّني لم أنزل من السيّارة حتى ...

كي لا تحرج من نظرات شك الآخرين

 رغم أنّني سأترك الجنّة وآتي إليها ... لو كانت في الجهنّم ....

ولعانقتها لِأُبعِدَ النار عنها ... عندئذٍ سيقول الله ثانية ً :

( يا نار كوني برداً وسلاماً على ....... ) 

 

 

 

 

 

 

 

    ملاك الحب

يوم الأربعاء 12- 11 – 2000

 

إذا كان يتقصّد أن يحرمني من متعة إيقاظه

سأرغمه على السماح لي بلمسة وجهه في الصباح

لأقول له بملء التفاؤل و الأمل :

 ( صباح عبير السّرو الندي  ) .

ورغم أنّني أخاف كثيراً من السمنة وخاصة ً قبل العرس

لكنّني سأحلّي فطورنا بمشاركتي ... وجلوسي بقربه على المائدة

لأن سعادته عندي أهمّ من نيل  إعجاب الضيوف بي في يوم العرس

فحبي له مطلق ٌ ليس له حدود

واشتياقي له وهو معي يفوق كلّ السدود

ولمسة يديه المجنونتين عندي أغلى من

الحياة والموت وما بينهما من وجود

بينما حتّى الآن لا يدرك بأنني أتقصّد

في بعض أسئلتي رغبةً في تذكيري له

ببعض لقاءاتنا الممتعة لتزهر براعم شوقٍ ورديّة

فعندما سألته : هل ستشتاق إليّ ؟

وأنا أعرف جيداً بمدى اشتياقه لي

كانت غايتي أن يشعر بحجم حاجتنا للوحدة والاستقرار معاً .

ورغم كل ذلك إلا أنه ينتابني شعور بالخوف من اقتراب رحيلي

لكنني أثق بأنه سوف لن يدع يوماً أزرف فيه دموع الألم

بل سيعمل كل شيء ليحوطنا بسياج النعيم والهناء

لذا أقدم له و سأقدم وللأبد روحي وكل عمري

حتى أ ُأمن له السعادة الزوجية المطلقة

 

 

 

 

 

 لا متعة في المسايرة  

يوم الأربعاء 29 – 11 – 2000

لقد كانت هذه الزيارة فجائيّة لكلينا

فلم يكن بودّي الذهاب إلى حلب ولا حتى عفرين

بل كان ذلك بسبب إسعافي لأحد أقربائي إلى المستشفى

لذلك لم أكن ألبس الخاتم و لباسي الذي يليق بالزيارات

فتردّدت كثيراً بينما كانت قدماي تسوقني نحوى بيتها

وكان من حسن حظّي إنّي وصلت ُ في فترة الإفطار

فتوقّعت ُ أن تفتح هي الباب ... لأنّها تميّز دقاتي 

كي نسلّم على بعضنا بطريقةٍ تتناسب مع ما وصلنا إليه من العشق

ولسوء حظّي كان أخوها قريباً من الباب فيما كانت هي على المائدة

فبدأتُ أشاركهم الإفطار ... وبعدها صعدنا إلى غرفة ٍ على سطح الدار .

حيث وضعت فيها ما اشترت من أشياءٍ لعشّنا الصغير لتأخذ رأي حولهم

ولكن ليس كل ما يرغبه العقل يهواه القلب

فمسايرتها لي  في تلك الغرفة  لم تسعدني إطلاقاً

إذاً علينا أن لا نطاوع عقلنا في هوانا ...

فمنذ بداية علاقتنا  وأنا أطاوع مشاعري وأحاسيسي

أمّا المسايرة فهي من نصيب المجتمع الذي يحوطنا

فأنا لن أبني عشناً على المسايرة

ولا أحتاج أسرة من أجل تلبية حاجاتي

بل أحتاج إلى حبّ هنيء ورفيقة درب

نعم أحتاج دائماً إلى عنفوانها واندفاعها الحار

إلى لمسة يديها الملتهبتين بأحاسيسٍ مرهفة

فقد لا أسعد بشهرٍ من العسل بقدر قطرة من رحيق شفتيها

 

 

 

 

 

 

 

 

لا متعة في المسايرة

يوم الأربعاء 29 – 11 – 2000

 

أكرهه جداً وأتمنى لو لم يكن قد ظهر في حياتي

سوف لن أكلمه وهذا قراري ...

إذاً من يستطيع أن يغيب عن حبيبته قرابة ثلاثة أسابيع !!؟

فلن يكون جزاؤه سوى المقاطعة ...

أوليس الحقّ معي في ذلك ؟؟؟؟

وخاصةً أنه كدّر عيشي وليلي دون أن يكون هنالك

من سبب مقنع ٍ يمنع قدومه إليّ سوى انشغاله بموسم الزيتون

ولكنني ولا أعرف لماذا تسرعت ُ بالبسمة والمحبة منذ

الوهلة الأولى لحضوره ... بل وسمحتُ له أن يجتاحني

بكلّ جنونه وعشقه ويدمّر في ذاتي ما يشاء

ليبني أعشاشه الوردية التي تتسع لمحبتنا ونزواتنا أينما يشاء

وفي كلّ مرة أشعر أنّ قبلاتنا تزداد حرارةً ولا تروينا

ولكن قربه بجانبي يعيد لجسدي الحياة التي أفتقدها في بعده

وأقسم لو أنه يعرف ما يختلج في ذاتي وهو بعيد

لما تقصد الإطالة في بعده عني

لذلك أراه الآن يعوضني عن كلّ ما فات .

حبيب عمري ... ابق بجانبي دائما ً

وخفّف من قسوة بعدك عني قليلاً

فأنا لا أطيق ذلك  منك ... ولا أستحقه

لكنني لا أسامحك أبداً على نزع خاتمي من إصبعك

لأنني  لن أنزع خاتمك من إصبعي 

حتى لو نزع روحي عن جسدي

 

 

 

 

 

 

 

صباحيّة رومانسيّة

يوم الخميس 30 – 11 – 2000

 

غداً سأسافر إلى قريتي حصراً وقبل الإفطار

حتى يكون إفطاري بعذر لأنّني بذلك

سأقطع اثنان وتسعون كيلو متراً

وأتمنى أن تفطر خطيبتي أيضاً وبعذر

لأنّني لن أستفيد شيئاً لو كانت صائمة !!!!

لكنّني سأقوم على السحور معهم

فهذا سرٌّ ... ولا بدّ أنّ روحي سيخبرها

وكم تمنّيت أن تأكل نصف الموز

الذي أعطيتها في السحور لكنّها أعطت لوالدها

وهذا يعني أنّها مازالت ضعيفة الشخصيّة

أمام أهلها وفي تمسّكها بحبّنا وفي قراراتها

ولكن الحمد لله ... أنّ شهر الرمضان كريم

فقد أشرق البهجة والسرور بصباحيتي

وهي تلفّني وتوقظني من النوم

بأسلوبٍ فائقة بالرومانسيّة والأنوثة

ففتحت عيني وكاد السعادة أن تغرقني

فشعرت كأنّ العرس قد مضى

وتوقف قلبي في تلك اللحظة

وبدأ حبري ينشف معها

لا أستطيع أن أقول ... سوى :

أحبها بقدر السعادة التي

وهّبني إياها في الصبح

 

 

 

 

 

 

 

صباحيّة رومانسيّة

يوم الخميس 30 – 11 – 2000

 

هل تعرف أن تقول : أحبك ؟

ودون أن تحرك ببنت شفتيك ؟؟

هذا ما فعلته في الصبح معه

لم أشعر بسعادةٍ مثلها حين كنت

أيقظه من النوم بطريقةٍ جديدة

حتى أدركت كأنّني أحلم

فانتهزت الفرصة وحرّرت

جسدي وفكري من العادات والعيب

ورحت أعانقه بعد أن تسلّلت إلى فراشه

وبدأ هو يتسلّل بخفّةٍ إلى أعماق روحي

 كما ينسلُّ الماء إلى التراب العطش

لذا أحسست أنّ حالنا وصلت

لحدٍّ قد لا يطاق ما بعدها

فحتى الآن نملك السيطرة على أنفسنا

لكنّني لست متأكدةٌ على ما يليها

كان فراشه دافئاً وجسده رائعاً جدّاً

لا أتوقع أن أمتلك يوماً مثله أبداً

لذا سأعيش في الجنّةٍ ليس له

حدود من النعيم وهو بقربي

أحببته اليوم كما لو لم أحبه سابقاً

ووداعه لي سيجعل شفاهي جمرةً من النار

إلى أن يأتي ببريقه الياسمين فيطفئها

 

 

 

 

 

 

الشوط الآخر من العادات

يوم الأربعاء 6 – 12 – 2000

 

لقد بدأنا بشوطٍ آخر من العادات الاجتماعيّة 

باقتراب موعد زفافنا ... فهل سأخطّي هذه الأزمة ؟؟

لقد كنت طوال فترة الخطوبة أتهرّب

من المواقف التي قد يشعرها بالاستغلال

ولكن في هذه الزيارة قد شعرت بها رغماً عنّي

رغم أنّها كانت تتصرّف دون أن تشعرني بذلك

لكنّني في نفس الوقت أحسست

بالطمأنينة على مستقبلنا معاً

لأنّنا أصبحنا نشعر بكل ما يحسّ به

نصفنا الثاني ... بل ذاتنا الآخر

وأتمنّى أن يسود لغة الملامح والنظرات

عشّنا الصغير التي لأجلها ندخل هذه الأزمة

لم أجلب لها في هذه الزيارة شيئاً

باستثناء البلوط  التي كنا نشويها

على المدفأة معاً ونطعّم الجميع

وكذلك أهديتها بعض مقاطع من شعري

التي لم يبدي إعجابها بها بعد

لكنّها بقيت قصيدتي المفضّلة

التي سأختمها بالمسك والعنبر

بما أنّها أختمت يوميّ هذا

بمرارة العسل اللذيذة 

ونكهة الشتاء الدافئ

 

 

 

 

 

 

 

الشوط الآخر من العادات

يوم الأربعاء 6 – 12 – 2000

 

لماذا هذه العجالة في الزفاف ؟؟؟؟

فأنا لم أشبع من حرجة الخطبة بعد !!

أحسّ أن الوقت يمر بسرعة

فلماذا الزمن يستعجل هكذا ؟؟؟!!

ويريد أن يسلبني سعادتي ... رغم أنّي أتوق بشدّةٍ لقربه

إلا إنّني أحسسّت أنّه اليوم مجرّدٌ من الحنان

لأنّه يريد أن يخطفني من حضن أمّي وعطف أبي

ويقرّبني رويداً رويداً من نهاية حياتي العزوبيّة .

في أحيانٍ كثيرة أحسّ بأنّني أظلمه بظنّي هذا

لأنه سيعمل المستحيل ليرضيني كما فعل اليوم

حتى ولو وضع أهله بعض العراقيل أمامنا سعادتنا

لأنّه سيحطمها ويضمّني إلى صدره ويحميني

وسيتعلق بي كما لو لم يتعلق بي سابقاً

وسيزيد من عطائه في الحب والدفء

حتى يغمرني من أخمص قدمي إلى قمّة رأسي

لذلك تعلّمت اليوم أوّل درسً من فنون الطبخ

في قهوةٍ ألذّ من الشهد ورائحتها أزكى من الياسمين

فقضينا ساعاتٍ دون أن نشعر بمرور الوقت

ونحن نتبادل القبل والكلام الغزل و ثمار الجنّة

فقد توحّدت أرواحنا غضّت في أرجوحة الأمان والأمل

لذلك أدركت أنّنا لا نستطيع أن نبتعد عن بعضنا أبداً

لطالما الحب يجمعنا بكل قوّته وجبروته ويجعلنا موحّدين

 

 

 

 

 

 

كتب كتاب الزواج

يوم الخميس 7 – 12 – 2000

 

أنا فخورٌ بها زوجةً لي ... ولو أنّها مجرّد

كتابة على الورق ومعاملة قضائية أو اجتماعيّة

ولكن هل كانت قبلاتها البارحة صدقةً منها  أم ماذا ؟؟؟!!!

لو كانت كذلك ... ولو كنت أعرف بذلك

لما مدّدت يدي لتلامس خيوط ملابسها حتى

وما كنت لأقوم السحور معها ... لآخذ صدقةً أخرى

ولو لم يكن كذلك ... فما سبب عدم اقترابها في الصبح ... إذاً ؟!!

ربّما أنّها تخمّر مشاعرها حتى نصل إلى مدينة عفرين

لنعمل معاملة الزواج ... وأظنّ أنّها مثلي تفتخر بذلك

أجل أنها كذلك .. وانفجرت تلك المشاعر عندما دخلنا

لوحدنا إلى بيتنا في عفرين وأنا أحمل على يدي

قطعةً من الكاتو وقنينة الكازوزة و موزة واحدة 

بعد أن أقعدت والدها في بيت أختي التي تقع تحت بيتي

لا أستطيع أن أقول شيئاً سوى ... أنّها حقّاً ملاك الحب

لكنّها قارنتني ببني جنسي من الذكور ... وما لها الحقّ بذلك

فأنا لا أقارنها بإحدى بني جنسها ... لأنّها ملاك الحب

ولولا قناعتي بذلك لما جعلتها زوجةً لي ولو على الورق

إذا لا تقولي هذا حرام ... فكلّ سعادةٍ لنا هي الصواب

وكلّ غمٍّ وحزنٍ لنا هي الحرام في كتاب الحب المتفاني

ثم خرجنا من بيتنا بعفرين كاليمامة وتوجّهنا إلى حلب 

وفي العصر ذهبنا لشراء ما تبقّى من حصّة الذهب

وبذلك انتهت أكثر التزاماتي تجاه إقامة عرسنا

 

 

 

 

 

 

 

كتب كتاب الزواج

 يوم الخميس 7 – 12 – 2000

 

صباح الخير ... وإذا كنت قد غيّرت عادتي في إيقاظه

فلأنّ أمي وحماتي كانتا بجانب الباب مع والدي 

ومن المتوقّع أن يدخلوا علينا في أيّ لحظة

ويقطعوا علينا خلوتنا و يوبّخوننا على الأقل التقدير

ولكن على كل حال فاليوم سنكتب معاملة زواجنا

وبذلك لا أحداً يستطيع أن يبعدنا عن بعضنا

وكذلك لن يضرّنا شيئاً إذا ما كبتنا عواطفنا

وبعضاً من نزواتنا إلى ما بعد تلك المعاملة

بل سأجعله يشبّ ناراً ملتهباً في يوم العرس

رغم أنّني أعرف تماماً بأنّ اليوم الذي يتأجّج بعواطفه

غير محسوبٍ عليه ولا عليّ ... و أعترف بذلك

أحبّ جنونه وجرأته ... لكنّني أخاف منهما كثيراً

ولكن هل رتّب أو خطّطت ما قام به في بيته بعفرين ؟؟؟

حتى جعلني أتخيّل في أمرنا وأدخل في حلمٍ جميل ٍ رائع

كروعة شبابه المفعم بالحيويّة وخاصةً حين نكون لوحدنا

كما حدث اليوم وقبلها ... أجل أحبّ كلّ شيءٍ فيه

حتى طموحه الذي أصبح يزداد يوماً بعد آخر

لكنّني أتمنّى أن يغيّر مجتمعنا طريقة الزواج هذه

فكم أحببت أن يكون زواجنا بأن نركع معاً أمام الله

وندعوه من صفاء قلوبنا المليئة بالحب و الإيمان

أن يبارك وحدتنا الروحيّة والجسدية بما فيها خيراً لعشّنا

ويحميها من الأذى وظلم القدر وعيون الحسد من بني الجن والبشر (آمين) .

 

 

 

 

 

 

زيارة فجائيّة

يوم الجمعة 8 – 12 – 2000

 

كانت زيارة فجائيّة بكل معنى الكلمة

لأنّني كنت سأشتري خاتماً لأمّها

وحرفاً من الذهب لمولودة أخيها

لولا أنّني البارحة نفقت ما معي من النقود

في شراء بعض القطع لأهلها وكذلك لأهلي

حتى لا يتحسّسوا من بعضهم منذ البداية هذا إضافةً

إلى رشاوى الموظّفين لإتمام المعاملة كتب الكتاب

لذلك خجلت كثيراً وخاصةً عندما ودّعتها

ولم أكمّل بعدُ واجباتي تجاه أهلها على الأقل

ووصل خجلي إلى ذروته عندما أشترت خطيبتي

ومن مالها قطعتان من الذهب لأبن أختها وبنت أخاها

وطلبت منّي أن نذهب معاً في لقائنا القادم (وبدون تحديد)

لنبارك لهما بالمولود الجديد ( وأظنّ أنّها أخطأت في التصرّف )

لأنّها أدخلتني في أشد موقفٍ من الحرج

وفي نفس الوقت ... قدّرت موقفها هذا

ربّما أنّها حاولت بذلك تغطيت بعض من 

واجباتي تجاه أقربائها وأنها وقفت بقربي

أيّاً كان فالأيّام كفيلةٌ  لإظهار النوايا والغايات

وكفيلةٌ لإظهار ما أكنّه احتراما لذاتها لو استحقّت

 لذا قمت بعدّ ما تبقّى من أيّام وحدتنا الفعليّة

وأغمضت عيني ... وحلمت بقربها ... وأنت

أغمضي عينك ... واحلمي ... وأنا ... هل حلمك ؟

 

 

 

 

 

 

 

 زيارة فجائيّة

 يوم الجمعة 8 – 12 – 2000

 

هل أعيش حقيقة أم أنه

مجرد حلمٌ من أحلامي به ؟؟؟

إنّ بشرائه الخاتم لأمّي والحرف لأبنت أخي

أثار إعجاب الجميع بتصرفه هذا

إلا أنه لم يكن هناك داعياً لفعل لذلك

ولا لأن يكلّف نفسه تلك المشقّة ... لأنّه

مشغولٌ جدّاً في هذه الأيّام ولا أريده أن يرهق نفسه أكثر

على أيّة حال أنا فخورة بخطيبي وحبيبي جداً

حتى أنّني أحسد نفسي عليه وأحمد الله

على منحه لي ... فهذا دليلٌ على رضائه عليّ

فأنا أحبّه بقدر حاجة نفسي لروحي

فعلاً هذه المرة قد جاء بسبب الهديّة فقط

لأنّه انصرف بسرعة دون أن نلتقي سويّاً

ألم يشتق إليّ أو إلى أيّ شيءٍ فيّ ..؟؟!!

أم أنّ رؤيتي فقط يكفيه وقد أتى لذلك ؟؟!!

أيّاً كان فكلّ شيءٍ فيه يعجبني

وكلّ ما يمتّ إليه يعلّقني به وبالحياة

فالطوق الذي أشتراه لي لم يعجبني

إلا إنّني سألبسه وأتزيّن به أمامه

لطالما أعجبه ذالك فلن أمانع رغبته

لأبهجه وأبهج روحه الذي بدأ يغزو

كلّ بقعةٍ من جسدي وحياتي وروحي

 

 

 

 

 

 

 

المرافقة معاً

يوم الخميس 14 – 12 – 2000

 

تريثي يا مشاعري فكلانا صائم

ولا أودّ أن أحرج العواطف حتى

ربّما بعد الإفطار قد أثير مشاعرها

فكل ما عليّ الآن مرافقتها لشراء

بعض حاجات بيتنا الجديد ولوازمها

رغم أنّ عشّ لا يحتاج إلى كلّ هذا ...

بل يكفي فقط زوجين متحابين متفانيّين

ولكن ربّما تريد أن تكون قصر الأعشاش

إذاً فهذا حقها ... فهي أميرة النساء وملكة الأنوثة

لكنّني فجئت بأنّها رافقتني لتشتر لي الأغراض

ملابس العرس كاملةً وحتى الحذاء ولذلك

بعد الإفطار مددت يدي على كتفها بافتخار

بينما كان شعاع الدفء تنساب منها

ثم حاولت أن أنفرد بها في المطبخ

لكنّها كانت غير مهيأة أو لم تهيأ نفسها

ربما كانت خائفة من أخوانها الثلاثة

المتناثرين في المنزل وساحة بيتها

حينها ألحت عليها أن نذهب إلى كافيتيريا

لكنها قالت بأنّنا سنذهب إلى بيت أختها لمباركتهم بالمولود

إنّها رتّبت كلّ شيءٍ في ذاك البيت فانفردت بها

وأنا أقرأ لها شعري بطريقة غزليّة فائقة التعبير

ثم ودّعتها قبل منتصف الليل ذاهباً إلى بيت أختي

 

 

 

 

 

 

 

 المرافقة معاً

 يوم الخميس 14 – 12 – 2000

 

الحمد لله على مجيئه رغم أنّه تأخّر قليلاً

كنت سأضطرّ لتأجيل ذهابي إلى السوق

لأنّني هذه المرّة سأشتري له ملابس العرس

ولا يمكن شراؤها إلا بوجوده حصراً

ولكن هل أنّه يريد أن أكشف عن حبّي له

بين حينٍ والآخر ...  فيتعمّد في مضايقتي

بتفسيراته الغريبة واحتمالاته القاسية جدّاً

فتارةً يجادلني في وصفي لحبه في جملة :

( دلالك يفسدني ) . بأنّها غير منطقية إيجابيّاً

وتارةً يريد رأي في حال سجنه أو اغترابه أو موته .

ألا يعرف إلى أيّ درجةٍ يشلّني تلك الأفكار السوداويّة

وأنّني سأموت لو حدث له (لا سمح الله ) مكروهاً ما

فأنا لا أرغب في حياةٍ بدونه ولا يسعدني شيءٌ سوى قربه

فهو حياتي وسعادتي وروحي بل هو تاريخي ومستقبلي

هو قلبي الذي أملكه وأتربّع عليه لذلك

غضبت منه كثيراً وأخاف من تفكيره هذا أكثر

حتى إنّني تمنّيت أن نبتعد عن بعضنا في تلك اللحظة

لكنّني أدرك أنّ خوفه عليّ وحبه لي هما سبب تفكيره هذا

وهذا ما يجعلني أثق به وأطمئنّ أكثر

وعندما ذهبنا إلى كافيتي ريا ( ساج) أراحني حديثه العذب

وبعد أن ذهبنا إلى بيت أختي أحسست كأنّنا زوجين حقّاً

وبرفضه المبيت هناك رغم إلحاحهم ... أزداد احتراما

 

 

 

 

 

 

خدعة بسيطة

يوم الاثنين 18 – 12 – 2000

 

رغم أنّ اليوم هو الاثنين إلا أنّني سأبحث

عن محل الحلاقة ... علّني أجد واحداً منهم مفتوح

لأرتب شعري لديه وأنعّم ذقني ... فحبيبتي جميلة

وتحب الجمال  فهي من ذوات الذوق الرفيع

صحيح أنّ جمال المرء هو ما في داخله

لكنّ ظاهر المرء يبرز ما في داخله

وسأقنع أهلها لنذهب معاً لاختيار فستان العرس

فهم لا يفكرون في هذه الأبعاد (عطلة الكوفيرا)

لأطفئ بعضاً من لهيبي ... منذ لقاءنا الماضي

وحدث كلّ شيءٍ كما خطّطت له ... ولكن

حتى الآن لا أفهم لماذا لا يساعدوننا أحد

في علاقتنا منذ البداية وحتى الآن ؟؟؟!!!

رغم أنّني ساعدت الكثير وحتى الآن أساعد

كلّ من يحب من أخواتي وأصدقائي وأقربائي

فهل لأنّني لا أحتاج إلى مساعدتهم (حسب ظنّهم) ؟؟

بلا كلّ إنسانٍ محتاج فحتى الذهب يحتاج إلى التبن !

فكلما مشينا معاً كان أخاه يدخل نفسه بيننا غازياً

وحتى أختي وصهري لم يحاولا تلهيته بشيءٍ ما

حتى ننتعش بأنفاسنا ولو لفترةٍ قصيرة وخاصةً في هذه الأيّام

وقد زاد الطين بلّتاً بعد رجوعنا إلى بيتها وتحدّث أخاها لها بعصبيّة

دون حسابٍ لموقفها أمامي أو تقديراً لمشاعري وأنا في ضيافتهم

لكنّني أحسست بمدى حاجتنا للعرس وهذا ما هدّأ من لوعتي 

 

 

 

 

 

  

خدعة بسيطة

يوم الاثنين 18 – 12 – 2000

 

في هذه المرّة أيضاً احتجت كثيراً لحديثه

كما أنّ هناك كلامٌ كثيرة أريد أن أقول له

لأنّ كلا الزيارتين الماضيتين لم تكن هناك فرصة مناسبة

ولكن في هذه الزيارة أيضاً بقينا صامتين ولم يتهيّأ الفرصة

لأنّني مازلت مضطربة من حديثه في المرّة السابقة وتفسيراته

إلا إنّني ارتحت عندما كانت يدي في يده ونحن في السيارة عائدين

حيث الموسيقى الهادئة التي ربّما علّمت ما بداخلنا

فاجتاحت إلى أرواحنا وجمعتها بدفءٍ وانسياب

وخاصةً كان فستان العرس بجانبنا يتفاءل بفجرٍ مبسم

فها قد انتهينا من كل ترتيبات الزواج باستثناء العرس

فربّما تكون هذه المرّة الأخيرة التي نحسب فيها

حساباً للآخرين ودخولهم في خصوصيتنا الشخصيّة

فأنا أريد أن أرتمي على صدره دون حسابٍ للزمن

لأنّني أحبّه إلى درجةٍ لا أستطيع وصفه إطلاقاً

وأظنّه يحبّني إلى تلك الدرجة بل ربّما أكثر

ولطالما من مزايا المحب العطاء دون حدود

فأنا على ثقةٍ واطمئنانٍ تامٍ بمستقبلي معه

ولكن حديث أخي معي بتلك العصبيّة قد أزعجه

وربّما كان سبباً لعدم مبيته في هذه الليلة لدينا

فهم لا يقدّرون مدى علاقتنا ببعضنا ودرجة تعلّقنا

فحالتي أصبحت يائسة جدّاً بعد ذاك التصرف العشوائي

وأدركت مدى حاجتي للزواج به بكل ما تعني هذه الكلمة

 

 

 

 

 

 

زيارة خاطفة

يوم الخميس 28 – 12 – 2000

 

هي حياتي ونفسي وذاتي الثامنة هي حبيبتي

لكنّها ليست معي الآن في الحفلة (خطوبة أحد أصدقائي )

رغم أنّني عزمتها فالحفلة في حلب 

لكنّها اعتذرت لانشغالها بترتيبات بيتها

فاعترف أنّ ردّي كان قاسياً جداً لأنّني

رفعت الخاتم من أصبعي قبل دخولي الحفلة

فكانت ضحيّتها فتاةً في مقتبل عمرها

لذلك أسرعت في وضع الخاتم على إصبعي

وخرجت سريعا من الحفلة ... خجلاً من تصرفي هذا

ولم أرى نفسي إلا أنّني أدقّ بابها في وقتٍ شبه متأخّر

وبما أنّ شهر الصيام قد مضى وحلّ عيد الفطر السعيد

فقد أسعدتني في هذه الزيارة وفطرت ثمار الجنّة

ولمسةً لا ألذّ منها في الدنيا والآخرة وبسمةً أروع

من شفّة الملائكة لولاها ربّما كنت سأصاب

بمرض نفسي وبذلك  ستصاب هي أيضاً لأنّها نفسي

ومع أنّني كنت في أغلب زياراتي أزرع وردتاً في بستانها 

إلا أنّني في هذه الزيارة زرعت وردةً ذات شوك

حين قلت لها ما فعلت في حفلة الليلة

فكانت ردها أنها لن تكتب ذكرى هذه الزيارة

في دفتر ذكريات الخطوبة المثاليّة

ربّما ليس كل ما نفعله علينا قوله لحبيبتنا

إذاً سيكون هذا هو الدرس الأول للزواج

 

 

 

 

 

 

 زيارة خاطفة

يوم الخميس 28 – 12 – 2000

 

   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تيريج عفرين 28 / 11 / 2008

 

العودة إلى الصفحة السابقة