جدلية الحرية والجبرية ...

 

أقحوانية تنادي زهرة الزيتون وهي ترقص مع البلبل وتعزف على أوراقها أجمل أشعار المواويل ....

أرسلت سلاما وآهات ديار الذي غنى أغنية القدر غرست أنينا في الصميم وتداعبت روحي الحزينة لأكتب أنغام هذه  السيمفونية ...

قالت ...ومن التي قالت ...؟

سيمفونية تحكي حكاياتها وتقول: لا تتعبي أيتها الحرية، فما هو مكتوب على الجبين حق لا مفر منه، خرائط وحدود مرسومة أمامك.

القدر يكتب و الفرادة  ترفض المكتوب- الذي يكبل الماهية- وتدون الجوهر بغزارة الحرية لتكتب مكتوب الذكرى.

آه .... ماذا نفعل ضمن دوائر معدة مسبقا مغلقة تمنع خروج كل متمرد، تقيد سير كل ثائر وأنا أسير في لغزي وسري؟!.

أ هو عبثي أم متقن بإتقان بديع؟!

ثالوث في غاية الجمال وروعة التعقيد، حرية تريد تدوين ما هو مكتوب وما ليس مكتوب.., وقدر مكتوب على الجبين، وبين الاثنين حظوظ قد تأتي أو  لا....

معادلة صعبة ـ الحرية مقابل القسرية ـ حرية تأبى كل القيود،وجميع الكلمات عجزت رسم الفرادة وقولبت الحرية..

في البدء تبدأ بداية الذات....،وولادتها تبدأ بقدر مفروض وأيضا نهايتها فهل " يولد الإنسان ويولد بذور الفناء " ؟! ....

والسؤال لو خيرونا في الولادة ،أنختارها أم لا...؟!

 هو سؤال محير قد يخطر ببال كل واحد منا ، لكننا قد نهرب من الغوص فيه ...

و في الجبرية، ملكتان مغايرتان لها، تبزغان في الذات الإرادة والحرية يطمح  كل منا لأن يصبغ حياته وكينونته بلون يرضى عنهما..

وبعدهما تبزغ المسؤولية التي تمثل الذات في عوالم الدوائر المفروضة بقضاءٍ مبين.

ففي الولادة تتجسد الجبرية فلا يقدر الفرد الاختيار أو الرفض ويا ليتها أفضل البدائل.

فكما أن البداية ـ الولادة ـ لم تكن بالاختيار فإن الحرية والإرادة والاختيار لم تكن بالاختيار، بل مفروضة أيضا وما للفرد إلا ممارستها أو عدم ممارستها ....

وحتى العمل يكون ضمن المفروض والمحدود، فالمفارقة الرئيسية هي حرية بزغت في الذات من غير اختيار وإرادة الإنسان...

الذات والآخر ضمن هذه المجادلة

معادلة متشعبة نصحونا بالابتعاد عنها وعدم طرحها لكننا وبألم عميق بعد عناد وصبر مما يجري حولنا كتبنا الإشكالية رغم معرفتنا بخطورتها على الفكر والتاريخ.

الذات تتميز بماهية مرسومة ألا وهي الحرية وهنا مفارقة عظيمة حرية مفروضة لهذه الذات ، والذات العارفة والفاعلة كائن يتميز عن غيره من الكائنات بميزة الحرية التي تشكل ذات الإنسان ـ حسب رأي بعض الفلاسفة ـ لكنها مفروضة بدون إرادة منه في ذلك ، فاتخاذ موقف حيال الممكنات أمر ممكن وجميل والأفضل اتخاذ مواقف حيال الممكنات والمستحيلات.

فالحرية التي تبزغ في النفس وتغطي الروح خطوة جوهرية لتشكيل ذات الشخص،فكلما بزغت الحرية ازدادت المسؤولية وأصبحت الذات متمردة  والأفضل أن تتمرد على الرذائل ، فلا معنى للحرية بدون الاتصال فالاتصال يمثل ذات المبادر والمتكييف وهو أعلى مراحل الحرية.

فممارسة الحرية مع الاتصال هي بناء الذات وكلما بنيت الذات المتحررة ذوات الآخرين،أصبحت أكثر صفاء وتحررا .

فمبادرة الذات المتصلة هي إنتاج كل ما هو ممكن كخطوة أولى وجعل المستحيل ممكنا والتفنن فيه...

الذات المتصلة تطمح إلى الكمال والصفاء لتعبر حسر الرزخ ولتصل إلى الخلود ....

فهذه الذات الطامحة إلى الكمال تتصل بالله وبالآخرين وتتفاعل مع المحيط...

هذه الذات تستطيع أن تصبــــر على همها وأوجاعها حتى يأتي قدر فرج لا سلطان عليه أو لا ....

وهنا تنشأ أول بذور الإحباط والعصاب..

تفعل ما عليها من الأفعال وتصبر حتى يأتي الفرج والفرج بعيد قريب فلا علم لنا بذلك.

إن كل ما نعلم هو الفعل وممارسة الفعل والنتيجة ترجع إلى حريتنا أولا لأننا بادرنا ومارسنا حريتنا بفعل منا

 وثانيا ترجع إلى ظروف خارج الذات وهذا أصعب شيء في حياتنا طالما ننطلق ونفعل ما علينا فعله فينبغي أن تكون علة مبادرتنا ترجع  حرية وإرادة لا إلى ظروف خارج الذات ...

(أن نندم على شيء فعلناه خير من أن نندم على شيء لم نفعله)

لنسير في الإشكالية

فمهما قبل أو رفض أي واحد بولادته  يأته سواء اختاره أم لا يولد البشر لا باختيارهم ويتعودون على هذه الحياة الغريبة فتزول الدهشة بالتعود ...ويموتون أيضا لا بإرادتهم ....

فمهما عاش فمصيره موت محتوم يأته سواء اختاره أم لا

فالموت إشكالية الفكر مفروض لكن الأسباب قد تختلف فالعلة واحدة رغم اختلاف الأسباب....

وهامش الحرية عند المنتحرين تكمن في الأسباب المؤدي إليه و تعجيل الموت لا الإفلات منه ...  

إمكانية الاختيار ملكة مشتركة بين سائر الناس بين الولادة والممات ولكن حتى هذا الاختيار ضمن قيود الممكن ..

يتهكم أحد الأفراد ويبوح بنوّاحه لشخص ..فيقول:

لا أدري سبب تعاسة ملعونة من القدر تفرض قرارات وترفض ماهيتي وحريتي ينبوع إرادة تقاوم الجبرية وتقوّم كينونة ذات تأبى الخنوع والخضوع لأي مصير مرسوم هنا تنشأ الصراع ليمتد إلى الأعماق ويبدأ الغليان  وفوق كل هذا وذاك حظوظ كالسراب تبزغ ترحل...

والقدر يسخر من إرادة قوية وحرية تريد البناء فيصطدم بحواجز فولاذية  تختبئ الأسرار...

 وأخيرا انتهت معركتي مع القدر بهزيمة وخيمة نكراء بعد صراع مرير بعناد وصبر انتهت وأنا أنوّح سري أترتل آهاتي أجمل مواويل . جريمة هي أن أخسر حسرات وصلت علياء الجنان .

 نهاية مخجلة ....

يقترب أحد رويدا رويدا من شواطئ المعشوقة فيدور بين رمال تائهة فيتوه في بحر الحيرة لينتهي به الأمر إلى الضياع فالغرق ولكن هذه المرة في رمال شاردة غرق في حيرته وتردد في أحكامه وعلقها بالنفي أو الإثبات ،تشاءم من التشعب في حياته حتى أمسى وجوده كالعلقم أبحر في شواطئها بين الأفاعي فزاد الخطر بين سموم القمامة سامعا فحيح الأفاعي قرر العودة إلى الوراء فدار ضمن دائرة الرسوم فزداد الضلال أما الثاني قرر الإبحار في الأعماق محاولا إنارة أنوار،ألغاز لينام مرتاح البال.

 نموذج للمناقشة ...

يطرح كاتب الشكاك أطروحاته الرمادية بقوله :

(عندما لا يوجد لون ما في حياتنا فهل هذا ينفي وجوده تماما أم ما خبرناه بعد لنحكم عليه بالحضور أو بالنفي؟)

التعقيب

خير عمل قام به في أطروحاته البدء بالذاتية المحضة لتصبح معيارا للوجودية وبقدر اكتساب الأنا للخبرات تتوسع دائرة الوجود وتزداد حضور القيمة والحكم فالذات هنا مركز الوجود والآخر محيط الذات حسب ما ذهب إليه الشاعر.

فيرد عليه شاعر... يطلب الحوار الهادف بغية الوصول إلى الحقيقة ليقول:

 حياتنا نفسها لون....لون أساسي إما نحسه ونحن نعيشها فهو نسبي.....عن ما نفتقده نحن  يحسّه آخرون.

فبعد التحليل والرد يحلل علاقة الصداقة

الصداقة نحت من كلمتين صدى وقوة ولخفة العربية أسقطت الواو وهذا يعني بشكل من الأشكال أن الصداقة علاقة بين طرفين مثلما الصدى علاقة بين الصوت وارتداده في العمق وكلما كان العمق البر كان الصدى اشد أما القوة فهي تكفل تردد الصدى بمعنى الحفاظ على العلاقة.

ريبر  أحمد 17/5/2006

 

=============================

 

الغرباء

غرباء الليل ينغمسون بنهيق غراب في بحر غريزة غزيرة تفيض من رغبات عمياء هوجاء تضل دروب المسافرين والروح تبقى في الشقاء

وفي غيهب الدجى تتكوم نفايات الحاويات على أرصفة الحانات في أفظع تقزز لروح ملساء وتستمر القذارة في الحياة .

ملامة الأنين بعد الحنين

لن نلوم بداية التكوين أو نتحسر على نهاية محتومة فأولهما قذارة نتنة وثانيهما جيفة نجسة

قدر محتوم مفروض على الجبين أن يخلق أجمل مخلوق من قذارة ويحمل القذارة في الأحشاء وينتهي حياته بجيفة..

نعم مفارقة عجيبة ودراسة تستحق الدراية......

طبيعة مدهشة أن يولد الإنسان وهو مزوّد بدوافع لا تحد ها حدود، عمياء في طلبها تثور كالبركان وحوافز محدودة وهنا تنشأ رغبة كل واحد في هذا السياق إلى التسابق للإشباع والحفاظ على البقاء لأنّ كل الغرائز البيولوجية مشتركة مع حيوانات تحنّ إلى منشئها ....بعد هذا السرد الذي لا يطيب لأحد منا

هل يمكن القول أنّ ماهية البشر كما يولدون (كما هم موجودون) وهل هناك جدوى من هذا الوجود أم لا....؟!

وهل هناك جدوى من المحاولة البنائية ضمن سياق التاريخ البشري ؟!

وهل هناك داعي للحرص؟ والحرص على ماذا ؟ وعلى ماذا ينبغي للبشر أن يحرص؟! عن القيم التي هي من صنع البشر والتي تتغير باستمرار؟!

نعم هناك جدوى ومعنى من الوجود...

الجدوى أن يسعى كل واحد ويرتقي بنفسه من دائرة البشر إلى دائرة الإنسان 

وماهية الإنسان هي في التخارج من قوقعة الذات إلى الآخرين وارتقاء بالبشر إلى الإنسان والحرص على هذه الغاية وعلى القيم السامية فبعض القيم من صنع البشر وبعضها من صنع الإنسان وبعضها قيم موجودة منذ  الأزل.

ورسالة الإنسان اكتشاف القيم الأزلية والتعرف عليها وخلق قيم لا تتعارض مع الأول وبيان عيوب قيم البشر.

.........................

عنكبوت

  أسير العناكب

رهائن الهون

فجّروا تراجيدية مولود

برغبات هائجة حقيرة

بغريزة دونية

 أصقلت هولاً يستوطن الضعيف

ومع بزوغ الشفق

بكاء

لقيط الظلام

على أرصفة الحانات

بجوار الحاويات

يرتجف برودة

يرتشف عذابا

يبتسم

لشوارع دامسة

يصاحب أنثى

كلاب مشردة

تلملم عظام الجزارين

تلهث بلعاب 

تزحف

على مهد مولود

بين النفايات

أنثى كلاب تائهة

وظلام شارد

وهي ترضع ...

رأفة تداعب الرضيع

ويزحف الصقيع

.........

فتمضي سنون الضياع

وتكبر الهموم

كما تعلو

كل العذابات

تمتزج بحليب كلاب شاردة

ويا ليتها تبوح

بأحزان الجياع

...............

هم

يتوسلون الضياع...

ويتسولون بين عناكب تأبى

كل الصلوات

في فجر

أطفال

حفاة عراة يتامى

يمشون بين

الحقول...

يتسللون

بيوت الناس

في ناعورة قمامة

يغتربون

عن كل الابتسامات

لأنذال

ويغيب الإنسان

  ................

وفي لقاء الأمسية

يمسي ضحية

كل الخيوط

برعشة تضل طريقها

في ولادة

يولد عالة منسيا

يقلب كل الحاويات

تفوح الروائح

في شوارع مدينتي

فتنام القلوب

في زخم التأملات

وتهجر الأمنية

************

ريبر أحمد 21/10/2005

===================

 

رؤية خفية للموت

عزيزة تسكن قلب بائس وهي تائهة على مشارف الموت نشفت ريقها وجفت غددها وانهمكت في آثام الحب وذنوبها ذنوب الفراق والرحيل بلا وداع تراخت جوارحها فبدت نعاس نوم أبدي تكحل العيون والمعاصي ألمت الجميع.

أمارة الاحتضار لحظة فريدة من نوعها تتذوقها المحتضرة لمرة واحدة أثناء رحلة وجودها لتدخل عالما مجهول الهوية بالنسبة لمن لم يدخله بعد .

 ففي الموت لذة المساواة يتساوى جميع الناس ومتى ما تحققت نشوة المساواة تجسدت الإنسانية الحقة لتتخلص الروح من كل القيود، وفيه تتجسد الحرية الخالصة والعدالة المطلقة فملاك الموت ما أروعه لا يميز بين جنس وعرق ولون وعمر بين كبير وصغير بين غني وفقير بين عالم وجاهل ولربما تعجز كل المبادئ والمثل التي نادت بالمساواة على تحقيق العدالة والحرية مقارنة مع مملكة الموت أليس من المفارقة وصف هذه المحطة الفريدة

 "الموت " محطة الإنسانية التي فيها تتجلى أجمل القيم والمثل ببلاء مذموم !!؟؟ .

قلنا إنها محطة من محطات الوجود متمايزة عن وجودنا الثنائي ففيها يتوقف العمر الزمني وتتجرد الأنا العميقة عن المادة والطاقة لتبدأ المساواة.

 فالإنسان ينتقل من عالم المراتبية و الممكنات والحيوية بمختلف أشكالها إلى عالم وقف الإمكان ينتقل من مكان المتعينات إلى اللامتعين من عالم الآهات والحسرات والألم إلى زوال الأنات .لست أدري لم هذا الخوف من الموت والتمسك بالحياة رغم معرفته المحتومة بالفناء وهو محطة الأرواح

ماذا ينتقل مع الروح إلى هذه المحطة وماذا يبقى من آثاره غير اسمه و نتاجاته الفكرية وأعماله الخيرة .

لست بصدد الإجابة على حيرتي التي تزول بمجرد معرفتي لمسار الروح .

ومسار الروح تبدأ من عند الواحد ومنه صدر الوجود الثاني كون الأول موجود منذ الأزل ولا يحتاج لموجد بينما الثاني يحتاج لموجد والوجود الثاني على قسمين الأول روحاني متسامي على المادة والثاني مادي متمايز عن الروحاني والأسبقية الزمنية للأول كما إن الأول جوهر قائم بذاته يحدد هوية الشخص قبل الولادة وعند اجتماعه مع الثاني يبدأ الحياة وهي عبارة عن امتحان وبعدها ينتقل إلى الوجود المتمايز عن وجودنا المادي والروحي والروح تنجذب إلى منبعها لذا ينبغي عليها تطهير الجسد في عالم الممكنات كونها تشتاق الصفاء والخلود.

 

ربيعة خاستيان

حبيبتي

وبين الوريد

 يمر سمّك

 وأخباري

تنثر كلمات العزلة

في الأزقة

ترقص

على أوتار عودي

تطهّر

عار الدمع

في قرية أكسبتني

بؤساً

بنظرة عابرة

من عين غائرة

سكنت قلبا بات حائر  

يا ما نمت على اسمها

عذبة ألحانها

نغمت كآبتي

ولحنت وتر الوريد عشقا

باسم بديع الكون 

أبوح بسري

وأقرأ آهاتي

بسطور نارية

أرويها بدمي

فأرى ...

غبار الهزيمة

يتقممُ في الربيع

يفتّشُ

عن سبيل اليأس

فيدور... في زوبعة الويل

ويتكوم مذعورا

في دوّار التوله

في صومعة الهجر

كنثير مهموم يتيم

يتأمل

آخر عذراء ...

فأمست منابري

أكواخا تتولى

في رقة آه

منشور...

وفي الدواليب

فزع آخ مخنوق

يتيمم بحنين مجنون

يصارع

 دلع بال معلق

يشع من حورية بحر

وحول حراشفها

ألف فكرة تدور

فتدعو يتيما

برسالة عطرها

كزقزقة...

 تمسح

غبار الولع

عن جبين

فراشة تحوم

وراء شراشف متيم...

فاستجيبي

لصوت النسيم

ولا تكوني

متسولة تستولي القلب

سكرا بربريا

واتركي

سنين العمر تفور

من كؤوس الهموم

وعلى رسائلي

قلم مكسور..

فدعي

 قناديل النزف

تثور

و على مناديلي

حرف ..... يبقى

في بحر الدم

المقهور...

وقبل القيامة

لملمي

حروفي المبعثرة

والمسجونة

تحت القباب

صفير يجوب النواعير

فلغزي أبجدية تائهة

في جوانح أنثى عندليب

وبسمتي

تختبئ في المداخل

لن أنطق

بما تشائين

يا زيتونتي

ولن أغرس

بهجتي

في بيداء لهجتك

فالعصاب يستمر

وتبقى أجراس الكنائس

فأسرعي

وأنقذي آثاري

 من فيضان

وفي الربيع

أغرقيني في دموعك

بين أمواج بحيراتي

ادفعيني

 هدئي بقايا جنوني

وبالإعصار...

انتزعي

أشواكي المصقولة

بحبات النهار...

وأفيضي

من عيون عطش

بكاء نهر

ودعيني أصلي

في صخب المحراب

كوردة صامتة  

تتمزق بنور المجرات

فعند  اسمك

يقف عمري

وتتلاشى

كل قواميسي

فأنت آخر محطة

في أسفاري

وأجمل مفردة في سطوري 

وأحلى حرف في أشعاري....

وأطول قصيدة في ديواني

 

يا من كنت

تسكنينني

أبوح سري لك

مللت

انتظار طوفانك

أميرتي

حان قدومك

 ********

الجلاد

أجلد

تحت المطر مرة

وبحبر( مم وزين) مرة

وبزخات الغرام ألف مرة

..........

يا وردة روحي

بدأت ....

أنشودة زيتونة

أغنية ليمونة

يامن رسمت

جنات عدن

وجرّعتني من نغماتك

سقر جهنم

وبعثتني

مخاضا من شقاء

تقرعين

أجراسا

لأخوض

خضم مشوار 

معترك أنفاس

لأشم نفحات

ونسمات

........

خصام المخاض

زوبعة فقاعات

على حلبات حمقاء

............

 

كنت زمزم

وتعميد الحب

هِبات

تتحدى الموت

والعاشق

نحلة تمتص الغرام

رحيقا

وتزكي الإنسانية عسلا

والآن أمسيت دمية

 ***********

إلى اللقاء في الحلقة القادمة

ريبر أحمد - 10/10/2005

 

=================

 

أسرار حان بوحها

/ الحلقة العاشرة /

من الناس من يريد أن يصنع شخصيته الفاعلة ويعطي لحياته معنى و لذاته مكانة في هذا الوجود المتشعب، يندفع باتجاه المستقبل منطلقا من الحاضر يعلم أن حاضره محصلة لتجارب ماضيه،وفي المقابل هناك من يكون غير مبال بالواقع يتظاهر بالنفاق دون أن يدري أن النفاق مرض يبتلعه من الداخل حتى يصبح أسير الأهواء .

فهؤلاء عقبات معرقلة للعملية البنائية يقلبون لائحة القيم رأسا على عقب فيجعلون الغايات وسائل والوسائل غايات، يصنعون ستارا من القيم في أطروحاتهم ويغلفون غاياتهم المزدوجة المتناقضة برائحة المبادئ، ليصل بهم الأمر إلى الاغتراب.

فهؤلاء المتقاعسون العاجزون عن فعل أي شيء بعيدون كل البعد عن تلبية نداء الواجب رغم مرضهم. يهربون إلى الوراء دون أن يصارحوا ذواتهم على الأقل يزعمون بالكاريزمية دون بذل يفزعون من المسؤوليات لينتهي بهم الأمر إلى الاغتراب ومن ثم اللاجدوى .

فمن الطبيعي ظهور حالة الاغتراب هنا وهناك لكن أن يغدو أغلب الناس غرباء عن الإنسانية فهذه قمة الغرابة.

والاغتراب:هو شعور نفسي يراود الفرد فيشعر بأنه غريب عن ذاته،قدراته،مشاعره،أفكاره وكل ما حوله غريب عنه نتيجة بؤسه ويأسه من الآخرين وشعوره بالقلق،يرفض المغترب التكيف مع المحيط الخارجي فينغلق على نفسه يتراوح في مكانه ليرفض الاتصال بالواحد، وهنا تتلاشى الشخصية ليحل محلها اللاشخصي أي الفردي،ينغمس في عزلته يدور في دائرة فارغة فتصبح الحياة لا معنى لها ولا قيمة لوجوده اللامعين حتى وأن أستمتع بكل الملذات الحسية لأن " كل متعة حسية تحمل في ثناياها عوامل موتها "؟!فينظر إليه كأنه وعاء العقد والمتناقضات فيلجأ إلى عزلة سوداوية أحيانا وإلى الصمت تارة وإلى التهكم أحيانا أخرى دون أن يدري أن التهكم  وهم زائل يخدع به ذاته والصمت لا جدوى منه لأن الاتصال يمثل ذات الشخص وبالتالي تدفع بالشخص إلى إضفاء معنى وقيمة لحياته لان الاتصال يشفي كل من يعاني القلق.

                                       الوشوشة                              

 

هل العبرة في المضمون أم في الشكل 

لقد ركز بعض الشعراء على شكل القصيدة الواحدة وخاصة في العصر القديم والوسطى فكأن القصيدة انعكاس للقيود الموجود في المجتمع والرتابة المفروضة من الطبيعة لذلك نرى كتاب العصر الكلاسيكي قد رعوا الجانب الشكلي ولربما ركزوا على القشور دون مرعاة روح النص النابض

فالقيود أينما وجدت تعرقل حركة الفكر

و السؤال المهم هو

ألا تقيد الأوزان حركة الفكر وهل عبر أي شاعر عن خلجاته في الشعر الكلاسيكي أم أن القشور كانت الهم الشاغل لأي شاعر؟.

فالمهمة المقدسة للشاعر الكلاسيكي تنحصر على ترتيب الحروف الصوتية مع غيرها ضمن مجموعة من القوالب الموجودة وتزين كلماتها  بصور من المحسنات البديعية

فالقارئ يستمتع بجمالية السطور فقط فكأن مقياس تذوق أي بيت يتوقف على التناسب والاتزان والمساواة يقترب شاعر المدرسة الكلاسيكية من النحات الذي ينحت ويزين أصناما ثم يدمجه في نظام كهنوتي في المعابد هنا يغيب ما بين السطور

أما الشعر الحر فهو يكسر كل القيود ويرمي بالقشور في سلة التاريخ ليركز على هموم الإنسان وآلامه وحاجاته وطموحاته الجارفة. وهذا إن دل على شيء فأنه يدل على عدم إمكانية قولبة الإنسان وتعريفه ضمن تعريف جامع ومانع .

 الرحيل

بعد رحيلك

أخجل

من ابتساماتي

 من تيهي

المنسوج بالحنين

أسأل خلجاتي

هل أرحل من سردابك

أم أبقى ..؟!

وكيف تودين

موتي...!؟

وأنا أموت كل لحظة..

ويتعذب

صقري المجروح

ونجوم الليل

 تغازلني ....

في سهرات   

وأنا أغازل ذكرياتي

المحتضرة...

يا نور حياتي

يا من لم تسقني..؛

بعد اعترافاتي...

.........

يحرّم عليّ

قبلة فتاة

ولو في أحلامي

لكنني..!

اقبلّ كل سيجارة

ألف قبلة ...

يحرّم عليّ

نشوة الخمر

ولكنني..!،

أتجرّع سكر الهوى

طوال الدهر..

يحرّم عليّ الانتحار

وأنا من 

يشرب قطران السراب

ألف مرة...

..........

أقسم بالله ساجدا له

بقدسيّة حروفي

أن أنفذ وعودي

لن أبدل وجه المخطئة

بملاك جناني..!؛

ولن أفضل

رائحة الرياحين

على عبق حبيبتي..!؛

رغم جنوني

لم تتجرأ أيّة سيدة

اختراق حصوني

رغم مكرهن المعطر بالياسمين

أصبر

بطهر المعاني

في الصلاة

في الركوع 

وأقول

رغم نبل كلماتي

إنني تربيت

على رقة الطهارة

واستحممت

بزمزم الذنوب متعمدا

سامعا

أجراس القدسيين

بكلمات خالدة

أنفذ كلماتي

فوعودي تشهد

بأنك حبيبتي

منذ الأزل

وإلى الأبد....

رغم

تبعثر أشيائي

فأنت مهدي

ومسكن روحي

الحزينة

إلى يوم لحدي...

********       

   القفص

سيدتي

يا وردة أنفاسي

ستجدينني

ينبوع عشق

يتدفق

إلى عينيك

متسلقاً ....

فتشربين

كأس سكر

من هيامي

تتشردين

وتسيرين

بين شراييني

..........

أتهجرين أشعاري..؟!

وتغيبين

بين أطياف ندائي

في أعماق ترحل

من ضربات العشق

فمدينتي بزق عذب الأنين

يلحن الويل

ويعزف مواويلا

خالدة تنادي

وتر اللقاء

بعد عتق ريشة الفراق  ....

     ...........

أترحلين 

لأبقى منطويا

بحروف تسحقني

وأراك

تتعذبين  ...

في واحات الغنج

لا تتألمي معذبتي

فوجه الملاك

لن يبوح شعرا

مهما تلاشى جسدي

   *****

   الحيرة

إلى متى والطهارة

 مفتاح ماهيتي ..؟!

إلى متى

والصمت عنواني...؟!

إلى متى

والصبر حصني؟!

إلى متى والصراحة

 هويتي...؟!

أما آن للدرر القابعة

في العيون

أن تذرف..!؟

ولدمي المختنق

أن يسيل..؟

أما آن الأوان 

لشروق شعلة الصراحة

لكي تنير الدروب؟!

فيرحل بؤسي ويأسي

من ديوان عفنت سطوره

إلى أين أرحل

 بعد رحيلي؟!

لقد آن أوان بوحي ..؟!

فأسرار القوافل

وأحزان الطرق

مشاعر الغربة 

دموع الصميم

سيل الخفايا

تجتاحني...

حبيبتي

أما آن أوان لبزوغ الربيع

بعد طول الشتاء..؟

فأنا أتجرّع

القهوة قطرانا

وأرى جحيما مترائيا

يا مدللتي

صارت حرقة

ونشوة انبعاثي

على يديك...!؛

  *******************************

 

  أسطورة

قديم حبي .....

أسطورة عشق اليقين

قديم دفين

تسطرها   

تناغم ذرات

لا تلين

تطير ويا ..

رسول الرياحين

إلى مهب

ريح غضين

وجسدي

هزيل..؛ حزين

بين سطور محفوظة

و عناوين

نهر عفرين يجري

يلد كآبة

وفي الروح

تستكين....

رواية

بعقدة العشرين

لتصفو

بترنيمة حزينة

تتلألأ بعطر

الياسمين...

تُبذر سماء

مثل اليقين

بين النجوم

تنير نوافذ

المساكين

بشموع المعابد

تبدأ

كشمس تشع

روايات الأرض

للساكنين...!.

.............

زائرتي تنذر

صفارة دخانين

لتعلن

موعد زيارتي

مزار الأوزار

عقود عقد الخمسين

في قرية الحسين

..........

فيتوقف زمني

في قرية

كقطار الظلام

في حفرة

أمير حزين

يضلّ دروب

السالكين...

***********

  حلم

هرم هو 

حلم الرياض

وشاخ

من عزائي

في مهب ريح

لعين ثائر..

فلا تشكي

فقد تاه القلب

كسفينة بخار

في بحار الدجى

يعمي تلا فيف حواري

ويقذف هوري

في يتم الآذار

بين أطلال المرجان

تقاسم دوامة سقيمة

طقوس البين المشين

فيتخلف

عن سباق متعب

بزوبعة رمال

بسراب البيد

بأشكال العفاريت

تتوهم

متيّم أنا

بتراتيل

كصدى معذب يتناثر

وجواحي مجروحة

بطعنة سهم هائج

تخترق عظام رميمة

ليخرج صدري نوره

من قفص الحياة

ويطلقه بوجه

الظلام

كي ينير

درب سالك

يزفّ آفاته

كزهر عابس

لا يهدأ

فكيف  تبغين

أن أتحرر

من أسر الموت

لألبس جوهرا

يطلق سواده

عبر طيف مارد

وجوهرتي ناعسة

تنذر العشاق

بندرة نذور

لا تستكين

تلبسني

كضباب طريق

يصعقني

بدوار بائس

بحنين مسكين 

بصفحة قدرة

القضاء المبين

فتلد شؤما

في صفنة تبحر

وتفر

من طيف مجنون..

كقبة صخرة تبحث

عن خلود محب

فلا تملك كلماتها

في اللوح العتيق

فإلى أين تسافرين

بحرقة ألم دفين..؟!

و تقرئين

موعد محكمتي

في رزنامة العمر

القديم..!؟

.................. 

 

                                  أنات الويل                        / الحلقة التاسعة /

 

مع بزوغ فجر يوم جديد يفيق الفلاح الفنان من سباته ونومه، فيرتشف كوب حليب ويأكل لقيمات من حبات العطون ويسمع زغاريد بلبلة،يغادر بيته وبيده فأسه وزاده وبيده الأخرى ناي يعزف أنينه،يسير رافعا هامته خلف رنين أغنامه،يمشي أميالا بين الحقول،يمتّع عيونه برؤية أشجار تتراقص مع أغنيته،لكن الرياح تزعجه عندما يداعب شعر حبيبته الزيتونة فتتولد الغيرة في صميمه ليعكس آهاته أجمل مواويل.

في هذه اللحظات الفريدة من نوعها تمتزج الذات العارفة والفاعلة في الطبيعة فتؤلفان كلا متماسكا.

يدنو من البستان وهو يردد معزوفة الدرب متشوقا للقاء الحبيبة والتي زرعها بعرق ذراعيه وهي تعطي كلما رأت العنان من فنان يحرث الأرض بإتقان من مرهف المشاعر وهو يرسم صورة زيتونة عازفا لحن الأرض.

وبعد أرق أثناء الرسم يرتاح ليتغزل بالحبيبة يمتع ناظريه ثم يلف لفافة التبغ ليداوي حرقة ولعه بشهقات دخان موله.

يعود إلى المنزل وفي البيت تتقمص المرأة صورتي الزيتونة والأرض معا،يرى الفلاح في نسمات الحقول شيئا سائلا من روحه ويجد في الأوراق والأزهار بعضا من نفسه فيسقطه على المرأة لأن المرأة والأرض وجهان لماهية واحدة هي العطاء دون مقابل وضمن هذه الجدلية من العلاقة تتعمق شعورا مرهفا من الوجد المتدفق،فلا يستطيع أي شخص وخاصة الفلاح أن يحبس ذاته في داخله لأن الانغلاق يرهق ذاته وهمسات  الأرض نغمات تهمس في نفسه وصورة المرأة الحنونة لا تغيب عن باله.

لن يستطيع أبدا مقاومة الاحتفاظ بهذا العطر الساحر(عطر الحرث) الذي هو من روحه وهو يقرأ عن بركات زيتونة ولن يكون بإمكانه بعدئذ إغلاق صفحات العطاء وهو يراها تنثر صفاء روحه على البنون من بعده.

في هذه اللحظات من النشوة يستطيع أن يفعل كل شيء لكنه يريد أن يكمّل سعادته فيقرأ الفرقان ليشكر الخالق وليحلق مع طيور الفردوس.

يقف الفلاح على السفوح كلما تبخرت رائحة الزيتون من باله،يسربل تواشيحه بتمايل أفنان شجرة الزيتون مع الرياح،في هذه اللحظات يرسم الفنان لوحته عندما تتموج في الحقول أمواج خضراء.

هنا يمتزج عرق الفلاح مع دموع الزيتون فتتموضع في داخله قوة منعكسة من بركاتها وبتعوّد كلا الطرفين على الآخر تغرس الزيتونة غرستها في حدائق قلب الفلاح ويصبح كل طرف جزء من الآخر فلا زيتونة دون فلاح ولا بركة دون زيتونة ولكن ويا أسفاه على الناس الذين ينسون بسرعة البرق هذه الحقيقة رغم كتاباتهم المدونة على أغصان الزيتون في يومياتهم المعطرة لكن هذه المرة بعطر الرياحين( تشهد على ذلك ).

فالأرض التي تلد عطونة رمز عطاء وزيتونة رمز بركة تتغذى بجذورها من ينبوع متدفق يسمى الأديم والتي لا تملك إلا الأوراق العذبة والثمار المعذبة تشهد عليها عيون فلاح حزين بعد أرق وهو يمسح عرقه على براعم الياسمين يتأمل بحارا خضراء و أنهار الزيت تتدفق من دولاب العصر لا من دولاب العرافين والجان يضرب بها المثل في الصفاء.

ثم تسطر الدواوين لتمسح على جفون الفلاح فرحا بزيت أغلى من التفاح رغم هفوات بخسة من البعض أرخص من العلقم تلاطم جفونه فنسيان بعض الناس بسبب البغض من بعضهم الآخر بأن جذورنا هو أديم الأرض قد لا يتفق معي الكل لكن البعض يتفق معي فالله بارك هذه الشجرة المباركة وجعل في الأرض خليفة وهو الإنسان

ألم يقل الله تعالى " والتين والزيتون وطور سينين.......... "

والسؤال الآن هل يعيش الفلاح سعيدا مرتاح البال في امتزاج مع الأرض ؟!

وماذا عن القائل "إن كل حياة حسية تحمل في طياتها بذور اليأس"؟!

قلنا السعادة وهي الغاية القصوى لسلوكنا والسعادة مفقودة قبل أن يفكر الفلاسفة بها وكل ما فعلوه هو السعي لرسم عالم تتحقق فيه المثل لأن عالمنا عالم الأشياء المادية والمادة مقيدة بناموس محدد يعارض ماهيتي التي أبنيها وسط أفراد يهتم كل منهم بأنا الذاتية ولا يمكن تجسيد السعادة الكاملة إلا في عالم تسود فيه قيمة الشخص الإنساني كغاية لا كوسيلة.

فالسمة الجوهرية للأفراد المعاصرين اهتمام الكل بالمصلحة الخاصة أي تذويب العام في الخاص ضمن دائرة الأنا.

أما الفلاح فإنه يتصل بالأرض وبالواحد موجد الوجود وباتصاله مع الآخرين يفتح نوافذه ويقضي على القلق كونه يستمتع بجمالية الخلق ليذوب في الخير أسمى القيم الإنسانية.

" إن كل عاطفة تحمل في ثناياها بذور العاطفة المناقضة لها "

 

................................

 

 

أنين الأجراس

تصوفت

في المساجد

وسألت دوامة آناتي

لِمَ أبت؟!

وحرمت عليّ

سقاية الزهور

في الفردوس...؟!؛

و الورود في الجنائن ..!؟

يلومونني سيدتي

ولن ألوم حيرتي

أو أجرح براءتك

حتى

ببسمة حنين..!

فاسمعي حكايتي

بين طبقات الجحيم

صدقيني سيدتي

لو وزعتِ حبي

على أبواب السعير

لعاش العشاق

آذار العمر

وزرعوا في المعمورة

حدائق أعناب

تتجمل

بزي الفصول

وتتكحل

بلحن القبول

.............

أتحداك ...

تجرأت وتفوهت

في أشعاري ذات يوم

أتحداك ...

أتحداك في المعابد

أتحداك بصفاء عشق نيرفاني

كم رجوتك

بألا تبتئسي ..؟!

كم تساءلت...

بألا تفترسي براءتي؟!

فأبيت إلا قتلي

وعبثت بحروف ربيعي

لِمَ الخجل سيدتي...؟!

فصبري لم يعد صبرا

مع غروب

وجهك الباهت

فأمسية المساء سنين

كطفل

في أحضان أمه

ميت من الولع...

آه ...

كم فديتك بدمي..!؟

كم تجاهلت آهاتي...؟!

كي

لا أسمع آهاتك

فأبيت..!؛

بسهام أوجعتني

وزرعت بذور الألم

في قعر الأشجان....

حبيبتي ...

صرتِ

زوبعة مهمومة

في رأسي

تتأمل عتم الفنجان

بقراءة

تذرف العرافين

دموعا

وتعترف بوجعي....

ونظرات عيوني

تذرف كبرياء صقر

مكسور الجناح

يرقص رقصات

حلم مفقود

لأمل مسروق

...........

 

 

 

==================

                                                                                       / الحلقة الثامنة /

الإهداء:

أهدي أوجاعي لمعذبتين: للتي أنجبتني وللتي دمرتني , باعت تاريخا وأرّخت مواعيد أحزان

آراء في الخفاء  ......

من الناس من يقرأ ويبحر في النصوص و يريد أن يغوص في أغوارها فيتعرف على روحها النابضة ومنهم من يوحل صفحات شواطئها فينفر من الأعماق.

فالفكرة تتفتح وتتبلور كشمس عندما يبدأ مشوار المبحر في الأعماق مستمتعا بجمالية السطور التي تحرره من كل رتابة ليسقط حريته النابعة من فرادته على كل النصوص  وتعميمها على الحياة.

 فالسابح يرفض قفزات تجاوزية وتبرير أي فراغ  مجهول لذلك  يحاول تفسيره ومعرفته، فقوة الإرادة ميزة المبحر في كلمات  تفتح آفاق التصعيد السامي  بعد قراءة هادفة  تشارك فاعليةُ العقل اللاشعوري العقلَ الشعوري في منظومة كلية.

فهنا يتذوق و يستمتع المبحر بقراءة أشعار مثل( سيمفونية المزار ،تواشيح الروح) والبعض الآخر قد لا يستمتع بقراءتها وقد لا ينسجم مع صورها المؤلمة وألوانها الحزينة ونغماتها الصارخة و يكون غير مبال بها ليحكم على كلماتها بأنها رديئة  ومن هنا انقسم القراء إلى طرفين في معادلة الحكم على النص المعبِّر

فالفئة الأولى لربما غاصت الأعماق وحررت حدود كل الكلمات لتبحث ما وراء الكلمة بمتعة المسافر في حبره باحثا عن الحقيقة وليتذوق أثناء بحثه كل السطور ليدرك بثناء المقصود منها وليصبح بعد رحلة لا تخلو من التشعب والتعقيد والغموض نغمة من نغمات السيمفونية تعزف على أوتار روحه وتملأ نفسه سناء نشوة السُّكْر لكنه في هذه المرة من شعر الشعور لا من خمرة الوجود الفَجَور.

يرجع المبحر إلى الأمام محاولا دفن الوراء في عقله وضميره ولكن وبشكل لا شعوري يربط الكلمات الأولى بالثانية والثانية بالثالثة..الخ كسيمفونية تعزف مرة واحدة ألحان البقاء لا كدائرة الفناء تعود مرارا للنقطة التي انطلقت منها. 

فالمبحر مفطور على المبادرة يرفض الدوران في حلقة مفرغة ويثور على الانغلاقية والتعويدية والقسرية فيشعر بتناغم ذاته مع الحروف بعد اندغامه مع المعاني لإدراكه ما بعد المعاني أي سيمفونية النص ومتانته وعلاقاته العميقة البنيوية والمقصود منه، في هذه الرحلة الروحية تتفاعل منظومة العقل الشعوري مع العقل الباطني

هذا وإن دل على شيء فإنه يدل على سعة خياله وجدية الإبحار وقوة فكره الأصيل و شعوره العميق المتدفق من ينبوع قلبه ومن إرادته القوية.

فهو الذي قرر الانطلاقة والمغامرة بإرادته رافضا المقامرة بعد ألم ألمّ به أثناء الغوص في ألغاز الكلمات ليتحرر بعدئذ من سجن جثته الهامدة وليسمو بعد دموع سالت منه كشلال بعد قراءة نص شعري لتعرّفه على مكنوناته العميقة ومشاعره الدفينة والاعتراف بفرادته لا برفاته وبماهيته لا بهامته.

هذه البنائية المتفاعلة بين الذات والآخر علاقة وجزء من الوجود الحائر تثير الفاعلية أمام الحياة التي تثير دهشة وتعجّب بل الأكثر من ذلك أن كل شيء في الوجود يثير التعجّب ولكن لماذا لا نتعجّب ولا نندهش من الوجود هل بسبب التكرار الموجود في الظواهر الطبيعة واعتيادنا عليها؟!

نعم قد يكون اعتيادنا عليها ،تحسّسنا ببساطتها إذا ما استثنينا وقفة نقدية وتأملية للذات وتمحيص الموضوع لربما تعرّفنا في هذه اللحظات الاستثنائية على ماهية الكون ووصلنا إلى اليقين لكن يقينا تقليليّا (نسبيا) لأن الإطلاق والتمام ما يميز الواحد عن غيره من المتعدد النسبي.

والإبحار في محيطات الحياة والوقوف في محطاتها مهمّة لا تخلو من الصعاب والضياع لكن الغوص في جزء من المحيط  ومعرفته مهمّة أقل صعوبة لذا أردت أن أبحر في لون مميّز من ألوان الحياة تميّزه عن الآخرين،لأن الإبحار في ألوان متعددة تؤدي إلى متاهات وأنا بغنى عنها لأنني أبحث في غيهب الدجى عن مخرج ولم أجده إلا في كتب عجزت الجبال عن حملها .

نعم سبحت في حروف معذّبة ورسمت صور الأحزان في لون مميّز وهذه ميزة الحياة الفانية .

ربما وصف البعض لوني بالغرابة واندهشوا لأنهم لم يتوقعوا أن يقرؤوا أشعارا سوداوية مثل هذه الكلمات الحزينة في حياتهم ومن هنا بذرت بذور التعجّب على صفيحات عقولهم وولّدت الدهشة في نفوسهم.

لكن... ألم يكتب الشاعر نتيجة التفاعل مع الآخرين ما في داخله لينقل للقراء بواسطة الصور الشعرية ،وهذا ما فعلته لا أكثر من ذلك ،فقط وصف الحالة الشعورية ؟!

هل أنافق في عرض بعض الصور الشعرية التي لم أشعر بها حتى يرضى عنّي الناس كما فعل بعض الناس ؟!

إذاَ ما العيب في كل ما سردت من عذابات زيتونة حزينة رمز البركة في الحياة طالما لم أخرج عن قواعد الكتابة ؟!

ألا يمثل الموت الجانب الثاني للحياة ومشكلة الإنسان الأول مجهول البداية ؟!

إذا أراد بعض الناس أن يتقنّعوا وينافقوا ويسرّبوا حياتهم ويقنعوا غيرهم بقناعهم العفن فلست منهم بل الأكثر من ذلك أنني أحب أن أرى الحياة كما هي عليها وليس كما أتمناها أو كما كانت و أيضا أرغب أن أرسم عالم القيم منطلقا من هذا الواقع.

فهؤلاء ينظرون إلى النصف الفارغ من كأس الماء ولا يريدون أن يروا الكأس بكامله ويطلقون تقييماتهم وأحكامهم على النصف الفارغ فقط.

فالحياة هي نعم ولا، هي الإيجاب و السلب ، هي القضية ونقيضها ،هي كل ألوان الطيف هي إلخ  ... والموت أحد تجليات الحياة وجزء منها تمثل الجانب الثاني.

سبرنا الأعماق وتعرفنا على تابوت قبور وعروق ينابيع لكنني غصت في شعوري ولوني وكتبت في الجانب الثاني  وما الموت إلا محطة من محطات الوجود ناموس مفروض على الكائن الحي رغم اختلاف الناس في وصفه .

فلا يمكن للحياة أن تكون عضوية خالصة فهناك وجود غير عضوي كما لا يمكن للحياة أن تكون متدفقة دائما فهناك عدم.

ولا يمكن وصف الحياة بينبوع متدفق وأيضا لا يمكن لحياة الإنسان أن تكون (نعم) محضا أو(لا) خالصا.

فبلا شك أختلف مع الذين يرسمون ويصفون الحياة بنعم ،وبرأي أن العبد دائما يتفوه بكلمة حاضر، و(نعم) يجري بين عروقه  " العبد يفر ولا يكر " هذه هي النتيجة الحتمية لنعم وأيضا أختلف مع من يقول " خلقت كي أقول لا " فالحياة برأي هؤلاء( لا) وهذا ما يذكرني بالسفسطائية وبكل من يقول " خالف تعرف "

فالموت بنظري مشكلة عظيمة من مشاكل الإنسان، ويمثل الجانب الثاني للحياة . وهو محطّة الحياة الأبديّة ،والوصول إلى الخلود يمر من جسر القبور، والحياة الفانية امتحان ويمكن أن نسميها طرف من أطراف البداية ،والمرور بها ضرورة للوصول إلى الطرف الثاني أي الحياة الأزلية.

كتمثيل العدد ( الصفر ) في الرياضيات ألا يمثل( الصفر ) الحد الفاصل للأعداد الموجبة و السالبة اللامتناهية وبتعبير آخر يمثل جسر الأرقام والمرور من أي طرف إلى الآخر

( ......... ,3 , 2, 1  ,0,-1,-2,-3 , .......)

إذا لنبحر في بحر الحروف والأرقام والمعرفة علّ الله يزيل الضباب عن أبصار التائهين وندعوهم أن يلتمسوا الحقيقة في نهاية المطاف لأن " كل فكرة تثير الإشكالية تحمل في ثناياها بذور الفكرة المناقضة لها "

.........

 

دائرة الانتهاء

 

يا أمي المعذبة

لِمَ أرويتني حزنك

وأنا في الأحشاء

أمتص أهاتِك...

حتى الاحتشاء

لِمَ أرضعتِني

الويل..؟!

ونشزتِ

عظام الأسى

ونشرت

آلام أفراحي

أإرضاءً

لغريزة هوجاء؟!

............

يا أمي المعذِبة

لن ألومك

بقضاءٍ قذفني

في مزارٍ مزاريٍ...

يجفف

غزارة روحي

بصرخة مواويل

يا أمي المعذَبة

أبصرت

أطياف الحياة

وامتزجت أنوارا

من عذابات التوله

فلترسمي مصيري

في حفرة مكتوبة

فصيرورتي

دائرة الفناء

......

يا أمي المعذَبة

ولدتُ مع آلامك

من نور عينيك

من غريزتين

ورسمتك عزيزة

ضريبة إنجابي

وكحلتك

برموش حياتي حٌبا

وعيني تفيض

 بالأحزان حبات

وأنامل قدري

ترسم مأساة

على لوحتي

و صفحة قلبي

 صرخة

تتلون بزفيري

ودنيا العذابات

تهرّمت من الوباء

وحريتي

تتعذب

في متاهات مرسومة

تصطدم بصخر

.........

يا أمي المعذَبة مللت

مللت....

من آهاتي                                                                     

من أرقي

من أوجاع عشقي

الممزوجة بالدماء

كشلال

يسيل دررا

وصراحتي لحبيبتي

تنثرني

كزخات مطر

فأهدي أوجاعي

لمعذبتين

للّتي أنجبتني

وللّتي دمرتني

باعت تاريخا

وأرّخت

مواعيد أحزان

وأطفأت بلا خجل

ضوء قناديلي

لأتجرع

زقّوم الحب

 أكوابا منسوجة

من الحياء

..........

***************

==========

 

 أغنية زهرة الزيتون

                                                                       

   / الحلقة السابعة /

 

* قيل أن الموسيقا غذاء الروح والشعر أعلى مراحل تطور الفن لذلك عزفت ألحان جبالي في الربيع  وسردت عذابات خريفي بحروف تسطره أشعاري. 

المزار

 قريتي تروي

روضة عدْنٍ

هي ميركان

حمم بركان

يثور بغليان

يفيض

بآهات متيم مجنون

و(بئر تل) مآلي

جنان عيون

مزار أحزان

مدينة سلطان

..........

وأنت نورُ عينيّ

مسقطي

ساكنة شواطئ شرياني

تسكنين

 يمنا يغلي بويل الغليان

وهذا مأزقي

يا لحن روحي

أروي همومي بأنين

بنبع الهجر

 والرحيل

والهيجان

وأسقي ضفاف بساتيني

لتروي بفنجان التيجان

ظمئ متيم

بزيت الزيتون

بعد عصر عيوني

وخمولي

وحمولتي

تبكي من العصر

لتدمع معصرتي

ودولاب القطرات

يسيل كسلسبيل بعد حين

بروافد السكاكين

تصب بتأجج

في جب الحسين

تسقي صفصافتين

متآلفتين...

متألقتين..

ودموع على الخدين

نهر يجري

كمزار الوديان

يتناثر

في جوف وجداني

كينابيع عفرين

بين أجفان

لتسقي بحنين

بساتين التين

وأزهار الليمون

ترقص

بعد صبر سنين

وأوراق الزيتون

تعزف أغنية

مع زخات نيسان

 شهر سيران

وأنا أنزف

شلال حنين

يا معذبتي

كموطن أرق

وأنت

سكينة شريان

معشوقة ولهان

تتقمصين وجداني

وتقصين أسفاري بأظفار

وتقتلين الجنين

وأسفار الرحيل من العين

إصحاح شارد

من الإنجيل

تستنبطين قصتي من العين

آلام جروح

في زمن الجان

كصاعقة عشق

بأزمة حب مجنون

بدّلت نشوة سكري

يا زهرة التفاح والرمان

 يا لحن رنين

بإعلان التصوف

لدين....

نستعين بذكر

عرش الرحمن

ونواعد رب المغربين

بنسيان..

 أحزان الفناء

فراق عتيق

مهموم من البقاء

لنذوب بعد الذوبان

وفنائي يخلد

بكلمات حنين

للواحد المتين

رب المشرقين

..............

بوقار وبركة التين

بحكمة لقمان المتين

أزكيت حبي

وصبر أيوب

عنوّنت حبي الثمين

.........

*********

المغارة

 كهف أحزان

وشرنقة  سنين....

تذيقني الأمرّين

على يدي معذبتي

 التهاب رئتي

وانتفاخ ورم من دخان

يتسلل كفيروس

ليبتلع كريّاتي

والملا ريا قانوني

تعشق رأفتي وسكوني

لتنظم إيقاعات

أسراري

كمسلسل نفايات

تعذب كبدي

تتفشى بين مسراتي

وتعنون حبي

بآلام سرطان

..............

وأقلام الكهنوت

بوجدان أبي الهول

 أفلام وحكايات

تحكي معاناتي بألحان

وزكام

يغيب عزاءاتي

بين ألغاز أهراماتي

تَهَرّم من تيهي

لتشل أقلام الهون

في قرون الكون

ويبدأ كفن شوقي

من بين رمال عصوري

خُرافاتي

لترعى خِرافاتي

****

الغوص

استفهام علاماتي

كزمن يركض

من ركود آياتي

 وركوض

أنزع عزوف شغافاتي

بعوارض هيمناتي

شلت بزق سيران

 فخملت هيبة فرسان

.......

ثمل بمعاناتي...

شفافية زمن مرهق

من بعض عذاباتي

تتصلّب

بأغلال حبيباتي

وتذبح

 كهولة كفني

لتمرح

 بين أيام مسرحياتي

على خشبات

سريان ويونان

تتوه بين نيران

ونمرود يسلب مفاتيحي

برحيق روح

يمتص دمائي

لتبقيك بين حكاياتي

جثة محنطة

بحدث تقصين

 منذ التكوين

أعترض بفرمان

سقوط طائرة الرهبان

في بحار المرجان

ضياع صندوق النهايات

 أسرار التحنيط من البدايات

أبحث بالمجهر

في المهجر

 بين ألغازي وروفاتي

عن هويتي و رموزي

تتوه ذات

بين سبع المعجزات

 و أزمنة العجلات

عجائبٌ تجري

كحصاد عصري

والسنابل رمز شعاري

أحصد بحنان

فحم المداخن

بآلام المداخل

وأجاهد بمطرقة الأبطال

حبال فرعون

قوة حصون

بكلمات حنّان

لأحرر أولى قبلتين

بعد إيماني

وأسلم  للمنان

وأزور القديسين

لأخشع بعد التدين

هجر المغربين

وأصلي في الحرمين

وأصوم

مباركا صلاح الدين

سلطان  الزمان

صام الدهر بعين

لا تستكين

من عيون هامان

أفتش بمناجل الزمان

بين الراشدين

عن الاثنين

بيبرس ولقمان

 أذاباني

بين حروف الريحان

في المعبدين

حج الحرام

صلاة عرفات

 بين أجنحة العرفان

ديار رب العالمين

.............

حروف دجل لعين

هوة المزالق صولجان

عتيد

رقيق

طوّق الأعناق

بمبجّل الحنين

والمناجم تعوّ ق

 ألوانا

وسويعات تذرف

لأبكي قطران الفناء

 تحن إلى البقاء

 والمكر يبعث جلادا

بعد حين

لجنون ذرات سكر

من ضلال المنافقين

العشواء تدمع سُكَّراً للقاء

لتصب شاكرا مع نعشي

من الشقاء إلى الشفاء

في بحر الميتين

***********

                

 =======                     

                                           

الحلقة السادسة

  آه من سكر الجحيم

 

* إرهاصات جدلية علاقة الحب

الحب أسمى من كل الهوى رمز إلهي في الوجود ونعمة أودعها في الحياة به تستمر السلالة الإنسانية  و بدونه  تقبر الحياة وتقترب ساعة الميعاد لتنتهي عمر المجرات.

من ينبوعه يتحول خيال وأحلام العاشق إلى حقيقة مرئية دافئة بالحنان ومنه تبث الروح في الأساطير ليرسم صور الحياة تفيض من إحساس طافح بالحنين

فالحب قوة فاعلة تدفع الإنسان للقيام بنشاط حيوي تبعده عن الخمول والأرق تدفعه لممارسة فعل وتجنب الآخر لأنه منبع الحيوية الديناميكية وعنه تصدر الفضائل السامية لأن النفس الإنسانية مليئة بالعواطف النبيلة تبعث الحياة في القلوب وتهبها أسمى معاني الوجود تفيض منه مشاعر عميقة أعمق من كل حفرة في الوجود. 

فبدون مبالغة مني أقول أن الذي يحيا بدون الحب يحيا معه في أعماقه عفريت لا يرحم فالحب ميزة الإنسان وجسر للوصول إلى  الإنسانية وبه يتميز الكائن الإنساني عن الكائن الحيواني لأنه يعرف معنى الحب وبأنه يحب  ومتى ما عرف الكائن معرفة مجردة ينتقل من مملكة الحيوان إلى مملكة الإنسان ؛يعرف بان الحب موجود ومؤثر في صميمه .. يحرك سلوكه ويوجهه لينظم حركاته.

فالحب ينبوع العطاء ؛ يحرك حتى النشاط الحيوي،ويدمج ذاتين مع بعضهما البعض؛ فهو الذي يدغم ذات العاشق بذات المعشوقة ومن خلالها يرى الإنسان بأنه جزء من الآخر والآخر جزء من صميمه الداخلي.

يقول أحد المنغمسين في ملذات الدنيا الفانية بعد توبته لمنغمس:

تجولت في عالم مظلم دامس أدور في حلقة مفرغة أعود إلى النقطة التي بدأت منها تائها بين ضباب البدايات وزو بعات النهايات التي تعمي الأبصار جاريا وراء السراب في سرداب كهف قديم.

عشت تائها ضائعا في عالم الخيال المظلم  بين الظلال كمجنون يهرب من المواجهات ولا يبالي ...مسكرا بصبا الملذات أسير كأسير في بحر الظلمات ولا أعرف مصيري.. تاركا القدر كي يصلني إلى بر الأمان.

 سألت حيرتي مرارا: 

من الذي يدفعنا إلى السير وراء ملذات عمياء التي لا تعرف إلا الغرائز ومصيري مرهون بها  كعاشق يجري وراء معشوقة.؟!

نعم يصبح الإنسان كأي شيء  في الوجود بدون الحب... لغياب الدفء من الصدور... فتنسلخ الفرادة من ماهيته ويتقمص الثبات مثل باقي الأشياء .يقول باحث عن الحب:

انطلقت من صفاء روحي لألتقي بروح المعشوقة لكنني ويا أسفاه لم أتعرف عليها؛ وذلك لغياب شمس الربيع عن حياتي رغم أن  وجوه البوم تلاحقني حتى في منامي ...أعيش باقي أيامي في ضلال من أمري ...لا أعرف الهداية إلا بعد لقاءي بحكيم العشق الذي أرشدني ولأجد على يديه مخرجي وشفائي.

تجولت وراء البحار أصرخ من الألم بحروف ألذ من الموز أين الحب..!؟؛ أين أجده..؟! لماذا رحل باكرا..؟!

فيجيبني قريني بنبرة غرابية: إنه في عالم ثان.

بواكير أمل و تحول الضباب إلى الضياء.

أجمل الأيام لروح الزمان هي تلك التي تلتقي فيها روحان في ذات واحدة ؛لأن عرفان الملائكة تدوّن تاريخها في تلك اللحظات السرمدية وتبزغ شمس الإنسانية ليبدأ معها ميلاد شعلة ؛ تنير الأكوان.

فالمخطوطات التاريخية في المعابد القديمة تخبرنا عن أيام الخلود وعن الأبطال العاشقين المعتقين الذين بحثوا عن سر الحياة الأبدية وكانت معظم العناوين تبدأ بكلمة الحب.

فلحظات الحب حسب رأي العاشقين لحظات سرمدية أبدية فريدة لا تتكرر وهي لحظات خالدة تتصف بالديمومة؛فلحظة التقاء أي من العاشقين هي لحظات تقمص أي تقمص كل منهما روح الآخر؛و قد لا تستطيع اللغة التعبير عن رقة وصدق مشاعر العاشق تجاه  معشوقته ونبالة إحساس المعشوقة تجاه العاشق فهذه اللحظات الحيّة خالدة طاهرة بذاتها تسمو فوق مثل أفلاطونية

فالأرواح تفيض من عالم طاهر.. لتسمو مع عرفان الملائكة ....لأن عرفان الملائكة وفيضها قد يرتقي لمستوى الأرواح الطاهرة. فأول الأرواح سكنت الجنان الخالدة ثم تعرضت للغيرة والحسد من إبليس.

واستمرت الغيرة تأكله من الداخل ليحيك الدسائس مرددا تراتيل الكره؛ ليخرج الروح من الجنان وليستمر في ملاحقة الأرواح الخيرة ليحولها إلى ساحة البغض في أرض لم تعرف يوما لتلك الألوان شيئا.

فأول توأم روحاني خلق أراد أن تكون لها مسكن ولكل روح مسكن روحاني آخر تنجذب إليها...لأن الأرواح تتجاذب مع بعضها البعض ولكل روح مسكن من طبيعتها .

وفي مقابل هذا الرأي يحلل دلبرين علاقة الحب لينتهي إلى القول:"كل منا يسقط  صفاته وبشكل لا شعوري على من يحبه"

هذا الاختلاف له ما يبرره على ساحة الفكر الحر ترجع إلى منطلقات كل من التحليلين لأن الأول ينطلق من النظرة المثالية أما الثاني ينطلق من الواقع بعلاقاته كما هو موجود.

وبنا ء على النظرة الأولى فإن كل العلاقات ناجحة بطبيعتها وهنا بدأنا بعلاقة الحب وبيّنا الخصائص الجوهرية القائم على الاتصال الروحي من كلا الطرفين، وهذا هو الفرق مع دلبرين الذي يقترب من  سارتر في  وصفه لكل العلاقات بأنها فاشلة بما في ذلك علاقة الحب لأن كل منهما يريد أن يمتلك الآخر.

أدخل بوابتي

من سقر

لأنام في تابوت

 سعيري

وصقري يذرف ..

على نعشي

كيتيم يتجرع المهل

وفيروس

ينهش منهل أشلائي

 

  * همسات *

همسات تجذبني

 نحوك

ذرات جسد تناديني

قم أيّها التائه

استيقظ من أحلامك

قم لهواك

همسات الدفء تهمس

ونداءاتي

تصرخ ألما

أسمع أهات وأنين

نداءات العشق

صرخات الروح

زفرات الحب

آه وألف آه

من الزمان

يريدونني منافقا

دجالاً

عبر مسيرة دموية

يزعمون أنه قدرٌ محتومٌ

فيطلقونها عليّ

آه من الدنيا

ما أوسع دائرة الذنب..؟!

وما أقسى مرارة الخطيئة

السوداوية..؟!

آه..........

 ماذا أقول؟

أذنبي ..!

أن أحمل الخطيئة..؟!

وأحبّ مخطئة الجنة..؟!

لأرى الربيع

في الحبيبة..؟!

انطقي ...

ماذا أفعل..!؟

هل نفترق!؟،

وقد وردتنا الأرواح

في الربيع..؟!

عند بزوغ شفق

في ليلة بهية..

  ****

  موردي

منبع دمعة حمراء

تراتيل فرحي

ينبوع حزني

كلمات الروح

منسوجة من حروف

اسمك....

أحيك أصواف الحنين

من روحك

لأسربلها رواية حبّ

كما ترغبين

*****

من تكونين؟

بالنسبة لي؟

ملاك عمري

أم زهرة فصولي..؟!!

يا حبة الندى

أنعشت

الروح

حبيبتي

دمعة الشوق أنت

جمرة الانتظار

لهفة اللقاء

منهلي أنت..

أحبك بآهات

من أعمق أعماق

شعوري...

والملائكة تشهد

في سماء

من أين أبدأ ؟

ومن أين يبدأ سروري؟!

لأبحر في بحر حنانك!؟

دعيني

وردي عليّ مرة

واستجيبي لنداءاتي

دعيني

أسبح في بحر روحك

وأشم رحيق عطفك

دعيني ألتمس السعادة

من لمسات يديك

إلى متى أعاني..؟

فالبعد عنك أضناني

     ****

    إلى متى؟

 الروح في العذاب

 تغرق

 والقلب بجمر النوى

احترق

  متى ...؟

متى أتخلص من لومي متى؟

فأنا عشقتك

وآهات الدهر

مهما أرّخوا ميلادي

فأنا

عشقت تنفس الصعداء

المنقوشة في لوحة ميلادي

     ***

    الخمول

 ثمل أنا

 بصبا الحب

أتجرع ماء المهل

 بتنهيدة منهل الرياحين

مجنون أنا

في عالم الرياحين

بين الورود والياسمين

أزداد احمرارا

فادفعيني

إلى السجّين

إن كنت ترغبين

أو ترحلين

إلى نداء حرف

 ألذّ

من خمر العاشقين

    ****

حروف اسمك

 يا مغنجتي 

تصرخ ألما

في صدري..

فابق كما تشائين...

****

وحيد أنا

أسأل عن جنوني

فيرد عليّ طيف يتفوه

أعاشق أنت يا فتى..؟

فلا شفاء من الهوى

إلا جرعة منها

فالبخل أمسى كثيرا

سألته...

 كيف بدأت مأساتي

فرد عليّ

بكلمة تغلي  

وقال

أمغضوب عليك؟

أتائه في أمواج الحب؟

فكيف تتأمل

زهرة الفصول

بعيون ناعسة..؟!

فأعود لأتكئ

على مخدتي

وأرسم

عيون ليل تبوح

بأطيب كلمات

عشقت روحاً

 منذ الأزل

وإلى الأزل

    ****

     السماء

رأيتك حورية

في المساء

 ورسمت صورة

في السماء

بألوان تفيض

تزرع أزهاراً

في كل الأرجاء

تسقى بماء

حمراء زهرتي

تفيض من نبع وجداني

وتجري

 بين شراييني

تنبت 

توأما لروحي

فتكتب

على صفيحات قلبي

حروفا تعزف أغنية

وترتل قصائد عشق

بلحن تردده..

بترنيمة

من طقس داكن

بإيقاع الدجى

فتشع كموشح عمر

بين سطور أشعاري

     *****

 لحظات تابوت

وموت مكتوب ..

ومرآتي سواد ياقوت

امرأة هي...

رشيقة كالدهر

وأنافي تابوتي

أرشف رقيق كلماتي

زجلا مكبوت..

لأزيل غبار بؤسي

وأمسح مأساة أشعاري

 بممحاة كلمات يفوق

 كل مزار

فأبدد كهف قبري

 بعالم رقيق

تشرقين فيه جوهرة

 

  ******

      الدفن

قتلتني

بلوم يتجرّع

قطران الهوى

أيقدني

 بلوعة دوار

كرقصة سكران

 في ذات....

كم تهت في غياب..؟

كم تعصرت

من صرخاتي..؟

وتناثرت ذرات

معاناتي..!؟

من هنا تبدأ

ملحمة الظلام

 في الانتشار

كطلاسم في الاندثار

أصرخ مودعا

عذاب عندليبه

تخمر أحلامي

ويتحطم في قلبي

بلورة مرساتي

    .....

أنتهي

يا سكر المكائد

 انحسري

 في أنياب الخداع

أشعلي نارا

 في جسدي المهزوز

فجمراتها فيّ

 تنادي حروفا

لتعود أنغلاقاتي

فأنطوي على ذاتي

أعتزل

فلا أجد

موعدا لموتي

قبر يهدّأ

لوعة روحي

وطيور الموت تحوم

حول عنقي...

كالقلادة تكشر الأنياب

فتغرز المخالب

في جسدي

فلينها لوا على  جثماني

وليمزقوا أشلائي

كيفما شاؤوا

فعفاريت الجن تسكنني

وتنحت

على صفحات سمائي

أسطورة  وفاتي

*********

 وداع الجحيم

أتفوه

بكلمات سحرية

تؤثر بجواهري

يا قاصة آلامي

أسردي قصتي

وصففي حروفي

 لتسكن نجوم

سمائي...

أضيئي قمري

ولملمي مخطوطات متاحفي

كي لا تدمع

على أفل الحروف

من تفاؤلي

لو سطرت جملا

 لتوردت

مع نسائم جنائني

في أناشيدي وأشعاري

وتراتيل أغنياتي

    ****

 

       الواحة

أ واحة الصحراء أنت!!؟

أم جزيرة البحار؟!

مستنقع الرمل يبتلعني

بعد هجر

من واحتي

تكبلني برمال

أثقلت كاهلي...

في الدجى

تشد سلاسل صدري

تضيّق زفيري

وأنا

على شرفة الوداع

أعلن التوبة

أمام مرقدي

هلوسات

 اقتربت معمدةًً  

لأستحم

بزمزم الطهر

من بعد ما

بذرت بذرة الهوى

جرعتني

من نبع روحها

جرعة

 نبعت من الأعماق

فأنجبت رواية المسك

وعششت فأرّخت

سقر انبعاثي

 فانشلت

سحابات دراساتي

لتبدأ

إيقاعات كتاباتي

منبثقة من الغروب

أقف حائرا

أمام استفهاما تي

أتأمل أحلاماً

تراودني...

 فنظرات الشك

تقبع في مناماتي

وهي تتغلغل

في نواياي

فترتسم الآهات

في نار الغضب

وتتلاشى عندها

حكاياتي

يا سكينة عطري

المذبوح...

ابق وانثر عطرك

 في أشلائي

لأفتح يرقة ذكرياتي

لتضيء كل عناويني

في المساء....

     ******

 ========================= 

 

 

 

 أقحواني ينادي زهرة الزيتون

                                                              / الحلقة الخامسة /

 

شذرات من جدلية العلاقة بين الذات واللغة

اللغة حية وباقية دائما،وهي خير تعبير عن التجريد ؛فهي وسيلة للتعبير عن الفكر والتفاهم بين البشر ولا نخطئ إن قلنا إنّها صورة العقل...وحدها تستطيع التعبير عن مكنونات النفس وخواطرها وخلجاتها ؛لها قوّة سحريّة لغرس المثل في أعماق من لم يستطع أن يغوص أعماقه ،ويتجاهل أسرار ذاته؛ تغرق هذه الذات مرارا في شواطئ رمالها ،والتي هي عالم بحدّ ذاتها تمتدّ بجذورها إلى ما قبل الولادة ؛ومن ثمّ إلى مراحل تاريخها التطوريّ  تقابل الأفلاك .

ألم يقل الله عز ّوجلّ: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم " .

وكل الذوات متصلة ومنفصلة مع غيرها من الذوات...لها اهتمامات خاصة واهتمامات عامة فلا ينبغي ترجيح أي منهما على الآخر،لأنها تتصل بواسطة اللغة وتنفصل بغياب اللغة والحوار.

فاللغة بشقيها الأزلية والمحدثة سواء أكانت من وحي رباني أم منتوج إنساني لا نستطيع أن نقلل من قيمتهما لأنهما تتكاملان وتندغمان مع بعضهما.

فلكل موجود خاصة جوهرية تتميز عن غيرها من الموجودات منطبع في ماهيته فملكة اللغة التي هي شكل الفكر وميزة الإنسان وبها يتميز عن غيره من الأنواع وهي الصفة الجوهرية للفصل النوعي و"علمنا آدم الأسماء كلها"

نعم تستطيع اللغات الحيّة التعبير وبمنتهى الدقّة عن مكنونات الذّات والتي تتطلّب قبل كلّ شيء وقفة كل إنسان مع نفسه،وتأمل ذاته ليستطيع الإبحار في محيط ذاته،وإنارة شواطئه والتعبير عما يجري في أعماقه من حالات سيكولوجية وإيصاله إلى الآخرين بواسطتها فبها تتم معرفة العالم الداخلي والخارجي.

فاللغة هبة إلهية وجزء جوهري من الذات تعبر عن الهويّة الجماعية ،كما أن للحروف والكلمات والجمل قوة تعبيريّة تأثيريّة تفوق خزعبلات السحرة ،وأوهام الشعوذة وزعبرات السفسطة؛بها تتجلى الفكرة والفكرة خالدة منذ الأزل ،وقد عبّرت عن ذاتها بكلمات في كتب تخلّد إلى الأبد.

أقول أيضا: إن الطهر يبدأ بحرف وبكلمة ،وبعبارة والطهارة الحقيقية هي صفاء الروح من البراثن والنوازع والتحرر من القسر الداخلي؛فالكلمة تغذي الروح وتشفي النفوس من آفاتها المزمنة لأن العلاج يتم بكلمات الأزل لا بهرطقات خرافيّة.

فبمقدار بعدنا عن كلمات الأبد يزداد داؤنا ،ويتعفن علاجنا ويزداد ضياعنا فكلمات الأزل هي التي تحررنا من القسر الخارجي،وهي علّة وجودنا في الكون رغم زوبعات وزعبرات بعض التائهين من الريبين.

كيف لا ؟! وقد ابتعدنا عن كل صلة تربطنا بالواحد،وفقدنا هويتنا وأصبحنا نحيا بحاجاتنا الأولية ،والتي تحن إلى منشئها.

هنا لا اقلل من شأن الحاجات ولكنني..!أحاول أن أزيل الضباب عن أبصار كل من يريد أن يقلل من شأن الكلمة.

ندعوهم أن يفكروا هم وأمثالهم بفعاليّة الكلمة التي دوّنت بها أسمى الكتب،والتي يعجز الكون عن حملها.

 فبها عزف الربيع معزوفاته،وبها دوّنت كتاباتي،وسطرّت أشعاري وسردّت ألآمي.

أهدي تحية نابعة من كلماتي المعذبة إلى الأخ الأستاذ عثمان عيسو كما أهدي سلامي من عبق الورود إلى الأخ الشاعر هشيار عبدي.

أهدي كلماتي إلى الشمس التي لم تشرق في سمائي .

أبدأ بحروف مرة المذاق

وأسبح بين أمواج الدم..                                                                 

وأرتشف عصير عذاباتي...

بعد أن أسكبت دمعاتي..

على مفترق الأشواك..

 في كؤوس الأشواق..

     ***

 قطرات الدمع

رسالة الدّمِ

أذابتني

وذات في بحر

يتبخر..

فأين أنا منك

يا حبيبتي

بعد هذياني؟!

وأين أنا

من حياتك

بعد ذوباني؟!

ذقت طيب الحنان

لثوان...

سكنت الدرك

طوال دهري الفاني

**********

   الموت

إن متّ شوقا

فهذا

من أثير سحر

ألّمَّ بسحر حبّك

فتأثرت بكلمات

في حيرة كلام

داريت بطلاسم

بعض حبّي

وصرت أصفو

بعد أن أخفيّت

حروفي

تعمدتِ أن تجرحيني

فانهال على خوفي

تلاحم عذاباتنا

    ****

 بعض حبّي

يداري خجلا

في رهبة

تستفقد جنانا

 تذوب 

في جروح ذات

فإن متّ

غرقا فيك

فهذا من بعض

هباتك...........

أقسي

قلبك عليّ

أم أن النسيان

قد طواك؟!

فوا عجبا !!!....

أتنسين ملاكا

قد سقاك هِبات

أرفض بالآلاء

 كلّ من يقول:

 "ارمِ من رماك"

لحظة ما تركتك

وما اخترتك

لكن القدر احتواك

*** ***

أسقيت نفسي

الدمع بالكاس

بحرارة ألم الفراق...

ببرودة  شذرات الفناء

ومن بعيد...

سمعت.. 

صوتا ينادي

نسمة البقاء

وياليتني لم..

فالتفّتْ

أمواج الرياحين

فلم أجد

إلا صداك

شتاء الهوى

أحرق كل شيء

 بثناء

أثناء دخولي

تعصر الأمعاء

وجمد بسواء

 كل من حولي

 حتى الهواء

فغابت نجوم السماء

رجائي

يا أغلى رجاء

لا ترحلي

فتبذرين 

على مروج شغافي

 الشقاء

لو تدرين

إنّي أملك

قاموس حبّ

يفيض في الشتاء

لتَجَاوز شوقي

كلّ حدود المعاني

وكل الأهواء

لو تدرين

أنّي غارق في الحب

 أكثر ممّا أعرف

من كلمات قاموسي

لتجاوز حبي كل النساء

*******

  أغرق... 

بمفردات شؤمي

أزداد عشقا

الحروف تخذلني

فتخونني الكلمات

أخشع لعباراتك

في ربيع كوني

كالبلبل في الفضاء

أغني

لتخضرّ حياتي

 بعد اصفرار الخريف

لا تسقطي أوراقي

ربيع حياتي أنت.

 لتكوني

 بحرا تتلاطم أمواجه

عيوني

 وأبصر به جنوني

وأرسم نجومي

على صفحة سمائي

كوني

مطر شتائي

أحاسيسا تمطر

عشقا نديا

به تنتعش

 سائر الأجواء.

لا تكوني

خاملة قصر

كوني

 زخات أرجائي

فثوانِ العمر

أقصر من لحظات

 الفناء

***

في القصر

تمزقني أيامي

تبعثر كياني

تبعث أشلائي

تتناثر أشيائي

وجسدي مذبوح

يصرخ

من رقصة الألم

تتمرّد أقلامي

ترتعد كتاباتي

من تجليات نفسٍ

وريشة مرسمي

 ترسم سوادا

يأبى شفائي

 

******

عيناي تتوهان

في سراديب عيناك

في سراب

خيالي يتوسع

فتضيق أنفاسي أكثر

لتعود من جديد

لنقطة الصفر

تاركا قدرا

يتحكم....

والأخيلة تتوه

 في مجرّات الأحزان

بين أفلاك الظّلام

تسري

 في الأعماق

تعبّر

عن آلام مدفونة

تنادي

صور الذكريات

فتتفجر

العيون دامية

والقلب من الحزن

يعتصر

تتقطع الشرايين

تتجفف الأوردة

على رحيل نجوم

قبل أوانها

كوردة الخريف

تذبل حزنا...

ماذا أدون..؟

ماذا أكتب..؟

أأكتب

عن خنجر الشوق

أم أنوثة بريئة في البراري؟!

جفاف شريان 

ذرات جسد تتلاشى

والرمح يسافر

من وريد لوريد

يكفي أن تحبيني

تذيبني في ثغرك

عسلا

سكرا

في غدائر حنان

كعشق بالوريد

يتخمر

يعصف صهيل الوجد

يتبختر..

وعمر الهوى

لا يتكرر

يقطر البوح

من عيني

 كحبّات الندى

 في الربيع

كقطرات المطر

وهلال الصبر

يتبخر

كرقصات صقر مذبوح

على طريق الموت

يتذمر...

قولي

بعد صبر حروفي

فالصبا بحبك

يتعطر

هل نفترق؟!

فغرائب خلجاتي

براثن شوق

يتعنبر..

سراب الأشلاء

يتبعثر

ضبابا

يعمي أبصارا

ليجري الخيال

وأسراب النسيان

كعاشق من الهلع يركض

ويتعثر...

في مآقينا

تسكب النار

بمواسمنا

تضيع الأفاق

فتشلّ الخطوات

وتتفجر..!.  

    ****

  مهندستي

قرأت  روايتي

وأنا أقرأ عيون الدجى

زجلا

تدوّن

قصة عزاء

كقمر

ينير

سطور كتاباتي

وتشع

مخطوطة متاحفي

لتسجل

تاريخا منقوشا

عل جدار معابد

تخلد عقائدها

لتتذكرها كل الأساطير

 المسربلة بحكاية

توحي شعرا منسوجا

بخواطر النفس...

لتنثر خلجات الفراق

بمعاناة عاشق

حزين....... 

فأرسم على مرسمي

حورية جنة

تهندس بشموع الأمل

وهي..

تتأمل عذابات مرساة

بحرقة ولعي

   *********

  يا هندسة حياتي

رممت طرقا شائكة

ورسمت على سريري

وجه البوم

ورميت بسعيد بين الأشواك

وعبدت درب الأسلاك

في سهدي

أتأمل كوابيس مرسمي

فأسمع همسات السهام

وسكوتي سنام متيم

يغيّب مسراتٍ

تسرد أسطورة مأساتي

وسري

كنداء هاوية

تغلي في صمتي

................

مهندستي

مغنجة ترتب

حروف أشعاري

في عرق كلمات

تعبة...

أغرق في دوامتي

فكيف تسربلين

             إحتضاراتي..؟!

وتقصين حكاياتي

بجهالة عنواني

فلست تدرين معاناتي

تقرئين رواية مواساتي

في امتداد يد

إلى مسراتي

     *******

   يا مغيثة عصري

لِمَ

بدلت دفء صدري

بصقيع أوجعني...؟!

وأجاعني برحيل

ألّمني.....

بجمرة الصقيع

في شتاء يحترق

بمسكن يبكي

فتبوح عذاباتي....

يا سكينة أوجاعي

عطشان أنا

ظمئتُ بجفاف واحة

تسبح في دواماتٍ

تجري وراء

مشعل يصم الكون

فيقلقني....

      في الخريف

أبحث

      عن مغارتي

لأرتقي

       إلى مخرج

 واحضن

           ربوع

                    حياتي

        *****

صيف ماضيّ

للخوف عنوان

لقلب يصرخ

بوجه ملاك...

لا تشهري خنجر السلطان

على طهر جسدي

 الهزيل ....

لحظات حنين

مشوه...

مزقِي ما بداخلك

من أفكار شيطانية

وافتحي بوابة العطاء

فالغثيان يلبسني كفنا

فأخلد بدموع

تملأ  مآقيّ

فسلام شوق

معطر بالحنين....

بأحزان

على جدران الكآبة

في كهف

يكويني...

فأحترق

على نافذة ترسم

على سريري

حلما جميلا

أناديك...

بهمسات تجمدني

بزخات البراءة

فأنقذيني....

 أفسحي مكانا

 لجمري

لأراك نورا

 يختلس بناظريه

فأرشديني ... 

 

الكاتب الاستاذ ريبر أحمد  عفرين 26/1/2005 

==================================================

 

 

                            أنشودة زهرة الزيتون                                                                     

                                                             / الحلقة الرابعة /  

 

                              معزوفات الروح

                                                     

 

الساحرة....

ياساحرتي                  

قرأتِ كفّي

بحروف كفني

قرأتِ فنجاني

بهجاء كلمات معذّبة

ترددها آيات

     **** 

بعد رحيلي..                                                                        

نوبات سكر الجنون

ألّمت بكينونتي...

ذوبان في بحر...

طهرني...

هذيان العشق

بات ماهيتي

وجوهري

يبثّ صورتها

بعذاب البدايات

وآلام النهايات

تتفوه بسفر

***

في سقري

دونت ديواني

وعنونت أشعاري

بسكر تابوت

بماء المهل

هجر حبّي

كدائرة الخلود

المترائية

وأسرار الطقوس

الأبدية....

من بعدما سمعت معزوفات عزفت وغذت روحي الحزين

لأبحث بعدما تأملت الأكوان والأزمان وسبرت أغوار الذات عن هويتي الضائعة...

أطرح  مقدمتي المتشعبة بطرح تساؤلات مركزية بعد أرق أرهقني في رحلة الحياة السرمدية لأبدأ من النقطة التي انتهيت إليها كدائرة الخلود المثرائية.  

 دوّن زمن الكهنوت قديما أساطير البدايات والنهايات ودائرة الخلود المترائية نموذجا لهذا التدوين فالظمأ إلى المعرفة والبحث عن سر وجود الأبد دفعهم للبحث وراء الحياة،الوقائع،الحقائق، ووراء برزخ الآهات ليغور في أعماق النفس ولكن تعفّن نتائج ما وصلوا إليها من تقسيمهم للروح إلى شريرة وخيّرة أضلّوا طريق السالكين قديما وحديثا لينتهوا إلى ما بدؤوه لأن الروح طاهرة خالدة وهي سرّ من أسرار الأزل.

لكن تقسيماتهم تنطبق على النفس.

أبدأ بكلمات نابعة من الروح لتستقر في الروح.

  عزف الإبحار   

معزوفات عزفت

على أوتار القلب

وأغنيتي

 زهرة الزيتون  

قطفت قبل أوانها

وأنا عليل بدائها

فاح من عبقها

الحزن

لتنسج على أوراقها

أوجاعا

حيّكت بنسيجها

رواية

لتملئ أنفاسي

 برائحة ملاك أشمها

مفعمة بالطيب

والعطر والعبق

جبلت بالمكيدة

وغمرت عشقا

تفوّح الورود

تفتّح أزهار الربيع

تجيّش من قلبها

عطر الورود

تبزّغ خيوط الهوى

من فجر شفقها

تشفق روح الربيع

في صميمي

أتجوّل

هفوات الأقفاص

وأفخاخ أوقعتني

 في شباك العناكب

******

مرارا أتكفن

 في كهفي

أذوب مع السالكين

في نصل المقاصل

خلجات العشق

 تعشعشت

لأحترق قبل موعدي

بلهيب العشق

ومحرقة المسالخ

تسمع أغنيتي

 

********

أمام المحرقة

أمسيت ضحية الهوى

أتوب

ومقصلة المجازر تشهد

  آلامي

وعذاباتي برزخ

*****

ألم الأعماق

شغافي تتألم

تشتد لحظات شوقي

أقبية توسلاتي

فارحميني

يا صغيرتي

زهرتي أنت

لا تشهري

سيفا بوجهي

لا تمزّقي أوصالي

 انتزعي غرورا

يندس

في أعماق الخريف

افتحي

 مداخل صفائك

للعطاء

وامنحيني

 قطرة الشفاء

لأرتوي

 بماء حبك

 

     ****

عذبة أنت

يا نور عيني

دعيني أتجول

في مشاتل عينيك

بين طقوس النسيان

فأنا

أطفأت شموع اللقاء

ببكاء جبل لا ينحني

لن أتوه

في صحراء جاذبيتك

ولن أتلاشى

من طعناتك...

لأنك جرعة تغذّين

 ينبوع  قوتي

وفيك تكمن منتهى

نجواتي...

    *****

   الغثيان ...

أصبح الغثيان حالي

مرحبا نطقتها !!

فردّت سلاما

و دموعي تلألأت

بنظرات حنين

وداعا

يجوب شوارع اللقاء

مرحبا 

بالتفاتة الرياحين

 بعذاب قبر لا يستكين

يخترق جدار روح حزين 

دنوٌ ونأيٌ

في صرة دم يئن

بخلجة البعد السقيم

كيف تبغين

 أن أهيم بالياسمين

 بعد رحيلك

ارتديت ثوب الكآبة

 بلا أقنعة

علّي أستقيم 

أعترف أن كآبتي

وكر جحيم

حزن حياة

فراق قديم

كآبة الحب بداخلي

وأنت من شرفتك

تشرقين

فكيف ترسمين..؟!

******

يا معذبتي

يدي على وسادتي

أنادي بآهات

 بحسرات تحرقني

بصرخة طفل

في أحشائي

وابتسامتك الورديّة

 تكفي خلاصي

أما يكفيك معاناتي..؟!

        *****

يا ملاك  القلب

صورة الروح

 آنستي....

رحابة قبر أنت..!

 أم حب ربيعي..؟!

فاختاري ..........

****

منذ الأزل روح ما

في دمي تجري

و أنت يا حوريتي

منذ أن لمحت

عيناي عيناك

حبك في أوردتي

يمضي

و أنت سيدتي

 بلسمٌ لجراحي

 دواء لفؤادي

 وجه روح ثان

         ****

القيء....

تقيأت مرة...

وتلمست تقيؤآت ...

ملذات مقززة

من شدة الدوار

من هوى مسموم

غثيان ما في

الأعماق

يتمظهر..

حبك في جذور القلب

يترنح  ضاحكا

ويتصور...  

جوهري

 كينونتي

لا أدري

آه...

لو أني أدري

تتجلين كحورية

 أم جنية

في جوانح سرّي

    ***

لن أقول بعد اليوم

صرختي تهز الجبال

كزلزال أرض

و تبكي منهارة

فوق الرمال ...؟!

صرختي غليان

صدمة  النهايات

وقوة البدايات...

في صدري..؟!

    ****

    الضياع  ...

فُتحت نوافذي

فأضاءت شرفتي

هربت

كعالم غريب

كهوية مجهولة

تصرخ آلاماً...

لتظهر معاناتي

لست أدري

ربما أدري

أنّ تدفق جوهرة

أضاعني..؟!

في بحر

عالم مجهول...؟!

تائه أبحر

كموج يغور 

في لدغة شعور

جنائني

أتجول

في صدفة لؤلؤة

فأذوب صدفة

في نهر المرجان

وأضيع في أواخر

 ضياعي

في صحراء أحاسيسي

الرصاصية...

وأتشوش

رغم نصيحة رمادية

 كصبر فراق

أو صلاة انتحار

تهمس في أذني

كتهمة وردية..

من صراحتي

****

وهم....

زعموني

كهنوت الهوى

مجروح القلب

فاقد النسيان

تارك الصلاة

فهل أعود..؟

لأرتب أوراقا

تتفوه بكلمات شفافة

أرق من النسائم

****

عرفتك

عرفان الملائكة

تذوب الروح فيك مرّة

وتنبثق منك مرّة

في الأزل

كانسلاخ الليل من الفجر

أندهش

 بعد انبثاقي....

قبل مجيئي..

لأكواني

أستغرب..!؛

أعترف بآلامي

فأراك بحيرة ساكنة

 كنهر هادر

تجرين بين جداولي

تفارقينني هديرا

كخرير الدم في شريان...؟!

كوني خُدّرة الدنيا

والآخرة..؟!

قولي...

بُعدكَ شقاء

وشفاء

لأشباح النهار

انظري يا حبيبتي

إلى نجوم الليل

لتكوني قمري

 لأراك

 نجمة

في سمائي....

  ****

نصيحة رصاصية.....

جهلاء الحب نصحوني

دع الحب

يا مجنون الهوى

إنّما الحب

وهم هاجس

خيال فارس...

فحكيم العشق

أرشدني

ما لك من الدنيا

فأنا وأنت

في الهمّ سواء

وكم تجرعنا

سموم الهوى...

 ****

دونت رسائلي....

بحروف اسمك

لا بحروف سمّك

لأبوح سري

يا آنستي

بحبّ أعمى

يدافع عن مجدك

ولو بشتات الأمان

فاحمِ نفسك

من أخطار الزمان

وكوني بلسما

في كل حين وآن

ولا تيئسي

من البعد والجفا

 ولو لثوان

انثري....

من عطرك الفواح

في كل الأجزاء

طقوس رهبان الحب

من  الأشجان...

وأحفظ الروح

حتى لا تغيّب الأمان

وتصفّق الملائكة

في كلّ الأرجاء

والأكوان...

حتى ذي قلب صامد         

في كل آن....

فليحي شموخ روحك

وتطلق العنان 

ولتغدو نسائم قلبك

أزهاراً

على مّرالزمان

فتدفقي

كروح المثل

فأنتِ خلقت

في عصر ثان...

     ***

 ترانيم الروح....

يا ترنيمة روحي

أسرد لك روايتي

مرة في عمري

رواية صقر لا يذبح

 بصبر صمود

انهار والهيجانية

أسطورة

كرجل معدنية

انتهت

واليأس ملحمة

في إرادة فولاذية

تسقط الأسى

كهيبة ترتدي

سواد الليل

باعترافات ضبابية

أتمزق أنا....

فأهجر خزعبلات الهيبة

وأتجول

لأعبر آفاق زعبرية

معترفا

بذنوب غبية

أزور القبور

 لأنسى براءة الصبية

وأشعل الشموع

لأرى شعلة منسية

فتبكي الجبال

على ضياع الهوية

وتغرد الشموس

لقران

لم يعرف فيه وجه الفتية

****

تعود

لتتذكر

آخر كلماتي التي

لن تركع يوما

ولن تسجد أبدا

مهما طالت

أيام العبودية

****

 لن أحمل

شعار الانتقام يوماً

رغم انهيار كياني

أتحدّاك أن تري

دمعة تتململ

في عيني....

رغم البكاء

ولن تري

قطرة دم ينزف

رغم آلام الجروح

فأنا اخترت بجنون

تجرع زقوم مذبوح 

   ****

 

التابوت...

قتلتني

بلوم يتجرّع

قطران الهوى

أيقدني

 بلوعة دوار

كرقصة سكران

 في ذات....

كم تهت في غياب..؟

كم تعصّرت

من صرخاتي..؟

وتناثرت ذرات

معاناتي..!؟

من هنا تبدأ

ملحمة الظلام

 في الانتشار

كطلاسم في الاندثار

أصرخ مودعا

عذاب عندليبة

تخمر أحلامي

ويتحطم في قلبي

بلورة مرساتي

    .....

أنتهي

يا سكر المكائد

 انحسري

 في أنياب الخداع

   ******

أشعلي نارا

 في جسدي المهزوز

فجمراتها فيّ

 تنادي حروفا

لتعود أنغلاقاتي

فأنطوي على ذاتي

أعتزل

فلا أجد

موعدا لموتي

قبر يهدأ

لوعة روحي

وطيور الموت تحوم

حول عنقي...

كالقلادة تكشر الأنياب

فتبرز المخالب

في جسدي

فلينها لوا على  جثماني

وليمزقوا أشلائي

كيفما شاؤوا

فعفاريت الجن تسكنني

وتنحت

على صفحات سمائي

أسطورة  وفاتي

*********

أتفوه

بكلمات سحرية

تؤثر بجواهري

يا قاصة آلامي

أسردي قصتي

وصففي حروفي

 لتسكن نجوم

سمائي...

أضيئي قمري

ولملمي مخطوطات متاحفي

كي لا تدمع

على أفل الحروف

من تفاؤلي

ولو سطرت جملا

 لتوردت

مع نسائم جنائني

في أناشيدي وأشعاري

وتراتيل أغنياتي

    ****

                                       قانون إرادة القوة

                                        هي حياة تسخي

 يقول دلبرين ذات يوم: " لن أبدأ بأيّة مكيدة في حياتي و لكنني أنهي المكائد في عقر ديارها"

وأيضا يقول: "كل منا يسقط صفاته وبشكل لا شعوري على من يحبّه "

ربما يكون هذا هو التفسير الصائب للحب وهنا تتجلى الأنانية الخالصة (حب الذات ورفض الخروج من الأنا)

لينتهي إلى القول :هذا هو سر محبتي للصقر

 "أحب صقرا والحب أعمى في اختياراته لست غنما ولا ذئبا".

                        فبدون قانون إرادة القوة تذوب الحياة بين طبقات الجحيم لتقبّر حياتنا

 

 

 

 

 

 

 

الحلقة الثالثة                                                                   

 شعر الصميم

ديواني................

معنون..........................

بعنوان .............................................  

                            رقصات زهرة الزيتون  ..................

نهايات الإبحار  

لو قدّر لعاشق أن يرسم لوحة لرسم صورة المعشوقة على جدران روحه المنقوشة في اللاشعور منذ الأزل.

فكلّ منّا يحن إلى ذكرياته الأزلية المجبولة بالحنين والممزوجة بالشوق تصدر من آلام عرفان الملائكة تفيض من ذات العشق لتندغم في ذات اليتم.

فالأرواح تسبح بين أمواج المثل الخالدة لتتجاذب وتتنوع كألوان الطيف تجذب كل منها توأمها بعد أن تتجلّى في الفردوس بتجلّيات الملائكة وتتجسّد في جحيم الأرض بصور الجان.

فكلّ منّا يرسم لكن صور العاشق تتصف بالديمومة والخلود لتبق لحظات الشوق كملحمة منسوجة بحروف الروح فأسطورة العشق تتناغم في ذاتين لتجسّد ملحمة لم تبدأ في الأرض بل بذرت سماء المثل لتشرق شموس المعابد.

فهنا أكون صدى المعذبين...

ومرآة حياتي تشاهد نزيف جروحي... 

لأعترف ببعض عذاباتي...

ومعاناتي تشهد على قدم حبي .....

 أتكفن....

 طاعون هو كفني

 وسلٌ ألمّ بجسدي

 جراثيم

 ديدان

 تنخر تابوتي

 تبتلع أشلائي...

 مقيد أنا

 في حفرة

أغنّي ذهول عشق

وبيدي ناي عتيق

يتعذب من مسراتي....

من فصام حياتي

...............

كنبرة تابوت

رقيق

يتلوى...

جذِلا...

على ضفاف

مستنقعاتي...

اهيلت على مرساتي

وحلا  تنحت

قاعات مسفوحة

بنبراس دم مقهور....

مذبوحة الزفرات

   ****

شفافة واحاتي

آبية هي...

خرير ينابيعي

أبتجاذب سراب

يضل..!.

أم بسرداب كهف حزين

أم بحرقة رياح السموم ..؟!

وأنا على سريري

و سرّي

أضحى كلدغة ثعبان

الهجر و الحيرة...

تجري وراء هاجسها

وترحل

 كنجمة البراري

فأمسيت غريبا...

مكرها

أداعب العقارب

في كهفي

****

يا أملي المشرق

رتبي أوراقي

لو صففتِ حروف أشعاري

لعبرتِ القمر

بشهادة النجوم

 ولو جمعت

 كلمات سطوري

 لمّا قرأت

 رسالة غرام

 بعد حروفي...

 وإن كتبت

 جملة من جملي

 لقطعت

 مسافات الأمصار

 وما انتهيت..؟!

كورت فجري

 ليلا

وليلي فجرا

يسهر

مع عزرائيل 

فيتوقف زمني

ويفنى

عقرب ساعتي

لتبدأ ساعة ميعادي

   ****

يا مولجة بأسي

لِمَ ولجت الحزن

من سعادتي

 كالزمن

يهرب مني

ليعلن الحداد

بموسيقة جنائزية.

تشييعا لجثماني

****  

تلمس نبضات

 قلب يابس...

تقرع بوابة جسدي

بوجه عابس ....

فأتجرع الهوى

وتتمزق شغافي

من شفاه كأس سلاف

 أسكرني...

  ****  

ناديتها 

فارتد الصدى

حروفا

ويا ليتها لم ...

حلقت عاليا

في جوانحي

بابتسامات بهية

تمسي علاجاتي.... 

   ***

تتجاذب أرواح

بعطر الرياحين

فتنتهي عندها

 كلماتي...

 من ولع عذاباتي

في برزخ

آهاتي..

******

جريمتي .....

أنهار أنا

تضيق شهقات صدري

أختنق

تنهمر قطرات المطر

على أخاديدي

 وتجري...

تغيب شمس الربيع

عن بالي

وتموت الخلايا

في وكري

    *******

أحتار

تحيطني تساؤلات

أغرق في بحر

 خيالاتي

 أأنا مجرم؟!

ما جريمتي ؟!

أصعب من الانتحار

أقسى

من كل عذاباتي....

أين هي ابتساماتي..؟!

  *****

أجريمتي:

 إني أحببت..؟!

وأفلت كل نجيماتي

أبعد هذا الذل هون

أم هنا

تقف كلماتي..؟!

   ***

 جريمتي....

جريمة عاشق

 ارتاد حلقة العشق حديثا

 فماذا أنت بفاعلة

 معذبتي...!؟

 ****     

جريمتي

وأيهما أبشع جريمة

أسر روح

في قفص العذاب

أم قتل عاشق

 من دون ذنب..!؟

جريمتي

 ما بعدها جريمة

تفوح

من عبق أزهارها

شلال ممتزج

 بالدم...

والله

لن أتفوه

بمفردات مبتذلة

ولن أقول

كلّ شيء مباح

 من أجل الهوى

فجريمتي

لا تغتفر

سيلان دمع

من أعماقي

   ......

 كالجماجم

تتمعمع دلعا

بمقدمة

تبدأ ولعا

أجعجعة الهمس

أم زوبعة الوهم ؟؟

تسبر الأعماق..

لتسربل غشاوة

من عبق أشمّها

كطهارة أفق مزمزم

تنبعث وهجا

حزنا.....

على احتضار

ذكرياتي..

 *****

تعجبٌ..

أهيكل مزار أنا

أم قاموس شؤم..؟!

أخوض الأغوار

لأقرأ

 سطور البؤس

ومعجم الأحزان..؟!

...........

فنفسي

ترحل مني

بعيدا....

عن مدينة

شاخت فيها شموع

واغتربت هيبتي

وانهارت

كلّ  قلاعي

أهرب...

من ضجيج أفكاري

من ضوضاء

يسكن أغواري...

من ألغاز مستعصية

في رموز أشعاري

من ضجر يابس

 في اعترافاتي

و معاناتي تعترف.......

    ****

وجود الأسود مزقني

كالعدم يبتلع

فناء وجودي

أيّ ظلامٍ

بشّر بولادتي ...!؟

أيّ سوادٍ

أوجدني..؟!

أيّ خريفٍ حزن

خلقت فيه...؟!

أي غريزةٍ هوجاء

 أنجبتني....؟!

كمولودٍ يبكي

بوطأةٍ يصرخ ندماً

من الألم...

ألمَّ كينونتي

بخروجي

ونداءٍ

تخر له

الجبال سجّداً..؟!

الله أكبر؟!

في أيّ مزارٍٍ مثلجٍ

بعثت.؟!

لترفضني

قبور الصقيع

زائراً في المزار..!،

وأنا...

على شرفة الاحتضار

وعذاباتي تلبسني

 بياض كفن

أيّا حبّا

لِمَ فارقتنا..؟!

ولم تنجبنا..؟!

أَكُتِبَ علينا

أن نكون

 شهداءَ عشقٍ..؟!،

ونحن خلقنا

من لفحة الزمن..!؟

بلا إرادةٍٍ  

لن أحزن بعد اليوم

لأنّي اخترت زقوما

وتجرعتك علقما

 بمحض حريتي

فأعترف

بأنّك قاتلتي....

******

أتساءل

أمقنعٌ أنا؟

أنادمٌ أنا؟

أفكلّ ما قلته ذات يوم

هو هاجس خيال؟!

موت محال؟!   

تلا فيف جمال؟!

مصبوغ..

بألوان عاطفة ميتة

أ كبرياء جبل أنا....؟!

أم خشية جبروت

أم انشقاق ظل غاضب..؟!

        ***

لن أخجل

من رعشة عشق

رعشة غضب

يبتلعني

أدخل

ساحات التوبة

تتحطم أحصنتي

فوق أوديتي و تلالي

تنهار أعصابي....

أشهر مقامات السبع

وأسرار الطرق

كي أتصوّف

معلنا الحداد

لن أقول ثانية

اسألوا

ملاحم أبطال

أساطير تاريخ

هامات جبال

سيمفونية فرسان

وألحان الوديان

 عني ...

     ****

لن أتجرأ بالقول

بأنّني

أسطورة أساطير

فارس فرسان

فأنا ممزق.....

أوراقي مبعثرة

طلاسمي مفككة

نواميسي مكشوفة

    .......

ألملم أوراقي

أرمم جرحا مسحوقا 

بسهام الخوف

والسهد بات عنواني

     ****

عفرين 1 / 1 / 2005

==================

نازلي هي زهرة الزيتون

 دراسات فكرية

 (( 2 ))

  بدايات الإبحار

قبل أن أهدي كلماتي أسبر الأعماق لأصل  بر الأمان

 وأنقش قانون (إرادة القوة) على صخرة شطآني بأنامل ألماسية

أتفاجأ!

 بقسوة قانون اليابسة المرّة المذاق كقطران غليون مرّة لا تطاق لفت حول عنق الحياة فأمست الحياة مملّة وأكثر رتابة وسوداوية ممّا كانت .

فالرتابة القاتلة تدخل في تركيبة ماهيّة الطبيعة وتتمظهر بهويّتها لتفرضها على فرادة وحرية الإنسان ولتتموضع بذات الإنسانية.

فسكون الأفلاك كمعطى لتأمّل يقابله قلق الضمير المنعكس من الوجود لتبحث عن مخرج أنطولوجي ولتثير تساؤلا ت عقليّة حية تنبثق قلقا من نواميس الوجود.

 فالقلق سلطان الفكر يثير تساؤلات عميقة منبثقة من صمت الوجود و مسوّغه الجوهري يرجع إلى التعارض  بين ما ينبغي أن يكون و ما هو كائن.

فالقلق مجهول المصدر بخلاف  الخوف مصدره واضح يومض بمسوغ.

أ إشكالية التناقضات أم تناقض الإشكاليات؟!

الحياة تثير الدهشة.

 والمو ت إشكالية الفكر يقابله تعجب منعكس من الضمير.

المفارقة تكمن في خوف الذات من أ لغاز ومشاكل الوجود.

 وحريتي أنا...

 ترفض رتابة الطبيعة كي تزين الحياة بإرادة النبلاء.

أثور بلّاء..

على تحديات

على  ثلج

على جمرة

أستجيب

 لصمت بركان بصبري ...

أتحدى..

 كهولا ...

مجهولا ...

هوانا ...

كفنا...

والآخر يهجر فرادتي

أتحدى

غسل جثتي بخلود كلماتي..

معان ما بعد سطوري..

لأتمرد...

على بياض صفحاتي

وأبني إمكانات تتفتح

تعبّر جسر الخلود

لأصنع تاريخي

بإرادة خلاقة

وحرية تدونها صراطي...

فأنادي حرقتي بحروف

وكلمات  العطاء و الحنين

تنادي:       

يا حبيبتي

لحن روحي أنت

 معذرة منك سيدتي أن أتناغم مع أحد عظماء التاريخ الذي أرّخ أفكارا بمداد دمه متفوها بحروف في عيد الأزهار رغم وجوه الشاحبة :(إنني أضحي بنفسي في سبيل من أحب لكن أضحي بنفسي وبمن أحب في سبيل وطني)، والآخر الذي غنى أغنية الشرق ومجد رسالة الفرسان التي تتفوه بكلمات أطيب من العسل حين قال: (إنني لم أجد امرأة تصلح أما لأبنائي إلا المرأة التي أحبها) ( نيتشه) وكذلك  ( لا خير في أمة فسدت منابت أطفالها) (نيتشه)

نعم اختلف مع الأول لأنني أرى بأن الأرض مرآة لعطاء المرأة.                                 

 فالمرأة والأرض رمزان للإخصاب والإنجاب لكن المرأة تنجب عظماء مبدعين و ترسم من نبع ذاتها مثل عليا تزخر بالعطاء والشوق والحياة فحلاوة الوطن انعكاس لروح المعشوقة،والثاني أذوب في حروفه وأهدي روحي رخيصة لكلمات تشرق من الشموس..؛ لتنير الأكوان.

فلعلّ اندماجك بروحي وامتداد إليها يخلق تناغماً وتتورّد الأرواح في مثل أبدية خالدة ،وبرأي لن أبالغ عندما أقول أن الحب السامي شعاع  يشع من ينابيع الأرض ؛ لينير السماء في أمسية المساء كشعلة تنير الدروب المظلمة ؛هذا وأن الحب ضروري لغرس أبطال وزرع مجتمع نبيل يخلو من آفات مرضية.

أما الآخر الذي عبر..؛ خير تعبير عن علاقة المرأة بالأرض ؛ فالمنبت الطاهر تلد نوابغ تنبع من ذات المرأة..وهي الأم والمحبوبة التي تستحق التضحية بالدماء من أجلها.

فالمرأة هي التي تعالج  النفوس وتشفيها من أمراضها وفي المقابل والوجه الثاني منها يسمم الذوات إذا أراد.

حرباء هي

 لكنها

غزالة الملائكة أيضا

سميتها عرفان الملائكة

تقبّر الحياة

لكنّها ترسم

جنائن خالدة

تجري فيها الأنهار السبع

كرمز عطاء متدفق

في ينابيع عدن

لكنها...!
تطلق زئير شحها

لتجفف واحات الصحراء.

خلقت من ضلع أعوج ،وهذا ما قاله محمّد(ص):

(واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهنّ خلقن من ضلع...).

ورغم ذلك سكنت الجنان

فتسببت بتعاسة العالم

كمخطئة .

تتمنعن أمرا وهن راغبات.

في المقابل

أشهد حسب تجارب الفلاسفة أن الأنثى تجسد ذات الحياة وتزينها بأبهى صورة...

تهب السعادة ؛

فهي روح لأجساد متناثرة.

لكنها

 تبدو تارة كماء المهل

ربما أختلف مع نزار قباني عندما قال :

(الحب ليس رواية شرقية

يتزوج في ختامها الأبطال

وإنما إبحار من دون سفينة

وشعورنا أن الوصول محال).

 وأيضا أختلف مع غيره من الشعراء لكن ينبغي أن تقال كلمة الحق السامية.

منطلقين من حروف (فولتير) ( قد لا أتفق معك بكلمة واحدة ممّا تقوله لكنني أدفع عمري كي تقول رأيك)

نعم وباختلاف مع البعض والانسجام مع البعض الآخر، وبعد دراسات عميقة قد أضع التشخيص الحقيقي والتنظير الصائب.

ففي التحليل الأخير لسيكولوجية المرأة تبين أن في لاشعورها وفي العقل الباطني  تعتبر ذاتها تابع للرجل  وجزء منه.

لتحزن من أرادت أن تبتئس ،ولتتذكرن حروف ( أرسطو) ( أفلاطون صديقي والحق صديقي ولكن الحق منه أصدق)

لذلك أقتدي بكلمات الأزل

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المنير: ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فالعلاقة التي تربط الرجل بالمرأة  حسب تجاربي علاقة انسجام وتكامل  ...

هنا أسرد بعض معاناتي

 الخراب

مهموم أنا

ونهاية يسربلونها

من موت ينسجونها

في دوامة تدور

 بتراتيل

 قلق أنا

من حفر القبور

من أحلامي

أن تموت آمال

في آلام أحشائي

وأنا

على حافة الانتحار

قلق من مصيري...

من مجهول يختال

حولي...

من صمت عظام نخرة

من جماجم تسحق

 أنفاسي...

خائف 

من صيرورتي

فأعود

إ لى كهف حزين

إلى سرداب قبر قديم

أعقد قراني

وسط طقوس الفناء

بعروس الوهم..

أسرد ملحمتي

داخل مغارتي

تحت ظلال الصفصاف

أحفر على عيدانها

نبأ الهجر

طلاسم السحر

لمراسيم الدفن

فأقرأ ما بعد سطوري

 لأكتب همومي...

بماء الفراق

على ضلوع أطلالي

*****

مهموم 

بشعوذة  التراتيل

على ضفاف المجاري

 الكريهة....

تتعفن المنقوشات

بحروف الأشباح

كرموز  كلمات

تسطرها ...

ورسوم أر...

كشبح  جنية سرمدية

تقرع بوابة روحي

فتدونها آثار متاحفي 

   لأتحطم....

وأتجرّع قطران التبغ

بعد جفّاف ينابيعي

أسهر مع  النجوم

برشفات قطران القهوة 

أتأمل عيون الليل

وإذ براياتي تذرف دما...

سيلان أوردة رثائي

ربيع عمري

مهر روحي

أهديها

هبة لأرجائي

لأحفر ببؤس أشعاري

على جدران أشلائي

أوجاعي...

أهديها لك معطرة

يا معذبتي....

كيتيم

قصد دربا

فحلّ في  مدينة البوم

ونظر هاربا

ليرى شؤمه

على شجيرات

لتبدأ مأساة فنائي...

فتنتهي

تراجيدية نهايتي

كملحمة معنونة

بالغراب

.................

كمسكين

يا ساحرتي

مشعوذة أنت

 لِمَ بدّلت قوس قزح

برمال الصحراء..؟!

لِمَ غيّرت

أطياف الحياة..؟!

بصخور

لِمَ استبدلت الربيع

بشتاء..؟!

وأحضرت كفني

بزجل الأغاني

كسفينة تبحر

دون ربان..؟!

استكبرت

فرضيت بالهمّ

لأنك بدّلت سواد ردائي

بكفن مثلج..؛

أعتم من الظلام..؟!

أرى فيه

برودتي..

جفافي ....

رماد حياتي ...

سجّلت فوق مرقدي

بحبرّ معاناتي...

*****

مكبّل أنا...!

 بأغلال مقاماتي

صرخة روح

كملحمة الأسى

تترجم صبارا

بعد موت مرساتي..

 وتخلد عصارة

 سلاسلي....

كآلام  ذكرياتي

ويقرؤها كلّ من

أدرك مأساتي

بعد غياب مسراتي

 

 الكاتب : أ . ريبر أحمد   rebar@maktoob.com         mobile : 095-729563

 

===============================

==================

 

 

لن أعنون أشعاري بكلمة الروح

لأن

ديواني

معنون بعنوان:       

زهرة الزيتون

الإهداء:

إلى المرأة التي غابت عنها ابتسامات الدنيا وتاهت بين أمواج البحار ضاعت في عالم المجرّات وسط ثقوب الظلام سميتها زهرة الفصول.

أهدي ربوع حياتي وروحي تشهد على كلماتي إلى زيزفونة العمر.

سميتها أنا زهرة الزيتون

معشوقة العاشقين التي لم تأت بعد.

أشرقت لكنها لم تنر سمائي.

أهدي ربيع عمري من بعد ما ذبلت الابتسامات

و زالت ضحكات الوجوه من العيون

أناديها:

مرآة ذاتي...

صورة حياتي...

أنت مغنجتي

يا وجه عمري

 حبيبتي :

معذرة منك أن أنصرف ولو لثوان وأندمج مع صفاء روح الكاتب و أختلف معه رغم طهر طهارته و تعميده بماء الزمزم الذي تفوه ذات يوم بكلمات ألذّ من الروح حين قال: (أهدي نصف روحي لوردة كي لا تذبل ونصفه الآخر لطفل كي يبتسم ).

والآخر خير ما عبرعن معاناتي:(على وجهي ابتسامات الدنيا وفي قلبي طفل يبكي بشراسة).

نعم أرفض وبشراسة كلمات أشهى من الروح إذا كانت الوردة هي وردة الحدائق لأنني أيقنت منذ القدم بأن عطر الورود يفوح من عبق المحبوبة وهي وردة الورود.

وأختلف وبقوة مع الرأي الآخر إذ لم يقصد آلامه في الأعماق بغياب شمس الربيع عن وجه المرأة التي يحبها فالطفلة الوحيدة هي المغنجة وهي ينبوع براءة الأطفال .

أهدي سلامي كما أهدى صديقي من قبلي دواوين أشعاره المعنون بـ (تواشيح الروح) و(صرخة مذبوحة) ؛( والصمت مفتاح لساني) إلى عرفان الملائكة عالم المحبوبة لتستقر في صميم الروح ولينبثق نبع الدم من قلوب العاشقين.

أسرد حكاياتي بعد أن أفلت كل نجيماتي وبعد احتراق نجمة حياتي عبر مسيرة  الصحراء بين قوافل الرحالين مع السبع في الطريق. 

أهدي إليه في القبر وأشعاره حية من بعدما ضمت حروفي بين أشعاره لتذوب بين كلماته الخالدة.

يالها من سكرة

 يالها

لم أشعر بها طوال عمري

 كلها

ظمئت ولم أجد سوى

 كأسي

 يشبع قلبي ويرويها

ضاقت الدنيا

لقلبي أنا

فلم أجد غير ظلك

 خيرا يأويها

عينا ك

 والنور الذي يشعُ منه

تفجّر الروح في فيحاء قلبها

فيغدو الموت مصدر حكمها

أن لا حياة لحبّي أنا

فيما أشدّ ظلمها

عشقتها ولم يكن

 ذنبي أنا

وإنما حكمت الهوى

 على قلبي بحبّها

أصبح قلبي ضحيّة لحبّها

وغدت من بين ضحايا الهوى

وحفرت على جدار العصور كلّها

مثلا للأجيال يضرب بها .

كما أهدي بدأ كلماتي لبكاء مولود رافضا الحياة  سميته أنا نجم الظلام.

أ مقدمة الحب

أم ضربة الصاعقة..... 

هنا تعجز لغات العالم الحية عن معرفة آلامي و معاناتي المكنونة في الأعماق.

فكيف للغات الميتة أن تعرف نداءات الروح وصرخات الصميم؟!

وهنا تذبل معان حروفي وعشقي المدفون في المزار قبل أوانه متزامنا مع  إجهاض ربيع عمري قبل عطائه كالوردة التي قطفت قبل أوانها...

لم يصل محروق الدرب إلى صدر الحنان رغم سيره آلاف الأميال فحرّم علينا ابتسامات الربيع بعد وصول النبأ لنعيش شتاء الحياة.

والآخر الرافض للحياة ؛ انتهى من البكاء ولمّا ينته منه بعد ليعيش جحيم النبأ ويتذوق سديم كل عذابات الدنيا.  

فالعلقم وجد بخطيئة الأولى واستمر  مع مخطئة الجنة لتذقنا كل الآلام والمعاناة لنحمل على أكتافنا تعاسة العالم ونعيش قسوة الحياة كزقوم يعصر  الأمعاء.

أسرد ملحمتي بحروف مرّة المذاق خالدة لا تطاق تنبع من بؤس العاشقين. يارمز حنين وشوق...

توضأت بزمن ينزف

من الوضوء

توضأت

توضأت بدم شهيد مرة

وبدمع العشق مرة

أينعت صفحاتي

 ونبتت في سماء

لتصلي

بقداسة تعزي

وتعشعش

بين حروف سطوري

في أعماق تستحم

بدوار شطآني

بزمزم عشق قديم

في دوامتي

    ****

طهرت الطهارة

في يوم

فوران دم ..

كأعصاب تتوتر

في بؤرة شعور يختلج

من نبضة تغلي

بصرخة غليان العشق

بيوم هائم

 ترفع رايات

برفرفة شوارع قلبي

فأعلنت الحداد....

بعد إغمائي

وسط ذهول الجموع

يبكي

حملت راية الهوى

بعد فصام أصاب

 قلمي

كتبت تاريخا

بدمي

فشلّت راياتي

في عنق سبع

ينزف ...

من جروحي...

لتؤرخ حبر صقري

فجرا ليومي ....

بعد عصر معاناتي 

سموني

طليعياً

لا يعرف وجه الانتقام

بخطى مقدمة الدوارين

الله أكبر؟!

لماذا الموت يهرب

مني؟!

ورصاصة البرق

تبعد عني؟ 

تطير كرعد

بين أشلائي

وساديّتي

تغيب لا تبالي

كقراصنة تأبى مواساتي

و تستقر كذكرى جنوني

لتؤرخ كل حكاياتي

بسيمفونية حزينة

يتفجر بركان سماء

كصقر يذرف

في ربيع قصتي

تشع من حروف دراساتي

يسجل ميلاد

 انبعاثي...

**********

أقسم بالله

لا أعرف معنى الغدر

أتعب وسادتي

أثابر

فراش مرضي..

خيانة عصري

كذب المعاني

رغم

زحف الدجالين

إلى دوامتي

أصبر في سريري ..

 أتعب

رواسب عالمي

تعفن زمن

من عزائي

....

تعجز سطوري

لتصمت كل عناويني

وتخلد حروفي

كنبع عشق بائس 

يفيض من هوى صاف

      ***

بسم صدق وجدان

أكتب رسالة بمداد دمي

بعنوان عشقي...!

أبتدئها بحروف اسمك

بأعماق تهمس

    حبيبتي....

  روحي الثانية....!

أسربل حروف الروح

وأعزفها على أوتار بزق

بلحن منسوج

بسيمفونية عذبة

وأحكّ أزهار حنين

 تتفوه ببضع كلمات.....!

من حروف نورانية

تطهرني.....

من كآبتي

ومعاناة خلجاتي...!

من حزن يسحق

 بوحي...

 فيتثاقل لساني

 وقلبي يعتصر دما

 وعيني تطلق زعفرانها

على احتضاري..!

أكتبها لك وحدك

لأن شوارع مدينتي

أمست مظلمة

 في الدجى

كسواد

يبتلع دفء  صدري

ليحيطني كخريف

غريب عن ذاتي...!

بصمود صبرٍ

أطلق مواعيدي

لقنديل الهجر...!

عسى تبزغ الشمس

كأسطورة حب

 في المعابد

 تسقي كينونتي

قبل رحيلي...

   ******

أنا يا ساقية شراييني

تائه في بحر ذات...!

أتوغل

في مواعيد حلم

لأكحّل عيون الربيع

علّها تغطيني

بدثار الحب...

همٌ

هو عشقي

يا لحن روحي

نحتِّ قلبي بحروف

تسبح على خريطة

جدراني...

بدأت ِمغنجتي....

أسرتِ روحي

في فضاء قلبك..,,,,, 

وغمرتني

عذابا لا ينته

يا ساديّتي

 يا سيدتي

ارحميني

ولو بنظرة حنين

يا ساحرة أمير الظلام

كجنية تتلبسين أعماقي

تسافرين

بين تلا فيف أحشائي

فتندثر

كل أشلائي...

فهل سحرك نور متاحف

أم ظلام قبور..!؟

داء ملحمة

 أم دواء لشوقي...؟!

يا فؤادا متيما

في مولد متدفق

بكل كلماتي...

فجرتِ ينابيع عشقي

وجرّعتني  كأس الهوى

وأنا أرسم وجه الحب

على سحاب ضميري....  

رسمتك صورة

في أعماق صدري

تتقمص وجداني

  المقتول...!

فأمسى الجمال

 معيارك

مرسمتي

 يا معذبتي..،

لست أدري ما أقول

     ***

أ لقاؤك بداية تاريخي

أم  نور ميلادي..!؟

وذاتك يا فاتنتي

كجلمود صخر

مثقولٍ

بحبات الندى

على رمال ضفافي

 يا مرآة روحي

أقرئي روايتي...

وتعرفي على رؤى ذاتٍ

تذوب

في بحر يتبخر

كحبات الندى

على  شطآني...

   ******

أرجوك

يا قاتلتي....

أشرقي 

 كشمس الشموس

مرصوفة في ذكرياتي

كحبات لؤلؤ منثور

في الربيع...

معك

نودع الخريف

لنبتسم

في ربيع آت

      ******

جهال الغرام سهام

يسربلونها

نزيف الجرح

قد صوّب بإتقان

وها ذرفت

درر المحبوبة

             أنشودة...

مخضبة

        بدمعة الدم

                            القاتم 

              ...........

أيا روحا

تجرعت ألف جنازة

محيط الموت

ما اكتفى حزنا...

ألا فليذكر التاريخ

روايتي..

ليعيد جرعات العشق

الملونة ...

كطيف يجري

في أوردتي

ودم الحبيبة

تابوت يسري

في عروق تذوب...

في ذات اليتم مرة

وفي ذاتِ العشقِ مرة

    ****

 برفقتك معشوقتي

أتورد .....

في الربيع

أذوب كقطرات

في جنان ورودك

كقطرة طلٍّ

على زهرة البراري

كدمعة فوق خد الخريف

عرس لمزار غريب

وأنت عروس

بآهاتها...

تنادي بحسرات

عريس يتيم...

فأنادي حرقتي

لأبارك ألمي

لغيمة حبيبتي

أيّ قلب تحملين

يا مدللتي....

يا قلبا صوانا...

أهديتك

نسائم روحي

 كي تبتسمي..

فأبيت وهجرتني

فارحلي بعطر الياسمين

إن كنت ترغبين

الرحيل أو أبقي 

واسقني

من ماء روحك

يا ساقية روح حزين

وحيد أنا

أحتضر

كجرح قلب يتيم

أتجرع الهوى

أمتزج بخمر شتائي

أيا خمر أما وعدتني

بنعمة النسيان

فلم الخيانة

مع شروق فجر..؟!

رغم زعمك برفقتي

في خريف عصاراتي

منذ غروب ربيعي

فحتى أنت يا خمر..؟!

 

 

الكاتب : أ . ريبر أحمد   rebar@maktoob.com         mobile : 095-729563

العودة إلى الصفحة الرئيسية