بوابة الشعر من الشمال

الحلقة التاسعة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

 

   
بسرعة تتحول الأحلام إلى نثير...وبعد انقطاع دامٍ كلّ الهمسات ، والعشق تتغير معالمه بلا رادع أخلاق أو ضمير.....كلّ الرسائل الغرامية تدخل مقصلة الحياة ، وتتبدل القلوب.. لتلبس ثوب النفاق ، وترفض نواميس المجتمع زي الحلال معلنة عن عرف جاهلي بثوب علمي ..
أما المعشوقة ؛ فتنجرف وراء سموم الشعوذة ، وترتدي عنوة طلاسم جان ، وشيطانٍ يتحكم بهاجسها فتكون فريسة للشياطين....
ذئاب في كلّ مكان ؛ أطلقوا العنان على ملحمة عشق طاهرة لم تشهدها الأزمان ..
سراج الوعي تأفل معالمه ، ويترك الزمن أطياف أحلام تصارع الذكريات ، وهي تطلق براثن حممها كمجنونة فاقدة وعيها ؛ تهدد وتذم وتقدح قلباً يعشق بعنفوان ..
بين ليلة وضحاها، نضجت قواها العقلية .. عكست قوانين المنطق ، وأدخلت إلى ذاتها أسلوب العنجهية..
أردفت قائلة : إنّك إبن الشوارع ، ومكانك في زواياها الميتة ،لن تدمع لي عين ،لم ترأف لي نفس ،حسابك عندي يا عاشقي المعتوه.
كلام ناب مخلٌ للأدب ، والأخلاق ، أطلقته في وجه عاشق لم يتوانَ عن منحها كلّ شيء.
تحولت الملاك إلى مصاص دماء،رافضة قلباً ،عبدها بعد الرب بإخلاص..
حبٌ يتحول لإخطبوط ، وسحر يدسُ سمومه في عروقها، يشوه معالم العشق؛ فيطلق العاشق زئيره بصراخ يسمعه الكون؛ فتبكي الجبال ، وتتشقق تضاريس الوديان على ملحمة عشق مشوهة المعالم،بينما العاشق يطلق العنان ..يطرح الأسئلة على ضمير يأمل أن يكون حياً...أو على وجدان شنقوه في ساحة الميدان..
إشارات استفهام تصارع أحلام منسية
كثيرة هي الأسئلة التي تداعب خيال عاشق ممزق في شوارع الغرام أحببت أن القي الضوء عليها علّ القارئ يستشف من خلالها ما يسد رمقه ويرد عليها إن لاقى لها أجوبة ..
لماذا تترك العاشقة العاشق في منعطف الطرق ...، وتوعده أن تكون معه للأبد..؟!.
لماذا سلم نفسه لذويها ؛ فسحروها من كلّ جانب..!؟.
لقد دسّوا السموم بعروقها ، وشوهوا صورة عشقيهما ، وكلّ مشاعريهما تُلتهب.
هل انتحر الحب بعد أن وضع على مقصلة الحياة ...؟! ، أم دفن تحت الثرى قبل أن يتبرعم..؟!.
إلى أين يرحل..؟! ، وكيف يرى وجه حبيبته بعد أن أهانته ودسّت سمومها في قلبه..؟!.
آه كيف نسيت ما كان بينهما ، ورمته بسهولة وراء ظهرها ، واستسلمت للتيارات ، وقتلت الحبّ!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتساءل العاشق وهو يلتقط أنفاسه في غابة العذابات التي تكويه..وينطوي في عزلة الموت وهو يتجرع سموم الخيبة في المعتقلات..نتيجة لما آلت إليها الأوضاع من سوء إحتمالات ، لم تكن بالحسبان..إذ دارت عجلات الحظ دون الوفاق ، وغطى الأرض السواد فغدى مذبوحاً في شوارع الغرام ..بينما هي تنجرف وراء قرار إتخذته دون أن ترعوي أو تحسب حسابها.
دعوني لوحدي أنطوي في عزلتي... ، وأراجع ذاكرتي ، وتحرقني دمعتي.
دعوني أرشف من حلمي الملطخ بالعار حسرتي...، وأُدفَن حياً في قبر أجوف ، وأتجرع سموم الويل ، وتقطعني شفرتي ، فبسهم السهد مزق القدر جثتي ، وبسيف العشق أثاروا قضيتي ، وظلموني البشر، ونفوا عني حبيبتي ، فما زلت أتحسّى شوقاً يقطع أوردتي....
ما هي أخبارها ، وكيف يحلّ الزمان قضيتي..، ويداوي ربي علتي..؟!.
وحيداً أجوب شوارع الغرام في وحدتي...أتقلب بين القنا ، وأزرف دمعتي
مجروح قلبي ؛ فكيف الزمان يشفيني من حنين يسبح في أوردتي..؟!.
أحبها بجنون ، وهي في مكان مجهول تقاسي نوبتي ، وكلّ الأخبار منقطعة عني فأذوب قبل أن تشبّ قصيدتي.
إنّي أصارع الهاوية ، ولا همسة منها تداوي علّتي..
منطوٍ في عزلة الموت..؛ أرشف كؤوس مرارتي ، وهي في زوايا ميتة تفكر بحالي... وألف قيدٍ في يدها ...، وثغرها الوردي يثير شفقتي..
أي حال هذه  ربي قدرتها..؟! ، وأي جريمة اقترفتها في حياتي حتى أنال عقاباً منكَ يشتت أوصالي ، ويحير مقلتي..؟!.
هي حيّة أم قتلوها لا سامح الله..!!
 إنّي أنتظر رحمتك ربي..فقوس محبتي احترق جمراً...
أفقد صوابي وأنا مغرم بها إلى حد الجنون.
فأين أرى ضالتي..!؟ ، وهل تتحقق الأحلام ، وأرتاح معها على وسادتي..؟!.
إنني بدونها جثة هامدة...
ورد ذابل بين ضريح حبيتي
دعوني أموت... مضحياً في سبيل أن تخلّد حبيبتي
أما تدق ساعة الرحيل لأتذكركِ..؟!.
عندما أرى أشجار السرو أتذكركِ
أختنق يبطئ شديد ، ولكن أملي قوي بخالقي وبكِ
رغم كلّ الذي حصل ،فأنا معكِ...
رغم كلّ الذي عانيتهِ ،  وعذبني ،فما زلتُ أهواكِ
لن أتخلى عنكِ مهما فعلوا بي ؛ حتى لو قتلوني أهلكِ
فالجمرة تحولت لنار والنار تحرقني ، وأنا ما زلت أنتظركِ
 فماذا أفعل ، وكيف أحيا باقي أيامي...؟!!، وأنتِ غائبة عني
 آه لو يصلني ندائكِ...، و أسمع أخباركِ..
إلى متى سأظل أتعذب بنار الحرمان..؟!، ومن سيشفيني من حالة الهيام..؟!، ومتى ترحمي دمعي الذي إليكِ مشتاق وظمآن..؟!!.
تسيل دموعي سيلاناً ، وتحرق كلّ شيء على وجنتي ...ولا أدري إلى أين أرحل..؟
حالتي حال..
هائم أنا في طقوس الحرمان
متهمٌ بكلّ التهم وأجهلُ ما بكِ الآن.
آه لو تدخلين أبواب قلبي حتى أُسمعكِ أعذب المواويل والأحزان.
جسدي متناثر في كلّ مكان، ووجهي يفقد نضارته ، ودموعي تملأ الجدران..
قلق يلتهمني كأنه حوت ؛ فأصاب بشتى ألوان الأمراض والعلات والأوباء ، وقد عجز الأطباء عن مداواتي...فلقاؤكِ هو الدواء..، وطيب قربكِ عسلُ شفاء.
فكيف أجاري دموعي التي تشكّل سيلانَ حزنٍ يا حواء..؟!!
بين جدران أربع أنزف دماً ، ولا أحد يداري نزفي.
أبكي كطفل صغير ، ولا أحد يشعر ببكائي.
في زوايا ميتة أراجع صوتك ، وذكرياتي  ،! ولا لمسة حنان أتلقاها من كفيكِ.
لقد اخترت ذويك ، وتركتني في جحيم العذاب أقاسي صنوف العذاب..، ولم تلتفت للوراء ،  وكأنّك تقصدين قتلي ، ودفني حياً دونما إبقائي.
آه لو تدخلي غرفتي ، وتلملمي ما تبقى من أشلائي.
حتى غرفتي غادرتِها ، وتركتني بلا وداع ؛ كأنّك تقصدين عذابي... ؛ فلماذا يا فاتنة أحلامي تفعلين ذلك بي ..؟! ، وأنا من غيرك أغرق في بحر الفرات.
تموت المشاعر في طرفة عين ، وتتلاشى الأرواح في مهدها ، وتغادر الأطيار أعشاشها ، وأنا أنتظر طلّة الشمس.
براثن القلق تلتهمني...وأنا أنتظر أن تتحقق أمنياتي علّني احصل على هويتي...: وتُحلّ قضيتي.
رحلتي مع الأيام طويلة ، وأنا منغلق في دوائر صرختيِ.
أسيرٌ في غرفتي ؛  فمن غيرها يحررني من أسريِ..؟!، ومن غيرها يشفينيِ من علتيِ..؟!
 قدري حبّها أن يكون مشعلي ، وفيض طلّتها إشراقة شمعيِ..  
فلِمَ يبعدوها عني..؟!، ويزهقون أرواحنا في غفلة الموتِ..؟! ، ويبتغون قتلَ أحلامنا في مهدها..؟!، ويصلبون قلوبنا على عتبة المغارة..؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصف في الذاكرة..
ورسالة عبر المجهول....
وإسترسال روحاني بين عاشقين
لا يعرفان ما ينتظراهما في المستقبل
.
كلّ النجوم تعلن الحداد على عاشق مات قبل أوانه ، وتتجرد الأشجار من طيب أوراقها ، وتعلن الوحِدَة في زمن لم يكن للحب مكاناً ، ورحلت أحلام السنين.
اندثرت كلّ القيم ، ولبست الشمس جلبابها ، وشُنقت كلّ المفردات قبل أن يتبرعم الياسمين
كلُّ حروف الهجاء تعاني اليتم ، والغربة بين أفراد عائلتها .. وتندثر تحت الأديم.
أصبح الحبّ سلعة للأسف ، ومات العاشق المسكين.
تلاعبت به ألسنة الغدر اللعينة..
عاشقة الدموع دائماً وابداً:رسالتي إليك دمعة خبأتها في منديل أحمر فاحترق المنديل ، وجفت دمعتي ؛ فمن يخبرك إذاً إنني أُحِبّك..(( يا عاشقي المسكين )).
صقر الزمان لم يبقى للتضحية مكان ، ولا لصرخة الطفل حبًٌ أو حنان.
بالله عليكم هل مات الحب في سوق النخاسة أم أمسى الحلم سراباً...؟!!
أم بطل الحب أمسى مشرداً – مسكيناً في زمن انقرض فيه الحب البهي بين فضاءات ألتهمها الحريق..؟!!.
من أنتِ..؟!.
لملمي أشلائي قبل أن أرحل إلى دروب الفناء.
عاشقة الدموع دائماً وأبداً: محطمةُ الأفئدة مكسّرة الأجنحة يا صقر الزمان
صقر الزمان: قد تلتفتي للوراء فلا ترين غير جثتي مبعثرة في كلّ مكان
عاشقة الدموع دائماً وأبداً: اطمئن يا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
صقر الزمان: أقلب في سجل الذكريات ، وأبكي كطفل رضيع
فمن أنت بحق السماء..؟!!.
فانا فاقد الأبوين منتوف الريش
وحبيبتي معي في كلّ مكان
بها أموت وبها أعيش..!!
عاشقة الدموع دائماً وابدا: فلتفرحوا يا أشبا ه البشر ها قد أصبحت واحداً منكم يا ذئاباً في ثياب البشر.
صقر الزمان: لا تحرقي قلبَ عاشقٍ يُحبُّ بإخلاصٍ ، ويدفعُ روحهُ في سبيلِ معشوقةٍ غائبةٍ منذ أسابيع..أو ..!!!
صقر الزمان: فغادرت مضجع اللقاء...
كيف تخفّ الدموع من مقلتي..؟!.
كيف أتجرع سموم الصبر ، والصمت ..؟!
كيف أسمع من جديد صوتكِ ؛ أم بات حلماً أن أسمعكِ..؟!!
أجتث حنيناً إليكِ يا فاتنتي
أناديكِ
بدمع ينزف دماً
بمشاعر تتمزق حمماً
أناديكِ
وقلبي شغوف بحبكِ
إلى درجة الهذيان
فلماذا تغادرين مملكة قلبي دون وداع ..؟!،
لماذا تتركين قلبي بنار حبك تستهام..؟!.
أنا لا أستطيع العيش بدونك ن ولا لثوان.
ماذا دهاكِ..؟!.
هل تحوّل الحبّ إلى أوهام..؟!؛ أم أقسمت أن تتركيني بين براثن البركان..؟!.
الشوق يحرقني فأين أنت يا فتاة الأحلام..؟!!، والموت يلاحقني فإلى أين أهرب منه يا عبق الوجد عبر دروب الديان..؟!.
عودي ولملمي تجاعيد وجهي قبل أن يفوت الأوان.
سأظلّ أتمرد.. سأظلّ أدافع عن مبدئي ، وسأحاول المستحيل حتى أحقق حلمي الواعد الذي من أجله أعيش وسأصمد ، وأصبر وأسعى لحلّ قضيتي مهما كلفني الزمن من تضحيات...
لن أتخلى عن حياتي أبداً.
أملي بقربي وبحبي ، وبمبدئي كبير ، ولن أتخلى عنكِ أبداً...
رغم الدموع ما زلت أثابر...
رغم الجراح ما زلت أثابر...
رغم كلّ الآلام ما زلت أثابر ، وسأظل أناضل.
رغم النزيف ، ورغم حبل المشنقة حول رقبتي ، وحياتي التي في خطر ...ما زلت أحاول.
لن أنحني للظلم أبداً...
لن أرضخ للعادات البالية ، ولا للقيم الهشة ، وسأظلّ أقاوم..
والذين يقولون ما لا يفعلون لا يتصورون أبعاده ، ويتجاهلون كم ميزانهم يملأ بالخطايا ، والذنوب....أسأل الله هدايتهم .... ولا أحمل في قلبي حقدا عليهم..
(( اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا  )).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسامرة النفس
في القديم كان هناكَ من يقدس عفرين ، والآن هناك من ينمق عفرين
إيه يا عفرين أنت أكبر من تلك المفاهيم...
تجاوزي عن سيئاتهم...فإنهم رغم كلّ ذلك..هم بمثابة أولادك ، وتحت أديمك سيدفنون ، وأنت من ستحمينهم ذات يوم لو ضاقت الدنيا بهم زرعاً ؛ فقد جار الزمن علي فجاروا.. ، وذبحوا أشلائي وكم ثاروا ؛ فليفعلوا ما يشاءون.. فكيف يدينوا يدانوا...
يعود وكلّ يوم يعود ، ويذوب ، وفي كلّ ليلة يذوب ،  وكم يتمنى تحقيق الوعود ، وينتظر ويدعو ربه في ركوع ، وسجود..، وهو ينتظر الموت في أي لحظة على الحدود.
يحترق وجداً... ينزف شوقاً بلا هوادة.
وحيدٌ ....يتيمٌ ..في عزلةِ الموتِ ، والأحلام منهُ بعيدة.
هلَّ ماتت الأحلام أم غطتها الأوهام ..؟! ، وأصبح على الدنيا السلام.
غدرته ، وكم ذبحته ، وفي نار الوِحدَة ، واليتم ..وضعتهُ
ما هي الأخبار ..؟! ، والقلب منهار ، وهو أمسى من الحرقة (( ختيار))
ينزوي في عزلة الموت ، وينزف مع مشاعره التي تنهار.
تراودهُ المهالكُ ، والجوّ سالك ، وهو بأمره محتار.
يسأل نفسه ويسترسل حاله عبر شريط الخيال ، ويحلم في عالمه الداخلي بعالم الأنس والجمال فتتصارع الأفكار في ذاته بينما هو يفكر بأشياء خارج عن نطاق الواقع ، وبعكس مفاهيم المجتمع الذي يعيش ضمنه فيتأثر كثيراً لما يتعرض إليه من مآسي ، وظلم واحتقار وألوان وطقوس من العذاب ، والمعاناة بينما البشر ينتهكون حرمته بلا رادع ضمير أو أخلاق ، كونه يكون مداناً من قبل تياراتِ المجتمع الذي لا يحمل أي رحمة ولا شفقة ..في قرارات رعناء فيها كلّ أطياف الظلم والمهانة والإجرام!!!! :
إلى أين أرحل ..؟!، وكلّ الطرق مغلقة ، ومسدودة.
كم أود أن أرتاح أو أن تكون هي معي.. ، ولكن النفس أمست وحيدة.
تمرُّ الأيام كأنّها قرون ، وكم أود أن أبكي ، ولكن دموعي أمست بخيلة.
نعم سأرتاح ، ولكن تحت الثرى!!..
كم أخاف أن أتعذب ...!! حتى هناك مذبوحٌ وممزق!!!
كنتُ معتاد عليها ، وعلى سماع صوتها ، والآن أنا محروم منها ، ومن صدى صوتها.. فكيف تريدين أن أكون..؟!!
هم يرفضون كلّ الوفود ، وقلبي لسماع صوتها ملهوف.
عجزت من الرتابة - من التفكير ..مللتُ من الخيانة ، ومن نظرات الازدراء ، والتحقير
فكيف أعيش و أسير..؟! ، وأنا أدورُ كعجلاتِ النواعير..
حالتي حال ، ولا قلب يعي ، ولا تساعدني التدابير..
مللتُ من الصبر ، ومن الحرقة ، ومن أبواب السعير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأحياناً يراوده هاجس أن يقرع البابَ عليهم ، ولا يهم أن يقتلوه ..فذلك المجهول الذي قد يتعرض إليهِ أفضل من هذا الوضع الخطير الذي يعيشه ، ولكن خوفاً عليها.. وكي لا يسيئوا إليها.. فانّهُ يتجرع سموم الصبر وكالحثالى يسير.
يحترق جمراً... يفقد صوابهُ ، وهو مغرم بها إلى حد الجنون.
فأين يرى ضالتهُ..؟!، وهل تتحقق الأحلام..؟!، ويرتاح معها على وسادته التي ترهقه..
براثن القلق تلتهمهُ ، وهو ينتظر أن تتحقق أمنياته ، علّهُ يحصل على هويته..وتحلّ قضيته..
رحلتهُ مع الأيام طويلة ، وهو منغلق في دوائر صرختهِ..
أسيرٌ في غرفتهِ..فمن غيرها..يشفيه من علتهِ ،
استرسال روح تعشق
قدري حبها أن
يكون مشعلي
وفيض طلّتها
إشراقة شمعتي
فلماذا يبعدوها عني
ويزهقون أرواحنا
في غفلة الموتِ..؟!!،
ويبتغون قتل أحلامنا
في مهدها..؟!
ويصلبون قلوبنا
على عتبة المغارة..؟!!
إنني بدونها جثة هامدة
وردٌ ذابلٌ
بين ضريح حبيبتي
فدعوني أموت
مضحياً في سبيل
أن تخلّد زهرتي
أختنق ببطء شديد ، ولكن أملي باق بخالقي وبكِ
رغم كلّ الذي حصل أنا معكِ
رغم كلّ الذي عانيته ، وعذبني ما زلت أهواكِ ؛ ولن أتخلى عنكِ مهما فعلوا بي حتى لو قتلوني.
الجمرة تحولت لنار ، والنار تحرقني ، وأنا ما زلت انتظركِ
فماذا أفعل ..؟!، وكيف أحيا باقي أيامي..؟!، وأنت غائبة عني
آه لو يصلني ندائك..!؟
آه لو اسمع أخبارك..؟!
فإلى متى سأظل أتعذب بنار الحرمان..؟!،
ومن سيشفيني من حالة الهيام..؟!،
ومتى ترحمي دمعي الظمآن ..؟!
*********** 
بعد انقطاع دامٍ ، وبينما العاشق يذرف دموعه التي تتلطخ بدماء المفاهيم ، ويحلم بعالم الأمن والياسمين..يقدم أهل المعشوقة على غسيل مخ الملاك..محاولين سحق هويتها كأنثى أولاً ثم ككائن إنساني ثانياً..، ويحاولون جاهدين تفتيت الأحلام ، وإعدام الحب على مقصلة الأرض المغطاة بالدماء..فسحقاً لهكذا عالم ظالم ، ولهكذا أخوة وأخوات ، وأهل وسمّار قد تحولوا لذئاب ثائرة متوحشة همها الوحيد سفك الدماء ، وسحق هوية عاشقين بجريمة الحب ، وباسم الحب للأسف يشوهون معالم الحب..فأين هي العدالة الإلهية وسط أحكام مجحفة بحق الإنسانية..!؟.
غسيل المخ
غسلوا المخ وشوهوها
 ذبحوا القلب وحطموها
وبسهم الغدر غرست ألفاظها
وأنا صامت ، ورمضان يشهد عليها
وعين الرب تراقبني وتراقبها
كسرت لوحة عشقي برمح الغدر
وما عرفت أني أموت
شغفاً بحبها
سمموا عروقها بالشعوذة
وانتهكوا حرمتي وإياها
جننوها..
وهي انهالت بحمم البركان
وما رحمت قلبي
ولا رحمت حالها
دفعتني لأن أعشقها
والآن
ترشقني بحجارتها ....
******  
مزقوا رباط العشق
وأهانونا بطرفة عين
والآن تحتقرني بسموم الويل
ولا كأنها تعرفني
ولا كأنني أعرفها
وضعوني على المقصلة ، وغرسوا بروحي السم ، ورموها في بحر الذنب ، وما يريدون أعطوها..
غيروها وبدلوا جلدها ، وقالوا إنّها نضجت..وهكذا بنظرهم _ قد أنقذوها..
تكلمت معي ، وجنت ...
عرفت إنهم سحروها ...وألبسوها ثوب الكفن ، وبإرادتهم قتلوها
أسمعتني زئيراً ، ولهثت بلعابها سباباً وشتائم ، وانهالت علي بالقدح ، والذم - وأنا صائم
صقر الزمان: إنني أقدّر حالك ..
فثارت ، وهددت ، وقالت مكانك الشارع يا مجرم
نهايتك على يدي يا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأنا سلمت أمري لله ، وقلت:  الله في الأعالي شاهد
فلأكن شهيد حبكِ النائم
أقتليني ...
أرديني قتيلاً فلا حياة لي من دونكِ ، والحمد الله ما ذلتُ صائم..
كم قاسيت ، وكم عانيت
في السجون ، والنظارات
تشهد الجدران على ما لقيت
في الدروب ، والمغارات
والآن تتركني محطم الأشلاء ؛  كما كنتُ في الماضي يتيماً
منفي في الطرقات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلّ ما حولنا عالم مترامي الأطراف ، ولكن لا ندري ومن جملة العوالم والألغاز تلك_  آية من آيات الله ..صبيحة لوجه عذراء تفوق معالمها أي عالم ؛ سواء مادياً كان أم معنوياً ..فيها وديان وسهول وهضاب ، وجنات عدن وفردوس وأبواب ريان ...بحر ، ويابسة ورحيق ورود وعبق أزهار ، ومجهول يجوب شوارع النسيان..وكلّ عاشق حر في وصف ذلك العالم الأبهى من مناظر الطبيعة الخلابة ..وللشاعر ما يحلو له من وصف لذلك البريق الذي يزداد تألقاً ولمعاناً.. كوجه ملاك رحيم يختال على كفتي ميزان ؛ فتلبس السماء ثوب الزفاف ، وهي تبدو أميرة ولا في الخيال... لهذا سأترك المشاعر تصف العاشقة بعبارات ترتقي إلى رحاب ملكوتٍ خلق الإنسان في أبهى صورة ، وزرع في ذات العذراء _ رحيق الوجدان ؛ فبدت ملاكاً للحبِّ تطلق الحبّ إلى كلّ مكان...
العشق ليس له قانون
وجهكِ بحرٌ
مزيج جنتان
وصدركِ عاصمة حبٍّ
وحنان..
وقلبك موطن
للأمن والسلام
وشعركِ
شاطئ رملي
على حافته
أباريق مصفوفة
تنتظر الإنسان
وبطنكِ
ملمسهُ شغوف
مثل أغصان
شجرة الرمان
وصرتكِ
دائرةٌ دمويةٌ
تفوح منها
رائحة المسك
والريحانِ
ونحركِ
عنبرٌ
وسحرُ قامتكِ
تلتان
وفخذكِ شلالٌ متأججٌ
فيهما نخلتان
وساقيكِ
عودان طريّان
فيهما اللؤلؤة
والمرجان
وقدميكِ
غصنانِ ملفوفانِ
كأنَّ لهما عينان
ظهركِ
عامودٌ مرنٌ
وشعركِ متناثرُ
في الأكوان
تسحرني رائحة عطركِ
ويبهجني
عبقٌ ريّان
أنتِ الملاك
يا وجهَ الحسنِ
يا نوراً يمتطي
صهوةَ الحصان
متنكِ النحيل
أسطورة
من ملائكة الرحمة
وعاصمة روح
ترتقي السموات
وأرضكِ مهد عشقي
وذراعاكِ
زيتون وتين
وهنّكِ رمانتان
أنتِ الملاك
من يراكِ
يبحرُ في عالم السحرِ
ينسى نفسه
ويعانقُ
عالم الديان
حينما أسبحُ
في بحركِ
أغوصُ مدنَ
العجائب السبعة
وأتعرفُ من خلالكِ
على ربّي  الودود
والحنّان..
فالمسي سحابةَ وجهي
فأنا عاشقٌ ولهانٌ
أبسطي في ميناء صدري
أناملكِ..
وداعبي ما تشائين
من حليمتي
وغوصي في أحشائي
كماءٍ منسابٍ
إلى قاعٍ
لارتعش بأنفاسكِ
يا روح الجنان
بعد الربِّ أعبدكِ
وليكن ما كان
فالعشقُ
ليس له قانون
ومصيرنا بيد قادرٍ
بيدهِ مقادير الأمور
أنتِ أملي
صَبوَ  شبابي
فلا تصبي
على جسدي
نار الحرمان
أنا ما عرفت الحبَّ
في عمري
إلا بين دفتي قلبكِ
العاشق الولهان
لن أترككِ
مهما طالَ الزمان
ومهما صبّت الأقدار
زيتها في ناري
سيبقى حبّكِ قدري
يا زهرة البيلسان
********
لكلّ شيء في الوجود لغته الخاصة به ، ودلالته ....سحر يسري في الأوردة والشرايين ليكسبها غبطة ، وألقاً عبر شواطئ الغرام..، ولكننا نبقى عاجزين عن وصف تلك المَلِكَات التي تقطن دواخل شعورنا ، ولا شعورنا اللاذع ؛ إذ تعجز لغات العالم إن اجتمعت كافة عن الإحاطة بها ...لأنّها تبقى قاصرة عن الإحاطة بها والارتقاء إليها ، ولكنها لغة الأحاسيس وحدها هي التي تستطيع أن تلامس أبعادها ولو من بعد ، وحينما تتقارب مشاعر الإنسان من بعضها البعض... تشكل سحابة ومضاء من العناق السرمدي الطاهر ؛ من كلّ نزعات النفس الأمارة بالسوء..
فوحدها الأحاسيس المرهفة هي من تمتلك ناصية الحسّ ، والتوغل في أعماق تلك المجاهيل ، ووحدها من تستطيع أن تتعرف على ذلك العالم الجميل ، وما أجمل أن تتحد الأجساد ببعضها _ كما هي الأرواح حينما تتحد.. لتشكل كينونة ذاتٍ تعانق عالم الأحلام.
مشاعر مشتركة
متناسقة القوام أنت
ملاك الحب أنت
سفينة فوق مائي أنت
يا سحر الغرام
كيف لا أنظر
إلى مقلتيك..؟!
وأنت أمامي
تزدادين ألقاً
في صمتي
لغة العيون
ما أجملها من لغة
تسبح في عروقي
وخلجاتي
وقبلة شفاهك
يا حبيبتي
سحر هوىً
في مملكتي
آنية الجمال
على جبينك
كتاب قدر مفتوح
على مصراعيه
في أوردتي
يا نهر الغرام
سيري بي
إلى شواطئ الأمان
وضميني إلى صدرك
لأشعر بالحنان
وأسبح في نهرك
حتى يوم القيامة
امنحيني من يديك
ربيعاً يزهر
في كل مكان
ضعي رأسك
على صدري
وليكن ما كان
فتردين علي
كيف لا أحبك
وأنا في شواطئك
أسير كسيلان
كيف لا أجن
بلحظات قليلة؟!!
وأنا في صميم القلب
أذوب
وأنزف كالشريان
كفاك يا عشقي
نظراً
فانا خجولة بطبعي
ولا أحتمل لحظة فراق
في الزمان
تائهة أنا
في أفكاري
أنسى أنني فتاة
وأنني إمراة
في ثوان
فكفانا أحزاناً
ولنحتسي
كؤوساً
من الهيام
********  
كم يحلم القلب ، ويبحر في خيالاته التي يرسمها بريشة نفسه التواقة لنيل مراده...في عالم كهذا فاقد النقاء ، والحبّ فيه_  يمسي مشوهاً لا روح فيه ، ولا ماء ترويه..فيغدو منبوذاً ذلك العاشق وسط مفاهيم تقضي عليه ...
يبحر العاشق بخيال تواق مع غريزته التي تتوق لأن تنام بسلام ، وتنتعش بلا كلام في عالم الهمسات التي لا تنام...عبر سيمفونية نهر دفاق إلى نهد الحنان ؛ يبحر العاشق إلى وطن متلاطم ؛ من ماء يروي عطشه ..؛ فيغدو حياً في عالم جميل ، ولا يبتغي أن يستفيق من حلمه الغارق في دروب المستحيل ؛ فيرسم ما يشتهي على لوحة القلب من رغبات جامحة تختلج في أنين عروقه...بينما المعشوقة تعزف على أوتار قلبه المغرم بها إلى حد الجنون ؛ معزوفتها الأزلية بأنامل تخترق عالمه المترامي الأطراف ...فترسم القبلات سحرها ، وتدخله عالم الخيالات ..فينتعشا سوية في غبطة ما بعدها غبطة دونما اختراق للخطوط الحمراء...
رعشة عناق
يا رعشةً
في رجولتي
يا فيضاً
ينقّي هويتي
يا سيلان عشقٍ
على حافة
أوديتي..
كيف أجاري
معك غريزتي..؟!
حنيني إليكِ
نبعاً دفاقاً
يرسم خارطة رغبتي
عشقي لكِ
شلالٌ ينسابُ
إلى أعماق
شهوتي...
فلا يطيب لي عيشاً
إلا ضم عناقٍ
يثيرُ رغبتي..
ها هي عاصفة حبي
غيثاً يغسلُ مضجعي
فتختلج مياه النهر
في عتبتي
أشتاقُ إليكِ
شوقَ رغبةٍ
تلتفّ حول خاصرتي
ينسابُ سحرك
نهراً دفاقاً
في شراييني
وأوردتي...
فضاجعي أحلامي
في غسقٍ
وتجرعي ما تشائين
من حلمتي..
نهر رجولتي
**** 
أنينٌ وصمتٌ
حلمٌ وكبتٌ
زحامٌ وهدوءٌ
حبٌ ووجدٌ
نهرٌ دفاق
وشوقٌ رقراقٌ
وعبقُ ريحانٍ
وعشقٌ ريّان
وقبلةٌ تَرسمُ
في الدجى
سحرَ الغرام
تنسابُ المياه
على جوفي
فتختلجُ الدماء
في الميزانِ
تحفرُ الآبار
تولدُ في بطنِ
المياهِ العذبة
كلّ الطقوس
لترسمَ حرارةَ كفٍّ
يداعبُ الشطآن
يلمسُ جسدي
يسري في حدودي
مثلَ دمٍ
في الأوردةِ
تُحيِ اللحومَ
والعظام...
أقف ؛ فأحلم بها
أجلس ؛ فأتخيلها
وهي معي
في كلِّ مكان
تلامسني في الليل
بلمسات الغرام
تقبلني....تقلبني
بين دفتّي كفيّها
وتغرقني..
في أعذبِ الألحان
لن أنساكِ
وكيفَ أنسى
رحيق أنفاسكِ
ضمٌ عناقٍ
يسافرُ بي
إلى عالمِ السيران
في بهيمِ الليّلِ
روحانا تتعانقان
لن أترككِ
لأنني أقسمتُ
أن تكوني شريكةَ عمري
حتى لو جارَ
علينا الزمان
********* 
ليس الإنسان وحده يبقى سجينا في عالمه ..بين قضبان حديدية ؛ فيحلم بالحرية...القصائد الشعرية أيضا قد تلاقي القهر ، والذلَّ في علام بشري ؛ لا يرحم أي شيء اسمه شعر أو فن أو أدب...
كلّ شيء تغيّر.... كلّ النظريات أمست في حضيض..
كلّ المفاهيم تبدلت ؛ حتى غدا الوصف لبراءة الأنثى ضرباً من الجنون...مع ذلك ، ورغم كلّ  ذلك ما يزال العاشق متمرداً على واقعه _  يطلق العنان لمشاعره لتلامس جسد الأنثى عبر شريط الذكريات ؛ يحلم ويرتل أنغامه بصوته المقهور المنكسر ؛ الذي يكاد أن يخرج معه كلّ قوافل الحزن ؛ رغم أنه في همساته حلم منسي. يجوب شوارع الغرام لوحده..في وضح النهار...مع معشوقته عبر أشجار السرو والسنديان ؛ يحلّقُ عالياً وهو يرافقها في كلّ مكان..
كانا يحلمان أن يتلاقيا..وها هما يتمتعا بإشراقة الشمس التي تنير حياتهما بعد معاناة ، وهمسات ؛ كانت أسيرة العادات ، والتقاليد التي حالت دون اللقاء.
يسافران بأحلامهم رغماً عن تلك القيود ، والعادات النخرة ..فيطلقان العنان لمشاعرهما التي تحلق بعيداً هناك ؛ ليرسما ملحمتهما على خيوط الشمس ..، وتحت جذع الشجرة يحفران أسماؤهم غير مباليين بما قد يلحق بهما من ذعر أو نظرات لناس عابرين...
يرسم العاشق جغرافية المعشوقة بدقة وبلا خجل أو حياء..
يغني للطبيعة الخضراء أغنية العشق الجميل ، وبينما هما يسيران بين الأشجار تارة ، ويجلسان تارة أخرى ..ليغنيا لبعضهم أغنية الغرام..ويُرقصا بأنغامهم ... الطبيعة كلّها ..يبحران إلى عالم جميل ما أجملها من ملامح عاطفية تسحر النفس في غبطة ما بعدها غبطة..
في هذه القصيدة أجسد مشاعر كامنة في نفس العاشقين ...ترقص على أنغام حفيف الأوراق ؛ في سيمفونية غرام بأعذب ألحان الوجد والهيام...
قصائد سجينة
في كلّ مكان يسترسل الإنسان خيالاته الجامحة ..فيعبر المحيطات والأنهار عبر أحلام كم يتوق أن يحققها ؛ تجول شوارع خلده فينتعش بعد صهر للمشاعر تلك..؛ فيبحر في عالم رومانسي ، وهو نزيل السجن...يعاني شتى ألوان الذعر والخوف من المجهول....بينما حبيبته هناك تقرأ صحف عشق خارج تلك القضبان..أو لعلها غارقة مثله في عالم أسود لا أمان له ...
أحيانا كثيرة يدخل البدر في ملكوت الشمس..لتوحي بانعكاس النظريات في وجود آخر عجيب غريب أمره..!! فلتحلقي يا أحلام فوق هامات الوجود ولترسمي يا نفس على لوحة القلب أطياف غرام في حلم ملطخ بسموم العار.
بدر في خيوط الشمس
العشقُ نثير هواءٍ
صبيحةَ سماءٍ..
بدرٌ في خيوط شمسٍ
تمشي بحياءٍ
لتَكفّ الغيوم
عن البكاءِ..
وبريق حبيبتي
آنيةٌ شمسٍ
كوجهِ نورٍ
يبهرُ الأشياء
ووجنتيها
ضحى مجدٍ
يلفُّ معالمَ وجهي
بالكبرياءِ..
نقيّةٌ كالعشبِ
دفاقةٌ كالنهرِ العذبِ
وشفتاها
نبعُ صفاءٍ
وصوتها سحرٌ أخاذٌ
كلماتها همساتَ ليلٍ
يسحرُ الأشلاء
كيف لا أحبِّها..؟!
وهي تنفُسَ الربيع
وغيثٌ كريمٌ
يٌحييِ كلّ الأشياء
إن طّلّت
انحنت لها
الجبالُ والوديانُ
ورشّوا عليها
الغارَ والحنّاء
شعرها الأشقرُ
ضفائرَ عشقٍ
تتطاير إلى
عنان السماءِ
وعطرها عبقَ ريحانٍ
ينبثقُ الفجرُ منه
بتباشيرَ وصالٍ
تبهج النفوس
وتقهر بطلتها
الأعداء....
مشيتها
مشيةَ غزال
وطيبُ أنفاسها
أحلى دواء
وسحر قامتها
طول نخلةٍ
تزدادُ ألقاً
وكبرياء...
قبلتها حانوتٌ صغيرٌ
نبعٌ دفاقٌ
ينبضُ عبيراً
ترقصُ على ألحانها
حروف الهجاء
وملمسها
سحرٌ وعنبر
وبيلسان..
تخترق رائحتها
مسامات روحٍ
ترتقي دروب السماء
أحبّها ولا عيب
أن يعشق قلبي
آية تطلقُ
من ثغرها
أروع الأشياءِ
أقولها بلا خجل
لولا الله
لسجدت لها
وليكن ما يشاء
لمستها بعناب بحنو
فتراقصت أكفنا
في نهار
تحت ظل
أشجار السرو
وحينما وضعت راسي
على صدرها
ذهب عني البلاء
فحملتني همساتها
في وضح النهار
إلى دروب أخرى
لا أرض فيها
ولا سماء
وفي عتمة الليل
قبلتها
عانقتها
فتعانقت أنفاسنا
فدخلنا جنة الخلد
وهي تطلب المزيد
حتى نام المساء
لم أشبع منها
لأن في رحيق شفتيها
طيب دواء
وكم أتوق
لحضنها علّي
أشعر بأمان
وأنا أصعد
دروب السماء
فامنحيني وجداً يحيني
من جديد
قبل أن تدفن حية
كل الأشلاء
فأتوارى تحت الثرى
ملطخة روحي
ببحر الدماء
لا تهجري
عبق وجدي
فداك عمري
مبعثر الأسماء
وخذي من سحر ألقي
وشبابي وشفقي
واصعدي إلى ظهري
كي تتربعين
دروب البهاء
يا ملكة
فوق عرش السماء
****** 
لماذا توعد الأنثى أن تبقى وفية بعهد تقطعه على نفسها ، وأمام مجرد تيار صغير تستسلم لقيود البيئة ، وتفصم كلّ العهود والمواثيق ، وتضرب كلّ الوعود بعرض الحائط..؟!!
لماذا تدفع الأنثى العاشق الذي لا يملك سواها ...؛ في بئر العذاب ، وتختفي بلمحة بصر دون التفاتة للوراء..؟!!
هل تتحول الأحلام إلى أوهام بين ليلة وضحاها..؟!!
هل كتب القدر أن يدفع العاشق روحه ضريبة لأمل يشبه حملاً كاذباً ..فتنعكس القوانين ، والاحتمالات إلى مجرد نزوة...بينما لم يتوانى العاشق أن يفديها بروحه ويقدم كلّ مشاعره قرباناً وعرفاناً لملكة قلبه..؟!!!
لماذا ليس هناك مكان للأمان ، ويتحول السلام إلى دمية بيد الأنثى..؟!
أ سيبقى القلب يحلم بالشيء المستحيل !!؟؛ثم إلى متى سيكون غارقاً في أحلامه ويطوف بحور غرامه ...؟!!!!
فلتبقى يا أيها العاشق المعتوه في مدن المحال ؛ تنثر الأوهام على عتبة الحبّ المفقود إلا في هواجسك التي تغتال روحكَ..؟!!!!
ولترسم أملك على لوحة قلب يعشق الإنسانية ، ويبتغي تحقيقها في قلوب كلّ الناس ..؟!!
ولتلاقي الذعر وتُعلق على مشنقة الحياة ؛ قبل أن تدفنك تلك الأحلام ذاتها.....؟!!!
براثن الغدر
سقط رأسي
في الهاوية
تناثرت أشلائي
في كلّ مكان
تبعثرت أقلامي
هنا وهناك
وارتداني البؤس
وشاح أوهام
وتراكمت في جسدي
ديدانٌ..
وأكلتني الجرذان
بينما أسقط في الهاوية
تنتحر الأوردة
تتمزق الشرايين
تشكّل من جسمي
هياكلَ ثعابين ، وتنانين
فيتحول قلبي
إلى فريسة
وليمة للذئابِ
والخفافيش
والثعابين...
***
حبكِ يا فاتنتي
انتحال صفة
للمشبوهين..
تاركاً لي جثتي
مبعثرة
في كلّ مكان
تلتهمها النيران
وتحول عظامها
إلى هياكل طوفان
فتمشي روحي
مذعورةً
كطيفٍ وحيدٍ
يجوب
شوارع النسيان
تشكّل ملحمة عشق
كصورٍ فلكلورية
معلقة على الجدران
تحكي للأجيال
قصة حبٍّ
لم تشهدها الأزمان
بؤسٌ وحزنٌ
وحرمان..
ينتظر قرار الديان
رعبٌ يأكلني
من قمة رأسي
إلى أخمص قدمي
وتبقى هناك
هياكل عظمية
تنتظر أن يلفها الثرى
فتستر ما تبقى
من عظامٍ
لم يبقى
غير حلمي الملطخ
بلهائب النيران
وعشقي المنثور
المنتشر
في كلّ مكان
وصوتي المكسور
مهشمُ البنيان
وجسدي المجتث
بطقوس الحرمان
لمن أحكي
وكيف أعود
شاباً يافعاً
والكهولة ترميني
إلى موت يأكلني
فلا روح ولا جسد
كلّ شيء
أمسى فانياً
ستلتفتِ للوراء يوماً
ولن تريْ
إلا صدى صوتي
على مزار
يطلبكِ
يا أميرة قلب
متيم بك
حتى الذوبان
فإن حضرت ضريحي
تذكري عشقي
وهمساتي
ولمساتي ، وقبلاتي
ومداعبات أنامل
كم غاصت
إلى جذور متنك المستهام
وبصمت على جبينك
عشق منثور
وعلى راحتيكِ
قدرٌ ريّان
جنّة الخلد
تناديكِ
وصوتي يجوب
شوارع العاشقين
فإن التفت للوراء
فتذكري أني
أذوب بكِ
حتى درجات الهذيان
لا تبكِ
زهرة ميلادي
ففداكِ عمري
وكلّ قواميس الأقدار
فإن جنّ الليل
تذكري حبّي
وصدري 
وتلك الرمانتان
وحِلمةَ ليالٍ
كم رسمناها
على صفحات قدرٍ
يقدّس الإنسان
فعبيرنا فواح
وغرامنا سفاح
فلملمي إن شئت
خلايا قلبي
واغفِ على صدري
وأحي تلك العظام
أحبك بجنون
وجسدي لكِ مسكٌ
وريحان..
وروحي ظلٌّ يرعاك
في دروب الفناء
بلا زاد ؛ أو ماء
ينادي الديان
فاكشفي الغطاء
عن وجهي
إن لفني الكفن
وخذي من جبيني
قبلة خلود
ترتقي بكِ
إلى عرش السماء
***** 
قد أعلنت للملأ
أن تكوني
شريكة عمري
حتى لو لفتني الأكفان
سياجَ حبٍّ
من نهركِ العذبُ
الدفق..
تذكري أني
مخلص بحبي
وسأظل أحملك
معي
إلى دروب الخلود
ونتغنى ليعيش
كلّ العشاق
ونُظهر الحبّ
للإنسان
ونثبت أنه موجود
لا استغلال فيه
ولا شيطان
لا كذب يجول
ظلمات الشريان
فرحمة الرب
ترعاكِ
فاحملي نعشي
قبلَ الرحيل
ولفني بالغار ، والزنجبيل
وخذي من جسدي
النحيلَ..
رحيق ورد
من شفتاي
فروحي تجوب
شوارع النسيان
أفديك بعمري
أضحي  بكلّ الخلايا
في سبيلكِ
فانثري من نهرك العذب
ماء الحياة
علّي أنام
بأمن وسلام
************  
ترى لماذا يبقى العاشق منا أسيراً بينما المعشوقة لا هم لها ولا غم؟!!.
تدفع المعشوقة العاشق إلى مستنقع الشقاء ؛ فيقاسى شتى حالات نفسية قاهرة ؛ بينما هي تقبع بلا مبالاة ، وغير مكترثة بلهائب المعاناة ، والعذاب الذي يتلقاه هو ؛ فيغدو ساذج الطبع رغم كلّ ما يتعرض إليه من إرهاصات ، وظروف.
يحمل الحبّ في قلب لم يعرف للغدر والخيانة طعماً...
يبرر وهو أسير ؛ ما يلاقيه من أساليب التعذيب ...موقفها ؛ كي لا يكون ظالماً لها يتجرد من ثوبه ليكسبها لباس الحرير...وينزع عن نفسه الطيب ، ويمنحها ؛ حتى تكون ملكة على قلبه الكبير.... فهانَ أمره عليها ، ودفعته إلى سجّين مظلم دون التفاتة عطفٍ أو تقدير..
دخل مقبرة الحياة ، وسعى بعد أن أطلق سراحه إلى تحريرها من أسرها الكبير..، ولكنه لاقى الويل ؛ فلم تعد العاشقة ..عاشقة ..!، ولا الحبُّ حباً ، ولا للقلب موطن سوى ذكريات تنهش قلبه الكبير..
يرشف سموم آلامه ...يسعى لفك قيدها ، وهو يلاقي حتفه في دروب الهوى والتعثير يحاول المستحيل أن يرمم جرحها ، و يشفق على حالها ؛ بينما خلانها يقتلونه...يمزقونه دون وجدان أو ضمير..
تغيرت معالم العشق ، وأمسى عاشقنا معتوهاً ..ولا يد رحمة تنقذه مما يعانيه من انتهاكات للحرمات ، من أساليب الإهانة والتحقير...
ذنبه أنه يعشق..وقد حافظ على عفة فتاة ..لم تبالي بما آل إليه حاله ..فانكسر عرش الأمير...
ليس له غير ربٍّ بيده براءة الإنسان..عالم ببواطن الأمور في كلّ المجاهيل خبير
وا أسفا كلّ المعايير تأفل..، وتتغير كلّ القوانين ..يا أسفاه قد مات الحب الجميل...
وتلاشى الحلم الأصيل..في دروب الكيد ..على شرفات المستحيل.
مكاني هنا
نامي يا روحي
على فراشٍ وثيرٍ
ولأنم أنا
على الحصيرِ
حلّقي كالفراشة
بين الحقولِ
والسهول..
واحلمي بخيالكِ
فوق سحاباتِ التفكيرِ
ودعيني هنا
مخنوقاً..
كباقي المجرمين
أسيراً
**** 
داعبي ما تشائين
هناكَ..
وكوني أميرة
على عرش قلبي الصغير
ولأكن جيفةً نتنة
قابعٌ هنا
مثل أجيرٍ
ألاقي العجائب
في عالمي الخطيرِ
وانهلي
من نهدِ الشعر
ما يسدُ رمقكِ
واصعدي دروب السماء
فقد تكسر البللور
وتلاشت
حروف الهجاء
وبقيتُ يتيماً كالأمس
تلاحقني مثلكِ
أو أكثر..الأقاويل
لم أترككِ
ستظلين ترافقيني
كظلٍّ إلى
مثواي الأخير
وأحمل نفسي رويداً
على كفّي..
أطلق الذعر كطفلٍ
فاقد الأبوين
وحيداً
زادي هو زقوم
ومائي حارٌ يشوي
جسدي المتهتك
وظهري منحنٍ
كعجوزٍ حقير
فإن رأيتني
فجأة..
لا تسلّمي عليّ
لأنني بدونكِ أمسيتُ
عبداً فقيراً
أجوب شوارع الفقراء
عارٌ بقيت
بلا لباسَ حريرٍ
فمثلي لا يناسبكِ
لأنك أميرة
وأنا شابٌ فقيرٌ
******
انهالت سهام الويل
تخترق أوصالي
ونهقت بوجهي
الحمير..
وتصارعت ثيران
وقذفتني السنون
إلى أعماق الأرض
مثل مجرمٍ حقيرٍ
نامي أنتِ
على الحريرِ
ودعيني أموتُ
في الشوارع الظلماءِ
كأسيرٍ
الأنينُ لباسي
وزادي شجرةَ شياطين
ونهري ماء أمرّ
من طاعون
ودمعي بحرٌ
من دماء
وصهيل جسدي
عويلٌ
كلّ الخلايا
أمست مريضة
تسكنها ديدان قذرة
وأنا كأيوب
صبري طويل
أحمل كلّ الحشرات
أضعها
على جسمي النحيل
فاسترزقي من لحمي
وامتصي دمي
حتى أنال رضا ربي
وأقدّم له
 لحن ذنوبي
الاعتذار والتكفيرِ
لا تلاحقيني
ولا تحاولي
سماع صوتي
أو ترميم جراحاتي
فمرضي معدٍ
وأنا عبدٌ أجيرٌ
ذهبت النضارة
عن وجهي
وانزاح الألق
عن بريقي
ونفد المداد
في قلمي...
وشحبت سجلاتي العدليّة
واسودت صفحاتي
وتلاحقني الأقاويل..
**** 
منفي أنا
في وطنٍ غريبٍ
لا أهل لي
لا زوجة لي
لا صديق...
لا حبيبة لي
غير ذكرى حبيبة
إنهالت عليّ
بطقوس ذعرٍ
تاركة لي
الصراصير
والعذابات
والتكشير...
تأكلني الذئاب
وترشقني بحجارتها
الكلابُ...
ملاحقٌ
من كلّ الجهاتِ
بالتهمِ والتهكم
والتحقيرِ...
ربّي سلمتك أمري
فكن رحيماً بي
أرفق بحالي
يا لطيف
يا خبير...
*******  
قد تتحقق الأحلام ولكن هل تدوم...؟!!
فمعجم الغزل مليء بشتى العهود ، والوعود والمواثيق..وكلام معسول ، ورغبة في لقاء يطول..
فتمشي الخيلاء كغزال بين الحقول...وقبلةٌ تبحر في عالم لا معقول..
كلّ أشجار السرو تشهد لغة الصمت ؛ كم عزفت أوتارها القلوب..حسرة لقاء تحقق في طرفة عين ثم لاحقتها الدموع...
مسح كفٍ لدرر عصماء في حيرة قلب مبتول..
امتطاء مركب ...سفر إلى المجهول....استنفار وهتاف وذعر يرتاد العقول...
تعلق قلب بقلبٍ ..وعناق كفٍ بكف..ونداء وصراخ ملتف..خوف من القتل ومجداف
من النحل..وهتاف ...وعودة علّ الأمل يشرق بلا نزيف أو علل ، ورحيل على أمل ..وزيارة كلّها جدل..ثم شمس ملفوفة بخيوط عنكبوتٍ إلى قلب تتسلل...ثم في صدفة العاشق يُعتقل...بين الصراصير والبراغش يحيا ويتبهدل...يعاني كلّ آلام تبسط سمومها في الأوصال ، ويناديها ولكن دون جدوى...فقد غابت شمس العشق..بلا عودة ...وبقي العاشق مهزوماً و محروماً من عبق العسل ..ففي المعتقل ذئاب ووحوش وألف فم مفتوح..وألف يد ممدودة..تطلب الرشوة بلا خجل....
ترى أكان ذلك جنون الحبّ ..أم كان كابوساً ذاك الذي اعتراه..؟!:
عقلية الجنون
صمت ومداعبة
أم حنون..
هتافٌ
في كلّ الأرجاء
إيقاعات قانون
لقاء بعد صبر طويلٍ
توسلات عاشق
حوار مرجان
مشية غزال
بين أشجار
قبلةُ حياءٍ
في صمت المكان
بكاء خشيةٍ
عدم رغبةٍ
للعودةِ
فتيهٌ يصعد
أوج الرأس
ثم مسح دموعٍ
على الخدّ تميل
فوقفة صمتٍ
انتظار محطةٍ
من عقلٍ ديانٍ
عناق يد بيد
امتطاء مركبٍ
سفرٌ في ظلام
اتصالات في ليلٍ
توسلاتٌ..
إعلان العصيان
مخيّم هو  ذا ليلي
موقف رومانسي
قبلاتٌ وهمسات
في ظلمةِ الليالي
يسبحان..
خاتم زواج
يعلن عقداً
لا ينفصم أبداً
وإن تغيّر الزمان
إغلاق هاتف
بوجه الطرفين
سفرٌ
إلى دروب الخلود
حلمٌ يتحقق
بثوان...
وصول أمانٍ
شرح قصةٍ
لطرفٍ ثان
توسلاتٌ
رفض مكالمةٍ
وفي الليل غيرة
وألف سؤال
واستفهام....
في منتصف الليلِ
قبلاتٌ ومداعبات
عدم اختراق
مقدسات الإنسان
وفي الصباحِ
إعلان عودة
وحيداً
لوضع النقط فوق الحروف
فاستنفار
خوف وذعر
يلهث النيران
براءة طيبٍ قبلَ
أن يعود
وهتافات...!!
وأمواج تداعب وجهي
وادعاء يدخلُ خلسةً
فقيدٌ وشتائم
وروائح كريهة
في الانفرادية
بكاءٌ فنحيب
اتصال فجائي
وإذ بها
في الغرفة قابعة
وشابان...
إعلان زئير
من شقيق
يطلق العنان
ذعر وصرع
وقيدٌ في يدي
وهي في غرفة مجاورة
ونداء يطلبها
ولا رحمة
من إنسان...
اتصال مجهول
إفادات...ضبوط
بؤس على الوجه
يطلق العنان
ترصد نظرات تلاحقني
وألف حالة رعب
أتخيلها..
ودموع تسيل
من مقلتي
وصمت يتلبس لسانها
وتوسلات عاشقٍ
ولهان
سوق إلى سجن
صراصير وبراغش
زحمة مساجين
وهي في مكانٍ مجهولٍ
وألف خيال يراودها
وفي الصباحِ
نجتمع في القضاء
حنين وحب
وابتهاج...
خوف ورعب
واحتياج...
ينتظر رحمة قانون
يحرر العشق
من السجان...
لمسة أخوة
من قاض
يعلن صداقته
ومودته
ومساعدته...
وإذ تتقلب الموازين
فجأة..
وأخت تعلن سحابة أمان
اختيار ذوي
سهمٌ قاتلٌ
يخترق الوجدان
يرديني قتيلاً
دونما رحمة
يفتح باكورة
جهنم في وجهي
وأنا ملاحقٌ
منفيّ في السجنِ
محروم
من عبق العشقِ
فقد فاتَ الأوان
رحلت
إلى أهلها
وتركتني وحيداً
أقبع
في بحر الأوهام
مسجونة حبيبتي
في غرفتها
وأنا أحمل نعشي
ولا رأفة
من إنسان
أحترق جمراً
أشتاق إليها
وحيداً أدعو
 ربي الديان
أطلب الرحمة
ولا من مغيث
يحررني من أسري
فيتخشب جسمي
والسهد
يمزق أوصالي
محطم البنيان
*****
أسري في الليل
كمسكين يجوب
شوارع النسيان
وذوي لا يبالون
ولا يسمعون النصح
يزهقون روحي
ينهالون عليّ
بالعصيان...
عاراً فعلت فهجروني
وموطني الآن
تحت الأقدام
مشردٌ بلا خلٍّ
ولا صديق
بلا أب
أو حبيبة
وأشلائي مبعثرة
في كلِّ مكان
عقليَّة الجنون
أطلقت قوانينها
فمال بداخلي
الإنسان....
********* 
كم هي صعبة أن تلاقي عالماً لم تعتاده...في أسرٍ موحش..تخاطب ذاتكَ تارة ، وتطعن بأخرى..
تسترجع أيام الخوالي وأنت تعيش كأنّك في سجون كسرى...
سدود منيعة تخنقكَ....وحدودٌ ، ونظامٌ يضيق الحصارَ عليكَ...وكأنّه عالم ثان ..
لا مكان فيه للعدل ولا مكان للوجدان...
المال سيد الوجود..به تحلّ أصعب القضايا ، وتفتح كلّ الحدود...تهدم بواسطتها كلّ العراقيل والسدود...
أما المساكين من المعتقلين فإنّهم عبيد في سوقهم لا حول لهم ولا قوة ؛ كطلقة قد توقد في أي لحظةٍ من فوهة البارود...
ذئاب ونمور وأسود..يتحكمون بضعاف النفوس بلا وجدانٍ أو ضميرٍ ..والحقّ لا مكان لهُ في الوجود...والباطل سيد عرش الموقف..فكلّ الذمم تبقى كرة قدمٍ تتلاعب بها القرود..، والأحلام تغادر مضجعها ..ولا أمل في الوفود...، وخوفٌ من غيابِ شمس العشق ...، ورعبٌ يدسّ سمومهُ في قلبِ مكتوٍ بنار حبّها ..، جسدٌ مصلوبٌ...
مراجعة ذاتٍ وحداد في وقفة حصنٍ ممدود....وكم هناك من ثعابينٍ تنتظرك ..وكم هناك من حشود..
فاترك حلمكَ في زمام إلهٍ أرحم خالق معبود..وادعه في خشوع ..وتوسل إليه في ركوعٍ وسجودٍ..وحده القادر أن يحرركَ ..من أسرٍ موحشٍ ..ومن تلك القيود..
قف يا نزيل
مزقي ضمائر حية
فلا موطن لي
في الوجود...
قف يا نزيل طويلاً
على تلك الحدود
فإن فتح بابٌ أمامك
أُغلقت أبواب
وتكاثرت بوجهكَ
السدود..
مزق قلبي
قدر ما تشاء
فجسدي للربِّ
ممدود...
وأنا موثوق
بحزامٍ عمرٍ
وبدني بطقوس الحبِّ
مشدود...
قفّ تمهّل
ليس هناكَ
غير ذئابٍ ونمورٍ
وأسود...
الأرانبُ تطهو وتغسلُ
والسناجب تنفِّذُ
أوامر الأسياد
والحشود...
لا حول لنا
ولا قوة..
أصبحنا قذائف
في فوهة البارود..
النهار يمضي
بلا وداع...
والشمس تلبس جلبابها
وتيبّس
تلك النهود
ونحن نلملم تجاعيد شبابنا
وكم مدفونة
أجسادنا!!!
تحت الثرى..
كم تودّ
أن تموت
ماذا دهاكَ
يا عمرُ
أما تكفيكَ
خيبةَ الوعودِ والعهودِ
قفّ تمهّل
ارضخ لقدركَ
ولا تنظر للعلا
فتنكسرُ رقبتكَ
وانحني لربّك المعبود
وادعه في سجودٍ
*********
كم من ربيع ستحيا
وهل علم الغيب تعلمه..!؟
 أيها العاشق الولهان
في ملفات الوجود...
إن متّ
فلا دمعة ستنسابُ
من الأسود..
فاحمل كتابكَ
في يمينكَ
وانسَ حريّة وهمٍ
متوغلٍ..
في كهف ثعابينٍ
جائعة...
على تلكَ الحدود..
قفّ تمهّل
استسلم لحالكَ
فلا براءة
بعدَ الآن
تنتظر منكَ
عقداً جديداً
فالدنيا ظلمٌ
أنيابهُ
نواميس الحياة
تقودُ...
أدعو ربّكَ
في غسقِ الليالي
واجعل جسدكَ
له ممدود...
ونم قريرَ العينِ
فأنتَ شهيدَ حبٍّ
بين القنا
بارود..
دع أحلام السنين
فوق عتباتِ الشوارع المنسيّة
اترك كلّ الخيالات
تموت..
******** 
يحيا الإنسان وهو مجبول بمشاعر حبّ تدفقت مياهه في كفّه التواق ؛ أن يصافح غدير الوفاق ..فينتعش من جديد بعد ظلمٍ ، وطغيانٍ وحرمانٍ ، وعذابٍ ولكن...
 سرعان ما تشبُّ شظايا الهول لهائبها في قلبه ؛ فيعاني من جديد الويل من جراء عدم وجود قلبٍ يتفهم تلك المجاهيل والأحاسيس.... وسط غيمة داكنة من مفاهيم تتحكم بأبسط معايير الوجود..
تتخلى المعشوقة عن أمانة كان العاشق تواقاً أن تحملها هي ..وتتركه في ضياعه وتيهه ؛ بعد أن استقرت سريرته في لقاء ، وعهد اتخذته المعشوقة أن تحمل تلك الأمانة الثقيلة.
فقد حاول ذوو الفتاة بأساليب الشعوذة والتنجيم والسحر تغيير معالم نفسِها ، وتلطيخ روابط العشق بالعار والفتور..فشوهوا صورته أمامها ؛ بينما الموقف السلبي من ذوي العاشق لعب دوراً في عرقلة المسار ..فاختلط الأمر في لبّها ..وشنّت حملتها عليه بينما هو لا يبارح في حلَ قضيته المتشابكة..بالطرق السلمية.
اغتالوا حلمه ..واستوطنوا قلبه ..وسدوا الذريعة أمام أمنيته لأن ينالها ، وتخلد سريرته معها..
كم هددوها ..كم ضربوها..كم مزقوها..فغدت ذئبة مفترسة كما قالت ذات ليلة ..
فكيف ينساها ..وهو يعشقها بجنون..؟!!
خضراء الدمن اغتالت حلمه بحجة حرصها عليه..وبوساطة مؤامرة استغلوا طيبة قلبه ، وألحقت سموم العار بها ..وفرقت ....وكم كذبت .. فلاقت كلاً منهما حتفه بسموم هول.
فتح صدره لفحيح الثعابين وهو ممزق من أخمص قدميه إلى قمة رأسه..
بينما المعشوقة رضخت للسموم وأساليب الشعوذة ..ضاربة كلّ المشاعر والأحاسيس
والعهود والمواثيق وعقود الحب والوفاء..بعرض الحائط ..
تاركة العاشق يسيل دماً ، وينزف دماً على عقبتيه..
فإلى متى ستقتل تلك المفاهيم النخرة ...مصائر نفوس مجبولة بالحبّ ...؟!!!.
وهل تتغير تلك المفاهيم ذات يوم..؟!!!، وترأف قوانين المحكمة بنوايا العشاق المحرومين من عبق العيش السوي..والأمان بلا انتهاكات لحرمة الإنسان...؟!!!.
شظايا لهول
أ تتركين أمانتي
يتيمة كما أنا..؟!!
أنتظر رحمة السماء
وشفرات الأحلام مسننة
غابت شمس زهرتي
وتركت أنفاسي تضيق
وتتهاوى الملحمة
عرس الأمل تيّتم
وذات ترسم
قوانين المحكمة
فوارتها الغيوم
وأطلقت براثنها
كحمم بركان
أحرقت القمم
بعد أن حظيت
بأمل الشباب
اغتالوه...
وكلّ المشاعر تيتمت
والقلوب أمست  مجرمة
تلاحقني
شظايا الهول
إلى كلّ الأمكنة
تدسُّ سمومها
لتعلن عن قوانينها
المحكمة...
جنون حبي
يقودني
إلى الهاوية
فتدسّ سمومها
وتقدم من جسدي
وليمة عارٍ
بلا رحمة
انتشلوا مني
صبوتي العالقة
في شباكِ الميتمة
مقهور أنا
مظلوم أنا
وكلّ الأفاعي
تلهث بلعابها
تود التهامي
بطقوس الحقّ
المُحكَمَة
أُذبحُ بخنجرِ الغدرِ
من سماري
وأخواتي..
بحججٍ مزريةٍ
وبالمسكنة والملعنة
هي خضراء الدمن
قد اعتقلتني
في غفلةٍ
وحررتني
من أغلال محكّمة
ها أني أنشطر
إلى نصفين
فهل تفيدني
بعد موتي
المرحمة...؟!!
سجلتُ
على جبين الأرض
ملحمتي...
ضحيتُ بروحي
وصعدتُ القممَ
تمردتُ على واقع
أسودٍ..متفحمٍ
ورغم ألسنةِ التشهيرِ
والاتهاماتِ المحرّمَة
أقفُ كنخلةٍ
أمامَ الجميع
وسأخرج يوماً
من تلكَ المدخنة
فإن متُّ
فأنا شهيد حقٍّ
أبتغي الحلالَ
وفي سبيل الحقِّ
أُقدّمُ روحي
أضحية..
فلا إدانة
أكبرُ من هكذا
جريمة...
صعدوا إلى المنبرِ
وكم انتهكوا حرمتي
وأنا المظلومُ
نزيل قفصِ المحكمة
مزقوني...
أعدموني
فإنّ شعاري
شهادةُ عشقٍ
لفتاةٍ
لقّبوها بالمجرمة
اخترقي...
يا شظايا الهول
جسدي...
وشنّي حملتكِ
على قلبي
وتوغلي...
فنفسي ما تزال
مسلمة...
******
لا أبالي
بأنياب مكشرة
فإن كان
السغوب
حكم السواد
أعظمَ
*****
عاداتٌ نخرةٌ
تتحكم بمصائرنا
وعرفٌ جاهليٌّ
ينخرُ يعظمنا
فكفى يا قلبُ
ضعفاً وذلاً
ومسكنة..
اليوم شهادة
أو استسلام
أو تخاذل..
فسنّن يا ضمير
السننَ..
قوانينُ العشقِ
مألوفةٌ..
فلا تنحني
لظلم الأهالي
وافتح ذراعيكَ
للرياح القادمة
وواجه
كلّ الوجوه المذعورة
ولا تخف
من قوانين المحكمة...
********* 
 

 

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الثامنة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

 الحياة لا تفتح ذراعيها بسهولة لأي إنسان ، والرب يختبره بأصعب امتحان ، والعاشق يتعذب وينشد المواويل والأحزان ..يحلم بعالم الأمن والسلام في ظل مفاهيم تشوه معالم الإنسانية في زمن افتقد فيه الإنسان أبسط حقوق الإنسانية.. يتحول العاشق الولهان إلى كتلة من أشلاء مبعثرة نتيجة ظروف الحياة القاسية ، وألسنة الناس التي لا تتركه في حال سبيله ؛  فيدخل مقبرة الحياة قبل أن ينتعش فيها يتوه ..يزرف دموعه التي تتلطخ بمياه عكرة ؛ من عادات نخرة ترديه قتيلاً، وهو يمر بكلّ مراحل الحياة ؛ لا ذنب له سوى  إنه إنساني ...شفاف يحمل الحبّ، ويزرعه في كلّ مكان ، ولا يحلم بالمقابل إلا بعيشة متواضعة مع معشوقة.. رأى فيها كلّ معالم الأنيسة والشريكة ؛  فغدا منبوذاَ من الجميع. ملاحق كمجرم انتهك حرمة الحياة ...يتيماً يمسي رغم وجود أخلاء له.. أو أهلاً بثياب بشر... كهياكل عظمية ؛ أما جوهرهم مفقود في غابة العرف الجاهلي الذي يدفع كلّ عاشق إلى مزيد من الظلم والطغيان؛ ملفوف كسجائر الدخان.

العالم يرتشفه بنهم بينما هو ميت في مقبرة الحياة ...جريمة يقترفها إن أحب بشرف وحافظ على عفة النفس البشرية ، ولو انقاد إلى ملاه ليلية وتعطر أمام الجمع الغفير؛  يصبح محترماً ويمنحوه كل التبجيل والتقدير؛ هكذا مفاهيمنا الشرقية التي يختلط فيها الحق بالباطل ويدفع العاشق الإنساني مشاعره وأحاسيسه ضريبة لتلك المفاهيم التي كلنا ننبذها ، ونحاربها ولكن..!؛  في الحقيقة جميعنا نبجلها وكأننا منافقون ..نقول ما لا نفعل وصدق رب العالمين حينما قال في محكم  كتابه.(( يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ؛ كَبُرَ مقتاً عِندَ الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) .

هنا أسلط ضوءً على عاشق يصارع تلك المفاهيم ، ويضحي في سبيلها  ؛ فيدخل مقبرة الحياة ويحكم بالإعدام ، وتنهال عليه شتى الاتهامات ؛ فيصبح ضحية تلك العادات السيئة ، وتلاحقه نظرات الازدراء والتهكم ؛ فيحيا في الحياة كجثة تتلاطم بها الأمواج ..بلا رحمة من هكذا بشر يسحقونه قبل موعد أجله.

ارتعاش قبر

أزرف الدموع

فتسيل السيولا

يحيرني الخيال

وأنا غارق

في بحر المجهول

أتمسك بكِ

مثل طفل رضيع

أرتعش خوفاً

من أن أضيع

من تيهٍ مجهول

طويلُ القامة.. رفيع

لا اعرف من أكون

حطامٌ

أم ركامٌ

أم حلمي

في غياهب الدجى

معسول..

أمشي في الطرقات وحدي

وألملم تجاعيد لحدي

وأنتظر كفني

 

أو لمسة حنان

من حبيبتي..لتحييني

في غياهب الجب

*********** 

أناديكِ

عبر

همسات حلم متوهج

أمد يدي

وبروحي أفديكِ

أقبّل وجه الغيب

فوق رعشة كفيكِ

أسرح بخيالي

وأفنى أو أحيا

بجرعة حبّ

من شفتيكِ..

أنثر من خيوط الظلام

شعراً يتغنى باسمكِ

وأحفر

 على مهد الجبين

سراج عشق

على راحتيكِ

ألملم أشلائي

فأسقط أرضاً

وأغط في نوم عميق

بينما جسدي

جثةٌ هامدةٌ

دميةٌ

في شوارع النسيان

يحلم بعالم الياسمين

رغم كلّ الآلام

والعذاباتِ

أناديكِ

أقفُ لوحدي

في وجه الإعصار

ورمال متحركة تحركني

تفترسني

تلتهمني بوحشية

فأودع حياتي

**** 

هل ترى..!!

وكيف أراك؟!!

أو ألتقي بوجهك...؟

فحنانيك

ماتت أمي

أخذت معها

روحي وعمري

 

وتوارت تحت الثرى

أحلامي

فمتى ألتقي بك..؟!

يا وجه الأنوار

أتجرع سموم الويل

بقلب عليلٍ

أرفع يدي لربٍ رحيمٍ

وأجهلُ أنني أحيا

لأن في المقبرة

أجاريك..

هل ماتت الذات..؟!

أم هو ذا قدري

يرشف حسراته

الثكلى..

بين راحتيك..؟!!

********** 

هل تجرفني التيارات

فأمضي إليك...؟!

وأتجرع علقم الصبر

عبر حرارة كفيك..؟!

هل أنال مرادي

أم أبقى معلقاً

في السماء..؟!

أنتظر لمسة حنان

من يديك....؟!

*********

عندما تغيب شمس العقل تصحو من رقادها النفس ، وتسري بعفوية بين منعطفات ترهق الكائن

الإنساني ؛ فيمضي وراء عواطف سامية محكومة بالإعدام إذا ما قورنت بسراج العقل .

يختال بخيالاته عبر مسيرة الحب السامي ؛ يدخل بوابة الاعتزال تحتضر كلّ المشاعر في أولى خطواتها نحو صدر الشمس ..يتحول القلب إلى دمية وسط أحلام رومانسية يخلقها الفراغ الروحي أما العاشق يرسم صوراً روحانية لمعشوقته على لوحة القلب الذي يتقلب يمنة ويسرى بلهائب نيران المجتمع ، وقوانينه وأنظمته السيدية التي تهلكه بل ترديه قتيلا ...يتمنى العاشق أن يُخلَّد وتُخلَّد بعد رحيله من هذه الدنيا ملحمة عشقة في عصر تشوه العشق فيه؛ فيعلق بين السماء والأرض بحبائل غرام تواقة إلى كسر لوحة العادات البالية التي تحاصره ، وتلتف تلك الحبائل حوله في عراك أزلي يغدو العاشق منفياً في وطن مكتئب الأوصال ..فيمد يده إلى بارئه ؛ يطلب التوبة والمدد إن كان حلمه عار...

أمنيات يدفع ثمنها العاشق في سبيل فك قيد الروح من براثن الضلال ، وإدخالها إلى نور الكمال ، وما زال هنا ألف سؤال وسؤال ينتظر الرد عليه من قبل علماء الدين وأصحاب الفكر والفلسفة والمنطق..

هل الشريعة تجيز للنفس أن تحلم ..؟!

هل الفكر يحرر النفس ويوافقها إن كانت نوايا العاشقين لا تخرج من قوانين الإله..؟!

رغم أن كل الحب السامي مرتبط أصلاً بتلك القوانين والأنظمة السائدة في المجتمع !.

من  هو الذي يتحكم بالقلب .. الشريعة  الإلهية  أم العرف الجاهلي ..؟!، ولماذا تتصارع الأحلام في ذات عاشق يحب بحلال..؟!، ويحكم البشر حتى على تلك الأحلام ..؟!.

إن انقاد احد العاشقين وراء اختراق ذلك العرف الجاهلي.. ويحكم بالإعدام كلّ من العاشق والمعشوقة اللذين لا ذنب لهما سوى أنهما يحبان الأمن والسلام والحب لنفسيهما وللإنسانية جمعاء.

 

هناك قضايا بحاجة للدراسة والحل،  وهناك سنن بحاجة للتغيير ، وهناك قوانين بحاجة لإعادة النظر فيها.

هناك قضايا حساسة كالحب الروحاني والنفساني والنوراني ، وتمييز الأحكام بعضها عن بعض والفارق بينها وبين الحب الغريزي ، والمادي الدوني ليخرج الحب من بوتقة الظلم والمساس بقدسيته...

في النتيجة إذا ظل العرف الجاهلي سيد المجتمع ولم يطرأ أي تغيير أو تعديل على بعض القوانين سيظل العاشق والمعشوقة وكثير من قضايا المجتمع بلا حل ، ويدفع كلٍّ منهما الضريبة والثمن أغلى ما يمتلكه الإنسان ، وأثمن ما تمتلكها الإنسانية ...

فما هو الذي يتحكم بمصائر الناس العرف الجاهلي  أم القانون الإلهي..؟!!!!

في هذه القصيدة أسلط الضوء عن وميض حالة من حالات العشق ، والمعاناة الوجدانية والصراع النفسي الذي يعيشه ذلك العاشق إضافة إلى أمنيات منسية لا تتحقق تجوب خيالاته التواقة للأمن.

أمنيات منسية

دميةٌ أنا

رعشة خوف

ومصائبٍ

رحلةٌ طويلةٌ

من الأحزان

والآلام

في الترائب

منفي في وطني

وروحي غائبة

تحتضر هناك

في برج النوائب

أحلم بالأمن

أطلق الحب

وأتجرع

عربون حزني

والقلب تائب

أجوب شوارع مظلمة

فهل تذكرني الجرائد..؟!

**** 

منسيٌّ أنا

من زمن

يسّير المجهول

فأبدو معلقاً

بين السماء والأرض

وتشنق

كل المفردات

والحبر

مداد ضائع

وغائب

فمت بسلام

يا قلب

واغفر عما مضى

واخرج

من أسر الترائب

**** 

التوبة غاية الغايات تأتي بعد مرتبة الاستغفار من ذنب اقترفه الإنسان بشكل مباشر أولا شعوري وهي البلسم الحقيقي لكل آلام النفس ، والدواء الناجع لكل حالات الشعور و اللا شعور

يدخل صاحبه إلى مستنقع الهذيان غارق في وحل الذوبان..صابر على معتقدات ذكرناها وقاسها هو بكل مرحلة من مرحلة عمره إن كان قصيرا أم طويلا ...

نهر طاهر يقوده إلى إشباع رغبة جامحة بطرق حلال ...بل يغسله من بقايا الأخطاء أو الذنوب المعلقة به ، وأرض لا تروى إلا بقطرة ماء ، ونداء وصلاة تعيشها الروح البكماء ، وتصم العادات أذنيها وتدخلها بوابة العناء؛ فليس هناك ملجأ غير رب السماء ..ّ إذ أنياب البشر ترصده في كل مكان لتفترسه بلا هوادة ، وبلا رحمة ؛ فمن ذا الذي يرحم غير الرب الحنان والمنان إن وقع الإنسان في خطأ  مادي بعمد أو بدون ذنب..؟!

فلا مغيث غير رحمة رب بيده مقادير الأمور ؛ فهل نلجأ إلى من يفتقد نبع الرحمة أم نركع للباري عز وجل ونطلب منه المغفرة والسترة وإحياء تلك العظام التي أتلفوها وتسببوا بإتلافها أولئك البشر..؟!.. 

ورغما عن كل شيء

أتوب

وكم أذوب

وصبري

صبر أيوب

تأكلني الديدان

وتنهشني الجرذان

وقدري

بأحرف نور مكتوب

أتوب

وكم أذوب

يا نهراً

مدفونة أرضي العطشى

أسقيها

واحيّ عظامي

يا نور..

يا معبودي

أسترني وطهرني

من العيوب

لملم جراحي المنسية

وتجاعيد وجهي

وأوراقي الهشة

فدري من المآقي مسكوب

أنا مكفن

وجسدي مصلوب

يا ربي

مللت حياتي

وغير كأس المعين

من فيض كرمك

لا أبتغي

فضمني

وارحم صبري

ومعاناتي

وعذابي المصلوب

***** 

هو ذلك الحب ..

ما أجمل أن يلاقي الإنسان أمله الواعد ..وتسترسل الروح عبقها كجسد واحد ونفس طاهرة لها مدلولها ولغتها الخاصة بها ..

يصف كل منهما رغبتهما بحرية وعفوية ووفاء وعفة ونور ، وضياء ملفوف بلمسة خجل وحياء ..

إنها رحلات سياحية أجمل من مقاصف الطبيعة الخلابة التي تسرح حول الإنسان ألقاً وحسناً وجمالاً أبهى من معالم أفلاطون.

السعادة الحقيقية هي في دواخل الإنسان، وما الطبيعة الخلابة ، والبهية إلا انعكاس لجمال الروح ، وهي أصغر صورة بل ذرة من جمال الله.

الحبّ أسمى شيء في الوجود ..حتى أن وصلت إلى حدود المعاشرة ، فالحب يعطيها ألقاً آخر وشعوراً وغبطةً لا توصفان لأنها تملك لغة شعرية تفوق كلّ لغات الشعر في كل الأزمان ، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) صدق الله العظيم.

في هذه القصيدة اقتصر واختصر عن إعطاء كنه لها علّ القارئ يستشف حلاوتها ويدخل إلى عالمها الحقيقي ، وأترك له أن يحكم عليها إن عرف تلك المجاهيل ، وفك ألغازها أو جهل بأبسط دلالاتها الوصفية والجمالية والرمزية ؛ فكل ما حولنا رموز وألغاز وعلينا أن نفكها حتى نؤولها ونبتهج في ظلالها الغائبة عن اغلبنا.

هي كل شيء

هي كلّ شيء

سحراً وحياءً

كتلة مشاعر

من الحيوية والضياء

روحاً هي

تعرج

إلى دروب السماء

قبلة تبحر

في الأحشاء

تسري كسفينة

فوق الماء

تجري

في الأوردة

بخجل وحياء

هي نار تثور

وسراج نور

في روح نور

مسحور..

ساحرة قلب

فاتنة جسد

حول خاصرتي تدور

هي عبق أنفاس

من الأفق

إلى الجذور

تنحر مثل ماء

 

عبر شواطئ قلبي

وحول رأسي تدور

هي طوقاً ذهبياً

وسامٌ فضيٌ

جوهرٌ كبدر البدور

ياقوت ومرجان

ترقص بحنو

على الأفنان

كعصفور ذو جسد فتان

نبعها كأس سحر

فلبها فيض حنان

صدرها رمانتان

نفحات حب وعشق

وفنون..

ولا ابتغي إلا لهما

زوجاً أكون

أمتص منهما

رائحة البقاء

وأنعم فيهما

بعبق الزيزفون

وامتطي

صهوة الحصون الشامخات

واسري في الليالي الحالكة

كفجر يداعب العيون

أحبها

ملئ جوارحي

وبها قلبي مجنون

ومفتون

إنها سحر أنايا

إنها مجرى العيون

******

لا تقولي

هذا قليل

رخيص في

دروب المستحيل

والقلب امتطى صهوته

كعليل

لا تقولي

أن المعاشرة

لغة بسيطة

شابها طفل عويل

بل أنّه علم وفن

من يجهله

يبق عليلاً

في دروب المستحيل

هو علم

 

سحره بحرٌ جميل

لغز هو

أطيافه

كاهل جليل

هو سر الحياة

بلا رموز

أو أدوات تجميل

******

ما دام الإنسان يحيا على هذه الأرض عليه أن لا يحزن مهما تعرض إلى تيارات ، وظروف حالت دون رضاه ، وقذفته إلى براثن المعاناة ؛ فالحياة مدرسة تعلم الإنسان أقسى وأجمل الدروس والعبر وهناك دائما نقيض في الوجود ، وبضدها تتميز الأشياء ، وهناك أعداء تقف أمام طرقه في كلّ منعطف فيها يجب أن يحتمل كلّ شيء ؛ فالغابة مليئة بالوحوش الكاسرة ، والأنياب المكشرة والحياة عبارة عن غابة إذ عليك أخي الإنسان أن تكون فتى أدغال أو بطلا من أولئك الأبطال ؛ إن كنت شاعراّ أو هاوياً أو كاتباً أو أديباً أو فيلسوفاً أو مفكراً.. من تكن كنت.. عليك أن تتعلم من هذه الحياة وتمتلك مفاتيح الوجود ، ولا تتخاذل أو تقع وتسقط وتتنازل عن مبادئك أو أهدافك السامية أو غايتك التي ترفع من شأن ناصيتك أو مكانتك ..حينما تؤمن بما تقوم به ، وتملك الحب بمفهومه السامي وتملك البصيرة ، وحدة النظر إلى جانب التقوى ، والإرادة والأسلحة العشرة ..ستهون عليك كلّ مصاعب الحياة،  و تحيا بأخف الخسائر ؛ فالنفس الإنسانية مجبولة بحب الآخر ، وأجمل ما في الوجود أن تحب الآخر كما تحب نفسك .. كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه كما يحب لنفسه )) .

صحيح أن المفاهيم تغيرت، والقوانين للأسف تبدلت ، والدات انجرفت وراء المادة ، والاقتصاد فانصبغت النفس بصبغة الوجود المادي ، وأمست الروحانيات شبه مفقودة إن لم نقل معدومة.. إذ غدا الروحاني منبوذاً في عالم كهذا الذي نعيشه ، ومن يمتلك سلطة نفوذ أو جاه أو منصب هو المبجل والموقر والمحترم  في نظر الجميع ..إلا هذا لا يعني أن الروح ميتة ؛ بل رغم كلّ تلك المعتقدات الحق لا يتغير والروح لا تبدل جلدها مهما تبلت جلود تلك النفوس المنجرفة وراء المادة التي أصبحت للأسف ربة فعبدوها ، ونسوا أو تناسوا السر الكامن في الذات .. قال تعالى: (( ويسألونك عن الروح فقل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) ، والتي هي مفتاح الإنسان وأساس الكيان الإنساني ؛ فكل عضو له لونه وله مدلوله وفي كلّ عصر هناك صراع أزلي كان أم محدث ..وعلى الإنسان أن لا يتجرد من روحه أو ينقاد لنفسه أو إشباع غريزته في تملك الناس أو استغلالهم أو الوصول لأهدافه على حساب الروح ((أي الآخر )).

هناك عالم إنساني وعالم بشري.. عالم يحب الوصول إلى غاياته على حساب غيره بأي شكلٍ من الأشكال ويحارب غيره...منغلق ضمن فردانيته ونزعاته الفردية غير معترف بالآخر وان تطلب الأمر سحقه من الوجود بغية تحقيق سيديته... أنه عالم بشري أكثر خطورة من أي أوبد مفترس.

 أما العالم الإنساني فهو المنفتح على الآخر ويضحي في سبيل الآخر ويتفانى في حبّ الآخر.

إذاً حتى في ذلك هناك صراع ..أما من ينتصر في النهاية ؛ فالأمر يعود إلى التأويل الحقيقي ولا تأويل حقيقي إلا ذلك الذي يمتلك ناصية السر وملم بالعلوم التكوينية كلها أو اغلبها ؛ فقد يمتلك أبسط عبد ؛ بصيرة الحقيقة بينما يكون الآخر ذا الوجاهة الاجتماعية أو الاقتصادية أو إلى ما هنالك يفتقد الحقيقة تلك ، وإذا جمعنا تلك الجزيئات من الحقيقة من هنا وهناك سوف نصل إلى بذرة من الحقيقة المطلقة التي تدل على مطلق الوجود وسنتناول هذه القضايا والدراسات في مشاريع أخرى.

أما هنا فسأقتصر على الحب والعشق والشعر وأترك للقارئ أن يفك أو يدخل الكلمة أو الحالة فيبحر في مداه ويفسر على حسب ما يملكه من قريحة أو ذوق أو خيال ممن يمتلك ناصية الأدب أو الشعر .

أنياب تصارع المجهول

أنياب الليث

تطاردني

وأنا مرتاح

أطير في الأفق

 

بلا جناح

أقطف من الحياة

زهرة

وأهديها للملاح

وامتطي صهوة المركب

وأسري في الليالي

أنتظر وجه الصباح

أداعب الماضي

وذكرياتي تنهمر كمطر

من غسق الوشاح

أحلق عاليا

علّي أر وجه ربي

بتباشير الإصباح

أنا المكفن

بثوب الجراح

مغتال في وطني

مجرد من السلاح

أنا عاشق ولهان

أضحي بروحي

في سبيل حبيبتي

وأمسح غبار التعب

عن بريق المصباح

يخرج مارد منه

وأنا مفاجئ

أطلب منه الأمن

والسلامة

والسماح

يقول لي

لِمَ أمنياتك متواضعة

فأرد عليه

لأنني عبد الإله

غايتي رضاه

ونسيان الجراح

فيسألني أين أمك

فأجاوبه هناك

ودم عيني سيلاً

تقطنه الأشباح

دماء الشوق تسيل

والقلب مرتاح

تتنهد أنفاس عشقي

تنتظر رحمة واحد

بيده مقادير الأمور

فكيف أجور..؟!

وأغور

في بحر الفجور..؟

وهو يراقبني

 

ليل نهار

كلا لن أعصي له أمراً

لن أصبح كافراً

لن أجوب

شوارع ملذاتي

لن أغرق

في بحر الفجور

سأسبّح بحمد ربي

أستغفره

في وضح النهار

لأنال رضاه

لأكسب

عفو ربي الغفور

ولن انهار

لأنني عاشقاً مغواراً

******** 

لكلّ أمرء حريته في وصف حبيبته أو فاتنة أحلامه ، ولي أنا حريتي في وصف فتاة أحلامي أو حبيبتي فناصية الشعر أبعادها بحر واسع طويل عريض.. ليس فيه أدوات تجميل أو اصطناع للمشاعر والأحاسيس ، ولغة الشعر لا تقف عند حدود معينة وللشاعر أن بأول قصيدته وللقارئ أن بأول ما يقرئه ويبقى الحكم لمن يمتلك أدوات الشعر أو ملماً بغريزة الفكر، وله ما يحلو من إشباع رغبته في الهجاء أو الذم أو القدح فأنا لا أستاء من قارئي مهما كان ، ومن يكن هذا ما آلفته وما أنا مقتنع به ولكل أمرء رأيه وعلينا أن نحترم أراء الجميع بدون استثناء فبحري كبير..

بحري كبير

حبيبتي

لؤلؤة عيني

خفقة فلبي

نبضة الشريان

في عرق

يكاد أن يفور

أركبي سفينة روحي

واشفيني

من جراحي

وأنعشيني

بقبلة الحياة

من ثغرك الفواح

ربيعك أخضر

ونهري خرير

حورية أنت

في بحري الكبير

فاسبحي في مائي

قبلي الغدير

ففؤادي بك

مسرور..

أنتظر الشمس

وبريق حبيبتي نور

وجهها ملاك

 

قلبها حنون

سحرها

مجرى العيون

نحرها

مسك وعنبر

صدرها سحر ومنبر

قلبها فيض الحبور

بطنها سرير ناعم

صرتها كثغر عصفور

ظهرها أهرامات مصر

متنها بللور

فخذها كهف وضيع

ساقها حلم بديع

قدميها

عيدان مرنة

شكلها الصقيع

عيناها برجا عاج

خداها حمر الرضيع

رقبتها خيط رفيع

عنقها عود

من امتطاه

فيه يضيع

هي عنوان حضارتي

حزام ذهبي

حول خاصرتي

نطاق بديع

قبلتها سحر متوهج

انتعاش ربيع

وآنية غزال

على جبينها

كل الحضارات تضيع

إنها أميرة

فوق عرش قلبي

والموت

سهم فظيع

أنها أنثاي

بها قلبي شغوف

حبيبتي

لعناقها صدري ملهوف

أنها سحر القوافي

من غيرها

أبغي أن أطوف

علمها أدب وحشمة

فنها طيب ونعمة

أن نطقت

فحكم ، وأمثال

 

وأن ابتسمت

نام الهلال

سبحان

من سوى الجمال

من غديرها

سبح الدلال

أنّها فاتنتي

بدراً

في دروب الاكتمال

خارطة جسد

متوهج

يبغي الحلال

معصمها ريش نعام

زندها

نور الدلال

قبلتها جنة وارفة

وسحري يطوف

تحت الظلال

بعد الرب

أعبدها

في دروب الهوى

والاشتعال

أترنح بذاك الجمال

سحره طيب الحلال

أرش من نسيم عطرها

مسك الغدير

على عشب الوصال

أعانقها فتعانقني

في رعشة حب

يُستفهم لها السؤال

أغني كبلبل حزين

فتُرقصُ

دمع الخيال

إن حدثتني

أسرحُ

في عالم جميل

أنسى أنني رجل

في الأربعين

أمتطي صهوة الجبال

أنها أنثاي

قدري

مهد حضارتي

عبر شريط الخيال

مسك وجودي

حينما يدخل حلمي

في بوابة الاعتزال

 

هيت لك

سحر العيون

نبض

من قلبي الحنون

هيت لك

جسدي وروحي

ومائي الزلال

فكيف لك

لا أكون

يا خفقة الحلال

يا ملكة

هيت لك

حبك هو القانون

فخذي ما تشتهينه

وكوني لي

كما أكون..

فقدرنا

ملك قادر

أن أراد شيئا

قال له

كن فيكون

يا عاشقة تحلقين

على الأطلال

*******

قد يتعرض الإنسان في مسيرة حياته إلى ظروف ، وحالات قاهرة ، والعاشق منا معرض لكلّ مجهول ، ولكن لي رجاء من أخوتي القراء ، ومن يحبون ( الفن - الشعر - الأدب – الفكر) ، ومن يبحر في بحر العشق من كلا الجنسين..عدم الظن والابتعاد عن الإساءة ، وتقدير حرمة الإنسان واحترام الذات والاهتمام بكرامة الآخر قدر المستطاع...وأستميح القارئ عذراً مني ؛ إن أطلقت العنان أو أجهرت بنصيحة أخ أو صديق أو عاشق من كنتُ ومن كنتم..فقصائدي من صلب الواقع وعلينا أن لا نخشى أو نستاء أو نلوذ بالهرب أو التهكم من جراء إطلاق العنان للمشاعر الإنسانية لأنها لا تحمل طابع الإساءة وما دامت لا تحمل طابع الإساءة فعلى القارئ أن يرضى عما يسمعه وعلى الكاتب أن يراعي شعور المتلقي، ولا يهج كثائر بركان وينقطع عن دائرة التواصل مهما كان.

فما بين العشاق حرية جدلية وصراحة ، وصدق وعفوية ، ونوايا سليمة فكلنا معرضون للأخطاء وليس هناك من معصوم عن الخطأ ، وكلنا لنا نوازع ونسقط في أغلاط ومغالطات ولكن الحب والتسامح هو ما يميز الإنسان عن غيره من بني الإنسان فمن يحب لا يكره ، ومن يفتح صدره للإنسانية، وينتمي لفصيلة العالم الإنساني ويعتبر نفسه إنسانا عليه أن يحافظ على ذلك..، وإن خرجت القصيدة من مفهومها أو إطارها أن كانت قصيدة أو نثر أو خاطرة أو أي مشروع أدبي أو فني فعلينا أن لا نجرح بعضنا البعض، ونحترم بعضنا البعض..

هذه المقدمة لا دخل التفاصيل في القصيدة بحد ذاتها بل هو مجرد إيصال فكرة من خلالها كي يعيش أي عاشق بسعادة ولا يفتح أي عاشق باباً قد لا يستطيع سده..

ثورة بركان

ثارت كبركان

في وجهي

أحمرت..واصفرت

أطلقت براثن حممها

مزقت وكم جرحت

فنظرت إليها

نظرة المسكين

وكم رجوتها

أن تكف

فزادت..

تقطعت أوصالي

أحترق قلبي

تشبم جسدي

وسألت نفسي

لِمَ تغيرت..؟!

خيّم الظلام

على قلبي

أسدل الهول وشاحه

فوق سربي

فبقيت وحيداً

كالأمس

وأقلامي كلها

تناثرت..

بلا هوادة أبكي

بصمت، وسكون..

بلا هوادة أنزف

ولست أدري من أكون

بلا هوادة

تتلاشى

أحلام الياسمين

فيتغلغل

في خلاياي

فيروس الجنون

أدفع رأسي

بالجدران الأربعة

وأنا أنتظر

أمي الحنون

أسترجع ذاكرتي

ترى!!

ماذا جرى..؟!

هل أنا في حلم

أم وهم مجنون..؟!!

آه..

لو تنطق الحجارة..

آه..

لو يصل النزيف

قبل أن تحرقني

تلك الغيوم

بعد ربي عبدتها

لم أتوانى

عن منحها

نور العيون

وموعدي

مع الأرض غداً

وهي تقسو

بلا هوادة

لقد تحولت أحلامنا

إلى نثير

لن أطير

ولن أسير

لأن حلمي مات

في دروب الهوى

تلاشى

في حضن أميرة

جعلتني أسيراً

في وهم الأثير

آه يا حبيبتي

لِمَ تتركيني..؟!

وأنا عبد

والآن ممزق الأشلاء

أعود إلى مكاني

يتيماً

بين جدران أربعة

مثل جيفة حقير

***** 

أنا ما بخلت

بروحي وعمري

وأعطيتها

صبوتي وسحري

فتربعت على

قلبي الكبير

الآن

تتركني في حيرتي

تفتح لي

أبواب السعير

*****

أنهمري يا دموعي

أرسمي على لوحة قدري

شهيد حب

كجثة مرمية

على الحصير

****

أرسلت إليها

رسالات

على الجوال

قلت لها

من يحب لا يكره

فأن متُُّ

فتذكري

أنّ قلبي يحبك

بإخلاص

يا أميرة

ذاك الأمير

*********

ابتلعت سموم الويل

وكبحت جماح الليل

وحملت وجه الحب

ببال طويل

لن أتركك

سأحمل حبك معي

إلى السموات السبع

فبحري عميق

وصبري طويل

آه...آه

كفى يا قلبي

عويلاً

فقد انتحر

الحب الأصيل

******  

لماذا أصبح الصدق منبوذاً ، والكذب والنفاق مستحباً..؟ّ!

لماذا تتربص المعشوقة كلمات العاشق..؟!؛ رغم يقينها أنّه يحبها بل يموت شغفاً بها ؛ فتعتلي قلب العاشق لهيباً من المعاناة ، والعذاب بعكس ما يذاع أو منتشر في روايات عاطفية .

ليست المعشوقة ضحية فقط بل أحيانا يكون العاشق أيضاً ضحية الأنثى رغم القلّة منهم ، ولكن علينا أن لا نتحدث عن العشاق ، ونطلق براثن الأحكام على كلا الجنسين.. متهمين إياهم بالنفاق أو الخداع أو التلاعب بالعواطف؛  فالمسالة نسبية ..

هنا أسلط في هذه القصيد الضوء على عتاب تنتهجه المعشوقة ؛ فيدخل العاشق أيضا بوابة المعاناة ويذهب ضحية الظلم أيضاً.

براثن العتاب

تعاتبني

وأنا الصادقُ

تجرحني

وكأنني منافق

بالأمس اختنقت

فتخشب جسدي

هتفتُ إليها

فأغلقت هاتفها

واعتلت صرختي

انتهت نداءاتي

قبل أن تتبرعم

محرقتي

ما توانيت

عن حبها أبداً

والآن تركتني

في وحدتي

تعاتبني

وأنا المظلوم

تحرقني دمعتي

ماذا فعلت

هل أذيتها

بصراحتي..؟!!!

ماذا فعلت

هل أسأت إليها

بطراوة صوتي؟..

لست ادري

ما أقول

تتربص كلماتي

لست أدري ما أقول

تتركني

في حيرتي

يا أملي

لا تعذبيني

فانا ما قصدت إساءتك

وما عرفت الحبّ

إلا معكِ

فلا تتركيني

فإن فعَلِتِها

ستكون نهايتي

*****  

على المرء الابتعاد عن الظن ، واجتنابه... إذ كم  من ظن قتل علاقة طاهرة، وكم من اعتقاد خاطئ سد الباب على مصراعيه أما م رابطة مقدسة ..

يجب على الإنسان أن يمتلك حجة دامغة ، وبصيرة نافذة وفكراً نيراً إلى جانب أدوات المنطق والعقل فلم يكتفي أن يعيش الحُبُّ في بوتقة القيود، والعادات السيئة ؛ أحيانا يعكر بمياه من الظنون والتخمين فيعاني هو أو هي ما لا تخمد عقباه.

سيلٌ من الظنون

تظنني بلا إحساس

ولكن هناك التباس

وحيدٌ أنا

كمجنون

سارح بدون لباس

أشرد بخيالي

أفكر بها

ليل نهار

ولأنني أحبُّها

لقبوني

بالخنّاس

لِمَ تظلميني

تلاحقينني..؟!!

حرام أن تتهمينني

ماذا تريدون مني بعد

يا ناس..

****** 

تشوهت الحقيقة  وسط نواميس ظنّ البعض أنهم امتلكوها؛ فعاش الإنسان الحقيقي وعاشت تلك المبادئ التي يؤمن بها ، والتي لم تأتي عن صدفة.. في ضغط وإجحاف بحقه أو بحقها ..مما جعل المجتمع البشري يطلق كتلا من الاتهامات بغية خرق حرمة الإنسان الصادق في عصر انعدم فيه الصدق وتلاشت النظريات ، وتشوهت الحقائق مما دفع الإنسان ليراجع سجله ، وما يملكه من معتقدات فيقارنها بالمنطق أو العقل فلا يجدها خاطئة ..، وإذ يتهمه البشر بالمنحرف أو المجرم رغم عدم ارتكابه أي جريمة قانونية أو شرعية..فترى!!..

لماذا يبقى الإنسان مقيداً وملاحقاً من قبل الأخر..؟!

مجرم أنا

مجرمٌ أنا

محرمٌ علي

الابتسامات

منفيٌ أنا

محاط بالويلات

مريضٌ أنا

متهمٌ بشتى الجرائم

والقضايا

والمواد..

سجلي حافل بالإجرام

أستحق الإعدام

يا سادة

هكذا حكم السواد

****** 

يمر المرء كثيراً في شوارع بلدته أو منطقته بشكل اعتيادي دون أن ينتبه إلى ما حوله من حفرٍ أو صورٍ ملطخة، وبلا مبالاة .

إنّها كثيرة هنا وهناك في الشوارع أو الأزقة أو عبر الجسور أو المنعطفات المريضة.

شوارعنا تنزف  ..نهرنا معكر ، ويسقى به مزروعاتنا ، وتباع في البازار ما نجنيه من تلك المزروعات .

علل ما زالت مرصوفة في الطرقات.. بيئة متلوثة، ومياه متلوثة نشربها من الآبار أو من نهر يفيض نبعاً، ونتجرع سموم المواد التي نفاجئ بها إذ تحمل أمراضا تدسّ الجراثيم في نفوسنا ، وأعضائنا دون أن ندري ..

جنة هي منطقتنا !!، ولكن لا رعاية لها ، ولا اهتمام ؛ أسافر من خلالها إلى مدن مهجورة السكان و أدخل من خلالها إلى عالم متلاطم الأمواج تحمرُّ وجنتاي ، وأنا أرصفُ أنفاسي في صدري المختنق بدخان المعامل أو المصانع أو الكهاريز.

كثيرة هي الأمراض التي نعبرها ولا نبالي ؛ وعفرين تبكي وتنزف ، وكذلك حال الإنسان العفريني روحه تنتهك.. حرمته تنتهك ..قيمه تنتهك ، ويغدو جسداً لا روح فيه.

يتقلب يمنة ويسرى بين منعطفات فيتوه في مملكتها.

عروس عفرين ...يا مهد الحضارات...

كيف شوهوا معالمك ؟، وكيف شوهوا تاريخك الحافل بالمعالم الحضارية..؟!!

تضاريسك غريبة أمست، وتقاطيع وجهك الملائكي تشوهت، وأنا أسير ..أعبر خطوط وجهك فارتمي على أديمك الملطخ بالعار ، وعلى بريق الثرى أنهار.

حينما انظر إليك من بعد أو من قرب أبكي كطفل رضيع يتيم ؛ أمسيت مثلك أو أكثر ..ضائع كطفل كسيح في غاباتك المتناثرة منها أوراق الربيع..

متناثر أنا منتشر مثل تاريخك ...مشوه أنا ، ووجهي يشبه وجهك المعتوه ؛ في صميم ملطخ ببراثن العار .

أحلم وما زلت أحلم وهم يغتالون حلمي أيضاً في وضح النهار؛ فأرفع أكفي إلى ربي ، وأنا أعيش لحظات العار ...مهجور قلبي كما أنت يا عروس الشمال ، ويعترض مسيرتي ألف تيار ، وتيار فانجرف إلى الهاوية؛  مثل شخص بدربه منهار..

أراجع حساباتي، وأحلام الماضي وطبيعتك التي كانت مكللة بالحناء و الغار... أما الآن تغيرت معالم وجهك وتشوهت تضاريس جسمك وتبدلت طقوس الفرح إلى حزن مرمي في عتبات كلّ الطرق المنسية يا وجه النهار...؛  كنت مهد الحب ..جنة عدن ، والآن يلحقون بك ألف عار ، ويشوهون معالمك بألف سيف ويحرقونك في النار..، ورغم كلّ شيء أقبّل ترابك المبلل بماء منار، وأقبّل قدميك يا عشقاً ملفوفاً بورق الغار ..؛ أنتِ شمس حريتي... أنتِ وجه النهار.

عروس الشمال

حملت نفسي

ومشيت وحدي

أثقلت الهموم كاهلي

أحمرّت وجنتاي

وصوتها يرن ببالي

ألبس ثوب الزفاف

وعروسي

تجالسني بخيالي

أنا الجمرة الأولى

ولكن

لا أجوبة لسؤالي

نفدت خزائن الروح

وبقيت أناشد

اعتلالي

مثل وجه هلالي

فاقد الأحوال

حالي..

يا سفينتي

انطلقي

إلى دروب الكمال

كلّ الدروب مغلقة

في وجهي

وسموم الويل

مبحرةٌ

في دلالي

ذعر

يتقمص شخصيتي

فأبحر

في عروق الانحلال

يستغلني المحيط

من شبانٍ وأطفالٍ

فهل أفلت النجوم

في السماء..؟!،

أم باقيات

في الأرض

أمالي..؟!

وكنوز الحب

بالطيب معطرة

وأكف الدعاء

تطلق أهوالي

فلماذا تغيب عني

زماني، وتتركني

في بحر

من الاستغلال..؟!!

أرطم وجهي بالأرض

واخرج..

مثل طيف

من فيض الأدغال

كنتُ في قبري

وما زلت أناجي ربي

عند بدر الاكتمال

وأصرخ

في وجه الذعر قليلاً

أنتعش كغيم

في غسق الليالي

مثل فجر

تولد أمالي

وبعد المغيب

تنتصب الأشعار

في مهدها

تبغي استغلالي

هل مات الحنين..؟

أم عاش الياسمين

في خريف بكى

دما على ترحالي..؟!

لِم تيتّمت نفسي..؟،

وسحب الحب

تقبل إليّ..؟!

فتتماشى إلى سحرها

أحوالي..

عند عفرين

بكيتُ كثيراً

وعند نهرها

وضعت رحالي

ونظرت متعجباً

في صبوة

ماذا دهاكِ

يا سحر الغوالي

بالأمس كنتِ

عروس نفسي

وكم تراقصت أشجار

على نغم الأطفال

وكانت ترقص أيضاً

أحلام الصبا

فوق هامات الحبّ

على تلك التلالِِ

خضراء

كجنة عدن تمضي

في بحر

من دماء الاحتلال

من سكنوك

جردوك من ذات

وحفروا في الأرض

سموم العويل

وشوهوا تيجان عشقك

يا ملاكاً

فلم تتبرعم

حنايا صدري

في عذوبة الرمال

هل فاض الربيع..؟

أم بكت المآقي

عند وجع يتوغل

في أوحالي..؟!

أ غابت شمس الحرية

منذ قرون..؟!!

وتشكلت وجوه الذعر

في رمالي..؟!

ما عدت

أعرف

شرقي من غربي

ولا جنوبي من شمالي

فصول السنة

تفقد عفتها

قد غاب أريجها

وبقي ذكر رحيل

يجوب جوالي

أخاطبكِ

يا منبع أمي

نبع الحنين الذي

يخرج

من موالي

أما تشرقين

في محراب دمي..؟!

كما الغيث يغسل

مواسم الاسترسال

أحصدُ النثير

واحضنُ غدراً

من يد خائنة

تقطع أوصالي

أحبها جارية

على أخاديد الأرض

بجنون وأحنو

مثل لمسة عصفورة

في اشتعالٍ

وأمدُّ يدي

كملاك رحيم

جارٍ من أقاصي السماء

ليداعب خيالي

فأبحر في حلم جميل

وأقبّل وجه حبيبتي

عبر  نسيم الليالي

لا تتركيني

يا منتهى حبي

فجنون العشق

ميراثُ اكتمالي

لا تتركيني

لأنني بعد الربّ

عبدت

صدرك المعبود

في آنية الجمال

هل تطلبين قتلي

اقتليني

ولكن دعي

على صدرك تمثالي

حطمنا معاً أوثاناً

وجمعت في الليل

رحالي..

بدونك كيف أحيا

يا عروس الشمال..؟!!

**********  

في مسيرة الإنسان عارٌ، وعشقٌ، وفوران دمٍ، وطوفان، ومفاهيم مشوهة في الميدان، وملاحم عاطفية تضم آلاف الجثث على حافة الطرق الغارقة بشظايا البركان ..؛ فما بين عاشقين حوارات وهمسات وعنفوان كلام ؛ أنياب خوف وخنجر رعب، وشمسا تحرق كلّ شيءٍ؛  كأنها قانون العصيان ، ورغم كلّ شيءٍ؛  يحمل هذا العاشق ضميره على أكف الراحة ـ يعانق الديان، وعلى أجنحة الوجدان يطلق الحبّ إلى رحاب القلوب التي ما توانت عن انتهاك حرمته في كل مكان ، وزمان ..فيحشر الظلم أنيابه في جسد الإنسان ، ويغدو عاشقنا جيفة نتنة ككرة قدم تتقاذفها الأقدام  ؛ فلا نعرف قيمته إلا حينما نفقده ، ويتوارى خلف الظلام .

حينما يذبل الورد في كفّ الإنسان ، وتيبس الأصابع من كثرة الملامة والاتهام ..يندم الإنسان لما اقترفه بحق ذلك الإنسان ، وما ارتكبه بعد رحيله إلى رحاب الديان.

فلماذا نحيك الخيوط العنكبوتية حول رقبته ..؟!، وهو حيٌّ لم يمت بعد..، ولا نفتح له الآذان..؟!

هل نحن بشر أم تتحكم بنا مقادير الشيطان..؟!؛ فيغدو سجلنا حافل بالظلم والعصيان ، والكبائر والطغيان - من الذنوب والكفر والظنون ، والتشهير بأعراض الناس .

كلٌّ منا يملئ سجله بيده وما يتفوه به بلسانه ؛ فيفلس ويستحق غداً غضب الحنان ، والمنان فهناك رقيب عتيد يراقبنا في كلّ مكان على أكتافنا من كلا الجهتين ناكر ، ونكير في المقبرة سيحاسبنا ؛ إن أن الأوان.... كم قال تعالى في محكم تنزيله : ( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) صدق الله العظيم

مفاهيمنا تغيرت ، والزواج للمرة الثانية أمسى محرما ، والكلام أمسى يسيراً يخرج بطلاقة عبر اللسان.. هذا ما تخلفها رحلة الغرام ..رغم سمو مشاعر العاشق الولهان..

عبير الغرام

تُعيّرني بالزواج

وتُقلّبني بين

موازين الاختلاج

وبسموم الهول ترشقني

فتصحو الشمس

من غفلتها

بعد الارتجاج

فتمايلي

وبخنجر الخوف

اقتليني..

وأرديني قتيلاً

لأنني مللت

من سموم معاناتي

علّي أرتاح..

وجدانيٌّ أنا

عصاميٌّ..

كما هو الانبلاج

قدري أن ألتفَّ

حول نفسي

عبر لعاب

يسمم عروقي

فلا تعاتبينني

ولا تظلمينني

فعروق الحق

تضخُّ لهائب الأقدار

وقلبي مصابٌ

بارتجاج..

أن كنت نادمة

فعشقي لكِ

أعمق

من كهوف المجاهيل

يرافق المنطق

ويخرج من فوهة

الاستنتاج..

وسحركِ أسراء

في قلبي

وأنا له أصعد

في الاحتياج

غايتي في الدنيا

أنتِ...

يا عبير الغرام

وسيفي مع روحكِ

لا يضام..

ونوري من دونكِ

ظلام ..وأنا

متوغل فيكِ

في سحر الغرام

فلا تعاتبيني

بل يبدو أن هناك

خوف مبين..

يفتح فمه

ليدسّ فيّ

آبار الجحيم

وان متّ يوماً

فستبقى روحي

بحبّكِ تهيم

لأنّكِ أناي

وقدري

على مر السنين

ولأنني أحبّك

فمزقي قدرَ ما تشائين

تلكَ الشرايين

واعلمي بأنّه

مثل عشقي

في البلاد

لن تجدين

ومهما قتلتني

بسهام الرحيل

والتغيير والتنكيل

والتبديل..

من هذا القلب

لن تخرجين

يا أميرة

حبٍّ عذري

في القرن الثاني والعشرين

هل تحبين

موتي..؟؛

أو إزهاق روحي...؟!

فافعلي ما تشائين

واعلمي بأنَّ حبي لكِ

أقوى

من طلاسم المشعوذين

وان متُّ يوماً

حينها ستعرفين..

********** 

مهما حاولوا سحقي من جذوري فأنا مؤمن بقدري ..، ومهما ارتكبوا جرائم ضدي فأنا راضٍ بقضاء ربي..لن أتوانى عن تقديم روحي قرباناً وعرفاناً لملكة العرش..؛ فسجل الشعر يحتوي على أضاحي ، وقصص ، وروايات عاطفية ، وعبر ودروس نورانية .

ليس الشعر محطة قصيرة ، وليس مهمة الشاعر أن يطلق العنان لخياله أو يقف عند

حدود ضيقة أو يتناول أمراً بسيطاً في جانب من جوانب الحياة .

الشعر مهمة إنسانية تتناول ألف قضية ، وقضية ، ومهمة الشاعر تسليط الضوء على كلّ جوانب الحياة ، وقد اقتصرت في هذه القصيدة أن أسلط ضوءاً على قضية شخصية وأعطي لمحة عن إيماني بالشعر ، وبمهمة الشعر من خلال رسالة أود أن أوصلها لحليفتي من بعد رحيلي ، وللقارئ المتلقي الذي يمتلك ذوقاً فنياً أو أدبياً أو ملماً بأرضية الأدب أو الفن..هذا قسم اتخذته لنفسي ، وهذه رؤيتي للعشق ، وهذا عهد ألزمت نفسي عليه ، وان رمقتني نظرات المجتمع بالذم أو القدح أو التهكم.

 نحن أمام  مفاهيم ، وقيم ..وأنا أسرد من خلال بوابة الشعر من الشمال ملحمتي بغية توضيح الحقيقة بقدر الإمكان، ولن أبالي بأنياب البشر إن فهموا الشعر من خلال ضيق أفق أو وضعوا مهمة الشعر في نطاق ضيق أو اعتبروا الشاعر رمزاً وليس ببشر.. فتخيلوا إنه قديس في سرد الحقيقة أو الحقائق أو تناوله بعضاً من القضايا التي هداه إليها ربه؛ فاقبلوا إليها الأخوة القراء.

كما أرجو أن أكون عند حسن ظنه في مهمة التكليف وإيصال الكلمة بصدق وصراحة ووفاء إلى المتلقي ..وسأعطي نصيحة لوجه الله لإخوتي القراء وهي آيات من ذكر الحكيم وبعض من الأحاديث النبوية حتى أبلغ أمانتي التي تشرف على النهاية بصدق وإخلاص ..، وخصوصاً في شهر فضيل كرمضان الذي أرجو أن يمسح غبار الآثام والخطايا عن كل الناس ويفتح أبواب السماء للمغفرة والعفو والتوبة والفلاح..

ها هي بوابة الشعر من الشمال تبادر إلى الوداع ... بضع حلقات وتنتهي هذه الملحمة لأضع بعضها فواصل رقمية حتى أعود للقارئ ، ولإخوتي عشاق الثقافة الحقيقية والأدب والفن الرفيع.

هنا اسرد وأعاهد ربي أن تكون حليفتي بقدر المسؤولية ، و بقدر المهمة التي نويت تسليمها إياه.

ليس هناك من خالد يخلد في الدنيا غير رب كريم دائم لا يموت ، ولا يزول ...إذ كلنا سنموت ، ولكن تبقى مقادير الأمور بيد المعبود رب العالمين الذي يحيّ العظام وهي رميم ، وهو الخبير ،والسميع ،والبصير ، والرقيب ، والحميد والعليم بذات الصدور..

يقول الله في محكم كتابه العزيز من بعد بسم الله الرحمن الرحيم ما يلي:

(( يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثمٌ ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً .. أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه..)) صدق الله العظيم

وكما قال الله أيضا في محكم كتابه : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ))  كما قال الله تعالى في الحديث القدسي (( يا عبادي أنني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )).

ويقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره كلّ مسلم على المسلم حرام عليه دمه وعرضه وماله))....

ها هو كتاب القدر يسجل كلّ صغيرة وكبيرة ، وها هو سجلنا تدون فيه كلّ الكبائر والصغائر ..(( ارحموا من في الأرض  يرحمكم من في السماء ))؛ (( وإن الله ستّير يحبّ السِترة وإذا بليتم بالمعاصي فاستتروا ))؛ (( وكل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون)).

عذرا يا إخوتي قد يكون هذه الكلام في غير موضعه ، ولكنني وضعته في هذه الزاوية حتى يسد الذريعة أمام من تسول نفسه أنّه رب يصدر الأحكام على بني آدم بطريقة مزرية لا رحمة فيها أو شفقة.

هكذا للأسف العرف السائد في مجتمعاتنا النامية والمتخلفة.

المجتمع الإنساني بريء من هكذا أمراض تتغلغل في عروق بعض البشر ؛ أو بعض من يظنون أنفسهم إنهم من عالم النخبة ..

الغرور مرض قاتل يودي بحياة الإنسان إلى أسفل السافلين ، وسأعرض يوماً في حلقة قريبة عن هذا المرض قبل أن تنتهي ملحمة الشعر بقليل وسأترك المجال لعالم رحيم يمتلك ذوقاً رفيعاً أو رحمة ربانية زرعها الرب في أوصالنا عنوة ، وان فقد الإنسان الرحمة من قلبه ؛ لتحولت الأرض إلى مجزرة دماء ؛ فالله رحيم بعباده كما قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (( ورحمتي وسعت كل شيء )) صدق الله العظيم.

كتاب القدر

قدري أنتِ

إن متّ أو حييت

بقلبي سكنتِ

إن ابتديت أو انتهيت

أملي أنتِ

أن بقيتُ أو فنيت

رجائي رضا ربي

فأنا من بحر روحك

قد ولدت..

أسري في الأوردة

في شرايين القلب

وان تمزقت

وروحي هائمة

في فضاء قلبك

وان تجاهلته

فأنا في عش قلبك

تربعت..

فقولي لي ما تشائين

فأنتِ في كتاب القدر

تقطنين

وموطنكِ

قلبي ، وروحي

لو تعرفين

وأنا بعد الرب

أعبدكِ

يا ملاك السموات

فإياك أن

تحاولي قتلي

لأنّك في نفسي

وروحي

تقيمين..

*********

في نهاية هذه الحلقة أستميح عذراً من أخوتي القراء وأتمنى من شهر رمضان أن يكون شهر الخير والعطاء ، والصفاء ، والعفو ، والمغفرة والإحسان، والانفتاح للآخر ليس بالكلام بل بالفعل، والعمل فلنفتح قلوبنا لهذا الشهر الفضيل، ولنفتح صفحة بيضاء للآخرين ،ولنلجأ إلى ربنا نتوسل، ونرجوه أن يتجاوز عن سيئات أعمالنا ، ويتغمدنا برحمته ويفتح أمامنا سبل الهداية والصلاح، والتسامح والحب الروحي ، والنوراني ..فلنقبل إليه كما يقبل إلينا ولنطلب بأكفٍّ متضرعة من الرب الهداية ، والعفو والتوفيق ، ومحو الخطايا والآثام ، والتجريح والتحقير والأمراض التي علقت بأبداننا ، وأجسادنا على مدى عام كامل راجيين الله أن يتقبل منا دعوانا أقول قولي هذا، واستغفره من كلّ ذنب ، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين .

وإلى حلقة قادمة بإذن الله

من بوابة الشعر من الشمال

للشــــــــاعر هشـــــــيار عبــــــــــــدي

هاتف0955877919-0955627948

hishiaro@hotmail.com

hishiar21@maktoob.com

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

العودة إلى الصفحة السابقة

العودة إلى الصفحة الرئيسية