المهابادي
و دلبرين |
دلبرين ابنة
الفقر والقهر |
المهابادي
ابن التاريخ الممزق |
دلبرين
ورحلة الجنون مع القهر المهابادي |
اما
المهابادي يبحث عن بقايا قصص البطولة |
التي مزقها
الذئب والسلطان |
أتئ الليل
عليهما من بعيد |
دلبرين |
نامت على
وجهها يتكسر القمر.........بلا وسادة |
سال قليل من
اللعاب على خدها |
وغابت بين
الفؤوس وصفوف العسكر وبقايا الشحادين |
تفرك بين
الحين والحين اسنانها |
لتغيب بين
لون الليل....وشعلة الفانوس |
المتهالك |
وراحت جموع
الخفر تبحث عن مائدة وهم خدم طيعين |
في المكان
تفوح رائحة الزريبه |
البغلُ
الهزيلُ يدكُّ الأرضَ بين الجدران الرطبة |
وهناك قط
يتيم يغمغم |
نامت دلبرين
بعمق |
وهنا تمرُ
أسرابُ من الغجر ليحملنَ عذابات |
دلبرين نحو
فضاء الراحة الموقتة |
….. |
المهابادي |
يبقى
مشدودا على الوسادة لا يرحم راس دلبرين الممتدة نحو الآفاق
|
التي غاب
فيها |
كل رجال
السلطان وا طرابيشهم والنياشين |
يتحرك القط
ويلتوي اكثر على نفسه تاركا للمهابادي |
صفوف
الجند تصفق للسيوف التي انحنت من أشعةِ الشمس |
أمامَ
هيكل من مرمر فقد قدميه زحفً من جنون العَظمَه |
البغل
لايريد النوم يعاود الدك من جديد |
يشاركُ
المهابدي رحلة الجنون في أعماقِ |
البعد
الساكن |
باب
الزريبة مثقوب منذ زمنٍ طويل تتسل منه الريح |
كآسياط
الوالي ورجاله الآقزام |
… |
يتماسكُ
الجميعُ في الزريبه المآوى الوحيد |
المهابدي ،
دلبرين ، القط اليتيم ، البغل الهزيل |
حتى السطل
المثقوب الذي سُدَ بقليلٍ من |
الصابون منذ
زمنٍ بعيدٍ |
…. |
المهابادي
لايرحم ضلوعاً في صدره و ذراعه |
وفي الأسفل
أنه لا ينام |
يحرك
أصابعه لبرم شاربيه التي عليها بقايا |
زفرٍ او
دبسٍ |
يغمض عينيه
متلمسا شعر في أنفه لينتفها قبل |
أن تفلت من
أصابعه |
التي فقدت
خنجراً حيدرياً |
وأحلام
الصبا |
يغفو في
سراديب الموت.....القاتمة |
تنقلب
علامات وجهه الى قطعة خشب اهلكها |
فآس صاحب
الراعيه باتقان |
تتناوب
الاحقاب على وجهه كجذع شجرة |
اقتلعت منذ
زمن ولى |
أماعيناه
.....أصبحت كمستنقع مياه كبريتيه |
الشفتان
تدلتْ كداليةٍ يابسة |
…. |
الوجه متآ
كل جائع |
وهنا تتحرك
دلبرين......لشخير المهابادي القاتل |
يتوقف عن
غمغمتة الاعتيادية |
فاقت
الذبابة على ظهر البغل |
هي في الاصل
ذبابة حمار |
عادالجميع
الى النوم العميق في عمق الظلام |
المجنون |
….. |
بدات خيوط
النهار القادم بالالام |
خرج الفجر
من ردائه قبل الأوان |
على
الضائعين في ديارالفقرالواسعه |
باوامرالحاكم الذي فقد الرهان باحكام السماء |
البرد يلف
كل مكان |
تقترب
الغيوم لتحضن البؤس |
وتفرح
الجميع لبعض الآوان |
يهزالمهابادي رآسه ليبعد النوم |
والكوابيس
المتداخلة ببعضها |
مهلهلا بصوت
خشنٍ وكلامٍ مبغم |
ليعلن قدوم
النهارالقديم من جديد |
يترك القط
مكانه الدافئ |
لأشباح
الفئران التي ستذهب الى النوم |
ترد دلبرين
غاضبةٍ على هلهلة المهابادي |
الفظة
بحركة من راسها |
مُرددَةً
اللعنه....اللعنه |
خلف
الزريبة يذهب المهابادي لقضاء |
حاجتة بلا
مبالاة |
وهو ينظر
إلى قطعان الغيوم العالقة بظهر الجبل |
كم تمنى لو
تعلق بها وذاب |
دلبرين
تردد عبارات حظها المشؤوم |
ولون دمها
الأسود وخشونة الزمن الذي |
يرافقها منذ
ولادتها |
يخيم
صمت.........صمت على المكان |
يغيب
الجميع في وضح النهار بلا جديد |
سوى خفر
يلمعون أحذيتهم وسيوفهم القديمة |
ويأكلون من
بقايا موائد الوالي بالأمرالذي |
ادعى العدل
والحق |
أما المحراث
، الفانوس، والسطل مازالت |
قديمة |
الربيع مر
دون أفراح |
القمح
يبدو صلبا من جديد |
دلبرين تذكر
للزهرة الصغيرة |
ظلم الوالي
والحاشية |
ورماح القهر
ماتزال محنية |
للسلطان
القديم والجديد |
هل ستذوب
يوما من أشعة الشمس |
رحلة قصيرة
في حياةٍ كتب الزمان أقدارها |
بعد زوال
الكثير من امثال وأجيال |
المهابادي ،
ودلبرين |
بهجت
الغباري ١٩٩٦ باريس
31 / 7
/ 2007 تيريج عفرين |