|
المعالجة الدوائية للسمنة Pharmacologic treatment of obesity الدكتور محمد أحمد عزام |
|
|
مقدمة تعتبر السمنة مشكلة صحية في أنحاء العالم وتتزايد باستمرار حيث أصبحت الحياة أكثر كسلا واقل حركة فأي مشوار بسيط لابد من السيارة والجلسات الطويلة أمام التلفاز وأمام شاشة الكمبيوتر والساعات الطويلة على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) , ومع انتشار الأغذية عالية الحريرات وتوفرها بشكل كبير ورخيص وسهولة الحصول عليها جاهزة من المطاعم وأصبح من الصعب أن يحافظ المرء على وزن مثالي يقيه بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة كالسكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والسرطان. إن انتشار السمنة أكثر حدوثا في البلاد النامية منه في البلاد المتقدمة, وعلى مستوى العالم يوجد حوالي مليار شخص يعانون زيادة الوزن و300 مليون منهم يعتبرون ذووا سمنة مرضية. وفي منطقة الشرق الأوسط فان انتشار السمنة في تزايد وخاصة بين النساء مع ما يحمل ذلك من مخاطر الأمراض المرافقة للسمنة تعريف السمنة السمنة زيادة الوزن عن الحد الطبيعي وذلك بحساب المشعر الكتلي للجسم BMI) ) حيث يتم تقسيم وزن الجسم بالكيلو غرام على مساحة الجسم بالمتر المربع كغ/م2 فإذا كان الرقم بين: · 19-25 فان السمنة خفيفة والمشاكل الصحية الناجمة عنها قليلة · 25-30 فالسمنة متوسطة ومشاكلها أيضا غير شديدة · 30 -40 فالسمنة حقيقية ومشاكلها الطبية عالية · 40 أو أكثر فالسمنة شديدة جدا وتترافق بمشاكل طبية واختلاطات عالية جدا المشاكل الطبية للسمنة تحمل السمنة مخاطر تطور عدد من الأمراض خاصة السكري نمط 2 وارتفاع التوتر الشرياني وأمراض القلب الإكليلية وارتفاع الشحوم والنشبة الدماغية وأمراض المرارة وأمراض العظام واضطرابات النوم وسرطانات الرحم والثدي والبروستاتة والكولون إن ارتفاع التوتر الشرياني والسكري نمط 2 هما من أكثر الأمراض تطورا مع السمنة وكلما ازدادت السمنة يتفاقم المرض وتزداد نسبة الإمراضية ونسبة الموت الناجم عنهما , فإذا كان BMI أكثر من 35 فانه يترافق بزيادة واضحة في نسبة الوفيات بينما إذا كان بين 30-35 لوحظ أن نسبة الإمراض والوفيات اقل كما أن هناك علاقة بين الجنس والعرق وبين حدوث الاختلاطات وتحمل السمنة حيث لوحظ أن النساء أكثر تحملا من الرجال كما أن السود أكثر تحملا من البيض إن المشاكل الصحية المرافقة للسمنة في الأشخاص المتقدمين في السن فوق 75 غير جلية وواضحة حيث لوحظ أن مخاطر السمنة والأمراض المرافقة لها تقل مع تقدم العمر دون وجود سبب واضح لذلك إن الأشخاص الذين يعانون من السمنة إضافة لمعاناتهم من مشاكل صحية فيزيائية يعانون أيضا من مشاكل سلوكية وقلة ثقة بالنفس وخاصة الأطفال منهم وهذا يعني انه كلما تم ضبط الوزن تزداد الفرصة بحياة أطول وأفضل كما ونوعا أسباب السمنة هناك أسباب بيولوجية وأسباب بيئية محيطية تلعب دورا في حدوث السمنة فقد لوحظ وجود علاقة واضحة بين السمنة وبين اخذ كمية من الحريرات تفوق الكمية التي يصرفها الجسم كما أن هناك عوامل وراثية وخصائص بيولوجية والحالة الاجتماعية الاقتصادية وعوامل أخرى يصعب التحكم بها تلعب دورا في إحداث السمنة ومع أن الدراسات أوضحت أن 30-70 % فقط من حالات السمنة يمكن أن تفسر بأسباب وراثية بيولوجية فان الباقي لا يمكن تفسيرها إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار عوامل خارجية كقلة الحركة وزيادة الوارد من الحريرات الأدوية المستعملة لعلاج السمنة تعتبر الأدوية إضافة للحمية والتمارين وتغيير السلوك الحياتي تحت الإشراف الطبي محاولات للسيطرة على الوزن في الأشخاص الذين يتجاوز عندهم أل BMI أل 30 ويجب ألا نتوقع أن يصبح الوزن مثاليا عند هؤلاء الأشخاص بل إن الهدف هو إنقاص وزنهم بنسبة 10-15 % وهذا كفيل بتحسين وضعهم الصحي وتجنب الاختلاطات المرافقة إلى حد ما ومن المهم أن يعرف المريض أن السمنة مرض مزمن وان العلاج على هذا الأساس وفي حال توقف العلاج فان المريض سيكسب من الوزن ما فقده إثناء علاجه حاليا هناك الكثير من الأدوية الشائعة الاستعمال لتخفيف الوزن مثل sibutramine .orlistat.metformin.phentermin.mazindol.diethylpropion كما أن هناك دواء أل fluoxetine وهو مضاد اكتئاب تبين أن له مفعولا قافلا للشهية . وحتى نقول عن الدواء انه فعالا يجب أن ينزل الوزن 2كغم خلال الشهر الأول من المعالجة و خلال الشهور الثلاثة التالية يجب أن يفقد 5% من الوزن وهنا نستعرض بعض الأدوية المستعملة في علاج السمنة 1. fluoxetine يعتبر من الأدوية التي تثبط إعادة قبط السيروتينين في الدماغ وهو يستعمل لعلاج الاكتئاب وبعض الأمراض العصبية الأخرى وقد تبين أن المريض الذي يتناول 60ملغ من هذا الدواء يوميا لفترة 28اسبوعا يفقد كثيرا من الوزن مقارنة بمريض آخر يتناول حب التجربة الخالي من أي أدوية (placebo ) ولكن لوحظ أيضا أن استمرار المريض بأخذ الدواء لمدة 6 شهور أخرى فانه يعوض ما فقده من نقص وزن في الأشهر الأولى وهذا يعني في النهاية عدم الحصول على الفائدة المرجوة , الآثار الجانبية لهذا الدواء تشمل القلق والإسهال وجفاف الفم والصداع والغثيان 2. diethylpropion يستعمل كعلاج مساعد لإنقاص الوزن مع الحمية والتمارين الرياضية والية تأثيره هي تنبيه تحت المهاد لتحرير الكاتيكول أمينات في الجهاز العصبي كالنورابينفرين والدوبامين كما انه يثبط اصطناع الشحوم ويساعد في انحلالها. الجرعة العادية 75ملغ يوميا ووجد في بعض التجارب انه يقلل الوزن بنسبة 2-11 كغ مقارنة مع حب التجربة لدى مجموعتين من المتطوعين, أهم آثاره الجانبية ارتفاع الضغط والخفقان وتسرع القلب وألم الصدر واضطراب النظم وارتفاع التوتر الرئوي, العصاب الأرق الدوخة والتخليط وأحيانا الاكتئاب والذهان وقد يؤدي للتعود أو الإدمان 3. mazindol من الأدوية القافلة للشهية ثلاثية الحلقة ليس له علاقة بالامفيتامين الذي يثبط إعادة قبط الكاتيكول أمين, وهو يثبط مركز الشهية مركزيا وينشط تحت المهاد مسببا تناقص الشهية جرعته اليومية 1-3 ملغ ويتحسن مفعوله بمشاركته مع حمية قليلة الحريرات, آثاره الجانبية تشمل تهيج ,غثيان,رجفان,إمساك,جفاف الفم, ازدواج رؤية, قد يحدث التعود 4. phentermine يعمل عن طريق تنشيط تحت المهاد مؤديا لنقص في الشهية ويستعمل لفترة علاجية قصيرة بالمشاركة مع الحمية قليلة الحريرات والتمارين لمدة 12 أسبوع الجرعة المقترحة 15-30ملغ يوميا قبل الإفطار الآثار الجانبية ارتفاع الضغط والخفقان وتسرع والقلب الدوخة والصداع 5. metformin هو دواء خافض لسكر الدم يقلل إنتاج الغلوكوز من قبل الكبد ويحسن حساسية المستقبلات للأنسولين وغالبا لا يستقلب ويطرح كما هو في البول ويستعمل عند مرضى السكري نمط2 وقد تبين أن هذا الدواء يقلل الشهية وبالتالي تنقص كمية الحريرات الواردة للجسم جرعته اليومية 850ملغ مرتين يوميا إضافة لحمية قليلة الحريرات آثاره الجانبية إسهال وغثيان و اقياء تطبل بطن عسر هضم وتحدث في حوالي 50% من المرضى وتعزى لزيادة تركيزه في الأمعاء وبالتالي إنتاج حمض اللبن في جدار الأمعاء ولكن نادرا ما يكون سبب لإيقاف الدواء حيث أن 5% فقط من المرضى لا يتحملونه ويتم وقفه 6. orlistat يغير من استقلاب الدسم فهو يثبط الليباز المعثكلي مؤديا للإقلال من حلمهة الدسم وبالتالي انطراحها دون امتصاص وحوالي 30% من الدسم تطرح دون امتصاص , اقل من 1% من الجرعة الفموية تمتص وتتحول إلى مستقلبين في الجسم ولا تتعارض مع امتصاص الأدوية لكن تقلل من امتصاص الفيتامينات الذوابة في الدسم أهم آثاره الجانبية مغص وقرقرة معوية ونفخة وإسهال وتحدث في 15-30% من الحالات وتقل بعد عدة أسابيع من العلاج ويجب دعم المريض بالفيتامينات A,D,E الذوابة بالدسم والتي يتأثر امتصاصها 7. sibutramine وهو عنصر جديد لعلاج السمنة حيث ادخل كعلاج عام 1997وهو من زمرة مثبطات إعادة قبط النورابينفرين والسيروتينين في الدماغ ويستعمل بجرعة 10-15ملغ يوميا ويؤدي لانخفاض متوسط بالوزن وبالمشاركة مع الحمية قليلة الحريرات والتمارين المنتظمة يمكن أن يؤدي لنتائج جيدة وهو يعمل على مستوى السيروتونين مؤديا لإقلال الشعور بالجوع والحس بالشبع وكل الدراسات تشير أن النتائج تكون أفضل إذا كان العلاج الدوائي مرافقا للحمية والتمارين وتغيير نمط الحياة بزيادة الفعالية الفيزيائية إحدى الدراسات أظهرت أن استعمال السيبوترامين أدى لنقص وزن أكثر ب 4.5% عن الأشخاص الذين يتناولون حب أل (placebo ) ودراسة أخرى أجريت لتقييم نتائج استعمال السيبوترامين أظهرت انه بعد سنتين من العلاج لمجموعتين من الأشخاص إحداهما تتناول السيبوترامين والأخرى تتناول حب التجربة (placebo ) تبين أن المجموعة الأولى حصل لديها نقص وزن 4كغ أكثر من المجموعة الثانية وعند مقارنة السيبوترامين مع الاورليستات والميتفورمين أظهرت الدراسة نقصا في الوزن 13.4كغ للأول, 8كغ للثاني, 9كغ للثالث ظهرت الآثار الجانبية في 7-20 %من المرضى وكانت على شكل ارتفاع ضغط أعظمي بمعدل.0.8 ملم زئبقي وارتفاع ضغط اصغري بمعدل 0.7-3.3 ملم زئبقي وتسرع قلب بمعدل 4-6 ضربات في الدقيقة كما حصل غثيان إمساك جفاف فم في بعض الحالات لذلك لا يفضل استعماله لدى مرضى ارتفاع التوتر الشرياني الغير مضبوط النتيجة إن السمنة مرض مزمن يحتاج لمعالجة طويلة وليس خاطفة وعند البدء بالعلاج والحصول على نتائج يجب الاستمرار وعدم التوقف والمعالجة الفعالة للسمنة يجب أن تتضمن · حمية أي نقص الوارد من الحريرات · تغيير نمط الحياة وتغيير العادات الغذائية والحركية بالتمارين الرياضية المدروسة والمشي · العلاج الدوائي وان مشاركة هذه الأمور في العلاج تعطي نتائج أفضل بكثير مما لو لجأنا إلى احدها فقط ويبدو أن الأدوية تعطي تقريبا نفس النتائج لكن يبدو أن السيبوترامين أكثرها نجاحا ودواما المرجع pan arab medical journal vol 1 no 3 الدكتور محمد أحمد عزام اختصاصي بالجراحة العامة والهضمية عفرين-شارع ثانوية البنات-فوق صيدلية وزيرو هاتف ع7872866 موبايل 093497046 16 / 3 / 2007 |
|
