بدرخان ! لقد نسيناك

ابراهيم اليوسف   

أكاد لا أصدّق البتة.....!
وأنا أنظر في صفحات الرّوزنامة
كي أدرك
أنّ إحدى عشرة سنةً مرّت على إغماضة
حامد بدرخان لعينيه لآخر مرّة......!
حامد بدرخان
الصّقر الآسيويّ الجميل
رجل المواقف
الأعلى
الباسل حتّى نخاع قصيدته
إحد ى عشر سنةً......!
ونحن على ما نحن عليه
قصائده لايزال حبرها إلا قليلاً في دفاتره
كتبه غارقة في الغبار .........!
رسائله لاتصل ...! آه.....!
هاهو يأتي
راكضاً نحونا
مـــــن هناك
من
" شيي"!
في جيبه الصّورة الأخيرة لأنثاه....!
على فمه القصيدة التي لم يقلها من قبل
لم أنا وحيد.... لم .....؟!
يسألني الشاعر ........ولا جواب......!

أين "أعمالي الكاملة" التي وعدتم بطباعتها؟
أين ذلك النّاقد الحصيف الذي وعد بالكتابة عنّي
أين" الجائزة" التي كنت أوعدت بإطلاقها بإسمي!

كلّكم الآن تخونوني.... !
- إنَك في قلبنا أيّها الشّاعر ...!
أولا يكفيك
إنك.......!
لقد نسيتموني جميعاً:
من تذكّرني منكم
-ترى؟ –
في السّنة الماضية
مرّ عشر سنوات على رحيلي
كنت أنتظر كثيرين منكم
فقط كي يتذكرونني
ألعق خجلي.....!
لا مكان ألوذ به
كي أتوارى
أقدّم له كأس ماء:
- آه أيّها الشاعر..!
يقاطعني :
أين الحوار الذي خصصتك به....؟
يرفع صوته عالياً:
كلّ ما كنت أحلم به
كان ذلك...........!
لكن أحداً منكم
لم يكتب عنّي
ولو نعوةً.....
أنا الذي أحببتكم
حملتكم تحت الجفون في موقي
في دمي
ومسامي
بربّك قل لي:

أنت الذي أعدك قريباً منّي
متّى تذكرتني ......آخر مرّة.............متى....؟.
متى قرأتني ...... آخر مرّة............متى......؟
متى رفعت كأسك نخب ذكراي........ متى ؟
أحد عشر عاماً
إحدى عشر سنةً
مائة واثنان وثلاثون شهراً
أربعة آلاف وخمسة عشر يوماً.........!
كم من الدقائق
كم من الثواني
بلا إمرأة
بلا قصائد
بلا خمرة
وأنا هناك

منسي
منسي
منسي

لا وردة لا صديق
لا طائر
لا أنثى
لا أحد...... لا لا أحد لك
أيّها الشاعر .....!
2-5-2007

 

العودة إلى الصفحة السابقة