(هجرة القلوب إلى السماء)

 

* هاقد جاء الخريف بلحن الرحيل مرة ً آخرى , جاء وجلب معه ذكريات ٍ جميلة ٍ كجمال آلوان

آوراقه. وأنا مازلتٌ جالسا ً على كرسيّ أستمع إلى آلحان الخلود التي مازالت تـٌعزف حتى الآن .

مضى عام ٌومازالت الأمواج تدفعني مدّا ً وجزرا ً ولازال الحنين إلى الماضي يأخذني إلى ذاك

الطفل ذي الخمسة أعوام الذي مازال بذاكرته ألعاب رفاقه وعراك أولاد حارته وآصوات جيرانه .

كلما تذكرت الماضي , حزنت على الحاضر ويئستُ من المستقبل. كم من رحلة ٍ يقضيها المرء

متنقلا ً بين هنا وهناك إما متعة ً أو حاجة ,ولكن يبقى الشيء الأجمل من بين كل الأشياء على

الإطلاق هي ألعاب الأطفال المكوّمة في زاوية ٍ من زوايا البكاء في ذاك البيت القديم .

 

* أيامنا الحلوة هي أيام طفولتنا رغم دموعها وتقلباتها المختلفة,  كلما زادت السنين في أعمارنا 

كلما زادت الهموم والأعباء ومامن نفس ٍ تعرف بأي أرض ٍ تنتقل إلى جوار الملكوت الأعظم.

المجد لله !! كم غريبة ٌ هي حياتنا والأكثر غرابة ً هي تغييرات النفوس بين ليلة ٍ وضحاها .

فالمستقبل هو الذي يصنع والماضي هو الذي يسجل والحاضر هو الذي يعيش محتارا ً بينهما 

غير عارفٍ بما آلت إليه الأمور وبما ستؤول إليه , هكذا كنا وهكذا نكون وهكذا سنكون , كل ٌ

يلعب دوره ومامن خيار ٍ في تغيير الإتجاه .

 

* سماتنا هي سمات حاضرنا , كيفما كانت صبغتها , اصطبغنا بها وأصبحنا كالدجاجة في القفص

لاتدري متى يحين وقت ذبحها .لاتوقعات ولا احتمالات , بل كل حدث ٍ طارئ هو الحدث الجديد وهو

الخبر المفاجئ للجميع , لاشيء متوقع , كل شيءٍ يحدث بعيدا ً عن تخيلاتنا وإرادتنا , شئنا أم آبينا .

 

* عندما يغدو الحب فوضى والحنان بلامعنى والعاطفة مجرد كلمة ٍ تتردد على ألسنة المجردين منها

وعندما نجلس بجانب شمعة ٍ نتمتم ونهمس بألغاز ٍ وكلماتٍ لانعرف مداها ولا مضامينها الحقيقية 

هنا تكمن قمة الفوضى في الروح والإحساس معا ً . معظم النهايات تكون متشابهة من حيث النتيجة

رغم اختلاف الأسباب وماهو المهم هو أننا لا نتراجع عن قراراتنا وإن سببنا ألما ً لآخرين أحبونا

حبا ً عميقا ًلاحدود له .

 

*تبدأ الحكاية بحب الفتى للفتاة الحسناء وحب الفتاة لشاب ٍ آخر وحب ذاك الشاب لفتاةٍ آخرى

والكل هكذا في دوامة ماضون , كل ُ طرف ٍ يريد بسمة ً , همسة ً من الطرف الآخر وهذا الطرف

الآخر غير مكترث ٍ لشعور الطرف الأول , هكذا هي العجلة تدور وتدور وتبدأ المأسأة بنسج خيوط

النهاية لكل طرف وتكون النهاية بموت الفتى وزواج الفتاة من طرف ٍ ثالث,فلا تزوجت من أحبها

ولا من أحبته هي ولكن الحب والقدر سيوصلها إليه وإن كان بالموت,نعم سيعيدها إلى من أحبها

أول مرة, فلربما أحيا الموت قلبها وأحست بقلب ٍ أحبها ومات وهاهي على آبواب السماء  لاتعرف

متى سيحين آجلها . رحل المُحب والحبيبة مازالت تصارع الموت ولكن المهم أن النهاية واحدة

وإنها لنهاية مريرة !! تغمد الله كل القلوب المهاجرة وأسكنها فسيح جناته.

 

* في إحدى أيام الربيع تسلل الحب لقلب إمرأة ٍ ما عرفت الحب قط ّ , عاشت حياة زوجة ٍ لا مُحبة 

حياة ٌ مثل أغلبية نساء الكون , بيت ٌ وأولاد ٌ وزوج ٌ ومسؤوليات , فماذا يفعل القلب عندما يأتي

الحب متأخرا ً , فلاشيء يمحي ذاك الحب الأول من قلب ٍ متعطش . كانت مصرة ً على أن تخفي

حبها في قلبها وأن لاتبوح به أبدا ً ولكنها لم تستطع وصرحت لحبيبها بأنها تحبه مثل الهواء

والماء وهو في البداية لم يعلم أي عاطفة ٍ تجتاحه ومن ورائها , وفي خضم الصراع مع معتركات

الدنيا لم يكن ليدري أن الدنيا برمتها أزهرت و الحياة تجددت في عينيه وأصبحت لها معاني أسمى

من أي شيء آخر , دخل الحب قلبه والحنين يشده إلى حبيبته رغم إنها ظلمته بأنه لم يحبها قط ّ  

بل كان يحبها وظل كذلك ولم ينساها حتى الآن ولن ينساها , فهي كل مالديه, قلبه أصبح أسيرا ً

لقلبها , فلاشيء يغنيه عنها , ستظل هي الحبيبة الأجمل على الأطلاق , فهي التي أضاءت بحبها

قلبه المظلم المتوتر , وظل يردد مقولته(ما بنساكي شو ما صار , أنتِ عمري وحياتي ) ,هكذا 

تمضي الأيام والسنون دونما أي لقاء وربما يرحل دون رؤية وميض عينيها. رحم الله قلبا ً 

مُحبا ً في دنياه وفي آخرته .

 

وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة يستيقظ القلب من حلمه ليستمع إلى لحن الحنين عند نافذة

المطر , فينبض ويتوقف ويجدد الكرّة وهكذا مرة ً آخرى ومن ثم يتوقف إلى الآبد وتتكرر

الأغنية مرات ٍ ومرات ٍ ولكن قطرات المطر هي الوحيدة التي تسمع وتتكرر الأغنية وينهمر

المطر وتستمر ليالي الشتاء الطويلة ولكن القلب يرحل ويبقى الحب معلقا ًما بين السماء والأرض .

 

* في مدينة الأشباح حيث الأحاسيس الميتة وحجارة القبور الممتدة على مد ّ البصر , أقوام ٌ

وطوائف ٌ وكل ٌ له طريقته في الحب والحياة , وفي هذه المدينة يلتقي قلبان مع بعضهما

البعض ويغدو كل شيءٍ جميل ,فهما خٌُـلِقا شمساً وقمرا ً يضيء كل ٌمنهما درب الآخر 

ولكن فجأة ً تأتي القوانين لتفرق ما بين القلبين المفطورين ولتمتد الحواجز ما بينهما

على مدى إحدى عشر عاما ً ويمضي العمر بلاتوقف . ويهزأ الدهر من ذاك القلبين اللذين

تحمّلا وعانا قساوة الأيام وجهل العقول التي وقفت بأيد ٍ حديدية ٍ أمام عاشقين من طائفتين

مختلفتين معتقدين بأن تعاليم كل دين ٍ لايسمح بحب ٍ دخيل ٍ من دين ٍ آخر. أي منطق ٍ هذا

الذي يحكم علاقة سامية كهذه؟ فلا حدود للحب ولا قيود. فالله هو الذي شرع المحبة , فلما

يمنعونه ؟ أهو تعصب ٌ أم جهل ٌ أم ثمة أشياء ٌ غير معروفة . صحيح ٌ أن هناك تعدد ٌ في

الآديان والمعتقدات ولكن تبقى جميع الأهداف والغايات والتعاليم لوجه الله والله أنزل المحبة

والسكينة على جميع البشر ولم يخصّ أحدا ً بصفة ٍ دون الآخرى .

 

وهكذا تمضي الحكاية وتدوربنا الأرض وكل صباح ٍ هناك شمس تشرق وبلابل ٌ تغرد ونجوم ٌ

تسطع ببريقها ليلاً على طرقات أعمارنا الضائعة وكثرة ٌ من القلوب تتشتت وتتفرق وقلة ٌ

تلتقي ولربما عادت هذه القلة وتفرقت من جديد ورجعت من حيث آتت . ورغم كل المصاعب

والمشقات ورغم كل الحجارة الواقفة فوق رؤوسنا تحت الثرى ورغم كل أحاديث الجهلة

والسفلة والصامتين الجالسين على أكوام الأخطاء رغم كل ذلك يعيش الحب آبدا ً خالدا ً في

قلوب أولئك المخلصين لمحبيهم وإن مرت أزمان طويلة ٌُ عليها .

 

مات هو وماتت هي , ولم يبقى إلا صدى ذاك الحب الذي سيعيش إلى الآبد وإن لم يجد

من يحملونه في ثنايا قلوبهم , لكنه باق ٍ وسيظل ينادي.

 

تيريج عفرين 5 / 10 / 2008

=========

                                       ( رحيل أم )

 ·       لو كانت الروح توهب كما توهب الهدايا , لكنا عشنا جنبا ً إلى جنب مع أحبتا

ولو كان باستطاعتنا أن نتبرع بأنصاف أعمارنا لمن نحب , لكنا تبرعنا , فعاشوا بنا وعشنا بهم ولكن يبدو أن الأمرأصعب بكثيرٍ من ذلك .

تجتمع الناس في منزل ٍ سادته السوداوية والغموض وعلت الآصوات فيه ونادت النسوة بأصواتهن الباكية وساروا في موكب ٍ مهيب جلل حاملين ذلك الجسد الذي سيوارى الثرى في آخر مرحلة ٍ من مراحله الدنيوية.

الأرض هي أم البشر , نـُخلق منها ونعود إليها , هكذا هو القانون الذي لا مفر منه

نعود إما مذنبين أو مظلومين , منقولين في نعوش ٍ معطرة إلى ذاك المستطيل الذي يحتضننا ثم المسير إلى الآخرة وأية آخرة تنتظر نفسا ً متعبة ً مثقلة ً بالهموم والذنوب .

لكم يحزنني أن آرى في ردهة الطبيب فتاتين صغيرتين بريئتين ذي عينين دامعتين

الدمعة تلاحق الدمعة , ياللهول !! منظر ٌ فظيع لن أنساه ما حييت , وقفت مذهولا ً لما شاهدت فقال أحدهما بنبرة ٍ حزينة: ماتت أمهما , ياإلهي !!! مات الربيع قبل حلوله , فما تفعل الزهور غير البكاء , خرجتا في حالة انهيار كامل , لم تعد هناك في عينيهما رغبة ُ للبقاء على قيد الحياة .

ماتت الأم , مات الأمل , ماتت الغالية التي ما توانت قط ّ عن احتضان أولادها بدفءٍ وحنان , رحلت مخلفة فراغا ً لا يسده إلا الزمن والنسيان وسبحان الله الذي منح الإنسان نعمة النسيان رغم فداحة الموقف وعمق الجرح.

كنت أراقب الموقف عن كثب , لبرهة ٍ تعطل تفكيري ونسيت كل ماكان يحيط بي

فإذ بإمرأة ٍ تصرخ على إحداهما ( يالله , انزلي شبكي شو صرلك ) .

كانت تحثها على نزول الدرج بصمود ولكن أي صمود هذا الذي يثبّت قدميها

نزلتا في حالة من الصدمة القاسية وكأنهما صفِعتا بصفعة ٍ مبرحة .

روا لي أحد الموجودين بأن هذه الأم الميتة هي أم لعشرة اولادٍ بما فيهم الفتاتين وأن والدهم إنسان بسيط يعمل بأجرته اليومية .

هذا يعني بأن ثمانية أولاد سيبكون أيضا ً وسيفتقدون سبب وجودهم.

يارب !! أي موت ٍ هذا الذي يغيّب أما ً عن عشرة صغار ٍ أبرياء لم يختبروا المعاني بعد , نعم عرفوا جيدا ً الحياة , وعرفوا معنى الأم ولأنهم عرفوا الأم عرفوا الحياة ,

ولكنهم لم يعرفوا ما هو الموت الذي أخذ منهم حضنا ً حنوناً لا يعوضه شيء في الوجود.

الموت كلمة لايعرفها إلا الذين لبسوا الأسود وخيّمت على وجوههم علامات الكآبة واليأس , صحيح أن الموت حقيقة ولكنها مرة كمرارة الحنظل .

هذه الكلمة لاتـُبكي فقط بل تـُفرح أيضا ً , فعندما يأخذ الموت ظالما ً , يفرح الآخرون ويهتفون باسم الله , سعداء بعدالة السماء التي لا تفرق بين أحدٍ , كائنا ً من كان , الكل متساوون عند الموت , فلا الغني يفر ولا الفقير , إنها حقيقة إلهية تساوي بين جميع البشر , متى ماانقضى الآجل وانتهى الامتحان , تكون الروح قد عادت إلى جوار ربها.

                         هناك في الباب فتاتان تبكيـــــــــــــان 

                       تجلسان حينا ً وحينا ً تصرخـــــــــان

                      تسحبهما الآيادي وسط الجمـــــــــوع

                          وهما في القلب والوجدان مجروحتـان

                      حزن ُعميق يزحف في وجهيهمـــــــا

                    آنهار ٌ من الدم والدموع على الخدود تجريان

                         أين أمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين أمي ؟؟؟؟؟؟؟؟

                        على شفاههما كلمتان تتوهـــــــــــــــان

                        ياللجرح البليغ الذي استوطـــــــــــــــن

                        فضاع الحب وضاع الحنـــــــــــــــــــان

                        صرخت إحداهن عليهما بجهيــــــــرها

                       ما خطبكما ؟ لمــــــــا لا تمشـــــــــــيان

                       ياإلهي !! أي كابوس ٍ حل ّ  بهمـــــــــا

                       يارب !! أعنهما فما هما إلا زهرتان تحترقـان

                      رحلت أم ُ بين الستائر الخضــــــــــــــراء

                       وودعت ببيضاء إلى روض الجنــــــــان

                      في السماء كل الملائكة صلت لأجلهــــــا

                     وفي الأرض عينان لا بل دمعتين باكتيان

                     ما غيّر بكــــــــــــــاء ٌ مسيرة الآقــــــدار

                     المـــــــكتوب محتوم وما الحياة إلايومان

تيريج عفرين 16 / 8 / 2008

 

============

                                                  (آنيـــــــن)

                                                          -1-

ثقــُلت موازين الدنيا ...

تشبثت الآلام بالإنسان ِ...

مرارة ٌ ...... مرارة

عنوان ُ الحياة ...

 النفسُ في حجرتها حزينة ...

تحت وطأة ِ أحزان ٍ مقيتة ...

في ثناياها أشرعة ُ سفينة ...

وفي علوّها أسود جريئة ...

 هي النفس ُ ....

تـــــُـــرهق ...

تــــــُــزهق ...

في صفائها ...

وسكونها ...

 تكالبت أيامنا على احلامنا ...

هاجت بنا .....

قيّدتنا بأصفاد ٍ آبدية ...

ذبـُلت ورودنا في آوان ِ تفتحها ...

اندثرت أقلامنا البريئة ...

تشوّهت صورنا الجميلة ...

تألمت همسات ُ أنفاسنا ...

حــُطـِمت ... دُمـــِرت ...

............ كل أسِرتنا

تـــُهنا وسط ز ِحام السيدات ِ المخمليات ...

أكثرنا من الشراب ...

فـسُكِرت نفوسنا ...

طمـِعنا بجمال حسناوات ٍ ماكرات ...

فوقعنا بمشانقهن البربرية ...

ساءت أحوالنا ...

جُر ِدنا من أفكارنا ...

أصبحنا نطأطأ رؤوسنا ...

مثل جياع ٍ ... حفاة ٍ

لايعرفون شيئا ً سوى الطاعة ...

 تلاعبت بنا أشعارنا ...

فغدت جدراننا ملجأ ً للأشباح ِ...

ها هي نفوسنا ....

أفئدتنا ...

ولكن وأأسفاه !!!!!

جار علينا زماننا الكئيب ...

ادخلنا في عوالم ٍ هوجاء...

حيث الضياع ُ وسط عاصفات الهوى...

أين هي ضحكاتــُنا يا زمان ؟؟

أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أاطـُمـِرت تحت اوحالك الهمجية ؟؟

أم إننا لم نضعها في صناديق ذكرياتنا المنسية...

 

لقد هـــُز ِمت آمالنا الصغيرة ...

وحــلّت بنا مصائب همومنا الكبيرة ...

انجرفت سماؤنا وراء الغيوم ...

والنجوم ساطعات ٌ ساكتات ٌ دون لوم ...

لاتســــلني يا زمان ُ ماأنا قائل ٌ…

فمــا أنا  إلا  ذاك التعيس ُ المتهور ُ...

                    -2-

حبي الكبير بروحي النقية ...

امـــــــــــتزجت ...

وبدت لي الدنيا حدائق ٌ مزدهية ...

بورود ٍ من شفاه ِ حبيبتي الملائكية ...

فيهــــــا روحي ودمــي ...

كل أمسياتي الشعرية لها وحدها ..

ولشعرها الممزوج ِ بروائح العطر ِ الذكية...

 يا رعشــــــة فـــؤادي ...

كوني حــِبرا ً لآوراق عشقي ...

دعيني أسطـّر بـــك ِ ملاحما ً للحب ِ...

حبيبتي ... أميرتي ... مقيّــــــدتي

أي ُ كلام ٍ ......

يــُشعــِر ُك بدفءِ عيوني ...

لاتحزني ....

فذات يوم ٍ سألقاك ِ ....

ستلمــِس ُ أنامـِلك يداي ...

سأسمـِعُك ِ لحنا ً بهدوء الليل ...

شموعٌ مشتعلات ٌ بدماء ِ لحظاتنا القاسيات ِ...

أهديك ِ قـُــبلة شوق ٍ وحنين ...

أسكـِنك ِ جـِنان قلبي المأســــور ...

وأقول لك ِ كلمات ٍ ما وجـِدت قط ٌّ في قاموس الحب الكبير...

 يا ليت الزمان يــُقرّبني إليك ِ ...

فأصبح أسيرا ً لنبض ِ فؤادك ِ...

وشمسا ً لنهارك ِ المظلم ...

 

أارأيت يا زمان كم أنا تعيس ...

قلبي بعيد ٌ عني كبعد ِ السماء ِ عن الأرض ِ ...

وأنا جاثم ٌ ماكث ٌ هاهنا ...

انتظر رسالة ً منها على جناح الطيور ِ المهاجرة ِ...

فلا سكر ٌ يحــلـّي مساءاتي سوى ....

قــُبلة ٍ من ثغر ِها الوردي ...

المملوء ِ برحيق ِ زهور ِ الربيع ِ البرية ...

 ذات يوم ٍ سأعيدُكِ طفلة ً...

وأنــــــــــــــــــــــــــا ...

لن أكترث لجنون خواطري ...

أو لترهات ِ وتفاهات ِ تلك النسوة ِ ...

المتبرجات ِ بالأحمر والأخضر والأسودِ ...

وأيضا ً بملابـِسهن المخادعة ِ للآبصار ِ...

فأنا مارأيتُ الإ ســــواك ِ ...

ماحَــلــِمت ُ الإ بــــــــك ِ ...

أمرأة ٌ غيّرتــــــــني ...

اندمجت فيني قلبا ً وقالبا ً...

ابهرتني بعذوبتها المطـلقة ِ...

اسكنتني عالما ً فيه الحب عنوان ٌ ...

اجتاحتني بلمسات ِ سحرها الفتـــّان ِ ...

منحتني  حبــــــا ً وجنونا ًلا نهاية لهما ...

 هاأنا ذا يا زمان ...

واقف ٌ مثل الحائر ينتظر ُ...

طريــــــــــــــــــقا ً إليها ...

فلامساومة على حب ٍ وقع ...

سأظل منتظِـــــــــــــــرها ....

إلى أن يحين موعـــِد ها ...

تيريج عفرين 3 / 8 / 2008

 

==============================

 

( آبدية حلم)

 

 لطالما حلمنا وزرعنا ورودا ً كثيرة ً في جنائن الخيال ورسمنا الجمال بأوجه ٍ مختلفة ولطالما وجدنا أنفسنا في عالم ٍ بلا حدود , لذلك كان لزاما ً علينا أن لانغوص كثيرا ً كي لا نتمسك بأوهام ٍ جميلة ٍ سيطرت علينا في فتراتنا الحرجة.

الحلم ُ أرض السحر والآوهام واليقظة أرض الواقع والآلام , عندما نستقيظ من نومنا العميق كم نتمنى أن نعود إلى أسرّتنا لنحلم من جديد ونخترق الآفاق, نمضي سنين ضوئية للوصول إلى ذاك الحب الضائع الذي بحثنا عنه طوال آعمارنا ولم نجده إلا في عالم ٍ مصنوع ٍ من ورق يزول بعود ثقاب . تبا ً لحلم ٍ لايدوم إلا بضع ساعات ٍ ومن ثم تتلاشى الستائر ونعود إلى صوت الجيران وصراخ الأطفال والباعة في شوراع الصراع.

ربما أفضل ما بيقى للمرء هو ذكرياته , فالذكريات هي التي تجرح وبنفس الوقت هي التي تداوي, عندما نتذكر جلسة الآصدقاء قبل عشرين عاما ً وهم جالسين حول مائدة الطعام يتبادلون النكات , عندئذ ٍ نتمنى أن يعود بنا الزمان إلى الوراء لكي نعيش تلك اللحظات من جديد , ولكن يبقى الآمر مجرد تصور لا أكثر .

أجمل ما في الحياة هي صورنا المعلقة على الجدران التي تنسينا همومنا وتعيدنا إلى ضفاف نهر ٍ عذب أو إلى علو جبل ٍ عليل النسمات أو إلى شتاء ٍ ماطر ٍ في ظل مظلة ٍ ضمّت أروع آحبة ٍ عاشوا قصصا ً في غاية الرومانسية . حياتنا صور ٌ , كل صورة ٍ لها مكانها وزمانها وألونها ونادرا ً ما تتشابه فيما بينها, فرائحة قطرات المطر ليست كرائحة ماء البحر , كل ُ له ميزته .

 

ياليت الحياة حلم ٌ طويل , ننام فلا نستيقظ آبدا ً وندخل إلى اللاوعي حيث البراءة والبياض اللامحدودين .

 

 

حلمنا يومــــــــا ً ...

أننا نملك ُ أنفسنا ....

أننا أحــــــــــــرار ٌ ...

أسرار ٌ بلا عقـــــد ٍ ...

ولكــــــــــــــــــــــن !!!!!!

شموع ُ السنين تـُشعل ....

تـُـطـــــــــــــــفئ  .....

ونحن ما زلــــــــنا ...

ننتظر ُ نورا ً هاديا ً ....

يقودنا إلى ذواتنا المفقودة ...

الهائجة ... المائجة منذ عقود ...

آوردتنا غدت ْ أوعية تفريغ ٍ للهموم ....

لا !! بل كل الغضــــــــب ....

كل التجــــــــــــهم ...

عقولنا أصبحت ساحات وغىً للأفكار ...

للأحجار الثقيــــــــــــــــــــلة ...

 

أحبة ُ في أعشاشهم حائرون ....

ناظرون إلى نجمة ٍ مارة ٍ ....

علها تنزل لتنسيهم .....

قباحــــــــات الآيام ...

وشر الآوغـــــــــاد ....

آيتها النفس ُ الحائرة اصطفي ....

هدئي من لوعتــــــــــــــــك ِ ...

وسيري بخطا أقدامك الذهبية .....

إلى المجــــــــــــــــــــهول ...

إلى مـــــــــــدارات ٍ .....

عنوان بوابتها : حلم ٌ جميل  ...

سيري يا نفــــــــــــــــــس ُ ...

إلى آحاديثنا القديمة ....

واذكري حنينــــــا ً ...

لطالما كنت ِ أنت ِ ....

ذاك المجهول القادم ...

  أكرم خورشيد / تيريج عفرين / 1 / 7 / 2008

======

 

( غزال ٌ في وجه القمر )

         

لاتلوميني على ماأنا قائل ُ

فذهني في حيرة ٍ واضطراب ٍ وقلق ِ

إن كنت ِ معذبتي فلك ِ ذلك َ

ولكن لاتقولي إنك ِ نجمتي

سلي آمواج َ البحر ِ عني

كم مرة ً لطمتني بين الآعين ِ

سلام ٌ من قلمي إلى القلوبِ البائسة

سلام ٌ فيه الليل ُ هو المتكلم ِ

احمليني ياصغيرتي دمية ً عاجية ً

لاتعرفُ سوى يدك ِ الحريرية الملمس ِ

هناك في المدى فتى ً واقف ٌ

ينظرُ ويتعجبُ من ذاك َ الجمال ِ الخارق ِ

كلي أمل ٌ أن تعودي يوما ً

وأعود ُ أنا لنهاري لليلي المظلم ِ

سماسمرةُ المجهول ِ قادوني إلى حدفي

أخذوا مني كل دقائقي الرائعات ِ

تهادتْ في النفس ِ كل ُ الخواطر ِ

ثم حلّقتْ بعيدا ً مع أسرابِ الحمام ِ

أنا في مضجعي أقولُ كلماتي

أخط ُ سطورا ً دامعة ً للأنجُم ِ

تلك َ المرأة ُ أنستني كل أسمائي

لا بل أنستني هموم َ قلبي المتألم ِ

ظلت ْ مخبأة ً في دمي نائمة ً

مجبولة ً برحيق ِ زهر ِ الربيع ِ المتبسم ِ

ضمّيني إليك ِ طفلا ً يبكي

ولاتجعليني صرخة ً في الوادي نادم ِ

خذيني إليك ِ قلبا ً ولبا ً

وازرعيني غصنا ً يابسا ً في المأتم ِ

كوني بجانبي وردة ً حمراء لائمة

واخر ِجي كل مافيك ِ بيومكِ المُغرم ِ

لاتنسي أمرء ً أبهرتيه يوما ً

وإن ْ فعلت ِ فلن يكون إلا ذاك المتشائم ِ

إنْ نطقت ُ بما لم تحبذيه ِ آبدا ً

تأكدي إني إليك ِ معتذرُ قادم ِ

ما كل ُ حقيقة ٍ تُبان ُ وقت َ وقعها

فربما الفؤادُ أحبك ِ وأنا لم أعلم ِ

الدهر ُ هكذا فرق ٌ فارق ٌ تفرّق ٌ

وتشتت ُ أفئدة ٍ كله ُ نابع ٌ من الألم ِ

أقف آحيانا ً هائجاً ملوعا ً

وأتفاجأ بأنني سابحٌ في بحرٍ من الآوهام ِ

أميل ُ إليها بكل نـُبل ٍ ورفعةٍ

واشتهي قطف َوردة ٍ من خدها المُلملم ِ

آتـُراني أصب ُ ملحا ً فوق َ جرح ٍ

أم إنني ما زلت ُ أسيرا ً للعنة ِ الحُلم ِ

أشباه ُ الحبيبات ِ تمرّدن على الحب ِّ

أخذنَ القلب وتركن َ القالب القصِم ِ

وماحاجة ُ المرء ُ للفؤاد ِ دون َ الحبيب ِ

فما عاد َ للسماء ِ زُرقة ٌ بتلبّد ِ الغيم ِ

صغائر ُ الأمور ِ شبيهة ُ خصلات ِ الشَعر ِ

إن ْ سقطت َ واحدة ٌ فالباقيات ُ لنْ تدم ِ

اهرب ُ من خيالي عساني ارتاح ُ

ولكن ْ لا آرى سوى أوراق ٍ من اللوم ِ

أبحث بين هنا وهناك عن وجودية ٍ

فلا أجد إلا فراغا ً بلا أسم

ِ 

                                               

                                                (غيّر داخلك لا خارجك)

 

عندما تنعدم الثقة بين الإنسان وأخيه الإنسان , فهذا يعني أننا على شفير هاوية الزوال لإننا لن ندرك معنى تلك الكلمة مالم نختبرها عن قرب. كل الكلمات يمكن أن تقال ولكن هل الفعل بسهولة القول؟ أكيد لا, لأن هناك دائما ًُ فرق ٌ شاسع ما بين إصدار القرارات وتنفيذها , فقول كلمة أحيانا قديتطلب جهودا ً إستثنائية , إذاً يجب أن نتعلم جيدا ً ما تحمله كل كلمة في طياتها من إيجابيات وسلبيات . المعادلة اليومية قد تقتل روح الإنسان , لأن هناك حالة من البرود والجمود اللامحدود. ليل ٌ فتشرق شمس ٌ , روتين يؤدى,بعض أمور الحياة تقضى , ومن ثم ماذا؟ هه , نعود إلى ليلنا , إذا ً ماهو التغيير الحاصل ؟ لاشيء مهم, التغيير كله يكون للخارج أما الباطن فيكون كماهو. التغيير كله منصب على اللباس والطعام والشراب وتبديل أفخم أنواع السيارات وتغيير آثاث البيت وإلى ما هنالك , إذا ً معادلة المجتمع واضحة تغيير المظاهر الخارجية آهم بكثير من تغيير دواخل الذات البشرية . أوقات ٌ كثيرة يهزني بكاء طفل في إحدى شوارع المدينة , وآغدو كئيبا ً أكثر من الكآبة نفسها .

 

                               يقال ( لايغير الله ما في قوم ٍ حتى يغيروا ما في نفوسهم)

المشكلة الفعلية هي في ذاتنا الداخلية , للأسف الشديد وصلنا إلى أيام ٍ يمكنني تسميتها بالفوضوية وعدم الإحساس واللامبالاة تجاه حقوق الآخرين . الكل اتجه نحو مصلحته بغض النظر عن النفع أوالضرر لمصالح جيرانه , ماهو المهم تحقيق الربح المادي ولو حطمت معنويات الآفراد المتأملين ذك الوميض الأملي البعيد. الآن في المجتمع هناك فئات مثقفة لابأس بها, هذه الفئات تعمل على توضيح أمور الحياة للفئات الجاهلة ولكن أين المشكلة ؟ المشكلة أنه قلة ٌ من الجاهلين يلتزمون بآقاويل المثقفين ومما يزيدهم جهلا ً هو انغماسهم أكثر في الجهل , وأيضا ً مما يزيد الطين بلة ً هو ترسيخ مبادئ جهلهم في المجتمع من خلال بث الأفكار المسمومة بين أبناء الطبقات الفقيرة الجاهلة بكثير ٍمن مناحي الحياة. فهنا أصبحنا وسط مجموعة من العميان الذين على أساس أنهم يرشدون بعضهم وإنها لقمة السخرية أن يرشد الآعمى آعمى ً آخر إلى ما هو صحيح وخيّر.

لطالما كانت هناك حالات من التشرذم المجتمعي , فهذا يعني أننا نواجه معضلة في صلب اختصاصاتنا المختلفة وعلى امتداد المعمورة. عندما نتغلغل بين الأسر , حينئذ ٍ سنتعرف على كل ماهو غريب ومجهول , وعندما ينعدم النقاش والحوار داخل الأسرة الواحدة , ذاك الوقت يعني أن لدينا مسائل بالغة الأهمية والجدية تواجه البشرية برمتها.

 

ماهو الواقع الآن ؟ معظم البشر يصبحون آباءً وآمهاتً ولكن هل الكل مؤهل لقيادة دفة السفينة وإيصالها إلى بر الآمان ؟ بالطبع لا. المشكلة تبدأ بالزواج المجبر أو المكره , إذا كان أساس البناء غير مدعوم بالإسمنت فعلينا أن نتوقع الإنهيار في كل لحظة , فعندما تكون المعطيات جليّة ً فالنتائج أيضا ً تكون كذلك . الزواج المجبر دليل ٌ على ضعف قدرة النفوس على الحكم في أمور مهمة ونتيجة ذلك الزواج مأساة حقيقية , تفرق الأولاد , الأب في طرف والأم في طرف وكذلك فتح جبهات من المواجهة بين ذوي الطرفين وأيضا ً ناهيك عن البهدلة أمام المحاكم وإلى ما هنالك من عواقب لا يحمد عقباها .

أولا ً وأخيرا ً الإنسان كتلة من المشاعر لايمكن قذفه ككرة وسط النار بالسهولة المعتقدة. علينا أن نكون حكماء لكي نتدارك النواقص ونقف على الإشكاليات التي من شأنها تدمير البنية الأسرية التي هي الخلية الرئيسية لتكوين جيل صالح لاسرته ومجتمعه وبلده.

 

تقع على عاتقنا مسؤوليات لايجب التهرب منها ولا بأي حال ٍ من الأحوال

تنشئة الآجيال مسؤولية الجميع وإذا تجاهلناها فإننا سنقع لا محالة في متاهات

ومطبات لا نهاية لها .  

                

                        فالحياة تبدأ بصرخة وتنتهي بدمعة                                

 

 بدايات النهار تكون مشرقة ولكن هل كلها بوزن الآخرى , دموع الليل تمحى مع آولى إشراقات الصباح , ربما تستمر وربما لا . كل المقاييس تقاس بدرجات صفاء ايامنا التي تلعب بنا ككرة في يد طفل اعتاد على اللعب بأي شيء. فالأيام تجعل من همومنا قصص وحكايات وروايات وتصنع من آقدارنا شخصيات خرافية بكل الاتجاهات حتى نحن أنفسنا نجهل صيرورتها إلا في حالة إصطدامنا بتلك الشخصيات على أرض الواقع , ذاك الحين لربما ندرك أنفسنا ووجودنا وحتى لحظاتنا السعيدة والحزينة . شريط الذكريات يعيدنا إلى نقاط ٍ مبعدة من تفكيرنا ووجداننا , فتعيد إلينا أزمنة ً مجهولة ومعروفة بنفس الحين. والمشكلة إننا نكون غير قادرين على استيعاب كل ما يتردد على ألسنة تلك الذكريات , نصطدم بوقائع ومجريات ٍ لم نخبرها بعد أو حتى لم نسمع بها , بذلك فإننا نضيع وسط زخم ٍ من التكهنات اللامحدودة التي تأتي واحدة ً تلو الآخرى , فتغدو عاجزا ً عن تمييزها ووضعها في أمكنتها المناسبة . فما من طير يهاجر إلا ويدرك مدى مخاطر ومشاق الدرب الذي سيسلكه . كل الامور تصبح معقدة حالما نعجز عن الإلمام بمكوناتها الأساسية . لكل أمر ٍ من تلك الأمور تدابيرها الوقائية , وهذا طبعا ً إذا كنا على دراية كافية ووافية بأسبابها ونتائجها البدائية والنهائية . النفس في الأرض تزعق , تصرخ بكل ما آوتيت من معاناة ٍ وقساوة ٍ , فالصراخ لا يأتي إلا من كل نفس ٍ متعبة ٍ مرهقة ٍ من إشكالات وصواعق الحياة الظالمة .  سنوات ٌ تمر والأولاد أصبحوا رجالا ً لا وبل لديهم أولاد ٌ أيضا ً , أي أولاد ٌ كبار ولديهم أولادٌ صغار , يالها من مفارقة جميلة أن تكون طفلا ً كبيرا ً يتذكر كل لحظة ٍ من لحظات طفولته. في كل يوم هناك أحلام ٌ تولد وتكبر وتولد بدورها آمالا ً ولكن فجأة ً تموت الأحلام وتموت الآمال وتغدو الأشياء على اختلاف أسمائها مجموعة ً من الكلمات العابرة التي تفقد معانيها بمرور الوقت.

 تأتي الصدمات جمعا ً ومتى؟

هه !!!!! في آوج تعاسة وحزن المرء , وهنا تعجز العقول عن التفكير وتبدأ المعاناة المريرة التي ترسخ آدواتها للنيل من كل شيء جميل وتغدو النفوس دمى ً متحركة مسلوبة الإرادة والحياة , فقط هياكل عظمية تعيش من أجل العيش مهما كانت الظروف , وأية ظروف , إنها قاهرة تضع كل من يخرج عن نواميس الطبيعة في سجن ٍ من الظلام وتجعله متمرنا ً , متدرباً على التحمل بدرجاتها القاسية .

الحياة تبدأ بصرخة طفل وفرحة أم ٍ وأب ٍ وبمستقبل ٍ مشرق وتنتهي براحة الروح عندما تنتقل إلى جوار بارئها وبصرخة الوالدين . الحياة آدوار , لكل ٍ دوره, ربما يكون طويلا ً وربما قصيرا ً , ولكن المهم أن له دور, يجب أن يلعبه بكل تفاصيله وتعقيداته , إنه أشبه بفيلم ٍ مخرجه الحياة وممثلوه من البشر , لكل ٍ دورٌ معروف لابد أن تمثل بدقة متناهية , ولكن الفرق هنا أن الفيلم يكون معروفا ً من قبل الجميع , بينما الحياة فيلم ٌ مفاجئ  , أحداثه مجهولة وآدوار الابطال غير معروفة , فالنهاية أيضا ً غير معروفة .

تيريج عفرين 4 / 5 / 2008

========

 

(  مساحاتٌ للبوح )

 
نادراً ما نستطيع أن نفسح المجال للساننا النطق بما يريد, نصنع أقفاصاً من الوهم ونسكن داخله بهواجس ٍ لا مثيل لها , بالنسبة لنا طبعا ً . داخلنـــا مجال ٌ واسع ٌ من الدوائر التي سرعان ما تنغلق بلمح البصر وتولّد هي بذاتها آلاف الدوائر التي تستمر إلى اللانهاية , وكل دائرة لها نقطة بـــــــــدء وانتهاء وحالما تنتهي واحدة , تبدأ الآخرى دورها من دون أن تؤثر على وظيفة صديقاتها, لها طريقها المحدد زمنيا ً ومكانيا ً. وهكذا هي حياتنــــــــا , دوائر غير منتهية تستمر بالتوالد حتى آخر لحظة من لحظات العمر. ما من شيء يولد ويموت إلا ويكون قد مرت عليه ساعات هبوب الرياح العاصفة التي تأتي كلما شعرت بالحنين إلى قبلات الجبال العالية , وتنحني الورود بكل وقارها وجمالها معلنة ً استسلامها , فاتحة ً أجنحتها لنسماتها الجليلـــة التي تقوى كلما تأخرت (فالهدوء الذي يسبق العاصفة يكون مخيفا ً ) .
في أقفاصنا البلورية ننظر بعين الرقة والألم إلى تلك المساحات الخالية التي نضيع فيها حالما تغيب النجمة الذهبية التي تخفي  وراءها غمـــوض وشرارة انطلاق اللحمة الآولى لحياة الكائنات الحية . من نوافذنا نتمعن ذاك الجمال الخارق الذي مارأيناه يوما ً على هذه الشاكلة إلا من خلال تلك المساكن الشفافة . فعندما نقتنع بأننا نعيش في ملاجئ ٍ زجاجية , فعلينا هنا أن لا نفرض قوة سواعدنا على آراء الآخرين , بل يجب أن نفرض قوة تفكيرنا . ينتابني شعور ٌ بأن الدفء إنما هو إحساس ٌ مرهف ٌ لاتحسها إلا النفوس الهادئة التي غالباً ما تكون صامتة ,سامعة, غير مدلية بــــــــأي

كلام ولاحتى مجرد رؤوس أقلام. الأحاسيس مقطوعة موسيقية تعزفها مجموعة ٌ من العازفين الماهرين المشبعين  بفطرة العشق لتلك العلامــــات الصاعدة  والنازلة التي تطرب سامعيها بمجرد العزف .

دقائق ٌ تهرع إلى المجهول وأعمارٌ تنقضي , ساعات حزن ٍ تتأطر بكابوس ٍ من الهلام الأسود , صراع ٌ بين الأرض والسماء , أزمنة ٌ فاصلة بيـــــن

 الوليد والكهل , أسئلة بلا أجوبة تنتظر حلولاً , ولكن من أين ؟ غير معروف, ومِن مَن ؟ أيضا ً غير معروف . كل شيء ٍ يصبح واقع ٍ بمجرد حدوثه

وفور إحساسنا به وبتأثيراته البعيدة والقريبة .

أن نقتنع أننا آرواح ٌ متحركة , فذلك سيتطلب منا جهدا ً عقليا ً أكثر وربما سنحتاج إلى المزيد من النظريات الفلسفية التي تنتمي إلى العوالم السحرية , دقائق ٌ وتنتهي ومن ثم نعود إلى حالتنا الطبيعية من دون الإفصاح عن أية نجاحات أو إخفاقات يمكن أن تنتج عن تلك الفلسفــــات .

بلحظات ٍ تجتاحني لمسات ٌ من ذكرياتي الرائعة بين أشجار الصنوبر الشامخة التي ما انقطعت قط عن زيارتها والشكوى إليها عن كل مافي نفسي

 من أشجان ٍ وأسرار ٍ لاتباح إلا لكل روح ٍ صامتة وهذا ماأسميه بصفاء النفس الخالدة , فما من مساحة ٍ نبوح فيها بهمومنا إلا لتلك المساحات الخضراء الامينة والمحصنة ضد أي محاولات ٍ لخرق المصارحات , وهنا تكمن قمة الروعة الحسية .

دائما ً نحتاج إلى تلك العزلة التي نفرضها على أنفسنا نتيجة ضغوط ٍ معينة , خارجية كانت أم داخلية, ربما تكون ناجعة وربما لا , ولكن خلال تلك العزلة تعيد الشخصية صياغة ملامحها وتعمل جاهدة ً أن تغير شيئاً ما من أجل الإحساس بلذ ّة الحياة .

الانغلاق داخل جدران ٍ أربعة إنما تمثل شعوراً بالرغبة في الابتعاد عن كل مامن شأنه أن يثبّط همة المرء وأيضا ً عن كل مجريات الآحاديث المزيفة الملفوفة بطبقة من السكر اللزج الذي لايزول إلا بتفكير ٍ سليم بنّاء قادرٍ على إزالته , واستبيان الحقائق لمن يبحث عنها ولكن المشكلة أنه ليس من السهل القيام بتلك المهمة, فالمهمة شاقة وتتطلب سرعة بديهة ٍ وقدرة ً فذة على اكتشاف الزيف واللغط في  الوقت المناسب وتوضيح نقاطها للعيان , والاخذ بعين الإعتبار أن كل حقيقة ٍ تمثل رمزا ً من رموز الإنسانية التي لاتقدر بثمن والتي من شأنها الإرتقاء بالمعنويات العامة إلى العُلا, فعندما يرى الآخرون بأن الحقيقة أصبحت سائدة , فبذلك تطمئن قلوبهم وتتوسع صدوروهم ويصبحون منفتحين على الحياة وفروعها الكثيرة.

الحقيقة كلمة تقال ولكن تكون قاسية في كثيرٍ من الأحيان وناردا ً ما نعترف بأننا مذنبون وكل ذلك نظرا ً لصعوبة إقرار النفس البشرية بأخطائها . نرى أناسا ً كثر يضغطون على آخرين للقبول بحقيقة ٍ ما في الوقت الذي يكونون هم في داخلهم غير راضيين ولا بأي حال ٍ  من الاحوال على تقبل حقيقة ٍ ما في حال إذا طُلب منهم فعل ذلك. إذا ً دائما ً هناك تفاوت في الإلتزام بالحقائق العامة , لا وبل إنكارها في أغلب الأحيان , فكل واحد ٍ يعتبر نفسه رمزاً ومثلا ً خال ٍ من العيوب والأخطاء وتراه يتكلم بلغة ٍ منمقة طنانة , يرشد الآخرين ويلومهم على فعل كذا وذاك وأحياناً كثيرة يوبخهم على أفعال ٍ معينة في الوقت الذي يكون هو مليء بالعيوب ولايستطيع التصرف في أمرٍ من أمور الحياة , ولكن ليست هذه المشكلة , فالمشكلة الحقيقية والتي يجب معرفتها أن الناس تكون مقتنعة بآراءه وتفكيره ونظرياته الفارغة, وهنا حتى يأتي أحد ٌ ما ويكشف خلفيته للآخرين يكون قد مر زمن ٌ طويل ويبقى المهم أن تعرف ماهية الجالس أمامك .

في الأزمنة الغابرة كان البشر في حال ٍ يرثى لها وذلك نتيجة المعتقدات السائدة آنذاك وكانت المعاناة في قمتها , جهل ٌ وتخلف وسوء إدارة . إذا تمعّنا في  التاريخ قليلا ً لعلمنا بأن شعوبا ً وأقواما ً كثر عاشوا وماتوا على هذا الكوكب وآخيرا ً ماذا كانت النتيجة : تعاقب الحضارات وتدوين أحداث الحروب والفتوحات . صحيح أن التاريخ يعيد نفسه ولكن ليس دائما ً , أحيانا ً كثيرة نكون على خطأ ونوهم أنفسنا بأننا على صواب وأن كل ما نفعله

هو للمصلحة العامة , ولكن الصائب هو أن أخطاءنا تكون قد قضت على معظم الإنجازات التي حققها الآخرون في وقت ٍ من الآوقات العصيبة ,

التاريخ أيضاً له نفس الميزة , يعيد نفسه عندما يشاهد خلللا ً ما في إحدى نقاط الحاضر . يجب أن نكون قادرين على الحفاظ على مكتسبات ونوادر أسلافنا الذين جهدوا كثيرا ً لتشييد صروح ٍ خالدة مازالت قائمة حتى الآن ( عمرانيا ً وفكريا ً وحضاريا ً ) ومن كل الجوانب التي تجسد قمة الحضارة. وكما يجب أن نتذكر دائما ً أنه مامن حاضر ٍ بلا ماضي , فالماضي هو أساس يبني عليه الحاضر فكره وقوانينه , إذاً فالتلاحم بين الحاضر

 والماضي يولّد مستقبلا ً زاهراً مليء بالتفاؤل والتقدم . صحيح أن المستقبل مجهول ولا يعلمه إلا الخالق ولكن علينا أن نتفاءل ونذلل العقبات

التي يمكن أن تعترضنا في الوصول إلى أقرب نقطة من الكمال الفكري , فالكمال لله ولكن يجب أن نفعل كل ما بوسعنا للإقتراب منه(من الكمال) ,

 فعندئذ ٍ نكون قد صنعنا خلودنا بأنفسنا وبنفس الوقت نكون قد مهدنا لجيل ٍ خيّر يفرق بين القوتين الاساسيتين: الخير والشر .. فعندما يتجاهل

الكل الظلام , ففي ذلك الحين سنضيع , فلابد أن أشعل شمعة ً لكي أنير لرفيقي ويقوم هو أيضا ً بإشعال آخرى وهكذا تشعل الشموع وتُزرع النور

 في القلوب والعقول وتغدو كل الوجوه ضاحكة مبتسمة فرحة , وبالتالي نكون قد حققنا ما نصبوا إليه .

 

 

                     فالحياة لاتكون جميلة إلا بزرع الخير والسلام والأمان في كل مكان

                                    ومعرفة مالنا وماعلينا من حقوق ٍ وواجبات

                                   والخلود لكل روح ٍ مغادرة إلى مثواها الآخير.

 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- 

 

        ( في ظلال الياسمين )       

 

 

                          (1)

 

                 لا ليل ٌ يغطيــــــني  ....

                 ولا شمس ٌ يدفيني ....

                 الكل غائب ٌ عنـــي .....

                 وحدة ٌ تلفنــــــــــي .....

                 بجـــــــــــنون ..... 

                 كمان يعزف .....

                 شــــــــــوقا ً ...

                 إلى أيام الصِـــــبا ....

                 يئن تحت وطأة براثن المعاناة ...

                 يمجّدها وقتــــــــا ً ....

                 ويلعنها وقتا ً آخر ...

 

                 آهــــــــــه ٍ آآآآه !!!!!

                 يا كمـــــــان ....

                 ليتني وتـــــرا ً ....

                 يصارع الالحان ...

                 والغمام .... والضباب

                 وحجـــــارة القبــــور ...

                 ليتني وترا ً بين الآوتار ....

                 فأعيد للوجوه بياضــها ....

                 للسمـــــاء زرقتــــــــها ...

                 وللعـــــيون جمالـــــــها ...

                 يا ليتنـــي ..... يا ليتنـي ....

 

                          (2)

     

                 كل أحبّتي غادروا زمني ....

                 هاجــــــــــــــــروا ...

                 بل تبخّـــــــــــروا ...

                 وجعلوني مهتاجا ً ....

                 منتظرا ً تلك النسمات ...

                وأنا في ظلال الياســــــــمين ...

                أغني لها سيفمونيات الحنين ...

                وفي جسدي رماح الماكريـن ...

                قاصمي الظــــــــــــــــــــهور ...

                 قاتلي آرواح المساكــــــــين ...  

                وحيد ٌ أنا في ظلال الياسمين ...

                أبحث من حولي عن حــــب ٍ ...

                عن كفـــــــــــــــــــــــــــــــن ٍ ...

                يبقيني آدميا ً مع المقبوريـن ...

                الناظرين لأولئك الضائعيـــن ...

                في غوغــــاء شرائط الحرير ...

                بين أكوام الذهب والبنيــــــن ...

             

                          (3)

 

                الريح غاضـــــــــــب ٌ ...

                صفيره صقر ٌ جارح ...

                يهشم كـــــل شــــي ء ...

                الروح والزهر والأمل ...

                يبعثر كل الحروف الجميلة ...

                وأيضا ً أزهار الياسمين اليابسة ...

                التي غادرتني وأنا في أقصى ساعات بوسي ...

                وبقيت ُ لوحة ً ناقصة الألوان ِ ...

 

                انتهت آمواج الصخب ِ ...

                استيقظت ُ من حلمــي .. 

                هدوء ٌ وصمت ٌ في كل مكان ..

                حتى الأشجار صامتــــــــة ...

                والشمس غائــــــــــــبة ...

                أدركت أن الأرض والسماء ....

                كلـــــــــــــــــــــــــــها ....

                أضحت ياسميــــــــــنا ً .....

 

تيريج عفرين  / اكرم خورشيد / جنديرس   31 / 3 / 2008

===========

 

 

( كل ُ ربيع ٍ وأنت ِ وردتي )

                            -1-

                          هاقد جــاء .....

                          ربيع حبي ....

                             جــــاء .....

                         وأنا على العهدِ .....

                         كنت ُ ومازلت ُ .....

                         مشتاقٌ إليــــك ِ......

                         كأشتياق ِ النحل للرحيق ِ...

 

                        ياوردة ً في حدائق عمري .....

                       اذابنـــــــي الحنين للقيـــاك ِ.....

                       ياليتني كنت تـــــرابـــــــــا ً .....

                       لأحضنك ِ بين ذراتــــــــي ......

                       فبأي أرض ٍ أنـــــــــــت ِ ......

                       وأينما كنــــــــــتي ...

                          فأنـــــــــــــا ....

                       كمـــا عرفتني ....

                       نبضــــــاتُ قلبـــــك ِ .....

                       وبســــمة ُ وجنتيك ِ ......

                       ذاك المحـــــــــب ُ .....

                          الخــــــــارج .....

                       من ذاتـــــــــه ......

 

                                - 2-

               

                       ربيعي حـــــــزين ....

                           ورودي ......

                          أنفاســـي ....

                       كلـــها حزينة .....

 

                      أتذكرينني ؟؟؟؟؟

                      أم نسيتي كلماتي .....

                      وغــــــــــــــدوت ُ شمعة ً.....

                       احترقت ..... وانتهت

                       

                        وردتــــــــــــي .....

                        أنـــــــــا جرح ٌ .....

                        ينزف ُ ألمــــا ً ....

                        يتضّور ولعــاً .....

                        يئن عذابـــــا ً ......

                      

                        جميـــــــلتي .....

                        جنائن ُ العمر يبست ....

                        قطرات النـــــــــدى .....

                        هاجرت ثراهـــــــا .....

                        وأنــــــــا ها هنــا ......

                        مازلت جــــاثمـــا ً .....

                        أسرق بســــماتي .....

                        من المــــــــــارين ...

                       التائهين وسط زجاجات الغبار ....

                                    - 3-

                       فناجـــــــين القهوة .....

                          غــــــــــدت ....

                       مرقدي وملاذي ...

                       أمسياتي باردة ٌ ....

                       كما أنا الآن .......

                      حروف اسمك ِ ....

                      على الجدران ِ .....

                       ا- ن – ت – ث – ر ت ......

                       تبكيني حينا ً ......

                       وتواسيني آخر .....

 

                       وردتــــــي ....

                       بك ِ تزدان الدنيا .....

                       ألقـــا ً وفــرحــا ً .....

                       بــك ِ وحدك ِ فقط ....

                       فكل ُ ربيع ٍ و أنت ِ وردتي ...                

أكرم خورشيد 1 / 3 / 2008

 

=====================

 

 

مبادئٌ للحياة

 

ذات يوم ٍ ستغدو أفكارنا رائعة ً إلى حد ٍ ما تذكارا ً يهدى في أعياد الميلاد , ذات يوم ٍ ستراني الناس كنزا ً من الكنوز التي لا تقدر بثمن. يوم ولدتني أمي تألمت وفرحت كثيرا ً رغم العناء الجسدي والنفسي , لكنها ستتألم كثيرا ً عندما تفقدني وستشعر بحزن ٍ شديد عندما تفقد أملا ً لطالما حلُمت به.

كثير ٌ من الآراء والافكار والنظريات التي توافقت وتضاربت فيما بينها حول الحياة والموت . يوم يتذكر المرء أيام طفولته فإنه يتذكر حياته الرائعة المليئة بالاحاسيس والبراءة ويوم يقترب من الستينيات فإنه يتذكر لحظات ٍ مريرة ٍ وتعيسة ٍ في حياته .

مصير كل حي ٍّ أن يحي ّ ثم يرحل كرحيل آوراق الخريف مع الريح. حياة المرء أشبه بعاصفة ٍ هوجاء لابد لها أن تنتهي لكي  تفسح المجال أمام الطبيعة أن تنتعش وتلعب دورا ً أكثر حيوية ً في توليد الحياة للأجيال القادمة. لحظات ٌ تمر, آخرى تتوقف وآخرى تمر كسلحفاة ٍ تمشي في الوحل , ولكن أجمل اللحظات هي تلك المتعلقة بالحب

 

أفكار ٌ تلد, آخرى تموت وآخرى تبقى خالدة مهما مرت آزمان ٌ . مسارات الحياة أشبه بالمتاهات التي لا نهاية لها , كلما تقدمت أكثر , ازداد الغموض وازدادت فرص الضياع أكثر , كلما وجد المرء نفسه بأنه أصبح عرضة ً للضياع أكثر .

عندما نضع للحياة أشكالا ً ووجوها ً مختلفة , نضع نماذجا ً طبقا ً للواقع المحيط بنا , عندئذ ٍ نصوّر لنفسنا حياة ً متكاملة ً مفعمة ً بالحيوية والنشاط ( كلما ازداد بريقها ازدادت لمعانا ً ). هكذا هي الحياة , نماذج وأشكال متنوعة ُ من العيش تتغير تبعا ً للزمان والمكان, العنصران الاساسيين لحياة كل إمرئ ٍ .

تمر السنين ونحن نكبر , تمر علينا ساعات جميلة وآخرى بائسة, ولكن الفرق بين الاثنتين أن الآولى تمر بسرعة ٍ والآخرى تمر ببطئ ٍ شديد . كلما تقدمنا في السن ادركنا أشياء ً أكثر , تعلمنا خبرات ٍ أكثر وشاهدنا أفراحا ً وكوراث ً أكثر.

كلما تفاءلت نفوسنا , آتت ريح ٌ عاصفة فدمرتها , احبطتها واقلقت مضجعها . أصبح الروتين اليومي ينخر في حياتنا , لاشي ء سوى الطعام , الشراب , النوم وربما بعض العمل وبعض الأفراح والآحزان. أحداث ٌ تفاجأنا , وجوه ٌ تتغير , نفوس ٌ تتكبر وآخرى تتجبر.

سرت في شرايينا موجة ٌ من الهم والقلق تكاد تقلب كل شيء وتسيطر على كل ما هو جميل , أصبحنا نكتم أنفاسنا إذا ما دُق بابنا أو جاءتنا رسالة. لكل ٍ منا مرآته الخاصة , إذ ما أراد ان يرى نفسه فعليه أن يقف أمام مرآته ويرى وجهه , ولكن المشكلة أنه ما من أحد ٍ قادر على أن يرى نفسه كما هو ظاهر ٌ في المرآة, كل ٌ يرى نفسه كما يريد .

ليست كل النفوس تقبل الحقائق , فكما لكل شيء ٍ في العالم أنواع ٌ فاللنفوس أيضا ً أنواع . هناك نفوس ٌ تقبل بأي شيء مقابل المال , نفوس ٌ ترى نفسها أنبل ما خلق الله

نفوسٌ متواضعة ٌ تكاد ترى نفسها, نفوس ٌ بانية للآمال وآخرى محطمة ٌ لها , نفوس ٌ تسيطر على نفوس وتخضِعٌها لإمرتها, نفوس ٌ هاجرت زمنا ً ودخلت زمنا ً آخر. إذاً أنواع ٌ مختلفة من النفوس , لكل ٍِ منها ميزتها , أسبابها , نتائجها, أسلوبها في الحياة وطريقة تفكير ٍ معينة ٍ

لا يكتشفها إلا كل  حصيف ٍ بارع .

الحياة هي الحياة والزمن هو الزمن , ولكن المتغير هو الإنسان , هو الذي يجمّل ويقبّح, هو الذي يصنع ويدمر , هو الذي يضع القيم والمبادئ وهو الذي يلتزم بها أو لا. كل أمة ٍ تقاس بقيمها ومعاييرها الإنسانية , عندما تنعدم هذه القيم تصبح الأمة على شفير الهاوية لاينتشلها من مصيبتها لا مال ٌ ولا جاه. المبادئ هي التي تصنع الأمة وتجعل منها موضع احترام الأمم الآخرى , هي التي ترسخ دعائم البناء وتنشئ أسس التطور والتقدم في كل مجال من مجالات الحياة. كلما كانت مبادئ المرء معطاءة وبناءة , كلما ازدهرت الحياة وأصبحت فروعها صاعدة أكثر.

 

لكل ٍ منا دوره في إنعاش الحياة , لكل ٍ منا دوره في الإرتقاء بمقاييس الأمور ووضعها في المكان المناسب ورفع درجات الالتزام والاحترام للقوانين العامة. كلما ادركنا مفاهيم جديدة , كلما أصبحنا قادرين على إبداع صور ٍ جديدة ٍ للحياة وأصبحنا في طور السمو والرفعة الإنسانية وإنما الإنسانية تكمن في النبل والسمو اللامتناهي اللذان يعطيان الإنسانية مفهوما ً ودورا ً جديدين .

 

أكرم خورشيد 27 / 12 / 2007

===============

 

 ( خريفيات )

 

 يودعنا الصيف بحرّه وشمسه الحارقة ليدخلنا إلى عالم الخلاص والصفاء , إلى عالمٍ

ذو ألون ٍ وردية ٍ تكاد تدرك فيها اللونين الأصفر والأحمر , اللذين  يطغيان على معالمٍ

 اقتربت من الزوال. إنها آوراق ٌ تنتظر وداعها مع رياح الشمال الحزينة , إنها تنتظر

مصيرها الآبدي لترحل مثل رحيل الغرباء عن الديار. كل ورقة ٍ من آوراق الخريف

لها حكاية عشق ٍ , لها ألف سيرة ٍ من سير الحب والجمال , كل ورقة ٍ تحكي لنا قصة

انفصالها عم الأم ورحيلها الأزلي .

آيتها الآوراق خذيني ...

  إلى الرحيل ......

  إلى آبديتي الخالدة ...

  ضميني بين حفيف رفقاك ِ ....

  وأخبريهم عن حكايتي ....

  قولي لهم إني راحل ٌ معهم ....

  آيتها الآوراق لوّني أحلامي ...

  لونيها أصفرا ً .... أحمراً

  ارفعيني إلى السماء .....

  لآرى ماهية وجودي .....

  واسمعيني رنين رحيللك ِ ...

  آيتها الآوراق غني .....                         

  أغانيك ِ .....

  اصمتي ....

  اصرخي ....

  وقف ِ وجه الريح ِ ....

  لاتستسلمي .....

  وإن رحلتي .....

  أخبري أحبائي عني ...

  قولي لهم .......

  إني انتظرهم ....

  سأظل على العهد ....

 آيتها الآوراق اعيديني طفلا ً ....                         

  لعلي اجد أشلائي ......

 فإني باحث ٌ منذ الأزل ِ .....

 عن براءتي الضائعة .......

 - عندما يأتي الخريف نتذكر أياما ً خلت َ متجذ َّرة في ذاكرتنا , تستعيد نفسها 

عندما تندمج آرواحنا مع ألوان الخريف , فنغدو آوراقا ً تطير مع الريح وتحط رحالها 

في جنة الخلد , نغدو آوراقا ً تتطاير وتتموج مثل أسراب الحمام التي مالبثت أن خرجت 

من الفردوس. الحياة مثل آوراق الخريف لابد أن يأتي يوم وتنتهي , ولكن ليست كل 

النهايات متشابهة , بعض الآوراق ترحل قبل آوانها , بعضها ترحل بتآني وسلام مع 

أولى تباشير هبوب الرياح وبعضها تبقى في مكانها راقدة تنتظر فرصة ً للحياة.

الآرواح أيضا ً تشبه آوراق الخريف , فكل روح ٍ هي تللك الورقة التي يحين أجلها 

وتبدأ بالرحيل , ولكن قبل ذلك تترك آثارها على جدار الزمن كاتبة ً بأحرف ٍ من نور 

دروسا ً للخلود والفناء , تاركة ً صداها يتردد كلما أحست بالحنين إلى مرقدها .

وفي صباحات الخريف الندية تلتئم جروح الآرواح وتنتعش من جديد باعثة ً قطرات 

الندى في كل اتجاه من اتجاهات الحياة. ويأتي المطر ليلوّن الحياة بألوان ٍ إلهية ٍ 

وترسم أجمل الذكريات للآوراق الراحلة وتشعل شموعا ً ذهبية ً إيذانا ً لمغادرة المراقد 

إلى الخلود.                                                        

                            

 آيها المطر .....

 انهمر ....

 انعش آرواحنا ....

 لوّن ........

 وارسم بلون السماء والبحر ....

 لوحات ٍِ من حنين ......

 ياقطرة المطر .....

 لامسي الأفئدة الحزينة .....

 العاشقة المتألمة ......

 الراحلة الخالدة ......

 رطبي عيونا ً جفت ....

 دموعا ً سالت .....

 وأنشدي آناشيد الجنة .....

 لعلنا نحي ّ من جديد .....

 يامطرا ً .......

 ضم آرواحا ً تائهة ً .....

 بين قطراتك َ .......

 لفاها بحب ٍ من حرير .....

 بورود ٍ من النعيم ......

 ادفنها في الصميم .....

 واكتبها بلغة ٍ من آنين .....                             

 

تيريج عفرين / أكرم خورشيد 28 / 10 / 2007

================

 

    

 تأملات ٌ في الواقع 

 

في كل لحظة ٍ نحلم ونتأمل ونصّور لأنفسنا ابهى الصور ونتعلق بها , في كل لحظة ٍ نرى أنفسنا ملوكا ً على عروش , ورود ً في بساتين , حبوب الارز المتناثر على اكتاف الازواج , سنابل القمح الذهبية في حقول الصيف الحارّة . لبرهة ً تتبدد كل احلامنا وامالنا وتتناثر صورنا الجميلة وتغدو اكياساً فارغة تطير مع الهواء , لبرهةًٍ ننسى انفسنا وشمسنا وحتى أسماءنا . لحظات ٌ في حياتنا تمر وآخرى تتوقف وآخرى تسير ببطئ ولكن يبقى المهم إننا نعيش , ليس المهم كيف نعيش , فستصبح القاعدة العامة التي نرددها دوماً (المهم إننا نعيش وليش المهم كيف نعيش ) . إذا نظرنا إلى الحياة مليا ً وتفحّصنا بدقة ٍ تفاصيلها المعقدة فإننا سنراها سخرية ً ولعبةً ً مفبركة , فالحياة سخرية بيد القدر كيفما آراد حركها وكلما وقعت مصيبة لأحد يقولون إن قدره هكذا.

إذا ً من المسؤول هنا عن تقرير المصير , هل هو القدر أم نحن؟ إلى أي درجة ٍ نستسلم لواقعنا ونرضخ له ؟ هل نحن مسّيرون أم مخّيرون ؟ وإذا كنا مسيّرون , فمن الذي يسيّرنا وإذا كنا مخيّرون , فمن الذي يُعد لنا الخيارات ؟

لم يتبادر إلى ذهني بأني سأسأل هكذا أسئلة معقدة في حياتي ولكن أحيانا ً الواقع والأفكار المحيطة بنا كلها عوامل تقودنا إلى الاستفسار عن ماهية الحياة , القدر والموت والسؤال عن كل ما هو غريب وملفت للنظر في كوننا .

في حياتنا اليومية تمر علينا صنوف ٌ مختلفة ٌ من الآراء والأفكار التي تستدعي التوقف عندها والنظر في اسبابها وعوامل تكوينها وإيجاد الطرق الكفيلة لحل المشاكل والصعوبات التي تعترض سبيل التقدم والتطور . الواضح إننا أحيانا ً كثيرة لا نفهم أشياء تحدث معنا يوميا ً حتى لا نستطيع إيجاد سبب لحدوثها . لكن كل ما هو المهم في حياة البشر أو ربما نسبة كبيرة منهم مهتمين بتوفيرالمال باعتباره العامل المحرك الاساسي الذي يوفر الرفاهية والعيش المترف والبذخ وباعتباره أيضاً هو الذي يقرر من هو الصالح ومن هو العكس , إذا ً كل ما يهم ثلاثة أرباع البشر هو المال , المال فقط هو النجاة , هو السبيل الوحيد للخلاص من الظلم والعذاب والقهر والحرمان , ولكن هناك أشياء مهمة أكثر من المال في حياتنا وللأسف ليس كل بشري ٍِ يدرك معنى الفكر واهميتيه كعامل حساس في توفير حياة ٍ سعيدة ٍ راقية ٍ مليئة بالروعة والجمال .

الأفكار هي التي تجلب كل شيء حتى إنها تجلب المال ولكن ليست كل الأفكار صالحة , فبعضها تكون مفيدة وجديرة بالاهتمام والمناقشة وبعضها فقط تكون عباراة عن كلمات ٍ مزركشة ملونةٍ بألوان الزيف واللغط , إذا راقبت حياة الناس اليومية تراهم منهمكين في العمل , العمل ثم العمل باعتباره الموفر الرئيسي لما اسميه انا (المصلحة الذاتية لكل فرد) . إذا ً الحياة مفاهيم , قواعد , أسس عامة, مبادئ لا يمكن تجاهلها ودروس ٌ في الأمل واليأس . كل فرد ٍ في المجتمع ينظر إلى الحياة من منظوره الخاص ويرسم لنفسه مستقبلا ,ً ربما يتحقق وربما لا . فنحن نضع الخطط التي نريدها ولكن المستقبل ليس كفيلا ً بتنفيذ كل ما خططنا له لأن الوقائع تفرض نفسها بدون أن تسألنا وتأتينا بأحداث ٍ ربما لم نتوقعها في يوم ٍ من الأيام وهكذا هو كل شيء مجهول حتى يأتي يومه ونراه على حقيقته .   

 

                                                                                                               أكرم خورشيد - جنديرس

 

20 / 8 / 2007

========

  

          حزن ٌ في دمي  

            

                                  -   أحياناً كثيرة آرى أن نهايتي قد اقتربت وأنني على وشك أن أنهي لحظات ٍ من

                                      حياة ٍ أشبه بالجحيم , أحياناً كثيرة آرى نفسي قد انتحرت , انهت نفسها

                                      وأصبحت في طي النسيان . كل شيء يسمى حياة هي لعبة ٌ في يد القدر

                                      القدر الذي يحركنا كيفما شاء وبالإتجاه الذي يريد . ربما حياتنا هو قدرنا

                                      (كل حياة ٍ محددة بقدرها). يالها من حياةٍ تعيسة ٍ تلعب بنا, تجعل منا أسياد

                                       تعاسة ٍ وشقاء.

 

                                                                                               

                                                          تبا ً يا حزن !!!!!

                                                          انظر ما فعلت بنا

                                                        جعلتنا أكفانا ً للموتى

                                                         سحقتنا .... دمرتنا

                                                          حطمت أفراحنا

                                                      صنعت منا تماثيل للذكرى

                            

                                                         يا حزن اسمع

                                                           بكاء قلوبنا

                                                          آهات أفكارنا

 

                                                      كفااااااااااك يا حزن

                                                         اعتقني

                                                       اخرج مني

                                                    دعني : آرى وجهي

                                                   أسمع صوت الريح

                                                        أنام في الظل

                                                     اللعنة يا حزن !!

                                                        ابتعد عني

                                                      فإنني سئمتك

                                                     مللت تعابيرك

                                                    تعبت من نظراتك

 

                                                        يا حزن 

                                                        أرجوك

                                                    إما أحييّني

                                                      أو أمِتني  

                                                      كفاك لعبا ً

                                                       بأحلامي

                                                         بآمالي

                      

                                                          تعبت

                                                     وتعب قلمي

                                                  انظر إلي ياحزن

                                                      أتعرفني ؟؟؟

                                                     بالطبع نعم

                                                      فمن أنا

                                                   أنا من دمرته

                                                من جرحته في العمق

                                                وهل يخفى المجروح ؟؟

 

أكرم خورشيد / 23 / 6 / 2007

=================

========

 

أنتِ الحياة

 

                                             -1- 

                              

                                في كل لحظةٍ  .......

                                آراها في دمي .......

                                        في أقلامي ....

                                        في صوري .....

 

                                هي كل دقائقي .....

                                     كل آمالي .......

                                     كل ورودي ......

 

                                 أناديها ............

                                 أنا أنت ِ ..........

                                 أنت ِ أنا ..........

                                 وكلينا قلبٌ .......

                                 ينبض للحياة .....

 

                                            - 2-

                      

                                 يابسمة عمري ......

                                اهمسي فيني .........

                                أصنعي مني ربيعا ً......

                                اجعليني طائراً بين النجوم .....

                                وقولي لي : لن أنساك ......

                                لن تكون إلا كل شيء جميل ....

                                 

                                 قولي :أنت حلمٌ في قلبي .........

                                 قولي ...... وقولي : أنت حبيبي ......

                                 فأنت ِ الحياة كلُها .......

 

اكرم خورشيد 28 / 5 / 2007

================

 

 

 

سنرحل ذات يوم  

 

                         يودعنا الليل ...

                        بصفـــــــــاءه ....

                        بسواد ثوبه .....                   

                       وتشرق شمس ٌ من بعيد ....

                        لتريــــــــنا  ....

                        اكاذيبنا ....

                       داخلنا .....

                       حبنا المجنون !!!!

                       ولتخبرنــــــا  ...

                       بأ شجاننا ......

                       بأسماءنا الضائعة ....

                       **************

                       يأتي النهار .....

                       ليصنع لنا أملا ً ...

                       ليجعلنا تائهين .....

                       عشاق ليل ٍ ......

                       وسكارى .......

                      ليبلل قلوبنا .....

                      لينهي احلاما ً رائعات ٍ ....

                      ويسرق منا عشقنا .....

                      فنغدو عميا نـــــا ً ....

                      نسير نحو الموت .....

                     وتنهمر علينا أكاليلُ ورد ٍ ...

                     فوق روؤسنا ......

                     تطير حمائم بيضٌ ....

                     لتروي للشمس ......

                     قصصنا ....

                     بكاء نـــــا .....

                     وسخافاتنا البريئة .....

                    **************

                    وداعـــــــــا ً يا ليل ......

                     لاتحـــزن ........

                    فإننا قادمون ......

                    لن نرحل .....

                    بل سنرحل ....

                   سنلعن كل ذكرياتنا ....

                   سنسحق قلوبنا ......

                   سنكبل اقدامنا .....

                   نكتم افواهنا .......

                   وسنضع قطنا ً في آذاننا ...

                  ***************

                   انظر الينا ياليل .....

                   سترانا موتى !!!!

                   محمولين على اكتاف العشاق ....

                   وهناك في المدى ....

                   يتلون علينا صلوات ٍ ...

                   يتلون .... ويتلون .....

                   لكن  ....

                  هل عسانا نرجع ؟؟؟؟؟؟؟

                   ***************

                   آآآآآآآآآآهٍ يا ليل !!!!

                   كم كنا تائهين .....

                  ولكن الآن .....

                  لاآحد ينادينا ....

                  كلهم رحلوا ....

                  غـــابوا ......

                  اختفوا ....

                 ونحن ماذا ؟؟؟؟

                 رحلنا ايضا ً ....

                 تركنا ايامنا ....

                ذكريات حبنا .....

                تعاساتنـــا .....

                واصبحنا أسرِّة ...

                ينام عليها أشباح ٌ ....

                ****************

                يا ليل .. أين انت ؟؟

               أين سوادك العظيم ؟؟؟؟

              أين لحنك البديع ؟؟؟؟؟

          

              آآآآآآآآهٍ يا لـــــيل !!!

             اليوم غدوت سيداً ...

             لكن اتعرف أين ؟؟؟

             في القبور ....

             أكلم الموتى .....

             لكن لا آحد يسمعني ....

            في الزحام أنادي ....

             لا آحــــــــــد .....

             صامتوووووون ....

             راقدوووووون ......

            *************

             يا ليل لما رحلت ؟؟

            هل تركتنا لحزننا ؟

             ولمــــــــــا ؟

            وقت رحلت ...

            رحلت أنـــــا ...........

            تاركا ً كل أمالي ....

            كلـــــــماتي ....

           واقــــلامي .....

 

             كلُ يوم جديد هو أملٌ جديد ... ومع إشراقة كل شمس هناك حياة جديدة.

أكرم خورشيد 26 / 2 / 2007

===============

الإحباط شعورٌ أم واقع؟

 عندما يصاب المرء بالإحباط فإنه يلجأ إلى عدة أساليب و طرق ليواسي نفسه أو لنقل

(ليرّفه عن نفسه). دائما ً يكون المحبَط غامضاً , كتوماً,  قليل الاحتكاك, قليل الكلام,

قليل الطعام و لكن كثير التفكير , يفكر دائماً بما هو قادم , وكلما فكر في حالته ازداد

احباطه وبالتالي اقترابه من اليأس. وعندما يحاول أن يتطلع إلى الامام ويتفاءل , يجد

كل الابواب مغلقة في وجهه. ولكن كما يقولون دائماً يكون هناك بصيص أمل نتطلع

منه إلى مستقبل ٍ زاهر . ربما قدر المرء أن يعيش محبطاً و يائساً ولكن هل قدره ايضاً

أن يموت بلا أمل , فهذا هو المستحيل بعينه. كل إنسان له مشاكله , تفكيره, شخصيته,

ميوله وطرق تعامله مع الآخرين, أي أن الانسان له خصوصية معينة لايعلمه إلا هو

وخالقه. ربما تكون ايديولوجية الحياة والموت هكذا (أي أن يعيش المرء ما هو مكتوب

له بحلوه ومره), ولكن نتساءل دائماً هل هناك راحة ٌ ابدية سواء في الحياة أو الآخِرة؟

هذا مالانعلمه ولكن مانعلمه هو أن الظروف المحيطة بنا هي التي تصنع الراحة الابدية.

إن راحة المرء تكمن في صفاء روحه ونفسه وعلى العكس تماماً كما يعتقد الناس أنه

إذا كان الجسد (أي الصحة) بخير فعندئذٍ كل شيء يصبح سهلاً في الوقت الذي يكون

هناك شيء أكثر أهمية من ذلك. اعتقد أن الراحة الداخلية للمرء هو اهم شيء في

حياتنا , فإذا جلس المرء في إحدى ليالي العمر وشعر بلحظة صفاء , بشيء جميل

مختلف يدغدغ حواسه , ففي ذلك الحين يمكننا القول ان الإنسان نال فعلاً راحته الابدية

فإذا تلفتنا  وشاهدنا فنجد أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء لراحة الإنسان ومع

ذلك نجد أن الإنسان ليس مرتاحاً أو ربما ليس مقتنعاً بالذي أوهبه الله . في كل مصيبة

يشعر المرء بأنه مستقصد سواء من الخالق أو العباد ولكن الحقيقة تقول أن القدر هو

الذي يرسم له ملامح حياته. عندما يولد الإنسان ويخرج للحياة بمصاعبها , بمشقاتها

ومشاكلها فإن قدره يكون قد انتهى من صياغة طريقة حياته( أي ان القدر يصنع حياة

المرء) وفكرة آخرى تقول بأن الإنسان هو المسؤول الاول والاخير عن تقرير مصيره

وإرادته, هذا صحيح ولكن حتى في ذلك يتدخل القدر. كلٌ منا له أحاسيسه ومشاعره

فعندما يحبَط المرء , فإن هذه الاحاسيس تقوده باتجاهٍ لايعرفه هو نفسه , ولكن كل

الذي يعرفه أنه متجه إلى الشواذ , يفعل أي شيء يجعله ينسى مثل( شرب الخمر,

مغادرة المنزل, عدم التكلم مع الآخرين, إغلاق هاتفه, السهر في آماكن اللهو .... الخ)

كل هذه العوامل تقوده إلى العزلة , الانغلاق والتقوقع داخل مملكته المحبطة. كل امرؤ

يبحث عن راحته, عن لحظة هدوء في حياته ولكن هل يجد أيا ً منهما ؟ هذا ما هو

المهم في حياتنا وعكس الذين يفكرون بأن الراحة والهدوء يكمنان في المال , صحيح

المال مهم لكنه ليس بأهميتهما (الراحة والهدوء). وعندما ينتظر حبيبٌ حبيبته ليقول

لها كلمة ً اغلبنا يفتقده , تأتي لتخبره بأن كل شيء انتهى ,احترق ,انكسر وكل شيء

زال بكلمة الفراق مع أن الذي بينهما أكبر بكثير من ذلك . وتبقى النتيجة قاسية وصعبة

على كليهما . الحب كلمة تقال ولكن قلة يدركونه ويحسونه. فكم صعبٌ ومؤسف ٌ

ومحبِط ٌ فراق حبيبين افترقا فرقة مؤلمة. واخيراً ما اود قوله أن الاحباط له تأثيره

الكبير على العلاقات الاجتماعية ,الاسرية والعامة وله نتائج وخيمة قد لانعلمها كلها

إلا وقت حدوثها . ويبقى المهم ان نواجه لا أن نستسلم وأن نصنع قدرنا بأنفسنا لا أن

يصنعنا هو.  

 

أكرم خورشيد 24 / 1 / 2007

======================

 كلماتٌ في الظلام

                                              -1-

                                  في ليلة ٍ ظلماء .....

                           وعندما تصحو القمر من سباتها....

                                وتغني أغنية الحياة.....

                                أغنية النور والظلام .....

                                وتبث فينا روحها ......

                                فيغدو كل شارع ٍ عرسا ً.......

 

                               وعندما يكتمل البدر .......

                               تكتمل أحلامنا الوردية ........

                                آمالنا القديمة ...........

                               وتنكشف أسرارنا .......

                                        براءتنا ......

                                       حلالنا  .......

                                       حرامنا .......

                                       جمالنا  .......

                                      يأسنا  .......

                               وحبنا المفقود .......

 

                                          - 2-  

                            

                              يأتي نهارنا بشمسه .....

                              لينفض عنا بؤسنا .....

                             ويأخذنا إلى المستحيل !!!!

                             إلى فضاءات ٍ ملونة ٍ ........

                             إلى فوضى الحياة  ............

                             يرينا صفحاتٍ مزركشة ......

                            يكشف لنا خبايا العمر ........

                            يعلمنا كلمات في الحب والحنان ......

                            ويسيّرنا إلى الخلود .......

                                       إلى الجمال ....

                                       إلى العطاء .....

                            يجعلنا عاشقين إلى الابد .....

                       يبني لنا أسواراً من الورد والشوك.....

                       يسمِعُنا لحناً برتقالياً .........

                       ويمـــدّنا بروح ٍ من خيوطه .....

                       ثم يرحل بتآني  ..........

                       لكنه يأتي من جديد ........

                       ويصنع لنا أحلاماً ....

                       أمجاداً من ورق ......

                      

                       وبعد كل ذلك ........

                       يقودنا للجنون .......

                       يوقِظنا حينا ً .........

                       يُسكِرُنا حينا ً ......

                       يلعب لعبته الماكرة .....

                       يلبسنا حزناً .....

                       وتغدو عقولنا .....

                                افكارنا ...

                                لحظاتنا البيضاء .....

                               ساعات همنا .....

                               وتفاهاتنا ............

                       كلها تغدو برتقالة ً سوداء ......

 

                     وفجأة ً!!!!!!!!!!!

                     يسحب نفسه من دقائقنا .......

                    يسرق منا افراحنا ...........

                    يتركنا مع آلالامنا .........

                                 اتراحنا .......

                       وذكرياتنا المنسية ......

 

                  ثم ...........

                  يرحل رحيل الغرباء .........

 

أكرم خورشيد – جنديرس

2 / 1 / 2007

 krm_khorshid@yahoo.com

 

 

 ســــــــــــــــميتك

                           -1-

سميتك حزينة المـــساء  ........

أوتدرين لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

لأن عيناك لا تد معان إلا في المساء ........

وفي أي مـــــــــــــــساء ٍ .................

مـــــــساءٌ فيه الريح هــــائج ٌ ..........

يغني لنا أغنية العبث .....................

العبث بكل شيء ٍ جميل .................

بالشجر ....... والماء ........ و المطر ...... و

شعرُكِ الجميل .....................

فتغدين موجا ً هائجا ً ..... ثائرا ً...... ينادي

أنقذوني : أنا الملكة  ........ أنا الحسناء

أنا الخير الذي هلَّ من بعيد ..............

أنا الحب الذي بدأ من جديد ...................

أنقذوني ..................

أنا : زهرة الربيع الملونة .............

      أنشودة الثلج المنهمر .............

      اوراق الخريف المبعثر................

     سماء الصيف الصافية .................

     جوهرة الليل السوداء ....................

أنا أقحوانة على اوراقها كتب الزمان : حاء... زاي .... نون ٌ ....

أنقذوني من الهلع ..... من الحر ..... من المطر .... ومن الضجر .....

الريح له أغـــــــــــــــــنية ....................

أمـــــا أنتِ فللك ِ مساؤك الحزين ................

لك ســـــــــــــــــــــواد الليل .................

لك الليــــــــــل بأكمله ......................

بل لك العمــــــر بأكمله .....................

 

سميتك أنشودة اللــــــــــيـــــــل ...... قند يل الزيت .......

آميرة النجوم ...................

آميرة الاقدار .....................

سيدة الكون ..................

لا آدري ما اسميك بعــــــــــــد .................

 

                             -2-

سميتك نورا ً ..................

لأنـــــــك قمر ٌ .............

تنيرين الدروب .................

دروب الضآلين ......... الساهرين ..... المحبين

الذين يمشون على هدى نورك الوهاج .................

 

سميتك الحـــــــــــــرّة ..............

لأنك تتكلمين و ثغرك ِ باسم ٌ ........

ورأسك ِ مرفوعا ً .........

وقامتك بهية ٌ ...........

وقدماك متجذرةٌ في الارض ............

ووجهك يشع ألقا ً و تمييزا ............

وعيناكِ تلمعان كوهج البرق في الأفق ............

كيف لا و أنت ِ الحــــــــــــــــــــرّة ..........

بــــــــــــلمح البصر تفهمين ..............

و إلى مدى النظر تدركين .................

 

سميتك البائــــــــــــــــــــــــــسة .......

لأنك تتمنين و تتمنين .................

ولكن الرّب يراك من بعيــــــــــــــــــــــــــــــد ............

يراك في ثوبكِ الأسود ...................

تصرخين ...... تبكين ....... تصمتين ..........

ثم تأملين من جديد ..............

للحظةٍ تقولين : لماذا أيها الرّب .............

لمــــــــــــاذا البؤس .............

فالحياة ُ أمــــــــــــــل ٌ ............

ومن لا أمل له ...... فليسحق نفسه .......

فلينصرف و يلعن نفسه ............

فليكشف كل أسراره ....... كل أوراقه ...............

فليحطم  كل  آمـــــــــاله ........ و احلامه .................

لعـــــل الرّب يمجّده  ................

تحفة ً بائسة ً نادرة ً في متحف المـــــــــوت ............

 

سميتك الحزن .... النار ...... المطر ..... الالم ..... والجرح.....

سميتك النور ..... الليل ...... و القمر ...............

سميتك الحــــرّة ....... و البهية ..........

سميتك البائسة .......... و المتأملة .........

 

 

لقد سميتك كل شيء ٍ يا حــــــلوتي ..........

ولكنك ستبقين ................

ولن تكوني إلا .............

حـــــــــــــزينة المــــــــــــــــــــــساء ............

 

أكرم خورشيد - جنديرس - 12/8/2006

======================

 

يا سيدتي !

             

                                        -1-

                   دعيني يا سيدتي أعبّر لـــــــــك  .......

                   أعبّر لـــــك عن ما أنا فيه   ...........

                   و ما الذي أنا فيه   .............

                  أنا في حيرةٍ من أمري .........

                  هل أنتِ وردة ٌ ملكية ..........

                  أم سوسنة ٌ بنفسجية ..........

                  أو يا هل ترى أتكونين عطوراً فرنسية ......

                  تسألت كثيراً ولكنني ما وجدت ما أنصفك به......

                                       -2-

 

                   عندما لاقت عيناي عيناها ............

                  كل شيءٍ في جسدي بدأ يزغرد .........  

                  أقتربت مني وفي عينيها دموعٌ وآلام ......

                  رفعت نظارتها و ابتسمت ............

                  فقلت: آهٍ آه ! أين ذاك الزمان المخملي .........

                  حيث كنا نغني للقمر  آغانٍ أبدية ............

                  و على ضوءها كنا نأمل ...... ونحلم .... و نعشق ...

                  آهٍ يا سيدتي أين ذاك الزمان ........

                  حيث كنا نبعثر آلامنا و حزننا ..........

                  و نلملم بقايا أحلامنا الجميلة  ...........

                  و نكسر قيوداً عنوانها جرحُ و تعاسة .........

                  لقد مضى و لن يعود  أبـــــــــــــداً ...........

 

                                   - 3-

                آهٍ يا سيدتي  لو تعرفين  .............

             أي شيئاً تفعلين  ..............

             لقد حطمت جسور شرايني ...........

             و مزقت فؤادي المجروح تمزيقاً .........

             وربطت كل أوصال لساني  المعقود  ............

             آهٍ يا سيدتي لو تدركين ...............

             أهو حلم ٌ أم يقين  ................. 

             ادركت أن المسألة تحتاج إلى تبيين .........

             آهٍ يا سيدتي لو تدرين ...............

             كم أنا مجنون اليوم  ..........

             كم أنا مسحورٌ اليوم ..........

             كم أنا مسرورٌ اليوم ..........

             آهٍ يا سيدتي لو تعرفين ...................

 

                         -4-

      تحدثني بهمساتٍ دافئة .......

     وتشير لي بأصابعها المنمقة الجميلة .......

     تصرخ حيناً ...... وتهدأ حيناً .....

     وأخيراً تطلق صرخة ً قائلة :

     أنــــــا الحزن ..... والحزن أنــــــــا ......

     آهـــــــات ٌ تخرج من أعماقها البعيدة .......

     تمشي وفي عينيها حزن ٌ وألم ٌ و دموعٌ لانهاية لها.....

     دموع ٌ ملكية ٌ....... على وجنتيها تسيل .........

     وفي دمها آمرأة تستغيــــــث ..........

     تستغيث من لعنة الساعة ...........

     حزنت و بكت ......... بكت و ضحكت .....

     فقلت : أي شعور ٍ تشعرين .............

     قالت: آلم ٌ و حزن ٌ و شقاء ٌ و تعاسة ٌ و ...........

 

                              -5 –

  غرُب شمسها  ........... و أشرق  من جديد .......

  أصفرّ ...... وأحمرّ ........ وغاب من جديد ............

  ربيع عمرها ثمانية ٌ و عشرون عــــاماً ............

  ربيع أوشك أن ينتهي ....................

  لقد مضى ربيعها بلا ورود ٍ ..... بلا فراشاتٍ ......

  ولا حتى من دون قطرة ندى .........

  آهٍ يا سيدتي كم تعانين ............

  و كم سأعاني أنــــــــــــــــــــا .........

  سأنساك وسأضعك قرنفلة ً يابسة ً....

 بين دفاتري أشعاري ..............

 وأهمس لفؤادي ..................

 مت أيها اللعين ..................

 ذهبت وأخذت أحلامي كلها ..............

 

غــــــــــــــُرب شمسها  ......... و أشرق مرة ً آخرى ....

ومن  ثم غــــــــــــــــــرُ ب إلى  الآبــــــــــــــــد ............

 

أكرم خورشيد - جنديرس - 18/7/2006

 

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية