(( مفردات لا تكتمل ))

مصطو الياس الدنايي / شنكال

 

في لحظاتَ فراغي و شرودي

أفكّــــــــــر بكلمات جديدة ،،،

بخواطر حديثة ، لم أؤلفـــــــها

و لـــــم أكتبها عنكِ مــــن قبل

سَــــــأفكّر و أرتّــــب الجُمَل ،

ماذا يا ترى ، ماذا أقــــدّم لكِ ،

ماذا تستحقين من جُمَلٍ جديدة ؟

*******************

مترددٌ كثيراً ،،،،، خائــــــفٌ

أن لا أعطيكِ ما تستحقيــــــن  

فأنتِ بكلَّ يومٍ جديدٍ يأتــــي ..

تُبديــــنَ أجملُ من البارحـــــة  

و كل لحظة أراكِ عشقاً آخراً

يدخل أعمـــــاق أعماقــــي ..

يجعلنـــــــي أخاف .. أبحث ،

و يأخذنـــــي القلق حتى أفتش

عن طريقة أخـــرى .. تختلف

عَمَّا تعودتِّ عليها برؤيتــــــي

*******************

بعض الأحيــــان .. أبتعد عنكِ

و عندها أحــــسّ و أرانــــــــي

أعيــــــشُ كذبتــــــــــي الكبيرة

فأنا ، بلحظة غروري و دلالي

أكون ضعيفـــــاً جداً ، مهزوزاً

أراقب طيفك قد يمرّ من أمامي

أو فوقــــي .. مثل نسمة ريـــح

أو غيمة مطر ....................

أشـــــــعر أن كلَّ مَنْ حولـــــي

يتهامسُـــــــــون باسمك ...... !

*******************

و أحيانـــــــاً أخرى أشـــــــــعر

بالملل و التعب و عندهـــــــا ..

لا أجد نبضٌ للحياة من حولــي

كُــــلّ المواضيـــــع تتوقَــف ،

و كُلّ القصــــــص تنتهــــــــي

عجيــــــــبٌ أمـــرُ حُبَّكِ هــذا ،

و أعجـــــب منـــــه أنـــــــــتِ

بَلْ الأعجـــــبُ منكــــــــــما ..

أنــــا و أفكاري و عواطفي !!!

مصطو الياس الدنايي / سنونى
11 / 4 / 2009


========

 

(( حكايتي مع الياسمين ))

مصطو الياس الدنايي / شنكال

 

القصة لم تكتمل بعد
و ما زالت تنقصها المفردات
أنا .. راضٍ بِدوري
و أقتمسه بأحسن حال
فَحنيني يزداد أكثر فأكثر
لو قرأتي ما أنا مُلزَمٌ به
سَتجدينني مشتاق ...
مشتاق أنا و الشوق يعصرني
و عطر الياسمين و طمعي
في شرب ماءه ..
يأسرانني .. يغلبانني
يستغلانني .. يجعلانني
اقطع المسافات ، مستبداً
أحاول احتلال ما ليس لي
*********************
ما زالت القصة لم تكتمل
و ما زالت البطلة مترددة
في اختيار الدور أو رفضه
أما أنا ، فَحنيني يزداد أكثر
و شوقي للياسمين و عطره
يضيعني .. يقتلني ..
يفاجئني بالتأمل إليه
و يجعلني حالماً باللاوجود
*********************
ما أعظم جنوني ..
و يا غرابة أدواري و قصصي
ما أنا و طمعي في الياسمين ؟
فأنا شنكال الفقيرة ..
و أنا صوت حجارتها
و أنين أمهات أبنائها
فقرها .. بؤسها .. حيرتها
كم هي المسافة شاسعة
بيني و بين الياسمين !!!
إذاً ......................
القصة تدور حول نفسها
ليس هناك من نهاية لها
و خاتمتها سَتبقى في بدايتها

مصطو الياس الدنايي / سنونى
15 / 12 / 2008
========

 

رسالة إلى الأميرة
مصطو الياس الدنايي / شنكال

 

أحس بالحاجة إليكِ
رغم جبروتي ....
رغم طغياني .....
رغم أنانيتي .....
أحسُّ بضعفي
عندما أفكر فيكِ ..
أ كانت صدفة
أم كانت لحظة
أم أنني عاشقٌ
أم بتُّ محترفاً
بصناعة العشقِ !
**************
أفكر بإختراق حصنك
و المرور إلى قصرك
أشعر بالتعب .........
من لقب فارس المدينة
كُلُّ همِّي الوصول
إلى هناك ، حيث تكونين
طالما بحثتُ أنا ،،،،،
و طالما أخبرتكِ ببحثي
لأول مرة
أفتش عن الكلمات
أول مرة
اتلعثم عند الكتابة
**************
سأدع كلّ واجباتي جانباً
و أفكّرُ بمفردةٍ واحدة
فارسٌ ...............
بقلاع الأميرة
و حامي بلاطها الشخصي
رسالة فكرت بها كثيراً
قد لا أجد غايتي ..
فَصعبٌ .. صعبٌ
صعبٌ الوصول إليكِ
لكنني حالم بفروسيتي
و لستُ أتراجع بسهولة
لعلك تثقين بإمتيازاتي
و تقتنعين بحالتي
فأنا .. حالة فريدة
أعشق دائماً .......
أبحث دائماً ........
لأن مَنْ ابحث عنها
هي الأميرة .......
و لَعلَّكِ ............... ؟
 


12 / 10 / 2008

 

( كبرياء )


  بعد أن أتّم كتابة بطاقات الدعوة إلى الحفلة تذكّر أنّه نسـي بطاقة دعوة لشخص عزيز لم يبعثها ، و لكن يبدو و أنّه كان مقصوداً بالتناسي .. فقد حاول الإمساك ببطاقة دعوة فارغة من الاسم ( و لأكثر من مرّة) ليكتب أسم صديقته عليها ، يدعوَها إلى الحفلة ، و لكنّه كلّما كتب أسمها على البطاقة .. عاد و مزّقها متمتما ( لا أريدها أن تأتي .. لا أريد أن أراها ) .
رقص الحاضرون في الحفلة .. ( شربوا و ضحكوا ) ، لكنه كان بعيدا عن جو الحفلة ، كان تائهاً ، شارداً يمعّن نظره بين الحــاضــرين .. لعلّها أتت من غير دعوة ، لكن دون جدوى .....!؟
كان يظّن مع نفسه أنّها لا تستطيع الفُراق عنه ، و خاصةً فـي تلك الحفلة ، و أحياناً كان يتابع الحاضرين و كيف هم مرتاحون و كلٌّ منهم مع صاحبتهِ إلا هو .
حاولت إحدى الفتيات الموجودات في الحفلة جلب انتباههِ ، و التعامل معه .. لكنّه كان بعيداً عمّا يجري في الحفلة لعدم حضورها ، لقد كان في حالة و كأنّه ليس موجوداً بين الحاضرين !!؟؟؟
انتهت الحفلة ... و كلٌّ ذهب إلى بيته ، لكنّه أخذ يتأمّل الجبل و يسأل نفسه .. ما هذا الكبرياء ؟
كان من المفروض أن أدعوّها إلى الحفلة ، فهي تستحق الفرح ، رغم كل ما جرى لي بسببها ؟؟ ( هكذا كان يحدّث نفسه و يلومها )
لم يتذكّر من الحفلة سوى إحدى المواويل الكوردية لأحد الفنانين المشاركين في الحفلة .. أخذ يردّد بعض المقاطع منها ( لى لى .. كولى مةحرومى .. جيايى بلنده .. ئةز  ته  نابينم ) .....
تُرى .. هل أنّها واقفةٌ فعلاً تنـــتظرني وراء الجبل ( هكذا كان يُوهِم نفسه ) ، و بذات الوقت ، فأنّ كبريائه كان مصممّاً على جعله يُفكّر بتركها نهائياً لأنّها فــي وقــت ما جــرحـــته كـــثيراً ........

مصطو الياس الدنايي / خانه سور/ تيريج عفرين 3 / 8 / 2008

 

===================

 

(( عندما تُقتَل الأحلام ))

مصطو الياس الدنايي

 

 أذوب حبًّ و هوى في لحظاتي

تعيدنـــي القصة ألــــف مرة ..

لتلك النظـــــرات و المواعيـــد

حلمــــتُ كثيراً .. تخيلتُ كثيـراً

بنيتُ مســــــاكن و حدائـــــــق

نثرتُ الــــورود و الأزهـــــــار

حَلَّقــــــتُ إلـــــى النجـــــــــوم

تحدَّثـتُ لهـا عنِّــك و عنّــــــي

أصبحَـــــــت الدُنيــــا بِرُمتِّـــها

تعرف قصتــــنا و تــعرفنــــي

أبحث و أفتــــــــش عن ذاتــي

و أنتي أيتها الأميرة .. الملكة

ما رأيك بكل هذا ، أين تكونين؟

فالقَمــرُ و النجـــــومُ شـــاهدة

و الأيـــام و الساعات شـاهدة

و هــذه كلمــاتــــي شــاهدة ..

شئــتِ أم أبيــــتِ ، الجميـــــع

سَـــــيشهدون على هروبـــــكِ

و العالـــم سَـــيتوقف بلحظتها

لِيعلـــــن الحاكـــــم حُكمـــــــه

لحظتها ، ستعترفين بما مضى

و عندهـــا سَــــتشعرين بالألمِ

لأنَّـــكِ أذنبتِ بحَقّــي ، و قتلتِ

كُــلّ اللحظـات و الأحـــــلام ...

 تيريج عفرين / مصطو الياس الدنايي / شنكال 27 / 5 / 2008

=========

 

( ليالي الكلمات )

مصطو الياس الدنايي

 

في هذا الليل الطويل

و مسائي الثقيل ..

أتساءل أين تكونين الآن

أظنكِ نائمة دون قلق

تلك عادتكِ منذُ البداية

لم تتعبي نفسكِ أبداً

و لم ترهقيها أبداً..

لو تعرفين العشق مرة

لو تحسّين بعطر الورودِ

    *********

بنومكِ تحرمين نفسكِ

من أشياءً كثيرة يا حبيبتي

استيقظي .. تأملي النجوم

و هذا القمر الجميل

استمعي إلى بعض الموسيقى

و أحنِّ إلى ما كان بيننا

تذكري كيف كنا نستمع

إلى موناميه ، و عازف الليل

أين تكونين يا حبيبتي ..

و بماذا الآن تكونين ؟؟

 

 تيريج عفرين / مصطو الياس الدنايي / شنكال 26 / 4 / 2008

=========

 

(( مرة أخرى يا نسرين ))

مصطو الياس الدنايي

 

بعد كلَ الأعوام و السنين
ها أنتِ تظهرين يا نسرين
ما زالت بسمتك كما كانت
و ما زلتي تناديني كما كنتِ تفعلين
أعرفكِ متلهفة لتلك الهمسات و الحكايا
و الحنين يشدني إلى ما كنا عليه
لكن الحواجز أصبحت كثيرة و ثقيلة
القسمة و النصيب ، أصبح البعاد شاسعا
********************
يا أيتها المدللة .. يا أميرتي
مشتاقٌ أنا مشتاق و الحنينُ يحرقني
سحركِ ما زال كما كان
و تأملكِ نحوي صامتةً تفكرين
هكذا كنتِ دائماً ، فأنا أعرفكِ
و أتذكر كلَّ التفاصــــــــيل ..
*******************
نسرين يا عود الخيزران و عطر الياسمين
ما زلت أتذكركِ جيدا و سأبقى
آآآه  .. ما أشقاني و ما أتعسكِ
تبَّاً للأيام عندما فرّقتنا
و للسنين عندما أعيشها من دونكِ
لكلّ الأسباب مهما كانت
ليتها تعود كما قالوا .. ليتها تعود
نادمٌ أنا كثيرا لأنني ..
لم أعطيكِ ما كُنتِ تستحقين
******************
نسرين قد أصبحتُ كما توقعتِّ
أجمع من فلسفةَ جكر خوين
و أحاسيسَ نزار قباني ..
كي اكتب لأيامنا و عن تلك الأماني
كي أؤلف قصيدة باسمكِ
******************
يا نسرين عدتِّ لكن الفرق طويلٌ
بين أيامنا تلك و هذا اليوم
أراكِ تتأملين كيف كنا نسير
نتحدث عن أحلامنا و بيتنا
الذي قلتيه .. بابه سيكون نحو الشمال
******************
كلَ الأحلام تحققت يا نسرين
و البيت ، أصبحَ كما طلبتي
كل الأمنيات أصبحت يا نسرين
ما زلتُ أبعث إليكِ .. ما زلتُ اشتاق
أمنية واحدة لم تتحقق ..
و حُلُمٌ واحد لن يكون ..
******************
أدعي من الله العودة
أوعديني بأنَّكِ عائدة
و سأراكِ مرة كل عشرةِ سنين
دعيني أشعر بأنــنـــي ..
ما زلت أحيا يا نسرييييييييييييييين

1 / 3 / 2008

فالنتاين بالعراقي

مصطو الياس الدنايي

 

استعدا هو زوجته للاحتفال بعيد الحب ( فالنتاين ) حيث نشروا الأضواء الملونة في أروقة البيت كَعادتهما بكل سنة و هما يعيدان ذكرى حبهما لأول مرة منذ سنوات عندما التقيا صدفة ثم كانت المواعيد فالمشاعر و الحب إلى أن تزوجا و رزقا بالأطفال ، و منذ ذلك الحين يشعرون بلزوم احتفالهما كل سنة بعيد الحب و على طريقتهم الخاصة حيث تزداد في كل سنة عدد الشموع بعدد سنوات معرفتهما ببعضهما ، و لكنهما يقدسان الورود الحمراء و خاصةً الرَوز منها لأنها رمز الحب و الرومانسية .
قال لزوجته .. سأذهب للسوق كي أجلب بعضا من الورود الاصطناعية فَكما تعرفين لم تعد هناك تلك الحدائق التي كنا نشتري منها الورود بهذه المناسبة و لحين رجوعي سأراكِ قد رتبتِّ كل شيء حتى نكمل احتفالنا بهذا اليوم .
حسنا سأكون بانتظار عودتك و لكن أنتبه فَلم تعد الحالة كما كانت في السابق كل لحظة نسمع صوت انفجار جديد ، و كل لحظة نسمع صوت أطلاقات نارية .
برعاية الله سأعود إليكِ بتلك الورود اطمئني سأكون بخير .
كان بعيدا شيئاً ما عن محل بائع الورود الاصطناعية عندما اهتزت المنطقة و تصاعد الدخان و الغبار منها .
شعر بخوفٍ شديد ثم نظر إلى نفسه و تأكد من سلامة جسمه و لكنه رآهم و قد اجتمعوا حول ذلك المحل ، ركض مسرعاُ نحوهم فَشاهد الورود قد تناثرت على الشارع و امتزج اللون الوردي و الأصفر و الأخضر بدماء المتواجدين هناك لحظة الانفجار .. كانت سيارة مفخخة فجروها الإرهابيين عن بُعد .
لقد أرادوا مشاركة المواطنين و صاحب محل الورود فرحة عيد الحب ( فالنتاين ) فأعدّوا تلك السيارة ظنَّاً منهم أن المواطنين سيراجعون ذلك المحل من اجل شراء ورود الرَوز  بالمناسبة فيكون صيدهم سهلا لهذا اليوم .
التفت بين القتلى و الجرحى فرأى صديقه الدائم ( صاحب المحل ) و هو ممدد على الأرض ملطخا بدمائه و هي تسيل من كل أنحاء جسمه و ركض إليه فَحَملَهُ بطريقة ما مسرعا نحو سيارة مدنية طالبا من السائق توجيهه على اقرب وحدة صحية فما زال حياً ، ثم بقي يتابع الموقف إلى أن وصلت القوات الحكومية أمِرةً المتواجدين بموقع الانفجار بالتفرّق خوفا من كمين قد يتبع هذا الانفجار فقد أصبحوا متفننين بطرقهم الإرهابية .
امتثل لأوامر القوات الحكومية و رجع لبيته حتى دخل إليه فما كانت من زوجته إلا أن تصيح بهِ .. ماذا حدث ، ما هذه الدماء التي تغطي ملابسك و جسمك !!!
تفحصَ حالته و ملابسه فَوجدها كما قالت له زوجته .. و أخذ يردُّ عليها قائلاً :
يا حبيبتي هؤلاء الإرهابيين يبدو و أنهم يريدون مشاركتنا نحن العراقيين بكل تفاصيل حياتنا و لا يتركون شأناً صغيرا كان أم كبيراً إلا و يشاركوننا به ، لقد عملوا على تفخيخ سيارة بالقرب من محل ذلك الشخص بائع الورود الاصطناعية من أجل تفجيرها بهذا العيد كي تكون هدية جديدة منهم للعراقيين بمناسبة عيد الحب ( فالنتاين ) و كانت نتيجة حادث الانفجار أرواح بريئة من القتلى و الجرحى في هذا اليوم المقدّس ، و المسكين صاحب المحل رأيته ملطخا بدمائه فَرفعته و توجهتُ به إلى إحدى السيارات المدنية التي تواجدت بالمكان و طلبت من سائقها التوجه به إلى اقرب وحدة صحية بالمنطقة و لا اعرف إن كان لا زال على قيد الحياة أم توفيَّ !!!
يا ليتك لم تذهب يا حبيبي .. كنا سنحتفل من دون الورود الحمراء و الآن ماذا سنفعل ؟
قال لها : دوّنِي هذه المناسبة بدفتر ذكرياتنا و اكتبي فيه كان عيد فالنتاين للعراقيين حسب وجهة نظر الإرهابيين و قد فعلوها بعدما استغلوا كل شيء من اجل تمرير حقدهم و مفخخاتهم ضد المواطنين و يبدو أن كل شيء حرام حسب تفكيرهم و تفكير أمرائهم حتى الاحتفال بيوم الحب و حتى إهداء الورود الحمراء و بيعها أصبح حراماُ في العراق ..
قالت .. إذا لن نحتفل هذه السنة ، أمرنا لله الواحد القهار .. حسبي الله و نعم الوكيل .
 
 

مصطو الياس الدنايي / شنكال

14 / 2 / 2008

 

=========

(( صمتي يشهد ))

لاحَت بوجهها كأنَّها ياسمينةُ الربيع

تعطّر الجو رياحين و رحيقا

هي كَالبدرُ بليلتهِ ..

يُرافقها الشمسُ رفيقا

سكتّتُ حائرا في الكلامِ

حتى عجزتُ عن وصفها

غضِبَت من أمري و شرودي

كَأنني أهمل وجودها

لم تكن تعرفني مندهشاً

من عظمة جمالها ..

لها خاضعٌ و خشوعا

بما أفسر هيبتكِ ..

يا دُرَّ البحارِ ، لآلئها و ياقوتها

عندما تحضرين المناسبة

تقف الكلمات و يصمت الشعورا

حبيبتي هذا أنا و صمتي يشهدُ

أُحبُّكِ .. أُحبُّكَ بأيامي و الشهورِ و السنينا

 

مصطو الياس الدنايي / شنكال 26 / 1 / 2008

 

==============

قصة ( ما بين الحُبّ و الإنسانية )

 
عندما تعود الذكريات لأجمل حُبٍّ عاشه الإنسان يختلط الفرح بالحُزن و تعود تلك الأيام الحنونة إليه كي يسطّرها و قلبه يجيش غضباً و بُكاءً و هو يتذكرها و يتذكر عدد المرات التي كانا يتقابلان فيها ، و يتذكر تلك المواعيد التي كانا يتهامسان فيها خلسة يتحدثان من خلالها عن كُلّ شيء حتى أنه يتذكر ماذا قررا أن يسمّيان أطفالهما عندما يرزقان بهم بعد الزواج ، حتى ذلك البيت الذي حَلِما ببنائه .. كانت تقول له أريد أن يكون باب البيت نحو الشمال .
فيسألها .. و لماذا يكون نحو الشمال يا أعزّ شيء بحياتي ؟
أريد أن تهب علينا تلك النسمات الباردة دائماً حتى لا ننسى تلك المواعيد التي كنا نختلسها في الليل قرب ذلك الجدار ، كي أذكركَ دائماً بذلك البرد الذي كنت أشعر بهِ و نحن نتكلم .
بأحد الأيام و بينما يقضي ( حليم ) استراحته المدرسية في البيت ، وقع نظره على فتاة بمنطقته ذو قَوامٍ رفيع ، و جمال خلق الله لها بأبهى الصور و ابتسامة تقف عندها الملائكة و الورود شموخاً و عظمة .
أنها ( نسرين ) ذي سنوات العشرين من عمرها .. يتيمة الأب ، درست حتى الابتدائية و لم تواصل دراستها لأنها فتاة .. نعم مجرَّد أنها فتاة حرمت من الاستمرار بالدراسة .
توالَت الأيام و حليم يتابعها محاولاً التحدث و الالتقاء بها حتى سنحت لهما الفرصة باللقاء ففاتحها عما بداخله من إعجاب بها .
تردَّدَت نسرين بالبداية و سألته لماذا هي بالذات من دون كُلّ الفتيات لكنها قالت سأفكر بالأمر و بعدها أعطيك رأيي بما طلبته مني  و ذهبت تفكّر بهذا الشاب ( حليم ) ..
يا تُرى لماذا أنا من دون كُلّ فتيات المنطقة اختارني ، ماذا وجد بي من صفات تجعله يحاول معي ؟
ذهب ( حليم ) بعد انتهاء استراحته الأسبوعية لدراسته و هو ينتظر يوم الأربعاء كي يعود مجدداً إلى البيت ، حتى يراها من جديد و يستعلم منها إلى ماذا توصلت بشأن مفاتحته لها بحُبّه ..
قَدِم يوم الأربعاء و نزل كعادته للبيت و كُلّ هَمّه الوصول إليها فإذا بها تنتظره هي الأخرى أيضا .
كان لقائهما قرب باب بيتها هذه المرة و قبل أن يبادر بالكلام ..
قالت : حسنا يا حليم قبلتُ بما فاتحته من مشاعر نحوي لكنك ما زلت طالب في دراستك بالمدينة حسبما أعرف ، و ما زال يلزمك الوقت من أجل الارتباط بفتاة و الزواج منها .
بهذه الكلمات جعلت من ذاتها تكبر و تكبر بعد في نظره ، أنها تحسب حسابها منذ الوهلة الأولى .. هكذا كان رأي حليم بها ، لكن الحقيقة أنَّه قد أختارها قبل أن يتكلم معها و تلك الكلمات منها ما هي إلا دافع جديد له بضرورة الارتباط بها .
قال حليم : ما أريده منكِ هو أن تعطيني جواب على حقيقة مشاعري فَمنذ أن رأيتكِ هناك شعورٌ عجيب يغمرني و يتفاعل بداخلي ، لقد اخترتكِ من بين كُلّ الفتيات فأرجو أن لا يخيب ظني بكِ .
يا نسرين .. أنني أذهب يوم السبت للمدينة من أجل دراستي و هناك أنتي حاضرة ما بين دفاتري و كتبي و حتى عندما يحاضرنا الأساتذة في الصف أشاهدكِ أمامي و تعلو على ملامحك هذه البسمة الغريبة ، المميزة ، لا أعرف بالضبط أو لا أقدر كيف أوصف لَكِ مدى إعجابي بشخصيتك و جمالك الرائع هذا ، كأنك ملاكٌ أصبح يزورني بأحلامي و يحضرني غرفتي هناك و يتراءى ما بين دفاتري و كتبي .
و لا أصدّقُ أن يوم الأربعاء آتٍ حتى أفتش عنكِ و أبوح لَكِ ما بقلبي من ولع و هوى ، لقد سكنتِ روحي دون أن تدرين يا نسرين .
 سكنتُ روحَهُ و أصبحت ما بين دفاتره و كتبه !!!
لأول مرة يحدثني شاب بهذه المشاعر الجياشة و يعترف بإعجابه نحوي ..
خافَت ، تردَّدت .. أصبحَت هي الأخرى تعيد مع نفسها تلك الكلمات و سألت عنه من أقرب المقربين إليه ، سألت صديقاتها عنه حتى أضحَت تهتم به متى سيذهب و متى سيأتي ؟
أصبحت تلبس أجمل لديها من ثياب بيوم الخميس و تقف على عتبة باب بيتها و هي تراقب الشارع المؤدي إلى بيتها .
ماذا يكون هذا بالضبط ؟
لقد أُعجِبَت بهِ و تأثرت بكلماته و مشاعره ، أحبته هي الأخرى و تنتظره يأتي إليها يحكي لها عن جديده و ما يكتبه عنها من كلمات .
تطورت مراحل إعجابهما ببعضهما مع مرور الأسابيع و الأشهر و هما يلتقيان بكل مرة ينزل فيها حليم للبيت بحيث لَم يسع بمقدورها الابتعاد عنه ، بينما حليم يتمنى أن يذهب بيوم السبت لدراسته و يعود للبيت باليوم التالي ، كانت نسرين هي الأخرى تظهر منها ما يقلق أهلها .. أنهم يشاهدونها و قد تغيَّرت تصرفاتها حيث تقف على باب البيت كثيراً و تهتم بمظهرها أكثر ، لَم تعد تلك الفتاة غير المبالية .
شَعرَت نسرين بأن ما يربط بينهما سيؤثر على دراسة ( حليم ) لو بقي هكذا مضطرباً و غير منتبه لدوامه فَبدأت تحدثه بلزوم اهتمامه بدراسته و التخرّج حتى تكون فخورةً به و من جانبٍ آخر أخذت تكلمه على ما يجري من مراقبة لها في البيت لأنهم شعروا بالتغيير الذي أصبح مكشوفاً على تصرفاتها و اهتمامها بنفسها .
مَرَّت السنة الدراسية و نجح حليم للمرحلة الأخيرة من دراسته و كُلٌّه أمل بأن ينجح فيها حتى يتحقق حلمه الأخير ألا و هو الزواج بـ ( نسريييييين ) ، أنه يقضي أجمل أيام عمره و يشعر بها ، أنه يعيش الحب الذي طالما سمع عنه في القصص و الحكايات و سيتخرَّج هذه السنة .. هكذا كانت الأيام و الأشهر معه .
الجميع باتوا يعرفون ما بينهما و تأكدوا بأنهم سيكونان لبعضهما هكذا كانت أحاديثهم و طالما تمنوا لأنفسهم ما يوجد بينهما من حُبٍّ و وئام و إخلاص .
يلتقيان حيث المكان و الزمان المحددين غير آبهين للعيون التي تراقبهما و تحسد من حالتهما .
نسرين .. شكراً لِمَنْ وضع لكِ هذا الاسم يا عبق الورود و عبير الرياحين يا كل أملي ، أنني أفتخر بكِ عند الحوادث و أرفع رأسي عاليا لأنني أحبُّكِ .
هنا أرو رَقت عيناها و بَكت .. لقد تذكرَت والدها الذي أسماها ، و قالت أنني خائفةٌ جدا يا حليم سأسألك سؤالاً وأرجوكَ تجاوبني عليه بصراحة ، ستبقى تحبني بكُلّ الأحوال و مهما جرى ؟
أجابها بتعجب و حيرة ، و هل لديكِ شَكٌّ بذلك كيف سأتركُكِ و أنا أقضي أيامي حالماً بكُلّ شيء من أجلك .
قالت : مجرَد سؤال خطر ببالي عندما ذكرت مَنْ وضع أسمي ، قبل أيام حدثتُ والدتي عنك و عن قصتنا و طلبتُ رأيها بالأمر ...
نعم يا نسرين و ماذا كان رَدَّها ، ماذا قالت ، هل أنَّها تمانع أو ترفض حبنا لبعضنا .. أحكي ، تكلمي ؟
ابتسمت بوجههِ و قالت .. هكذا أنت خائف منهم يا حليم ، لا تخف أنها تساندنا حتى أنَّها طمأنتني بشأنك و قالت ( لا تخافي لَن يترككِ حليم لأني أتابعكما منذ فترة و تأكدت من حبّه لكِ ، حتى لو تزوج سبع مرات لَن يقتنع بغيرك ) ، والدتي معنا يا حليم و لكن ...
حليم .. و لكن ماذا !!!!!!
الباقين .. الباقين يا حليم يريدونني زوجة لأحد أقربائنا ، أتذكر عندما شاورت لكَ نحو شخص في تلك الحفلة ، ذلك الشاب الذي كان يتابعنا ونحن نتهامس ؟
قال .. نعم نعم أذكر ، لا تقولي انه يريدكِ ؟
أنه يريدني و منذ سنوات ، كلما فاتحوني بالموضوع أرفضه ، ليس به عيب و أنما لَم أشعر نحوه بأية مشاعر سوى صلة القرابة .
و الآن يا نسرين ، هل ما زال يُطلب الخطوبة منكِ ؟
نعم قبل أيام فاتح أهلي من جديد و كل معارفنا تجمعوا في بيتنا ، الجميع يساندونه و خاصة أنهم خائفين من وجودك بحياتي ما عدا والدتي و صديقك الذي تعرفه ، هو كذلك متفهم لوضعنا لكنه صامت لا يتدخل .
أصبح حليم غير مرتاحاً لما يجري ، لقد أحسَّ بما كان يراود نسرين من مخاوف .. هناك ما في الحكايةَ من جديد .
حسنا يا نسرين أرجوكِ كوني قريبةً منّي هذه الأيام ، لَن اسمح لأحد بأن يفرّق بيننا و يهدم ما بنيناه .
بعد أيام قلائل و بينما يلتقيان بموعدهما ، تفاجئا بدخول والدتها إليهما فأحمرَّ وجههما خجلاً حتى قالت لهما .. لا تخافا .. أعرف ما بينكما و ما تدخلي إلا خيرٌ لكما .
قال حليم و هو يتلعثم بكلماته خجلاً .. يا أُم نسرين أرجو أن لا تسيئي الظنَّ بنا ، نحبُّ بعضنا و لَن ندع للسيئات أن تزعجكم ، أقدّم لكِ نفسي .
رَدَّت عليه والدة نسرين : يا بُني أنا أعرفك و اعرف عائلتك و أهلك ، قلت لكما لا تخافا مني ، و لكن يا حليم أصبح الكلام يكثر عليكم و أبنتي يتيمة قطعتُ نفسي عن الدنيا بعد رحيل والدها حتى أربِّيها و لا أريد أن يتطاول أحد عليها .. إن كنتما تريدان بعضكما أرجو أن يتقدم أهلك لخطبتها فأنا موافقة مبدئياً .
أرتاح حليم بعض الشيء و ابتسم بداخله .. يا لي حظي السعيد إذاً أهلها موافقون بأن أتقدم لخطبتها فقال لوالدتها حسنا سأخبرهم و سيأتون .. سيأتون غداً إنشاء الله .
تركتهما والدة نسرين و ذهبت ..
ما رأيك يا نسرين بكلام والدتُكِ .. أنها تريدني أن أتقدم لخطبتكِ ، هذا يوم السعد و أخيراً يا نسرين أخيراً سنكون لبعضنا ، قولي ما هو رأيكِ ؟
و ماذا تظن سيكون رأيي .. الأمر عائدٌ لك و ما مطلوب مطلوبٌ منك .
كان يوم الجمعة عندما فاتح حليم والدته و أهله بالموضوع و ضرورة ذهابهم لخطبة نسرين له متأملاً أن يعود الأربعاء القادم و يجد أن نسرين قد أصبحت مخطوبة له .
ذهب يوم السبت لدوامه و عاد بيوم الاثنين .. أنه لا يتحمل الأيام لتذهب الدراسة و كُلّ شيء من أجل عيون نسرين فَوَصلَ للبيت و أول سؤال بدأ به .. ماذا جرى بشأن الخطوبة ؟
قالت والدته .. لقد طلبوا أهلها منا مهلة أيام حتى يجيبوننا .
قال .. حسنا من حقهم التفكير و التشاور ، ليس هناك من خوف أو مجرّد تفكير أنهم قد يمانعون .
لكن ما حدث كان العكس تماماً ، رفضوه لأن قريبهم أولى بابنتهم !!!
يا نسرين .. أين كانت والدتك من كُلِّ هذا ، أمامك قالت لي تقدموا لخطبة أبنتي و سنوافق ، و ما كان موقف صديقي ؟
صمتت و انفجرت بالبكاء .. يا حليم والدتي ما زالت على موقفها ، و صديقك مساند لك لكن الباقين مصرّين على رفضك أنَّهم يريدونني لذلك الشاب يا حليم ، و لكن اطمئن لَن أكون لغيرك .
لم تعد الحالة على ما كانت عليها في السابق ، أصبح مرفوضاً لقائهما و أصبحت عيون أقربائها تراقبهما حتى وصل الكلام لأهلها .. ما زالت تلتقي به و سيخطفها .
يا الله ماذا جرى .. هل ستكون النهاية هكذا .. الجميع حائرون من الأمر ، وخاصة طرأ موضوع خطير بالموضوع .
هددوا والدتها بالطرد من البيت إن تزوجت أبنتها من حليم و هي التي قضت شباب عمرها من أجل رعايتها و تربيتها بعد رحيل زوجها عن الدنيا ، و بعد أن تحملَّت كل متاعب الحياة من أجلها !!!
تطورت الأحداث سريعةً و انقلبت الأمور رأساً على عقب ومع تلك الأحداث تغيَّر كل شيء بحياة حليم .
لا يداوم بدراسته ، عصبيّ المزاج و لا يتحمل أحداً ..
أمَّا نسرين فَلا حول و لا قوة إلا بحدوث معجزة تعيدها لِحليم و أصبحت مشاكلها كبيرة مع أهلها ..
شعرَت والدتها بخطورة الموقف و فكرت بمَخرج لهذا الحُبّ الذي يداهمه الزَوال .. تفكّر بسعادة أبنتها و لما لا و هي ضحت بكلّ شيء من اجلها و من أجل إخوانها .
لكن أولادها الآخرين أيضا لهم الحق بالسعادة و لا سيما لو طُردَت من البيت سيبقون من غير أم أيضاً بعد أن حرموا من والدهم !!!
استعدت والدة نسرين بالذهاب لبيت حليم و ذهبت فطلبت لقاء والدته و لقاءه ...
تحدثوا في الموضوع كثيراً و شرحَت لهما ما يجري بالتفصيل حتى فَهِم حليمٌ ما مطلوب منه .
يا حليم .. منعتُ نفسي عن متاع الدنيا و مظاهرها من أجل أولادي و لا أملك أملا فيها غيرهم و يشهد الله أنني أغلي غضباً بداخلي و أنا أكلمك هكذا الآن و تشهد الملائكة أنني كنت أساندكما أنت و أبنتي و ما زلت في حبكما فَماذا لديّ من هذه الدنيا غير سعادة أولادي ، لكن الأمر متعلق بإخوانها يا حليم لو طردوني ماذا سيكون مصيرهم .. بكُلّ الأحوال أعملا ما يروق لكما و لكن لا تنسوني أنا و أولادي الآخرين .
أقفلت الدنيا أبوابها بوَجه حليم و لم يعد هناك من أمل لقد أصبح بين ناريين ( نار حبه لـ نسرين و قلبه الذي لا يمكنه أن يعيش من دونها و كُل الأحلام التي بنوها .. و نار الإنسانية التي تطالبه به والدة نسرين ) !!!
لم يخرج من البيت و أنقطع عن كل شيء .. أصدقائه ، محاولة اللقاء بحبيبته ، دراسته التي كانت نسرين تفتخر به من خلالها .
 
 
ماذا سيقرّر ، و ماذا سيختار .. هل سيبني سعادته على حساب تعاسة أُمّ و حال أولادها أم سيتركها و يعيش من أجل إنسانيته ؟؟؟
و أخيراً .. تَبَّاً للحُبّ لو فقد مشاعر الإنسانية ما معنى الحُبّ في الوجود لولا تلك المشاعر ، هكذا قرَّرَ بنهاية الأمر و أصبح يتصنع الكُره لِنسرين .
حاولَت نسرين اللقاء به و تشجيعه في الهروب معاً ، أرسلت إليه أكثر من مرة .
 لكنه قال لصديقه أ تعرف أنني أراها بشعة ، لم تعد نسرين جميلة بنظري كما كانت يا أخي أنها ليست جميلة كما كنت أراها و أظنها ففيها من العيوب ما يستوجب مني بالتخلّي عنها ( هكذا كان يوهم نفسه حتى يتركها ) .
أستغرب صديقه من أمره و قال .. لأول مرة أراك تقول مثل هذا الكلام عنها ، أنها جميلة الجميلات يا حليم لماذا تقول هذا الحديث الباطل عنها .
صمت و سكت عن الكلام .. أنَّها إنسانيته التي غلبت قلبه ، يا أخي ما نفع حُبّي و سعادتي عندما أكون السبب في فراق أُم عن فلذة أكبادها بعد أن قضت شبابها من أجل رعايتهم .
بعد أيام وصلته حلوى خطوبة نسرين لقريبها .. لَم يحرّك ساكناً ، وضع أيديه على رأسه و نظر إلى السماء
هكذا ستكون النهاية ، كنا نحبُّ بعضنا ، حلمنا بالبيت و الأطفال .. لَن يكون هناك من بيت بابه مفتوحا نحو الشمال و لَن تهبّ علينا نسمات الهواء الباردة .. ستموت الكلمات .
آآآآه .. أيتها الملائكة لقد خسرتُ فينوووووووس آلهة الحب و الجمال ( نسرين ) خسرتها للأبد ، لم تعد هناك من مواعيد و لقاءات ، و ماذا أريد من دراستي و مَن سيفتخر بها من بعدها .
لكني لا بأس .. لَم أفقد إنسانيتي و أرجو من نسرين أن تفهم يوماً أنني كرهتها بآخر الأمر من أجل ما حدث و أن تغفر لي بسبب موقفي في النهاية من حبّنا و لكنها ستبقى الحُبّ الوحيد مهما طال بي السنين .
كان ذلك آخر ما فكَّرَ به حليم من أمور و أسدل الستار عن أعظم حُبٍّ عاشه و مازال يبحث عن مثيله لكن لا وجود له .
 
انــــتــــــــهـــــــــت
ملاحظة :
1)  هل كان بإمكان حليم عدم خسارته لحُبّه ، و هل كان محقَّاً بشأن غلبة الإنسانية على عواطفه و خاصة أنه فقد قلبه الذي ما زال يبحث عن مثيله كما ورد في القصة .
2)   لما لَم يتراجع قريب نسرين عن مطالبته بها وهو كان يعرف بكُلّ ما موجود بينها و بين حليم من عواطف .
3)  ألم يكن لحالتها كونها يتيمة حَقٌّ على أهلها بأن يدعوها و شأنها تختار شريك حياتها على الأقل تعوض من السعادة و ما فاتها من حنان الأب الذي حرمت منه .
4)  ما زال حليم يعيش و لديه عائلة .. أفلا من حقّ عائلته أيضا أن يعيش لهم و يدع الماضي للماضي ، أ ليس هذا أيضاً من دواعي الإنسانية .
5)  إلى متى يسيطر حالة أبن العم و القريب على الروابط الاجتماعية في مجتمعاتنا و التي كانت و ما تزال السبب في تخلفنا و هدم أحلام سعيدة بنيت لكنها لم تتحقق بسبب الجهل العائلي .
6)   دعوا الحُب يعيش مع أصحابه بسلام ، و أعطوا للآخرين ما تتمنونه لأنفسكم .
 

مصطو الياس الدنايي / شنكال

21 / 12 / 2007

 
 

===========

أنا و أنتِ ، و القبيلة

مدللتي .. من أجل عينيكِ

سأفعل ما لَم أفعله من قبل

و أخرق كُلَّ القوانينَ و المبادئ

سأجعلُ كُلَّ المسافاتِ مفتوحة

و ألغي الحدودَ و الأسوار

مدللتي .. من أجلِ عينيكِ

لأكن خارجاً عن القوانين

و مطلوباً لعساكر القبيلة

سأحدِثُ ثورة تُغيّر الواقع

و أتوَجكِ ملكة هذا الزمان 

لأكن .. لأكن خارجاً عن القوانين

لِيَكن دمي مهدوراً ،

و مطلوباً في محاكمهم

قَسَمَاً بعينيكِ الرائعتيّن

سأخلقُ نوعاً جديداً من العشقِ

و أجعلهم يُغيّرون تفكيرهم الجنسيّ

مدللتي .. من أجل عينيكِ

سأجمعُ من كلماتي تاجاً

لتجلسين على عرش القبيلة

و أجعلهم ينتبهون جيداً إليكِ

لَن ينفردوا باحتلالكِ ، و افتراسكِ

مدللتي .. من أجل عينيكِ

قد أرتدّ عن أعرافهم و مطلوبا لعصاباتهم

و قد يضحك عَلَيّ المُهرّجُـــــون

لكنَّني سأثبت لهم جميعاً 

أنَّكِ سلطانة ، و لولاكِ ما كانت القبيلة

مصطو الياس الدنايي / خانه سور

2 / 12 / 2007

 


 

( أسطورتي )

 

كوني لأيامي زهرةً جميلة

و كوني موسيقى دافئة للياليَّ

يا حلوتي أوقديني .. أشعليني بجمالك

آه لو اشتعل بنار حبُّكِ ..

 آه لو تشتعلين بأشواقي

أحبكَ .. أحبُّكِ يا قيثارتي الرائعة

و ما بمقدوري السيطرة على مشاعري

لأنَّكِ مملكتي و أملي ، فرحي و سعادتي

كوني العطر و المطر و الربيع

يا حبيبتي كلُّ يومٍ يمضي أعشقكِ أكثر

و كلما عشقتكِ .. أذوب فيكِ أكثر فأكثر

ليس بيديّ يا مملكتي الرائعة

فقد أصبحتِ أسطورتي و كلَّ قصصي

مصطو الياس الدنايي / خانه سور

15 / 6 / 2005

 

=========================

 

(  جمالكِ .. و رومانسيتي  )

 

خرافيةٌ أنتِ و خارقٌ جمالك

و ما بمقدوري مجاراة حُبّك

ظهرتِ إليَّ كوَردةٍ حمراء

و ملئتِ كلّ الفراغات ..

لأكن مجنونا و مهووساً برؤيتك

تقف الجبال و الينابيع

لتخشع لكِ خشوعاً ..

فما لي ، أنا العبد الفقير

لا أخضع لجمالكِ خضوعاً

مَنْ يدري ، و مَن يعرفكِ

قد تكونين ( عدلى ) أو ( شيرين ) ؟

و أنا أيضاً أحلم أن أكون ..

دوريش أو فرهاد أو ذلك المجنون

هكذا هي الحياة .. تدور بأفلاكها

و يعيد الزمان ما كان سابقاً

أعترف .. أنَّني رجلٌ خيالي

أمضي الحُبَّ معكِ بالرومانسية

أعترف أنَّني أحاول خلق قصةٍ جديدة

ففتاةٌ مثلكِ تستحقُّ كتابة

آلاف القصص عنها ..

لأنَّكِ مميّزة و تفرضين نفسكِ

و يا ليتهم ينظرونك كما أنا

لن تهزّني لومةُ لائم

و لا تقلقني أقاويلهم ..

لأنَّك تستحقين أكثر ممّا أعطيكِ الآن 

 

مصطو الياس الدنايي / خانه سور 23 / 3 / 2007

===============

عيدُكِ سعيد

نهاركِ سعيد ، و مبروكٌ عليكِ العيد
يا أجملُ امرأة في الوجود
تُرى ..
لمَنْ قدّمْتِّ الحلوى و الشاي
من يـديَّـكِ الغالــيتين !؟؟
لا تنسين .. فهذا يوم العيد
لا أعرف بالضبط .. إن كنتِ تذكرين ؟
فذكرى حُبّنا .. كان يوم العيد
هنيئاً .. هنيئاً ليوم العيد
يستطيع زيارتُكِ متى يشاء
و يفتحُ بابكِ متى شاء
و يأخذ الحلوى من يديكِ .. متى شاء
ماذا فعلتِ بالضبط .. بيومِ العيدِ ؟
هل تمنيتِ وجودي معكِ .. ؟
كما كنتِ تتمنين و تتلَّهفين
كل عام و أنتِ الحب يا حبيبتي
و كلُّ عامٍ و أنا سأكتبُ لكِ من جديد


مصطو الياس الدنايي / خانه سور
4 / 1 / 2007
شنكال / العراق
 

  ==============

أعطيني وعداً

 أعطيني وعداً من أجل حبّنا

اذكريني .. اذكريني بأحزانك و أفراحك

و قارني الاختلاف بيني و بينهم

في النهاية .. ســتطلبين الوداع

قولــي حديثاً قبل رحــيلــك

كــي يكتمــل الشـــــــعر

قولي .. كُنّا وردتين حمراوَيتين

فــي مــروج الـعشــــــقِ

كان النســـــــيمُ يُغنّــــي

و الأغصان تتمايل راقصةً

أعرفكِ .. ستطلبين الوداع

فذلك أكثر ما تستطيعين

فعلـــــهُ مـــن أجــــــــلي

لا تضعينني بذلك الموقـف

و لــيكُنْ فُراقكِ صــامتاً

لا تحدثــي ضجّة .. أذهبي

دون أن ينتبهوا لذهابــك

تدركين تمامــاً .. لا أريدهم

يتحدَّثون عنّا ، و لا أريدهم

أن يقولوا .. لقد تركته حبيبته

أعطيــــني وعداً من أجل حبّنا

أنَّـكِ ســتذكرينه بالخير ...

=================

احبّك..
يا ذهب افريقيا
احبّك..يا حضارة الاغريق
يا عشق الكوردي للجبال
يا شــــــمس الحـــرية..
و يـــا..خــبز الــــفقراء
احبّك..
يـــا..مــن تجعلّينـــــني
أبحث في قواميس البلدان
عــــن فتاة مــــثـــــلك..
عــــن ظاهرة..تشـــبهك
لكن..مـــن دون جــــدوى
فأنّـــك..مختلفة كثــــيرا
نعم..لا يـــوجــد وصــف
في الطبيعة..يشابه اوصافك
و لـــن يتواجد شخصا آخر
يـــــــــــــــحبّـــــــــك..
كما أنــــا احـــــــــبــــك

مصطو الياس الدنايي / خانه سور

28 / 10 / 2006

======================

اعترافات شابّة عاشقة

قالت ، و في عينيها الحيرةُ و التسـاؤل .. تسـألني إن كنتُ أحبُّكَ !!؟
أعترفُ أنَّني كنتُ ألهو قبلك ، و كنتُ أجعلهم يتمنُّون التحدَّث معي بأحلامهم
و لكنَّك أصبحتَ تفرضُ نفسكَ تماماً على واقعي …
لقد تغيّرتُ كثيراً ، و لَم أعد تلك الفتاة المدلّلة …
كُن مطمئنّاً يا صاحبي .. فإنّي أحبُّكَ بكُلِّ جوانحي و جميعُ مشاعري ، و لا يسعُني
الهروب من الإحساس و الشعورِ بك .
حتى لو حاولتُ التخلّص منك .. ماذا سأفعل برائحة عطركَ على ملابسي ؟
و حنيني إلى تلك القُبلات و الهمسات .. و كيف سأستعيد رحيق شفتيّ ؟
مَنْ سألقاه غيرك .. يتغزَّل و يُوصف الجمال فيَّ ، و يجعلني أفتخرُ بنفسي ؟
إنَّني أحبُّك و ليس بيَديّ لأنَّك لَم تدع الفرصة لي بالتفكير و لَم تدعني أفكرُ بغيرِك
أطمئن يا صاحبي .. أصبحتَ تمتلكُ مفاتيح الدخول إلى قلبي ، فارساً و أميراً بأحلامي
قبلك عرفتُ الكثيرين ، لكنَّهم خذلوني و لَم ينجحوا في الامتحان …
وحدك .. تجاوزتَ جميع الامتحانات و المسائل
وحدكَ .. مَنْ أنبأني و أشـعرني بلذَّة الحياة
وحدكَ .. الذي جعلني أحـسُّ بالاطمئنان
وحدكَ .. فرضَ عليَّ التفكير قبل اتخاذ القرار
و وحدكَ .. قال عنّي أفضل الكلمات ، و نظَّمَ في جَمالي أحلى القصائد .
فكيف لا أحـبُّك ، و لديك جميع تلك الشـهادات و الامتيـازات .
أطمئن يا صـاحبي إنِّـي أحبُّك ، إنِّي أحـبُّك أكثر ممَّا تحبُّـني …
لكنَّني فتاة أعيشُ بمجتمعٍ يسـيطرُ عليه العادات و التقاليد البالية ...
لا أستطيع البَوح عن مشاعري ، مُلزمة أكتمُ الكلمات و الأحاسيس بداخلي
لأنَّهم سيرجمونني بألف حجر .. إن قلتُ أنَّني احبُّه و أموتُ فيه
سـيعلّقُون اسـمي و صـورتي على الجدرانِ و المحـلات
و سـينشرون الموضوع بجميعِ وسـائل الإعلام و الأخبار
أطمئن يا صاحبي و كُن صبوراً .. سأحبُّكَ بصمت ، و أموتُ من أجلِ حُبّك بصمت
إلى حينِ حدوث الثورةِ .. عندها سـأنفجرُ كالبُركان و أصـرُخ بصـوتٍ عالٍ
أحبُّه ، أحبُّه و لا أسـتطيعُ العيـش بدونه .. فهو زادي و أملـي من هذه الحياة
و إنْ لَم أكن من نصـيبك لا تخف .. سـأكونُ نجمةً بَرَّاقة تسـطَعُ في الأعالـي
و ستُشاهدني بكُلّ الليالي أبكي نادمة لأنَّني فارقتُك يوماً و لَم أعطيكَ ما كُنتَ تستحقَّه
آه ..بماذا أبرهن لَكَ ، و أقنعكَ بصدق كلماتي ؟
و كيف أعبّر لَكَ عن مخاوفي من مُستقبل الأيَّام ؟
فأنا في حيرةٍ من تناقضاتي و ما يجري بحياتي …
لكنَّني أدركُ جيّداً .. أنَّ مَنْ أتحدَّثُ إليهِ الآن هو الشخصُ الوحيد في حياتي ، هو الشخصُ الوحيدُ في حياتي .
 


مصطو الياس الدنايي / خانه سور / شنكال / العراق   الثلاثاء 12 / 11 / 2006    mestto_aldunaii@yahoo.com
================

( تساؤلات )

من بين الجموع .. اختارتني
حدثتني و أنا الغريب
هذا الشعور بداخلي
و ما يجري عند وجودها ؟
…………………..
ضحكتها لها صدى عجيب
و أسئلتها تشدّني أكثر فأكثر
حديثها المُميّز و كأنَّها تجرّني
إلى حربٍ لا أعرف نتيجتها ؟
………………….
يُسامحكِ الله ، لما هذه الحيرة
فهمـومي تكفيـني ..
يا أحلى مشاكسة إلى ماذا ترمين
فأنا إنسانٌ أتعبته الحياة
و سـنين العشـق غيّرَ
الكثير من حـياتي .. ؟
………………….
كلُّ يومٍ ينقضـي ..
أنتظرُ يومـاً آخر ، و ليلةٍ أخرى
لأقرأ أروع الكلمات
و أسمع صدى أحلى الضحكات
………………….
كلُّ مرّة تأتيني بمعركة جديدة
ما أحلاها معركة و يا لهفتي عليها
بمجرّدِ وجودها .. تُستفَزُّ مشاعري
و أعجز عن كتابة الكلمات ؟؟؟

-----------------

( سيدتي .. مَنْ تكونين ؟ )

سيدتي .. مَنْ أنتِ ؟
هكذا دخلتِ إلى عالمي
رُغماً عنّي ، و من دون إذني
لأول مرّة .. أشعر أنّني
عاشق من رأسي حتى قدميّ
و لأول مرّة أحسّ .. بأنّني
أصبحتُ انساناً آخر ،
و يأخذ قلمي الحذر الشديد ..
عند الكتابةِ عن فتاة
مَنْ أنتِ .. بالله عليكِ ؟
فقد تجاوزتِ .. ( فينوس )
تلك التي كانت ..
آلهة الحُبّ ، و الجمال
و تجاوزتِ وصفَ .. ( بلقيس )
في قصائد محبوبي .. ( نزار )
و تعديّتِ كلَّ الكلمات ..
بين ( دوريش ) ، و ( عدلى )
لقد أصبحتِ مسيطرة ..
على الواقع تمـامـاً ،
و قدري .. أنّني الآن
أبحثُ عن جوابٍ لكلَّ أسئلتي


مصطو الياس الدنايي / خانه سور / شنكال / العراق   الثلاثاء 10 / 10 / 2006    mestto_aldunaii@yahoo.com
 

======================

( ستعودين )

 مهما تمضين .. و تبحثين
ســــــتعوديــــــــن ..
نعم .. أعرفُكِ ستعودين
فلن..تجدين صدراً واسعاً
رحّباً بكِ .. بوسع صدري
ســــتعوديــــــــن ..
لأنّكِ مهما تُصادفــين ..
لن تُصادفي شخصاً آخر
مثلــــــي .. يُحـــــبّــك
آه .. لـــــو تــــدريـــــن ،
أو تقتنعين .. كم أردتك ؟
و كم .. أنــا أحـــر سُـك،
و أقــــوم بحــــمايــتك ؟
ســــتعوديـــــــن ..
بعد ما أعطيتك.. كلّ الفُرَص
و ســـاعدتُـــك .. لتُجَرّبيّن
و تخلقي لي .. المُنافسين
حــيـنـها .. كــنتُ أعــرف
أنّـــكِ .. مـــــرّةً أخـــــرى
ستعودين .. إلى قلبيّ الطيّب
و لكن أثبتي لي .. أيــضاً
أنّـــكِ.. تستطعين الحُكم
فـــــي النـــهــــايــــة ..
و أنّكِ لـــن تتورطيــــــن
و مرّةً ثانية .. تنـــدمـين ؟؟

 

مصطو الياس الدنايي/خانه سور /

 mestto_aldunaii@yahoo.com
19/9/2006

العودة إلى الصفحة الرئيسية