( صور المزارات الإسلامية ) ( صور المزارات اليزيدية )
تكتظ منطقة جبل الأكراد بالمزارات والأماكن التي لها لبوس الدين، وقد يوجد في بعض القرى أكثر من مزار ، يرمز إليه. ببناءً أثري قديم ، أو خربة في طرف القرية ، وقد يكون صخرة كبيرة بجانب مصدر للمياه أو في مكان أثري قديم يعتقد ببركتيها. وهي منتشرة على الجبال يحيط بها مجموعة من أشجار، أو شجرة كبيرة، و في وسط الحقول أو في الجبال الجرداء أو سفوح الجبال والوديان حيث تظللها الأشجار القديمة الموجودة حولها.
ولهذه المزارات معتقدات خاصة للناس ، فقد كانت أماكن للعبادة أو رمزاً تاريخياً لعلم من الأعلام ، و يستجدى على أعتابها شفاء المرضى أو تحقيق الآماني . حتى أن بعضهم يوقدون الشموع وقناديل الزيت في ليالي الجمعة ، لعدم جواز ترك المزار دون إضاءة في تلك الليلة. ولايستبعد أن يكون لهذه الطقوس علاقة بإشعال النار في المعابد الزردشتية. وغالباً ما تكون المزارات بجانب مقبرة، بداخلها أضرحة على هيئة قبور يتبرك بها الناس ، تمثل مقاماً لأحد الصالحين. وسنتعرض هنا لأهم المزارات العامة المعروفة في المنطقة
زيارة حنان
تقع زيارة حنان أو عبد الحنان جنوبي قرية ( مشعلة ) ، بجانب الطريق العام حلب – عفرين، وهي زيارة معروفة لدى سكان المنطقة.
كان البناء الأساسي القديم لزيارة حنان صغيراً، فيه ضريح. وفي عام 1964 وسع المرحوم الدكتور نوري ديرسمي مبناها ، وبنى مناراتها ، وأحاطها بسور وحولها إلى مسجد، وجهز لنفسه ولزوجته قبرين داخل السور، ودفنا هناك بعد وفاتهما.
وعن هوية المزار يقول ابن الشحنة: (( بقرية مشحلا، من عمل اعزاز، قبر أخي داود عليه السلام، وهذه القرية فيها بساتين ونهر جار…) إشارة إلى قرية مشعلة الحالية.
وعلى بعد نحو مائة متر إلى الشمال والغرب منها ، زيارة أخرى ذات مبنى صغير تسمى زيارة (بير جعفر) ، يدل اسمها أنها تخص الدين الإيزدي. أما زيارة (منان) وهو شقيق حنان فتقع على قمة جبل كفرجنة ، وهي زيارة معروفة أيضا في تلك الناحية.
زيارة محمد علي ( معرض الصور )
تقع زيارة محمد علي في وادٍ بين قريتي ( هوليلو وكوران ) في ناحية راجو، تحيط بها أشجار البلوط والزيتون، وبجانبها مقبرة قديمة، وبجانبها شجرة مزينة بآلاف القطع الصغيرة من أقمشة المتبركين والناذرين. الزيارة عامة ومعروفة، ويومها المقبول هو الأربعاء. واسم محمد علي منتشر بكثرة في القرى المحيطة بالمزار، تيمناً باسم صاحب هذا المزار غير المعروف.
زيارة قه ره جورني ( معرض الصور )
تقع هذه الزيارة جانب الجسر المقام على وادي ( قره جرنى ) الرائع الجمال بجدوله الرقراق وأشجار الدلب الضخمة. وهي زيارة تقليدية من حيث البناء، يؤمها المتبركون يوم الأربعاء. تاريخ هذه الزيارة غامض، إلا أن هناك لوحة مثبتة على واجهتها، كتب عليها: (( إن هذا المزار يعود إلى شهيد اسمه ( هوكر ) ، وهو من أحفاد أحد الكهنة الزردشتيين من قرية عين دارا، وكان أحد قادة عماد الدين زنكي، قتل في القرن الحادي عشر لدى عودته من تحرير مدينة الرها من البيزنطيين )). وقد استمدت الزيارة اسمها من جرن كبير من حجر البازلت الأسود كان بجانبها، ولم يعد موجود حاليا.
زيارة سلطان شيخ موس ( معرض الصور )
تقع هذه الزيارة في سهل ميدانيات وسط مقبرة. تحيط بها أشجار البلوط. وفي الموقع أعمدة حجرية أثرية ضخمة منتشرة ، تذكرنا بالأبنية الرومانية والبيزنطية. تقع الزيارة وسط قرى ميدانيات، وهي مباركة لدى الأهالي، وكثيراً ما يسمون أولادهم باسم صاحبها المسمى شيخموس . وقد نقشت على باب المزار كتابة عثمانية تعود إلى عام 1300هـ/1882م، تذكر بأن صاحب المقام هو ( شيخموس عنزلي ).
وحول الاسم (عنزلي): هناك للإيزديين سبعة سناجق ( رايات ) يرمز كل واحد منها إلى ملاك، أعظمهم سنجق (العنزل)، والعنزلي من شيخ إبراهيم العنزلي أحد مشايخ الإيزديين. ولربما لقب شيخموس بالعنزلي لكونه من أتباع شيخ أبراهيم العنزلي.
زيارة عبد الرحمن ( معرض الصور )
تقع هذه الزيارة الشهيرة شمالي قرية ( شيخ عبد الرحمن ) . وهناك تل أثري بجانب الزيارة، وبجواره مقبرة قديمة وشمالها نبع ماء غزير. مبنى المزار واسع مؤلف من قسمين، في غرفته الغربية ضريح، بجواره حجر قديم كتب عليه بالعثمانية: (…مقام عبد الرحمن بن عوف…). تيمنا بذلك الصحابي.
زيارة قازقلي ( معرض الصور )
تقع زيارة (قازقلي) على قمة جبل قازقلي المشهور. قمة الجبل مغطاة بأشجار الصنوبر. أما الزيارة فهي عبارة عن غرفة صغيرة مربعة الشكل وسط مقبرة أثرية قديمة وآثار اغريقية، ويتسمى الناس باسمها كثيرا.
وحول اسم المزار، فإن ( قازق ) تعني العمود بالتركية والكردية و لي لاحقة تركية بمعنى العائدية أو صاحب الشيء، والمعنى كاملاً ( عمودي ) ، والعموديون جماعة من الرهبان المسيحيين، كانوا يتعبدون على الأعمدة، وأولهم سمعان العمودي في قلعة سمعان الشهيرة . وأسلوب العبادة هذا كان موجوداً في المنطقة إلى القرن الخامس عشر الميلادي. والاحتمال الغالب أن يكون للمزار واسمه علاقة براهب عمودي، كان يتعبد على عموده ودفن هناك.
زيارة شيخ جمال الدين
تقع شمالي غربي قرية جويق بنحو 1كم، بناؤها تقليدي يشترك في تبجيلها أبناء القرى المجاورة، مثل ( داركير وكوكاني وجويق ) . واسم جمال الدين منتشر بين سكان تلك القرى. ويقال إن شيخ جمال الدين هذا هو الجد الرابع للشيخ إبراهيم خليل، قائد الحركة المريدية في جبل الأكراد في الربع الثاني من القرن العشرين.
زيارة الشهيد مراد
يقع هذا المزار في سهل دريميه جنوب قرية كركان في السهل، بجانب نبع دريميه، وهو مزار معروف في تلك الأنحاء.
في شيخ الحديد
وقد ذكر ابن الشحنة في الدر المنتخب ص127، (( إن قبر يوسف بن أسباط يقع في قرية شيخ الحديد )). وهذا القبر غير معروف الآن ، وقد تكون لإحد هذين المزارين علاقة بالقبر الذي ذكره ابن الشحنة.
السلطان بعبروش ( معرض الصور )
يقع هذا المزارعلى تل أثري شمالي بلدة المعبطلي . وهو خاص بأتباع الطائفة العلوية. والمزار عبارة عن مبنى تقليدي بجانبه نبع ماء غزير. اليوم الخاص للمزار هو الأربعاء، حيث تقدم فيه الذبائح والنذور.
زيارة شيخ بركات ( معرض الصور )
تعتبر هذه الزيارة من أهم المزارات الإيزدية حاليا. يقام بجانبها احتفال رأس السنة الإيزدية. تقع في قمة جبل شيخ بركات، واسم هذا الجبل في اليونانية كان قديما (كوريفه أو كوريفوس ) ، بمعنى ( القمة )، وهو يقع جنوبي مدينة عفرين بمسافة 30كم ، وارتفاع قمته 870 م. على قمة الجبل مساحة مستوية من الأرض مربعة طول ضلعها 68م ، يحيط بها سور تهدمت حجارته الضخمة، وفي الجهة الشمالية توجد أحجار بناء كبيرة، تشاهد على بعضها نقوش وصلبان. والمزار عبارة عن غرفة مربعة الشكل، تعلوها قبة، وتحت الغرفة قبو يوصل إليه بأربع درجات.
وتقول المصادر الكتابية عن هذا المزار، بأنه مقام إسلامي بعدما كان معبد من العهد اليوناني مكرس للرب ( زيوس ) إله الصاعقة لدى الإغريق، وهو زوج الإلهة ( ريا ). و ورد في المعجم الجغرافي السوري أنه بقايا معبدين قديمين للإلهين ( جوبيتر) و ( سيلينة ) من الفترة الرومانية والقرن الأول الميلادي وأن الجبل أخذ تسميته نسبة الى مجاهد استشهد أثناء الفتوحات الإسلامية، يسمى محمد نوفل بركات.
أما شيخ حسين شيخ إيزديي عفرين، فيقول عن المزار: أنه خاص بالإيزديين، وله صلة بـ ( مير إبراهيم أدهم بن دوريش )، الشخصية الدينية الغامضة للإيزديين. وقد يكون الأسم الشيخ أبو البركات صخر بن صخر بن مسافر، وهو ابن أخ الشيخ عدي بن مسافر صلة باسم هذا المزار.
ويعتبر المزار مقدسا لدى أبناء الطائفة الدرزية أيضا.
زيارة جيل خانه ( معرض الصور )
تقع هذه الزيارة في جبل ليلون جنوبي قرية عرش قيبار، في واد صخري عميق يحمل اسمها، وهي محفورة في جرف صخري، أبعادها من الداخل وسطياً ( 4 م طولا، 2.5 م عرضا، 2 م ارتفاعا ) . في أرضيتها بعض الحفر الطبيعية، تتجمع فيها المياه التي ترتشح من نوازل صغيرة في سقف المزار، وعلى بابها شجرة عرعر مزينة بمئات قصاصات الأقمشة الملونة، تعلق من قبل زوارها على نية تحقيق أمنيات لهم .
أما اسم ( جيل خانه ) فهو مؤلف من كلمتين، (جيل) بمعنى أربعين ، و ( خان ) بمعنى دار او مكان. ويقول الإيزديون إنها كانت مكاناً لمن يرغب بالتصوف والعبادة من الإيزديين، ولمن يرغب صوم الأربعينية وجاء اسمها منها، أي (منزل أو دار أو مكان صوم الأربعين)، وتقول رواية غير مؤكدة أن شيخ ادي صام فيها إحدى الأربعينات. وكانت هناك بعض القبور بجانب باب هذا المزار، ربما كانت لهؤلاء المتعبدين في المغارة، توفوا هناك، ودفنوا بجانبها. ويقصد المزار اناس من مختلف الأديان والفئات.
زيارة ملكادي ( معرض الصور )
تقع على جبل ليلون جنوبي قرية عرش قيبار، على مسافة 300م فوق مزار. اسمها / ملك آدي /، يعتقد أنه مستمد من شيخ آدي ( عدي بن مسافر ) . موقعها شديد الوعورة، مبناها تقليدي بجانبها المقبرة القديمة والحالية ( للإيزديين ).
كان لمزار (ملك آدي) أهمية كبيرة لدى الإيزديين في السابق. حيث كانت تصبغ خرقة الإيزدي الفقير ( الناسك الزاهد ) بجواره ، وهو طقس ديني تصبغ فيه ( خرقة الفقير) باللون البني الغامق.
ومن المعالم الهامة الأخرى لموقع ملكادي ، برج يسمى ( برجا جندي ) ، ولا تزال أطلال البرج موجودة. أما ( جندي ) فهو أحد الإيزديين المعروفين قديماً، ويقال إن البرج بني بالتراب المجبول بالحليب الذي كان يجمع بالتناوب من القرى الإيزدية المجاورة ، لأن الحليب موثوق في طهارته، بينما يبقى الماء عرضة للتلوث . وكان للبرج وظيفة دينية هامة، حيث يعتقد أنه استخدم مخزناً للـ ( خرقه ) المقدسة التالفة، كما استعمل لدفن بعض الإيزديين المهمين.