لمحة عن المتوفي :
فجع الأهلون والأصدقاء بفجيعة مؤلمة بوفاة الفقيد الغالي الأستاذ حسين بسو في إحدى مشافي ضواحي باريس بفرنسا وذلك في الساعة العاشرة والنصف صباحا من يوم الخميس الواقع من شهر أيلول الجاري وأعيد بجثمانها الطاهر إلى مسقط رأسه في قرية عطمان في موكب مهيب ووري جثمانه تراب وطنه المقدس.
الأستاذ حسين بسو ولد في قرية عطمان عام1940....وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة راجو الابتدائية.....والإعدادية والثانوية ودبلوم المعهد الصناعي في حلب...عُين معلم حرفة في الثانوية الصناعية في حلب...وأمضى في التدريس أكثر من خمسة وعشرين عاما...وتخرج على يديه أجيال متلاحقة،ثم تقاعد عن التدريس...وبدأ عمله في القطاع الخاص وفي الفترة الأخيرة المتبقية من حياته ابتلى بمرض عضال...ظلّ يقوم على مدى سبع سنوات إلى أن اختاره اله سبحانه إلى جواره...
حسين بسو كان في ربيع حياته شابا وسيما لطيفا...وهبه الله له روعة الجمال،وحسن الهندام وحب الله....فكان ينهل من مناهل الذكر الحكيم وهدي النبي الكريم...فكان متحدثا لبقا يشار إليه بالبنان...لا يصغي إلى زخرف القول غرورا..وهو من الرعيل الأول من طلائع المثقفين في منطقة عفرين فلا يستكين للسفسطة الكلامية الجوفاء...ويبدي رأيه في كل محفل،ولا يحس حسابا للمنافع الذاتية المرتجلة...بعيدا كل البعد عن المجاملات الرخيصة المبتذلة...فكان مثقفا متنورا بعلوم شتى....يحب الآخرين ويحب وطنه ومجتمعه على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والفكرية...ويربطني معه قرابة وطيدة راسخة...ولكن النسب الروحي أشد ثباتا وأوارا..والآن انتصب شعر رأسي،وشرعت القشعريرة تملأ جسدي...واغرورقت عيناي بسيل من الدموع...دعوني: أناجي روحه في معراج الخيال الطليق في محراب التهجد الإلهي..وذلك عند الملأ الأعلى في سدرة المنتهى.....
الأستاذ حسين بسو:شخصية دراماتيكية قضت نحبها بالتراجيديا الحزينة..فيا خليلي... يا دمعة الحزن المهراق...وحرقة الفؤاد...يحضني الحزن الهادئ الساكن في وريد القلب...ووسط دغل من سعير الكلمات...ورماد الأمنيات....وبقايا من ظلال الحلم والذكريات لتدفن هذه الكلمات في بساتين الدواوين الناعسة....والورد الذي كان سراجا في قناديل الليالي المعتمة ابتلعته ظلمات القبر العميق ....رأيتك يا شقيق الروح...في منامي وأنت الفارس الجواد هائما في صحارى القفار تبحث عن وطن يأويك،وقبر تدفن فيه رفاتك....دعوني الآن يا سادة أتوسد الأحرف والكلمات في رحلة جنونية مجهولة...فنهضت حروفي من صدري المكلوم بسهام الفرقة والانفصال فوصلت إلى قمم الوحي والإلهام...وأمسك الحنين بتلابيب روحي...منطلقا من روحي قذائف الشوق والحنين...سأجعل يا عزيزي من حروفي في محرابك تتألق لتسمع همس أحاسيس رعدا وبرقا..والأيام أيها الراحل صحائف الأعمار....فخلدت نفسك في مرابعها...وتلك الأيام التي كنا ندوالها...والذكريات التي كنا نحياها في رابعة النهار ستظل واحة وروضة نستظل بفيئها الوارف الظلال رحمة الله وأسكنه روضاته العالية وألهم ذويه الصبر والسلوان....
قإنا لله وإنا إليه لراجعونق
حلب في 9/9/2010
أرسل مشاركة
