فن اليوغا / الجزء الثاني

ما هي اليوغا :

تحدثنا في المقالة السابقة كتعريف شامل لليوغا و علاقتها بالطب الغربي و للتأكيد فاليوغا عبارة عن نظام علمي يضم الوضعيات و الاسترخاء و التنفس و تقنيات التأمل و المبادئ الأخلاقية .

الوضعيات :

لقد أوضح د.لورانس لامب الذي يعمل في أحد المعاهد الخاصة بالتجميل أن بعض الأشخاص الذين يتعرضون للوفاة نتيجة الإصابة بالشريان التاجي و خاصة في سن الشيخوخة إذا مارسوا بعض تمارين اليوغا فقد يكتب لهم الشفاء نتيجة مرونة العضلات . وكما تعمل تمارين اليوغا على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم .

من خلال ممارسة و ضعيات اليوغا بانتظام يمر الجسم بعملية تطهيرية , فالدم يصبح أكثر غنى بالأوكسجين فيتوزع بشكل حسن في كامل أنحاء الجسم .

فعلامات التقدم بالعمر و التوتر و الإجهاد و التعب و الأرق و القلق و الاكتئاب و آلام الظهر و الامساك و الاضطرابات الهضمية يصبح تأثيرها خفيفا جدا على الجسم و في أحيان أخرى تعالج بشكل تلقائي .

فالجسم يأخذ مظهره الحسن و المتناسق , فالعضلات تصبح جميلة و متناغمة فيما بينها كما أن العظام و المفاصل تصبح أكثر مرونة و قوة , فكل أعضاء الجسم تتعرض للتمسيد ( المساج ) و كذلك يتدفق الدم بحرية أكثر محملا بكمية أكبر عما سبق بالأوكسجين الذي يقوم بدوره أيضا بطرد السموم إلى خارج الجسم , فإذا كنت تتبع نظاما غذائيا سيئا وقتها ستتراكم السموم داخل الشرايين و العروق و بالتالي ستتعرض خلايا جسمك لهجمات الجراثيم مما يؤدي إلى توقف نسج الجسم مسببا الأمراض .

فالسموم المخزنة بداخل أنسجتنا الحيوية تأتي من الأغذية السيئة و المعلبات و المشروبات الغازية وكذلك الكحولية و التدخين مما يؤدي إلى إصابة الجسم بأمراض انحلالية كالروماتيزم و التهاب المفاصل .

فالممارسون لليوغا يتخلصون من تلك المضايقات و بالتالي تتحسن حالتهم فيما بعد , كما لا تظهر علامات المرض بشكل كامل على ممارسي اليوغا , لأن الجملة العصبية و الغدد الصم تبدآن العمل بشكل فعال أكثر .

إذا ممارسة و ضعيات اليوغا يعيد للجسم توازنه ويحرر ممارسيه من التوتر و الكآبة .

التنفس :

لقد استقينا معظم معلوماتنا عن فوائد التنفس من فلاسفة الشرق القدامى .

فقد استخدمت آلية التنفس الإرادي , و لقرون عديدة , في الشرق القديم كوسيلة للتنوير الروحي . و لم يهتم الغرب الحديث العلاقة بين الجسد و العقل إلا مؤخرا .

فقد اكتشف الباحثون الغربيون أن بالإمكان تعديل الحالة العقلية و العاطفية بتعديل نمط التنفس فبوسعنا تغيير كيميائيتنا , و موقفنا من الأشياء و طريقة نظرنا إليها بتغيير عمق و إيقاع و معدل مستوى زفيرنا و بالتالي نجري تغييرات إيجابية جذرية على حياتنا.الأكسجين هو غذاء الخلايا . و معظم البشر يميتون خلاياهم جوعا إلى الأكسجين , فلا غرابة أن يشعر معظم البشر أنهم مرهقون طيلة الوقت .

فالتنفس السليم يقوم بتقوية الجهاز التنفسي و تزداد حيوية المرء و تتضاعف طاقاته

فالعديد من المصابين بمرض الربو وجدوا تحسنا ملحوظا من خلال ممارستهم المنتظمة لتقنيات التنفس .

فالتنفس الهادئ و العميق يساعد الشخص بالتغلب على القلق و التوتر هذا من الناحية النفسية , أما من الناحية الجسدية فيلاحظ توازن في ضربات القلب حيث أكدت الأبحاث العلمية أن ممارسي اليوغا يستطيعون التغلب على الأمراض التي تصيب القلب و في بعض الحالات أكدت الدراسات أن التنفس المنتظم يساعد في علاج أمراض السرطان .

إذا فهكذا نجد أن ممارس اليوغا يعيش في سلام مع الآخرين و مع نفسه و إعطاء الجسم مرونة طبيعية تجعله قادرا على القيام بأعماله اليومية بنشاط و حيوية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوغا طريق الصحة و السعادة و الشباب - محمد رفعت – دار البحار .

التنفس التحولي -  جوديت كرافيتز – دار الخيال .

The yoga – Sumukhi Finney .

تيريج عفرين / 28 / 7 / 2009

تقديم : جماعة اللوتس / حلب

 

مطابقة اليوغا مع الطب الغربي :

تعريف اليوغا :

إن كلمة اليوغا تحمل في طياتها حقيقة أكثر فيضا و أكثر عمقا . فمن مارس اليوغا يعرف إلى أي مدى تمتلك اليوغا تأثيرا عجيبا على الفكر و السلوك في الحياة و على التوازن الجسدي أيضا .

نادرا ما يتحدث الأطباء مع مرضاهم عن اليوغا علما أنها واسعة الانتشار و غالبا ما رأينا السلطات الطبية في دول عديدة تشجع على ممارستها , لكن الواقع هو أن المرضى الذين يمارسون اليوغا يترددون في إطلاع أطبائهم على ذلك ظنا منهم أن هذا النشاط لا يثير على الأرجح اهتمام الأطباء , في حين أن الطبيب لا يفكر إلا نادرا بأن ينصح بممارسة اليوغا و هو لو فعل ذلك لأسدى هذا خدمة طبية .

فالطبيب اليوم يعطي رأيه بالرياضة و ينصحنا بالرياضة المناسبة , فلم لا يلعب الدور نفسه في ما يتعلق باليوغا ؟

صحيح أن اليوغا ليست رياضة إلا أن التوصل إلى تنفيذ وضعية صعبة و البقاء فيها لوقت كاف يشبه أحيانا الانجاز الرياضي .

و سنكتفي في مقالتنا بالناحية الطبية أي فنون " الهاثا يوغا " التي تمنح المرء جسدا قويا بفضل مجموعة من التقنيات تجعل الجسم يتمتع بالصحة و العقل ليسمو إلى درجات عالية من الإدراك.

فـ"الهاثا يوغا "هي الطريقة الفضلى للحفاظ على صحة جسدية و نفسية جيدة .

إذ ترتكز هذه التقنية إلى عنصرين أساسيين :

1-    البراناياما  : أي تمارين ضبط التنفس المتقنة .

2-    تنفيذ الوضعيات الجسدية بدقة مثل و ضعية زهرة اللوتس و وضعية الكوبرا ....

وينبغي التناغم بين الوضعية و التنفس .

فاليوغا تصون أجسادنا و تقينا في هذه الحياة الصاخبة المضطربة التي يغرقنا فيها المجتمع المعاصر من أن نفقد هويتنا الشخصية و شخصيتنا الفردية .

و بالنهاية اليوغا هي الفلسفة التي تمنح الإنسان الإحساس الدائم ببهجة الحياة و قدرة السيطرة على الذات يمارسها الملايين الراغبين بالتحرر من القلق و التعب و التوتر و العودة إلى ممارسة أعمالهم الحياتية بشكلها الطبيعي غير المجهد

 وإلى اللقاء في حلقات أخرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب الشفاء باليوغا – د. بيار جاكمار – دار الفراشة .

من كتاب اليوغا و الشيخوخة – أ. مازن عيسى – رئيس لجنة رياضة اليوغا في سوريا .

تيريج عفرين / 1 / 7 / 2009

تقديم : أمين منلا / مدرب في فن اليوغا / حلب

جماعة اللوتس

joudi4@hotmail.com