لك  همسة بعيدة....وأخرى  قريبة

  الهمسة  البعيدة:

 صباح  اللقاء  يا عفرين

 دعيني أهمس  جهاراً في اذنيّك  هذا الصباح

 وأعترف لك  بأشياء ممنوعة  وخطيرة

 كأحلامنا  المحكومة بالنفي

والتشرد

والإغتيال

حسناً ............................

 سأعترف لك  بما  هو  غير مسموح

 وغير  مسموع

 وغير  قابل للتقسيم

 والضرب

 والطرح

 سوى  عملية الجمع

 جمع المجانين

 الذين لم يعرفوا  الكره  والتعب

 سوى المزيد  من الضحك

 في دنيا الإستفهام  والعجب

 جمع الفارين  من قبضة العدالة

 الذين خانوا الخيانة

 في صباحاتك  الحزينة  والنديّة

 وجمع الفقراء

 الذين يأكلون أصابعهم

 ويشربون دموع  البنفسج  والياسمين

 أجل  يا صديقتي

 سندعوا  هذا الثالوث  المحرم

 في  شرقنا  النازف

 لوليمة  مفتوحة

 أو  لأمسية  عفرينية

 على  ألحان انامل عمنا آديك

 مع كأس  من نبيذ نا  المعتق

 منذ  أن أشرقت الشمس من الشرق

 واعلنت عن  جهتها

 وهكذا سنعد ونحصي

 كل الخطايا والذنوب

 التي ارتكبناها والتي لم نرتكيبها بعد

منذ  حماقة قابيل

 وهدر دم هابيل

 الهمسة  القريبة :

 كما ادمنّا  على  نبيذك  المعتق

 وعلى  تبغك  الأزلي

وكما اتفقنا  سراً

على أن  لا نبوح بجنوننا

 عندما أحترقنا  برائحة   القبلات

 التي  تشبه  تبغك البرونزي

 وأيضاً  مثلما  افترقنا خلسة  وقسراً

 دون  وداع  أو قبلة أخرى

أقول لهم ................

 بيني  وبينها أكثر  من  انكسار

 وانتظار

وانتصار

وأكثر من محطة 

ونافذة

ودار

 وثمة غمزات

 واشارات

 رغم  أسراب  الحشرات

 

نديم  يوسف / تيريج عفرين / 16 / 6 / 2008

========

 

أنا....وعفرين...وثمة أسرار أخرى

نديم يوسف

 أنا..........    

دفنت الأنا  

منذ أول  صرخة       

خرجت من حنجرتي  الصغيرة

وحبالي الصوتية قصيرة

 لا تشبه حبالهم  الطويلة

 التي تشبه  حبال  المشنقة

 وهكذا...........................................

 بقيت القصيدة ترقص ألماً

 تماماً عندما ولدت عارياً

 وأنا أصرخ وأرقص ديسكو

 مثل زوربا

أمام زحمة الأنا

 وازدحام الشعارات العريضة

 كالطريق  المؤدي الى مقابر قريتنا

  عفرين.....................................................................

مدينتي الفاضلة

 ويوتوبيا شعراءها

انجبت أكثر من شاعر ورسام

وأكثر من راع  يعشق الناي

 ويمتشق حزنه في وجه العواصف

 عفرين...........

 تحب أصابع الشمس 

وضفائر  القمر

وتعزف  سمفونية الخلود

بأناملها  الطرية

 كغصن الزيتون

 تجيد رقصة الفراشات

 ودبكات  الغزلان

وصرخة  جميل  هورو

ولكن  لاتعرف الغدر

والاستسلام

 هكذا  علمتني وقالت لي :

اكتب للقمر

وأجعل  من قامتي

قصيدة  نثرية

تكسر القيود

وتجتاز  البحار

أجل  يا  أصدقائي.........

 تركت  لعينيها  الحزينتين

 قصراً  أميرياً

 سياجها حكايات وأسرار

 وياسمينة  خجولة

تضحك  صباحاً  ومساءاً

وباقة  من القصائد

 كلون دمي

 أو  كرائحة  جبل  هاوار

وأيضاً ثمة أسرار أخرى

لا يعرفها أحد

الا  عفرين  ونوروز

 نعم...................

 ثمة  قبلات  ساخنة

في  عذابات  النهار

قبل القنبلة  التي اجهضت  مثلهم

 كعاهرة  شرقية

 أمام جنون الشعراء

ونبيذ القصائد

وأكثر من  أمسية  ولقاء

تحت  ضوء  القمر

   ورحمة  الممكن  واللاممكن

وأشياء  اخرى  مازلت

 أخاف  منها

 وأنا في  مملكة  نائية

 لاتعرف  الخوف كثيراً

فقط  تعشق الفنون  والابداع

 تيريج عفرين 12 / 5 / 2008

 ================

 

 

عندما تبوح القصيدة بأسرارها

نديم يوسف

أيضا عفرين ............                         

 خبز أمي

وقهوة الأمل  واللقاء

رائحة  الزيتون والفصول المذنبة

مثلي تماماً

الشوراع التي  ترقص  عارياً

وطقوس الخلود والحرية

قريتي  التي لم أودّعها

وأصدقائي الذين ينتظرون انكساراتي

أو الذين لم ينسوا قامتي  الطويلة

التي تشبه صرخة  القصيدة

هنا بدات رحلتي  ياعفرين

دون أن  أقطع تذكرة  السفر

لأجوب  العالم طوعاً

وأشتري لعينيك كحلاً

أو فحماً  من جبل هاوار

أعذريني هكذا  أجمل 

وعيناك تشبهان حبات الزيتون

 هنا طرزت جراحاتي

ولملمت بقايا أشلائي مع

باقة  من  قصائدي

دون أن أحزم حقائبي

لأني لست  سائحاً

ولا مسافرأ

ربما شاعرٌ أنا من

مملكة منسية على  ضفاف

نهرٍ حزين

أو طفلٌ مشرد يبحث

عن صدر أمه

وقد  لا أكون

وأنا لم أعرف  بعد

جهات العشق والجنون

وأسرار غمزات العيون

اني  هنا في  محطة نائية

وباردة

انتظرالف  محطة  أخرى

وألف  قصيدة حرة

وايضاً قبلة واحدة

تهز  العالم

وليس قنبلة موقوتة

تغدر  القصيدة

امام  ركامٍ  من البذخ

الإلهي

 هنا  بدأت  حكايتي يا  سيدتي

عندما أخذت  الكلمات اكثر من معنى

واتجاه

والتكهنات أكثر من اتهام

واحتمال  وترقب

وأنا أشق دربي

وسط غدرٍ أعمى

وحقد  أسود

كوجه قدرهم الجائر

هنا فقط أدركت  ان  للقمر  وجه 

واحد

ولعينيك  اكثر من سر

وللظلم  والغدر أكثر من نهاية

ولكن  لم  أعرف شيئاً

عن عشقي لك

ربما  لأنك تشبهين  جراحاتي

أو انك  قصيدة حرة

رغم كل  القيود  والسلاسل

حسناً ..............

ان  كنت مملكة  عتيقة وطازجة

سأسميك اناهيتا

وان كنت  مدينة  الشعراء  والياسمين

سأنحت  تمثالاً  للقصيدة

على  صدرك الوردي

نديم يوسف

11 -  3  - 2008

 

=========

 

حالات بمنتهى  الانتظار

نديم يوسف

الحالة الاولى:    تأتي باكرا  كعادتها  في  الصباح

على طريقتها الهادئة

كنسمات قادمة من حدائق الزيتون

في كورداغ

حسنا....................
كشحرورة ضائعة
وهاربةمن  غدر الصيادين

تبحث عن عش مطرز
بألوان  الربيع

في  غابات قلعة الملح

وتخترق كل الحدود
حدود الرعب ...............
الاتجاه .......................
الالم ..........................
وأخيرا صمت القلم

لتعانق صدري الملئ بالشظايا
والاسرار الممنوعة
وايضا العشق الممنوع
وترقد دهرا كالحرمان
وتستيقظ فجأة كهمسا ت  الشعراء
في  زمن  الطاعون  والكوليرا
ثم تغرد ثانية
وتعزف لحنا جديدا
لا تشبه  قيثارة الاغتيال
والتشرد
والفقر

الحالة الثانية :      هنا  لون  اخر
وجوع اخر
وعطش اخر
وبداية ازلية كجرح نازف  وعتيق
تشبه طعم  قبلاتنا  السرية
عند  المفارق
قبل افتراقنا  ودون  الوداع

تشبه  رائحة  الياسمينة  الحزينة  والمعطرة
التي  تداعب أعمدة  منزلي  المهجور
بدلا عن قامتي  الطويلة
وتحرس قصائدي من  غدر
العسس واشباه  الثوريين

كنا توأمان في رحم  أم  ثكلي
وكنا  مملكة  واحدة  قبل
اغتيال القصيدة
في غابة  تجيد كل الفنون
سوى الحب
وهكذا  اعلنا هذيانهم  في  الشوارع
المزدحمة بالانكسارات والاحلام
ولم نعلن  عن أسرارنا رغم التشرد

الحالة  الثالثة :  عفرين.................
مدينة الشعراء والزيتون
لا تشبه  مدن  العالم

ولا ترقص  يوما  دون الالم
تلبس ثوبها الزيتوني  فقط
كأميرة  حزينة

تنتظر فارسا   مفتول
السواعد والشوارب
يهوى ركوب الخيل
وعشق  السيف والقلم

عفرين ................
تفتح ذراعيها  للذين يحبون
نبيذ شفتيها المتمردتين
ويكرهون التسكع في شوارعها العريضة
كجبين حبيبتي

وللذين يرسمون بأناملهم
عينيها الحالمتين
ويعلقون لوحاتهم بضفائرها المنسابة
كشلا لات  كمروك وميدانكه
وهكذا تصلي ...............
وتصلي حتى  تعانق  وجه الشمس


الحالة الرابعة :  قالوا  هل  تعود  يوما ....؟
فقلت عجبا
وهل يخفى القمر وأنا مشرد .....؟

وقالوا  كم دهرا ستكتب
لعينيها الزيتونيتين .......؟

فقلت  ومتى مات الشعراء ..................................؟

 


نديم يوسف / تيريج عفرين / 27 / 10 / 2007

======

لحن الاوجاع


لا استطيع التمييز
بين  رائحة  شفتيك
وصرخة  قصائدي
وبين  صمتك الحزين
ولوحات  فنان  مشرد
يبحث  عن الوانه
في  المدن  الباردة............!

اجل   لا  استطيع  الا  ان  احبك

على طريقة  جبلي امير  هكاري

وارتدي  عباءة  العشق
كراع  بائس

يلحن  اوجاعه
على  اوتار  ناي  حزين

ولكن بمقدوري

ان اتسلق جدار  الرعب
   واكتب  كما  اشاء

عن  الفرضيات  والبراهين

عن رحلة  الغزلان

وغدر  الصيادين

ولكن......................

لا  استطيع  رغم  كل

الاحتمالات  والاسرار

ان  اودعك

وانت  عاشقة

===============

قلب  ما  يحترق

1..........

استسلم هكذا

دون ذنب وعتب
دون تمرد وندم
امام لغة عينيك
وبراءة احلامي الوردية
كعاشق شرقي
هاربامن الانتظار
ورعب الاحتمالات
بما فيه  الكفاية يا سيدتي
اتألم كثيرا من سكون القمر وصخب الكلمات
من ازدواجية الاشياء
وتشابه اسواط الجلادين

2............

الملم بقايا  كل الافئدة
كل الاوجاع
كل الفقراء
التائهين على  خارطة العولمة
وابحث عن نفسي
عن عشقي وجنوني
في دهاليز العالم
الواسعة كثغر جلاد شرقي
.............!
في الدروب الوعرة المؤدية
الى وجه الدنيا
واغرق في صمتي الجائع
حتى يستيقظ القمر
وينام ادم وحواء
وهكذا احتسي
حقدهم
بدلا عن قهوة الصباح

3..........

احبك ايتها القادمة
من حزن الكنائس
ودقات اجراسها الملائكي
كصوت فيروز
واعشق عناد مقلتيك
وقوة شفتيك الدافئتين
كوطني العزيز
احب ساعة اللقاء
بعد الانتظار
ونوبة  الهيجان
قبل اللقاء
رغم استيقاظ الحشرات
وازدحام كل الدروب والفلسفات

4..............

اجل يا صديقتي
انا هنا لص
ظريف ومشاكس
عذرا
طفل ضائع
كمجنون محكوم
باختلاس الحب والاحلام
انا قلب مفتوح
منذ الازل
منذ  ان  كانت  الارض كروية
منذ ليلة  زفاف  ادم وحواء
احترق هكذا
رافضا كل الاشارات
سوى الجمع
ونشوة الجنون في عينيك
ونبيذ الحرية من شفتيك
5............
احبك بعنف شرقي
بعد اخماد كل الثورات
واكتشاف معجم القلوب
واجهاض كل الحسناوات
احبك عندما لا تقراين اسراري
عندما ينتابني  نوبات
الجنون والفنون
وهكذا احبك
دون خجل
رغم الصمت والوجل


نديم يوسف / تيريج عفرين / 8 / 10 / 2007

=======

 

احبك يا عفرين.......قبل وبعد القنبلة

نديم يوسف


1-اقف هنا......في  محراب  الذاكرة
وحيدا
غريبا
حالما ومتمردا
كعاشق متهم بخرق قوانين القبيلة
او كثوري هارب من  عدالة  غاباتنا  الحزينة
واجلس خلسة
دون موعد واستئذان
على شرفة منزلي النائي والبارد
كما انا عن عينيك
تائه وبعيد
ودافئ..............

احتسي تشردي واشتياقي
حتى الثمالة
واكتب حوف اسمك
ع.....ف.....ر.....ي........ن
على جبين القمر
واوراق الشجر
في بلاد لا يعرف لغة الحجر
وغدر الخنجر
سوى الرقص
مع الحان الثلج والمطر
والجلوس  بقرب السواقي
المزدانة بالورد والزهر

2...........

قبلة دافئة..........
يحررني من الغدر
والبحور
والقيود
والنسيان
تماما كقصيدة نثرية حرة
هاربة من رقيب الشوارع
ومقص الرعاع


وقنبلة واحدة...........
لا تقتلني في خريف عمرهم
ولا غدر احمق
يهزني
في صباحاتك الندية والحزينة
قولي لهم  يا عفرين.............
متى  مات الشعراء.............؟
وهم  لا يعرفون انصاف الرجال
واشباه الانبياء
ولا يعتنقون دينا وفكرا
سوى العشق والبهاء
ولم ينحنوا يوما
للطغاة والجهلاء
انهم سر
كالبحر والسماء
فكيف العيش
بدون الحب والماء............؟

قولي ايضا
ان الاقلام لم تنكسر
ولغة التخوين والاغتيال لن تنتصر
وان الغدر سيزول ويندثر
وستبقى القصيدة
زيتونة عفرينية
كالهة الحب والجمال
والخير
كوجه اناهيتا  تماما
3..................

من عينيك الزيتونيتين
تعلمت ابجدية العشق والوئام
ومن قلعة هوري وهاوار
وسمعان وعيندار
اكتشفت سر الشموخ والخلود
ومن خصلاتك الطويلة
كغصن الزيتون
وشلالات كمروك وميدانكي وزرافكه
تعلمت النطق والعزف والانغام
فكيف لا احبك
وانت اجمل اميرة
في دنيا الارهاب  والالام

4............


احبك في كل المواسم
والفصول
وعلى طريقتي اكتب.............. واسكر
واثور
رافضا رائحة الهزيمة
والاستسلام


احبك بعناد كوردي
وهذا  اخر  القرار
وفي خارطة  جسدي
شظايا الغدر والانكار
ولم انحني يوما
لمشيئة  الحجاج
والاقدار


وهكذا احبك
قبل وبعد القنبلة

1 / 10 / 2007
 

الشاعر
نديم يوسف
nedimbekes@hotmail.com

العودة إلى الصفخة السابقة