لـلشَّــرْق ِ أغنـِّـي

المهندس محمود الخليل

( أغانٍ شرقية )

لـلشَّــرْق ِ أغنـِّـي

أنـا لـلشـّـَرْقِ أغنـِّـي ..!

أنـْـفضُ الأحْـزانَ عنْ تـاريخـِكَ ؛

ثـمَّ عَنـِّي .

وأشُـدُّ وَتَـراً بِـألـم ٍ ..

من جِبـال ِالـبُؤْسِ في قـرْيَتِنـا ؛

لـقصـورٍ ٍ شـامخـاتٍ في طـلول ِ الـزَّمـنِ ِ.

آلــــة ُ الـموْتِ تعْمَـلُ كمـا تحْـلو لهـا ؛

في أحـاسيسـي وفِكـْري ؛ فكمـَالُ البَـدَن ِ.

إنـني أرْقـصُ في مخْدعِهـا ؛

أتـلوَّى كَمــَـداً ..!

وبُكـاءُ العَـدْل ِ قـدْ أطـْربَنـي .

وجِـراحُ الشـرْقِ في خـاصِـرتـي ؛

زاهيـاتٌ بـالأنـينِ .. وصنـوفِ الشَّجَـن ِ.

*****

أنـا لـلشّـَرْقِ أغنـِّـي ..!

أسْكُـبُ الـلحْـنَ شَجِيّـاً .. مـِلْءَ عـيْني ؛

ويـذوقُ كُلَّ مَنْ بـاتَ شَقِيّـاً .. طَعـْمَ فنـِّي .

وأخِـبُّ فـي الـبراري ؛

أْسكـُنُ الرِّيـحَ بِـشـدْوٍ وتـَمَنِّي .

رُبـَّمـا زُرْتُ قبـوراً  ..!

وأقَمـْتُ في جِنـانِ الخُلـدِ مِنْ أحْـزانِكُـمْ ؛

مـا شِئْـتُ قصـوراً ..!

َوتَلَحَّفـْــتُ مـآس ٍ ودُهـوراً ؛

على أسْمـاعِكـُمْ يـا بـَنو الـشّـَرْق ِ!

أكـْسـِرُهـا كأســي ..!

فـلْتَشـْربـوا تـُرْيـاقَ دنـِّي .

*****

أنـا لـلشـَّرْقِ أغنـِّـي ..!

 أطـْرِبُ الإنـْسـانَ في أرْجـائـِهِ ؛

أوْ رُبَّـمـا .. آلَ جـِـنِّ .

أمْـزُجُ الألـْحـانَ في آهـاتِكُـمْ ,

بـلْسَمـاً  .. أشـْـفـي بـِهِ أمْـراضَكُـمْ ,

وحُـداءً بـاكيـاً في كـُلِّ أذن ِ.

وأجـُوبُ في الـبراري بـائِسـاً  ..!

 أسْطـو على أحْـزانِكـُمْ ؛

أهْتِـكُ الصّـَمْتَ , أهُـدُّ كُــلَّ حِصْـن ِ.

لا تـَسَلْ كيْـفَ أثـيرُ غيْـظَكـُمْ ؛ وأحيـلُ صبْـرَكـُمْ بـَرْقـاً ورَعـْداً  !

هـذا شـأنـي .

يـا بـَنو الـشّـَرْق ِ..!

 أدْبــِكوا على أشْـلائِكـُمْ ,

واضْـرِبـوا أقـْدامَكـُمْ في شَـرقـِنـا  ..

إنــّـَهُ خَيَّــبَ ظــنِّي .

*****

م . محمود الخليل 20 / 8/ 2008

enalkhalil@yahoo.com

==========

عِنـْدَ الغـُـروبْ

عنـْدَ الغـُـروبْ ..!

الشـّمْسُ في شُـرْفـةِ الغـرْبِ ؛

تديـرُ لـي  .. ظهـْرهـا ؛

تـشيـحُ بوجْههـا ..

عنْ عَـالـمي ؛ تـُدْمـي القـُلوبْ .

و أنـا السّـكرُ في فـنجَـانِـكِ .. يـا حُـلوَتـي !

في قعـْرهـا أرْسُـو ..

على الشـِّفـاهِ أرْقـصُ .. لحْظـة ً..!

ثـمَّ أذوبْ .

*****

عنـْدَ الغـُـروبْ ..!

أرْنـو إلى الأفـُق البـعيدِ ؛

أضيـعُ في وَسَـطِ الزِّحـام ،

من الـهُموم .. و الهيـَام ..!

و الحُـبُّ في أعْمـاقـيَ .. طِفـْلٌ لـعُوبْ .

الرِّيـحُ مِنْ حَوْلِـي عليـلٌ ؛

و آهتـي جَـَرسٌ غضُـوبْ .

ليْمونـَة الـدّار ..!

غصْنهـا يَـمْشي الهُوَيْـنـا ، كغصْـنكِ ؛

مِنَ الشـّمَـال إلى الجنـوبْ .

*****

عنـْدَ الغـُـروبْ ..!

عندمـا يَحْـلو المسـاءُ بقرْيَـتي ؛

و تـعودُ قطعـان المَوَاشـي مِنَ الجبـال .. و السُّـهوبْ .

و ينـْزوي الشـَّيْـخ ُ الـوقـورُ بنفـْسِـهِ ؛

داعيـاً لله .. غفـّار الذنـوبْ .

أسْتـذكِـرُ  ؛ أيّـامَنـا يـا حُـلوَتـي ..

و الأمـاني جَـدْولٌ في حقـْلِنـا .. صَـافٍ عَـذوبْ .

و الحُـبُّ يَرْسُـمُ حَـدائقـاً في وجْهنـا ؛

مِنْ أزْهـارهـا عَبَـقٌ ..

على فـسْتـانـِكِ .. ألوَانـُهـا ، كـُلّ أنـْواع الطيُـوبْ .

*****

عنـْدَ الغـُـروبْ ..!

و الأفـقُ مُحْمـَرُّ الجـبين ؛

منْ سَكـْرتـي .. بلقـائِـكِ ،

من حُـرْقـتي .. بفـراقِـكِ !

و الدّمْـعُ هطـّالٌ سَكـوبْ .

لا .. لـنْ أتـوبْ ..!

لا .. إنـّني أسَـدٌ غضـوبْ ؛

في غـابـة الحُـبِّ سـأبْقى أزأرُ ..

على تخـوم شـرقنـا ؛ أبَـداً أجـوبْ .

لا .. أيتهـا الشـّمْسُ الحبيبـة ؛ لا ترْحـلي !

فالليْـلُ يلـْتهمُ الـوُعـودَ ..

و حـبيبتي .. بنـْتٌ عـتوبْ .

*****

عنـْدَ الغـُـروبْ ..

الرِّيـفُ يَـسْكنـُهُ الهُـدوءُ ..!

و الأفـقُ يعْـلوهُ الشحُـوبْ .

الصـمْتُ منْ حوْلـي كـئيبٌ ؛ حـائِـرٌ !

و خيَـالـكِ في خـاطـري يـشـْدو كـعُصْفـور ٍ ؛

إيقـاعُـهُ هَمْـسٌ طـروبْ .

أنـا ؛ مـا زلـْتُ أذكـرُكِ .. رغـْمَ المـآسـي و الخطـوبْ .

مـا زلـْتُ أحْيـا لنـلتقي يوْمـاً ..

و قـدْ غـارَ الشـّبَـابُ ..

و الشـيْبُ يمْخـُرُ في العُبـابِ .. فـوْقَ أمْـوَاج الكـُروبْ .

حُبُّـنـا مـازالَ في الـمَهْدِ صبيّـاً ؛

يُـكلـِّمُ الأرْواحَ .. يـا عِطـْرَ الحَيَـاةِ ..

أيْـنَ مِنْ أحْـلامِنـا .. أيْـنَ الـهُروبْ !.

*****

م . محمود الخليل 23 / 7/ 2008

enalkhalil@yahoo.com

===========

 

للشَّــرْق ِ أغنـِّـي

أنـا لـلشـّـَرْقِ أغنـِّـي ..!

أنـْـفضُ الأحْـزانَ عنْ تـاريخـِكَ ؛

ثـمَّ عَنـِّي .

وأشُـدُّ وَتَـراً بِـألـم ٍ ..

من جِبـال ِالـبُؤْسِ في قـرْيَتِنـا ؛

لـقصـورٍ ٍ شـامخـاتٍ في طـلول ِ الـزَّمـنِ ِ.

آلــــة ُ الـموْتِ تعْمَـلُ كمـا تحْـلو لهـا ؛

في أحـاسيسـي وفِكـْري ؛ فكمـَالُ البَـدَن ِ.

إنـني أرْقـصُ في مخْدعِهـا ؛

أتـلوَّى كَمــَـداً ..!

وبُكـاءُ العَـدْل ِ قـدْ أطـْربَنـي .

وجِـراحُ الشـرْقِ في خـاصِـرتـي ؛

زاهيـاتٌ بـالأنـينِ .. وصنـوفِ الشَّجَـن ِ.

 *****

 أنـا لـلشّـَرْقِ أغنـِّـي ..!

أسْكُـبُ الـلحْـنَ شَجِيّـاً .. مـِلْءَ عـيْني ؛

ويـذوقُ كُلَّ مَنْ بـاتَ شَقِيّـاً .. طَعـْمَ فنـِّي .

وأخِـبُّ فـي الـبراري ؛

أْسكـُنُ الرِّيـحَ بِـشـدْوٍ وتـَمَنِّي .

رُبـَّمـا زُرْتُ قبـوراً  ..!

وأقَمـْتُ في جِنـانِ الخُلـدِ مِنْ أحْـزانِكُـمْ ؛

مـا شِئْـتُ قصـوراً ..!

َوتَلَحَّفـْــتُ مـآس ٍ ودُهـوراً ؛

على أسْمـاعِكـُمْ يـا بـَنو الـشّـَرْق ِ!

أكـْسـِرُهـا كأســي ..!

فـلْتَشـْربـوا تـُرْيـاقَ دنـِّي .

 *****

 أنـا لـلشـَّرْقِ أغنـِّـي ..!

 أطـْرِبُ الإنـْسـانَ في أرْجـائـِهِ ؛

أوْ رُبَّـمـا .. آلَ جـِـنِّ .

أمْـزُجُ الألـْحـانَ في آهـاتِكُـمْ ,

بـلْسَمـاً  .. أشـْـفـي بـِهِ أمْـراضَكُـمْ ,

وحُـداءً بـاكيـاً في كـُلِّ أذن ِ.

وأجـُوبُ في الـبراري بـائِسـاً  ..!

 أسْطـو على أحْـزانِكـُمْ ؛

أهْتِـكُ الصّـَمْتَ , أهُـدُّ كُــلَّ حِصْـن ِ.

لا تـَسَلْ كيْـفَ أثـيرُ غيْـظَكـُمْ ؛ وأحيـلُ صبْـرَكـُمْ بـَرْقـاً ورَعـْداً  !

هـذا شـأنـي .

يـا بـَنو الـشّـَرْق ِ..!

 أدْبــِكوا على أشْـلائِكـُمْ ,

واضْـرِبـوا أقـْدامَكـُمْ في شَـرقـِنـا  ..

إنــّـَهُ خَيَّــبَ ظــنِّي .

 

*****

 

 

هلْ يسْتوي الذينَ يعْلمونَ والذينَ لا يعْلمونْ

 =====

 هلْ يسْتـوي الذينَ يعْـلمونَ والذينَ لا يعْـلمونْ .. ؟

هلْ يسْتـوي الظـلامُ ولَهَـبُ الأتـونْ .. ؟

هلْ يسْتـوي الحَـلالُ والحَـرامُ في الشّـرائِعِ  ..

يـا مُؤْمِنـونْ  ؟

هلْ يَسْتـوي شرْقنـا في غيِّـهِ ؛

 والغـرْبُ مُسَرْبَـلٌ بالعِـلم ِوالفـنونْ  ؟

هلْ تـسْتـوي الحَقيقـة ُ الرّائِعَـة ُ ؛

أمْثـالنـا المزيّفـونْ ..؟!!

 *****

في شـَرْقِنــا ..!

يسْتـوي الرِّفـْعَـةُ والسّـقـوط ُ..

  في عيْنـِهِ يُكَحّـِلُ الجُفـونْ .

ويَسْتـوي عِلمُـهُ في القهْـرِ والإبـادَةِ  ؛

والكلـبُ في ممْلكـةِ الغـرْبِ ينـْعَـمُ  في حظـهِ الميْمـونْ .

وتقتضـي الرّجولـة ُ في شرْقِنـا ..

 الحُـروبَ والدِّمـاءَ والشّجـونْ .

وتقتضـي العَدالــة ُ...

أنْ تـكونَ في سِفـَر ِالتّـاريخِ ؛

 أنْ لا أكـونْ !.

 *****

 في شـرْقِنــا ..!

المَجْــدُ .. في فلسَفـَةِ الـموْتِ ؛

لا في أدبِ الحَيَــاةِ يـا طيِّبـونْ .

المجــْدُ  ..!

 في الغبـاءِ في الجُنـونْ .

المَجـْـدُ ..!

شـامِخ ٌفي السّطـْوِ واللعـِبِ , والمُجـونْ ؛

المَجــْدُ ..!

 أنْ تقـاتِلَ البـَريءَ في مَوْطِنـِهِ , وأمّـهِ الحَنـونْ .

وتنـْحَـرَ أوْلادَهُ وتبْقـرَ البُطـونْ .

*****

 في شَـرْقِنــا ..!

أسْمَعُهُـمْ في كُـلِّ وقـْتٍ يَصْرخـونْ .

الـموْتُ ..!

 لِلتطـوّرِ والتحَـرّرِ مِنْ دائـِرةِ الظنـونْ ؛

الـموْت ُ..!

 للكَلِمَـةِ الطيِّبَـةِ ومَرْحَبـاً يـا قـانونْ .. !

الـمَوْتُ ..!

 مَنْ لا يُتـْقـِنُ السّيْـرَ على خُطـاكَ يـا فرْعـونْ .

إلى متـى  .. ؟

الكُـلُّ في شـَرْقِنـا يخْـتصِمونْ !

يسْـرُقـونَ بَعْضَهُـمْ  ..

دِمـاءَ بَعْضِهِـمْ يَشْرَبـونْ ؟!.

*****

في شَـرْقِنــا ..!

يسْتـوي .. الذينَ يعْـلمونَ و الذينَ لا يَعْـلمونْ ؛

وتسْتـوي الشّهـادَةُ , والمُجْـرِمُ المَلعـونْ .

ويَسْتـوي في شـَرْقِنـا الحَـقُّ عِنـد البـاطِل ِ..

في فــلكِ القـُرونْ .

الكُـلُّ ..!

يُمـارِسونَ عُهْـرَهُمْ بغِِبْطـةٍ ويَرْقـصونْ ،

الكُـلُّ ..!

يَحْـلمون بـِالخِـلافةِ في الأرْضِ والسّمـاءِ يـا شـمْشُونْ ..!

ألا ســاءَ مـا يَحْكمـونْ .

هل يسْتـوي الذينَ يَعْـلمونَ والذينَ لا يَعْـلمونْ .. ؟

 

*****

م . محمود الخليل 8 / 6 / 2008

enalkhalil@yahoo.com

====

رسَـالـة ٌ مُعطـّـرة ٌ بـالمـاء

 

أسْـألـك .. أيّهـا الشـّرق !

هـلْ عِنـدكَ ضميـرْ ..؟

هـلْ في داخِـلكَ سِراجُـكَ المنيـرْ ..؟

هـلْ سَحَابُـكَ ..

على أشـْوَاكِ الألـم في شرْقِنـا مطيـرْ ..!

وَهـلْ مـا زلـْتَ تـدَّعي بأنـّكَ أميـرْ !

و لـمْ يَعُـدْ أحـَدٌ يَهُـزُّكَ طفـولـة السّـَريـرْ ؛

و صِـرْتَ رجُــلاً راشِـداً ..

تخُـط ُّ رسـائـلاً لـِشخـْصِـكَ السَّفيــرْ .

أمْ أنـّكَ صغيـرٌ في كبيـرْ !؟

*****

أسْـألـكَ .. يَـا أيّهـا الشـّرقُ !

مِنَ الجزيـرةِ .. في بُحَيْـرَةِ الألـمْ .

بعيـدة ًٌعَنْ شَخـْصِـكِ .. يـا أمـيرتـي !

بعيـدة ٌ.. سُفـنُ النجــَاةِ و الخـدَمْ .

أحْـزانـُكِ..!

تنتـَصِبُ في وَجْهـيَ مَنـَارَة ً.. و قـاعُهـَا هَـرَمْ .

العَيْـنُ بَصِيـرَة ٌ.. و يَـدُهـا قصِيْـرَة ْ !

و الجَسُـدُ مُمَـزقٌ .. الرائحَـة ُ مُثيـرَة ْ ..

هلْ عنـدَكَ يـَا ذئـبُ منْ لحْمِهـَا شَطيـرَة ْ ؟

أطبُخُهـَا .. لِصَـائـدِي فطيـرَة ْ .

أرجُـوكَ أنْ تجيـبَنِي !

فـصَمْتُـكَ في مَوْتِـكَ يُعيـبُـنِي .

ارْسُـمْ لـيَ إشَـارَة ً في الهَـوَاءْ ..

اكْتُـبْ لـيَ رسَـالـة ً .. مُعَطـرَة ْبـالمـاءْ .

*****

أسْـألـكَ .. يَـا أيّهـا الشّـرقْ !

إنْ كُـنتَ تـمْلكُ الإحْسَـاسْ ..!

إنْ كُـنتَ ترْفـَعُ رأسَـكَ ؛

جَبَـلاً في النـاسْ .

أرَاكَ منْ جَزيـرَتـي .. غـالبَـكَ النّعَـاسْ ؛

تبْحـَثُ عن مَجْـدِكَ في أسْفــل ِ الكـاسْ ,

و تبْـنِي صَـرْحَ الكَرَامـَةِ .. دُوْنَ أسَـاسْ .

هلْ فكـّرْتَ بالأمِيْـرَةِ .. مَعِـي ..!

مَـا طوْلـُهَـا .. مـا شَكلهَـا ؟

يـا بَـائعِـي .؟!

 *****

أسْـألـكَ .. يَـا أيّهـا الشّـرْقُ !

عن حـَالِـكَ .

عن عَـدَدِ رجَـالِـكَ !

عن ثقـافـَةِ أطفـَالـكَ !

عن إنجَـازاتِـكَ من بَعْـدِ رحْلـَتِي ..

عنْ عَـدَدِِ جُورْنـَالِـكَ ؟

أرْجُـوْكَ .. أن تجيـبَنِي ..!

عن إفـْلاسِـكَ .. عنْ فقـر ِ حَـالِـكَ .

هلْ فكـّرْتَ مَـرَة ً ، شَغلـْتَ بَـالـكَ ؛

أنْ تكتُـبَ لـيَ رسَــالة ً ..

عن الأميْـرَةِ .. عن حَضـرَةِ جَـلالِـكَ !

 *****

أسْـألـكُ .. يـا أيّهـا الشـرقُ !

يَـا أخِـي ..!

ترَكْتـُكَ .. مُفـْعَمَـاً بـالشبَـابْ ..

أعْـرفُ ..

ترَكتُـكَ بـيْنَ الذئـابْ !

هـلْ نبَتـَتْ لـكَ أنـْيَابْ ؟

ترَكْتُـكَ .. بَـيْنَ الأسِنـّةِ و الحِـرَابْ ..!

هـلْ سيْفـُكَ يُبـدِّدُ الصِّعـَابْ ..؟

تركتُـكَ .. تواجـِهُ المَصِيـرَ في الضبَـابْ ..!

و تلـْعَنُ العَـوَاصِـفَ .. و تمْخُـرُ العُبـَابْ ؛

فقـط ْ رسَـالـة ٌ مِنْ فضْـلِكَ .. ويخـْتفِي السّـرَابْ .

 *****

للمَـرّةِ الأخيـرةِ .. أسْـألـكَ ..يَـا أيُّهـا الشّـرق !

عن شخـْصِكَ في مَصيـرهِ المَحْتـومْ ..

عن ألمِـكَ المكتُـومْ .

عن سَنـابـكِ الخيُـول ِ تطـأ أجْسـَادَكـمْ ؛

من طـرَفِ الـرُّومْ..!

هـلْ ينقصُـكمْ الغِرْبـانُ .. و طـائِرُ البُـومْ !

هـلْ ينقصُـكمْ الأكفــَانُ .. وراحـة ُ الحُلقـُومْ !

لتكتبُـوا رسـَالـة ً للجزيـرَةِ الراقِـدةِ في أطلـس ِ الهُمُـومْ .

اِشرَحُـوا أوْضَـاعكـمْ ..

وعَطــِّروا بـالنرْجــس سِـلاحكـمْ ..

لا تنـْسُـوا منـِّي قبْلـَة َ لأمـيرتـي ..

و سـائـِر ِ العُمُـومْ ..

مَفهُــومْ ؟!

 

*****

م . محمود الخليل 18 / 5 / 2008

enalkhalil@yahoo.com

 

======

ذِكْـريـــــاتٌ شـرْقيــــــّة

 

 أذكـُرُكـمْ على الـدّوامْ ..!

بـالدقيقــةِ .. و السـّاعَــةِ ؛ كُـلّ عــامْ .

أذكُـرُكـمْ .. حينَ أسْـألكُمْ !

كيْفَ حـالـُكمْ .. تمَـامْ .

كيْفَ أطفـالكُمْ .. تمَـامْ .

كيْفَ أمْوَاتـُكمْ في قـبورهـِمْ .. تمَـامْ .

الحمْـدُ لله ..

كــلُّ أموركـُمْ تمَـامٌ .. في تمَـامْ .

وأذكـرُ كـانَ ينقصُكـُمْ  .. حَضْـرة ُ الإمـــامْ ؛

يُقيـمُ على نعْشِـكُمْ .. تكْبيـرة الإحْـــرامْ .

  

*****

 

أذكُـرُكمْ .. على الـدَّوامْ ..!

و أذكُـرُ .. دجـاجَكُمْ مِنْ شعْبَـةِ الأنـْعَامْ ؛

و أذكُـرُ جيِّـداً ..

 في الحظـائِر قطيعَكُـمْ يـا أغـنامْ .

أذكُـرُ .. فيمـا أذكُـرُ ..

هُمومَكـُمْ في زبَـــدِ الآلامْ ؛

مصيـركـُمْ ..! الميِّـتَ في جَـرَّةِ الأقـْلامْ ,

و كوخنـا ..وشرقنــا .. وَسَـائِرَ الأنـامْ .

وحُبَّـنا ؛ وعشْـقنـا لطـائر الحمـامْ ؛

ودارَتِ الأيــــــــامْ !

وفيمـا أذكُـرُ .. ذلَّـنا الطـاهِرَ ؛

 ذا الجـَلال ِ والإكْـرامْ .

  

*****

  

أذكُـرُكـمْ .. على الـدّوامْ .. !

و أذكُـرُكِ خاصّـة ً.. يـا أنغـامْ ؛

كـالقمـر.. في ليْلـةِ التمـامْ .

مـا زلـْتُ أردِّدُ شِعَــارُكِ ..

الـوَرْدة ُ.. والسّـــــــلامْ .

وأذكُـرُ جُموعَكُـمْ وثـّابـَة ً ؛

و أذكُـرُ .. سُقوطكـُمْ ؛

أوَّلاً ..

ثانيــــاً ..

ثالثــــاً ..

 للأبَـدِ .. في الخِصَـامْ .

و أذكُـرُ كيْفَ مـارسُوا على أشْبـاحِكُـمْ ؛

طقوسَهُـمْ في الإجْـرامْ .

أذكُـــرُ .. مـا زلـتُ أذكُـرُ..!

 ذلك المنـامْ .

  

*****

  

أذكُـرُكمْ .. على الـدّوامْ ..!

أذكُـرُكمْ بـالـذاتِ .. يـا نِيـــامْ !

مـا زلـت أسْمـَعُ شخيـركـُمْ ..

يـسْبَحُ عـاليـاً فـوْقَ الغمـــامْ .

و أذكُـرُ .. صِنـْفَ أحْــلامِكُمْ !

لا يُـمْكِنُ تحْقيقهـا أوْ تصْديقهـا ..

إلاَّ في دائِـرةِ الأحْـلامْ .

أذكُـرُكمْ .. على مـأدُبَـةْ اللئـامْ ؛

واخجـلي مِنُ عِظـامِكُمْ بجـانِبِ الأصْنـامْ !

لكنْ ؛ أقــدِّرُ عـاليــاً ..

أرْوَاحَكُـمْ هـائِمــَة ً في شبـَق ِالظـــلامْ .

 

*****

 

 أذكُـرُكمْ .. على الـدّوامْ !

في الصـّمْتِ .. في الكـلامْ !

و أذكُـــــرُ ..

 وُجوهَكُـمْ المَكْـسُوّة بوَبَـرِ النـّعــــامْ ؛

وأعْـناقكـُمْ المـائِلــة بثِقـــل ِالغــُرامْ .

وأذكُـرُ .. صُدوركُــمْ المُشْـــعِرة ؛

في حَضـْرةِ النِّـساءِ .. يـا أقــــزامْ !

وصَوْتـكُمْ الأجـَشَّ في البُكــاءِ ؛

يـا أيْـتـــــــامْ .

و أذكُــــرُ ..

 أنـْيَابَكُمْ تنـْهَشُ لحْـمَ بعْضــِكُمْ ؛

في شهـْرهِ الحَـرامْ .

 

 *****

  

أذكُـرُكـمْ .. كيْـفَ لا أذكُـرُكـمْ ..!

 يـا أعمـــامْ ؟!

أذكُـــــرُ ..

 أفـراحكُـمْ .. أتـْراحَكـُمْ , وأدَبَ الطعــامْ .

و أذكُـرُ .. درْبَكـُمْ في الجبـل ِ..

وأثـرَ الحـِذاءِ على جـُلودِكُـمْ ؛

أتْـقنــهُ الرسَّــامْ .

و أذكُـــرُ .. جراحَكـُمْ تنـْزفُ ؛

 وضرْبــَة الحُســـامْ !

تذكُـــرونَ زهْدكُــمْ في المَذلــَّةِ..!

في القعـودِ و السّجـودِ ؛ على جُنوبـكُمْ .. قيــامْ .

أسـْألكُـم ..

 كُـلكمْ معــا ً.. تمَـامْ .

سـَأذكُـرُكـمْ .. على الـدّوامْ .

م . محمود الخليل 26 / 4 / 2008

enalkhalil@yahoo.com

  

*****

 

بـِرَوَيَّــة ْ

برَويــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ ؛ بـالصُّـدور ِ العنتـريّـة ْ ..

وطنـي .. الشـّرْقُ !

 يـأبى ؛ أنْ يُـداسَ بنعـال ٍ برْبـريّـة ْ .

وأنـا .. أيّهـا المجْـرمُ .. !

لم أكـنْ يوْمـاً هديّـة ْ ,

على سكـّةِ أمْجـادِكَ ؛ لا .. لسْـتُ مَطيـّة ْ .

*****

  برَويّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. بـالسّيـوفِ الهمجيّـة ْ ؛

وطنـي ..  الشـّرْقُ !

 يـلفـظ ُ مصّـاصي الدِّمـاءِ ؛ وسُمـوم العنصريّـة ْ .

وأنـا .. أيّهـا البـاغـي ..!

لـمْ أعـدْ ألبـسُ ؛ ثـوْبُ العبوديّـة ْ ؛

وعلى تـاجـكَ .. لـمْ أعـدْ فيـه نجومـاً ذهبيّـة ْ .

*****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. بـالحُـروبِ الملحميّـة ْ ؛

وطنـي .. الشـّرقُ !

قبـْرُ الغـزاةِ , وَعـدوِّ الآدميّـة ْ ؛

وأنـا .. لـسْت جبـانـاً ؛ فطبـاعي آسيويّـة ْ ,

وأنـا ابْـنُ القضيّـة ْ .

*****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. بقتـال ٍ ونـزال ٍ ؛ وفـنون العنجهيّـة ْ ؛

أرْضـيَ .. ! بـأسٌ شديـدٌ , وحميّـة ْ .

وأعاصيـرٌ على كـلِّ منْ يـسْـلبني .. ترْبتهـا ؛

يـلقى رزيّـة ْ .

على قلعتهـا .. يشمـخ النـّسْـرُ ؛ وتختـالُ الصبيّـة ْ .

*****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. يـا ابْـنَ العهـود الحجريّـة ْ ؛

وطنـي .. يرفـضُ الغرْبـانَ والجُـرذانَ ..!

في المحـاصيـل الثريّـة ْ .

وأنـا أيّهـا الغـاصِـبُ ..!

 سـأغـدو جبـلاً في وجهـكَ ؛ إنْ شئـْتُ ألـفَ شظيـّة ْ ؛

فتحطـمْ .. وتكـسّرْ ؛ يـا بقـايـا الوَثنيّـة ْ .

****

 بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. أيّهـا السّـافِـلُ ؛ يـا شـرَّ البليّـة ْ ؛

وطنـي .. لـيْسَ مشـاعـاً , وَ وليمـة حاتميّـة ْ .

وأنـا ؛ في الحـقِّ قـويّ .. عضـلاتي وطنيّـة ْ ؛

أطـردُ من مسْجدهـا , مِنْ فنـاء الأبْـرشيّـة ْ ..

 كل زنديـق ٍ تخطى الهمْـشريّـة ْ .

*****

 بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. يـا سليـلَ البـلطجيّـة ْ !

وطنـي أعتـى من الصّخـر ِ. أمْضـى من السّيْـفِ ؛

كفـّاهُ نـديّـة ْ .

وأنـا .. ابْـنُ أبـي ؛ كمـا تعْـرفـني .. ابْـنُ العبقريّـة ْ ؛

فكـفى أن تـسْرقـني .. ليْـلاً , نهـاراً بجليّـة ْ .

*****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. دونَ فعْـل البـشريّـة ْ ؛

بـالخـداع ِ , والريّـاءِ .. والوُعـودِ المخمليّـة ْ .

وطنـي لـيْس إرْثـاً ؛ وَمتـاعـاً لجُبـاة ٍ قيصريّـة ْ ؛

وأنـا .. في دمـيَ ملـحُ الحيـاة ِ ؛

في وجْهـيَ لـوْنُ الهويّـة ْ .

 *****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ بعُـرْفِ الجـاهليّـة ْ ..!

وطنـي ..! ليْـسَ حـلالاً طيِّبـاً ؛ وعطـايـا , وسبيّـة ْ .

وأنـا من أجلـهِ .. كـبشَ الفِـداءِ والضحيـّة ْ ؛

 في كـتبِ الأطفـال نـشيـدٌ .. وشـهيـدٌ ؛

 في الأغـانـي ؛ سـمفونيّـة ْ .

 *****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ.. فـي ظـلال ِ البنـدقيّـة ْ ؛

وطنـي .. الشـّرقُ ..!

 نـورُ اللهِ ..

 فـالشـمْسُ ..

 الـسِّـلـمُ ..

وروحُ الـربِّ تـسْري ..  في عُـروق ِ المَجـْدليّـة ْ .

 *****

بروَيّــة ْ ..!

أوْ كمـا ترْغـبُ .. في اِسْـم قضيّـة ْ ؛

وطني التـاريخُ .. ثـمّ فـجْـرُ الأمميّـة ْ !

وأنـا .. أعبُـدُهُ بعْـدَ الإلـهِ ؛

طـالمـا  ..

تـنبـضُ في الجسْـم خليّـة ْ .

 

*****

م . محمود الخليل 20 / 6 / 2007

enalkhalil@yahoo.com

 

===============

حنجــرة الجَبَـــلْ

كــانَ .. حنجــرة الجبَــلْ ..!

كــانَ .. إيقــاعَ الصّخــور ِ ؛

عنـدمـا تهْـوي إلى القــاع دويّــاً .. مِنْ زُحَــلْ .

كـان .. هِــلالاً ؛ ثـمّ بَــدْراً .. فـاكتمَــلْ .

كــان لحنــاً شـاعريّـاً .. وكـريمــاً , مـا بخــلْ .

كــان جــرْحــاً سرْمـديّــأً ؛

خرَجَـتْ آهـاتنـا من صـدْره ِ ..

بـلسَمَـاً , ودواءً لعِـلـلْ .

وتـرُ الطنـْبور زالَ ألمــاً من وَجْهنـا .. وهمومــاً قـدْ غسـلْ .

كــانَ نجْمــاً في جبــال الكـرْدِ .. مِنْ قديــم وَ أزلْ ؛

لا تقــولوا ؛ أبَــداً .. في شرقنـا !

أنَّ " أوديــكَ " .. غــارَ , أفــلْ .

*****

كــانَ .. حنجــرة الجَبَــلْ ..!

على الشفــاهِ المخمليّــةِ .. كــانَ زخـّـاتِ القبــلْ .

على زجــاج العمْــر ؛ في الشـّرق الذبيـح ..

كــانَ حبـّـاتِ المطــرْ .

كــانَ عطفــاً وحنـانــاً .. وَ بَـللْ ؛

كــانَ عشقــاً غجـريّــاً ..

كــأنَ حُبـّــاً نرجسيّــاً ..

في كتــابِ الفــنِّ كــانَ ..

كــانَ شهـْـداً وعَسَــلْ .

إنـّـهُ " أوديــكُ " في أعْمـاقنــا ؛

يرْعـى غـزالاً .. ويـشـدو كـالحَجَــلْ .

*****

لا تقــلْ ؛   أنّ " أوديــكَ " رَحَــلْ .

لا أحِـبُّ ؛ في هـذا المقـام .. من هـذا الكــلام !

على اللسـان .. أوْ زلــلْ ؛

عـاشـقُ الزيتـون .. أبـديّ النـّـار ؛ جمْـرٌ مشـتعـلْ .

إنـّي أراهُ .. عـاشق الزيتـونــة ؛

على أغصـانهــا ؛ يسْـقط عذبـاً شجيّـاً..

مِثـلَ حبـّـاتِ الطلـلْ ؛

يسْـنـدُ الظهـْرَ على قـامتهــا .. يطمئـنّ لحبيـب ٍ ؛

في أحضـانـهِ الطنـبورُ .. جـِـدٌّ وعَمَــلْ .

يعْــزفُ مـا شـاءَ لهــا ؛ من مقــام الكــرْدِ ؛

كـلّ أصْنـاف الغـزلْ .

وأرى الـزيتونـة .. في حضْـرتِـهِ  راقصــة ً؛

تتهــادى ؛ بحَيَــاء ٍ وخجــلْ .

*****

لا تقــلْ أنّ " أوديــكَ " رَحَــلْ .

لا تقــلْ .. زالَ الجبـَـلْ .. !

لا تقــلْ .. أنّ الـنرْجـسَ ..!

في السهــول , والهضــابِ  .. قـدْ ذبــلْ ؛

فـأنـا أعلـمُ يـا شجـر الزيتون .. الخطـْـبُ جلـلْ .

وأنــأ اعلـمُ ..! أن وتــرَ الطنبــور مُحْمـرّ المقــلْ .

وأنـا أعـلمُ .. كـمْ كـانتْ أنـامِلـهُ.. نقــاشـاً وجَــدلْ .

كـان إرثـا ًوتـراثــاً ؛

شـربَ الشـّرق من ألحـانِـِه ؛ ثـمَّ أكـلْ .

لا تـسلنـي يـا صديقـي ..!

فالحيــاة مُـرّة ٌ منْ بعْـدك .. على روابينــا المَلــلْ .

*****

كــانَ .. حنجــرة الجَبــلْ ..!

كــانَ في الـوادي ينـابيعــاً .. وحُلمــاً وأمَــلْ ؛

وعلى النهْـر تـدلـّى ؛ بالجدائـل ِ  .. والخصـلْ

كــانَ في العـزف نشيـداً .. وحكـايـا , وجُمــلْ .

كــأنَ صِـدقـاً عفويّــاً .. دونَ شكـوى وكلـلْ ؛

يـا شجَـرَ الزيتـون ..!

  آهٍ  .. لا تـقولـي مـا العمـلْ ؟

لا تـخلعـي .. ثوْبَـكِ الأخضـرَ ؛ فربيـعُ الحُـبِّ زاه ٍ ؛

في جنـان الخـلدِ بـاق ٍ لمْ يَـزلْ .

هـلْ تقبلـين .. عن نغـم الطنبـور بُــدّا ً أوْ بَـدلْ ..؟

روحُ " أوديـكََ " سـيبقى .. على أغصـانك بُـلبـلاً ..

في سـاحِكِ .. هـذا البطــلْ .

وأنـا أعـرفُ ..!

 ربّـمـا من الحُـبِّ صريـع ٌ .. مـا قتـلْ .

هـذه الدنيــا ..! حِكمتهــا :

لا تقـلْ أصْـلي وفصْـلي أبَداً .. إنمـا أصْـلُ الفتى مـا قدْ حَصَـلْ .

*****

عفرين 5 / 6 / 2007

===========

=====

 

( أغانٍ شرقية )

َالعــامُ الدِّراسـي

اليـوْمَ .. !

دَعَـاني صِـدقُ إحْسَـاسي ؛

جلسْـتُ إلى نفـْسي ..

سكبْـتُ العُمْـرَ في الكـاس ِ .

اِسْـتـدْعيـْتُ ؛

جُنـْدَ آلامـي وحُـرّاسـي ؛

فمَـا بخِلـوا .. وجَـادوا ..!

بـأصْـنافٍ وأقـْوام ٍ وأجْنـاس ِ .

ورُحْـتُ أشـْربُ زمَنـاً ..

بـلا لـوْن ٍ .. ولا طعْـم ٍ ؛

مَـعَ الإحْبـاط ِ واليـاس ِ .

مَـعَ الريـح ِ ..!

يَهُـبُّ الشـّرقُ عـاصِفـة  ً ..!

من الخـوْفِ .. كتمْـتُ ؛

كـلًّ أسْـراري ؛ وأنفـاسـي .

*****

اليـوْمَ .. !

دَعَـاني صِـدقُ إحْسَـاسي ؛

جلسْـتُ إلى نفـْسي ..

طوَيْـتُ .. جلـْدَ كـُرّاسـي .

ومَزّقـْتُ دَوَاويـني ..

ذبحْـتُ .. كبْـشَ آلامـي بسِـكين ؛ِ

أنـا الجُـوعُ .. !

أنـا البُـؤسُ .. !

أنـا المظـْلومُ في الشـّرْق ِ.. من قـدََمي إلى رَاسـي .

طويْـتُ حـاضِري المُـرَّ ..

لأفـْتحَ صفحـَة َ المـاضي بنِبْـرَاس ِ.

رأيْـتُ .. ثمّ رأيْـتُ .. !

الفقـْرَ والحِرْمـَانَ مِنْ حَوْلـي ؛

ومِنْ فـوْقي ..!

تجْـري مِنْ تحْـتهـَا الأنهَـارُ ؛

على ظهْـري .. بأكـْدَاس ِ .

*****

اليـَوْمَ .. !

دَعَـاني صِـدْقُ إحْسَـاسِي ؛

جلسْـتُ إلى نفـْسِي ..
أرَاجـعُ في حِسَـابـَاتِي

معَ الأيّــام ِ ..

معَ الأحْــلام ِ..

معَ الأقـْـزام ِ ..

ِوعَـدّاس ٍ ودَبـّاس  ِ.

معَ الليْـل ِ.. ! كـمْ عـانيـْتُ إلى الصبْـح ِ ؛

أضْـربُ أخمَـاسـاً بأسْـدَاس ِ .

وقـاوَمْتُ كوابيسـَاً .. من أظـْلافِ دعـّاس ِ؛

أعيـدُ الجَمْـعَ والطـرّحَ .. أدَقــّقٌ في سِجـلاتي ؛

أوَفـِّي دَيْـنَ  نخـّاس ِ.

كسَحْـتُ كـُلّ أفـْراحي وأتـْراحي ؛

بالإزمـيل ِ والفـاس . ِ

تفقــّدتُ رسـاميلي من َ الأرْبـاح ِ ..

آه ٍ .. !

أخيـراً أعـْلنُ في الشـّرْق ..

 مَـدى ذلـّي وإفـْلاسي .

*****

اليَـوْمَ .. !

دَعَـاني صِـدْقُ إحْسَـاسي ؛

جلسْـتُ إلى نفـْسي ..

كسَـرْتُ كـُلّ أقـْلامي , مَحَـوْتُ سَطـْرَ قرْطـاسي .

حطـّمْتُ ..

 خلعْـتُ ضِـلعَ أصْنـامي ؛

رَبَطـْتُ  .. جميـعَ أحْـزاني وآلامِـي ؛

إلى قلبـي بأمْـرَاس ِ.

وخـاطبْـتُ ..

أبـي .. أمّـي .. !

أخـي .. أختـي .. !

في شـرقنـا ..

 مـَا أصْعـَبَ العَـيْشَ معَ النـّاس ِ.
يـا وَيلهُمْ .. نـافـسُـوا الجـِن َّ ؛

أعُـوذ ُ بـاللهِ  ..!

 مِنْ وَسْـواس ٍ .. وخنـّاس ِ.

*****

اليَـوْمَ .. !

دَعَـاني صِـدْقُ إحْسـاسي ؛

جلسْـتُ إلى نفـْسي ..

تمَـالكـْتُ ..

 زنـْتُ أقـْداري بقسْطـاس ِ.

وجرّبْـتُ من الوَصْفـات ِ كيْ أحْـمي ؛

في داخـِلي الإنسـان َ .. مِنْ أحْـقـاد ِ أنـْجـَاس ِ.

وعلقـْتُ على صَـدْري تعَـاويذي ..

طرَقـْتُ كـُلّ أجْـراسي .

في شَرقنـا ..

 عَبَـرْتُ مَمـَالكَ الظلمَـات ِ ؛

مِنْ قـفـْقـاسَ .. لأوراس ِِ .

ختمْـتُ فصْـلنـا المُمْتـدَّ ..

 بيْن َ الغـار ِ والآس ِ.

ختمْـتُ عـامَنـا المَيْمُـون َ ..

في الأحْـزان .. والأشجـان ِ ؛ دونَ أعْـراس ِ.

وكُـلُّ الفضـْـلُ والعِرْفــان ِ يعـودُ ..

للترْهيـبِ والترغيـبِ والتعْـذيبِ الأسَـاسي .

*****

اليَـوْمَ ..!

أدْعُـو كـُلّ آلامـي..! وطـلابي لقـُـدّاس ؛

اليَـْومَ ..!

أشيِّـعُ الزفـرَاتِ ..

 والحَـسَراتِ .. والعَبَـراتِ ؛

أطمُـرُ في التـاريخ منهـاجـاً..

تـتـلمَـذ في معَـاهِدهِ ؛

كـُلّ عطـّاس ٍ, وغطـّاس ٍ, وسَـوّاس ِ.

فهنيئـاً آلَ جسّـاس ِ.

وفخـْراً .. تخيّـرْتُ لأنّ العِـرْق دسّـاس ِ؛

ومرحـى .. يـا ابْـنَ فرْنـاس ِ.

فقد طـار ؛ في يوْمِنـا هـذا ..

 أسْـرابٌ مِنَ الهـمِّ ؛

بريـش ٍ.. مِنـْهُ يـاقوتٌ، ومرْجـانّ وألمـاس ِ.

وداعـاً .. آل سَـاسَـانَ ؛

وداعـاً .. آل طــورانَ ؛

وداعـاً .. عصْـرَ عبّـاسي .

وداعـاً ..

 عـامَ دراسـي .

*****

24 / 5 / 2007

========================

عندمـا أسَــافِرْ

 عِندَمـا أسَــافِرْ ..

عِندَمـا أهْجُـرُ مُـدامَ الحَيـاةِ ، أغـادِرْ  ؛

أتسَـاءَلُ ..!

هَـلْ يَبْـقى لِـي في أذهـانِـكمْ أثـرْ ..؟

هَـلْ سـَيَشُـدّني إلى دُنيـاكُمْ وَتـرْ ..!

 *****

 أظـنني مِنْ بَقـايَـا المَحَطـة !

عُلبَـة نِفـايـاتْ !!

عَقـْبُ سِيكـارَةٍ .. لمْ تبْـقَ فيهـا جُرُعـاتْ .

قِشْـرَة مَـوْزٍ مَرْمِيّـة ْ ..

عِندَهـا ..!

 سَـلامٌ على المَـوْتِ وألـفُ تَحِيّـة ْ .

 *****

قبْـل أنْ أرْحَـلَ ..

سَـأميطُ اللثـامَ عَنْ وَجْـهِ هَـذا الفـارسْ .

عَنْ ألـمِي !

عَنْ وجْهـك العـابسْ .

أزيـحُ السّتـارَ عَنْ نفـسِي ؛

عَنْ رَقصَـةِ الأفكـار في رَأسـِي ,

عَنْ عَقلـِيَ اليـابـسْ .

*****

قبْـلَ أنْ أغـرُبَ عَنْ وَجْهـكَ ..!

سَـأزيـلُ الطحـالِبَ عَنْ آهَـتي .

أكْشـِفُ لـكُُُمْ عَنْ رَصيـدي مِنَ الحُـزنْ ؛

عَنْ ثرْوَتـي خـِلالَ نِصْـفِ قـرْنْ ,

أسْـتنطِقُ بُـرْجَ المِيـزانْ ..

إنْ وُجـِدَ عَـدْلٌ في شـرقنـا المزيّـفِ !

أمْ كـانَ مُجَـرّدَ عُنـوَانْ ؟.

 *****

الشّـرْقُ ..!

 ضَـاقَ ذرْعـاً بأمْثـالي .

أنـا المُهْمـِلُ .. الكَسُـولُ ؛

الضّـائعُ في سـرْوالـي ؛

لسْـتُ الرّجـلَ الـذي لا يُعـادْ ..!

التـاريخُ يَجـودُ بكثيـر مِنَ العَبيـدْ ؛

والشّـرْقُ أراهُ .. يَشْـكو الكَسـادْ .

 *****

 سَـأسَـافِرْ ..!

مِثـلَ طيـور قرْيـَتي في الخَـريفِ ؛

 أهـاجِرْ ..!

أتْـرُكُ لـكُمْ الحَبْـلَ على الغـاربْ ؛

أخْـلِي مَوْقِعـِي لِعَبْـدٍ جَدِيـدْ ..

اِفـْعَلوا بأحْـزانـي في الشـّرْق ؛

 مـا شِئـْتُـمْ ..!

آلامـِي بـاقيَة على صَـدْر التـاريخ  ؛

تلـْعَنـكُمْ إلى الأبَـــدِ ..

 ودُمْـتــُــمْ .

 *****

م . محمود الخليل 12 / 5 / 2007

enalkhalil@yahoo.com

 

" برسْــم البيْــع "

 نحـنُ ..

ثـاني أوكسـيد الكرْبـونْ !

نرْقـصُ في ثقـبِ الأوزونْ ؛

ننـْحتُ في سقـفِ البيـتونْ .

نحـنُ .. تجّـارُ الأفـيونْ !

الشّـرْق .. برَسْـم البَيـْع ؛

للقضـايـا ..

بدون رَيـْع .

منْ هِمَـلا يـا ..

منْ آراراتَ ..

لأوراسَ ..

أوكـّـازيـونْ .

*****

نحـنُ ..

ثـاني أوكسـيد الكربـونْ !

نحـنُ .. أصْحـابُ السّيـكار , و الأرْكيـلةِ ؛

نحـنُ .. أصْحـابُ الغلـيونْ .

الشّـرْق .. دَوْمـاً في المَـزادِ ؛

تحْـت شَجَـر الزّيـزفـونْ .

بمـا فيـه ؛ منْ رُعـاع ٍ..

منْ عِبـادِ ؛

مَنْ يـدْفعْ ؛ نقـداً عُرْبـونْ ؟

مَنْ يسْحـبْ وَرَقَ البَسْـتـونْ ؟

مَنْ يمْـلكْ منكمْ مليـونْ ؟

نحـنُ .. أحفـادُ فرْعـونْ .

*****

نحـنُ ..

ثـاني أوكسيـد الكرْبـونْ !

نحـن خرّيجُـو السّورْبـونْ ..

سايْكـسْ ـ بـيكو , مكمـاهونْ .

نـسْبحُ .. في نهْـر جيحـونْ .

الشّـرْق .. في سُـوق الكَمّـونْ ؛

بَـرّاً .. بَحْـراً ؛

حَجـراً .. شَجَـراً ؛

غسّـلنـاهُ بالصّـابونْ ..

عطّـرْنـاهُ بالليْمـونْ ..

في يَـدِهِ .. غُصْـنُ الزّيْتـونْ !

قـرِّبْ ..

جـرِّبْ يـا زُبـونْ .

نحـنُ .. وَحْـشُ المـاراتـونْ .

 

*****

نحـنُ ..

ثـاني أوكسيـد الكربـونْ !

نحـنُ أفـلامُ الكرْتـونْ ..

نحـنُ مَنْ فـوْقَ القـانـونْ ..

الشّـرْق .. في سُـوق العَطـونْ !

لحْمـاً .. عَظمـاً

كُتـُبـاً .. رُسُـلاً .. أفـلاطـونْ .

صَفقـة ْ ..!

ثَـرْوَة ْ , يـا قـارونْ !

أنْتَ .. ذو الحَـظِّ المَيْمـونْ ؛

في الدّهْـر .. في كـلِّ القـرونْ .

نحـنُ .. ثـوْرُ الأمـــازونْ .

*****

نحـنُ ..

ثـاني أوكسيـد الكرْبـونْ !

نحـنُ .. تـاريخُ الطـاعونْ ..

نحـنُ .. أوْراقُ الكوبـونْ ..

الشّـرْق .. في سُـوق البـارونْ !

فيه .. الخـانُ والكرْسـونْ ..

فيه .. السّـاقي والبتـْرونْ ..

فيه . طابـاتُ البـينـْبـُونْ ..

فيـهِ الأمَــمُ ..

سـاميّونَ .. آريـّونَ .. حـاميّونْ .

أيْن أنـتَ .. يـا ذا النـُّونْ ؟

نحْـنُ الآغـا .. نحـنُ البـاشـا ..

يـا خــاتونْ .

*****

نحـنُ ..

ثـاني أوكسـيد الكرْبـون !

نحـنُ .. نـاسٌ طيّبـونَ .. طيّبـونْ ؛

الشّـرْق .. مِنّـا مَمْـنونْ ؛

في جَنـّاتٍ و عُيـونْ ..

نعبـدُ مـا شـاءَ لنـا ..

 مِنْ آلام ٍ و شُجـونْ .

قـلْ يـا أيّـها الكـافرونْ !

الشّـرْق .. لمْ يعْـبُدْ رَبّـاً ؛

أنـتمْ فيـه مُخْـتلفونْ ..

نحـنُ .. جـَمْعٌ وَطنيّـونْ ؛

نحـنُ نَوْبـاتُ الجُنـونْ .

*****

يـا عُمّـالَ العـالم ِ .. اتحِـدُوا !

في أسْـرابِ السّـلمونْ ..

النّشـْرة الجوّيّـة .. ذاعَـتْ ؛

منْ سيـبريـا .. من الغـابـونْ .

الشّـرْق يغـزوه قصفـاً ..

حُمّـى غـازاتِ الكولـونْ ؛

الوَضْـعُ .. مُضْطـرِبٌ جـِدّا ً ..

لا تـهْتمّوا !

أنـتمْ .. أيّهـا الشرقيـونْ ؛

أنـتمْ .. في الحِفـْظِ و الصّـونْ .

أنـتمْ .. في عِلـم السّـكونْ ،

في الفحْـم ..

في قلـبِ .. ثـاني أوكسيـد الكرْبـونْ ..

انتهـتْ .. أخبَـارُ " نَيْـرونْ " !

شـُكْراً .. شُـكراً ..

سْبـاسْ .. بـارْدُونْ .

*****

م . محمود الخليل 28 / 4 / 2007

enalkhalil@yahoo.com          

====================

سيِّـدة ٌ دونَ منـازع

أيتهـا السيِّـداتُ والسَّـادة ْ ..!

وكمَـا جَـرَتِ العـادة ْ ؛

اِسْـمحوا لي باسْـم آلامـي ..

أفـتِتحُ لكمْ بوّابـَة القـلبْ !

هيّـا أفـْسَحوا الطـريقَ لآهـتي ؛

دَعُونـي أشـُمُّ الهواءَ باسْـم الشعـبْ .

وأنـتمْ يـا حرّاسَ الثـورة ْ !

اِنـْتشِروا كالجـرادْ ..

طوِّقـوا الـدّربْ .

*****

كـلُّ النـُّوَابْ .. !

كـلُّ أحْـزاني.. !

يرْتـدونَ الجلبـابْ ؛

يعْبـرون قـوْسَ الأبْـهَر في أبـّهة !

يعْـبُرون البـابْ .

*****

حـالمـا.. تـنتهي المُشـاوَراتْ ..!

رأسـي غرفـة عمليّـاتْ ..

حـالمـا .. يُـغتـالُ الفرحُ على مَسَـارح الشّرْق ؛

أقـرأ نعْيَهـا في الإعْـلانـاتْ .

كلُّ خليَّـةٍ في جَسـَدي .. غرْفـة سـرِّية ْ !

الأمْـرُ مُهـم ٌّ؛ لديْـنا قضيَّـة ْ.

*****

الخطـْبُ جَـللْ ..!

هيّـا .. تحرّكـوا على عَجَـلْ ؛

اِسْـتدْعوا جنـودَ الاحْتيـاط ْ ..

وأنـتمْ ! أيتهـا الأحْـزانُ ؛ يـا ضبّـاط ْ !

مـاذا تـنتظرون ؟

حـانَ الوقتُ أنْ تعْـقِدوا المُؤتـمرَ الأوّل لآلامي ,

حـافظوا على الانضْبـاط ْ.

*****

أيتهـا السيّـِدات والسّـادة ْ..!

كمـا جـَرَتِ العـادة ْ ؛

أتحـدّثُ إليْـكمْ مِنْ منصَّـةِ الشـّرفْ ..

الحضـورُ أنيقـو الهنـْدامْ !

عليْهـمْ بعْضُ مظـاهِر التـّرفْ ؛

مِنهمْ مَنْ يشـْكو الكسـاحَ ..

منهمْ مَنْ يمْـتازُ بالجَـنفْ  .

*****

آهـتي في الصّـدارة ْ.. !

صـلوا على النبِّـي ؛

فبحْـرُ آلامـي تنـْقصُهـا منـارة ْ.

أحْــزانـي ..!

مِنْ طبقـةِ النبـلاءِ والأشـْرافْ ؛

وإنْ بـدا عليْهمْ بعضُ مظـاهِر التنـاقضِ والاخْـتِلافْ !

جديرون بالاحتـرامْ ..

عليهم أفضـلُ الصّـلاةِ والسّـلامْ .

****

القـاعَة تـغصُّ بالكـآبة ْ..!

والجَـمْعُ يفتقِـرُ إلى مَنْ يُـلقي دُعـابة ْ

أسْـرعْ يـا أبـا زيْـدٍ ..

أسـرعْ إلى وَتـر ِ الرّبـابة ْ

فالمجْـدُ فيهِ شـامِخ ٌ؛ لا في ذلِّ الكتـابة ْ.

*****

هُــدوءْ .. !

التصْويـتُ إلى جـانبِ الفرَح خيـانة ٌعُظمى .

التصفيـقْ ؛ ثمَّ التصْفيـقْ ..

أنت ؛ أيـُّها الأبْـكم ..  أنت أيـُّها الأعْـمى !

كفـُّوا عَنِ الهُـتافـاتُ ..

لا وقـتَ للسَّـخافـاتْ ..

إنـَّها تـلوِّثُ دماغـي ؛
يصيبُـني الزُّكـامْ ؛

ينـْتابُـني الكـابوسُ في المنـامْ .

*****

أيُّـتها السيِّـداتُ .. والسَّـادة ْ..!

كالعَـادة ْ..

مـا زلتـُمْ في الشـّرْق حَديثـو الولادَة ْ ؛

لديـْكمْ .. القليـلُ مِنَ الخِـبْرةِ !

إطاعَة أولـي الأمْر ِ.. شـكلٌ مِن أشكـال العِـبادَة ْ ؛

يـلزمُكم المِـرانْ ..

في حَقـْل المَذلـَّةِ .. يلزمُكمْ عَزفُ الكمـَانْ ؛

يلزمُكمْ ؛ مَنْ يُرقـِّصُ القـرودَ .. مَنْ يُروِّضُ الأحْـزانْ .

*****

أيّـتها السـيِّداتُ .. والسـادة ْ ..!

يا آهـتي ..!

صاحِـبَة السـَّعادة ْ.. !

جمـاهيرُ البُـؤْس وفيّـة ْ ؛

أنـتمْ .. يا أصْحـابَ العُيـون العَسليّـة ْ ؛

أنـتمْ .. أصْحـابَ العيـدان الطريّـة  ْ؛

أنـتمْ .. أصْحـابَ العُقـول الغبيّـة ْ..!

طوْعـاً .. كـرْهاً .. عُبوديّـة ْ !

مشـاريعُ مَـوْتٍ في الشـرْق ؛

إنْ بقـيَ في العُمْـر بقيّـة ْ.

*****

أسْمَـعُ في القـاعةِ بعْضَ اللغـط ْ ..!

هنـاكَ بعْضُ الفوْضـى .. لكنْ أيْنَ الغلـط ْ ؟

اِنـْتهى التصْويـتْ ..

أشـْعِلوا عُودَ الكبريـتْ !

اِنـْتبهوا على البـارودِ .. على الدِّينـاميتْ .

******

أيّـتها السَّـيداتُ .. والسّـادة ْ ..!

كمـا جَـرتِ العـادة ْ..

تـُنـْتخَبُ آهـتي بالإجْمـاعْ ؛

سيِّـدة ً دونَ منـازعْ ..

على الألـم ِ.. على الحـُزن ِ.. على القيْـدِ !

على الفِـعْل المُضـارعْ .

*****

تـُحْمَلُ الآهـة ُ.. على الأكتـافْ ..!

كالعروسـةِ .. في ليْـلةِ الزفـافْ ؛

تـُتوَّجُ على رُؤوس ِ الأشـْهادْ ..

في شرْقنـا ..!

وسـائر البـلادْ ..

يُـنشرُ .. في الجَريـدةِ الرَّسْميّـة ْ !

كلُّ راع ٍ.. مَسْـؤولٌ عَنِ الرَّعِيّـة ْ.

 *****

م . محمود الخليل 14 / 4 / 2007

enalkhalil@yahoo.com          

==========

وَصَلنـي الخبـَـرْ

 وَصَلنـي الخبَــرْ ..!

أنـّكَ لا تقــرأ ُ ..

أنـّك لا تظــمأ ُ..

أنـّك لا تهْـتمُّ بمـا أكـتبُ ؛

لا تعْـبأ ُ.

*****

وَصَلنـي الخبَــرْ ..!

أنـّك تشـْكو من قـلة الوقـتْ ..

أنـّك تعبِّـدُ طرقـاتِ الـذلِّ ؛ بالإسفلـتْ .

أنـّك .. مُحْتـارٌ بينَ الحيـاة ؛

بينَ الـموتْ .

*****

وَصَلنـي الخبَــرْ ..!

أنـّكَ مُولـعٌ بالشـايْ ..

أنـّكَ تدخـِّنُ أفكـاريَ ؛ وتهْمِلُ شكـوايْ ..

أنـّك .. جائِـعٌ للحُريـّةِ يا مُنـايْ .

*****

وَصَلنـي الخبـَـرْ .. !

أنـّكَ ضائِـعٌ على طـاولةِ المقـاهي ..

أنـّكَ .. تحـاضِرُ في شـارع الملاهـي ؛

انـّكَ تضْربُ أطفـالكَ .. يـا إلهي !

*****

وَصَلنـي الخبَــرْ ..!

أنـّك لا تشـْبهُ البَـشرْ ..

أنـّك تعْبـُدُ مِنْ دونـنا .. آلهـة ً ؛

هـذا خطـرْ .

مَنْ عصـى سيِّـدَهُ في شرْقِـنا ؛

يعْـني كفـرْ .

*****

وَصَلنـي الخبَــرْ ..!

انـّك بالسـّعَـادَةِ تكفـِّـرُ ..

في وجْـهِ أفعَـالنـا .. تكشـِّرُ , تزمْجـرُ .

صِرْتُ أشـكُّ في أمْـركَ ؛ يكـفيكَ بطـرُ ؛

قـلنـا يـا موسى ..!

أضـربْ عَصَـاكَ .. هذا حَجَـرُ .

*****

م . محمود الخليل 1 / 4 / 2007

enalkhalil@yahoo.com          

=======

عَفـْــرين .. مديـنتي الفـاضلة

عفــرينُ ...

بنـْتُ شرْقِنـا المُدلـّلة ْ..!

قمـاشُهـا ..

حَريـرُهـا ..

ومخمــلهْ .

رئِـتنـا في الجَـَسدِ ..!

فـاتِحة كِتـابنـا والبَـسْملة ْ.

أزهـارُكِ على المَدى فوّاحَـة ٌ؛

فـاتِـنتي بعِطرهـا مُبَـلَّلة ْ .

والنحْـلة تمُصُّ مِنْ رحيقـها..!

فيهِ شفـاءٌ عَسَـلهْ .

الطـائِرُ يُـسبِّحُ بحَمْـدِهِ ..

 خيْراتـُكِ ؛ نِـعَمٌ في حَوْصـلة ْ.

آثـارُكِ ؛ تشْهَـدُ بأنـكِ عريقـة ٌ..

مِِنْ سَـالِفٍ وَأزلـهْ .

مُشكـلتي ..!

أنني أحببْتـُها بنظـرَة ٍ ؛

وَ أوّلاً ؛ بأوّلـهْ .

تسْـألني الجـارة ُ مُرْتـابة ً مُسْتعجـلة ْ..!

يـا جـارنا ؛ ما المُشكـلة ْ ؟

 *****

عفـْـرينُ ...

بنـْتُ الجبـل ِ.. ما أجْـمَلهْ !

في شرقنـا ..

في غيْمَـةِ الرّبـيع مُرْسـلة ْ.

نهْـرُكِ ..! خريـرُهُ نغـمٌ !

في عُنـق الطبيـعةِ .. قِـلادة ٌ وسِـلسِلة ْ.

غديـرُهُ مُعْشـوْشِـبٌ ..

على أشجـاركِ يَصْـدَحُ .. بُـلبُـلهْ .

السّهْـلُ في رُبوعِـكِ يقـْطرُ ؛

عَـرَقـاً .. تـعَبـاً ؛

فـلاحُنـا مُنهمِـكٌ  .. وعـامِلٌ وعـامِلة ْ .

خِرافنـا ؛ على سُـفوح الجَبَـل ,

بعُشْـبهـا مُنـْشغِـلة ْ.

مُشكلـتي ..!

أني هـائِمٌ بأصْلِهـا وفـرْعِها ؛

نظرتـي لجـارتي مُهْمِـلة ْ؛

تسْـألني ..!  نـبْرتُها عـالية ٌ سَـافِلة ْ؛

يـا جَـارَنـا .. هلْ لديْـكَ مُشـْكِلة ْ ؟

*****

عفـْـرينُ ...

عَروسَـة الزيْـتون في شرقنـا ..!

مِنهـا .. زيْـتنـا ؛ صـابوننـا ..

قلوبُنـا ؛ بالغـار مِنْ أنفـاسِهـا مُحَمَّـلة ْ.

عنقـودُ العنـبِ على الداليـةِ .. داليـة ْ؛

على الشـِّفـاهِ .. ربُّـنا قدْ حَلـّلـهْ .

زبـيبكِ .. وتـينكِ  !

حَـلاوة ٌ ؛ في حَـلاوةٍ .. ربُّـنا قدْ غسَّـلهْ .

الآهُ ..! مِنْ رُمّـانكِ .. !

خُـدودُهـا مُحْمَـرّة ٌ, خَجـِلة ْ ؛

حَبُّـها .. عقيقنـا في الزينـةِ ..!

المَسْبحَـة في صـلاتِنا .. والنـافِـلة ْ.

عُـنوَانهـا ..

" البـاسوطـة " .. الصِّحَـة ؛ العـافيـة !

طوبــى لـكَ يا آكِـلهْ .

اِشـْربـي مِنْ عصيـرهِ وانـْتعشي

 يـا جـارتي .. يـا جـاهلة ْ !

كفـاكِ أنْ تقـولي لي ..

 يـا جـارنـا .. ما المُشـْكِلة ْ ؟

*****

عفـْـرينُ ...

الوَاحَـة ُ الخـلابـة ُ في قـاحِلة ْ..!

لثـغركِ البـاسِم ؛

إلى الشـَّمَـال .. تشيـرُ البوْصـلة ْ . 

يقصـدُ ظـلالكِ الوارفـة .. الجـمَلُ والقـافِلة ْ .

كمْ وَدِدْتُ في أحْضـانكِ ؛ أنْ أجـدَ سـاعتي مُعطـّلة ْ ؛

يَجْمُـدُ في مينـائِهـا العقـْرَبُ ؛

تسْقـط مِنْ أحْـشائِهـا المُسنـّنُ  .. والعَتـلة ْ .

أنـامُ في جفونِـكِ حـالِمـاً ..

أعـيشُ تـلكَ المرحـلة ْ .

أداعِـبُ البـراعِمَ ..

أدْفـعُ مهْـرَكِ ؛ المُؤخـّرَ .. مُعَجَّـلهْ !

في معْهـدِ المَحبّـةِ ..

أكتـبُ وظيفـتي ؛ أحـلُّ المسْـألة ْ؛

أطـرُقُ بـابَ جـارتي المُغفـّلة ْ ..

أسْـألهـا .. ما المشـْكِلة ْ ؟

*****

عفـْـرينُ ...

يـا حبيبـة ً مُبجّـلة ْ!

القـلبُ في غـرَامِكِ مُتيّـمٌ ..

وَأوّلُ الرّقـْصِ حنـْجَلة ْ.

النـّارُ في القـلبِ .. أمْ على جبـالكِ مُشـتعِلة ْ.

أنـا .. بيْنَ الرّمـادِ جمْـرة ٌ..

أنـْتِ على  الشـِّفـاهِِ خمْـرة ٌ..

في الأوْديَـةِ .. صرْخـة ٌ مُزلـْزلـة ْ.

في الموْسِـم .. !

الصّـرعَـة ُ والقـُنـْبـُلة ْ !

أحِبُّـكِ ..! يـا شيرنـتي المُعَسَّـلة ْ ؛

إنْ جئْـتني مـاشِية ً.. أجيئُـكِ هَـرْوَلة ْ.

أحِبُّـكِ .. لا يُمْكِـنني إلا َّ أنْ أحِبَّـكِ  ؛

لغيْـركِ .. عواطِــفي مُفـْتعَـلة ْ.

تعودُ جـارتي في الصَّمْـتِ .. عـال ٍجَـَدلـهْ !

أشـكُّ في أمْـركَ يـا جـارنا ..

مـا المُشـْكِلة ْ ؟

*****

عفـْـرينُ ... يـا حبيبـتي ..!

 أبْـدأ رحْـلتي في عيونـك الذابَـلة ْ؛

أجْلِسُ خلفَ المِقـْوَدِ ؛

تـدورُ في سيّـارتي العَجَـلة ْ.

في زوّادتــي ..

دفـترٌ وقـلمٌ ونقطـة ٌ وفـاصِلة ْ .

أزورُكِ ..

أنـْعَطِفُ يُمْنـة ً وَيُـْسرَة ً..

أزيـحُ كلَّ معْضِـلة ْ .

في الجَبَـل كهوفـُكِ .. قصـورُكِ !

أمْـلأ سِـلاليَ بنـوركِ ..

أحـسُّ ؛ بالفرْحَـةِ مكتمِلـة ْ.

ألسْتـمْ أنتـمْ إخوَتي ..؟

أنتـمْ أفــرَادُ العـائِلة ْ !

وأنتِ يا جـارتي ..!

عُيونـكِ بالسـَّهَر والأرَق ِ مُكحّـلة ْ ؛

على درج المنزل ِ ؛  طـالِعَة ً نـازلة ْ ؛

هلْ عِنـدَكِ مِنْ مُشـكِلة ْ؟

*****

عفـْـرينُ ...

 يـا مدينتي الفـاضِلة ْ!

مدينـة ٌ تـاجُها ؛ بالمَحَبّـةِ مُكَلّلـة ْ.

وغيْـرُها ..

في سـاحِها ؛ المشـْنقة ُ والمَقـصَلة ْ .

مديـنتي ..!

شجـرة ٌ بـاسِقة ٌمُظللـة ْ؛

تحْـتَ أغصـانها ..!

النـّرْجسُ آمِـنٌ  .. زاهيـة ٌ قرُنـْفلة ْ.

خِلـّها ..! خليلنـا ..

عدوُّهـا في الغـابةِ ؛

 أفـْعى الأصَـلة ْ..الأصَـلة ْ!

كلنـا في شرْقِنـا .. كتيبـة ٌالمَحَبَّــةِ ؛

بالأخـوّةِ مُجَوْقـلة .ْ

أحِبُّـكِ ؛ أعْشقـكِ !

أشـدُّ شعْـرَكِ .. الضـّفيرة المُجـدّلة ْ!

بدونِـكِ ؛

قـصائدي مهْـزلـة ٌ في مهْـزلـة ْ.

اليَوْم جـارتي ؛ بالغيـرةِ مُكبّلـة ْ؛

تـأوَّهَتْ .. سَكتـتْ ؛

عَجَبـاً.. مـا المشـْكِلة ْ!

*****

عفـْـرينُ ...

يـا فتـاتيَ المُدلـّلة ْ..!

يـا شيريـنتي المُعسّـلة ْ ؛

الحصينـة ُ بحُبِّـنا ..

مَلِكـة ُ الجَمَـالِ في عُروضِنـا ؛

في الفيـلم .. بطـلة ْ .

في حياتنـا .. برامِـجٌ , مُسَلسَلهْ .

إليْـكِ ألـْفَ قبْـلةٍ ..

في حقـْلكِ .. أضـمُّ كُلَّ سُنـبُلة ْ ؛

فشرقنـا بدونِـكِ..

إمّـا أرْمَـلٌ أوْ أرْمَـلة ْ.

الجـارة ُ تطـرُقُ بـابنـا .. بغيْظهـا منـْفَعِلة ْ ؛

تطـْرُقُ حـائِط الرُّجولـةِ في عـالمي !

أبْـوَابُهـا ؛ مُؤْصَـدَة ٌ مُقـْفـلة ْ .

في وجْهيَ مـا تزال تصْرُخُ ..

 يـا جارنـا مـا المُشـْكِلة ْ..!

عفـْـرينُ ... يـا مديـنتي ..!

أحِبُّـكِ .. !

في العَـاجلةِ والآجـلة ْ؛

فلـْتسْمَعي يا جـارتي .. صوْتـيَ هَـلهلهْ .

 

****  

 

=====================

الخـلاصــــة

جـسّ الطّبـيبُ نبْـضَ الشـّرق ..!

جَـسّ العـِرْق .

مِنْ خـِلالِ سَمـّاعَتهِ ..

أجْـرَى اِتّصـالاً هـاتِفياً ، مَعَ الحَـواسِ الخـَمْس .

الحَـرارةُ مُرْتفعـة ٌ ..

وَقـودُها النـّاسُ و الحِجـارَة !

الضّـغطُ يقتـربُ مِنْ حـدِّ الانفِجـارْ ؛

لا أحَـدَ في الشّـرق يَمْـتهِنُ الرّجُـولة ..

 وَ يَغسـِلُ العــارْ .

*****

دُقـّوا نـاقوسَ الخَـطرْ ..!

اِفـْرضـوا الأحْكـامَ العُرْفِيّـة !

أعْلِنـوا حالـة الطـوارئ ؛

أيْن النـَّخْـوَة .. ؟

أيْن الحـَمِيـّة .. ؟

اِرْفـعوا الجـاهِزيّة القِتـاليّة .

الوَضْـعُ دَقـيقْ ..!

اِجْمَعـوا الغِلْمـانَ و الرّقيـقْ .

*****

بـَدأ العَـدّ العكْـسِي ..!

الطبـيبُ يضَـعُ الخـوذة ،

يلْبَـسُ الـدّرْع ،

هَكـذا يقتـضي : الأصـْلُ ..

يطـلبُ الفـرْع .

اِمْتـشقَ مِبْضـَعَ الجـرّاح ؛

حَلـبَ الضـّرْع .

يُسـابقُ الزّمـانْ ..

يبْحـثُ في جَسـَدِ الشـّرْق عَنْ صَمّـام أمـانْ ؛

يبْحَـثُ عنْ قـميص عُثمـانْ .

*****

في رمـال الشـّرق ..!

يبْحـثُ الطبـيبُ عنْ بيْـتِ الـدّاءْ ؛

عنْ مَصـْدَر التـشْويش .. ببـالِغِ الذكـاءْ .

يُرْسِـلُ إشـارَةً مَعَ الرّيـحْ ..

يُهـدّئ رَوْعـي ..

الـدّيكُ في البَـيْض يَصيـحْ !

يَبْـدأ بعـَزْفِ الكَمـانْ ..

يَشُـدّ الرّكـابْ ..

يُرْخــي العَنــانْ .

لمْ أعـُدْ أفـهم مـا يجْـري حوْلي ..

 يـا تَرْجُمـانْ !

*****

أنْفـاسُ الشـّرق تتسـارعْ ..!

دُقـّوا طبـولَ النّـصْر .

يرْقـصُ كَفيـلٍ أهْـوَج !

الكـلّ يخـافُ على أرْكـان القصْـر .

يرْكبُـهُ المَرَضُ كَقـرْدِ النّسْنـاسْ ؛

يقفـِزُ على ظهْره من الخـَدَرِ .. إلى النّعـاسْ .

قـلْ أعُـوذ بـرَبِّ النـَّاسْ ؛

دَوِّنْ مـا يَجـْري يـا عَبـّاسْ !

*****

هـُدوءْ ..!

بــَلاغٌ عَسْكَري .. مِنْ غُرفـة العَمليـّات !

مَعـِدَةُ الشـّرق مُتْـخَمَة ٌ بعِظـامِ الأبْريـاء ؛

تفـوحُ مِنْ أحْشـائِهِ رائِـحَة الـذلِّ ؛

أمْعـاؤُهُ الغليظـة ..

تلـْتـفّ حَوْلَ رَقـبَتِه كثعْبـانٍ أرْقـط .

لـدَيْهِ قـلْبُ فـأر ..

ليْـس بـذاتِ كَـبِد .

الخُـلاصَة ْ !

أطْـلِقوا عَليْهِ .. رَصـَاصَة ْ.

*****

المهندس محمود الخليل 9 / 3 / 2007

================= 

يا عـــذرا

 هُـــزِّي إليْـكِ ..!

بجذع النخـلةِ ..

تساقط ْ عليكِ رُطباً جنيّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

جَذعَ العقـل ِ..

مَنْ قال..َ أنَّ الشّرقَ غبيّــا ؟ .

*****

هُـــزِّي .. !

جذوعَ الرِّجـال ِ..

تنـْبتْ في الوجوهِ شواربَ عصيّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

صُدورَ النـِّساءِ ..

تلِدْنَ الشـّجاعَة ؛ تلِدْنَ القويّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

جَذعَ الشّـرْق ِ..

تـدُرْ في فلكِ الحياة هنيّــا .

*****

هُـــزِّي ..!

شجرةَ الحُريَّـةِ ..

تهُبّ العواصِفُ على صحارى الذلِّ فريّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

قرْصَ الشـّمْس ِ ..

يتفجَّرْ بركانُ الغضبِ دويّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

ضميرَ العـالم ..

يشبع ِالأطفالُ أمْـناً زكيّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

عرْشَ الطغـاةِ ..

يخْسِفْ بهمُ الأرضُ ؛ تصبحْ نسْياً منْسيّــا .

*****

هُــزِّي .. !

الكـوْنَ ..

تساقط النجومُ في ظلماتِ النـّفس ِ؛ تغـْدُ جليّــا .

*****

هُـــزِّي .. !

قلمـي ..

تقطر الآهاتُ طازجة ً شهيّــا .

 ****

هُـــزِّي .. !

النخـلة ..

كلي واشربي ؛ قرِّي عيْـناً ,

سيتكلمْ مَنْ كانَ في المهْدِ صَبيّــا .

 *****

يا عــذرا ..!

هُـــزِّي .. جَذعـَكِ ؛

سَيَـلِدْ في الشّرْق مَنْ لمْ نجْعلْ لهُ ؛

في الأرْض ِ سَمِـيّــا .

*****

المهندس محمود الخليل 27 / 2 / 2007

 

 

فالانتاين في ورطــة

 في الجنـَّةِ ..!

اِرْتديْتُ ثوْبَ الحياةِ .

فـُرِشَ ليَ الطريقُ .. بالوَرْدِ و اليَاسمينْ !

سَبحْتُ في أنهار ٍ.. بعْضُها مِنْ لبـَن ٍ؛

و بعْضُها .. مِنْ عَسَـل ٍ؛

لـذ ّة ً للشاربينْ .

رغمَ أنني مِنْ سُلالةٍ .. من نطفةٍ  ؛

 ماءٍ مهينْ .

و أبي ..! حضْرتهُ ما هُوَ ؛

إلاّ قبْضَة ٌ.. حقيرة ٌ مِنْ طينْ .

*****

الجنـّة .. بلا ناسْ ؛

قليلة ُ العَوَاطِفِ .. عديمة ُ الإحْساسْ !

باردة ُ الأنفاسْ ..

كئيبة ٌ.. مُوحِشة ُ المَـداسْ .

أصَابني الضّجَرْ ..

لمْ ينـْطِقِ الحَجَرْ ..

بيْنَ أعْضاءِ جَسَدي !

اِنـْتشرَ الخبَرْ .

*****

تبرّعُوا ليَ بصاحِـبة ْ..

واضِحةِ المَعَالِـم دون شائبة ْ !

من تحْتِ أقـْوَاس النـّصْر خرجَتْ تائبة ْ .

من ضُلعيَ الأعْسـَرْ ؛

خرجَتْ جميلة ً.. تمْشي الهُوَيْـنا !

زُفَـّتْ إليّ !

على شِفاهِها .. دمِيَ الأحْمَرْ .

*****

شبَكتْ يدَها في يَدي !

لامسَ جَسَدُها .. جَسَدي .

دعَوْنا مشاعِرَ الحُبّ ؛

غرّدَتْ عصافيرُ الجنـّة ؛

أقمْـنا العُرْس .

قضيْـنا شهْرَ العَسَل ..

هُـناكَ ..

لا عيْنٌ رأتْ .. وَلا أذنٌ سمِعَتْ .

وَلا خطرَ لكمْ على بالْ !

طبعاً .. كنا في أسْعَدِ الأحْوالْ .

****

آهٍ ..

 لتلكَ الأيام الخَاليـَة ْ..

كانت فيها فاكهة ٌ ..

عِنبٌ ذو قـُطوفٍ دانيَة ْ.

الحقّ .. أصَابنا البَطرْ !

صِرْنـا  نبْحَثُ .. عن الخلودِ في الشـّجَرْ .

أصابتـْنا عيْنُ الأفعى بالرّمَدْ ..

أصابنا سهْم ُ الحَسَدْ !

أصابَـنا الكمَدْ .

*****

وقـْتها لمْ تكنْ الخرَزة ُ الزرقاءْ ..

لمْ تردْ في مُعْجَم اللغاتِ !

كلمة ُالأرضِ ..

لمْ يَكنْ في الأفقِ سَمَاءْ .

أصَابني الذهولُ .. أحسَسْتُ بالغباءْ

قيلَ لي يَوْمَها ..

على جبينكِ كـُتِبَ الشقاءْ .

*****

تعثـّرَتْ قدَمَايَ بالخطيئةِ !

صُعِقَ عَرْشُ الإلهِ ..

امْتعَضَ .. مِنْ هذا الوَلدِ الطائِش ؛

بسم اللهِ ..

نثرَ الخريفُ على سوْءتي !

ما شاءَ مِنْ أوْراقِ الشـّجَرْ .

عَصَفَ البَرْقُ في أحْشائي ..

اِنـْهارتْ دُموعي ..

هَطلَ المَطرْ .

*****

تزحْـلقـْتُ ..!

سقطـْتُ مِنْ مَجْدِ اللهِ في الأعالي ؛

إلى ..

في الناسِ المَسّرة ُعلى الأرضْ ..

فتحْـنا حانوتَ الألمْ !

اِبْـتدأ العَرضْ .

أنْتِ أيـّتها الحبيبة ُ.. على شِفاهيَ نغمْ .

أنتِ .. الوُجودُ ! ونفـْيُ العَدَمْ .

*****

في هذا المُنْعَطفِ الخطيرْ ..

كانتْ صديقتي مُخلِصَة ً.. ما زلـْتُ سيِّدَها !

تتبعُني كأنني أميرْ !

تقاسَمْنا التفاحَة سَويـّة ً..

ما زالَ طعْمُها تحْت أسْناني ؛

سقطتْ ناعِمَة ً في أحْضاني ؛

تتنفـّسُ الصُّعداءْ !

ما أجْملَ في عالم الزوْجيّةِ .. في عالم الأحياءْ ..

بضْعة َ غراماتٍ من المَحَبـّةِ , مِنَ الوَفـاءْ .

شاركتـْني الهُمومْ ..

أحْصَيْـنا معاً لأولِّ مرةٍ ؛ سماءً فيها نجومْ !

*****

جدّدْنـا العزمَ .. بقيْـنا على العَهدْ ؛

بقيَتْ يدُها في اليَـدْ .!

أوْقـدْنا الشمُوعَ بحرارةِ اللقاءْ ؛

اِحْـتفلنا نحنُ الغرباءْ ..

سمِعْـنا ضرباتِ القلبْ !

اهْـتزَّ الكوْن ..

وُلِـدَ عيدُ الحُبِّ ..

وُلِـدَ عيدُ الأمِّ .. عيدُ الأبْ .

وُلِـدَ فالانتاين .. وَاصَلَ الدّربْ .

عَشِقَ الأرضَ ؛ شرقاً غربْ .

*****

فالانتاين في الشّرقْ ..!

لمْ يَجدْ ضالتهُ بَعْد .. لمْ يَسْتطعْ أنْ يُنـْجزَ الوَعْد ,

أراهُ مُثـْقلَ الخُطى ؛ يئِنُّ تحْتَ وطأةِ الأحْمالْ !

سيْفٌ ، ترْسٌ .. قوْسٌ ، نِـبالْ !

الوُحوشُ تحاصِرهُ ..

والأسْلِحة ُ ثِـقالْ ؛

تغْطسُ قدَماهُ  في حَرِّ الرِّمالْ .

يا وَيْحَ قلبي على حبيبتهِ !

في حِجْرها .. يَرْقدُ ألفُ سؤالْ .

*****

فالانتاين الشرقيّ .. رُبّـما لقاؤهُ مُحالْ !

رُبّـما شمْسُه إلى زوَالْ !

أوْ رُبّـما .. تجدُهُ في الجَبْهَةِ ، في أجنـْدَةِ القِتالْ .

الحُبُّ عِندنا سِلعَة ٌ..

السَّطـْوُ على دِرْهَمِهِ مَفـْخَرَة ُالرِّجالْ !

في شرْقنا ..

تـُنالُ كلُّ غايَـةٍ .. باللعِبِ على الحِـبَالْ ,

فالانتاين .. في شرْقنا في وَرْطةٍ !

يدَّعي بأنـَّهُ يحقـِّقُ الآمالْ .

*****

أراهُ مِنْ هاهنا .. مِنْ كهْفِـيَ المَسْحورْ !

أنهُ خارجَ السِّرْب ِ .. خارجَ النـّورْ ..!

خارجَ دائِرةِ الحُبِّ.. يعيشُ في القبورْ ,

رُبّـما يُـناشِدُ الربّ !

ويكتبُ أشعارَهُ ؛ يُكفـِّرُ عنْ ذنبْ ؛

لكنْ.. !

من المؤكـَّدِ في شرْقنا ..

أنهُ يخطـِّط ُ، يُبَرْمِجُ لخوْضِ حَربْ .

يحْتفلُ بالمَجَازرِ في عيدكَ ؛ أيّها الحُبّ !.

*****

المهندس محمود الخليل 13 / 2 / 2007

 

شرانِقُ الذلِّ

 على جمْر الغضَبِ ..

أطبخُ قلبكَ أيُّها الشرْقُ !

على طبقٍ مِنْ ذهَبٍ ؛

أقدّمُهُ وجْبة ً شهيّـة ً على مائدةِ اللئام ِ.

و بمعالقَ مِنْ فضّةٍ ؛

صُنِعَتْ خصِّيصاً مِنْ عِظام العَبيدِ ..

أنتفُ ريشكَ .

تذوبُ كالشّحْم في جوْفِ العَمالِقةِ !

يحْتفلُ القراصِنة ُ بصَيْدٍ ثمينٍ ..

ويشْربونَ دمَكَ نبيذاً .

*****

إلى جدارِ الخوْفِ ..!

أسْنِدُ مَعِدَتي الضّامِرةِ .

تعْلمونَ ..!

أنـّهُ لا ظهْرَ لي .

ربّما لمْ يكنْ جدِّي مِنْ سُلالةِ الفقارياتِ ..

بأحْجار الخوْفِ الكريمةِ أزيِّنُ قامتي المَمْشوقةِ ؛

لا مثيلَ لي في العالم !

ترْتيبيَ الأوّلُ في الذلِّ ..

كمْ سيكونُ الشّرْقُ سعيداً !

إذا كان ترْتيبكَ الثاني على سلّم الجُبناءِ .

*****

على صرخاتِ أيـْتام العالم ..!

أبني مجْدي .

وتزْدانُ قصورُ الظلم بأرْدانِ الشّهْرةِ .

أراهِنُ على الجائزةِ الكبْرى ؛

أقرأ في الكفِّ , وأبيعُ اليانصيبَ ؛

سيجْري السّحْبُ ..!

وأرْبحَ ذلـّكمْ يا أجْدادي ؛

أدْخلُ التاريخَ مِنْ بابهِ العالي .

*****

أيّها الشّرْقُ ..!

سأطوِّقُ عُنقكَ بحباليَ الصوتيّةِ ,

وألوي ذراعكَ ..

في يوْم ٍ .. لا ينفعُكَ فيهِ مالٌ ولا بنونْ !

و أسْـتردُّ ثمنَ بطاقتي عُنْـوَة ً.

أعْتِقُ رقبتي..

ولتعْـلم الدّنيا ..!

أنـّي كنْتُ ثانيَ اثنينِ في غار العنكبوتِ .

*****

أيّها الجالسُ ..

تحْتَ شجرةِ التوتِ في قرْيتي !

المُعفـّرُ ؛ بهُمومِ المواسِمِ ..

المسافرُ ؛ في جوْفِ السّحابِ .

ترْتطِمُ بقِمَم الجبالِ ؛

تضْربُ الأعْناقَ ؛

وتقطعُ كلّ بَنان ٍ؛

امْتدّ ظلكَ إلى القرونِ الوُسْطى ..

واسْتظلَّ بعَرْشِ حِكمتِكَ قلمي !

*****

أخْبرني ..!

أيّها الميِّتُ في وجْهِ الفقراءِ ؛

الرّاقِدُ تحْتَ سرير العار ..

متى سَتزْهِرُ شجرة التوتِ حريراً  ؟

و تتحوّلُ شرانِقُ الذلِّ نسوراً ؟

تسْطو على عُشِّ جدِّي ؛

تـنتهكُ حُرُماتَ شجرةِ العائلةِ ,

وتلتهمُ فِراخَ الخوْفِ في القفص الصدري .

متى أصْبحُ أميراً  ؟

*****

أخْبرْني أيّها الميِّتُ ..!

الرّاقدُ .. في وجْهِ المَوْتى .

متى ..؟

أقطعُ الحبْلَ السُّريِّ مِنْ رحِم العُبوديّةِ !

وأخْسَرَ أحَدَ أهمِّ ألقابيَ الشّرْقيـّة !

أسْتردُّ اسْمِيَ الثلاثي ..

في تاريخ باتَ يزْحَفُ على بطنِهِ ؛

يسْرقني في وضْح النـّهار ِ؛

يعْرضُني في المُتحَفِ ..

مُسْتحاثة الذلِّ ؛ في عالم الآثار ِ!.

المهندس محمود الخليل 28 / 1 / 2007

*****

أنا

-1-

رأسِـي ..!

بنكُ تسْـليفِ الأحْزانْ ؛

الصندوقُ الأسودُ في عالم ِالحيتانْ !

الجبلُ ..

الحجرُ ..

الشجرُ ..

فاكهة ُُ.. رمّانْ .

فبأيِّ آلاءِ ربّـكما تكذبانْ ؟!

-2-

صدري ..!

دفترُ توفير ِ الأحْلامْ !

كـتِبَ فيهِ بالخط ِّ العريضِ ؛

حقوقُ الإنسانْ .

فقطْ ..

يقلـّبُ صفحاتِهِ على ضوْء ِ القمرِ

جَوْرُ الزمانْ .

فسبّحْ باسم ربّـكَ ذوْ الجلال و الإكرامْ .

-3-

مِنْ عيْنيّ ..!

أطلُّ برأسي على جُثثِ المَوْتى ,

أطفالٌ ..

حِسَانٌ ..

شيوخٌ ..

هنا .. وهناك ،

في الشّرْق صنوْفٌ شتى .

سُبْحانَ الذي أضْحَـكَ ، أبْكَى !

-4-

في أذنَيَّ ..!

ترنُّ أجْراسُ الألمِ .

دوْماً.. طبولُ الحرْبِ في الشرقْ

أسْمعُ ضِحْكتكَ المغلوْبَة على أمْرهَا ؛

أسْمعُ أنِـينَـكَ ..

لا فرقْ .

فالكلُّ يخْطِفه ُ الموْتُ كلمْح ِ البَصَرِ..

كالبَرْقْ !

-5-

على شفتيَّ ..!

يتمطـَّى الجُوْعُ .

يتثاءبُ على رصِـيفِهِ الغليظِ ؛

الحمدُ لله ..

سبْحانَ الله ..

ما شاءَ الله ..

اركعْ .. اسجدْ للقمةِ

يا عبْدَ الله .

-6-

احذرْ .. خَطرُ الموتْ !

مِنْ منخريّ ..

تطيرُ بطاقاتُ الشّرَرْ ؛

يطيرُ الغيظ ُ.. بيْنَ البَشَرْ .

و يرْحلُ في الشّرْق ِ حُزْني

في رَكْبِ الغَجَرْ .

لِنقرأ سَويّـاً :

الفوزُ! لِمَنْ أطاعَ الأوَامِرَ ،

لِمَنْ صَبَرْ .

-7-

فتـُحَاتُ رأسِـي ..!

شباكُ تذاكِرْ ،

أهْلاً بكلِّ السّادَة .. فقطْ بدون ِ ضمَائرْ .

لديْنا الحُلوْلُ لكلِّ مقامرْ ..

لدينا العبيْدُ ..

لدينا المَالُ ..

لديْنا الحَرَائرْ .

-8-

في أعْمَاقي ..!

تكمُنُ صَالة ُ العَرضْ ؛

تـُحْجَزُ الكرَاسي سَلفاً ..

البطاقة ُ مَجانيَّـة ْ  !

باخْتصَار ٍ شديدْ .. الشّرْقُ :

كانَ ..

مازالَ ..

سَيبْقى ..

كَبْشَ فدَاءٍ في زيِّ قضيَّة ْ .

-9-

أنا ..

أسْمعُ صَخَبَ القلبِ ،

أرى عرْبدةَ الخَوَاطِرْ ..

أضْلاعي قضبانٌ منَ الصُّلبِ؛

أوْردتي أسْلاكٌ شائكَة ،

لحْمي فطائرْ .

يا بنو الشّرق ِ

أعْرفُ .. ألهاكمُ التكاثرُ

حتى زُرْتمُ المقابرْ !.

*****

المهندس محمود الخليل 24 / 1 / 2007

=============

زُكَامٌ شَرْقيّ

الشرْقُ يعْطسُ ..

تنْهارُ من فرْطِ شدته أرْكانُ قلبي .

يرْحمُكَ الله يا عزيزي !

أنصحكُ ..

أنْ تأخذ فنجاناً دافئاً منْ دموعي ,

وتمْتنعَ عن أكْل ِ لحْم الخراف .

تدثرْ ؛ بعدة قرون من الحزْن  ؛

واعْتكفْ في عزْلتِكَ إلى أجل ٍغيْرِ مسمىً .

*****

لا أتوقعُ ..

أنْ ينْدى لك جبينٌ في المدى المنظورْ .

وأنا .. لا أتوقعُ  ؛

أنْ تزوركَ خيوطُ النورْ .

الزكامُ معْدٍ ..

والكلُّ يشدُّ على روحه بإحكامْ ؛

هكذا ..

رأيْتُ في المنامْ .

اصبرْ قليلاً على بلواكْ ..

شدة ٌ وتزولْ ..

 لا تهْتمّ  .

اللهمَّ رضاكْ .

*****

أيُّها الشرْقُ ..

امسحْ أنفكَ ؛ مثلما أمْسحُ النعالَ

أقفُ على أعتابكَ خاشعاً ؛

في يديَّ باقة من أرْواح ِ العبيدْ ؛

لا بأسَ ..

سأضعُها عنْد رأسكَ وأعزفُ النشيدْ

أحييِّ فيكَ أيها الشرقُ ..

روحكَ الرياضيَّة ؛ وشبحَ الحِكْمة ْ!

أخفضْ للزكامِ جناحَ الذلِّ من الرحمة ْ

ولا تعطسْ في وجْهي مرَّة ً أخْرى .

 *****

على سِكَّةَ أحْزاني

 مِنَ المنْظورْ ..

مِنَ الحُجْرَةِ المُظلِمَةِ في جُمْجُمَتي ؛

من ناحيةِ القبورْ .

أرْحَلُ كآلةٍ هرمةٍ على سِكَّةَ أحْزاني  ،

أجُرُّ أذيالَ الخيَْبةِ ؛

أغْرَقُ في البحورْ !.

كمِسْمارٍ لحْميٍّ ٍ..

أغوصُ في هيولى الشَّرْقِ ِ..

أتذكَّرُ الأجْدادَ والآباءْ ؛

تنْمو  ..

في داخلي أيْدُلوجيَّة ُالبكاءْ .

*****

إنِّي ..

 حَفيدُ الألَمِ وميراثُ الأنينْ ..!

إنِّي ..

 حزينٌ ، وسٍرِّي دفينْ .

أجْلِسُ في صوْمَعتي أتأمَّلُ مَلكوتَ ربِّي .

أديرُ نَظري بزاويةٍ حادة ؛

الجميعُ في تاريخ ِالشَّرق ِ

يعْجِنُ ذكْرياتيَ بالدُّموع ِ،

ويُطْبَخُ قلبي على نارٍ هادئة .

يُؤْكَلُ نيِّئاً دونَ توابلْ

ليلاً .. نهاراً

تحْتَ القنابلْ .

*****

في منْتَصِفِ الليَّل ..

يسْتََتِبُّ الأمنْ ؛

ويسْتقيمُ في وَتَري اللَّحْن ،

أسْرِعُ الخُطا..

أحَرِّرُِ أحْزاني مِنْ إقامَتِها الجَبْريَّة ْ ؛

أرْقصُ..

أنْتَهِكُ الأحْكامَ العُرْفيّة ْ .

أعيشُ بِوئام ٍ..

ينْتابُني انْفِصامُ الشَخْصيّة ْ .

*****

أنْهَرُ حِصاني ..

أمْشي حافياً على شطِّ آلامي ؛

أصْطادُ روحيَ المُتناسِخَةِ في وحْلِ التاريخ .

أقبِضُ عليْها بِكِلتا يديَّ ..!

أيْنَ المَفِرُّ ؟

أنا لسْتُ ميْتاً ؛ فلتشْهدوا أنّني حَيّ .

عنْدي شيْءٌ لا يُقدِّرُ بِثمنْ ؛

لماذا  ..؟

أيّتُها الرُّوحُ سئِمْتِ البَدنْ .

*****

أتَسَاءلُ...!

لماذا أيُّها الشَّرْقُ ؟

   أنا الإنْسانُ أحْيا  فُصولَ الشجنْ ؛

لماذا ..؟

 أُطْمَرُ في الأرْضِ ؛ دونَ كَفنْ ؟

لماذا أشُاهدُِ ..؟

 على العُقولِ بعْضَ الحياءِ , بعْضَ العفنْ !

هيَّا ..

 أيَّتُها النفْسُ المُطْمئِنة ُ ؛

ارْجِعي لربِّكِ راضِية ًمرْضيّة ْ..

أطلقي ساقيْكِ للرِّيح ْ.

أفكرُ ..

متى أمُوتُ في هذا الشّرْق ِوأسْتريحْ ! .

المهندس محمود الخليل 15 / 1 / 2007

*****

 

وليُّ العَهْد

 بعْدَ قليلْ ..

سيُعْزَفُ النشيدُ الوَطني ؛

ويُقصُّ الشريطُ الحَريري ,

أخْرُجُ منْ كفني .

إيذاناً .. برحيلِ عامْ ..

وطيِّ حقبةٍ.. منْ آلامْ .

رحلَ صاحِبُنا ذو الدّمِ الأزْرق ,ْ

وكلُّ ما في الأمْرِ تحققْ ,

الحُزْنُ يعْبرُ منْ خنْدقٍ إلى خندقْ .

*****

بعْدَ قليل ..

سَيَدْخلُ وليُّ العَهدْ.

يَمْحي منْ وجْهِ الأرضْ ؛

خطّ الطولِ و خطّ العرضْ .

مُدّوا السّجادَ الأحْمرَ على خطّ الإسْتِواءْ ,

وَلْتصْعدوا السّماءْ ..!

اِلتمِسوا منْ جبْريل .. منْ جميعِ الأنبياءْ ,

أنْ يقبَلوا دعْوتي , ويحْضَروا اللقاءْ .

****

دخلَ عامٌ جديدْ ..

في القطبِ الشماليِّ ذابَ الجليدْ .

أطفئْ .. يا صاحبي شمْعةَ الحُبّ ؛

بلْ أطفئْ نجْمةَ القطبْ .

حلّ بخورُ الأمْنِ ، خبْزُ الجائِعْ ؛

أملُ اليائِسْ !

خطَّ في العالمِ شِهابٌ قابسْ .

ضجّتِ القاعةُ بالتصفيقْ ..

بصوتٍ واحد ..

أهلاً ، أهلاً يا رفيقْ .

*****

الجَمْعُ يحْلمُ بالأماني !

يا ربّ ..

اُحْللْ عُقدةً منْ لساني .

أشْعِلُ سيكارةً .. ألفّ بدخانها رأسيَ الأثري ؛

هتافٌ يعْلو , و لافتةٌ ترْقصُ ؛

السِّنْدبادُ ينامُ قريرَ العيْن ..

اِنْتهى المَجْهولْ .. تظاهَروا بالفرَح !

دُقوا الطبولْ ..

اذبَحوا الخِرافَ والعُجولْ .
*****

بصُعوبةٍ بالغة .. ألمّ شتاتي !

أنظرُ مليّاً في المرْآةِ .

أعيدُ تكْويني ..

 ألقي نظرةً منْ قامتي إلى الصينِ .

قضِيَ الأمْرُ ..

صِرْتُ أثراً بعْدَ عيْن ِ.  

*****

مضى عامٌ آخرْ..

ارْمهِ – فداكَ أبي – ببعْضِ الحجَرْ ؛

اُنْفضْ عنهُ غبارَ السّفرْ .

الزّمنُ لي بالمِرْصادْ !

ضاعَ القمرُ يا ولدي ، أبْحَثُ عنهُ في الأنقاضْ ؛

فرْعوْنُ ذو الأوتادْ ..

في الشرْق.. !

ما زالَ يضْغطُ على الزِّنادْ .

*****

إنْ كُنْتَ تسْمَعُني

إنْ كنْت تسْمَعُني ..!

دعْ قلبكَ يَصْهلُ في الليْلِ ؛

حِصاناً أشهبْ .

إنْ كنت تقرأني ..!

حلِّقْ نسْراً ؛ في الشّرْق الأرْحَبْ .

إنْ كنت تفهمُني ..!

اغْرزْ سيْفكَ في صدْري ؛

اِشربْ ؛ من دمي اشربْ .

إنْ كنت تعْشقني ..!

أرْجوكَ ؛

أبداً .. بالنارِ لا تلعَبْ .

*****

أنا .. !

بنْتُ الشرق ؛ وليّة العهْدِ ؛

إنْ شئْت ؛ أمْ لمْ ترْغبْ .

أصونُ ممْلكة الأنثى ..

أداري عِفتها ؛ الشّمْسُ إليْكَ هيَ الأقربْ .

  وأعْرفُ حاشيتي فرْداً , فرْداً ؛ يا أحْدَبْ .

أعْرفُ براعِمَ أزهاري ..

أميِّزُ بيْن العُنقودِ والأرْنبْ .

    وأعْرفُ ؛ إنْ نطقوا يوْماً ,

منْ صدَّقَ منْهمْ ؛ منْ كـّذبْ .

من منكمْ قلّم أظفاري ؛ منْ شـّذبْ .

*****

أنا بنْتُ الشّرْق ..!

أطلُّ عليْكَ مِنْ سِحْر جفوني ؛

أرْسِلُ آهاتي ..

في مسْرح الشّرْق , في المَلعبْ .

مازال سُلطان ذكورتكَ ..!

 على جَسَدي ؛ يأمُرُ , ينْهى , يغضَبْ .

على مَرِّ التاريخ صادَرَني .. عَـّذبْ .

وعاث في قلبي فساداً ..

لمْ يُؤْمِنْ بالحُبِّ .. بالمَذهبْ .

عمَّرَ في وجْهي سُدوداً ؛

هدَّمَ أرْكانَ القصْرِ ! خرَّبْ .

*****

إنْ كنْت تسْمعُني ..!

اِرْحلْ ؛ في دنيا أحْلامي  !

بيْن الفرْسان اِرْكبْ .

اِرْكبْ صَهْوَة أحْزاني ؛

على جَسَدي الغضِّ ..! تدرَّبْ .

واقصدْ كعْبة أصْنامي ..

 اِصْعدْ سُلّمَ أفكاري ؛

 تهذبْ .

اطْو ِالغصْنَ ؛ بيْن ذراعيْكَ يا هامانُ !

على نحْري ..  تأدَّبْ .

في الشّرْق أصْرُخُ دوْماً ؛

من لا يِتْعبُ , لا يلعبْ  .

لا تسْألْ .. منْ كان بها خبيراً ؛

بلْ اسْألْ ؛

مَنْ عانى .. مَنْ جَرّبْ !.

 

***** 

المهندس  محمود الخليل 2/1/2007

زُنْجِيَّة قانِيَة الدَّمِ

  أشْكُو مِنْ قِلّةِ الوَقتِ ..

لترْتيبِ النّجُوم على كتِفِ الجَبَل ِ؛

وأثاثِ الليْلِ على طاولتي .

فوْضى تطفو على السّطح !

وغُموضٌ لا حُدودَ لهُ ؛

في سمائي الكلُّ يغنِّي على ليْلاهُ ..

وطالَ غِيَابُ القمَرِ على غيْر عادتَهِ ,

عشّشَ القمْلُ في رأسِ الشّرْق ؛

وانْصَرَفَ الخَدَمُ والحَشمُ وعناصِرُ السُّخْرَةِ ,

إلى الأكْواخ وعُلبِ السّرْدين .

يعِدّونَ أنْفُسَهُمْ ليَوْمٍ آخرَ منَ الطّاعةِ .

 *****  

أشْكُو قِلّة الوقتِ .. لأتَسَلقَ أوْردتي ,

وأطفِئَ النّجُومَ العَالِقة في شِباكي .

أنظِفَ ضَمير الشّرْق مِنَ الكَدَرِ ؛

حتى يبْدو نقيّ البَشرَةِ .. لا غُبارَ عليْهِ .

يُثيرُ وحْشِيّتي ؛ ويُلامِسُ جَسَدي ,

أضاجِعُ زنْجيّة قانية الدّم ؛

وأسْترْسِلُ في بُكائي ..

 دونَ أنْ يعكِّرَ صَفْوي أحدٌَ .

 *****

الليْلُ قطة تمُوءُ بالقُرْبِ منِّي ..

تتوَدّدُ إليّ , وتتمَسّحُ بشُرودي .

ألقي عليْها مِزقاً منْ أحْزاني المُعتقةِ ؛

تنْهَمِكُ في قضْمِها ..

تتذوّقُ طعْمها ..

ليْستْ شهيّة كفِئْرانِ الشّرْق !

تترُكُها لِلقدَرِ .

وتمْسَحُ شاربَها من الدّنسِ ؛ 

ترْفعُ ذيْلها شاكِرةً نِعْمَتي .

وتمضي ! .

***** 

دقيقة صَمْت

 لِنقفْ دقيقة صمْت ..

العامُ أوْشكَ على الرّحيلْ ؛

بيْنَ الحيَاةِ .. وبيْنَ المَوْت ؛

جهِّزوا الإكْليلْ .

أكْرموا الميِّتْ .. ادْفنوهُ على عَجَلْ ,

مَرِّغُوا أنْفهُ بنُواح ٍوغزلْ .

 *****  

ما دُمْت ..

لا تمْلِكُ لحْظة تحُكُّ فيها رأسَكْ ؛

دعْني أكْتُبُ اسْمي على نعْشكْ ..!

وأنت يا عزيزي المُسَافِرْ ..

بيْن قِفارِ الألم وصَرْعى الضّمَائِرْ !

عندَ سِدْرةِ المُنتهى ؛

كلا .. لا تُطِعْهُ اسْجُدْ واقترِبْ .

فالدّهْرُ على الشرْقِ .. أكَلَ وشرِبْ .

 *****

 أيُّها الرّاكِبُ لا تقلقْ ..

العدّادُ وحْدَهُ يُسافرْ  !

ليْسَ لديْكَ أجْنِحَة ٌ؛ إذنْ فلسْتَ بطائِرْ .

كمْ سنة ضوْئيّة مِن الألمِ مَرّتْ ..

لطفاً أطفأ سيجارتكَ !.

الوقتُ شِتاءٌ , أشْجارُ الحَقلِ تعَرّتْ .

لم نصِلْ بعْدُ إلى الهاويَةِ ؛

إلى الدّركِ الأسْفلِ من العَذابِ ؛

وكلُّ الوُجوهِ قدِ اكْفهَرّتْ .

 *****

العامُ يمْضي ..

تطاردِهُ آهتي على اسْتحيَاءْ !

وأعْرفُ أنّ الفِراقَ يَتِمُّ دونَ لِقاءْ ؛

وأضْحَكُ ؛ حينَ يطيبُ البُكاءْ .

العامُ يمْضي ..

عَقاربُ الزّمنِ تنْهشُ عِظامَهُ النخِرةِ !

أحْداثُ العَصْرِ تشيِّعُ جُثمانهْ ؛

"بلى .. قادرونَ على أنْ نسوِّي بَنانهْ .."

دخلَ الكُلُّ في الإحْرامْ ..!

بقيَتْ هُنا أحْزاني على صدْري ؛

ترْفلُ في ثوْبَ السّعادَةِ , في حَقلِ الألْغامْ .

  *****

العامُ يمْضي .. بلِّغوهُ سَلامي !

قولوا لهُ :

الصّمْتُ أمُّ الكلام ِ .

قولوا لهُ :

حرامٌ عليْهِ نغـّصَ ليْلي وحُلْوَ المَنامِ .

العامُ يمْضي .. يهْجُرُ وجْهي وأرْضي

إلى مزْبَلةِ التاريخ ؛ يسْرقُ بعْضي .

بَناتُ أفكاري .. تطرّز لهُ قافية الرّثاءْ

في الشرْق ِ..

أدْعُو لِحزْني بطيبِ الإقامَةِ , وطُولِ البَقاءْ !.

 ****

المهندس محمود الخليل 21 / 12 / 2006

==============

   الشَّمْسُ في كُوخي

 تحْتَجِبُ الشّمْسُ ..

خلفَ أفكاريَ السَّوْداءْ ؛

تسْقُطًُ في كوخي مُكِبَّة ًعلى وجْهَها ,

وَتَضَعُ إصْبَعَها على جُرْحي .

أسْرِعُ إليْها وئيدَ الخُطا ..

بدُعاءِ المظلوم ِ.. أتَسَلّقُ شَوَاربها المفتولة ,

أفكُّ أسْرَها ..

وأقرِضُها بعْضَ اللهَبِ مِنْ جحيم ِآلامي !

تَتَقلدُ وِسامَها.. وتُصْبِحُ جديرة ًباسْمِها .

يشْتَدُّ عودُ الخَجَلِ في نظراتِها ؛

وتفضَحُ ..

عوْرَةَ كوخي مِنْ كتِفِهِ باشْمِئْزاز ٍ.

 *****

تسْتيْقِظ الشّمْسُ ..

مَعَ خُيوطِ الفَجْرِ حاسِرةَ الرَّأس ِ.

لِوَحْدِها ..

تُصْغي إلى زقزقةِ العَصافير ِفي حُقول ِالشّرْق ِ؛

وإلى أنيني ..

تُجَففُ كلماتي مِنْ قطراتِ النّدى ,

تُديرُ بِبَصَرها في مَمْلكةِ أحْزاني ,

فتَخْطو مَعَها .. عقاربًُ ساعتي في ميناءِ البُؤْس ِ.

وتَرِنُّ أجْراسُ القِيامَةِ في منْعَطفاتِ تاريخي ؛

ويَصْرخُ بِلالٌ على سطحِ الكعْبَةِ

إيذاناً بإنزال أقسى دَرَجاتِ التعْذيبِ على أيّامي .

مَعَكِ أيّتُها الشّمْسُ ..!

تنْتفِضُ أحْزاني من سُباتِها الشّتَويِّ

وتُشاطِرُني قهْوة الصّباح ِ.

 *****

تدْخُلُ الشّمْسُ ..

كوخي مِنْ خِلالِ ثوْبِهِ المُمَّزق ِ؛

تسْتأذِنُ عَواطِفي الجيَّاشّةِ ,

وتُسَلمُ على ما تَبَقى مِنِّي .

أتنحْنَحُ ..

تنْتَصِبُ مَشَاغِلي كالحَوْر ِالعَتيق ِفي وجْهي ؛

يَتَدافَعونَ صَوْبي بَِفوْضى عارِمة ,

والأنانيَّة تفوحُ مِنْ مُحيّاهُمْ ,

أتَفَرَّسُ في وُجوهِهِمْ .. وأتأكّدُ مِنْ صِلةِ القُرْبى ؛

أنْهَالُ عليْهِمْ ضَرْباً بِسِيَاطِ ألمي ..

لا يأخُذني في اللهِ لوْمَةَ لائِم ٍ.

يزْدادونَ تعَلقاً بِغيْظي ؛

ويبْتسِمونَ كالأسَدِ .

 *****

 مَعَ الشّمْس ِ..

يُؤَذِّنُ الخليلُ بالحجِّ ؛

تأتيني الأحْزانُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميق ٍ.
وعلى كُلِّ ضامِر ٍ..

ويقِفُ الغَوْغاءُ في طابورٍ على مَدِّ النَظر ِمِنْ قامتي ؛

ينْهشونَ لحْمي .. ويفتِكونَ بحاشِيَتي .

أراهُمْ .. كما الشّمْسُ في رابِعَةِ النّهار ِ؛

يُخيِّمونَ في وجْهي ,

أطارِدُهُمْ..

في تُخوم ِالشّرْق ِبِسِبَابٍ لاذِع ٍ,

يَتساقطونَ .. كأوْراق ِالخَريفِ !

مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وصَوْبٍ ..

ودونَ سابِق ِإنْذار ٍ؛

يعيثونَ في فِنْجانَ قهْوَتي فَسَاداً .

في كُلِّ صَبَاح ٍ.. أكْنِسُ كوخي

مِنْ نِفاياتِ معْرَكةٍ طاحِنَةٍ ؛

دارَتْ رَحاها على مَقربةٍ منِّي بِصَمْتٍ بالِغ ,

تحْتَ سَمْعي وبَصَري .

المهندس  محمود الخليل 7/12/2006

==============

جئْتُ إليْكِ

 بالأمْسِ .. جئْتُ إليْكِ .

جئْتُ أقّبّلُ أرْضاً بيْنَ يديْكِ ..

لأنْهلَ عشْقاً ؛

وأسْكُبَ روحي على راحتيْكِ .

بالأمْسِ .. أتيْتُ .. !

حملْتُ عِشْقي ؛ مَشيْتُ ..

أهْوى العذابَ

وحُبّاً يُساقُ منّي إليْكِ .

جئْتُ إليْكِ ..

**** 

جئْتُ إليْكِ ..

وشْماً يدومُ على ساعديْكِ ..

جئْتُ أصلِّي ؛

أضيقُ في هواكِ ذرْعاً

يطْفحُ كيْلي

قلبي يدقُّ .. !

قلبي يُحمْحِمُ صهيلاً لخيْلِ .

جئْتُ إليكِ ..

برأسي دُوارٌ ؛ والحُبُّ نارٌ

فكنْتُ القتيلَ على شفتيْكِ .. !

جئْتُ إليْكِ ..

*****

بالأمْسِ ..

جئْتُ إليْكِ .

جئْتُ لألْقي سلاماً عليْكِ

لأزْرعَ حُبّاً ..

وأقْطِفَ ورْداًَ على وجْنتيْكِ .

أشمّ عبيراً ..

وأنْظرُ في مُقْلتيْكِ كثيراً ..

وطيْفاً يحومُ على جانبيْكِ .

أتيْتُ إليكِ .. بالنارِِ ألْهو ؛

حتَّى غدوْتُ أسيراً لديْكِ

جئْتُ إليكِ .

*****

المهندس  محمود الخليل 7/12/2006

======

( أغانٍ شرقية )

لعابُ الكلِمَاتِ

 وَضَعَتْ رَأسَها على كتِفِ دفاتري ..

وجرتْ عَبَراتُها حِبْراً أُجاجاً ؛

قرأتْ أفكاريَ حتى الغثيانِْ ,

ثم تأوَّهتْ بشاعريَّة ..

لأنَّها لمْ تعرفِ الطريقَ  إلى قلبي ,

ومضتْ لشأنِها تلتمِسُ لِشُرُودي عُذراً.

تدوسُ على الجَمَرَاتْ .

*****

كانتْ ..

 شهيّة ً بما فيها الكفايةً ْ.

سالَ لأنوثتها لعابُ الكلماتْ ؛

وجرى الدمُّ في عروقي ..

ألهثُ.. من دفْءِ الزَّفراتْ

نظرتْ إليَّ شاحِبة ً.. واحْتارتْ في أمْري .

لماذا أْغوصُ عميقاً في ألمي ؟

أسْتردُّ بعْضَ الذكرياتْ .

*****

أحبُّها بحقٍّ ..

أحلقُ في سَمَاءِ المرارةِ عَالياً ؛

حتَّى أراها من ثقْبِ إبرةٍ ,

أسْبحُ في ملكوتِ اهْتمامها , وأصفِّقُ بجناحيَّ .

كفاتح ٍ شرْقيٍّ ..

أسْطو على الذَّهبِ والديباجِ ,

لا ألتفتُ .. لصريرِ العجلاتِ

تعبِّدُ تاريخي بشيءٍ مِنَ الألمِ ..

 بسيْلٍ مِنَ الآهاتْ

*****

أجْلسُ اليوْمَ على أطرافِ الماضي .

أشمُّ رائحة أيَّامي تفوحُ منْ أصيصِ العُمْرِ

بالقرْبِ منِّي بعْضُ الثعالبِ الماكرةِ ؛

تسْخَرُ منْ سذاجتي ,

تطلقُ عليَّ رصاصَةَ الرَّحْمَةِ ,

أسْقُطُ مُضَّرجاً بحزْني .. وأطوي سماءَ الحُبِّ ؛

كطيِّ السِجِلِّ للكُتُبِ  ..

أغْرقُ في وحْلِ السَّرابِ .

والعبراتْ

===============

سالي

  سالي ..حبٌ غالي .

سالي ..

حبٌ يسْري في موّالي .

حبٌ يسْري في كياني ،

حبٌ يسْري منْ قديم ٍٍ ، منْ زماني .

أبْعدُ عنها .. ! هذا ضربٌ من مُحال ِ

حبٌ سالي ؛ باتَ بعْضاً منْ أشْغالي .

إنها سالي ..

دفقة ُحبٍّ في الآمال ِ؛

آهة قلب ٍ ..

رفة عين ٍ ..

ومُنايَ .. وعصَايَ في الترْحال ِ.

*****

إنها سالي..

حبٌّ بكْرٌ ؛ أدبٌ فكرٌ ..

زهْرٌ ألقاهُ في درْبي .. !

أداعِبُها ..

أغْمرُها فيْضاً من حُبِّ .

أقطِفُ منها ؛ في السُّهولِ في التلال ِ .

إنها سالي ..

روحٌ هامتْ  في البراري ..

في البحْرِ ؛ في ذرِّ الرمال ِ

تغريني ..

تُغري جَسَداً من صلْصالٍ .. من فخّار ِ

إنها سالي .. !

*****

إنها سالي .. !

قصَّةُ حبٍّ ..نبْضةُ قلبٍ ،

كانتْ رداً في سؤال ِ .

كانتْ سالي مثلاً يُحْكى في الأمْثالِ  .

وجُنوحاً في إيحائي ، في خيالي .

إنها سالي ..

أهْواها , أهْوى لقياها

في الشَّجرِ كُتِبَتْ ذِكْراها ،

في الصَّخْرِ نُقِشَتْ سيماها ,

في القلبِ كانتْ مَمْشاها ..

كانتْ نسْجاً للآمالِ .. !

إنها سالي .

*****

إنها سالي ..

في أفكاري .. ! درّ يزْهو في خَلخال ِ.

شَجَرٌ .. ورْدٌ في الجبال ِ.

في أشْعاري .. حبٌّ يسْمو في الأعالي .

قمرٌ يعْلو ..

قمرٌ يمْحو .. من وجْهي عَتْمَ الليالي

إنها سالي ..

أهْربُ منْها ..حينَ تدًعو بعيْنيْها

لقتال ٍٍ أو نِزال ِ؛

جَسَدي منْها .. في غِشاءٍ منْ سِهامٍ ونِبَال ِ.

يا ربِّي لوْ تعْلمْ بِحَالي ..

يا ربِّي لوْ تعْلمْ بحالي ..

إنها سالي .. حُبِّي الغالي .

م . محمود الخليل 12 / 11 / 2006

enalkhalil@yahoo.com          

================

في الشّرق ِ عيدْ

 في الشّرْق عيدْ ..

عقْدٌ فريدْ ..

أفراحُنا  في رَحْله زرعٌ حصيدِْ ..

والعدْل في أكْنافه شِبْهٌ أكيدْ .

الكلّ يصْبحُ سادةً في يوْمهِ ؛

فاهجروا ؛ دنْيا العبيدْ .

والكلّ منْتصرٌ على أحْزانهِ ،

يرْسمُ البهْجة في ثغْر ِ الوليدْ ..

والكلّ منْشغلٌ بأسْبابِ السّعادةِ

في شرْعه عرْسٌ و بنْطالٌ جديدْ .

سبْحانَ منْ يحْيِ العظامَ ..

منْ وجْهنا ألماً يبيدْ .

 *****

 في الشّرق عيدْ ..

الكلّ فيه أبو سعيدْ ..

والكلّ في هرج ٍ ومرج ٍ ؛

فالقادمُ ضيْفٌ عتيدْ .

فبفضْلهِ ..

يصْقلون حلْقهم .. باللّذيذ من الطّعام ِ و ما يفيدْ .

و يشْربون عمْرهم يوْماً نقياً ؛

دون قيْح ٍأو صديدْ ،

و بثوْبه يتبرّكون ..

في بُرْده ِ .. كعْكٌ و حلْوىً و سميدْ .

أنفاسُهُ دفْءٌ و طهْرٌ ، من قلْبنا ذابَ الجليدْ

سبْحانَ مَنْ وهبَ المحبّة في الأُلى ، ما يشاءُ و ما يريدْ .

 *****

 في الشّرق عيدْ ..

والحزْن منْبوذٌ طريدْ ..

والكلّ يسْمو حِلْمُهُ ، لا حقْدَ في صدْر الرعيّة ِ ؛

لا نقاشَ بالحديدْ .

في يوْمه تبْدو الحياةُ جميلةً , كما هيَ ..

في سِحْره بأْسٌ شديدْ

ليته في الشّرْق باق ٍ.. ينْفخُ روحَهُ في روحِنا ؛

يا ليْتهُ  .. أنْ يدوم و أنْ يزيدْ .

فهوَ الذي يهبُ الحياة حقيقةً ؛

في شرْقنا  .. و هو الوحيدْ .

إنّنا في الكهْف نشْخُرُ بالودادِ ..

فابْسط ْ ذراعيْك طويلاً بالوصيدْ .

منْ يولجُ اللّيلَ نهاراً .. و الهمومَ مسرّةً  ..!

غيْرَ الإلهِ ؛ سُبْحانهُ ربٌّ حميدْ .

*****

جاءني

مِثْلُ الملاكِ جاء صوْتكْ ..

جاءني عذباً شجيّاً !

جاء شلالاً  ؛ يسيرُ

خَدراً في أذنيّا .

جاءني ..

كبّل قلبي ولساني ؛ويديّا

جاءني قصْفاً ورعْداً ..

جاء إعْصاراً قوياً .

جاءَ كالطوفان يغزو عالمي

فهوى رأسي ؛ وغاصتْ.قدميّا

 *****

جاءني صوت الملاكْ

جاءني برّاً وبحْراً ..

جاءني عِلماً .. فزدْتُ به علْما !

جاءني حرْباً وسلْماً ؛

جاءني مِشْكاةَ نورْ ..

جاء حقلاً من زهورْ ..

جاءني أشعل فيني حبّهُ ؛

أشْعلَ ناراً سرْمديّا ..

سامني الخسْفَ ..

قلّب الدهْر عليّا .

وأرادَ ؛ ما أراد .. لينالَ ما لديّا .

******

مهداة إلى كلستان (تيريج عفرين) ـ م . محمود الخليل 22 / 10 / 2006

enalkhalil@yahoo.com          

=====================

حبيبتي

حبيبتي ..

جئْتُ أنا من السّفرٍٍِْ .

جئت أنا من قدر ٍ إلى قدرْ

جئت أنا متهماً بحبكِ ..

وعاشقاً لثغركِ .

فزغْردي وهللي  ..

بعوْدتي ؛

بالحبِّ أغْلى ثرْوتي

ولْينتشرْ على البشرْ ؛

أحْلى خَبرْ .

*****

 حبيبتي ..

جئتُ أنا محمّلاً

جئتُ أنا  .. بقيْدكِ مكبّلاً .

جئتُ أنا في داخلي ..

حشرجة ٌ تهّزني . !

في داخلي ..زوبعة تثيرني !

أسْألُ : أحبّها .. تحبني ؟

عَجَباً .. !

أوصِلها .. تصدّني ؟

يا ليتني لم أختبرْ !

عالية أسواركِ ..

يا ويْحيَ أيْنَ المفرْ .. !

 *****

حبيبتي ..

جئتُ أنا منْ رحلتي ؛

جئتُ أنا منْ ضيْعتي ؛

جئتُ أنا من السّفرْ ..

جئتُ أنا من القمرْ ..

في غيمةٍ .. في قطْرةٍ مع المطرْ .

جئتُ أنا شريعة منْ ربِّنا ..بها أمَرْ .

جئتُ أنا بآهةٍ

بشرر ٍ؛ يُذكي شررْ

جئتُ أنا بحبكِ ..

في جعبتي ألفيّ خبرْ .

فهللي وزغْردي ولْينتشرْ بيْنَ البشرْ .

أحْلى خَبَرْ .

*****

مهداة إلى مدينتي عفرين ـ المهندس محمود الخليل - 18/10/2006

enalkhalil@yahoo.com   

العودة إلى الصفحة الرئيسية