قرى ناحية المركز/ مدينة عفرين / Efrîn

مدينة عفرين / Efrîn

===

 

جاء في كتاب ( قيد الطباعة ) : عفرين .... نهرها وروابيها الخضراء للكاتب عبدالرحمن محمد من قرية قطمه

عفرين : تقع في الزاوية الشمالية الغربية من سورية . أخذت عفرين تسميتها من كلمة ,عفرو, وتعني بالآرامية الأرض الخصبة وتقع عند السفح الجنوبي لجبل الزيادية على ارتفاع /392/ متراً وعلى الضفة اليمنى المرتفعة لنهر عفرين مما يجعلها بمنأى عن فيضان النهر. تربتها غضارية خصبة وتبعد عن مدينة حلب /60/كم نحو الشمال الغربي يحدها شمالاً مرتفعات ومزار جبل الزيادية و قرية تل طويل . وجنوباً سهل ونهر عفرين وقرية كرسان طاش وشرقاً وادي نهر عفرين وطريق حلب عفرين وقرية عرشقيبار .
وغرباً سهل خصب زراعياً وقريتي كفرشيل ومعراتة . يعود تاريخ عفرين إلى مطلع قرن العشرين حيث في عام/1925/ اتخذت موقع جسر عرشقيبار لبناء دار للحكومة وكانت بداية منشأ مدينة عفرين لتصبح مركزاً إدارياً لإدارة المنطقة حيث جذبت تنظيمياً المناطق المحيطة بها ونقل مركز الإدارة من قرية معبطلي و معراته إلى مدينة عفرين لتتخذ مركزاً نهائياً إدارياً للمنطقة . لقد كانت عفرين مكاناً لاستراحة القوافل التجارية بين حلب ولواء اسكندرون وتوسعت المدينة بعد الاستقلال وضمت إليها بعض القرى المجاورة . ومساكنها القديمة من الأحجار والطين ذات سقوف خشبية مستوية وتوسعت المدينة في عهد التصحيح واعدت المخططات التنظيمية لتشمل/830/ هكتاراً وأخذت تنتشر الأبنية الأسمنتية الحديثة الطابقية حول نواة المدينة القديمة وعلى طرفي شوارعها الحديثة ونشأت أحياء جديدة مثل حي الأشرفية شرقي المدينة وحي المحمودية غرب شمال المدينة ، وتعتبر مدينة عفرين من أجمل المدن الصغيرة في الجمهورية العربية السورية من حيث تنظيم شوارعها منذ العهد الفرنسي . يعمل سكان هذه المدينة بالزراعة وأهمها الزيتون والحبوب والبقول والكرمة وأما المزروعات المروية فتروى من مياه نهر عفرين ومن الآبار الارتوازية .كما يزرع الأهالي بقرب من نهر عفرين الخضار الصيفية والقطن والشمندر السكري سقياً من نهر عفرين ويعتمد معظم سكانها إلى جانب مواردهم بالزراعة على ما تجلبه الأعمال المهنية والخدمات والمبادلات التجارية كما يعمل قسم منهم في مؤسسات الدولة . تتوفر فيها شبكة كهرباء ومياه الشرب المستمدة من نبع كفر جنة شمال شرقي عفرين بحوالي /7/كم ومن الآبار الارتوازية . فيها عدة مدارس ابتدائية و إعدادية وثانوية و ثانوية صناعية و إعدادية شرعية . حيث يبلغ عدد سكانها حوالي /47108/ ألف نسمة وإجمالية عدد سكان ناحية المركز /136873/ نسمة حتى 1/1/2006ومركز ثقافي ومركز إنعاش الريف ومركزاً صحياً وبيطرياً ومركز للبريد والبرق والهاتف ومركزاً لرعاية الطفولة ووحدة إرشادية لصناعة البسط والسجاد علاوة على الدوائر الحكومية الرسمية ويوجد عدة جوامع و أقدمها جامع صلاح الدين قرب دار الحكومة ويوجد فيها /11/ معمل استخراج العرجون وخمس معاصر لعصر زيت الزيتون وأربع معامل صغيرة لصناعة الصابون ومعمل لصفائح التنك . كما أنشأ سوق عفرين ( البازار) في عهد جميل أحمد بافي آغا رئيس بلدية عفرين في عام /1935/ م حيث يقام فيها بازار كل يوم أربعاء في وسط المدينة .أحدث في مدينة عفرين مجلس مدينة عام /1983/م عدد أعضائها عشرة أعضاء . تتصل عفرين بمدينة حلب بطريقين مزفتين الأول عفرين دير الجمال حلب والثاني عفرين دارة عزة حلب ، ومن أوائل سكانها فكانوا الأرمن الذين هربوا من بطش الأتراك ,وبنوا دورهم حول الأبنية الحكومية , وعملوا في مهنة الحدادة ,وغير ذلك من الأعمال الأخرى التي كانت القوات الفرنسية بحاجة إليها وخاصة في تجهيز الخيول .
ثم تلاهم في بناء دور للسكن بعض آغوات المنطقة ,مثل آل سيدو ميمي , وآل غباري , وزعيم الإيزديين حينها درويش آغا شمو ,ثم أحمد خليل من معمل أوشاغي وغيرهم .
منطقة عفـرين
منطقة إدارية في جبل الكرد تتبع محافظة حلب تمتد شرقاً إلى جبل سمعان تحدها شمالاً تركيا. وشرقاً مدينة اعزاز وجنوباً منطقة جبل سمعان ومحافظة إدلب وغرباً لواء اسكندرون . تتألف من مدينة عفرين وسبع نواحي وهي : ( قرى مركز عفرين ، بلبل ، جنديرس ، راجو ، شران ، شيخ الحديد ، معبطلي ) و مجموع قراها /263/ قرية و /100/ مزرعة .
نهـر عفـرين
يقع نهر عفرين شمال غرب سورية , في منطقة عفرين محافظة حلب , وينبع من جبل اللكام وهضبة عنتاب ويمر على الروندان وطول مجراه في الأراضي السورية (85) كم من طوله الأصلي البالغ (149) كم من أول منبعه حتى منتهاه في منخفض العمق في لواء اسكندرون .
يخترق الأراضي السورية شمال شرقي قرية شلتاح عند منسوب (360) م ويمر بالقرب من قرية دير صوان بعد شلتاح مخترقاً الجسور الرومانية المنصوبة على هذا النهر ,ويلتقي مع نهر الصابون غربي قرية ويره كان ويتجه بعمق نحو ميدانكي حيث الصخور المتعددة القساوة تشكل في مجراه شلالات ميدانكي وكمروك مخترقا ًالأراضي بأكواع كثيرة حتى مدينة عفرين ,وترفده عدة مسيلات ة و عدة ينابيع صغيرة وتشكل أكواعاً كثيرة تنحدر إليها من مرتفعات جبل سمعان وليلون شرقاً وجبل الأكراد غربا ًوبغزارة وسطية(8,6) م/ثا , وفي الربيع تصل الغزارة حتى (15,6)م/ثا تسبب أحياناً فيضانات مدمرة كما حصل عام 1974م عندما انهار الجسر الرئيسي لمدخل مدينة عفرين بكامله وأقيم جسراً بدلاً عنه ,تقل مياه النهر وتشح صيفاً لتصل الغزارة إلى (1,41)م/ثا . ونظراً لتنظيم مياه النهر والاستفادة من مياهه فقد اهتمت الدولة بإنشاء سد على مجرى النهر سمي بسد السابع عشر من نيسان وقد وضع حجر الأساس في عام 1980من قبل الدكتور عبد الرؤوف كسم رئيس مجلس الوزراء سابقاً ,لبناء سد كبير على مجرى النهر شمال مدينة عفرين في موقع ميدانكي, ويبلغ طول بحيرة السد باتجاه الشرق حوالي 12كم , ويقع هذا السد شمال مدينة عفرين عند قرية ميدانكي وتم تدشينه عام (2004)م من قبل رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري , وسوف يستفاد من مياه النهر في الري و الإصلاح لعدد متسع من الهكتارات في سهل عفرين وجنديرس حتى الحدود التركية ,كما تقام عليه عدة جسور غرب ميدانكي قرب شلالات كمروك ،وهناك جسران في مدينة عفرين الاول مكان الجسر القديم المنهار والثاني على بعد (500) م جنوبا"،كما أن هناك جسر ثالث عند قرية كفير وبرج عبد الو ,وجسر رابع في قرية تل سلور .
يعتبر نهر عفرين ولا سيما بعد قيام سد السابع عشر من نيسان الشريان الحيوي والهام للمنطقة , ويشكل متنفساً سياحياً لمدينة حلب ,كما أنه يتم جر مياه النهر لإرواء مدينتي عفرين وإعزاز في الوقت الحاضر .
بلدية عفرين
في عام (1926) م انتقلت مركز إدارة المنطقة من قرية المعبطلي ، ولغاية عام (1927) م أحدثت بلدية عفرين الجديدة حيث كان عدد بيوتها محدودا" .
تولى إدارة أول رئيس لبلدية عفرين عام (1926) م وحتى عام (1930) م السيد جميل أحمد آغا بافي من قرية قاطمة ( منطقة عفرين) حيث تطورت البلدية باءمكانياتها المحدودة ، حيث تم بناء دارا" للبلدية بجانب دار الحكومة بالقرب من بازار عفرين سابقا" وحتى الستينيات من هذا القرن ، ونظرا" لامتداد حجم المدينة وخاصة باتجاه الشمال والغرب على طريق الزيدية راجو ، وعلى طريق جنديرس شارع لواء اسكندرون ، وفي عهد التصحيح المجيد بلغت مساحة المدينة (830) هكتارا" ثم وضع مخططا" تنظيميا"لها ، ويشمل الاهتمام بها من حيث شبكة الري والصرف والهاتف والكهرباء والمياه كما أقيم مركزا" لإنعاش الريف والوحدة الإرشادية والمراكز الصحية ، كما تم إحداث عدة أحياء جديدة من الناحية الشرقية لمدينة عفرين على طريق باسوطة وحلب مثل حي الأشرفية وغيرها .
وفي عام (1983) م أحدث مجلس مدينة عفرين الجديد بدلا" من بلدية عفرين واستجابة"لتنظيم قانون الإدارة المحلية ، وقد بلغ عدد أعضاء هذا المجلس (20) عضوا".
ولازالت المدينة تكبر وتتوسع ويتبعها توسعا" بالمراكز الخدمية كالاطفائية ومرائب السيارات والمراكز التجارية والمؤسسات الحكومية .
يعتبر مجلس مدينة عفرين من أحد أهم المجالس التابعة لمحافظة حلب نظرا" لحجمها الكبير .


سوق عفرين( البازار)
تعتبر الأسواق التجارية من أهم المناطق التي يجتمع فيها السكان لقضاء حاجاتهم وتبادل السلع التجارية، وفي منطقة عفرين كان أهالي المنطقة قبل عام(1927) م يقصدون سوق كلس التجاري في قضاء جبل الكرد للتسوق ،وبعد الانتداب الفرنسي على سورية وانتقال مدينة كلس إلى تركية بقية المنطقة دون سوقا" ، وبعد تشكيل تمركز القضاء في مدينة عفرين شعر القائمون على إدارة القضاء إلى وجوب تأسيس بازار يجتمع فيه الأهالي وعند الجسر القديم للنهر قرب دار الحكومة من الجهة الشرقية أحدث سوقا" أسبوعية كل يوم أربعاء، ودعا السيد جميل أحمد آغا رئيس البلدية آنذاك إلى الاحتفال بقيام هذا البازار الأسبوعي ،حيث أقيمت مظاهر الفرح بقرع الطبل والرزنة تعبيرا" عن أهمية المناسبة،وبسبب توسع المدينة وعدم استيعاب وكبر المبادلات التجارية نقل السوق إلى مكان آخر بالقرب من ثانوية عفرين الرسمية غرب المدينة .
يعتبر هذا السوق في الوقت الحالي من أهم المراكز التجارية في ريف محافظة حلب ، حيث تعرض المنتجات الزراعية وخاصة الزيتون ،كما يقصده التجار والأهالي لقضاء حاجاتهم .
وفي عام (2001) م ونظرا" لوفرة المنتجات الزراعية قرر مجلس المدينة إقامة سوق الهال على طريق باسوطة شرقي المدينة ، كما أن هناك بازارات صغيرة في مراكز النواحي في راجو وبلبل وقرية الحمام .

ومن حاملي الشهادات العليا في عفرين : أحمد الناصر / دكتوراة في الكيمياء / بريطانيا - حسين حبش / دكتوراة في الصحافة / روسيا - صلاح منلا علي / دكتوراة في التاريخ / روسيا - فوزي رسول / دكتوراة في الكيمياء / المانيا - فاتح بسو / دكتوراة في الهندسة الكهربائية / روسيا - قادر عربو / دكتوراة في الارصاد الجوية / المانيا - محمد الخطيب / دكتوراة في الزراعة / بريطانيا - أحمد شيخو / دكتوراة في الجراحة العامة / رومانيا -

مخاتير مدينة عفرين : السيد عبدالحنان بلال / مختار حي ميسلون - السيد غازي الحميد / مختار حي تشرين - السيد أحمد محمد / مختار حي آذار - السيد محمد أمين ايبو / مختار حي التقدم - السيد عماد الدين شيخو / مختار حي الوحدة - السيد محمود حسين الخليل / مختار حي الفداء - السيد فائق علي / مختار حي الثورة .

 

 

 

 

 

 


وجاء في كتاب جبل الكرد ( عفرين ) دراسة جغرافية للدكتور محمد عبدو علي :
- عفرين: هو اسم نهر عفرين، أطلق على المدينة بعد تأسيسها في مطلع القرن العشرين. وقد وجدنا اسم "عفرين" بصيغته الحالية، في أربعة مصادر تاريخية من العهد الإسلامي، وهي: [تاريخ حلب– للعظيمي، صفحة أحداث سنة 478هـ/1085م. وصبح الأعشى للقلقشندي، ص57. والدر المنتخب لابن الشحنه، ص167. ومعجم البلدان لياقوت الحموي، القسم الثاني، ص180]. وبذلك يكون أقدم ذكر لاسم "عفرين" بشكله الحالي يعود إلى عام 1085م. إلا أي من تلك المصادر لم تتطرق إلى معنى اسم "عفرين" وأصله. وسنبحث هنا في أصل ومعنى هذا الاسم، ونذكر معظم الآراء بصدده:
1- "عفرين" في المعاجم والمصادر العربية:
جاء في " القاموس الوسيط "، أن عَفِر وعَفّرَ : بمعنى خالطه بما يخالف لونه، واعتَفَرَ الشيء: أي خالطه بالتراب. وجاء في معجم " لسان العرب": عِفِرّين تعني "مأسدة"، وقيل هو الأسد. وقيل لكل قوي: ليث عِفِرّين.
أما خيرالدين الأسدي فيقول: أن كلمة عفرين تعني التراب. وينقل عن الأب شلحت: بأنها تعني الغبار، /ج5، ص413/، فيتساءل عبدالله الحلو حول ذلك ويقول: (هل كانت المنطقة مميزة بكثرة غبارها حتى سميت بذلك، الواقع أنه لايوجد إلا هذا التفسير، ص396). ولكن يبدو أن السيد الحلو لا يعلم بأن منطقة عفرين غنية بالمياه وحراجية ولايثار فيها الغبار إلا نادراً جداً.
2- عفرين في النصوص الآشورية واليونانية:
جاء في نص آشوري يعود إلى سنة 876 ق.م، ( أن نهر Aprie يروي سهل پاتن Patin) . كما ذكر المؤرخ اليوناني الشهير "سترابون" اسم نهر عفرين بنفس الصيغة " آبريه" Aprie في القرن الأول قبل الميلاد.
وقد أجمع المؤرخون على أن أصل كلمة Apre هي من اللغة الليسنية Licien وهي إحدى اللغات الهند أوربية القديمة في الأناضول، وشكل الكلمة الأساسي هو: Eple . وكما نعلم، فالجذر Ap- في اللغات الآرية القديمة ومنها الكردية تعني الماء. والأكراد حسب لهجاتهم يبدلون الحرف p بـ v فتصبح Av. وبقيت الكلمة في شبه القارة الهندية على شكلها القديم من حيث اللفظ والمعنى، ولم تتبدل، وتعني " الماء"، وتلفظ بشكل Ab أو Ap، مثل اسم "بنجاب" الذي يتألف من مقطعين:Pênc خمسة، و Ap ماء. ونظراً لعدم وجود حرف P في اللغة العربية، فهو يستبدل بالحرف "ف" مثلما يستبدل حرف الألف بحرف " ع "، وبذلك يصبح المقطع الأول تلك الكلمة على شكل "عف" بدلا من Ap-.
أما المقطع re- فهو المقطع الأول من الكلمة الكردية القديمة " رْوينْ " Riwîn بمعنى " اللون الأحمر الترابي". فيقالBizina rwîn "العنزة ذات اللون الأحمر الترابي، أو ذات الأذن الأحمر الترابي"، ويقال أيضاً Ava riwîn "المياه ذات اللون الأحمر الترابي"، وبدمج الكلمتين: ماء Av واللون الترابي Riwîn، يتشكل اسم جديد هو Avariwîn أو Avriwîn "آفا رْوين أو آفروين"، وكما يلاحظ فهو يكاد يكون مطابقا من حيث الصيغة من كلمة "عفرين"، وتعني المياه ذات اللون الأحمر الترابي، وهذه صفة معروفة لمياه نهر عفرين أثناء فيضاناته الكثيرة. ولايزال المسنون من سكان المنطقة في القرى الشمالية يلفظون اسم عفرين بشكل "عَفْرانْ "، وهي كلمة تشير إلى بقايا الأعشاب والأشجار والزبد الترابي اللون التي تطفو على صفحة النهر أثناء فيضانه.
أما إذا أخذنا الجذر -rêأو –lê بمعناه الكردي الآخر أي "مجرى، مسيل، طريق"، فسيكون الاسم الكامل بمعنى "مجرى الماء أو مسيل الماء".

3– آفرينAfirîn : كلمة كردية بمعنى الخلق والعطاء. ونهر عفرين بمياهه المتدفقة، كان ولا يزال مبعثاً للحياة ومنبعا للعطاء، وتنتشر على أطرافه مئات القرى العامرة، مثلما تجثم على ضفافه أطلال عشرات المدن والقرى والحصون البائدة، فلا عجب أن يطلق الكرد على النهر صفة "مانح الحياة والخصب"Afirîn ، مثلما يسمون المرأة بـ " آفره ت" Afret "مبدعة الحياة".
وهكذا، فأياً كان معنى الاسم ومصدره، فقد كان لأسلاف الأكراد من الهوريين، ومن بعدهم الحثيين والميديين وجود دائم في مناطق طوروس في فترة ما قبل الميلاد وما بعدها أيضاً. وتنتشر على ضفاف نهر عفرين حالياً من منبعه إلى مصبه مئات القرى الكردية العامرة، فقد كان الكرد وأسلافهم القدماء، سكان دائمون لكامل حوض نهر عفرين، وعرف النهر بهم سواءً أكان اسمه Aprie أو عفرين أو آفرين Afirîn. ولكن ورغم، تبقى معرفة أصل بعض الأسماء القديمة مسألة في غاية الصعوبة.
- تشير المصادر إلى أنه في العهد الروماني، كان يمر من موقع مدينة عفرين طريق روماني "سريع". وأظهرت الحفريات على جانبي شارع طريق جنديرس، حجارة مشذبة أثرية ضخمة، وجرار فخارية كبيرة، مما يدل على استيطان قديم في الموقع. كما كانت هناك مغاور وكهوف عديدة شمالي المبنى القديم لشركة الكهرباء، كانت تستخدم قديما من قبل السافرين، بدلالة القطع النقدية المعدنية القديمة التي كانت تظهر في أرضيتها.
كما تذكر كتب التاريخ، أنه في القرون الوسطى - حوالي القرن الرابع عشر للميلاد - كان في موقع المدينة جسر باسم " قيبار". وفي أواخر العهد العثماني، كانت هناك خانات عديدة لإيواء القوافل والمسافرين شمالي الجسر الحالي.
تتألف مدينة عفرين حالياً من الأحياء التالية:
البلدة القديمة: بدأ العمل في إشادة الأبنية الحكومية ومكاتب الإدارة المدنية كالمخفر والسجن والسراي في بداية العهد الفرنسي، وتم الانتهاء من بنائها بين أعوام 1925 و 1930. وتم أثناءها تأسيس شارع طريق جنديرس، وبنيت على جانبيه دكاكين ومحلات تجارية وفندقان صغيران.
أما أوائل سكان المدينة فكانوا من أكراد قرية كرسانه، وبعض الأرمن الذين كانوا يلوذون بالقوات الفرنسية اتقاء من اضطهاد العثمانيين. ثم تلاهم في إشادة دور السكن بعض آغوات المنطقة من آل غباري وشيخ إسماعيل وسيدو ميمي وأحمد خليل آغا ودوريش آغا زعيم الإيزيديين.
وبقيت عفرين بلدة صغيرة حتى أواخر عقد الستينات من القرن العشرين، وكانت دورها القليلة تنتشر على أسفل السفح الجبلي بشكل متناسق وجميل، وهي في معظمها طينية حجرية ومسقوفة بالخشب ومن طابق واحد.
بعد ذلك التاريخ، شهدت البلدة توسعا عمرانيا كبيرا بسبب الهجرة المحلية الكثيفة إليها، وتشكلت أحياء كبيرة وجديدة، وهي تعرف شعبيا كالتالي:
- حي المحمودية: في الشمال الغربي من المدينة، وينسب إلى محمود قضيب البان كأول من بنى دارا للسكن فيه في أوائل عقد السبعينات من القرن العشرين.
- حي الزيدية: في الشمال، وهو ق.زيدية القديمة، وكان يسكنها فلاحون ووكلاء تابعون لبعض العائلات الحلبية المسيحية التي كانت وضعت يدها بمساعدة القنصليات الأوربية والفرنسيين( ) على السهل المتاخم لمدينة عفرين من جهة الغرب. وقد امتد هذا الحي شمالاً حتى وصل حالياً إلى قمة مرتفع Xemrevîn. وسكان هذا الحي خليط من الأكراد وبعض العرب والقرباط. أما الاسم فهو نسبة إلى مزار "شيخ زيد" الموجود داخل مقبرة الزيدية على قمة المرتفع.
- حي الأشرفية: في الشرق، حي جديد يقع شرقي النهر على هضبة 'Empêlk البركانية الموازية لمجرى نهر عفرين. تأسس هذا الحي في نهاية عقد الستينات من القرن العشرين، وأول ساكنيه هو Weĥîdê Aşvan "وحيد الطحان" من ق.كفربطرة، وكان قد بنى طاحونة تعمل بالديزل وداراَ للسكن هناك. والأشرفية الحالية حي كبير تنتشر دوره المتواضعة على كامل السفح الغربي لمرتفع 'Empêlkê. ويسكنه خاصة المهاجرون من قرى المنطقة، ويعمل معظمهم في العمالة الزراعية، ويعتبر هذا الحي حزام الفقر لمدينة عفرين.
- حي قراج گنجو Taxa Qeracî Gênco: يقع جنوبي المدينة على القسم الجنوبي من هضبة 'Empêlk، وينسب الحي إلى مالك الأرض "كنجو فيو"، ويسميه البعض حالياً "حي طريق ترنده" لوقوعه على طريق ق.ترنده القديم. وأول من بنى داراً للسكن هناك كان الطبال "هوريك" في حوالي عام 1970.
تنتشر منازل هذا الحي على السفح الغربي المواجه لنهر عفرين، آخذاً امتدادا شماليا جنوبيا وصولا إلى ق.ترنده، التي ضمت هي الأخرى إلى الحدود الإدارية لمدينة عفرين.
- حي البوبنة: شارع صغير يحاذي الضفة الغربية لنهر عفرين عند وصوله إلى المدينة. معظم سكانه من العرب البوبنه، وكان موقعه سوقا للماشية.
- حي الاوتستراد: يقع غربي المدينة، وهو حي حديث أبنيته طابقية وجميلة.
مدينة عفرين هي حاضرة جبل الكرد، والمركز الرئيسي لنشاطها الاقتصادي والاجتماعي والإداري. وهي مدينة جميلة وهادئة، لها موقع جغرافي مميز ومناخ لطيف، يقول عنها المعجم الجغرافي السوري بأنها أجمل المدن الصغيرة في سوريا.
وقد بدأت حركة بناء هامة في مدينة عفرين في العقد الأخير من القرن العشرين، فارتفعت فيها الأبنية الطابقية، وأنشأت العديد من المحال التجارية الجيدة والمتنوعة. وفيها حالياً سوق تجارية يومية للمنتجات الزراعية والحيوانية، إضافة إلى سوق الأربعاء الأسبوعي وسوق آخر للماشية.
وتوجد في المدينة وجوارها المدينة معاصر للزيتون، ومعامل لتصنيع البيرين والصابون، وأخرى لمواد البناء وبعض المواد الغذائية، ومعمل للمشروبات الروحية يعود إنشاؤه إلى عام 1927. وتكثر فيها محلات النجارة والحدادة وصيانة الآلات والمركبات وغيرها. وفيها أيضاً عشرات الأطباء والصيدليات، إضافة إلى أربع مشافي خاصة. وبسبب استقرار عشرات الآلاف من أبناء المنطقة في حلب، توجد حركة نقل دائمة وكثيفة منها وإليها.
وقد بلغ عدد سكان مدينة عفرين حسب تقديرات بلديتها في عام 2006 نحو 84000 نسمة.

 

 

 

 


 

 

العودة إلى الصفحة السابقة  /  قرانا الجميلة / العودة إلى الصفحة الرئيسية