رسالة إلى المجهول
 هدى محمد
***

أراقب صمتي وصرختي أناديه ...
ومازالَ الظلام يتكاثف على روحي !..
أناديهِ بشغفاَ بحرقة ألاك أن تأتي وترحمنيَ ....
أحاولُ أن أشعلَ الشموع ... شمعتاَ في وسط الظلام ؟..
ولكن يأتي ذلك المجهول !...
لم يدعني أن أشعلها ... أطفئها دونما رحمة ولا شفقة ؟..
لم يدعني أن أتأمل وأعيش الأمل ...
فقد تركني لآلامي ذلك العدو المجهول الذي لا يرحمني ...
إلى متى ...
إلى متى وأنت تحاول قتلي ؟..
إلى متى ؟..
إلى متى تجردني وتجرأ بقتلي وتعذيبي !..


ألاك أن ترحمني ..
ألاك أن ترحمني وأن لا تحرمني من سعادتي ...
إلى متى و أنا أسكن في هذا الظلام ؟..
إلى متى أيها المجهول !...
متى ارحل من صمتي وتكفّ روحي عن منادتك ؟..
وتعلن عن موت صرختي ...
وأصحو من نومي وأجدك بجانبي تلامس جبيني وشعري ...
وتهمس بأذني وتقول لي أحبكِ رغم كل العذابِ ...
إلى متى و أنا أتنفس هواكِِ ... إلى متى يا محبوبتي !..
دعيني أعيش بأحضان الربيع دعيني ...
اليوم يا وردتي أعرف أنك تشعرين بالبرد ...
صدقيني لم أعرف البرد ...
يوماَ ... منذُ ألتقيتُ بكِ ...
دعكِ من ذلك المجهول وامسك بيدي ...
ليموت ذلك المجهول ويرحل عنكِ الكابوس ؟..
لكِ أن تعيشي لا تخافي من المجهول فهو عدوكِ ...
تجاهلي وتعايشي ...
مع أحاسيسكِ ألاكِ أن تعيشي وتحيى كالأميرة بقصرها !..
حاولي يامحبوبتي أن تقتلي ذلك المجهول ؟..
لا تسمعيه ؟..
اسمعي نغمة إحساس بالحب !..
دعكِ منهُ لتأتي إليّ ....
وابتعدي عن ذلك المجهول إنه عدوكِ فأنا هو حبيبكِ يلزمكِ ..
في سراء والضراء ؟..
إبقى معي ليرحل ذلك المجهول ؟..
تماسكي حبيبتي وكوني أقوى من ذلك المجهول اللعين ...
واشعلي الشموع من جديد ...
ولا تخافي ....
حاولي حبيبتي أن تتماسكي بحبي وإحساسي !..
لا تتجاهلي ؟..
لا تخافي أنا هنا معكِ ...
لي تستريحي وتنامي وتأملي الشموع ...
ولا تتألمي ... لا تخافي ... لا تخافي أنا معكِ ..
روحي تعانقكِِ والسماء تعلن نزول المطر ...
لا تحزني وتيأسي وأبدءِ ...
برسم كما يحلو لكِ وتخيلي أنا هنا بجانبكِ أرسمِ ...
أنفعلي كوني مجنونة بالحب !..
... أصرخي ... تألمي .... أنتظريني .....
ليكون الصبر هو أول خطوة لرحيل إلى واقعكِ ....
لا تتوقفي عن المناداة .... فاحلمي يا حبيبتي
أذا كان الحلم يسعدكِ !..
فأنا هنا باقي معكِ لا تترددي أو تخافي ...
تأملي الشموع ولا تتألمي ؟..
أرحميني .... وأرحمي عشقي وعذابي في بعادكِ ...
ودعكِِ من هذا المجهول ؟..
صدقيني أنه عدوكِ وليس صديقكِ الذي يعطي ...
وحبيبة الذي يوفي العهدا ...
ثقي بي فهو عدواَ لكِ ....
لا تقولي لا تستحقين السعادة والحب ولا يحق أن تعيشي !..
لا تتفوه بتلك الكلمات التي تقتل الحب فيكِ ...
ألاكِ أن ترحمني وترحمي النفس من العذاب ...
لا تبعديني لا تحاولي إسعادي ...
بهذه الطريقة فأنا أفهمكِ ؟..
وأعرف سبب تجاهل شعوركِ بالحب والحرمان ...
ولكن تذكري قبل كل شيء ...
أنه الحب !..
ولا تترُكني ؟..
غريباَ ... وحيدا ...َ أسيراَ ...
حررني حبيبتي !...
حرريني واعلني عن حريتي ؟...
أن الطيور تقاسي من الطيران ....
والحقول تعطش من رحمة السماء ...
لتمطر السماء لترتوي الحقول بعد الجفاء ...
أنا أحبكِ أدرك ماتفعلين من اجلي ...
كيف لكِ أن تقتليني وتكوني مذنبة بحق قلبي المسكين ؟..
أنه ينبض بوجودكِ كيف العيش بدونكِ ؟..
كيف لكِ أن تتولدي تلك الصرخات في اعماقي ...
أمسحي ملامح الحزن على وجهي ...
وارحمي هذا الشقي ... أحبكِ رغم ماتفعلين وتقسين ؟..
كلما تواجدة تلك القسوة يزداد ...
تعلقي وحبي إليكِ ...
فأقدر تضحيتكِ وهذا العطاء ...
وتكونين مذنبة بحق قلبكِ المهم أن أكون سعيداَ ...
أشكركِ ؟..
فأنتي اليوم تعلميني وتعلمي كل العالم ...
ماهو الحب الحقيقي ....
أنتي أمة وليس ...
أم ... ولا حبيبة ... ولا صديقة ...
نعم أنتي امة تحضنين العالم ...
بعطائكِ وأكثر من كل التسميات ...
برغم تلك الصعوبات ...
سأقطر قطرة تلو قطر دماَ فداءَ لوصول إلى قلبكِ ...
لا تعذبيني وتعذبي نفسكِ ...
لن أشعر باليأس في سبيل إسعادكِ !..
الموت سأتمناه أذا لم تكوني معي ...
لا تحاولي أن تجهلي شعوري بالحب وتبعديني ...
وتقتليني ؟..
لا يليق أن تكوني إمرآة قاتلة ...
صدقيني كلما تبعديني أتعلق فيك أكثر ...
لا تحاولي أن تزرعي الكره بنفسي .. أقدر عطائكِ....
ولكن كل ما أرجوهُ منكِِ أن لا تكوني مجرمة بحقة أنفسنا ...
أنا وأنتي تذكري ...
واليوم تقتليني ....
وتحاولي أن ترمي السهام المسمومة على قلبي ...
وتجرحيني ...
فا تشوه ذلك الطفلة البريئة فيكِ لا تشوهِ ...
فأنا مستمتع بقسوتكِ أفعلي ماشئتي ...
سأبقى أتشوق أتعطش الحنان قلتها وسأقولها دائماَ ...
لن أدع ذلك المجهول يحرمني من لحظة الحب !..
وذاك الشعور الحزين ....
نامي حبيبتي نامي !..
فأنا أتياَ إليك رغم كل مافعلتي ...
أستيقظتُ من غفوتي وكما الحال على ماهو ...
لم يرحل المجهول ؟..
عادة مرة ؟..
ثانية ...
وثالثة ...
ورابعة ...
هاجمني الكابوس مرةُ آخرة ...
لا تلومني حبيبي فا هذا هو حالي !..
استيقظت من النومي بعد عناء ...
وتحطيم الأحلام ؟..
لا تلوم ذالك المجهول فأنت تشبه ذالك المجهول ؟..
ناديتك وصرخة بأعلى صوت من قهري ؟..
ولم تسمعني ؟..
لم تترك السفر وتأتي إلي ...
ولكن خيبتا ظني وأملي ...
ولم تعد من السفر ؟..
لكنني بقيت مجهولة الهوية ؟..
فماذا تسمي نفسك اليوم أيها المجهول الثاني ؟..
فهذه رسالتي لك أيها المجهول الظالم ؟..
والآن اليوم أنا أقوى منك !..
لأني تجاهلت المجهول وعدة إلى قلمي ؟.

****

تيريج عفرين 18 / 12 / 2008

العودة إلى الصفحة السابقة