بوابة الشعر من الشمال

الحلقة السابعة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

 

عندما يحيا الإنسان في هذه الحياة أول ما يخطر بباله ذاك الكم الهائل من الأجناس البشرية والكائنات الحية التي تتحرك هنا وهناك . الإنسان مجبولٌ بحبّ الطبيعة، وللطبيعة سحرها ولغتها  الخاصة بها والتي تتميز بأسرار  تخفي كلّ مجهول.. للإنسان أيضاً أسرار ، حاول العلماء كشف ماهيتها والغور في أعماقها ، اخترعوا واستكشفوا ما لا يعد ولا يحصى من نظريات عن الطبيعة وعن الإنسان ، إلا أن كل تلك العلوم والنظريات لم تخرج ـ قطُّ ـمن باب الظاهر والممكن ، فلم تزل هناك جواهر- رغم محاولات العلم استشفاف صيرورتها عبر مرحلة من الزمن  لكنه ورغم التقدم العلمي والفني والتكنولوجي ، فما زالت النفس الإنسانية بحاجة لمزيد من التقنيات للبحث عن ماهيتها – التي  أثقلت كاهل الإنسان عبر حقبة زمنية مديدة هناك، في بقايا الزوايا الضيقة ،  أمراضٌ اجتماعية وأخلاقية، تتوغل في سيكولوجية الفرد مما أودى  بالمجتمع إلى إرهاصات من شأنها أن تعكر حركة الوجود وآليته؛ الأمر الذي يجعلنا عاجزين عن خوض غمار الحياة إذ أن أغلب المفاهيم إن لم نقل كلها تغيرت..كذلك الأمر بالنسبة لسلوك الإنسان الذي بدا طاغياً يهرول وراء هواجسه بغية أن يمتع الظاهر دونما الغور في الباطن رغم أن الباطن أثمن وأغلى وأعمق وله دلالات تعجز عن وصفها الأقلام ولغات العالم قاطبة.

إن كشف الحقيقة كاملةً ليس بالأمر السهل فهناك نزعات  أناً  تعرقل آلية الكشف ..والمشكلة ليست في الحقيقة بل في ذواتنا التي تجر الحقيقة لصالحها وسرعان ما تشب مشاحنات وخلافات قد تؤدي إلى القتل أو الانقطاع عن دائرة المجتمع – حاملين تحت طياتنا مزيداً من الكراهية بحق هذا أو ذاك ..فهل نحن بحق قادرين على الاعتراف بذاتنا القاصرة عن استشفاف الحقيقة والاعتراف بأخطائنا ..؟!،  أم أننا معصومون عن الخطأ وكاملون في تواصلنا مع الوسط الاجتماعي ..

الصراع مستميت بين الأنا الدنيا والأنا العليا ، بين عالمنا الداخلي وعالمنا الخارجي وبيننا نحن كبشر ومجتمعات إنسانية. غدا الانعزال والانطواء من المجتمع ناموس يجعل كلاً منا منغلقاً على  نفسه . أصبحنا غرباء عن أنفسنا وعن الآخرين وعن الأرض التي نطأها بمشيئتنا.

       ما هو الحل ..؟!! وهل يتوجب علينا البقاء هكذا مكتوفي الأيدي إلى أن تنقلب الموازين رأساً على عقب فجأة ، وبمحض صدفة قد تطول أم نحرك ساكناً لنخوض غمار الحرب على تلك المفاهيم والأنظمة السائدة ، في مجتمع يفتقد لأبسط معايير الوجود الإنساني الحر أم نعيش مع تلك التيارات أسوة بغيرنا من  البشر..!؟

صحوة القدر

أهرامات قلب

تحنيط جسد

فرعون ثان

غيرة وحسد

وأهر يمان

وحروب ضارمة

في كل مكان

بالأرقام والحروف

والعدد

صخرة تناشد ربها

وقتل قصدٍ وعمد

أشلاءٌ مبعثرة

هنا وهناك

وأجسادٌ ممزقة

وحشودٌ تشن حملتها

ومدد

هل انقلبت موازين الشرق..؟!

وأساطير الغرب

على الأرض

تجسد

ملامح عاطفية

ترهق كاهلنا

وقصص وروايات

تغادر عروقنا

وجنس لعين

يدخل أحشائنا

ونار جانٍ

وعفريت

يدس سمومه

في أغوار عقولنا

أنظمة تحشر آبارها

في فمنا

وفحيح ثعابين

تحرك لعابها

في دمنا

فيغادر النهار

مضجعَ الأمن

والانبهار

وتركض الحرباء

بألوانها تسكننا

تستوطن كل الخلايا

في محراب قلوبنا

فتنشر براثن حِمَمِها

وتُفْسَدُ عقولنا

عبر أفلام

تشوه ألبابنا

في أي نافذة

تتحرر ذواتنا

هل ماتت القيم

وتعلقت المثل

على مقصلة الحياة..؟!

فدفنت آمالنا

أين أنت..؟!

يا منبع حبنا

هنـــــــــــــاك

عفريت لعين

يركض خلفنا

هنــــــــــــاك

تنينٌ ضخمٌ

يخرج من جحرنا

هنــــــــــــاك

كم باقية أحلامنا

تنتظر قدومنا

فهل اختلفت مفاهيمنا

وتوغلت في الحضيض

إرثنـــــــــا...؟!!

أين أنت

يا نوراً...؟!

طهر بقايا أرواحنا

أين أنت

يا ضميراً..؟!

لم تزلْ سيد عرشنا

الآن غبت

وتركتنا

نقاسم وحدتنا

****

صحوة القدر

هو خلاصنا

يقظة العمر

هو ملاذنا

رحمة الرب

هي مخرج نفاذ

لتحررنا..

أين أنتَ

يا غافياً

في ملفات الوجود..؟!!

أين عطرك..؟!

أين حبنا لك

على مدى العهود..؟!

لقد انتحر القلب

ومات الطيب

في القلوب

لقد أسدل الظلام

وشاحه..

وخيم

على مدى الدروب

فتحولت حياتنا

إلى وشاح اسود

وتحنطت مفاهيمنا

وتاهت عقولنا

وتراكمت

في دنيانا السدود

****** 

نزف الجرح

والجراح نزيف

ذاتنا

يبتلع آهاته

ويزيد من حقدنا

هذا محال

أن يمنعنا

فكفى شكوى

فالقلوب تفنى

والروح كالشظية

في البارود

******

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رغم أن هناك غيوم تبسط أجنحتها على الكون وتسلط براثن الظلام في سماء ملت من الكآبة والرتابة..إلا أنه مهما طال الزمن وطالت – سينقشع الظلام وتتبدد الغيوم – لتبزغ شمس الحرية والحب من جديد وتصفى القلوب التي فقدت موازين الحياة منذ سنين طوال ، فعاش الإنسان مجبولاً بحزن دفين – محروماً من رائحة النرجس والرياحين ..يحمل عبق الأحلام الوردية عبر سحابة مريضة بهواجس فردية ..عكرت نظام الحياة والطبيعة في ذات تفقد معطياتها عبر ظروف تحول دون السعادة والحبور.

صحيح أن تيارات المجتمع قاسية على عاتق الإنسان إذ تلعب دوراً في الحد من معنوياته وبلوغ طموحه وأهدافه السامية وتحول رحيق الحياة إلى سواد حالك إلا أن الحياة نفسها لا تحلو إلا بألوان الطيف التي تحملها الحياة نفسها بين طياتها (( فالحياة ألم وأمل فمن لا يعيش الألم لن يصل إلى الأمل)) والأمل هو غاية الإنسان ،  بدونه يتحول الوجود بأثره إلى مملكة مهجورة لا تعيش فيها إلا الوساوس والأطياف والأشباح التي تخنقه وقد تقتله..أما الإيمان فيلعب دوراً في الرقي والانفتاح إذ بفضله يسمو الإنسان ليناضل ويقاوم الظلم والتيارات بغية تحقيق سيادته وقيمه على هذه الأرض لأن الإنسان خلق في أحسن تقويم وكل شيء مسخر لخدمته وهو الكائن المقدس وقد أبت السموات والأرض عن حمل الأمانة وما حملها إلا الإنسان ...فرغم ضعفه وطراوة عوده فهو قوي ..إذاً عليه ألا يفتح باباً للسوداوية والكآبة والحُزن والحَزَن والكمد أن يسيطر عليه فتقوده هذه السلسلة من المراحل إلى القنوط أو اليأس وإلى الإحباط من ثمَّ – الأمر الذي يفقد الإنسان مع مرور الزمن إيمانه فيدخل عالم الذل والهوان ويمسي أضعف مخلوق في الوجود كما يصبح سلعة تباع وتشترى ذليلاً أمام أبسط الأشياء – عبداً للمادة أو الجنس أو لنزعات وغرائز ذاتية منغلق عنها لا تبارحه ولا يبارحها ، فبدلاً من أن يصبح سيداً للكون يتحكم بكل ما يعكر صفوه وذاته يصبح عبداً للشهوات التي تطغى عليه فيسلم أموره للجن السفلي أو للعالم السفلي ويغدو ذاك العالم رباً معبوداً يتحكم ببنيانه المرصوص ويلبس هذا الفرد ثوب الظلم والطغيان والهمجية بحيث يكون طاغياً على ما دونه من مخلوقات الله ..من إنسان وحيوان ونبات.

لقد تحولت القيم والمثل والعرف إلى أدوات لقهر الذات العلية التي تحدى بها الرب جل وعلى – البشرية عبر قرون مضت .

ربما  الإنسان مخير في بعض الأمور ومسير في أخراها وربما أن الجهل يغلب طبع الإنسان بحيث تسول نفسه أنها ربة والباقي عبيد عليهم الطاعة العمياء ...ولهذا سرعان ما تلبس السماء زياً مدسوساً مقنعاً إذ تحتل الأمراض النفسية والإرهاصات الدونية مكانة الإنسان السامية فتحول الحياة إلى جحيم إذ أمسى كل منا فرعون آخر .

وحينما تتحول الأرض إلى مملكة جان تتقيد الملائكة في سماوات بعيدة المنال ..فتشب النيران في قلوب مظلومة مجبولة بحب الإنسانية وتواقة إلى رحيق الحياة ...ولكن..!! مهما يكن فهناك صراع أزلي بين الخير والشر ومهما طالت وتيرة الصراع لا بد من الحق أن يسمو على الباطل ومن الخير أن ينتصر على الشر..فبالمعصية نزل سيدنا آدم عليه السلام إلى الأرض من الجنة وبالمعصية ستنتهي الحياة كما قال احد العلماء..كذلك الحال آلية الشعر الذي كان في القديم منهل الحياة ومبعث الحكمة ونور الحقيقة  وكانت به تتغنى الصبايا وتختلج أفئدة العشاق عبر آلية الشعر وما تحتويها من معجزات فنية وأدبية ومعضلات فلسفية ورمزية ورسالات روحية وإنسانية إذ لكل لون من الشعر تجسيد للون ذات ولكل لون ذات تجسيد للون الوجود وفي الوجود أسرار ورموز كثيرة ولا يفك طلاسم تلك الأسرار والرموز إلا الرب والرب جلت عظمته لا يعطي علمه إلا لذوي الشؤون الخاصة كالأنبياء والرسل والأولياء  والعلماء والصادقين علينا أن نرتقي بأنفسنا لنكون منهم ومهما ساد السواد الأعظم هذا الكون سيكون النصر لإرادة الله تعالى وللحق الذي بلا يحول ولا يزول ..

فالقيم الإنسانية مهما غابت ستكون هي سيدة الوجود إذ بدونها ستتحول الحياة بكل ما فيها من حلاوة ونكهة وانتعاش والغاز وأحجية _ إلى مملكة شياطين.

طقوس الشمس

انطلق

ها هي

كل الوجوه

مذعورة

حلق

بكل السموات

المنثورة

أطلق صرخاتك

في دنيا

لم تعد دنيا

والأرض مغرورة

حسن هندامك

واخرج

من زحمة الموت

بأبهى صورة

ازرع اليخضور

من شمس قامة

وانتشر

على مدى المعمورة

انسب كالماء

في النباتات

واسقي تربة الحب

بوجد الحب

وأطلق جراحاتك

بوجه الكون

فآلاف الآلاف

ترفع صلاتها

بنداءات مهجورة

انظر للعلا

كم حلقت أرواح

وبقيت أجساد

في الأرض

منثورة

فليس إلا

بصمة خير

كطيب القمح

تشمخ مذعورة

من عباءة الحياة

ضم عناق

من حبيبة قلب

بالحب مسرورة

أطلق الحب

في أرض المساكين

رفرف كالطير

بأجنحة مكسورة

لا تنحني

لفحيح الثعابين

لعواء الذئاب

لهلوسات الجن والجان

في عميق الأرض

مسحورة..

إنك أزلي

طبعك حولي

جرمك عال

في الأفق

كل الأطياف منشورة

كتابك مفتوح

قلبك مسفوح

عقلك مجروح

وجسمك مرتاح

وفؤادك بعطر الحب

مفجورة..

أفتح صدرك

لرياح مذعورة

ولا تبالي

فالدنيا مهجورة..

*****

يا عبق الوجد

في زحمة الموت

يا سر تكويني

في الذات محفورة

يا شمسي الأزلية

وناري الذهبية

وعطري المنتشر

في أرض الطيبين

يا وجد الغرام

وسيف لا يضام

ولغة مرئية

في سحابة الأحلام

ها أنني جئت

وبلقاؤك طبت

ولنورك نظرت

بصمت بلا كلام

*****

مهما تسقط الآراء

وتتغير فصول السنة

وترصد الأحداق

وتتبدل النواميس

ويدخل إبليس

إلى عروق العشاق

ويزرع ما يزرع

ويوحي بما يوحي

والدم يتلوث

والجسم بدون حبيبتي

حطام

والعقل بلا رب

ركام

والدمع متناثر

والأشلاء مبعثرة

في كل مكان

والروح متمردة

وسط إيحاءات الأوهام

******

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

قد تذوب الكلمات وتعلق النفس على مقصلة الحياة...قد تتلاشى الأحلام وتتبخر الآمال في بحر الأوهام ...قد تتفاقم الأوضاع ويصبح على الدنيا السلام ....وتتصدع الجدران وتيتم الذات في بحر من التيارات التي تحول دون الوصال ودونما الارتواء بماء الحياة ...قد تتغير فصول السنة وتتوغل في بعضها البعض كل المشاعر والأحاسيس وتصبح نفوس البشر ربات على نفوس الأشخاص مما تجعل الحقيقة تعاني من التيه لأننا أمسينا ندعي إننا نمتلكها ..وأصحاب حق ونطلق براثن الحمم على غيرنا من بني البشر...قد تتبدل المعتقدات وتتوغل النظريات بالنظريات وأصبح الباطل حقا والحق باطلاً فصعب استنتاج الحقيقة من بين المعضلات ....

قد تموت الصداقة وسط عواصف فردية تلعب بطهرها وقد يتلاشى الحب ويفقد معطياته وسط نفوس طاغية لا تحترم عودها الطري ولا تقر لها الاحترام...

قد تنتهي معالم الإنسانية من الوجود نظراً لفساد النفوس وتلوث الذات بمعايير الوجود.

ولكن لن يتغير هذا القلب الذي بين جنبي ولن تتغير هذه الروح التي تسكن جسدي....لن تتغير هذه الدماء التي تجري في عروقي وأوردتي ولن تغيم ولن تتغير مفاهيمي وجذوري التي اكتسبتها من السموات السبع ومن عالم ميتافيزيقي أعمق من الوجود كله وأسمى من معايير الوجود قاطبة..لن أتغير ولن أتبدل مهما تغيرت المفاهيم والنواميس والنفوس سأظل أشمخ كبرياء ..أبقى في مكاني ،أحلق في رحاب الرب ..أستمد عزيمتي من الباري عز وجل ولن أرضخ لتيارات المجتمع التي تحاول النيل من إنسانية الإنسان ..لن أغير كرامتي لمتاع يزول ولن أنحني لبني البشر مهما أطلقوا الذعر في وجهي وصعروا خدهم باسم العلم والتقدم وقرعوا في الطبول...سأبقى شاذاً كما اتهموني ولن أغير مفهومي ولن أنجرف وراء تلك العقول ..حتى لو لقبوني بالمجنون والمسطول...ووبخوني بشتى العبارات المزرية لن أنحني لهم ..لن أطلق ذعري بوجههم ولن أرضخ ولن أركع لما يقولون ...سأبقى وحيدا أصارع المجهول ...حراً مع ربي أناشده عما ألاقيه من عذابات و ستظل قصائدي تحمل وسام شرف للأجيال القادمة ..تتحدى نواميس البشر....لن أركع ولن أسجد إلا لرب الكون مهما تعال الدخان إلى عنان السماء..سأبقى أعبد ربي وبكل فخر أقول...

مملكة العشق

أيتها الملاك

يا من يرتعش القلب

ينتعش غراماً

وتولها..

على مدى الدرب

يغمرني الرب

بحلاوة الرب

والعجب يحيطني

بألوان الشرق والغرب

ألبس ثوبك

يا شمس

وأنحني إجلالاً

أطلق الحب

أعشق بريق حبيبتي

وجه النور..

وألبس ثوب البياض

والقلب يعشق القلب

أنا ما عرفت الحب

إلا معها

ولم أذق طعم الرحيق

إلا من شفتي حبيبتي

اللتان تحرراني

من أسر الجب..

رطب عودها

متألقة كعروس

بأبهى جمال هي

منبعها دفاق

صدرها تاج رأسي

تستقبلني

في غبطة الاشتياق

تغمرني في كل يوم

في كل اللحظات

غراماً يكبل لساني

يسحرني بموج بحرها

أجفاني..

تطلق الترياق

أنا العليل

مكبل الأوصال

بسحر عشقها

دمي يراق

يا أيها الملاك

مثلك ما وجدت عيني

مثل حبك الرقراق

مثلك

ما عرفت نفسي

إلا ضم عناق

أنسيتني طقوس العذاب

ألبستني

ذي عشق

في سحر عشق تواق

يا ريحانتي

يا ملاك قلبي

متى تتعانق أجسادنا

في لمحة الحلم الجميل..؟!!

هل باقيات أحلامنا..؟!

في نحر قامة

تبغي الصهيل

ليلك عاشقتي

ظل يحلق على راسي

وعلى جسدي

وصدري يميل

أحبك يا رعشة الأنثى

وأحملك على كفي

أداعب وجهك

ليل نهار

فأنت لي

عبق الأنفاس

وبريق نور ونار

شمس حبك

وشاح غرام وستار

كم أود أن أعانق أنفاسك

في وضح النهار

في سحر

فأغط بين جناحيك

في نوم عميق

وأسرد لقلبك

قصة حبنا

الذي ليس له مثيل

روايتي معك

يشبه وجه بلبل جميل

اشراقة صباحك

يغمرني

بالعطر والزنجبيل

نرجس هتف باسمي

فنام العويل

يا صرخة قلبي

يا عبق طفولتي

وصبا الشباب

على بريق نضارتي

كالعسل والسلسبيل

نهرك غرام

ينعش فؤادي

مثل طفل

يداعب نهدي

فيبحر في ليلك

ليلي..

والليل طويل

هواك نجم

ينير دروب حياتي

وقمر..

يضيء أفق ممتلكاتي

وشمساً

تنشر خيوطها

في كتاباتي

وسماء تمطر خيراً

في ملكوتي

فأنسى آلامي

يا حباً

تهتف باسمك

كلماتي

وتعانق بسحرها

همساتي

يا ملاك الروح

يا عبير الوجد

في خدر تنتظرين

صدى عشقي

عبر نافذة الحب

في حياتي

هل يعقل أن أتركك

لا فالموت حينذاك

رايتي

**** 

أعلنها

على الملأ

أنت حياتي

أعلنها على الملأ

إنك قدري

على جبيني موطن

حبك العذري

يا نبضة شراييني

عبر خفقات

في كتاب القدر

كتب الرحمن

أن نكون لبعضنا

عبر أتعس اللحظات

في كتاب القدر

كانت أسماءنا

محفورة بألوان الوجد

والآهات

فسالت دموع

في عالم المعجزات

وكم دموع

زرفناها معاً

فغدت تعطر..!!

تلك الدموع

تباشير الحياة

كيف أنسى

وأنا من أجلك أحيا..؟!!

يا غاية وجودي

يا روح حياتي...

****** 

ليس عيباً أن يجوع الإنسان ويبحث عن زاد ليأكله بنهم حتى يكون صحيح البدن وسليم الجسم ومتزن العقل وللجوع أنواع عدة منها ((جوع عضوي وجوع نفسي وجوع فكري وجوع روحي وجوع جنسي ......الخ)) لهذا اخترت في هذه القصيدة تسليط الضوء عن حالة من الجوع التي لا يشبع الإنسان فيه ولا منه لأنه جوع محرم وفق المفاهيم المغلوطة التي شنت حملتها عليه فأمسى ملاحقاً من تلك النفوس التي شوهت صورته وزيفت حقيقته فمجرد أن يتكلم أي إنسان عن حالة جوع جنسي وتعريف هويته يتهم بأنه دوني أو غريزي لهذا أنا أرى أننا مقصرين في إعطاء الجوع الجنسي حقه من الإعراب فقد نقف في الغد متهمين أمام عدالة الرب ويكون الضحية ذلك الجوع الذي سيتهمنا بالتشهير به ووضع في قفص الاتهام لأننا أسأنا فهمه أو إعطاءه حقه ولم نستطع منحه المكانة التي تليق به أو لم أصبحنا قاصرين عن نزع الحجاب عنه حتى نعرف للأمة البشرية والإنسانية ماهية هذا الجوع والدخول إلى دواخله كي لا نقع في التباس قد يعرضنا إلى ظلم بحقه دون أن نشعر..فهو علم بحد ذاته إذ خرج من مرتبته الدونية واستطعنا أن نستشف حقيقته بإخلاص دون إساءة لمعالمه الإنسانية أو الوجدانية لهذا علينا أن نفتح صنبور الماء حتى نتلمس من خلاله عظمة وأهمية هذا الجوع الروحاني والذي إذا لم يخرج من باب الحرام لأمسى ركن هام من أركان الحياة الزوجية أو العاطفية..لهذا هنا أسلط الضوء على حالة الجوع هذه لأنه مهم كباقي العلوم التي تناولناها عبر مراحل الدراسة بمنهاجه الثانوي أو الجامعة..أو علينا أن نلم به قبل أن يتسبب قصورنا  في فهمه وإعطائه حقه من الإعراب إلى افتقارنا لأدوات الفهم التي تعرقل آلية المعرفة الاحاطة بها كعلم ومفهوم وعامل هام من عوامل بقاء العلاقة في حدودها الطبيعية والمرموقة والملائمة والمناسبة التي إن خرجت من حدودها لأسقطت عن الذات الإنسانية عفتها ونضارتها . 

جوع لا يشبع

عناق واشتياق

تدفق دماء...

عشق

وأحلام تتآلف

في الآفاق

امتزاج نهرين

في الأنفاق

احتلام وانسجام

وعناق

روحان تتعانقان

قبلات روح وجسد

واستشراق

عميق وجد

يقبل وجداً

وأنامل ترفع للعلا

صلاة

في نشوة الجماع

والاندفاق

عصر جديد

وبحر يجذب جسدينا

إلى عميق الغرام

والدم في اندفا ق

****** 

الوجد لغة

تعلو إلى

قمم السماء

سحر يسمو

إلى العلياء

نهر وبحر

امتزاج ماء بماء

خرير نهر

واشتعال نار

وبريق حب

وحياء...

عبق يزيد

في دواخل الروح

نشوة عامرة

ونور وضياء

انشراح صدر

وانفتاح

نسيان جراح

وميض حب

عشق أزلي

ورمز إله

يغمرنا سعادة وسروراً

تآلفاً وتألقاً

وحبوراً

عناق حبيبين

في غسق

عبر سيمفونية عشق

مسحور

أنه الوجد

نقيق ضفادع

جانب النهر

زقزقة عصافير

وسنور..

تغريد بلابل

وعنادل..

في غروب

كاللؤلؤة وجهها

كالنور

أمواج تداعب وجهاً

يشبه بدر البدور

وعينان

تراقبان لحظة عشق

على بلاط القدر

منتشر منشور

وعلى جبيننا

آيات حب

ونور...

عبق أخضر

معطر بالغار

والحناء

صدر يشبه

وجه غزال

ويمامة تترقص طرباً

ونبع حنين منثور..

آه..

ما أجمل لحظات اللقاء

وما أروع

تلك البحور

ما أجلُّ

قلب الحورية

التي تسحرنا

في خدرها

مثل خدرة

تلون صبا النهار

بتباشير الوصال

وصدى صوت مسحور

عيناك يا حبيبتي

شلالات ميدا نكي

وصدرك عذب

فكل خرائط العشاق

تثور..

تطلق أنفاس العشق

في جسدي المتهتك

المسحور...

تداعبني كخيوط نور

وترقص

على شواطئ وجهي

كآية جمال

على جسدي محفور

ارسمي قدرك

لوحة على جسمي

ولفي حول خاصرتي

نسيم ليل منثور

المسي نهداي

داعبي وجهي

قدر ما تشائين

يا أميرة

فوق سمائي

أطلقي النور

********* 

حيرة في بحر حب عبر مرحلة عشق تختلج في فؤاد متيم ومبحر في عالم التوله والحب  فهناك عبر وجد ساحري حلم رومانسي يرسم أحلاماً وردية على سحابة القدر الأمر الذي يعيش معه العاشق أجمل لحظات عمره عبر سيمفونية غرام تعطر الأحاسيس والمشاعر برائحة الهمسات التي تدخل الروع في بحر من ألوان قوس القزح التي تنعش النفس الإنسانية في غبطة وسحر أخاذ..تحتوي رجاء وأمل ووجد وحلم ملطخ ببراثن الخوف ووصف لمكانة المعشوقة في قلب متيم بجنون.

أفديك بالروح

إلى أين

وكيف أرحل..؟!

منك إليك..

يا عبق الوجد

كيف تتشكل

سحابة الغرام

في عينيك..؟ّ!

كيف تآلفت أرواحنا

في أجسادنا..؟ّ!

والعشق يسبح

في راحتيك

كيف أرسم

طقس الغرام

على لوحة كفيك..؟!!

وأنت أهزوجة صباح

تسبحين

ككريات بيض

وحمرٍ

وتفتحين

في الدروب أمامي

عطر الخلود

فأنا ما عرفت العشق

إلا قبلة

من شفتيك

وما عرفت الحب

إلا ضم عناق

من دفء صدرك

المتوج بأكاليل غار

فسبحان من سواك

آه..

ما أصعب

لحظات الانتظار

وما أقسى

آلام الجوار

يا عبق الأسرار

امنحيني الحب

من حلمة نهديك

دعيني أنثر الماء

على جسدك

اتركيني أقبل

وجهك الملائكي

فبكل الخلايا

أفديك..

دعيني أرسم

خارطة الأقدار

على لوحة صدرك

وأحفر أسمك

بدمي وعبق أنفاسي

فأنت عاشقتي

وأنا لك

قدر مكتوب بالدم

على جبينك

يا فتاة أحلامي

وعبق الوصال

في تلافيف الأحلام

يا عرس أفراحي

وسحر الكلام

أنعشيني

برائحة النرجس

والرياحين

ضميني إلى صدرك

واروٍ عطشي

بقبلة الحياة

أشعليني

بعد أن أمسيت رمادا

وأيقظي الشباب

في صحوة الحياة

فانا  بك

أستقبل الحياة

يا غمرة اليقين

في عالم التكوين

أنت الملاك

في دروب النجاة

فأحييني

*****

منذ سنين ما تزال أشباح تتحكم بالأمة ...منذ أعوام منصرمة ما تزال عفاريت تجوب شوارع الظلمة... منذ فترات عصيبة مرت جعلت أحلامنا أوهاماً ؛لا نور أو ضياء

فعانينا الأمرّين..

الناس بدأت تتوق للحظات الفجر والعفوية لتنساب المحبة وتتألق القلوب من جديد ونحن من الدول النامية جديرون بقطع الكهرباء والماء، بينما غيرنا يرتقي سلم الحضارة ويزرع الأزهار والورود في كل مكان ويتقدم علينا بآلاف مؤلفة من الأميال لبناء الصروح الحضارية ،  لم يكتفوا ببناء الحضارة على كوكب الأرض بل اجتازوها إلى القمر ..فأين نحن من التقدم العلمي والحضاري..؟!

حتى نعمة الماء يحرموننا منها وكذلك نعمة الكهرباء..فإلى متى سنظل نتوق لرمق الحياة ..؟!

إلى متى سوف ننتظر قدوم المهدي ليحل لنا قضايانا ومشاكلنا ..؟!، ومتى يبارك فينا الرب جلت قدرته....؟!

إن الأشخاص الحريصون على الأرض والنفوس الطاهرة تبذل قصارى جهدها لخدمة الإنسان في كل مكان ؛ بينما مجتمع البشر يحرمه من أبسط حقوقه المشروعة..

حلم يتجرع وهماً

احلمي يا نفس

وأطلق صرخاتك يا قلب

وأدعو إلهكِ يا روح

فنحن نعيش

في مقبرة الحياة

نتوسل الرب

بأكف متضرعة

تنتظر رحمته

بحياء..

لم تعد الأرض أرضاً

ولا السماء سماءً

فقد تحولت السحابات

إلى أشباح فضاء

لا ماء ولا كهرباء..

كلنا في الجحيم سواء

كلنا نحتسي الويل

في دروب الفناء

لا نفس ترعوي

لا ضميراً يصحو

من رقاده..

لا سراج أمل

أو مشعل ضياء

تحولت عفرين

إلى مجزرة

تنتظر

لمسة أم حنون

في ليل حالك الظلمات

لتمحو تجاعيد البؤساء

نغرق في بحر

من العرق

ولا ماء..

نرشف حسرات الخيبة

في شوارع ميتة

ولا تنفع حروف الهجاء

صامتة  شوارعي

أبكم قدري

عمياء ينابيعي

صماء أرضي

أقدرنا أن نموت

ونحن أحياء..؟!!

ونطلق استغاثاتنا

لرب الكون..!؟

فناصيتنا بذمة قادر

يحي الأشلاء

نأمل أن نموت لأننا

بقينا أشلاء بأشلاء

فمتى تتبدد

خيوط الظلم عنا..؟!

وتشرق الشمس

في كوكبنا..؟!

متى نحيا

بلا إجحاف بحقنا..؟!

أو ظلم يجري

قي عروقنا..؟!

فنولد من جديد

هل تدوسنا

أشباح الفضاء..؟!

فندخل التابوت

أم نبق نتجرع

سموم اللا مبالاة

بانتهاء الحياة..؟!!

أسودٌ قدرنا

لا ماء ..لا كهرباء

شاحبٌ وجه ارضي

تسيل منها الدماء

نهرها الطاهر

معكر

بسموم السيل

وقلبها يلبس

ثوب الشيب

****

مكفنة عفرين

تنزف بلا هوادة

ونحن ننتظر

رحمة السماء

&&&

تعالي ارحميني

فالوقت جاء

أشجار الربيع

تبكي من التضرع

تفقد نضارتها

وعفة البهاء

انتهينا

متنا...

ونحن نصعد

دروب الفناء

فيا ربي

حلّ لنا

أزمة الماء والكهرباء!!

****** 

وإلى حلـــــــــــقة أخرى من الشـعر من الشـمال

                                                                                                    للشــــــاعر هشــيار  عبـــــــــــــــــــــــدي

خلـــــــــــــوي0955877919 /0955627948

 hishiar21@maktoob.com

hishiaro@hotmail.com

3 / 8 / 2007

=============

 

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة السادسة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

 

عندما تأفل النجوم وتصطك السماء بالغيوم ، تغطي الأرض الظلام ، وتبحث عن وميض النور عساها ترى الق الوجود ، وفي هذه اللحظات تعم الأرض العفاريت وتخرج الجان من جحورها فتأتي أصوات دويها ؛ فتنتصب الأشعار في الجسد معلنة عن حالة من رعب وهول ..كذلك الحال مسيرة الشعر التي تشبه مدينتي عفرين رغم الشمس المشرقة والنجوم التي تزين سماءها فان أديمها الطاهر يبحث عن أنامل تعانقها عبر سيمفونية القلوب الواعدة التي تخفق بالحياة ..

تشن النيازك حملتها على هذا الجسد المتهتك من رياح تقذف بهذا البدن إلى اغرب الأمكنة ويتلاشى حلم الياسمين ...تتصدع جدران الصمت عبر لغة تشبه إلى حد كبير تلك الرموز على أبواب الكهوف وجدران أهرامات  مصر القديمة ، ومن هو جاهل بها يقع في عالم مجهول في غياهب الماضي السحيق – لن تجديه الاستغاثات مهما أطلقها قلبه إلا رحمة رب كريم..

كذلك الحال هي تلك الأسماك التي تعيش بكل حرية وعفوية في بحر الأسرار سرعان  ما تأتي الحيتان لتبتلعها ...تنتعش هي الأخرى في عالم عجيب ..مخنوقة الأنفاس إذ تعتري تلك الحيتان نشوة وهي تبتلع طيب النفوس أما تلك

 التنانين تعلن عن القيام بحملتها باحثة عن فريسة لتلتهمها بنهم ، كذلك الحال أولئك البشر الذين يمتصون رحيق البراءة على بريق الأطفال والشباب.

أما الأنثى فأنها تحترق بنيران المجتمع الذي يطلق براثن حممه، كي تكون كل النفوس الطيبة التي تقبل على الحياة عباد لها.

أما أنا أحاول جاهدا أن أترقب هذه التحولات التي تظهر أمامي عبر حركات الجن والجان – كحدث درامي عبر اسطوانة فيلم سينمائي على خشبة مسرح الحياة ..حيث أتوغل في عوالم المشاهد المرئية فتعتريني حالة من العجز أحيانا ومن واجب أنني لم اخلق سدى ..فأبحث عن علاجات لكل الحالات

التي تُستعرضُ أمامي عساني أقدم شيئا إلى تلك النفوس المجبولة بالحز والمشتاقة إلى أنفاس الحياة .

نحن أمام ضغوطات وارتعاشات وإرهاصات وحالات مرضية في سيكولوجية العقيدة وبارا سيكولوجية النفس ..أمام لوحات من الوجود..، عالم داخلي مجهول المعالم وأكثر غرابة من هذا العالم الذي نحياه...وما زلنا نفتقد إلى الآليات والأدوات التي تجعل منا أسيادا لا عبيدا..إذ نتوه في دروب المستحيل وتتملكنا رغبات رعناء وغرائز دونية حيوانية تدفعنا إلى تجسيد نظامها عبر مرايا تحرك فينا كل النوايا.

 وهناك في زوايا الروح نور وعين تراقب سلوكياتنا في الداخل والخارج ..أنه الضمير الذي يشبه وجها نورانيا ؛ لغزه كامن ما بين الصدر والكبد..يشبه إلى حد كبير ملاكا نورانيا اكبر حجما من هذا الكون الذي نحيا فيه ..أستطيع أن أشبهه بخيوط النور التي تراقب وتخترق بمداها ومعالمها كل الأمكنة .

عينان لا تنامان ولا تغفوان بقدرة الواحد الديان ؛ تحفظ هذا لكيان الإنساني ...ولا غرابة في أن يطلق بعض المغرضين علي عبر هذه الحلقة بإحدى الاتهامات الجارحة والقاسية ولكونها لن تجدي نفعا لرجل لاقى الكثير في مملكة العفاريت لأنه منذ زمان ومنذ نعومة أظفاره كان عاشقا لذلك النور والسر الأزلي المغروس فيه..والذي لم يستطع العلم الكشف عن كنهه بعد ، أنه السر الغامض الذي مهما ارتقت النفس لسبر أغوارها ونزع الغطاء عنها لن تستطيع أن تعطيها حقها من الإعراب ..

فقد حيرت عقول الألباب وعلماء النفس والفلاسفة وعلماء الفلك وحتى علماء الفيزياء والكيمياء والرياضيات ..كتبوا عنها الكثير من المجلدات وأبحروا في البحث والتنقيب عنها وأطلقوا عليها شتى المصطلحات والمسميات التي لم تستطع تجسيد هذا اسر والكشف عن هويته وكنهه ولكون الحقيقة المطلقة هيب بحوزة واجب الوجود فقد ظلت وما تزال تلك العقول عاجزة وتلك المفاهيم قاصرة على أن تكشف عن هوية ذلك السر ولم يستطيع احد وصفها إلا كتاب الله تعالى إذ أحاط به وغلفه بإطار من الشهب التي تحرق كل من حاول معرفة كنهه ..فحينما يبحر احدنا في تشفي حروفها وفك ما وراء الأحرف..في بدايات السور والآيات يلاحظ حالة أكثر بداعة وغرابة من حالة الشعر فالبلاغة التي فيها والصور التي في سحرا واللحن السرمدي ..والقصص وميادين الشعور اللا شعور إلى ما هنالك من عوالم غريبة وعجيبة ما يعجز العقل البشري أن يصفه مهما حاول كشف الغطاء عنه عبر الخيال..

وما الخيال إلا جزء من واقع الإنسان فلماذا نضع فوارق من شأنها أن تحير عقولنا وتجعلنا ندور حول حلقة مفرغة فلا نحصد غير السراب بينما عمرنا متوغل في هواجس الذات التي ترهق العقول وتجعل الإنسان يبحر في اللا معقول ؛ فتصاب النفس بشتى حالات الضياع والمنغصات والتيه والحيرة..إذ تظل تدور حول نفسها وتظل تبحث عن الحقيقة والحق يقول لا تفكروا بي وإنما فكروا بالوجود فكل ما هو موجود يدل عليه (( الأرض ، السماء- الإنسان- الحيوان- النبات..الكون ..الخ)) .

مفاهيمنا للحياة ما تزال قاصرة على تشفي ابسط الحقائق لأن الضغوطات أثقلت كاهلنا وخاصة الضغط الاقتصادي وحالة الاغتراب التي أمست تبسط نفوذها في كل أرجاء الكون فأصبحنا نعيش حالة هستريا وانفصام في النفس والهوية ونخوض نزعات فردية في بحر من الرغبات العنجهية والغرائز التي من شأنها أن تحرك كل المشاعر المكبوتة لتعلن عن حالات من الشرك أو سيادة لسوداوية ..فنغرق في بحر الكلمات والمصطلحات وقد نصاب بمس شيطاني يعرقل حركة الغاية المنشودة التي من اجلها خلقنا..فمن نحن ..؟!!، وغلى أي مدى أمسى الشعر مفتاحا يفتح عقولنا وألبابنا إلى عالمنا الداخلي والخارجي ..وهل حصد الشعر غايته ..؟!، ام تاهت وظلت في حركة مجوفة تبحث عن هويتها ..؟!!

ول الشعراء اقروا لها الاحترام وحدثوا من عمرانه وأبدعوا في التحليق عاليا ..؟!! عبر لغة تعجز كل لغات العالم عن وصفها أو تجسيد هويته ..؟!..أم أننا ما زلنا نجوب شوارع الاغتراب ولا نعرف ما نفعل فأصبحنا عاجزين عن دفعها نحو الكمال..ولو عبر آليات اللغة والصور بيانية والتشابيه لأننا أمسينا نكتب لمجرد الكتابة..؟!!. 

كلمات تبحث عن وسادة ووسادة تبحث عن كلمات

أنه الإنسان

لحم وعظم ودم

وخلايا

أنسجة وعروق وشرايين

محاطة بلغة البلايا

جبال ووديان

وسهول وهضاب

نبع ونهر

بحر

ومد وجذر

وكتاب

نفس ونفس

تكمن

في كل الحالات

مشاعر وأحاسيس

أصوات انس وجن

وحيوان ووريقات خضر

وسائل لا يشبه

الكلمات

ورموز والغاز

وحجج وطلاسم

وجان

أمعاء دقيقة وغليظة

معدة وأثنى عشري

وبنكرياس

وذي  ولباس

تدفق ماء أزلي

ونور ينتشر

في جسد حولي

ومنعطفات

سكين ومعلاق

وشوك فصحون طائرة

وأجرام سماوات

وفلك يدور

وقلب متقلب مسحور

وعقل يغور

متقلب كدوران الفصول

وارض وسماء

وموت وبكاء

وحروف تحلق

في محراب الروح

وألحان قلب تستشف

المجهول

واكف ترفع للعلا

صلاة نور

ودعاء يلامس الملاك

الأعظم

وأخرى تجسد في سطور

وقبر يجور

ممرات ضيقة

أبواب متهتكة

عتيقة

أصوات وأحلام

تنزف على الأفئدة

ألحان الوجود الحزينة

وصدر يشبه

وجه تنين

وأنياب حادة

وكلاب متشردة

وموت قادم لعين

ولهب لعنة

وحزن دفين

وعصر يبدأ

مع موسم الشياطين

وعفريت يخرج من الغرب

وجني لعين

من الشرق

وحروب ومجازر

وملاسنات

دخان ويلات

تلاطم أمواج

وصراع مفاهيم

وتخيلات

انتظار نور

من قبس التحولات

وسقر يتأجج

يبتغي أن يلتهم

كل شيء

وأجساد مسفوكة

وأبدان مدبوكة

وأرواح ممزقة

وعقول محترقة

وعلوم ضائعة

على سواعد رياح

فتاكة

ومحراب يسفك

ومسجد يتلاعب

وصليب مهشم

مكسر

وجسم متحطم

مندثر

وغيب يخفي كل مجهول

وعيون تراقب

وأخرى تجول

وقلوب ضالة

وصحوة لا تقول

وجسد متهتك

وجسم مقتول

وجثث ودماء

وجيفة سوداء

تفحمت أشلاء الشعر

فأين هو الإنسان

**** 

قولون سيني

وحوض بكيني

وشعر في كل مكان

وساق وفخذ

ورجل وقدم

وأصابع تشبه الأقزام

نحر ينتظر شمسا

وعنق يحتضر

وروحا تنتظر الرحمن

جسد متمزق

ونفس في دوران

وعقل مغرور

متكبر

يشبه الشيطان

وعامود فقري

متهتك العظام

ونخاع شوكي

ودماغ يشبه الكون

وبصلة

لا تعرف وجه الهزيمة

وغشاء طبل

وصوان

واختلاج نهر

وطيور تحلق

جهرا

ورمانتان

تشبهان عينا بقرة

حمراوان

انه البركان

صوت دوي

يشبه صوت العصيان

مدفع ودبابة

وصاروخ

هولاكو

في كل مكان

فمن أنت

يا أيها الإنسان

قيمة

ثم جيفة نتنة

أقذر حيوان

****

أرواحنا نسجت من رحيقها همسات العشق وتبرعمت أزهار الربيع برفق ظلت تحي عظام الحب فتغدو مملكة القلب عروس في مقتبل العمر تلبس زى الزفاف وتتمايل الأغصان على اكفها لتعلن عن أغنية ترقص البلابل والعنادل فوق الأفنان عبر سيمفونية الإلهام .

يداعب الوجدان نسيم النرجس ويشتم القمر رائحة الشعر فتغدو نفوسنا في غبطة تعيش أحلى ليال العمر ..منذ زمان طويل حولت السنون هذا القلب إلى صحراء وقد مرت ثقيلة على كاهل الشعر الذي يفتح أبواب السدرة والغبطة ويساعد الناس لان تتخلص من وتيرة الحياة القاسية والرتابة القاتلة ..

مسيرة الشعر محملة بالآلام تعاني من الغربة في مدينة فيها ظروف تقود النفس إلى مزيد  من الضياع فتمشي الروح لوحدها ابحث عن نور في محراب وقتها وتنتظر أنامل القادمين الذين كم تاقت لتحتضنها بشغف ونهم..فارتدت القلوب أزياء الغرب وتوغلت في دماء الهواة لونا من الوجد والشعر أمسى غريبا في هذا الزمان كما هو الإنسان..فالعشق لم يعد كالأمس والحب لم يعد كالأمس والعين لم تعد تنام

والنوم غريب في عالم الإنسان والحلم عجيب ليس له كيان والروح عليها السلام

متــمرد أنـــــــا

أليك أمد يدي

زماني

فمن أنا..؟!،

قلبا يعشق

بعنفوان

تتوغل إلى جوفي

براثن النيران

تلتهمني كل الأوابد

وتتحطم أشرعتي

قبل الطيران

انثر نزفي

أشلاء بدن متمزق

فتغدو جثتي

جيفة مرمية

في شوارع النسيان

أنا الملطخ بالعار

ملاحق

من قبل العفاريت

وأنفاس الجان

أرتل على بزقي

أعذب الألحان

لحن ادمي

واحلق نحو العلا

اعشق الطيران

احمل أحرفي

على موج البحر

فتلاحقني كل

طلاسم الأوهام

أمهد روحي

جسرا وأعرج

للرحمن

واعزف أغنية

للوطن

فترشقها الألسن اللعناء

فاقع أرضا

كجثة تأكلها الديدان

أنا المنفي

في وطني

ممزق الضمير

ملاحق الوجدان

انزف دما

كمجزرة ظلم

ملطخ ببراثن

البركان

أنا الملاحق

في وطني

من أنياب الذل

والظلم

والطغيان

ابحث عن هويتي

في كل مكان

انحني واخشع

للرب

تبجلا

امتطي صهوة الحصان

فتشب النيران

في صدري

فأغدو بلا لسان

لغة الصمت

تمزقني

تبتلعني

ترشق حجارتها

إلى جوفي

كالسهام

تبتغي احتساء المرجان

لقد تهشم وجهي

بذعر النفوس

والطقس

وتمزقت شراييني

وانهارت كل الحصون

وتبدد الحلم

والموت يبتلع وطني

فأين أنا

يا أيها الزمان...؟!!

*****

 

حياة الإنسان تشبه عالم مترامي الأطراف من منغصات وتيارات وظروف وعوامل طبيعية وغير طبيعية تأثر بالكيان وتحط من إرادته ...تسكنه كل أصناف الكائنات الحية مما يجعله يعاني شتى عوامل التعذيب والعناء وقد تلعب دورا في الحد من طموحاته أو تعرقل مسيرته الإنسانية وتبحر بأحاسيسه إلى الدخول في عقد تحط من رحاله ورغم كل ذلك أنا حر أحاول أن أكون أقوى من كل التيارات والتهم أوجه المحال وحيدا علني ازرع الحقيقة في قلوب الناس وأبدل طقوس الحياة المزيفة وأبدلها إلى طقوس أخرى لأعيد المنطق إلى جذوره رغم ما يمكن أن أواجهه في مسيرة حياتي المتشعبة والتي لن تتركني بحال سبيلي

وكلي إيمان أن تشرق الشمس من جديد رغم الليل الحالك الذي يبسط نفوذه عبر مرحلة زمنية طويلة إيمانا مني أنها لن تدوم ذلك الظلام إذ سينقشع لتشرق شمس المعرفة والحق بإذن القادر الذي بيديه زمام  أمور الخلق اجمعهم..

حــــــرٌ أنـــــــا

وسط الذئاب

وألف ثعبان

على الباب

أتأقلم مع كل شيء..

 وأصعد إلى الجبال

وأهبط نحو الهضاب

في سفن حياتي

رحلات ومجازر

ودماء...

وفي مدن قلبي

أوتار وآبار

وحداد...

وخلف وجهي

إعصار وبركان

ووهاد..

زقت الكثير

وكم كثير

خلف الستار

باقيات..

ففوق ضفائري

قصص وحكايات

وعلى جبيني

كتاب مفتوح

على كل الجبهات

وفي جسدي

مدن عجم

وأساطير وفكاهات

أنا رجل متخشب

متهدم

ملاحق

بسهام ورماح

وحجارات...

معتقل في غابات الحرية

مثل ملاك

في سجن الحياة

مدفون

في تاريخي

وكلماتي هي

مفاتيح

للكهوف والمغارات

تسكنني الحيتان

وتراقبني

العين التي

لا تغفل عني

ولا لحظة من اللحظات

استمد عزيمتي

من ربي

خالق كل المخلوقات

****** 

لا تقولي

كيف تحيا

وفي باطنك

جراح وصراعات...؟!!!

فقصتي لم تكتب بعد

إلا بعد الموت

وحينما يتحول جسمي

إلى رفات

فافتحي باكورة الأيام

ستجديني شمسا

في الدروب العتماء

تنير لك

الحياة...

*****

رغم انه كل شيء تغير إلا انه المبادئ الأساسية لا تتغير وان تغيرت النفوس وصبغت بصبغة الوجود المادي او انقادت وراء الدنيا بكل قواها أو وراء نفوسها الأمارة بالسوء واهم عامل لتستقر الحياة على منوال حقيقي هو إن تبقى الثقة متربعة في قلوب الناس وتعود ترفرف من جديد في سماء الروح لتحيا أجمل لحظات الحياة إذ بدونها تتحول حياة المرء إلى جحيم تتجرع المرارة والخيبة وسط موجة من النزعات الذاتية التي ترهق الكاهل الإنساني فالنفس لا تحيا ولا تنتعش إلا إذا عادت إلى طبيعتها من طهر والق وحب روحاني إذ بدونها تفقد معطياتها من جديد وتبحر الذات في مستنقع النزعات الفردية التي تؤدي بالإنسان إلى التهلكة.

الثــــقة تــــــــاج

اسمعيني

فالثقة تاج

ورأسي مصاب بدونك

بارتجاج

لكني سيدتي

صريح وصادق

وفي صدري

مزيد من الاختلاج

استقبلي

عشقي المجنون

واترك ثوب الحساسية

وامتطي تلك الحصون

واعلمي

إنني أعشقك بجنون

يا ملاك روحي

يا مفاتن حسن

يسري في الشرايين

فلا تحزني

فصدري لك

حصن حصين

وقلبي بهار رنكين

وأنت لي خيال ثمين

يداعبني أينما احل

أو أكون

في غسق الدجى أناديك

في شفق احمر

أناديك

في عرس أفراحي

وطيب أتراحي

وفوق هلال مباح

أناديك..

ليلك بدر

سحر قمر

وعطرك وشاح وسحر

فكيف أراضيك..؟!!

كفى شكوى

يا سيدتي

فباقات العمر

تفديك

كفى حزنا

وعذابات

فرياضي الأمن تهديك

عانقي كل آلامي

وتوغلي في بحر غرامي

فانا ما زلت

من نثير الهوى

حبي الكبير

أهديك

حديقتي باقات ورد

وأشجاري

ألق الأوراق

تعطيك

ظلي ظل رجل

يحب بجنون

فعلى أجنحته

قصص ترويك

وتحت لحاف القلب

أحلى الكلمات

والهمسات

تهديك

 فلا تبخلي عليه

بابتسامات

وعبق الأنفاس

تحييك..

اعلمي انك قدري

وأنا أحيا

بلمسة حنان

من كفيك

وان طلبت

ما تشائين

فروحي في الأفق

ترويك..

********** 

عندما تتشقق سماء الحب وتطرق بنبضاتها لحظات تداعب أوراق الوجود..تتمزق أيضا سماء الشعر..إذ تلاقي نفسها يتيمة من تدفق العطاء المستمر الذي بدا غير مألوف كالأمس..فتضيع القلوب وهي تعاني من دخان يعكر صفوها والعشق يفقد مصداقيته حينما تشوهها السنة الحياة...أنها تيارات لا تترك النفس في حال سبيلها فالتجارب التي تمر بها الإنسانية تجعل الوضع أكثر سوء لان الحياة أمست تعاني الوحدة وتلبس النفوس ذي المادة  بحيث تبدو مريضة الأمر الذي يظل القلب يعاني ..يتعذب وهو يحرث في ارض القلوب الحب والعطاء..مناشدة الأحلام طقوس الخيال..مما يزيد بالنفس الإرهاق إلى حدود لا توصف...بينما هناك في زوايا الوجود نفوس أخرى تداعب المجهول وتنادي تلك القلوب الحريصة على القيم..والتي تقدر الشعر والمشاعر وتعطيه ألوانا محدثة بصبغة الروح منها لون الجرأة بحيث تبدو كعروس تنتظر العريس الذي تحلم أن يشاركها فرحتها..بعد رحلة من الركود والحرمان والإبحار  لذعة الحلم والخلود... زكم تتوق تلك العروس لان تنعم بالأمن والسلامة مع عريسها الغير معروف والماكث في مجاهيل الخيال ..

الشمس تخفي نفسها وراء الغيوم تنتظر صلوات العروس حتى تفتح السماء أبوابها وتخرج من القفص تلك الأحلام المحبوسة في سرداب الوميض كون التيارات والضغوطات والظروف تشن حملتها على كاهل الإنسانية فيغدو الإنسان يتيما يبحث عن اغرب الألحان وسط زوبعة من النواميس الفنية..والتي لم تعد كسابق عهدها لكون النفس تعاني من الضياع وسط تلك الأنظمة السائدة التي تقود الذات إلى مزيد من التهلكة فتعاني هي الأخرى ( الذات) التهلكة والويل من نظريات محدثة..ففي الوجود الغاز يستصعب على المرء التخلص من التفكير بها إذ يبدو التفكير بها عرض من الجنون..لان نفوسنا مجبولة بالانقياد وراء ما هو سهل أما باقي الأشياء التي نلمحها والتي لا نبالي بها تمسي عادية لكونها أمست من العادة والرتابة إذ أجبلت نفوسنا بعجينة النفوس والمادة الأمر الذي جعلت مشاعرنا مصبوغة بعجينة مادية أكثر منها معنوية..وأحاسيسنا المرهفة متهمة بالمراهقة...أما لغات الصمت والفن والأدب يستفقد هويته وسط قلوب لا تعنيها أن تبق في زواياها المغلقة..بل تشن حملتها أيضا على الإبداع محاولة منها لان تصب الزيت على النار أو تسكب الماء المغلي عليها لأنها تذوب من تلك القيم إذا نمت وترعرعت ولاقت العناية من عشاق الإنسانية المتفانيين بأرواحهم دفاعا عن تلك القيم والمثل .

عم الذعر أرجاء الكون..وفتح صمام الأمان لتلك النزعات لتلهث بلعابها بنشاط لابتلاع أكثر كمية من البراعم التي تعطر الكون والنفوس لتتألق من جديد..فأصبح الشعر والشعراء فريسة سهلة القرض أمام ضعاف النفوس وأمام الفكر لوجودي..وقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم.. فلماذا يفتح هو ذلك الباب أمام تيارات الوجود..ويستسلم لتلك الهلوسات التي تقوده إلى الهاوية..ولماذا لا يبتغي هذا الشخص السمو بأفكاره نحو الوجود ونحو الكمال المطلق..ونحو الغاز الحياة ذاتها التي إن وقف عندها أدخلت السكينة إلى قلبه تلك السكينة التي تفتح أمامه غاية الحياة والانتعاش من جديد..فكل ما هو موجود يدل على واجب الوجود وأعظم الغايات هو كسب رضاه ومرضاته عز وجل وسط نزعات من الأنا الدنيا والعليا ..إذ بالتعرض إلى ذاته المطلقة فتح سبل السعادة الحقيقية إذ تحلق الروح إلى رحابها وتنشرح النفوس من النظر إليها وتسامر عالم الأرواح التي لا يستطيع أي أداة في الوجود وصف معالمها الحضارية وسحرها الأخاذ...أنها الهالة الشعرية الحقيقية التي تفتح أمام الإنسان معنى وغاية وجوده الحقيقي .

على حافـــة الأربعيـــن

ألق ونجم ساطع

وفرح..

سحر وقمر منير

وانشراح..

غمد سيف..ورماح

وعرق ينضب حبا

ومفتاح..

وعرش ينتظر عروس

وانفتاح....

هو ذاك عشقك سيدتي

تلافيف غار

وبركان وأفراح..

بعد الثلاثين

تمخضت كتاباتي

وتوغلت في سحرك

حبيباتي

وعلى حافة الأربعين

تعرفت إليك

يا ملاكي

فكنت أميرة حياتي

وتبرعمت أزهاري

بين هنك

وبفصل حبك المستباح

أنا المجتث

بسهام الحزن

والأتراح

أنزف منذ سنين دماً

في غابات الوشاح

عارية كانت ارضي

وجرداء وطني

كالصحراء هويتي

فجئتني بسحر هوا

في وميض الانشراح

ولمست أناملك أوجاعي

وانحنيت تبجلا

في  أجواء الأقاح

وعانقت في

سري

كل ما تشتهيه النفس

من عبق الارتياح

سحرك سيدتي

سرى كنور

في جوانحي

وتفتحت أوراقي

في ربيع فواح

وتلامست قلوبنا

في صبيحة العشق

وتراقصت في القمم

أرواحنا

بخيوط الصباح

هل تذوب كلماتي..؟!

بعد اشراقة زغابات الإصباح..

أنا المتيم..المغرم

في سحر قامة ممشوقة

بلغة الملاح

انثر من فيض كتاباتي

قصة حب أنعشت

على حليمة الشمس

في صباحي

أشرقي

في جوانح صمتي

ازرعي الألق

على بشاشة وجهي

وكوني لي أبدا

وجه الإصباح

&&&&  

كثيرا ما كتبوا عن حلم قلب..والتهبوا وتعالت أحلامهم ..ومن المقل كل البراعم قد اسكبوا وتغنى القلب في محراب الهوى ولمست بأهازيجها عبق العشق وارتووا كعسجد في حقل الحب على عرش النفوس استوى..انه حلم الشباب ..وأحلام الصباحات والقلب لم يعد يرتوي..

أين أسير والى أين ارحل ومتى أعانق طقوس الهوى...فالعشق ملحمة بلا نهاية ..عمرها في الأفق احتوى..هاتي من عبق أنفاسك يا عاشقتي سحر الهوى وانثري من فجر أحزانك قلائد في العلا تسعى لتطفي سحرا في جوانحي بماء يروي ظمأ القلب على بطيب المستوى إنني احبك سيدتي أحب من أجلك عبق الهوى فمدي ساعديك وأطلقي النور إلى فضاء جسدي..وامتزجي بحلم أنفاسي وازرعي الألق في المحتوى..أنا ما عرفت الحياة إلا عبق احمر..ابيض ما له مثيل..وان هوى..فمشطي ضفائر شعري ولملمي جدائل شعري فعشق الإله في النفس أينعت جمالا وكل شيء احتوى..آه يا عبق المحبة..الوجد من ثناياك ملاكه التوى..

في القديم كانت الحشمة والأدب تاج على رؤوسنا أما الآن أمست الشهوة والتبرج تاج معلق على رؤوسنا..قديما كان الشعر يشرح الصدور ويؤثر في النفوس أما الآن أمسى الشعر غريبا عنا وبتنا غريبا عنه ..قديما كان الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير أما الآن انقلبت الموازين وأصبحت المثل والقيم في الحضيض ..قديما كان السحر له سحره وملاكه وكانت القلوب تحلم به وتتفانى بروحها في سبيل الوصول إليه وتحقيقه إما الآن أمسى الحب مادة ونزوة وشهوة عابرة ..مذهولا أمام وجه النور ومنقادة إلى المجهول الذي يعبث به وبذاته فأمسينا غرباء عن نفوسنا..وذواتنا نحلم بالشيء المستحيل..

كثيرة هي المفاهيم التي تشوهت في بحر الحياة فقد اختلط الغائب بالنائب وأصبحت ذواتنا تعاني من مرض عضال وعقدتنا عويصة عن الحل محكمة إلى درجة يصعب على المرء حلها..وكل منا أمسى ربا يبحث عن عبيد..

فجــر الحقيـــقة

بعد انتظار واحتضار

وانصهار

في بحر الحب..

تشعر كلماتي

أن آن أوانها

أن تكون أما للأجيال

وكل قصائدي

أبا للأبطال

فعلى المقصلة

تشنق كل المفردات

بحجة إنها

تقف وقفة حداد

بصمت مبجل

تطلق الصلوات

لنور السماء

حتى الصلوات البكماء

يحاكموها

ويخنقوا أنفاس الحرية

ويعتقلوا أحلامنا

في شفق

بلا رحمة

أعلنها

وفي جوفي احتقان

وبركان

ينتظران

أن تنفجر ألسنته

في يوم مجهول..

****** 

تعدم شمس المعرفة

في مقصلة الحضارة المزيفة

وتتلاشى أنوار الدين

بدخان ينفجر

على جبل الأربعين

وتتلاشى كل النظريات

بخنجر لعين

وتزيف كل الحقائق

معلنة عن قدوم الدجال

بثوب علم مشين

تسحر عيون الحقيقة

بوجه جني لعين

&&&& 

أتبتغين أن تحاصريني

تجمعي التهم بي

تلاحقينني..؟!

تحاكمينني..؟

فأنا لا أبالي

لأنّ مثلي منتشر

في فصول الدين

والعلوم والفنون

والتكوين

في كل قطرة مطر

تنهمر من سماء

لتزهر

ارض المساكين

على كل سحابة

وبخيوط الشمس

تزرع اليخضور

عبر حديقة القمح

وعلى مهد الجبين

جلجامش

ملحمة مزروعة بالدم

في أرض العاشقين

ستنتصر يوما

حقيقتنا

وتتبدد خيوط الجحيم

وتبزغ شمس

وتنتحر أوجه الذئاب

وتموت في سجن مظلم

كل الأفكار الفردية

وتنتهي عهد المشعوذين

فدسي سمومك

قي عقائدي

في جسدي

قدر ما تشائين

فلن تحصدي

إلا الخيبة

وكل ألسنتي

ستحرقك يوما

وتقذفك

في الجحيم

ومهما تجمعت

خيوط الجهنم

حول عنقي

والتفت حول جسدي

ودست أبارها

في مملكتي

ستنفجر يوما

ويسمو الفكر

في رحاب الإله

بصلوات تغسل

وجه الليل الحزين

سأدفن حقدك

في أديم لا يرحم

طلاسم الدجالين

سيضعك القدر

في ميعاد

تناشد جرمك

وحيدا

تحترق

ولا نور تراه

ولا نعيم..

ستتذكر حينها

انك تأكل نفسك

وانك نار القديسين

فليسيروا خلفك

من يقدسك

فمائي لا يقبل الهوان

وأنا إنسان قديم

قدسوا الطاووس

كما في الهند

يقدسون البقر

وفي الصين

التنين

وفي الجاهلية مثلهم

كم قدسوا

أصناما وأوثانا

وأحجارا على

مر السنين

قدسوا الحناجل

والمناجل

والفأس والسيف

والقلم على لوحة الزمان

يسطر أفكارهم

يحصي لهم

في غفلتهم

فعند مفترق الطرق

سترجمين

قدسوا الأنوثة

والأرض والشمس

فما خلفهم

إلا رب

يجمع كل المعتقدات

فهل انتم في النعيم

أم في الجحيم..؟!!!

قدِّسوا العلم والدين

وكل الأفكار البالية

ولكن

دعوا حبي يرفرف

في أحضان نور

أقدم من كل الأديان

والعلوم والتكوين

********** 

رغم المنغصات في الحياة ومراتب الحزن والحزن وألوان الحالات التي تصيب النفس وترتعش لها الأبدان ..رغم خشونة الحياة وقسوة الدنيا وقسوة القلوب التي تحاصر الإنسان ..ورغم السواد الأعظم والهم والأسى والكمد والكرب والأسف والكآبة المرتسمة على بريق الإنسانية ونفوس الناس ورغم الجزع والحسرة واليأس ..ورغم الضيق والإبلاس والعياذ بالله..ورغم الحصر والباخع..والكم فما زال هناك فرج بعد كل هذا الضيق الذي يحاصرنا وما زالت هناك شمس وان غابت فعلى الإنسان ألا يفقد الأمل بالمستقبل وبرحمة الله العليا والعظمى فحالات السعادة وان قلت فهي كفيلة أن ترسم السعادة في قلوب عشاق الله.

تقاسـيم الوجه

سحر أمل مشرق

في الروح يسري

لؤلؤة عين

على أخاديدي

يجري

يرسم خارطة وجودي

بابتسامات

على الثغر

تقول

انك تعصرني

يا رجلا شرقيا

يسرح في فكري

من أنت..؟!

ولم اخترت قلبي

واستوليت

على مشاعري..؟!!

فأوراق الخريف

تداعب هواجسي

وأحلامي

تطلق ألحانها

في فجر

يداعب في الغسق

فجري..

وليلي حانوت قديم

في حدائق صبري

قل شيئا

حتى ارتاح

من الاهتآل 

في سرداب قبري

يشد حزام الحيرة

فأتوغل في حيرتي

وألف سؤال

يسرح في فكري

لم اخترتني

وأنا المطمورة حيا

في القبر..؟!!

متوغلة أنا

في بحر أسراري

اضحك كثيرا

وفي قلبي نهر

وألام عمر

في صدري

تقيد أحلامنا

فتغوص

في رهبة الموت

وتحيا بصمت

لتصرخ نادرا

عبر شعري

نحلم كثيرا

ونحن نرسم

على جزع الشجر

أسماءنا

في عالم الشر

************* 

هناك ألغاز في الحياة كثيرة لا تعاد ولا تحصى أنها الدنيا التي فيها غرائب وعجائب ومن بين الألغاز التي كم احتار العلم عن الإحاطة بها ((القضاء والقدر)) وهنا في هذه القصيدة أحاول أن أسدل الستار عنه ولو بشكل نسبي لان علمها الحتمي والكيفي والملم بها هو ربنا جل وعلا..

كتــــــــــاب القـــــــــدر

كتب القدر

أن أكون

عجوز حب

أرضع من هنِّ الحياة

الغدر

كتب القدر

أن يصلب الحب

على مقصلة القلب

الذي تحول

إلى حجر

كتب القدر

على جبيني

روحي بان تحتضر

تنتظر قدوم المطر

فالأرواح تتلاشى

والدرر من المقل

كالدم تنهمر

والنفس تذوق الويل

عبر الوتر

تعاني النظر

والفؤاد يتيم

متوهم

في ظلِّ

كلّ الذنوب

باقيات

ولا مفر

اقتليني قدر

ما تشائين

امتصي رحيق الحياة

من قلب متيم بك

منذ الصغر

***

انهلي من حلمتي الشعر

ترياقا يسري

في الوريد

والنفس تلاشت من

ألسنة النار

والعظم تنخر

بحر يلتهمني

يغرقني

كأنياب البشر

فادخل بوابة الموت

أطلق صراطي

بصراخ

ومفاتيح الغيب

في الأفق تنتصر

أرنو إليها وأنا الممزق

حتى قمة رأسي

وبركان قلبي

ينشر الخبر

وعصر الخوف

يدس سمومه

في جوفي

وكل الشرايين تنتحر

إلى متى سأعلق على

مشنقة الحياة..؟!!

أنتظر قدوم المطر

ارتشف أنفاس الألم

لحن جرح في سقر

وأنا مكفن

بثوب الحياء

ودمعي في الخريف

ينفطر..

ماتت الآمال

قبل أن تنتشي

فوشاحي قبر أجوف

في لهيب يعتصر

كلّ الملائكة تناديني

والجان في مهدها

تناشد القدر

لا تقتليني سيدتي

لا تمشطي على رأسي

الكفن

ولا تحنطي جسدي

ولا تزهقي روحي

فانا والحزن توأمان

وليلي فجر

يداعب فجري

***

آه

ما أصعب أن تشعر

بالموت

يدنو منك

وأنت ملاحق منه

تهرب إليه

وتترك خلفك

براعم الياسمين

وهمسات خرّدات

تهمس بإذنك

فتدخل أبواب النعيم

آه ما أصعب

لحظات الموت

وكل الأحلام

في جحرها

تعاني من مس رجيم

آه من الغربة

وسط ظلال الزيزفون

وخيالات تقاسيها

في حسد مشين

معلق أنا

في محراب عشق

قلبه يكويني

أدخل دنيا

نعيم

فأتلاشى

قبل أن تموت كلماتي

واندثر تحت الأديم 

*******

والى حلــقة ثانــــــية من بوابـة الشــعر من الشـــــمال

للشــــاعر هشــــيار عبــــــــــدي

Hishiaro@hotmail.com

Hishiar21@maktoob.com

0955877919-0955627948هاتف

 16 / 6 / 2007

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الخامسة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

 

تتأزم مراسيم الشعر وتبقى واجفة تلك الحروف الملطخة بتيارات المجتمع.

تبحث عن قلب يتلذذ برحيقه فيستعذب الشعر بنشوته ليسرح الخيال في عالم مليء بالروحانيات.

تتوق رعشات النفس إلى وميض إلهام استفقده على مرحلة حقبة من الزمن

وتنصهر النفس في بوتقة الدنيا التي تمكيج الوجود بألوان وهمية سرعان ما يوقع صاحبه في التهلكة فتصاب النفس بإرهاصات من شأنها أن تلطخ معالم الحضارة في ذات تتوق لرحيق الأمان والسلام وسط أمواج عاتية ،ويسرح الغرام باحثاً عن نشوته بعد أن تزيفت بهواجس النفس التي تقود صاحبها إلى مزيد من العذاب ويسرح الخيال ليبحث عن موطنه بعد رحلة من القهر والذل في ميدان تشوهه خيالاتنا المنسية .

خطاب يطلقه هذا العقل إلى لاشعور لاذع بمتاع الوجود ، وما زالت تتوق الأفئدة لعناق حبيبتها رغم جراحات في جوف الصدر تنزف بلا هوادة.

ملأت قلبي حباً بك أحياه              وجمرات الغرام ما زالت تحرقني

إن كان لي روح فلك أهديها          وأترك للزمان أن برحمته يتغمدني

ما زالت هناك براثن من الأسئلة التي لم تلق لها صدى في أعماق الإنسانية

إنه اللحن الميتافيزيقي الذي يحاول أن يرسم حقيقة الوجود بحالات وألوان تفوق حالات الوجود ذاتها

صراعات ما زالت تعانيها نفوس الأشخاص المتفانيين في سبيل إعلاء كلمة الحق والارتقاء بالذات نحو العلو  حيث ترسم سيمفونيتها بريشة القدر المعتوه بنظر البشر.

لماذا يقطعوا دابر الحب ويمزقون أشلائي

لماذا يتركون جثتي بعد أن يقتلونني على حافة الشوارع المنسية

أما يكفيهم أنهم أخذوا كلّ شيء مني

وجردوني من أنفاسي..؟!

أما يكفي أنهم لم يتركوا لي ولا نافذة أتنفس من خلالها عبق الحياة

=======

آه ما أصعب أن تتفانى بحب الآخر بينما الآخر تعتريه نشوة في امتصاص كل شيء فيك ، ولا يترك لك بصيص نور أو أمل.

صعبٌ أن تضحي في سبيل الآخر بينما الآخر كمصاص دماء يرديك قتيلاً بلا رحمة

ولا شفقة ولا عطف حتى...

كتب علي أن أبقى عظاماً رميمة في مسار رسالتي مع الناس

جسراً يمر عليه الناس بكل راحة..

فماذا تريدون منه بعد..؟!!

لقد أخذتم كلّ شيء وحلبتم من بقرتكم ما يحلو من حليب وادخرتم ما يحلو في البيت حتى تتغذوا  به في الأيام الصعبة.

فماذا تريدون من أشلاء مبعثرة مرمية متناثرة هنا وهناك ..؟!

لماذا تبتغون احتساء روحي وامتصاص أنفاسي ؟!؛ وماذا فعلت لكم يا أيها البشر..؟

هل كتب عليكم أن أكون زادكم الذي تلتهمونه بنهم فتشعرون بنشوة عارمة وأنتم تتناولون لحمي والآن تبادرون في امتصاص عظمي بشغف..؟!!

آه يا ربي

آه ما أصعب رسالة الإنسانية التي حملتني إياها

بك أعيش وبك أحيا وليس لي غيرك من منقذ لي

وما زلت أحبك

أي قلب تملكين..؟!

أي بوح كلام تجسدين..؟!

أي طير بروحك تحلق فترسمين مراسم عشقك..؟!

في أي دنيا أسرح بكلامي..؟!

وفي أي عالم أحفر لغز معاناتي...؟!

وكيف أخرج من صمتي وإسكاتي..؟!

وكيف تلفظين حديث الوله من شفتيك..؟!

وتصفين بنور ملاك ما تجسديه بحنايا روحك التي تربعت في سجايا قلبي..؟!

عبير الغرام.

موت أم حلال أم حرام..؟!!

تهت حقيقة في أن أنشد

حبات الاعتصام

عشقت أن أصوم الدهر

وأفتح باكورة الأيام للملايين

وأمسح غبار التعب

عن البؤساء والتعساء

والمساكين..

جعلت صدري

بحراً يتسع لآلام الناس أجمعين..

حتى جئتني

وفي قلبك حب وعبق

وروحاً تبحث عن صدر رزين

وتارة ترسمين خريطة جسدي

بريشة روحك المتوغلة

في نيران عشقي

فتصفين ذاتي

كما تحبين أن تصفي..

وتتوغلين في عروق هواي

وأودية الشرايين

وتبدين عما يجول بخاطرك

وأحياناً تتهمين

فلا تخرجي من قلبي

فأنا لست شيطاناً

كما تتصورين

ولا كلماتي عفريت لعين..

ولا همسات العشق

هي فحيح الثعابين

ولا قرصة يدي

هي لدغة عقرب

ولا قبلتي لسعة أفعى

همها افتراس الطيبين..!!

لا يا حبيبتي

لا تفتحي فاهك بما هو

ليس بطبعك

ولا تظلمين..

إني أحبك ملء جوارحي

فخذي ما تشتهين..

واعلمي أن في صمتي لغة

تفتح أبواب النعيم

وفي همساتي سبر المتولهين

وعلى أجنحتي مصير الشرق

وعلى جبيني لواء المجد

وفي قلبي موطن للعاشقين

فلا تحكمي ..؟!

ولا تقذفي براثنك في وجهي..؟

فأنا لا أبالي بألسنة الغضب

ولا أكترث بذاك التنين

لأنني أستمد قوتي

من رب العالمين

فإن كنت في أوج عذريتك

وتخافين من شرذمة رجل

يبلغ الأربعين..

فقد عرف عن الأنثى

أنها أفعى

 لا تأتمن عليها

فاقذفي ما يحلو من حجارتك

على قلبي المسكين..

فقلبي لم يعد يبالي

وترفعي عن مخاوفك

فكلام الأنثى إن شاءت

 بلسم لأدواء العشاق

وترياق للمرضى والمجانين

وإن شاءت سم قاتل

لمن يعبث بها

بحركات الشياطين

أنا مثلك ملاك

ولست إبليساً لعيناً

ولا همساتي في غسق الدجى

عفريت يجوب

شوارع الحب

أو سحر فرعوني

يدس سمومه

في الأوردة والشرايين

جذوري عميقة

في الأرض

وترابي أطهر

من عفة الأرض

وشمسي قوية مشرقة

في وجوه الظالمين

فلا تعبثي بأوراقي

فقد تتحول أوراقي

إلى سلاح فتاك

بين لحظة وضحاها

ولا سذاجة قلبي

تستغلين..!!

أنا عفيف النفس

طيب القلب

ومثلي في الكون

لن تجدين..

************ 

خواطر تبحث عن لقمة العيش

مهجورة مثلي عفرين

والوحدة القاتلة

تمتص الشرايين

والغربة

تبتلع كل الأوردة

وتشرب الدماء

حتى يوم الدين

فإلى أين أرحل..؟!

وصمتي لغة منسية

وأنا أعاني

 من براثن الجحيم..

بركان يحرق

أشلائي المبعثرة

وجمرات الشوق للسعادة

تحشر آبارها

في الصميم

تحرق قلبي المسكين

فأين أنا

من عالم ملطخ

بالعادات المزيفة

والمفاهيم المغلوطة..؟ّ!

وأين وسادتي

لألقي برأسي هذا عليه..؟!

كي أرتاح

يا نبض الشرايين

يا خفقة الحب والحنين

يا مهد أجدادي

 وسحر همساتي

يا عبير الربيع

وفرح تشرين

كم اشتقت إليك

يا ريحانة الأربعين

غريب أنا بلا زاد

أو جرعة دواء

أحفر في الصخرة اسمك

وأتغنى بمفاتنك

يا عرس شبابي

ونار عشقي

ووسادة حبي المسكين

أتيت إليك

من غياهب

الماضي السحيق

لأغني أغنية الحزن

بصوت حزين

وأحلم بك ليل نهار

 يا مرقد العشق الحصين

صوتي مكسور

 ورحّالي يجوب

 شوارع الحلم الدفين

ها إنني عدت إليك

يا خفقة دمي

يا عفرين

يا نبضة قلبي

من كانون

 إلى تشرين

سئمت من الدنيا وما فيها

ولم أعد أرى أحداً

 سوى ربي

وقلوباً تذكره

في وحدة الصمت اللعين

أ أرتحل

 من هذي الدنيا

إلى مصير مجهول..؟!

أم أبقى متشرذماً

في كل مكان..؟!

ولا أعرف ضالتي

متناثر أنا

منتشر

في كل أرجاء مدينتي

وروحي تطير

في أفق السماء

إلى رحاب ذات تتوغل

 في ذاتي

فليس لي غير ربي

وعفرين التي

ستعانقني ذات يوم

حينما يشاء الله

كلهم هناك ينتظرون

يتكلمون ويضحكون

ويحزنون

أما أنا هنا

أخلو لذاتي

لأرى دربي

ومن أكون..!!

تمر السنون

وتداعبني

الأوراق الصفراء

وتلحق بها

الحمراء..

وتغسلني  زخات المطر

في الأرض والآفاق

وما  زال الدم يراق

أنظر لذلك العالم

 ولنور ربي

 كم أشتاق

وأتفحص تلك الوجوه

وأمشي وحيدًا

في الأنفاق

تلاحقني كل العفاريت

 فأقرأ عليها

آيات الذكر الحكيم

بقلب تواق

يدنو من نداء مجهول

وأقترب من الذي

لا يحول ولا يزول

تغيرت معالمك يا عفرين

وتغيرت نفوس من يسكنونك

كأنه كتب علينا

أن نسبح  بخيالاتنا

لنداعب الأوهام فيهم

إنهم لا يبالون بمعاناتك

ولا يكترثون بقلبي الذي

 كم ضحى في سبيلهم

وكم سهر الليالي.!!

كي يبقوا سعداء

إلى يوم الدين

إيه يا نبض قلبي

يا عفرين

******

منذ زمان

لم يرتاد إلى غرفتك أحد

لقد أقسموا

أن يجعلوك مهجورة

لا تسكنك

غير صخور هشة

وتجاعيد

على وجوه

عابسة بائسة

فإلى أين ترحلين...؟!

ولمن تمنحين

عطر الرياحين..؟1

تعالي نعانق معاً

أحلام السنين

ونسرح مع الملائكة

فليس هناك في زواياك

غير الجان والشياطين

******

عذراً يا إخوتي في الدين

يبدو أن الليل يخفي رعباً

في نفوس البشر..!

وشمس الثقة

في سرداب القبر..تُحشَر

عذراً

فعلى ما يبدو

ليس لدي ما يذكر

فغيروا أسمائكم قدر ما تشاءون

 فالله أكبر

****

حبيبتي

يا قلبي الحزين

مثل قدري تصمتين..؟!

في لغة الليل البهيم

لِمَ بحجارة الويل

هذا القلب ترشقين..؟!

لم ترتعشين..؟!،

وبماذا تفكرين..؟!

سأذهب إلى عروسي

عفرين

 وأترك هذا الفناء

الواسع

علّي أرى دربي

في دروب النعيم

*******

ما زال الليل مظلماً يبسط أجنحته على قلب يعشق بقوة ..وما زالت الغيوم تناطح بعضها لتعلن عن قدوم صاعقة مجهولة الهوية..رغم الذعر الذي في فؤاد الشعر والصرخة الدامية التي تثور في جوانح  ذات الكلمات ...ما زالت تنتظر تلك الحالات الوجدانية رعشة قلب يختال في سماء أخرى...تداعب طقوس وجهه من بعد..فخلف أجنحة الليل قمر أبهر ينشد البدر أغنية اللقاء في صيف حلم يتألق عبر مسامات روحي..بينما صوت عشاق التلقي تصل مسامع الشاعر وتحتضنه من جديد ..تعانق آلامه بقوة.. وتمسح غبار التعب عن جبينه...وتزيح بسحر مآقيها ودموعها المتلألئة هماً ظلّ لعقد من الزمن يرافقه..أتت تلك المشاعر وهي متوجة برائحة الرياحين لتقول بعد رحلة عذاب : ها إنني أفديك بكل روحي وجسدي ونفسي التي تعبدك بعد الإله يا سيمفونية القدر..شغوف قلبي بحبك يا رجلي الأكبر..يا من فتحت وبرعمت ورود صدري فأنعشت جوانح قلبي بطلة عشقك المجنون وسحرت كياني أكثر..وجعلت حبك لي يكون أحلى من العسل والسكر ..تربعت على عرشي وتعانقت أرواحنا في صمت وسكون أخضر..فأورقت أوراقي من جديد وتألقت شمسا تنير حياتي على المنبر..وجعلتني ملاك روحك التي غابت منذ غابر الأزمان عني وأمسيت فوق صدري تتعطر..فها إنك تلتف حول عنقي بحنو وتغني لي أغنية الأمل المجهول على بساط ريح تخفي أساطير حب مجنون مغلف بمصير غريب عني..ينمو ويكبر..لن أتركك يا فتاة أحلامي..لأنك تسيرين في تلافيف روحي من غابر الأزمان ..بحثت عنك منذ حداثة عهدي وكم تألمت من عذارى غدرن بي وذبحن أشلاء الأبجدية الملتهبة بوخز الإبر الصينية..فجئتني بقلب يحلم بأن أكون سيد عرشك واحتضنت كل أحلامي البنفسجية..وعاهدت أن تكوني حبيبة قلبه المجنون ..فامتزجت أرواحكما بسحر حب بعد احتضار واحتقان وحلم يداعب أشجانكما في عالم التكوين والسرمدية هناك أنتظرك هذا الشاعر وهو يتيم عهد مسافر إلى مدن العشاق ملاحق من ألسنة ثعابين تطارده في كل درب يسلكه بغية الحرية..حتى ذلك الحلم الماكث في عروق الهوية منذ عهد قديم يودون انتشاله من قلب ينبض بالعطاء من قرابين وأحلام نرجسية يبتغون سحق أحلامه أيضا وللأسف بحجة واهية بغية أن يعود إلى لم شمل قدره المتشرزم منذ عهد قديم كلف نفسه أكثر من طاقاته وإمكانياته وظلت كلماته تبحث عن وسادة ليرتاح من هموم الحياة ومن مفاهيم رثة تتحكم بمصير الإنسانية..مغلفة تلك المفاهيم بنزعات فردية غايتها استملاك وامتلاك الروح التي بين جوانحه أيضا فهم لم يكتفوا أن يبسطوا أنيابهم ليلتهمون جسده وهو الذي لم يتوانى في التضحية من أجلهم...الآن يحاولون بمجهود مكثف التهام روحه وزهق تلك الروح التي كم حلمت بالأمان منذ نعومة أظفارها..فلماذا لا تحمل تلك الضمائر ألقها وتبقى تقسو بلا رحمة ذلك القلب المتفاني في حبه لآخر..

وما زال الشعر يجسد حقائق الوجود بألوان الربيع التي تتلطخ بمعالم البشر ..بحيث تنزف إلى أبد العمر حتى تتلاشى أنفاس الحياة فيها..

هل تحتضر الكلمات..لأنها تتعرض لبراثن بركان فلم تعد الحياة تناسب حلمها الأهليلي والزمني..؟!

قد ملت ألسنة النفوس من قانون الإنسانية ورائحة المشاعر الملتهبة بوميض نور يبتغي إطلاق العنان للحق بأن يسود هذي الأرض  التي تحولت لمجازر ..ترتعش الذات من النظر إليها وهي تتأسف لأن قانونا سيدياً قد حل مكانها ..؟!

لكن الأمل ما زال موجودا رغم الواقع المزري الذي آلت إليها أحوال البشرية ,,ويتحول الخوف إلى أخطبوط يلتهم كل شيء حي ...فإلى متى ستحلم النفوس البائسة بالسعادة..؟!

هل السعادة موجودة في دنيا تتلطخ بنواميس المجتمع ..؟!، أم ستشرق الشمس يوماً ..؟!؛ بعد زئير وبركان وذعر كي تتغير معالم الوجود المزري من قتل وخيانة ونفاق وفسق وفجور ..لبسط وجوده في بواطن الذات الإنسانية..ما زالت تلك الكلمات والمشاعر الإنسانية تنتظر لمسة الملائكة ليتوقف النزيف ..ورحمة الله كفيلة أن تعيد للشفاه ألقها وللبريق لمعانه ونضارته..رغم وجود عواصف رعدية وتيارات لا تشبع من شن حملتها على ذوات الحضارة والحرية..

دعاء يطلقه هذا القلب يبتغي أن يتوقف النزف وتشرق شمس الأمل من جديد وتنام العين قريرة عين بعد رحلة من العذاب والمعاناة والبحث عن سبل السعادة بكل وسائل التفاني بالحب للآخر وفي سبيل الارتقاء بنفوس البشر إلى وميض الحرية..

وما زالت السماء تنزف

يا سماء النزف

لملمي الأوراق

اجمعي بقايا روحي

وأطلقي الترياق

فالعين ملت من دموع

تزرفها الأحداق

والقلوب سئمت من رياح

تفتك بالأعناق

والنفوس لم تعد ترتوي

والدم يراق

أنا صدر أرض

تنتظر الارتواء

بماء إلى جوفي يساق

تضاريسي تغيرت معالمها

وسمائي جفت مآقيها

وودياني أمست رماد

وأنا أقف بحداد

هل ترتوي الأرواح

بسقاية الأجداد..؟!

وهل انتحرت القلوب

ونفد المداد..؟!

يا عشتار أين أنت

في زمان غريب

يا براءتي

أين أنت ..؟!،

في قلب عجيب

يا وجودي

أين حدودي..؟

تائه أنا

ممزق الوريد

أجنحتي قُصت

وقلبي تحوّل لحديد

وسمائي انشطرت

وأرضي توغلت

في الحضيض

وشمسي غابت

وقمري أفلَ

خلف غيم التحولات

والتجديد..

أين أنت يا ذاتي..؟

أين عبق الوجود..؟

أين عطري وحياتي..؟!

وحديقتي مجردة

من الورود..؟!

أين صفائي ونقائي..؟

أين ألقي

وضيائي..؟!!

ونضارة وجهي المعهود..؟

أين بحري وبري

ومدي وجزري

وهلال قمري

وبدري.؟!!!

أين أسمي المفقود..؟

لقد تلاشت حدودي

وبنيت على أرضي السدود

لقد تغيرت مفاهيم الحياة

وساد السواد

وانتشرت شظايا البارود

تلطخت معالم وجهي

وانتشرت القرود

وخرجت ديدان وحشرات

وثعابين وتنانين

وأسود

لم يعد للأرانب موطن

ولم يعد للغزلان مأوى

أو مفر

من الحشود

تغيرت معالم وجهي

وقيدت حروفي

واستنفدت طاقاتي

وأمست روحي

في شرود..

جسدٌ خاوٍ أمسيت أنا

روحي في الآفاق تحلق

تأبى أن تعود..

فاحملي نعشي قليلاً

قبل أن أموت

قد مللت من صمتي

وسئمت من السكوت

فجراحي بركان

وصدري تابوت

أنا الميت في أرض

والحي في سماء

والباقي على طير أخضر

إلى سابع سماء أفوت

جفت المآقي

وقد مللت من حياتي

ومن أقنعة على رؤوس

سادتي وسيداتي

فدعني أموت

&&&& 

وإلى حلقة أخرى

من بوابة الشعر مكن الشمال

للشاعر هشيار عبدي

hishiaro@hotmail.com

hishiar21@maktoob.com

0955877919- 0955627948- هاتف

 6 / 5 / 2007

 

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الرابعة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

لماذا تتغير مفاهيم المجتمع نحو الأسوأ؟!

وتلبس النفس رداء مستعارا وتعكر ذاتها وتمحو ما تتصف بها من طيبة وشفافية..؟!

هل انتهت معالم الإنسانية..؟!

هل تتصف الديمومة بهاجس تعكرها نواميس المجتمع بحيث يغدو الإنسان غريبا عن هذي الحياة..؟!

أستبقى الذات الإنسانية تعاني وتحلم بأحلام اليقظة وتتطلع إلى المستقبل بسوداوية..؟!

لأن الواقع الذي يعيشه الإنسان هو ظلام دامس تسكنه العفاريت وليس هناك بصيص نور  يعكس ولو جزء بسيطاً من الحياة بحيث تتوغل القلوب في بحر دونيتها وتعاني من الهستريا...

في الحقيقة أغلب الناس أصيبوا بالهستيريا

يطلقون ألسنة الحمم التي توحي بمزيد من المعاناة التي تراكمت على مر عقد من الزمن..

ما زالت مراسيم الشعر تنزف دماً وتمسي مهجورة من الكتابات ..كم تنتظر أنامل القراء لأن تقرئها ناهيك عن الفراغ الذي أمسى حوتاً يبتلع الأخضر واليابس..

ترى لماذا لا نحرك ساكناً ونغامر بكل طاقاتنا في سبيل سبر أغوار الحياة ونخرج الإرادة من أعماقنا لأننا بدونها لا نستطيع أن نرتقي ونحقق ما نرجوه من آمال ..؟!

لماذا ننجرف وراء تيارات غربية ونغوص في بحرهم الهائج وننسى إننا شرقيين؟!

لماذا نحب التقليد الأعمى ونتناسى أننا عاطفيون بطبعنا ونتجاهل أرواحنا التي تسبح في سماواتنا ..؟!!

لماذا ننجرف وراء غريزتنا التي تدفعنا إلى التهلكة ..؟!!

أين هو عقلنا وفكرنا وذكرنا في ميدان تشوهه خيالاتنا المريضة..؟!!!

وفهمنا الخاطئ للحياة والمفاهيم نفسها..؟!!

لِمَ تغدو المادة محور كلّ شيء وباقي الأشياء الهامة لم تعد لها أهمية في الوجود..؟!1

لقد أمست المادة محور اهتمامنا وكل شيء واتصلت أغلب المفاهيم بها وقد صبغناها وكللناها بتاج العبودية مع أنها وسيلة وليست غاية ..

هناك صمام أمان فتحناه ، من الصعب أن نغلقه ، مما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة ، نحاول جاهدين أن نستنهل رأس الخيط عسانا نفكر بعدها في كيفية فك العقدة ..

كثيرة هي الأسئلة التي تدغدغ عقولنا وتداعب ألبابنا ولم تلقى حلولاً بعد.

إن الحياة مليئة بالعقد والقضايا التي تبحث عن منفذ لتنطلق بحيوية نحو الوجود ولا بد أن نقف عندها ونسلط الضوء عليها ونبحث عن الحلول لها ونعالجها بشكل جلي وإيجابي بحيث لا تتشكل العقدة بعدها أبدا أو تظهر بشكل آخر.

كثيرة هي الأمراض والحالات الغير سوية التي يعاني منها البشر كما هناك أمراض يعاني منها الأشخاص ..تختلف درجاتها طبقاً لاختلاف درجات كلّ واحد منها ونحن بطبعنا يستهوينا الانفراد ونلهث وراء أسماء أنثوية خاصة حينما تكون لوحدها ونسقط عليها شتى سلوكياتنا المتعطشة والجامحة بغية اصطيادها الأمر الذي يوحي بان هذه الحالة  هي حالة مرضية يجب علينا أن نشخصها ..

يحدونا التساؤل أحياناً ، لِمَ ننجرف وراء تلك الأنثى ..؟!

وما الغاية من ذلك..؟!

هل هو جوع جنسي أم أنه جوع عاطفي أم أنها حالة جوع أخرى..؟!!

ثم لماذا نسقط عليها كل التهم حينما تبحر هي الأخرى وبعفوية منها وسذاجة أن تتعلق بشباكنا

كشباب ..؟!!

نتركها كجيفة بعد أن نأخذ منها ما يسد رمقنا ...

هل هي آلة؟

هل هي دمية  حينما تمل طفولتنا منها نرميها إلى زاوية مهملة ..؟!!

هل هي جسد خاو لا روح فيه..؟!

هل هي فريسة علينا الانقضاض عليها واستغلالها بأي أسلوب كان ..؟!

من هي الأنثى..؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما زالت تنتظر الأسئلة إطلالة الأجوبة وما زالت تنتهك حرمة الحياة وتستغيث الأرواح بارئها ..وما زالت ترفع الأكف إلى الديان وترجو بنزيف الكلمات والخواطر أن يتغمدها الخالق برحمته لتنام قريرة العين.

ما زالت الأيدي مكسورة والطاقة تنفذ من جسد الدنيا فتبدو النفوس ضائعة في طلب المناجاة

فهل تفتح السماء أبوابها.؟؟!

هل يداوي الزمن جراحنا..؟!!

لست ادري...

حقيقة كان يعيش البشر في حالة ضياع في العصر الجاهلي وما قبل وكانوا يستخدمون الأنثى كعبيد وخدم ويبيعونها في سوق حرة فيشتريها من يملك أكبر كم من المال والنفوذ والجاه والسلطة وكانت تستخدم كسلعة ..تباع وتشرى..فهل أصبحنا نحن هكذا ..؟!!، ما زلنا نتوق لإشباع غريزتنا منها إذ نستخدمها كجسد خاو ولا تملك هي أدنى حق في الدفاع عن نفسها ...؟!!!

إذا لماذا ما زالت هذه الظاهرة  موجودة  إلى هذه اللحظة خاصة عبر شاشة الانترنيت وغرف

المحادثة ..؟!!

هل فكر أحدنا بأنه يمكن أن تكون تلك الفتاة أخته أو إحدى قريباته..؟!

لماذا لا نحترم أنفسنا أولا وهذه أو تلك الشتلة اليافعة التي تقبل إلى العمر ثانياً..؟!

وهي لا تعرف شيئاً بعد عن الحياة وعن طبعنا وطبيعتنا ..لأنها مغلقة بقيود البيئة فتقع هي الأخرى في الخطيئة وسرعان ما يصبح الانترنيت أداة حادة للإنجراف وراء سلوك جامح يدفعها إلى التهلكة أيضاً..؟!

إن الانترنيت سلاح ذو حدين إما أن نستفيد منه وإما أن يمسي فيروساً يدمن الإنسان عليه ..بحيث يمسي  المرء كائناً شبه غريب وغير منتج للحياة نفسها..

إنها الهوة التي تلقي بنفسها فوراً نحو بؤرة الشاشة.لأنها لا تستطيع أن تكون شفافة وهي تمارس عملها مع الوسط الاجتماعي..

فهل هي عقدة أوديب أم حالة مرضية تلك التي تكتمها الهوة خلف الأنا ..؟!1

هل نحن بحق نعيش حالة انفصام وازدواجية في الشخصية وتستهوينا الفرائس الضعيفة فنسقط شهوتنا عليها ..وتجردنا من عقولنا وإيماننا لأننا نعيش حالة صراع بين الأنا الدنيا والأنا العليا ..؟!!

هل هي بوادر عادية لمن يحيا حالات من التيه نتيجة لتلك العادات والتقاليد البالية أو واقع الحياة المزري والقاسي على السواء..؟!

أم نتيجة البيئة التي يعيش فيها كل منا..؟!

وهي تحمل بين طياتها قيوداً – مثل ممنوع - هي التي تشكل مثل هذه الظواهر اللااخلاقية أو اللاطبيعية من سلوكيات مرضية..

ثم أين وجه الإيجاب فيها..؟!

أين الضمير والصحوة البشرية..؟!

أين أداة المراقبة فينا كأفراد ثم كجماعات..؟!

لماذا لا ندرس هذه الحالات بعين ثاقبة ونبحث عن حلول لتلك الحالات الوجدانية والعاطفية والاجتماعية التي إن دلت فعلى ظواهر مرضية بشكل أو بآخر..

علينا أن لا ننسى إن الجيل يفسد ووتيرة العادة والقيود والنظام تطغى على كل شيء وتدفع هذا الجيل إلى التهلكة ..لهذا علينا توخي الحذر في مجتمع تتهدم القيم فيه وتضيع فيه الذات فتمسي الحياة مليئة بحالات مزرية قد تؤدي إلى دحض القيم وفقدان المثل والتيه في معرفة الصح من الخطأ ..لقد أمست المفاهيم هشة وعقول شبابنا وشاباتنا غارقة في بحر من الصراعات التي تدفع الإنسان نفسه إلى مزيد من التيه وأحيانا الجنون..

نعم  أمسى اغلب عالمنا مهستراً يبغي إشباع غريزته على حساب سعادة الآخرين وتحقيق ساديته ونرجسيته على حساب حرية الآخرين ..

حالات يعاني منها البشر أما عالم الشخصنة فهو يناضل في سبيل إحياء تلك القيم والمثل وسط زوبعة من الانتهاكات للذات الإنسانية من قبل أفراد غارقين في مستنقع الرزيلة والضياع..

إننا أمام صراع مستميت بين فئتين من الناس تعاني من شتى حالات الرعب من المستقبل..

فلماذا تزداد وتيرة تلك الحالات..؟!

في وقت يتطور فيه العلم  .. ثم كيف لنا أن نحيا حياتنا بأقل خسائر يمكن أن تتركها التكنولوجيات لنا..؟!

يجب علينا العودة إلى الثقافة ...العودة إلى قيم الدين الحقيقية  ومعرفة النفس معرفة تكسبنا معرفة جادة نحوها تمكننا من الإحاطة بها وبالتيارات التي تلعب دوراً في الحد من دفعها إلى بوتقة الانجراف وراء المعاصي أو الذنوب التي تهلك كاهل الإنسانية بغية الارتقاء بها نحو العلو والسمو

وسوف تكون لنا وقفة مع تلك الأمراض والحالات في باب آخر أو مشروع آخر بعد الانتهاء من هذا المشروع المتمحور حول الشعر وآلية الشعر والهدف منه....لأنه على الشعر أن لا يقف عند حدود معينة بل يجب أن يتناول حالات المجتمع ككل...ليبحث ويقدم للمستمع والمشاهد والمتلقي الحلول عبر سيمفونية خاصة تنبع من الذات ومن سر الروح التي لم يستطع العلم الإحاطة به ومعرفة هويته وكشف الستار عنه من ثم ، رغم تطوره في عدة فروع منه..فالشعر ليس منحصراً في إرواء  زاوية واحدة فقط يعيش فيه الإنسان بل يتناول كل الحالات التي تجسد ظاهرة الإنسان سواء المادية منها أو الروحية ..

ما زال الشعر ينزف دماً..يبحث عن نافذة ليطل من خلاها إلى الوجود ويستنشق الصعداء ..فالحياة ما تزال تتوق لأنامل الشعراء التي تصب روحانيتها عليه وتعبر بكلّ شفافية عن معاناة الإنسان من كل الجوانب ..

نزيف الحمام

جسد يتوارى

خلف الظلام

كم يتوق للسلام

وربيع الشعر

يخفق حباً

وعطاء وأمان

هل يظل ينزف

دماً ذاك الحمام..؟!1

أم تبق الكلمات

في وشاح الصمت

تردف هتافاتها

مثل الأوهام..؟!!

أم يبق

خنجر السراب

مغروساً في بدني

بإحكام..؟!

متى ترحم

تلك القلوب

وتحيي تلك العظام..؟!1

متى ترعوي النفوس

من غطرستها

مثل كلّ خرائطي

تظهر وتبان..؟!

فترشد الضال

إلى بر الأمان

حتى هو

غيم ماطر

وراء الغيوم

ماكثٌ في العلا

يراقب

جمهرة الكلمات

وسفك الدماء

ما تزال

تشن حملتها

على ارضٍ

ملّت من السهام

هل ستبقى

سيوف الويل

تلحقني حيثما أطلّ..؟!

أم سأبقى متشرذماً

هنا وهناك..؟!

أخشى

أن تموت صرختي

قبل أن تعلن السماء

قوانينها

وتستيقظ

ما يخفيه الوجدان

من هواجس وأحلام

كلّ شيء

أمسى وهماً

والقلب لم يعد ينام

إنها شرذمة الحيرة

كموت قادم

من المجهول

وناعورة الحب تدور

وصدى العشق يضام

هل تنتحر الخواطر

قبل أن تنادي بارئها

أو تطلق زئيرها

في كل مكان..؟!

أم تبق الحرية مقيدة

بين القضبان..؟!

الذات تكبل

بسلاسل الظلم والطغيان..؟1

وتنحني كلّ القيم

لطيف شبح مسكون

يبتغي قتل الحمام..؟!

***** 

كم من الأعياد تمر وكم من الكلمات تفر من هاجس الظلام الذي لا يترك القلب حراً ليحيا سليماً ولو لبضع لحظات..

هل تبق النفوس تنجرف وراء خيالها المريض ..؟! ، وتنقاد وراء وهم أجوف مهستر ..؟!

أم تتحرر النفوس من غطرسة المادة..؟!!، وتعود الأرواح لتستنشق الصعداء..؟، لتحيا من جديد وتنطلق لزرع الورود في كل مكان.

هناك بصمات لمجازر ارتكبت بحق أرض ما تزال تأن من لحظات الغدر والسواد والقمع..

التي نالت منها  وهي تتنفس رحيق الحياة بعد فترات من الزمن ..أنهكت سموم الحياة كاهلها

تقف القلوب إجلالاً وإكباراً لجثث بريئة توارت خلف الثرى..بينما في 21 آذار تستقبل وتستعد النفوس للاحتفال بعيد الربيع وعيد الورود..عيد الحرية التي تاقت النفوس لها وللاستجمام في كل طبيعة تمدنا بالأمل  والحياة والطاقة.

كلّ شيء حولنا يبدو جميلاً بعكس نفوسنا المغتربة وما تصنعه أحلامنا الدونية...

نعم حتى أحلامنا ترتدي كوميديا ساخرة جديدة من نوعها لم نشهد لها مثيلاً..إنها التراجيديا الجديدة التي تجسد حقيقة الذات وتقف حائرة تلك الأرواح أمام معالم البشر..

وكذلك في 21 آذار عيد لأم تفانت بحبها وتضحياتها لأبنائها..حيث يقدم لها الجميع قرابين من الحب والحنان والعطف والاحترام والإجلال...إلى مكانة الأم الرفيعة ، أما أنا أقبلّ تراب أمي..أقدم لها أساي وحزني وهي تقارع المجهول ، تعيش في كنف ورعاية الله ..عالم البرزخ الذي هو مرحلة زمنية مجهولة المعالم .. كيف هي الآن..؟!!

لماذا لا نشعر بقيمة وحقيقة الإنسان إلا حينما نفقده..؟!

لماذا لا نحب بعضنا البعض ونتوغل في بحر الندم بعد رحيلنا عن هذا العالم ..؟!

لماذا لا نعانق الأم بكل مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا الأم أو الأب ولا نعطي حقيهما علينا ..؟1

ونعاتب أنفسنا بعد أن يتواريا تحت التراب..؟!

هل هي سنة الحياة ..؟!

وهل الموت محطة بدلاً أن يفتح لنا طرق الموعظة يعيدنا إلى مكاننا نلوذ ونلهث  وراء نفوسنا الأمارة بالسوء...؟!

هل يبقى الشعر ينزف  كما هي عفرين من جراء ما يرتكبه الفرد بحق الذات والحياة من مظالم وانتهاكات..؟!

أتبقى الكلمات رخيصة وواجفة تعاني من القيد والانحلال..؟!

أتبقى النفوس تنظر للسماء لتمد هي الأخرى رحمتها في وقت مجهول..؟!

ثم لماذا لا نفتح للسماء قلوبنا ونغدو كنثير هواء..؟!

أجسادنا خاوية.. قلوبنا فارغة ..والمادة أمست شغلنا الشاغل ..هل تحولت مفاهيمنا إلى سموم وتحولت سموم المفاهيم إلى نظام وتحول النظام إلى رتابة تقتلنا وتمتص الحياة بداخلنا..؟؟؟!

هناك من يتفانى بحب الآخر ويقدم روحه ونفسه قربانا ًفي سبيل الآخر ويضحي بالغالي والنفيس في سبيل بناء الحياة وبناء الإنسان وزرع المثل والقيم لكل الناس...وهناك بالمقابل من يشعر بنشوة عارمة ويسعى جاهداً وبلذة للدمار.... 

جسّدنا من خلال الحلقات المتوالية عن كثير من الأمراض  ووقفنا عند ضياع النفوس والمفاهيم  ولكننا لم نقف عند العلاج...ظلت الأسئلة تقارع خيالاتنا وتبحث في الفضاء عن أجوبة لم تلقاها بعد

ما زال الشعر يجسد الحالات  التي يعيشها الإنسان في حياة مليئة بالخشونة والقساوة والرتابة المملة..فالشعر يجسد عدة ظواهر بشرية وإنسانية..ومادية وروحية ويسلط الضوء على المفاهيم ولو بشكل نسبي ..فقد ظل الشاعر يحاول الخروج من دائرة المعاناة ومن بوتقة الانغلاق ويفرش للأجيال الورد ويزرع وينشر الرحيق في قلوب العشاق.

كان الشعر الجاهلي مهداً للمثل والأحكام وغنياً بألوان الرثاء والهجاء والغزل  

إذ يعبر بلغة قوية متينة عن أعمق المشاعر الإنسانية وسبر أغوار النفس البشرية باحثاً عن الوجود المادي وما وراء المادية ليرفرف بالروح إلى ألق الميتافيزيقيا حيث ترى رؤى أبعد من الوصف التجريدي.. دلالة على أن الشعر يتقمص كل الحالات الوجدانية والأدبية والعاطفية بلغة تفوق لغة الطبيعة ذاتها.. إلا أننا الآن نظن حالنا شعراء ..كل منا بحد ذاته أمسى شاعراً و بدا إبداء النصح للهاوي بأن يدرس أدوات الشعر ويحفظ كماً من القصائد ليغني حاله وذخيرته ...هباء منثوراً..ولم نعد نرغب بدراسة الشعر ونقف عند أولويته ، والبنية الفنية والجمالية للشعر وغدا مفهوم الشعر مشوهاً كما هي نفوسنا المغتربة في هذا الزمان إذ أن الشعر يفقد مصداقيته حينما يلبس ثوب الوجود تحت عنوان الحداثة في الشعر مع أن  الحداثة تمد الشعر قوة وتطوراً في بنيته وألقاً  آخر تعجز لغات العالم عن وصفه والوقوف عند حقيقته .

إنني أفقد شهيتي للحياة كما الشعر يفقد شهيته للقارئ والإبداع ..وكذلك الطبيعة تتألق أمامنا لتوحي إلينا بوجودها وسحرها وتفتح نوافذ وطاقات خلاقة من الإبداع   بدوا خل شعورنا إلا إننا بدلاً من أن نعانق سحرها ونتغنى بجسدها ومفاتنها وبدلاً من أن ننهل منها الطاقة والعبرة وندخل إلى عميق ألغازها

لنأخذ منها العبر ونستلذ بسحرها إذ أن مفهوم اللذة شوهناه بعقولنا القاصرة واعتقاداتنا المغرورة ..ما زال ولا يزال الشعر ينزف ..يلهث ..يبحث عن نافذة لكي يتنفس وما زالت الذات الإنسانية تبحث عن هويتها كذات ٍ حرة ومنذ أن بحريتها ولجت إلى الحياة نفسها.

خطاب إلى من يسكنني

لا تنظري

نحو الدنيا

وانظري نحو العلا

وتمهلي يا حبيبتي

فكلماتي سنبلة

ودغدغي  شواطئ قلبي

من أنفاس

في أعماق قلبي

متوغلة

هل طاب الربيع

بطلتك..

أم شمسي المنيرة

أعزلة..؟!

تاهت كلماتي

تبحث ببال طويل

وداء العظمة

في ناموس الحياة

متوغلة..

عميق حبي

وألوان الوجود

مذهلة..

وبناء الحياة

بجد ومجهود

عاقلة..

هل أبحث مثلك

عن حريتي

وعن مجد أمومتي

النافلة..؟!

هل ترى اسألتي

ترياقاً يشفي

كلّ أوراقي العليلة

ويمسح عني

غبار التعب

عن حياتي

المعتلة..

تلونت المرأة كحرباء

تبث سمومها

في أجزائي الأربعة

وتستغل سذاجتي

المقتولة...

أداعب صمتي

في لغة الصمت

وأدعو ربي

بألف دعاء

وكلّ النواميس

مفتعلة..

حبي مقتول

بياني مهستر

لما دنوت من عفرين

بنحيبها

تمسي النفوس

معتلة..

أناديك

 يا أيتها القلوب

عانيت مراراً

وارتديت زيّ العولمة

وأمست ابتساماتي

مجهولة..

فإلى أين أرحل؟

وكلّ المفاهيم

بحب الدنيا

مجبولة..

ونفوس تتهاوى

وقلوب تلهث

وكلّ الأساليب

أمست مفتعلة

هل ماتت المشاعر

وانتحرت الخواطر...؟!!

ونزيف الشعر

يصرخ ألما

في دروب طويلة

عودي إلي صفائك

يا عرس أفراحي

يا خيال العشق

وامحي كلماتي

المذهولة..

وأحاسيسي

المبتذلة..

واجعلي روحي

ترفرف

ولبي في لبانة عقلي

عاقلة

*****

الأم في واد ونحن في واد

مهما يحاول الإنسان أن يعبر ولو بكل لغات العالم عن مكانة الأم لما استطاعت أن تعطيها حقها من الإعراب.. لأنها أعظم من كل لغات العالم ، ومكانتها أقدس من كل عروش الأسياد.

يحتفل جميع الناس في 21 آذار بعيد الأم التي جعلت دموعها وهاداً و قلبها أرضاً مفروشة بكل أزهار الربيع والتي تتسع هموم العالم قاطبة .. يحتفل جميع الناس بهذا العيد ليعبروا عن عظمة الأم وقدسيته

ويقدمون لها الهدايا القيمة  والمعبرة ويقبلون أكفها ورأسها ويكللونها بالغار والحناء أما أنا أقدم لها روحي وأضحي في سبيلها وهي تحيا بجوار ربها أقبل تراب الأرض التي تغطي جثمانها وأدعو لها بكل عواطفي ومشاعري وحبي المتفاني الذي لم ير النور.

أداعب وجهها السمح الحنون وأنا أحمل نعشي وكم أتمنى أن التقي بها لأرتمي على قدميها وأشعر بجوارها بالحب والحنان والأمان الذي أخذته معها إلى دار البرزخ ، والتي تركتني أجوب شوارع الصمت في البيداء وحيداً ليس لي غير الذكرى تناشدني وأناشدها فأحيا حياتي كجسد خاو لا روح فيه..

لقد أخذت روحي معها أيضاً وتركت لي  وحدة موحشة ..ظلاماً دامساً لا نور فيه سوى أشلائها التي تسبح في فضاء روحي وروحها التي تؤنس وحدتي بين الحين والحين...

كلّ بقعة في الدار تذكرني بها .. إذ أسمع حسيس صوتها الذي يناديني وتمسح أكفها المباركة غبار التعب عن جبيني ثم ترحل في النهار إلى جوار ربها من جديد..

في غرفتها أشعر بخيالها يجوب شوارع قلبي من كل الجهات فتسيل الدموع أخاديداً كسيل جارف لا يتقطع إلا أنها تعزف ألحانها في فضاء النفس التي تأبى أن يسمعها الناس كي تبقى أنفاسي تحيا حالة انتعاش في مقبرة الحياة.. فليست هي الوحيدة التي تعيش في القبر وتحلق روحها في النهار إلى موطن مجهول وتلتقي بجسدها في الليل..أنا أيضا أعيش في مقبرة الحياة وتحلق روحي في الليل والنهار، وتسرح مع خيالات وقلوب طاهرة لم تراها إلا في عالم آخر له سحره ودلالته .. وإن أنكره أغلب البشر.. لأن حركة الحياة لا تحمل وجهاً أو لوناً واحداً..بل هناك أسرار تخفيها كما هناك آيات في الأرض والسماء والنفس..التي بين جنبينا.

إننا لنا وقفة مع الموت في باب آخر ..فليست الحياة عبارة عن حقيقة الوجود وحدها بل هناك حقيقة الموت وهي أحق حقيقة لا يستطيع العلم أن يسدل الستار والوشاح عليها  ؛ أو أن  يعبر عن آلية الموت وما بعد الموت مهما تطورت أداوت العلم وارتقى العلماء إلى ذروة الأفق ...سيبقى الموت لغزاً ورمزاً غامضاً يلحق صاحبه أينما يحل أو تطأ قدماه..إنها الحقيقة التي ستظل كالشمس ساطعة مشرقة ولن يستطع البشر أن يزيلوها أو يمحوها من الوجود.. أو كشف هويته أو تغيير معالمه مهما ارتقوا وبلغوا المجد في ذلك .. ويشرفني أن أقدم لكم قصيدة بعنوان الفناء تجسد ظاهرة الفناء المعنوي والمادي التي تسدل الستار لتعلن عن أجزاء من الحقيقة ولو بشكل نسبي  ..  فقد اقتربت البوابة من الانتهاء والإغلاق وها هي تقبل ملحمة النزيف على السيلان ، بحيث يظل الشعر يعاني من قلوب تغفل عنه بل تتجاهل ما يقدمه الشعر للبشرية من عبر ودروس وحالات وجدانية من صلب الواقع ..

الفناء

ملحمتي

عشق فان

وبريق وجهي نور

وجسدي خريف دائم

ونفسي فضاء مسرور

وحياتي فصول أربعة

وروحي في الأفق

تدور..

وصمتي لغة منسية

وطيور كلماتي

تبقى في الجحور..

في مقبرة ظلماء

تحتسي أنفاسي

عذاباتها

في السحور

وتتلظى أحشائي

لهيب نار تثور

وأنا غارق

في نفسي

ونفسي ما تزال تدور..

أفكر بميلاد طفولتي

وصورة أمي

حولي تدور..

وشريط العمر يحلق

على رأسي

والدمار في عروقي

يغور

أغور في ذات الخرّدات

وأبحث عن نور..

أختفي كطيف حمام

خلف أسراب الرحيل

في أديم الأرض

أغور

أتنفس الصعداء

ثم أدفن

في وادي الحراء

أديم الأزلية

وأحفر

في سطح الصخور

أغرق في تلك البحور

أعرف وجه الحياة

كوجه أمي التي تشبه

بدر البدور

وأعرف هويتي

ولكن

تختفي أرواح عشقي

في ذات الغرور

هل تمضي

سحب القضاء

إلى  مجهول يلامسني

أم ألامسه..؟!

فأنال مرادي

أو يصبح جسدي مهجوراً

في قلب مسحور

جعلت نفسي فداك

يا أمي

وجعلت قلبي بساط نور

وجعلت فؤادي ميناء مهجوراً

ومعبداً في العلياء

تزور

وأشباح الفضاء

تكشف عن معالمها

ومن ينكرها

إلا كافر مغرور

أطلق صرختي

في أرجاء مدينتي

ولغة صمتي

تريدني ألقاً

فأسرح بخيال منثور

صحفي ممزقة

لوحتي محطمة

قدري في أفق السماء

منشور

أنا يا وجعي

سيرة قدر

مشطور

موعد عطاء أنا

في أفق السماء

أدور

أزرع الورد

في حدائق القلوب

وكم أذوب..

أجعل من جسدي

نسيج أرض خصبة

وأنادي

طيف فتاتي المحبوب

أجوب شوارع الخيال

وأنتصب

ثم أتوب..

أركع لنور سمائي

وأصبر كأيوب

أطلق دعائي

في فضاء جسد

بخنجر البشر

مد بوب

إلى نور خالد

لأرتوي

بماء الحياة

ويقف نزفي حداداً

ليحي في ما يشاء

على مر الدروب

أنا المدفون

في سرداب قبري

أطلق دعائي

في كلّ مكان

تسكنني ديدان الغدر

وترشقني

حجارة الأوهام

فأحيا

حالات الرعب

وفي قلبي ذكريات

تداعب الأحلام

هل سأبقى

في كفني

أم سيكون لباس ختام  

أخشى من انتزاعه

وتمزق عناب

تلامس في

كلّ الأقلام

تدس سمومها

في أجزائي الأربعة

تجردني من أنفاسي

من قلبي الذي

يشبه ماء القيام

أنا يا زهرتي

عشت وحيداً

حياة مجردة

من حب

أو هيام

من حضن امرأة تعرفني

من لمسة أنثى

تنسيني همي

تتوغل

في أعماق قلبي

حتى الذوبان

حلمت بغجرية

تلامس متني

وتغوص في كلماتي

كمسك يسحر الوجدان

في غسق

على صدري

تنام

ودفعت عمري

ضريبة حب

غير موجود

إلا في

روايات الشعوب

أو في ظلال الألوان

ونلت منهن

كلّ أطياف الظلام

فهل تبقى

نفسي تطلق صرختها

في مهب الريح

وهل تبقى الروح

في صيام

تناشد الديان

فحطمي ما تبقى

من عمري

ومن حلمي

وداعبي الأوهام

واسكني في زاوية

ليس فيها إلا

حفيف الكلمات

في محطة الاعتصام

مجرد أنا

في قبري

وأشلائي مبعثرة

في كلّ مكان..

وذكرياتي جسد خاو

وظهري بناء متصدع

وكل أحلامي

أوهام..

عفريت يلازمني

يمكث في

وحل أحلامي

فتولد الحيتان

فأنظر حولي

بعين ظمآنة

كم تتوق للأمان

القذى قد عماه

وسيف الحق

لا يضام

وعرشي أمسى هشيماً

وأرضي ملئ

بالأفاعي..

والديدان 

غادرت حياتي

أمي

وتركتني

في زئير حلمي

أعاني طقوس الحرمان

كتب علي أن

تكون الوحدة صديقي

وتأمل الزمان زادي

وطيفي يجوب

كلّ مكان

كتب علي الشقاء

والبقاء

في لوحة صمتي

مقتول..

بألف خنجر

وأصناف من السهام

مطعون بطعنة غدر

مرمي في

شوارع القبر

بلا عطف

أو إيمان

تتلظى صرختي

بنار تحرق

هاجسي..

وتمزق أشلائي

المبعثرة

في كلّ مكان

***** 

ألا ربي ترحمني ..؟ ،

تلملم تجاعيد قلبي

رغم جراحي

وتحيي تلك العظام..؟!!

ليس لي غيرك

معبوداً

فكلّ أشلاء صوتي

أمست في صيام

تناشدك روحي

وأنت قريب منها

تدعوك أكفي

وأنت تسمع دعائي

يا منان يا حنان

يا قدري

ومصيري

فقبري صدر يبتغيك

يا مهد الحنان

يا نوراً

ليس لي غيره

من شاف

به أرسو

إلى بر الأمان

أطلق بكائي

وأخشع لجبروتك

كي يرفرف

طير الحمام

وأسجد لك وحدك

بشرايين عذاب

ملت من هلوسات

تسكنها..

منذ قرون

فأغط في بحر الندم

أبغي أن تبقى

روحي صافية

كي قرير العين

نفسي تنام

***** 

والى حلقة أخرى

من بوابة الشعر من الشمال

للشاعر هشــيار عبدي

hishiaro@hotmail.con-

hishiar21@maktoob.com

095877919- 095627948 هاتف

 

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الثالثة عشر

هشيار عبدي

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

 

 

مضى عام من المآسي والأحداث سواء على الصعيد العاطفي أو الأدبي أو الفني أو الاجتماعي أو الاقتصادي...

تركت بصماتها في الروح التي كم تاقت إلى وميض الحرية والسلام والأمن ، وكم دفعت لقاء ذلك حياتها التي هي أغلى ما يملكه الإنسان.. تعمقت في كتب وكراسات الدين والفلك والفلسفة وعلم النفس ، وغرت في بحور الانترنيت وخاصة غرف الدردشة ونلت منها ما نلت... تعرفت من خلالها على الثقافة الشرقية التي آلت إلى الحضيض.

 حاولت أن القي الضوء على الثقافة العربية والشرقية بشكل عام من خلال غرف الدردشة الكتابية ولاحظت العجائب..!

نفوس تنجرف وراء دونيتها وغرائزها... شباب ينجرفون وراء شبان يدخلون إلى الدردشة بأسماء فتيات ،والعكس صحيح..فما الذي يجعل شبابنا وفتياتنا يقعون في الخطيئة..؟ و ما الغاية من الانترنيت ومن غرف الدردشة أو المحادثة الكتابية..؟؟!

حينما يبحر أحدنا في أنفس الشباب والشابات ؛ فيلقي بصيص ضوء على كم  كثير من أولئك الفتية ، وما يتفوهون به من كلمات بذيئة تغطي حقول الغرف، ناهيك عن قساوة في الرتابة وإزراء في العبارات ، نستشف مدى العلل التي تغرقنا في الهاوية والحضيض ،ومع ذلك فإنّ أكثرنا ينجرف ورائها بكل قواه وإمكانياته ليفرغها في الغرفة...بغية الازدراء والسخرية والتهكم بكل المثل والقيم.

تلك المثل والقيم التي كم دفع النخبة منهم لكي يزرعوها في حياتنا من مبادئ وقيم ، بينما نحن بني البشر نمزق أسوارها وندمر بنيانها ونلطخ معالمها الحضارية... لقد أثقلت كاهلي تلك الغرف وما تحتويها من روتين وتعابير تدعونا للوقوف جليا عند حقيقة واحدة ، أننا ما زلنا متأخرين عن مواكبة عصر العولمة والرقي في حواراتنا ومناقشاتنا لأبسط القضايا والعلاقات.. ما زلنا مقصرين للأسف في إعطاء الثقافة حقها من الإعراب ..الأمر الذي يجعلنا في مؤخرة الشعوب بينما غيرنا يبيع محاضر بملايين الدولارات على القمر ويخترعوا وسائل الحضارة الإنسانية من خلال اختراعات تفيد البشرية ..يسهرون الليل ليخترعوا عقاراً لمرض عضال أو يستكشفون حقائق عبر التلسكوب ...وكم.. وكم يخبروننا عن أشياء غريبة لم نسمع بها ولم نشاهدها بأم أعيننا..إن الحياة بحاجة للعطاء ، ونحن لا نستطيع خدمة الوطن إن كنا محاصرين من كل الجهات؛ فالحرية ضرورة من ضرورات الحياة، وانتفاؤها! لا يمكننا من تقديم ما نصبو إليه للأجيال القادمة.

كتب بعض الفلاسفة عن الحرية وكتبوا عن الحضارة ...لكننا لم نزل نفتخر بالحضارة الشرقية ؛ فتاريخنا حافل بالحضارات التي تركت بصماتها في معالم أوربا والصين والسؤال الذي يطرح نفسه في يومنا هذا : أين هي الحضارة الشرقية من حضارات الشعوب الغربية أو بالأحرى أين نحن من الحضارة ...؟!!

سأختصر القول عن الحضارة الثقافية أو الفنية أو الأدبية...لأنني أرى بإننا كمجتمع شرقي ما زلنا نفتقر إلى آليات بناء الحضارة ، في وقت نهل غيرنا من منابعها وطورها،وأما نحن ؛ فقد بقينا في مكاننا نلوذ ونلهو ضمن دوائر مغلقة فوق أرض مهزوزة، سرعان ما توقعنا في الهاوية، نستحق وبجدارة أن نعيش ضمن خيالات عبثية نتوق الارتقاء من خلالها.

ليس من شك في أننا مجتمعات متخلفة ونامية، تفتقر لأبسط أدوات الحضارة في تواصلنا مع الوسط المحيط بنا ..قد تكون الحقيقة مرة ولا تناسب أغلب كثيرا من الرؤى البشرية ، لكنها تعبر بشكل أو بآخر عن الحقيقة ، وكم جميل ألا نتباهى بأنفسنا وما نملكه من علوم أو فنون.

في القديم كان للمنتج الأدبي أو الفني مكانة تليق به،يليه العامل الاقتصادي ، وأما  اليوم فقد أمسى العامل الاقتصادي من أولويات الإنسان ،  فاختلّ من جراء ذلك العاملان الأدبي والفني، إذ أنّ أغلب فئات الشعب لا تقرأ ؛ فأمسى النصح بالقراءة كمطالبة الانسان أن يدخل نفسه في ثقب الإبرة..!

تغيرت معايير الوجود وقناعات الناس طبقا لتغير الظروف والضغط الاقتصادي ؛حتى بتنا غرباء عن هذي الأرض نعمل كآلة فلا نشعر بوجودنا الروحي لغيابنا عن طبيعتنا واغترابنا عن نسيجنا الحضاري.

خلق الإنسان من مادة وروح .. إنها الحقيقة لتركيبتنا الفيزيزلوجية والسيكولوجية.. هناك ضغوطات الحياة تمنعنا من استنشاق الهواء النقي ..تركنا خلفنا طبيعة الريف وابتعدنا عن الخلوة ووقفات التأمل..وأمسينا نلهث وراء المادة التي دفعتنا إلى التهلكة؛ فتناسينا أو تجاهلنا فراغاً تعيشه فيه أرواحنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

شخص في بحر بشر

يتيم وقلمه يرافق قبراً

يعبر مفاهيم مغلوطة

بأدوات تغيير

مثقف يظهر الحقيقة

يزرع بقوة

حصاد سنين

في تربة الأجيال

يداعب وجه الليل

ويسطر

على لوحته البيضاء

قصة قدره المكتوب

تمتزج بشرايينه دماء الحب

بجذور عِرقٍ

مغروس بأعماق الأرض

ويحتسي نبيذ الآه

يتيماً

في دروب العطاء

تتقاذفه الرياح بقسوة

ويظل مبتسماً

أمام وجوه مذعورة

وصعر الخدود

يقاوم

كل التيارات

بإرادة من حديد

**** 

أرهق أعصابه

الحب العذري

فغرق

في ملفات الوجود

بين أسراب الرحيل

المعتقة..

وظل يزرع ابتسامته

على شفاه الخرّدات الجميلات

ببريق

لأشخاص نبلاء

كعربون يداعب

وجه الألم

ويحضن جمرة الأمل

شطر أحلام

تصب محبتها

في ينبوع الحب

الطاهر

وحيد يغني لهم

أغنيته

على ألحان الروح..

كغرق دروب التصوف

تزهد الكلمات

وتصوم الهمسات

في ذات وجود

بجهد يزرع الورود

في أرض القلوب

بينما غيره

غارق

في المهاترات

يتجاهل رحيل العمر

إلى دروب الفناء

وفي فضاء حبر

يبحث

عن ذات الصداقة

في حياة

ليست بحياة

******

أبحث في فضاء الحبر عن ذات الصداقة لأشعر بالحياة من خلالها، وأحيانا أخرى أدخل هذه الغرف فأشعر بسكينة الموت ولا أجد أحداً فيها؛  ترى لماذا تسافر قلوب الأصدقاء إلى المجهول وتترك هذه الغرف تملؤها الوحشة ومرارة الانتظار تلتهم القلب.. أتمنى وكم أتمنى أن تسود المحبة وتعمر الغرف بمواضيع قيمة تفيد الأشخاص الذين يدخلونها.. طبعاً هي أمنية شخص يفدي بروحه من أجل الرقي والتواصل الجاد مع الآخرين

 أمل بائس

ينكرون صوتي  يخنقون أنفاسي

يتلذذون بعذاب الآخرين

وكأنهم خلقوا لكي يعذبونني

آه يا عفرين يا حبيبتي

ماذا أكتب

و كيف أصف لوعتي وعذابي

أحمل هموم الدنيا على كفي

ولا أحد يدري

وليس هناك من يقدر

كل مشاعر الحب

ولوعة الهجر

كتب علي الشقاء طوال حياتي

وكأنني أعيش يتيماً

واليتم أمسى جزءً مني

فإلى من أكتب كلماتي

سأترك كلماتي تتحرر من أسرها

 وأطلق صرخة القهر

 حتى تتنفس النفس الصعداء

*****  

أفكر كثيراً بهذه الدنيا التي تتشعب مفاهيمها

 أفكر بالحب الذي لم يعد موجوداً إلا في الروايات المدفونة والمصفوفة بالكتب والروايات الشعبية، وبدا القلب الذي يحمله في هذه الدنيا منبوذاً.. فترى أهذه العلامات الوسطى ليوم القيامة...؟!!؛ أم إن الحب موجود..؟!؛وإن كان موجودا فلماذا لا يفتح أبوابه لي

 وأنا الذي أبحث عنه منذ سنين عدة؟!؛وأقدس هذا الشعار الذي بدا غير مألوف إلا في الأساطير

 أم سيفتح لي ذراعيه ليحضنني من جديد....؟!

 أخشى أن يفتح ذراعيه متأخراً فأكون في عداد الأموات قبل أن أتذوقه وأشعر به

 آه ما أصعب الوحدة والظلم

 يشعرنا بموعد الرحيل إلى دنيا لا نعرف عنها شيئاً

 سوى بأنها دار الحساب والخلود

 وهذه الدار دار الفناء والمتاع الذي يزول

)الله يرحم أيام زمان)

 أيام الحب الذي كان ينبض في قلوب طاهرة فكنا فيها نعيش

بل نحلم بالشيء المستحيل ...

 أنا أؤمن بربي كثيراً و(إلا ما يفرجها)

لهذا كم أتمنى من القلوب التقية أن تبادر لزرع الأمل في القلوب المؤمنة والتقية

 لتواكب مسيرة الحضارة التي تخلد مع مرور الزمن.

 هل تتلاشى الأحلام قبل أن تتحقق وتتنفس الصعداء!؟

أم تبقى القلوب ترسم أحلامها على مهب الريح!؟

 كتب على المؤمن البلاء، والبلاء اختبار من رب بيده زمام أمور العباد، والصبر نصف الإيمان، فلنبادر بالتضرع له لننال السعادة ونرتقي سلم الحلال، ولكن!!

 أفكر كثيراً بأولئك الذين يخافون من التواصل فإلى متى سيظلون مرتدين زيّاً وقناعاً لا يناسبهم.. ومتى يفتحوا قلوبهم للضياء..؟!!

 متى تنقشع دائرة الظلام ونعيش بنور ونقبل إلى الحياة بقلوب تحب بلا كره ولا تتنكر للنعم

أحب الجميع وأضحي بروحي في سبيل الناس، وأقدر بأن الحب لا يعرف وجهاً للكراهية.

هل من فارس يمتلك ملكة الفراسة ليستشف مدى حبي فيروي عطش شوقي الذي لم يرى النور بعد.

 شهر يحاول أن يزرع نشوته في القلوب وقلوب تغادر رونقها وتستفقد مصداقيتها؛ فتتوغل في بحور الغفلة والضياع، ونفس تذوب ...

ـــــــــــــــــــــــــــ

تعالي

اخترقي جدار صمتي

تعرفي على مجاهيلي

تحرري وحرريني من قيودي واندفاع مشاعري التي تحس بأنها غريبة وسط أفراد عائلتها..

هل ممكن أن تساعديني سيدتي..؟!

كم أتوق لقبلة تروي ظمأ العشق بحلال.

كم أتوق لرؤى رب مبجل آية في الجمال.

مضيت بجسدي الهزيل أبحث عن هويتي...ولم ألقى طوال عمري ذاك الجمال

هل أموت في الطرقات وحيداً دون أمان...أم تزهق الروح قبل أطوار الاكتمال؟!

كم بسطت يدي لهم فقطعوها إرباً، ومزقوا مشاعر الحب بأطياف الاحتلال.

إنه الرحيل بعيون دامعة تنتظر قدوم المسيح، وليل طويل مهما طال يوماً ما سيصيح

سنقدم له القرابين ونطارد دموع التماسيح، ونرفع للمولى راية الحق ونجبر كسر الكسيح

ونصلي للرب ونسجد له وننثر من قلبنا حباً يخفق.

نطلق له دعاؤنا المنثور على مد النظر يهوى كل شيء مليح..

الدمع عنوان حضارتي والخد أرض بلا قرار، والروح سماء أوسع من هموم العالم والورد كنار

أعزف على أوتار حزني لحن المآسي، وأشرب من هنِّ الحياة كوثر النعاس

أود أن أرفع رأسي عالياً ثم أخفض رأسي...لرب يراقبني في العلا لي ويحفظ أنفاسي

أنا اخترقت مدن اليأس وعلمتني السنون بأن أظل أقاسي..خلقت وحيداً والموت اليتيم يداعب حدسي....أنا في قبر أجوف مظلم وحولي وميض نور ومشاعل أربع فوق رأسي

كم أتوق لرحمة الرب لأنسى عذاباتي على رنين أنفاسي، وأستقبل فجراً جديداً وأنسى ظلام الحاضر وعتمة الأمس..نعم يا عفرين الحبيبة من لي غير ربي وغير عبق راحتيك وغير كلماتي الوحيدة التي تتجرع المر وكم تقاسي..

شمس الحياة

مضيت إليك يا شمس حياتي

غردي يا عفرين

ودعيني أغني لك قصيدتي

التي لم تكتب

في دروب الخيال

اسرحي معي وامنحيني الدلال

كم أتوق لقبلة تروي ظمأ العشق بحلال

 كم أتوق لرؤى رب مبجل آية في الجمال

مضيت بجسدي الهزيل أبحث عن هويتي

ولم ألقَ طوال عمري ذاك الجمال

&&& 

عجيب أمر الدنيا

ونفوس تغترب عنها

ونزواتها تنخر أحشاءنا

ترى أين نحن منها..؟!

******

هل حافظنا على القيم أم تركناها وراء الماء العكر لأنّ الحال تتطلب كذلك فدفناها؟

عجيبة أمر النفوس التي تدفعنا إلى المزيد من الطغيان والهمجية والمعاناة!!

هل كتب علينا العذاب طوال الحياة؟

متى سنصحو من رقادنا..وكيف سنرتجع ذكرياتنا الخوالي حينما كانت نفوسنا مجبولة بحب الخير والعلاقات الاجتماعية تزينننا والبراءة ترتسم على شفاهنا؟!

آه ما أصعب هذه الحياة وما أقسى هذه النفوس التي جبلت بحب الدنيا فتوارينا عن السعادة ولم نعد نعيش الحب الطاهر والمرح الطفو لي ولم نشعر حب رغيف الخبز القديم وفقدنا الإحساس بلذة عيشنا.

يا ليتها تعود تلك الأيام الجميلة

ولكنها لن تعود

لأننا ضيعنا ماضينا

وارتدينا زياً حضارياً مصبوغاً بواقع لا يمت إلى حقيقتنا.؟!!

آه يا إخوتي

يا أصدقائي

لقد قرر التاريخ أن تكون كل الأيام الخوالي ذكريات محفورة تحت لحاف الذكرى

ولكن...!!!!

 علينا أن نحاول استردادها؛ لأنها الماضي والحاضر والمستقبل..

إن لم تتمكنوا من استرجاعها على الأقل حافظوا عليها.

لست أدري يا عفرين لِمَ أشعر بالفراغ رغم الزحمة التي تحيطني؟

لست أدري لِمَ أشعر بالوحدة رغم وجود الناس حولي؟

لست أدري لِمَ أحنُّ للخلوة التي كم بعدت عني لست أدري يا عفرين لمََِ النفوس تغيرت

والمشاعر تبددت والأحاسيس تشوهت

والعلاقات تجمدت

والقلوب تحطمت وببحر التيه توغلت؟!

 لست أدري يا عفرين

لِمَ نعيش كما لو أننا لا نعيش

وكل الأحلام تندثر

والأرواح تنتحر

والأقلام تنتشر

والعيون لم تشعر بحلاوة النظر

والأفئدة باتت في خطر

والأفكار بوكرها تحولت

لبركان ثم حجر

ثم بعد برود

تبدلت إلى شظايا بارود

لتحرق الأخضر واليابس

وتبدل طقوس الفرح إلى حزن وألم ..ولا أعرف ما يخفيه بعد القدر؟

إيه يا عفرين

أحيانا كثيرة

أفكر بك

وأقرّ بأننا متماثلين

نعمة للبشر في الوقت الذي هذا الأخير

يدهسنا بالنعل والألفاظ الدونية والسيئة

ويتنكرون لنا

ويتجاهلون النعمة التي فيها

آه يا عفرين

سأترك خلفي يوماً كتابات تقارع دروب القلوب التي ما عادت قلوب

وأترك خلفي ذكرى رحيل بمرّ صبر أيوب

سأترك حباً تواقاً لعناق ترابك الطيب المنكوب

سأترك خلفي صوتي المكسور وقلبي المسحور

وجسدي الذي لم يلقَ له مكان إلا في تلك القبور

ستدور روحي حولك وتقبلك بشوق ومرارة عشق يفور

الدمع مدرار ينهمر من مقلتي

والشوق إليك يا عفرين يحرق مهجتي

إلى أين أمضي

وتذوب في الورى

متعتي..

دمعتي

عفرين

يا نبض قلبي الدامي

أحييك بكل خفقات قلبي المجروح

أفوح في سبيلك

عطراً وأبوح شعراً

كلماتي لا تحملني

وصدري لك نشيد بكل المشاعر تبوح

خواطري عشقٌ في أرض لم تراه ولم يراه

والفؤاد بنيران الشوق مسفوح

أنا يا عفرين رجل

أحمل الحب في زمان بيعت فيه مشاعر الحب بأرخص الأثمان

وانغلقت أبواب الحب والهوى والوئام

وأمست النفس تتعذب بنار الهيام

وتتعلق بأنامل الجحيم كل الأحلام

وتتوق لفيض النعيم بصوت رنان

إلى أين أمشي وهل يفيد الاعتصام

صمت دهراً أمام حلم

يتوغل إلى مدن الصيام

كذبن علي تلك الخرّدات التي لا تعرف وجه الحنين ولا تلبي عهد الهيام

كل شيء تغير وأمست الوجوه مقنّعة تهوى اللهو بالقلوب الطيبة وترمي إليها تلك السهام

تتعهد للقلب أن تبقى محافظة على تلك العهود والمواثيق بأحلى الكلام

فيقع القلب فريسة لسكر التعبير التي كالمخدرات تخدر عروق الوصل والناس نيام

فإلى متى يا أيها القلب ستتلاعب بك تلك القلوب التي لا تعرف وجه الرحمة ولا تحمل في جعبتها ماء القيام

*****

كفى وهماً عد إلى رحاب الرب..واترك حلمك يتوارى خلف الظلام

كفى وهماً عد إلى رحاب الرب..واترك حلمك يتوارى خلف الظلام

لم تعد القلوب قلوباً ولا الضمائر ضمائر..ولم تبق المشاعر مشاعر ولا الخواطر خواطر

ولم يعد الصدق مقدر ونشفت في الأحداق كل الحناجر..وذبلت الورود واعتادت النفوس على تجارة القلوب بلا رادع ضمير أو رجعة لمقادير الأمور

 تغيرت وتعكر صفو الخواطر و لمشاعر.

نامي أيتها الأحلام واتركي الحب فالحب غير موجود في قاموس الحياة

كلها شعارات في كتاب الأوهام

نعم يا عفرين يبدو أنك الوحيدة التي تفهميني

أنت غالية عفرين

أغلى من روحي التي بين جنبي

لست أدري لمََِ أشعر براحتي معك يا عفرين

لأنك لي الأم والأب والحبيبة على مر السنين

كلهم تركوا هذا القلب يداعب أشواك الحب والحنين

ولكنني اخترت دربك وترابك لأستكين

انثري من فيض سحرك كل القوافي

فأنا لك رحال على مر العصور والأزمان

أجوب شوارعك في كل مكان

أسطر تاريخ أرضي بدمي

وأموت شغفاً في الصيام

ألملم أوراقي في فصل الخريف وحيداً

فليس لي خلٌ أو صديق أو حبيبة أو حضنٌ يؤويني

وليس لي غير الاعتصام

تنتشر حروفي في كل مكان

كأثير يطير في سحب السماء

كم يتوق للأمان

سلمت روحي لخالقي

وأنا مدفون في خفقتي

أنتظر طير الحمام

ليلملم أوراقي الصفراء التي تلاعبت بها الرياح

فتناثرت كل حوافرها في كل مكان

تاريخي حافل بالحزن والشوق والتفاؤل رغم جراحاته

ونزيف قلبه الذي ما عمره كان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك مناسبات كثيرة تحتفل بها شعوب العالم ونحن أمام إحدى المناسبات التي استوردنا ها من الخارج أي من الغرب كمناسبة عيد الحب ( الفالانتاي) ولقد انجرفنا وراءها ونحن نتلهف ونلهث وراءها بعيون مغلقة..كل منا في هذا اليوم يرتاد الأسواق ليشتري هدايا تعبر عن هذا العيد بغية أن يقدمها لحبيبته أو أمه أو أخته أو زوجته الأمر الذي نظلم فيه مفهوماً سامياً كالحب

فنحصره ضمن دائرة مغلقة ونحصره في زاوية واحدة ونحتفل به كل عام مرة متجاهلين أن هذا المفهوم أسمى وأغلى وأجلُّ من مجرد حصره بيوم..والغريب أن بعض الناس ينجرف وراء مواسم مستوردة لا الدين يؤيدها ولا الشرع ولا العلم

ونتمتع بهذا الاحتفال ونحن نرتكب الظلم المشين بحق هذه أو تلك المفاهيم ....فللحب مفهومه الحر ومن الظلم أن نحتفل به في يوم واحد..لأننا سنكون ظالمين بحقه والعجيب أننا ندعي الحضارة في الوقت الذي نشوهها باستقبال عادات من الغرب ونجعلها من أولى اهتماماتنا الشرقية...ونفرح ونحن نحتفل بهكذا موسم.... موسم الحب ..!! الكلمة التي لها مدلول سامي وبعد هذا الاحتفال نعود إلى طبيعتنا الفردية والمزاجية وكأننا لا نعرف هذا المفهوم إلا في يوم واحد من العمر فيغدوا غريباً عنا ونحن غرباء عنه في باقي أيام السنة.

 لِمَ لا نجعل الحب شعاراً لنا طوال العمر..؟!!، بدلاً أن نقتله في يوم واحد ونرتكب بذلك حماقة ...الحب أسمي معالم الحضارة الإنسانية وأسمى ما فيه هو الحب في الله ..لا بغية نوازع فردية محضة..

لهذا اخترت قصيدة تعبر عن الحب بمفهومه الإيجابي الذي يخلد وإن فَنِيَ الإنسان..

 

حب

أحب الناس

كما أحب نفسي

أحب الليل

والقمر الخجول

أحب الصبح

حيث تطل شمسي

أحب الطبيعة

أحب الحياة

أحب..أحب..

مراحل بؤسي

***** 

أحب الطفولة

أحب الشباب

أحب تجارب الأمس

أحب الناس

كما أحب نفسي

**** 

طفولتي حزينة

طفولتي يتيمة

مواويل

مكتومة في نفسي

******

أغني والزمان

يفيض حزناً

يقطع أوتار أغنيتي

ويحشو الهمّ

في أبعاد رأسي

**** 

حياتي جهنم

أيقظني ضميري

في مراحل بؤسي

**** 

أرى في حبة الزيتون

ألف معنى

وفي الطبيعة الخضراء

يزداد أنسي

أقرأ في عيون اليتامى

معنى العذاب

معنى الشقاء

ومعنى الحياة

***** 

أرى في شيخوختي

رحيق الأقحوانة

أرى

ألف وجه

ألف قناع

ألف كفن

ولكن صوتي

يتعالى

أحب الناس

كما أحب نفسي

**** 

أحب قمري

نجمي

وشمسي

أرى نفسي

تحيط بها السعادة

مثل بحر

إذا غنيت

أحب الناس

كما أحب نفسي

**** 

كل شيء أخضر

كل شيء أنضر

ولكن العويل

يذيب كأسي

**** 

أحب الماضي

أحب الآن

أحب الآتي

أحب جهنمي

وجنائني الخضراء

أحب الحقول

الطيور

أحب نقيق الضفادع

جانب النهر

وأغني

أحب الناس

كما أحب نفسي

**** 

لِمَ هذي الدماء

على دروبي

لِمَ هذي الحرائق

في الحروب..؟!!!

لِمَ وجعي يعاودني

ونزفي..؟!!

لِمَ لا تقرع الأبواب

لِمَ..لِمَ..

ولكنني سأغني

أحب الناس

كما أحب نفسي

لِمَ هذي العناكب

حول صوتي..؟!!

لِمَ كل المراحل

فيها موتي..؟؟!

أما آن الأوان

لكي نغني

أحب الناس

كما أحب نفسي

أما آن الأوان

لتخضر الطبيعة

ويصفو القلب

من آلامه

ومن أحزانه السكرى

وترجع جنة الأحلام

وارفة الظلال

ويرجع كل شيء

يرفل

في بساتين الجمال

عيون ملؤها الحب

وأرض طينها القلب

وشمس تدفئ الدنيا

ودنيا كلها قرب

أما آن الأوان

لكي نغني

أحب الناس

كما أحب نفسي

**** 

أحب الطير

والأشجار

أحب النمل

يعمل دونما ملل

أحب الكائنات

جميعها

أحب ..أحب..

كما أحب نفسي

***** 

وإلى حلقة ثانية من

 بوابة الشعر من الشمال

للشاعر هشــــيار عبــــــدي

hishiaro@hotmail.com

hishiar21@maktoob.com

موبايل/095877919-095627948-098995665

تيريج عفرين 14 / 2 / 2007

العودة إلى الحلقات السابقة ( 1-2-3-4-5-6-7-8-9-10-11-12-13-)

العودة إلى الصفحة الرئيسية