تيريج عفرين

تقع قرية (قرزيحيل، جومه) شمالي قرية باسوطه بثلاث كيلومترات ، فيها نبع ماء اسفل القرية، وبجانبه مزار القرية. يقطنها سكان الجبل منذ العصور الوسطى، كما يقول الأب بولس يتيم. أما في العصر البيزنطي فقد كانت قرية عامرة يزيد عدد سكانها عن أربعة آلاف نسمة من المسيحيين، تدل على ذلك هذه المساحة الجغرافية الواسعة بانتشار آثارها ومعالم السكن القديم فيها.

كانت قرزيحيل مركزا دينيا ومدنيا هاما، حيث كان فيها دير كبير جدا، يبلغ طوله 70 م (على بعد 100 م شمالي النبعة)، وفيها كنيسة. وكان هذا الدير على طريق القوافل المارة بالقرية. أما العمود الذي يتعبد عليه النساكون فقد كان مقاما شرقي الدير، على سفح الجبل.

وقد كانت (قرزيحيل) معقلا للرهبان، ومصدرا للإشعاع الديني والعلمي على ضفاف نهر عفرين خلال قرون عديدة. وقد أنجبت في القرن العاشر الميلادي اثنين من بطاركة السريان، من نساكها العموديين، وهم: البطريرك يوحنا الرابع 900 - 922 م، والبطريرك يوحنا السادس 905 - 907 م

ويقول ياقوت الحموي عنها [ القسم الثاني ص 242 ]، أنها (أي قُرْزَاحِل)، أنها من نواحي العمق، قتل بها مسلم بن قريش العقيلي أمير الشام من قبل سليمان بن قتلميش سنة 1086 م.

وقرزيحيل الحالية: قرية عامرة جميلة، تنتشر منازلها على السفح الصخري لجبل ليلون، وتحيط بها من الجهات الأخرى بساتين الخضرة والفواكه .



المعلومات الأثرية والتاريخية مأخوذة من
كتاب الأب بولس يتيم - / مقالات في الآثار السورية/
مخطوطة للدكتور محمد عبدو علي.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تيريج عفرين 2024