الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 29 / Mar / 2024 - 11:14 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/m-kamel.htm
الزاوية الأدبية »
لى ولدي الآتي من رحم الغيب .... بقلم جعدان جعدان

إلى ولدي الآتي من رحم الغيب
بقلم : جعدان جعدان
في كلَّ عبارةٍ أوحيها إليك ياولدي الموعود ، الآتي من شفق الغيب ، دفعتُ لها ثمناً باهظاً من الدموع والشقاء والحرمان والتشرّد....      الإنسان - يابنيًّ – بقدرماهو مادّي بقدر ماهو روحانيٌّ ، لأنَّ فيه من روح الله سبحانه ، وهذا التناقض بين الروحانية والمادّية هو الاختيار الحقيقي للبشر طوال حياتهم ، فطبيعتنا الروحانية تريد أن تسمو به للأعلى ، بينما تشدُّه نوازعه الدنيوية للأسفل......
 فالإنسان عنصرٌ كونيٌّ فقد سما بروحه على جسده.....وإن الآفة الموجودة في الهوى والشهوة الجامحة التي لاتشبع أبداً.....
 بنيَّ : الحوار الحضاري هو الذي يغني التنوع الثقافي وتعزيز النزعة الإنسانية عوضاً عن نزعة الغريزة والتعصب المقيت والتطرف المنحرف في زمنٍ احتلت القنبلة محل الحكمة....فابْتَعٍدْ عن المراهقين فكرياً وأنصاف الجهلاء.....واقرأ يابنيَّ ماقاله كاتبٌ زنجي أمريكي في روايته ( شارع السردين المعلب )
 أمّاه..!! لماذا ولدتِني أسوداً بلون الإسفلت الذي يدوسه البيض بأقدامهم
بنيَّ : ماقيمة صياد يصطاد الفئران عوضاً عن الغزلان..؟!
وماقيمة مصباحٍ في رابعة النهار؟!
وماقيمة سفينةٍ في الطرف الآخر من البحر...!!
 بنيَّ : إن الريح الصفراء تعصف بنا من كلَّ حدبٍ وصوب ، والكتابة مسؤولية والكاتب مسؤول وصاحب رسالة وهو مسؤول بالدرجة الأولى تجاه مجتمعه ووطنه وهموم الكاتب في العالم تكون واحدةً نهايتها وموضوعها هو الإنسان.....ولما كان لايوجد أدبٌ بلا سياسة ولكن هناك سياسات بلا أدب.....ولايقاس رقيُّ الأمم والشعوب بجحافلها العسكرية وصواريخها الفتّاكة بل بعدد مفكريها وأدبائها وفلاسفتها وشعرائها وفنّانيها....فما أحوجنا إلى الثقافة التي تنطوي على التسامح والحوار البنّاء والتعايش السلمي والمحبة والعطاء المتبادل...وخدمة الإنسان .
ولدي الآتي من رحم الغيب...! إن الأمة الحية تعيش فيها أمواتها ، والأمة الميتة يموت فيها أحياؤها...والأمة الجاهلة تضطهد مفكريها وعلمائها ، والأمة المتقدمة تكرم عظماءها...وإنَّ معرفة الله إنما تمرُّ عبر معرفة النفس ، فعندما يدرك الإنسان حقيقة نفسه يدرك حقيقة الله...فالغيب باطنهٌ للذّات بالذّات....!!!
ولدي الذي لم يولد بعد : السؤال ذلٌّ ولو أين الطريق ...!! وإنَّ درء المفاسد مقدّمٌ على جلب المصالح وأنَّ كلَّ شيءِ يعود إلى معدنه وأصله الثابت ...وليست العبقرية يا بنيَّ أن تخترع شيئاً ما ، بل العبقرية أن توجد أشياء من لاشيء أو من أشياء و فضلات تافهة....... إيّاك يا ولدي أن تجعل همك و مقصدك شهوة الطعام و الشراب و النكاح ، فإن فَعَلْتَ ذلك تحوَّلْتَ من إنسان إلى كائن بيولوجي كفأرٍ مذعور تحرّكه فقط غريزة البقاء...
 ولدي : ليس الفضل بأن لانسقط ، ولكن الفضل بأن ننهض كلما سقطنا ...
 وإذا وَقَفْتَ أمام الله فقل : اللهم لا أعبدك طمعاً في نعيمك ولا خوفاً من جحيمك ، بل أعبدك لأنك إلهٌ تستحق العبادة ...!!
 بنيَّ : .. يختلف باطلان ويختلف حقٌّ وباطل ولكن لا يختلف حقّان ... وما تطرّق إليه الإختلاف سقط به الإستدلال ... وعندما يغيّب الفكر يبزغ الوثن ... ومن خلق ليزحف لايجد للطيران سبيلاً
ولدي القاصد من مملكة السراب ومن مغاور الغيب المجهول : لا تَهْزَأَنْ بنوح الضعيف فالأيام دولٌ ويومٌ لك ، ويومٌ عليك ، ويومٌ لك ويومٌ لولدك من بعدك...
بنيَّ : لا تستخف بالأشياء فالكوب الذي بين يديك لا تعلم من شفاه مَنْ ومن خدود أية غانية ...!!
 ولدي القادم من عالم الغيب ... السياسة فنٌّ جماليٌّ ممتع وعلمٌ وبناء وأسلوب حضاريٌّ ... فالكون مسرحٌ وخالقٌ الكون وهو ملهم السياسة وعبقريّ الخلق والإبداع في عمارة الكون المنسّق البديع ... أما السياسيُّ الحق هو من يبتغي الخير لوطنه و أمته... يتجرّد من أهوائه الذاتية وينشر رسالة الحق والخير والجمال ... أما السياسي المستبد يتبع أساليب الخزي وامتهان الكرامة ، ويجلب لأمته ووطنه الكوارث والأنكاث ... إن السياسيَّ الحقَّ يبدأ في نفسه أولاً التضحية بالمال والنفس والجاه... ولا يطلب جزاءً ولا شكوراً... أما السياسي المهرّج يعيش في برحٍ عاجيٍّ في البذِخ والترف واللّهو ولاتهتز نوازعه الضميرية قيد أنملة... وإن السياسة الوطنية التي لاتعتمد على الجانب الإنساني ، التسامح النبيل لهي سياسة خاسرة مهينة ... فإذا لم يقترن الجانب الوطني والأممي على الجانب الإنساني ومقاصده النبيلة في السياسة الأرضية محكومٌ عليها بسكرات الموت .
الحياة لا تنتهي بانتهاء نبيّ أو وليّ أو مصلح ، والحياة تتعامل مع الأحياء الأقوياء وليس مع الضعاف ذات النفوس الميتة!!!

إنَّ الذين يرفعون الشعارات ويبالغون في ترديدها هم انتهازيون يعوَّضوَن فشلهم بتصريحات ثورية نارية ووطنية ، فلا تأمنهم يا بنيَّ ولا تثق بهم.
 إن السّاسة المحنّطين الذين يعتمدون على المراوغة والدسيسة والوقيعة أولئك هم الكاذبون ، وويلٌ لكلَّ أفَّاكٍ أثيم ....                      السَّاسةُ الحكماء الذين ينادون بالعدل والحرية والمساواة ويترجمونها الى واقعٍ عملي ، وعملهم يسبق هتافاتهم أولئك هم الفائزون الصَّادقون المخلصون مع شعوبهم والإنسانية قاطبةَّ ...
 وسياسة الشرق يابنيّ تعتمد على المصادفات والمفاجأت وليس على التخطيط المنظور لامن قريب ولامن بعيد لأنَّ الدُّخلاء من عمالقة الغرب والشرق هم الذين يخلقون الأقدارومصائر شعوبنا وراء الكواليس في برزخ السياسة المعتمة ... إذا لم تنطلق سياستُتنا من إرادتنا الحرة ، واستقلالنا الفكري سنظلُّ عبيداً للآخرين ،  أذناباً لأهل الهمز والّلمز.....
 ولدي الغائب الذي لم يأتِ بعد : الفقر أمرُّ مرارة من الحنظل ، وثوبٌ فُصَّلَ من نار السَّعير يُحَْرِقُ صاحبه و تفضحه على الملأ...        وما اغتنى غنيٌّ في وطننا هذا إلاّ بفقر الفقير فامحق الفقر بسعيك وجهدك ولا تركن إليه....
 الحياة موقف يابني وعمر الإنسان قصيرٌ وكلّ حيّ هالك وأسمعك... وأهمس في أذنيك هذه الأبيات :
وليس الخلدُ مرتبةً تلقّى          وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
ولكنْ منتهى هممٍ كبارٍ           إذا ذَهَبَتْ مصادرًها بقينا
وسرّ العبقرية حين يسري           فينتظم الضائع والفنونا
وآثارُ الرجال إذا تناهَتْ             إلى التاريخ خيرِ الحاكمينا
وأخذك من فم الدنيا ثناءً             وتركك في مسامعها طنينا
والموت يابنيَّ ليس نهاية الإنسان ، إنما هو الفصل الأول من مسرحية الحياة ، هناك فصولٌ دراماتيكية في أعماق الهيولى...
يابنيَّ : ثقَّف نفسك بكل ثقافات الحياة ، وتسلحَّ بالصبر والتفاؤل وسخَّرْ أخلاقك ومالك وعلمك لمواطنيك ولوطنك... وإنَّ طريق المجد محفوفٌ بالتضحية ونكران الذات للعروج إلى العلا........
وإن لم تفعل ذللك فأنت كائنٌ بيولوجي تحيا بشهوتك وتعبدها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً
بنيَّ : ليس المهم أن تنال أعلى الشهادات في الطبَّ والفيزياء والهندسة والأدب واللاهوت والفلسفة... إنما الاهم حصيلة ما قدَّمْتَ لبنيك وقومك من ثمار جهادك وسنابل أتعابك.. ( وَأَنْتَ أَنْتَ يابنيَّ لو رَكِبْتَ النَّجوم واعتليت مصابيح السماء ) آفة الآفات يابنيَّ : الهوى وحبَّ الذات وخيانة النفس والغدر واللؤم مع نفسك ومع بني جلدتك..
 إنَّ الشعوب المتخلّفة كالديدان تلتفُّ حول نفسها فلا ترى خصماً ومنازعاً إلاّمن أبناء جنسها تتلذّذ بقتل بعضها بعضاً فلا خير فيها...       المثقف الناجح هو من يداري مجتمعه وينقذه من المخاطر ، ويطوّره إلى الاحسن ويفرض إحترامه على أمته بخدماته ، وطبائعه الحسنة وحسن إدارته...
 عش يابنيَّ لحظاتك الحاضرة ، فلا تحزن لماضيك ولا تبتئس لمستقبلك وإن زارتك لحظات السَّعادة فلا تهدرها بل تمتع بها... وانسَ المآسي لأنَّ نسياَنك لها يدفعك إلى تجاوز العقبات واجتياز الصَّعاب....
الحياة - يابنيَّ – أكبر جامعة ومؤسسة اشعاع وأعظم موسوعة... إن العبقرية تكمن بين سطورها فمن لم يدرس كتاب الحياة يظلُّ ناقصاً نحيفاً هزيلاً....
ليست الثقافةُ أوراقاً ممهورةً بالأختام ، إنما هي عناوين تنطق بها لسانُك وتظهر في مشيتك وتعلن نفسها من خلال تعاملك مع الأخرين... وتظهر في شكلك وأناقتك وأسلوب حديثك وتظهر كالمرآة أمام نجاحاتك....
 الثقافة سلاح العقل المتنوّر وهو أفضل سلاح لمعالجة المرض والجهل والجوع... وهو سلاح الحكماء....
 بنيَّ : ارتكبتُ حماقات جمّة في مسيرة حياتي ، وفي كلَّ حماقة ٍ أسجَّلها درساً وموعظةً أقولها لك لكي لا تقع في الأوزار التي ذاقها والدُك تركتًُ لك يابنيَّ كنوزاً من التجارب والملاحظات والإنتكاسات التي أبتليتُ بها ... فهي خيرٌ مخَّططٍ لك في أيامك القادمات... ولو عاد والدك إلى نشأته الأولى لعاش حياةً سعيدةً ولكن هيهات...!!
  بنيَّ : إن خير الأَنْسَاْبِ هو نَسَبُ الفكر للفكر والعقل للعقل والقلب للقلب... والرحمة للرحمة والضمير للضمير... وليس نسب العرق والمذهب والطائفية ...
 بنيَّ : لا تذرف الدموع على ما مضى.. فالذين يذرفون الدموع على حظَّهم العاثر لا تضحك لهم الدنيا......

بنيَّ : في هذا الكون الهائل الخاضع للقوانين والموازين الأزلية قوىً خفيةٌ تدير الكون بالحق والقسطاس المستقيم...
 والحياة يابنيَّ : لاترضَ بالأذلاء والكسالى والمتواكلين تبتلع الضعفاء دفعةً واحدةً ولاتأخذها الرحمة والشفقة...
كن مثل الماء يابنيَّ عذباً فراتاً سائغاً للشاربين ، والماء يفتَّت الصخور... ويزعزع الجبال.. وَمَنْ يخطىء بحقه يغرقُهُ في أعماقه ، ويقرأ عليه فاتحة الكتاب...
 كن يابنيَّ - كالبحر في اتساعه وعمقه ، ورحابه صدره... يخفي بين أضلاعه عناكب الحشرات و قطعان الحيتان ولا يضجر ، ولا يملّ ، ولايسأم....
  كن يابنيَّ – كالأشجار الصامتة التي لاتنحني تظلُّ سامقةُ إلى الأعلى و تعطي بلا لقاء...
  بنيَّ : إذا عمَّ طوفان الفوضى البلاد ، تنحَّ جانباً وَقِفْ في الطرف الآخر حتى يولّي أدباره وينكص على عقبيه ويضمحل ويزول.....لأنه خُلق في مُناخٍ سقيمٍ...والعناكب تصطاد في المستنقع العكر...وإيّاك والعاطفة العمياء تقودك إلى المهالك...
 بنيَّ : إذا كانت النفس الإنسانية في راحةٍ واطمئنان رأتِ الفجر غديراً ونبعاً صافياً والليل مهرجاناً بزينة الكواكب ، والنّاس إخوةً متحابّين، والأكواخ قصوراً مشيّدة....
 بنيَّ : تعلَّمْتُ نصف معلوملتي من أنصاف المجانين... – هناك في شرقنا يابنيَّ : ثلاثة شركاء لا يختلفون مطلقاً : الطبيب ورجل الدين وحفّار القبور .
 ولدي الآتي : لقد طال عمري ، وسئمتُ تكاليف الحياة..
ولدي العائد من رحم غيب الغيب..... عندما أركب التابوت في يوم وفاتي وعندما تسير في نعشي لاتظن أني متألم لفراق هذا العالم       ولا تبك من أجلي... فليس هذا فراقٌ بل هو وصال ودخولٌ إلى عالم البرزخ وقبري هو رحم المرحلة الثانية للتواصل في مسرحية الكون... فقبري هو حجابٌ عن مجمع الجنان... واعزفوا عند قبري أناشيد بلادي تذكَّر الراحل بأيّام شبابه... وغطّوا جسدي بعلم بلادي و انثروا على جسدي بذور الزهور والأوراد والرياحين... ووسَّعوا لي قبري ، سوف أتحوّل ياولدي إلى ذرَةٍ من الغبار الكوني وسوف أسبح مع النجوم و الكواكب في هذا الفضاء الواسع الذي ليس له نهاية... وسوف أكتشف عوالم أخرى فرحلتي اللاحقة التي هي استمرار للبحث عن المعرفة واكتشاف المجهول أطّلع على أسرار الكون وما وراء الأفق الأزرق من المجرات والأبراج وذلك يوم التحامي مع ذرّات الهيولى الكونية...
تعالَ وأسرع يا ولدي لتكون خليفتي من بعدي ، وتحمل رايتي فإني ذاهبٌ إلى عالم الغيب و الشَّهادة.....
 شرقنا يابنيَّ يحب المدح وألقابه ويفكّر بقلبه وليس بعقله صاحب أمزجةٍ متغايرة وشخصية ذات أطوارٍ غريبة.... يعبد أوثان نزواته الفردية..... يتخذ قراراً فردياً وليس جماعياً... وينام في كهفٍ مسحورٍ بعيداً عن الواقع ويحَلّقُ في عوالم الخزعبلات والتّرهات... ولايفيق من نومه إلا وهو جثةٌ هامدة... فاحذرهم يابنيَّ... فَكَّرْ بمصابيح العقل... وأنوار القلب لتصنع مزيجاً من الحضارة المادّية والروحية... وداعاً ياولدي...........
جعدان جعدان

26/9/2012


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar