أمي التي روضتني
====

جلست بعيداً, على حافتي
أنتظر يدَ الله لتقطفني
تعثرتُ بنفسي بعد القطفة الأولى
الجسد هائمٌ والروحُ كينونتهِ
لربما يا أمي أشم رائحتكِ من الريحِ
لربما يا أمي أتذكرُ طفولتي نائماً على فخذكِ
لربما يا أمي كنتُ أتعلل بالمرض لأجلكِ
لربمايا أمي كنتُ أغيبُ عن مدرستي لأبقى معكِ
لربما يا أمي الآن أهجُركِ دون أن أبكي
لربما يا أمي لا أعود وأفضلُ نحتَ الرملِ عنكِ
فرقعةُ الماء لا تدوي يا أمي..
ولا النورُ يُزرعُ في بخورهن المستباحِ للطقوسِ
أحلامي يا أمي كأغصانٍ يانعة
رئتاي تسرفان في استنشاقِ التبغ
لأخرجَ عن تعاليمكِ
أحلامي يا أمي زوائدُ من خشب
الضريحُ لا يُبكى عليه يا أمي..
فقط الضريحُ يبكي نفسه..
حسبتُني ميتاً فابتهجتُ وبكيتُ لأجلكِ
طارت فرحتي, كادت أن تصل السماء
ما أريده ليصل لايصلُ أبداً يا أمي..
فتركبُ التيه من جديد لتهوي
فتصبحُ الفرحة ترحة..

أنتِ العالم كله يا أمي
وأنا الأوزون
فما نفع الحنطة التي تزرع بين الألغامِ
أحيا يا أمي على علب الصفيحِ المتقنة الصنع
ولا أشتعل إلا بنفطٍ ومحرابٍ مُبرَّد
كأني غدوت سراجاً ووجهي غدا زجاجاً
على جبهتي تحتضر مدينةٌ من بدر
أما آن لها أن تولد
الأصدقاء يا أمي بعيدون عني
كلَّ البعد وحاشيته وشجرة عائلته
يرتلون من كتابٍ خطه القدر بحبر الغربة
عنوانه:
بروتوكولات حكماء الجند والأفيون

فما بالكِ يا أمي
تنهكين في الفصل الثاني من رواية حياتي
وفي الجزء الثالث من تعويذة الماضي
ودعاؤك وصل الأعالي.. ولم يدانني..
ففيمَ الرجاءُ؟
إن كنتُ مبتور الجناحين , اليدين , القدمين , العينين , الأذنين , الرئتينِ , الأبوين..

مصطفى سعيد / تيريج عفرين / 25/3/2011