رأيتُ عصفوراً يبكي
وكأنَّ قلبه يتآكل
في رحلةٍ إلى النسيان
فقال لي ..
" ماذا أفعل بدمعتي .. ؟؟
أقولُ لها .. :
" تبخّري .. تبخّري ..
في بوتقة الشوق .... !!"
لا تجاوبني ..
يا ترى ..
هل ستختفي يوماً .. ؟؟!! "
فقلتُ له .. :
" ليالٍ تأتي بعدها ليالْ ..
تنهمر دمعتي ..
من مدامعِ ذكرى
خاوية البالْ ..
لا تبالي بآلامي
فإنها لأقسى ذكرى
في ذاكرة الآمالْ
تُرحلني إلى غربة
فأصحو ..
وإذ بدموعٍ في أحداقي
وإذ بصوتٍ خافت يناديني :
" ( مازال العمر يمضي مازالْ .. ) "
فلا تحزن يا سيدي ..
تمسك بالأمل فقط "
لكن في أعماقي كنتُ أقول :
" لا أرى شمساً حتّى
وأصبح نور كلّ أملٍ ظلالْ !"
أجابني حزيناً ...
والدّمع مِنْ عينيه شلالْ
وقال : " كيف أرى أملاً .. ؟؟
وعيني مكبلةٌ بالغلالْ
وإسكات دمعي ..
مُحالٌ ... مُحالْ
كيف أنسى دمعتي .. ؟؟
وذاكرتي في أسوأ الأحوالْ .. ؟؟
آهٍ سيّدتي ..
فحتّى أرى أملاً ..
أجدُ بيني وبينه تلالْ !!
كيف أحقق حلماً .. ؟؟
وأنا لا أعرف
الحقيقة من الخيالْ .. ؟؟ !!
أجيبيني سيدتي ..
ألا ترين في حزنك الخلود .. ؟؟
وألا ترين النسيان مُحالْ .. ؟؟! "
فقلتُ له .. :
" لا تكن فاقداً الأمل ..
فحينها .. لن ترَ القمر بدراً
بل ستراه هلالْ ..
لا تيأس من دمعتك ..
فيا سيّدي ..
دمعتك تحتاج دلالْ
دعها ترحل .. !!
ولا تدعها ترى ..
في عينيك الجمالْ .. "
فأومأ برأسه مبتسماً .. وقال : ..
" أجل .. أجل ..
سأدعها ترحل في إحدى الأيام ..
لكن ذاك اليومُ يأتي
حين تأتي فيه الشمس ..
من الشمالْ ......! "
*****
19 / 9 / 2007