من واقع محكوم بالموت ، إلى خيال يعلو فوق كل الوقائع المعاشة في رسم يفوق أشكال الموت المعلن عنها ..
حلم الطفل الذي ما يزال يركض بحثاً عن حقيبة مدرسته التي نسيها في احدى الزوايا ، ليجد بدلاً منها شبح الموت يترصد به ، وحيث أنه لم ينتبه إلى أن هذا هو شبح الموت ، حاول أن يلاعبه ، أن يداعبه .. إنه لا يتحرك لعباً إنه ديجور الموت الذي يخطف الطفولة والأحلام .. لم يرحم حتى طفولة لا تعرف عنه شيء ، عن اجرامه عن لونه الأسود .
حلبجة – تل الزعتر – بادينان – روابي آغري صبرا – شاتيلا – مذابح الأرمن – مذابح عرفتها كل الشوارع والعواصم لم يتنسى للتاريخ أن يسميها ..
في هذه المجموعة القصصة يسجل مروان بركات في سجل التاريخ القصصي جريمة عرفها أطفال حلبجة بأرواحهم وأجسادهم وبيوتهم ومدارسهم، عرفوها كما يعرف الطفل الحلم سيحكيها لنا عبر أرواح هؤلاء الأطفال .. كما سيحكيها لكل طفل في الأيام القادمة في كل العالم .
إن هذا النوع من الأدب لا يقال بالمعنى الإقليمي بل يقال بالمعنى العالمي لكل جريمة تقع على أي إنسان في العالم .
التاشر