الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Sat - 20 / Apr / 2024 - 7:02 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
الفتنة

1ـ الفتنــة !!

عبارةً أسمعها ، ولا أعرف مغزاها ، ثم اتضحتِ الفكرة بعد عدة حوادث جرت معي .. ؛ إحـداهـا [ دسيسة العــم ]

وعيتُ .. وأنا الولد الوحيد المدلل .. كيـف ؟ .

لا يتحرك سـاكن إلا بعد استشارتي ، ولا يطبـخ غداءٌ إلا بموافقتي ، والوالد " رحمه الله " يتحفني بكل الهدايا ـ وأنا ابن سـت سـنوات فـي

خمسينات القرن الماضي ـ .. سيارات الأطفال .. وروافع بحجمِ كلبٍ متوسط  و.. و .. 

فلم أعرف معنى الحاجة أو القيمة الحقيقية للنقود .. مادامت جيوبي مليئة منها ،  وبضائع دكان القرية متواضعة ؛ لا ترغب كثيراً في الصرف .. بفرنكٍ واحدٍ ، تملأ كفَّيْكَ بالتمر الأصفر اللذيذ وغير ذلك من مشتهيات الأطفال .

إن ألمَّتْ بي مصيبة " وهي نادرة " .. فالحرب والشنار من الوالد على أهل الدار !! .. تهديـده .. ووعيـده .. والشـتائم تتوالى بلا توقف ... ولِمَ لا ! وأنا الصبيُّ الوحيد ، أحتل الترتيب الرابع في عائلة مجيد ..

ومازالت أذكر كيف هاجت كل العائلة ، عندما تعرضت لعضة كلب .. ونحن نركض خلف بابا حشيش ( القشمَر : المُهَرِّج ) .

ويوم ما وقع جرح في رأسي ؛ وأنا أتسلق جدار دار / فائق حنان/ لإخراج فراخ عصفور الدوري .

والإغماءَة التي أصابت أمي ، عندما جاهدتْ لتقطف بعض التوت ، تحت إصراري .. فسقطت من الكرسي التي وقفت عليها !!.

وباختصار .. لا ساكن يتحرك ، ولا متحرك يقف ، إلا برضايَ !.. ومما يدل على ذلك ؛ رجاءُ أمي مرافقتها إلى مدينة عفرين ( وهو حلم كل صبيِ ريفيِ ) . رفضت ذلك .. فألحَّتْ .. فازداد عنادي ، وتمسكي بموقفي .. فرضخت أمي لإرادتي على مضضِ !!.

وكانت آلية النقل الوحيدة من قريتنا إلى عفرين ؛ / سيارة جيب ـ لاندروفر ـ لخالي حمو / .. فتترك أمي سـاحة الدار إلى ساحة الأوضة ( المَضَافة ) .. حيث يقف الجيب .. مشيعة بنظراتٍ نحوي ؛ ملؤها التردد والحسرة على تركها ابنها الوحيد خلفها .. وأنا مُتلـَهٍ بفطوري على مصطبة الدار .. غير مبالٍ بغليان الأسى في قلبها !! .

فيقترب /عمي خليل/ ، وجلس بجانبي وهو يهمس بكلمات أسمعها : لم يبقَ لكَ قيمة يا محمد .. وَلَّى مَجْدُكَ .. انقضى عهدُك .. لو كان لك قيمة لسَمَحُوا لك بمرافقتهم ..!.

كلماته الهامسة المنسابة ؛ أوغرت في نفسي عزةً مجبولة بالحقد والكراهية .. كأنها تعويذة شيطانية ، أو معزوفة أثارت فيَّ الشعور الثائر  بالمهانة من تطاول أمي عليَّ في تركها لي .. كان ذلك كافياً ليصل غضبي إلى أقصى درجاته ، فلم يعد الجلوس أو الانتظار كافيين .. فرميتُ قطعة الخبز جانباً ، وانطلقت تجاه ساحة الأوضة لا أبالي بالمخاطر .. وكان انفجار الغيظ أشدَّ ؛ وأنا أرى سيارة الجيب تبتعد بأمي " التي أهملتني على زعمي ؛ مما أثارها عمي " شيئاً فشيئاً عن الساحة .. لابأس ؛ سألحق بها بالجري العمودي بين زوايا الطريق غير المعبَّد والملتوي كالحيَّة .. خاصة وأن سرعتها لا تتجاوز العشرين 20/كم/سا ..

بدأت سباق اللحوق بها للانتقام من أمي التي أبت مرافقتي لها .. وفي منحدر ( بُنِي كُورْتـَيْ ) ، وكان الاقتراب من الجيب .. فالتقطتُ حجراً مِلْءَ راحة يدي ، وقذفته نحو أمي الظاهرة خلف بللور المقعد الثاني للجيب .. فلاحظت من حركات أمي ؛ أنها تشير إليَّ ، وتطلب من خالي التوقف!.

وكان الحجر قد أخذ مساره .. مهشِّماً النافذة البللورية .. متابعاً طريقه نحو أمي فيتوقف الجيب .. ويترجَّل خالي السائق .. والغضب يتطاير من عينيه .. وأسرع نحوي قاذفاً سيلاً جارفاً من كلمات الوعيد والتهديد ، مرافقاً بشتى أنواع السباب .. وهو يتسلق المنحدر ملاحقاً ..

ثم عدتُ إلى مكان توقف الجيب ، فإذا بي أرى باقات الورد التي كانت تحملها أمي مجبولة بدمائها الزكية !..

علمت بعدها أن الحجر أصاب جبهة أمي اليمنى !!!.

مازالت الحادثة ماثلة في مخيلتي .. تتراءَى أمام عيني ، وكأنها وقعت الآن !! ؛ وعذاب الضمير مازال يلاحقني .. والهمسات المجرمة " مزاحاً منه طبعاً " ؛ ما فتئت تتردد في أذني !!.

أليست الصورة متكررة بين الناس الكبار ؛ وهم في الإفساد يعبثون ؟!.

&

2ـ الفتنــة !!

القرع النامي

في بداية نيسان من العام المنصرم ، انحدر " حَمُو " نحو كرم زيتونه /غربي القرية ـ جرخيتا ـ/ ، والشمس تميل على أفق الوداع .. فيلقى حمو نظره على حاكورة أخيه حسو ، فألفاها تزخر بنباتات القرع ، الواحدة منها بحجم حَجَلٍ سمين .. فيتخيل موسم صيد الحجل السمان .. مستغرقاً في التفكُّر ..

ثم يتنهد حسرة على خلافه مع أخيه .. مستعرضاً بزفراتٍ يائسةٍ صورة أخيه ومعاملاته البعيدة عن المنطق والعقلانية .. فلا يملك ميزاناً للعدل ، ولا يعي مقدار انخفاض هيبتهم في محيطهم الاجتماعي ، ولا يدرك من يستفيد من خلافهم ! .. والعناد الأعمى مسيطرٌ على أحاسيسه ! .

تابع سيره إلى أشجار الزيتون الخضراء ، وهو يعقد آماله في تخليصه من ديونه المتراكمة .. تناول غصناً ، ونظر ملياً إلى النهايات النامية المبشرة بالفرج .. ويتركها بحنانٍٍ بالغٍ .. تاركاً فيها جزءاً من روحه .. ثم أكمل جولته .. وهو مطمئن بأن الكرم في أمان .. وسلك طريق العودة، إلى أن حاذا حاكورة القرع لأخيه .. فيلاحظ شبحاً يعبث فيها .. يطول حيناً .. ويقصر حيناً آخر .. ، فيقترب من الشبح فإذا الشبح يناديه بصوتٍ هلعٍ مرتجف قائلاً : أهـذا أنــت .. يا عمي ؟ .

قال حمو: ماذا تفعل في هذه الظلام يا بني ؟ .

يتلعثم ابن أخيه /فرهاد/ ، ولم تتركه المفاجأة أن يراوغ أو يكذب .. ‍فأقر بأنه على خلافٍ مع والده ، ويسعى لإلحاق الأذى به فما وجد سبيلا إلى ذلك باستهلاك نباتات القرع .. لتأجيج الخلاف بين أبيه وعمه !.


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar