صبري : صيادٌ مهووسٌ من قرية كوندي مشالَي . وله ثأرٌ بشكلٍ خاصٍ للأرانب البرية ، ولم يسبق لأرنبٍ بقي حياً " إن سمع بوجوده في مكان ما " . ولمَّا يشبع غريزته في صيد الأرانب ، وهو في عقده الخامس من العمر .
سمع من الناس وجودَ أرنبٍ ؛ يجوبُ في كروم العنب غربي قرية ماتينا .. وبدأ التجوال في الفيافي ، وأناط الاهتمام بالمزروعات لابنه علي 0
علي مواظبُُ في عمله ، فالانتاج الوفير معقد طموحه .. وبصيصُ أمله في الزواج من حبيبته شيرين ، ابنة خاله .
وتردده على حقل الكرمة ليس فقط للعمل ، وإنما لإبعاد الرعاة وقطعانهم عنها 0
الصياد صبري في قمة يقظته في ملجئه المموه .. وفي موقعه المشرف
على كثيرٍ من الأماكن التي قد يطرقها الخصم المتواري .. أحسَّ في مكمنه بحركةٍ حذرةٍ صادرةٍ من شجيرة الكرمة ؛ التي لا تبعد ســوى عشرين ياردةً منه .. تراءى له أُذنا الأرنب بشكل واضح .. بين الفروع النامية للكرمة .. وناول بندقيته بحذر شديد ، وبحركة موثوقة متناسقة صوَّب نحو الطريدة ، وضغط الزناد .. وبعد خروج الطلقة .. تناهى لسمعه أنـَّةٌ مكتومة .. أتبعها صوت ضعيف يقول :
أبــي … لقد قتـلتنــي !!!..
عاد صبري بابنه إلى القرية ، ليُدفن بعد ثلاثة أيامٍ !!!!..
بات الندم يلتهمه كل لحظةٍ .. والضمير يعذبه كل الأوقات .. لكنه ما يزال يحلف أغلظ الأيمان ؛ أنه صَوَّبَ إلى الأرنب الذي ظهرت أُذناه جلياًّ من خلال الفروع النامية لشجيرة الكرمة !!!.
**
* التردد كالملح .. قليله مفيدٌ ، وكثيره مضرٌ .